• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

سماعة الجَدَّة (قصة قصيرة)

محمد علي الخطيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2008 ميلادي - 2/12/1429 هجري

الزيارات: 28846

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
فجأةً خيَّم ظلامٌ دامس، أحاط ببيتِ الجدَّة العجوز، وهُرعتْ حفيدتها عَزَّةُ إليها، لأنَّ انقطاع الكهرباء يعني انقطاع جدَّتها عن الدنيا، وهو لا يقل خطورة عن انقطاع الماء أو شيءٍ آخر من الