• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

الوفاء بالعهد ( مسرحية )

عيسى النتشة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/12/2013 ميلادي - 30/1/1435 هجري

الزيارات: 40652

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوفاء بالعهد


تأليف الأستاذ: عيسى عاشور النتشة.

إخراج الأستاذ: سالم الجحوشي


المنظر الأول

يُفتَح الستار على بيت متواضِع... حصير وسراج، صورة للقُدس الشريف ولوحة مكتوب عليها (الصبر مفتاح الفرج)... جمال الدرَّة يَجلِس بجانبه (عمر وعمار) ولداه، أحدهما يُمسِك كتابًا والآخر يَكتُب على طاولة قصيرة...

 

أبو محمد: (يُنادي) محمد... محمد... أين أنت؟

محمد: (من الخارج) نعم يا أبي... أنا قادم (يَدخُل وبيده مِقلاع وحجارة).

 

أبو محمد: أين كنتَ؟ ما هذا الذي بيدك؟ مقلاع - حجارة وماذا يفيد؟!

محمد: (يدخل) هذا سلاحي سأهزم به الجيش اليهودي، سترى غدًا.

 

أبو محمد: (يدعو رافعًا يديه) إلهي سترك الذي لا يَنكشِف... شباب هذه الأيام لا يعرفون

المهادنة، بصدورهم العارية يُقاتِلون عدوهم.

 

عمر:

لا تَسقِني كأسَ الحياة بذلَّةٍ
بل فاسقِني بالعزِّ كأسَ الحنظلِ

 

إن شاء الله خير... سترى منا يا أبي ما يَسرُّك...


عمار: وأنا يا أبي... لقد مللتُ هذه الكتُب العقيمة... متى ستَسمح لي بالانخِراط في الشُّرطة الفلسطينيَّة، لقد فاضَ بِنا اليأس.

أبو محمد: غدًا إن شاء الله... سنأخُذ محمدًا معَنا على أن تتدرَّب في المساء وتدرُس في  الصباح.

 

عمار: بارك الله فيكَ يا أبي... آه متى أتعلم إطلاق النار متى...؟ أُريد أن أَشترِك في التحرير.

محمد: عمَّار أحسن مني...! لماذا لا أذهب أنا...؟ لقد مللتُ هذا المِقلاع.

 

أبو محمد: أنت الآن صغير... عندما تكبَر سأجعلك تلحق بالعاصِفة أو كتائب عز الدين القسَّام.

محمد: (وهو يَخرُج) يَحيا الوطن... يَحيا الوطن... يحيا الشيخ عز الدين، و"إحنا يا رجال العرب على اليهود مُنتصِرين".

 

عمر: أما سمعتَ نشرة الأخبار يا أبي؟

أبو محمد: سمعتُها ولكن... لماذا تسأل؟

 

عمر: سمعتُهم يقولون: إن شارون وثلاثة آلاف مِن جنوده دنَّسوا المسجد الأقصى، وإن كل فلسطين ستَخرُج في مظاهرات غاضبة غدًا صباحًا.

أبو محمد: الله يُهلِكهم أجمعين... ويُريحُنا منهم... ألا يَكفي هذا العذاب؟

 

الأولاد جميعًا: آمين... اللهمَّ أمين... يُسمَع طرق عنيف على الباب.

 

كوهين: (من الخارج) افتح... هيا... افتح (يَستمِرُّ الطَّرق).

أبو محمد: يا ستار... يا رحيم... اللهمَّ لطفك.

 

عمر: هذا طَرقُ اليهود... إنهم هم.

كوهين: افتح... وإلا كسرْنا الباب (يشتدُّ الطَّرق والخلخلَة).

 

أبو محمد: لا تتحرَّكوا.... سأفتَح الباب.

عمار: لا تُعرِّض نفسك لإهانتِهم...اذهب ونَم... وسأفتح لهم الباب.

 

أبو محمد: لا.... اجلِس مع أخيك.

كوهين: افتح.... هيا افتح.

(يفتح أبو محمد الباب فيَندفِع ضابط وجنديان إسرائيليان).

 

كوهين: لا تتحرَّك... ارفعوا أيديَكم... (لأحد الجنود): فتِّش البيت عن السلاح...

 

الجُندي: أمرك سيدي (يذهَب).

 

كوهين: أيها الشيخ... أنت رجل عظيم... لا تُحبُّ الكَذِب... أليس كذلك؟

أبو محمد: ربنا أمر بالصدق....ماذا تُريدون؟

 

كوهين: أين مُحمد... ابنك مُحمد؟

أبو محمد: محمد... من هو محمد؟

 

كوهين: ابنك...... محمد.

أبو محمد: لا يوجد أحد الآن اسمه محمد.

 

عمار: أيُّها الضابط... أيُّها الضابط.

كوهين: اسكت أيُّها الطفل الصغير... اسكت، (للأب) أنت عربي والعربي لا يَكذِب هه...

 

أبو محمد: ولمَ الكَذِب... هؤلاء أولادي... هذا عمَّار وهذا عُمر.

كوهين: اسمع.. لا نُحبُّ الإرهاب... ولكن يظهَر أنك شيخ إرهابي... حاقد.. قل  الحقيقة وإلا..

 

أبو محمد: صدقني أيُّها الضابط.

الجندي: (يَدخُل) سيدي...!

 

كوهين: ماذا؟ هل وجدته؟

الجندي:   لم أجد سلاحًا... وجدت طفلاً نائمًا.

 

كوهين: لا يوجد سلاح... لا يوجد سلاح.. مُستحيل... مستحيل محمد مُخرِّب... محمد مجرم... أمسِكوا هذا الشيخ... (يُمسِكه الجُنديُّ فيَلكُمه الضابط ويَرفُسه) قل الحقيقة ..... قل أين محمد.

 

عمَّار: أيُّها الوغد... لا تَقترِب... ابتعِد..

كوهين: لا... لا... أنت ولد مُهذَّب.

 

أبو محمد: أيها الأوغاد... دعوا أولادي... اخرُجوا

أحد الجنود: اسكُت أنت... وإلا أطلقتُ النار.

 

كوهين: أين محمد... قل لي أين محمد؟

عمار: ليس لنا أخ اسمه محمد.

 

كوهين: أتُعانِد... أيُّها الجندي... خذ هذا (يُشير إلى عُمر) وسنحرِق قلب والده عليه (يُمسِك بعمر ويَسحبه).

عمر: دعني... اتركني أيها الوغد... دَعني.

الجندي: اسكت... وإلا...

 

أبو محمد: دعُوه... اترُكوه... خُذوني مكانه..

 

كوهين: لا... لا... أنت تَجلِس بجانب العجوز... اسمع... معك ثلاث ساعات تقول لنا أين محمد... وإلا سنَقتُل هذا الصبيَّ... (يُحاول الخُروج).

أبو محمد: أيُّها الأوغاد.... اترُكوه... اتركوه.

 

عمار: إنه صغير... صغير... خُذوني أنا... أيُّها الضابط... محمد أخي...

كوهين: (مُنتصِرًا) دعوه... اتركوه... ألم أقل إنك ولد لطيف... أين محمد؟

 

أبو محمد: محمد ابن فلسطين... ابن هذه الأمة.

كوهين: فلسطين... فلسطين... إسرائيل خبيبي إسرائيل..

 

أبو محمد: فلسطين أقوى منكم... فلسطين ستَهزِمكُم.

كوهين: إسرائيل خبيبي إسرائيل... من الفرات إلى النِّيل قل له يا عسَّاف (الجندي) قل...

 

عساف: اسمع خبيبي... دولة إسرائيل قوية... لا تُهزم... بالأمس يافا وحيفا واليومالقدس وغدًا بيروت وبعدها عمان وبعدها المدينة.

عساف: (الجنديُّ الثاني) من الفُرات إلى النِّيل.

 

أبو محمد: مَن أنتم؟ ومن نحن... أين حضارتكم... أين التاريخ؟

كوهين: التاريخ ما نصنَعُه.... بأيدينا سنشيد حضارتنا... اسمعني جيدًا... أين محمد؟

 

أبو محمد: قلت محمد.... محمد ابن هذه الأمة..... محمد ابن فلسطين.

كوهين: ابن فلسطين... ابن فلسطين... سنُدمِّر هذا البيت... سنَنسِفه.

 

عمار: لا تقدرون علينا... فاتَّجهتم لأرذل الأعمال وأحطِّها.

عمر: أيُّها الضابط... محمد غادَرَنا منذ مدة ولا نَعرِف أين هو؟

 

كوهين: بالأمس كان هنا.

عمر: صدِّقني... اذهبوا وفتِّشوا عنه.

 

عساف: يظهَر أن لا فائدة.... فلنَنسِف هذا البيت.

أبو محمد: تَنسِف هذا البيت... أنسفك من الوجود قبله.

 

عساف: وتُهدِّدنا في بيتك... أنت مُجرم... أنت مجرم.

أبو محمد: مَن المُجرِم؟ أيُّها الأوغاد... مَن المُجرِم؟

 

عمار: لقد سبَيتم أرضَنا.

عمر: وطردتُمونا من ديارنا... أنسيتم وحشيتكم في دير ياسين وكفر قاسم.

 

عمار: وفي الخليل... وفي القدس... وفي صبرا وشاتيلا ومجر البقر وقانا.

كوهين: كلكم إرهابيون مُجرمون... (للجنديين) أسمعتما، إنهم يعلمون صغارهم الدجل

والكذب... حتى الأطفال يَكرَهوننا... (للأب) للمرَّة الأخيرة... أين محمد؟

 

(يُسمَع صوت مُظاهَرة عربية في الخارج... يَقترِب الصوت رويدًا رويدًا).

عساف: سيدي... إنهم قادمون... قادمون ماذا نفعل... (يرتفع التكبير... أكثر فأكثر).

كوهين: هيا... اخرجوا... (يتهيؤون للخروج... يُفاجَؤون بمحمد وهو يلهث).

 

محمد: أبي.... أبي... (يحتمي به).

كوهين: إذًا... أنت محمد... الويل لك... تَقذِفني بالمقلاع وتهرب... (يُسرع والده ليَحميه).

 

(يَرتفِع تكبير عمر وعمار والوالد ومحمَّد، يَخرُج كوهين بخوف وجنده يَهرُبون يُلاحقهم الوالد وأبناؤه... يَضرِبون النار في الهواء عندما يُفاجَؤون بالمظاهرة... يَختلِط الحابل بالنابل... يَنطلِق الرصاص... يَختبئ الوالد ومحمد خلف برميل... أبو محمد يُحاول تَخبئةَ ابنه خلفه... ولكن يَصِل الرصاص إلى محمد... فيَصيح أبوه... مات الولد... مات الولد... مات الولد.....

 

المنظر الثاني

عساف: في تمام الساعة الواحدة انفجَرَت سيارة مُفخَّخة في شارح محنى يودا وكانت خسارتنا...

كوهين: أعرف... أعرف...

 

عساف: قُتل اثنان وجُرح....

كوهين: كفى... كفى...

 

عساف: وفرَّ المُخرِّبون ولم نُمسِك منهم أحدًا.

كوهين: كفى... كفى... لا أريد التقارير قلتُ: كفى... كفى.

 

عساف: إلى متى سنظل هكذا... كل يوم قتل.. تدمير... حرائق... نسْف.

كوهين: اسكُت أيها الوغد... اسكت... (يَنتفِض مذعورًا يروح ويَجيء والجُنديان يَرتعِدان خوفًا ثم يُحدِّق في عساف ويقول: عساف...      (يجلس)

 

عساف: أمرك سيدي...

كوهين: اقرأ التقرير الثالث.

 

عساف: أمرك سيدي (يَتناول الملف ويقرأ).

بينما كان الملازم أفيدور يقوم بدوريته المعتادة انقضَّت عليه جماعة مِن المُخرِّبين... بالقنابل اليدوية... فنسَفوه ومَن معه... وعددهم خمسة، ولاذ المُخرِّبون بالفرار...

 

كوهين: الملازم أفيدور... عددهم خمسة... لاذوا بالفرار... أين أنت يا ياهوه أين جيش إسرائيل الذي لا يُقهر... أين الطيَران... لم يَمُت منهم أحد، لم يُنسَف منهم أحد.

 

عساف: ماذا نفعل أكثر مما فعلْنا... إنها أرض الميعاد... قالوا لنا: إنها الجنَّة التي تفيض لبنًا وعسلاً..

كوهين: وصدَّقناهم... وها هي جهنَّم تفيض موتًا ورعبًا..

لم يتوقَّف شلال الدم... لم نجد مَن يحني رأسه.

 

عساف: كلهم سيدي كلهم... الكبير والصغير والأم والبِنت... كلهم يَهجُمون علينا بالحجارة... والمولوتوف الحارقة أنسيت سيدي ما يقوله التلمود.

 

كوهين: لم أنسَ أبدًا... لم أنس (بتبجُّح) أن عرش صِهيَون لا يقوم إلا على بركة من الدماء... وتِلال مِن جماجم الأعداء.

ولكن.... دماء مَن؟ جَماجم من؟

 

عساف: صدقني سيدي... في الليل لا أجرؤ لا أنا ولا راشيل... ولا الأولاد لا نَجرؤ أن نذهَب إلى الحمام... نَبول تحت الأسرَّة.

كوهين: (يَنفجِر ضحكًا مغيظًا) تظن أحده لك بالمرصاد... أيُّها الأرنب المذعور.

 

عساف: وأنا حرَّمت على نفسي أكل البطيخ.

كوهين: وما علاقة البطيخ بهذا...

 

عساف: مات ثلاثة يا سيدي.... وضَعوا المتفجِّرات فيه... ألم تسمَع بذلك سيدي.

كوهين: بلى سمعت... وسمعتُ أن جنودنا البواسل... لا يُطلِقون عليهم النار وهم في مخابئهم.

 

عساف وليفي: لا يُطلِقون النار... لماذا؟

كوهين: يَخافون أن يكتشفوا مكانهم... فيُبيدوهم.. يا للعار... يا للعار.. ما علينا... وما أخبار أبناء ذلك الرجل؟

 

عساف: مَن؟

كوهين: جَمال الدِّين... الدرَّة.

 

عساف: يقولون: إن أبناءه اختفوا...

كوهين: اختفوا... أين.... ومتى؟

 

عساف: لا أحدَ يعلم... ولكن يقولون: إنهم اختفوا يوم قتَلْنا أخاهم.

كوهين: يا لذلك الطفل الملعون... فعَلها... حرَّضهم على قتلي... لا... لا... لم أقتله...لم أقتله... أنجدوني... أنجدوني... (يتهالك على الأرض ونفَسُه يَعلو ويهبِط، يُسرع عسَّاف بالماء يرشُّه على وجهِه).

 

عساف: سيدي... سيدي..

كوهين: هل خرَج...؟

 

عساف: مَن هو... من؟ لم نرَ أحدًا...

كوهين: ذلك الشبح... ذلك الكابوس... محمد... محمد... إنه يُطاردني.. يُطاردني في كل مكان... ابعدوا عني... أبعِدوه... لا أريد رؤيته... لا أُريد أن أراكُم... اخرُجوا أيُّها الجُبناء... اخرُجوا... (يدفعهم، يتظاهَرون بالخروج بينما يتهالك هو على الكرسي ثم يَصيح): عساف... لافي... أين أنتم أيُّها الفئران.

 

عساف ولافي: (يهرعون إليه) أمرك سيدي... نحن هنا.

كوهين: لا تَترُكوني وحدي... أرجوكم ابقوا معي.

 

عساف ولافي: اطمئن... اطمئن... نحن هُنا.

كوهين: حسنًا حسنًا.. دعونا من الأشباح والكوابيس... اقرأ يا عسَّاف التقرير الرابع.

 

عساف: حسنًا حسنًا... التقرير الرابع... التقرير الرابع يقول: "يُمسِك ورقة وتصطكُّ أسنانه ويهذي".

كوهين: اقرأ أيُّها الوغد... اقرأ..

 

عساف: سي...سي...سي...

كوهين:        ماذا بك... اقرأ.

 

عساف: سي... سي... سي (يُلقي بالورقة ويتصنَّع الإغماء عساف... ماذا بك...أين أنت يا يهوه).

(عساف يُشير إلى الورقة فيُمسِكها لافي ويَرتجِف هو الآخر، ويُخرِّب عياره) سي.. سي... سي...

كوهين: ماذا بكما؟ أهو الجنون... انطِقا وإلا...

 

عساف: سيدي..... إنه إنذار...

كوهين: (لاهثًا) إنذار... إنذار... ممَّن أيُّها الأبله، تكلَّم وإلا قطعتُ لسانك... تكلم.

 

عساف: إنذار من إخوة محمَّد الدرَّة.

كوهين: محمد الدرة... محمد الدرَّة... أيُّها المعتوه... ماذا تقول؟

 

عساف: محمد الدرَّة... محمد الدرة... الدرة... الدرة...

كوهين: لقد جُنِنت... ناولني... ناولني... (يتناول الإنذار فيقرؤه وهو يَرتعِد بينما يسمَع صوتًا يقرأ الإنذار...).

 

الصوت: (باسم الله... الله أكبر.. قيامًا منا بواجب الجهاد المقدَّس، وتطبيقًا لأحكام سجلات دستورنا السماوي، فقد قرَّرنا تنفيذ حكم الإعدام رميًا بالرصاص بالضابط كوهين ومُساعدِه عسَّاف... الذين قتلوا الطفل الشهيد محمد الدرة غدرًا وخسَّة، وقاموا بنسْف البيوت وسلب الأراضي، وذلك تمام الواحدة ظهرًا يوم الخامس عشر من أكتوبر... والله أكبر وإنها الشهادة أبدًا أو النصر أبدًا... عن قيادة الانتفاضة... إخوة محمد الدُرَّة عمر وعمار ).

 

كوهين: عساف...لافي... هل هذا صحيح.... كم الساعة الآن.

عساف: يا للهول... دقائق مَعدودة..... ونموت..

 

كوهين: دعوا الخوف.. أمامنا متَّسع للهرب... هيا.. فلنهرب نهرُب... لا... إنها مجرَّد مُزحة... كيف يَجرؤ هؤلاء الأوغاد على الاقتراب منا... وهذه الدبابات والمُجنزرات والطائرات... كيف؟

 

عساف: يا للعار... نسينا أننا أبناء إسرائيل... إسرائيل القوية... هؤلاء الخَفافيش لا يظهرون في النهار... هذا هراء.

كوهين: خفافيش... مصَّاصو دماء... ونحن مَن نكون؟ حماة الجَيش الذي لا يُقهَر! يَصِلون إلينا؟ يُنفِّذون حكم الإعدام بنا؟...يا للأوغاد... يا للوقاحة.

 

(يُسمَع طرق معيَّن على الباب، يَختبئ ليفي تحت الطاولة، وعساف لا يجد مكانًا يَختبئ فيه، وكذلك كوهين، فيدور الواحد خلف الآخَر، يعود الطَّرق مرةً أخرى)... بوينا... بوينا فكشاه.

 

(يرن تليفون)

صوت: لقد قبضْنا على إخوة محمد الدرة.

كوهين: عظيم، أرسلوهم فورًا..

صوت: إنهم الآن أمام مركزكم.

 

كوهين: افتح الباب بسُرعة، أَدخِلهم (تدخل المجموعة مقيدة لعمر وعمار) ستتكلَّم هه...

عمار: نعم.. نعم... سنتكلم..

 

كوهين: (بنشوة النصر) يا للعرب الأغبياء... أنتما أخَوان...

عمر: نعم.... أخوان...


كوهين: حسنًا... حسنًا... ما اسمك؟ ما اسمك؟ (مُشيرًا لعُمر).

عمر: اسمي عمر.


كوهين: حسنًا وأنت؟ (مشيرًا لعمَّار).

عمار: اسمي عمار.

 

كوهين: عُمر... عمَّار.. عمر... عمار... عساف... لافي..

أمسكاهما... أَسرِعا

 

(يُسرع عمار إلى رشاش كوهين ويُجهِّزه للإطلاق موجِّهه إلى كوهين ولافي وعساف).

 

عمار: لا تتحرَّكوا... وإلا أطلقتُ النار... ارفعوا أيديكم..

(يصفُّهم عُمر إلى الحائط).

 

مَن مِنكم قتَلَ أخي؟

عساف: لستُ أنا... لستُ أنا... إنه هو (يُشير إلى لافي).

 

ليفي:   لا...لا... لستُ أنا... لست أنا... إنه هو (يُشير إلى كوهين).

 

كوهين: (بارتِجاف شديد) الكابوس... الكابوس... أنا... أنا... لا... لا...

الحقوني... الحَقوني... الرحمة... الرحمة..

 

عمر: أين كانت هذه الرحمة عندما قتلتُم أخي؟

هل تَعرِف طعم الرحمة أيُّها الوغد؟

 

عساف: أنا لم أفعل شيئًا... فقط فتَّشتُ البيت عن السلاح

عمار: أي سيدي.. هذا؟ انظر إليه... إنه سلاحُكم، بسلاحِكم نُبيدكم.

 

ليفي: وأنا... أنا لم أفعل شيئًا أستحقُّ عليه العقاب... دعني أرحل..

 

عمار: سترحَلُ.. سترحل إن شاء الله... ولكن بعد أن نُصفِّي حسابنا معكم جميعًا... عساف (بصوت قوي).

عساف: أمرك سيدي...

 

عمار: لست سيدك... مَن قتَل أخي مُحمَّدًا؟

عساف: إنه كوهين... كوهين..

 

عمار: ولمَ لم تمنعْه؟

 

عساف: لا أستطيع... لقد حاولتُ فهدَّدني.

عمار: كم قتلتَ من العرب؟

 

عساف: لا أعلم... لا أدري..

عمر: قتلتَ أم لا؟

 

عساف: نعم قتلتُ... قتلت الكثير...

عمر: في شَرعِنا أن القاتل يُقتَل ولو بعد حين.. (لعمَّار) أطلِق عليه النار (يُطلِق عليه النار من مسدَّس كاتم للصوت فيَهوي صريعًا).

وأنت يا ليفي....

 

عساف: نعم سيدي..

عمر: لستُ سيِّدك... كلمة واحدة... مَن قتَل محمدًا..

 

ليفي: إنه هو... كوهين.

عمر: لماذا لم تمنعْه؟

 

عساف: لم أُحاول.

عمر: فأنت شريكه... (لعمَّار) ألحِقه بزميله...

 

(يتَّجه إلى كوهين) ولم يبقَ إلا أنت وأنا... كوهين وعمر... القاتل والمَقتول..

 

كوهين:        الرحمة... الرحمة..

 

عمر: الرحمة.....لمن؟ للقاتل... للحقير الذليل؟ لمن سلَب الأرض وهتَكَ العِرض، ودنَّس المقدَّسات.

 

كوهين: اقتلني... اقتلني... أسرع..

عمار: سأقتُلُك... ولكن كيف؟ كيف تُحبُّ أن تَموت؟ الموت قليلٌ فيك.

 

كوهين: أين أنت يا يهوه... يا شارون... يا باراك... يا كلنتون... يا أولبرايت...أين أنتم يا عرب..

عمر: (لعمار) تقدم يا أخي... نوفِي بالعهد ونُرضي الرب.... تقدَّم..

 

(يتقدم الاثنان إلى كوهين يُشهِران سلاحيهما)


الاثنان: باسم الله... تنفيذًا لأمر الله... نوفِي بالعهد ونأخُذ بثأر محمد ينقضَّان عليه ويشنقانه ويعلقان عليه خارطة الوطن العربي...

 

ستار الخِتام





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نخوة.. بطريقة أخرى (مسرحية)
  • أمراء للبيع (مسرحية)
  • أبو يوسف (مسرحية)
  • الشجرة (مسرحية)
  • خير جليس ( مسرحية شعرية قصيرة )
  • مسرحية هانيبال
  • رموز مسرحية " السيكلوب " تحاول انتحال التاريخ بعد أدلجته
  • مسرحية الإسكندر ( للأطفال )
  • وفاء العرب ( قصة )
  • نصوص مسرحية حديثة
  • الوفاء بالعهد من القرآن والسنة

مختارات من الشبكة

  • الوفاء للشيوخ والعلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوفاء.. لأهل الوفاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوفاء الوفاء (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوفاء الوفاء (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوفاء بالعهود ومجالاته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قيمة الوفاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع الوفاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوفاء وحفظ الجميل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلق الوفاء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب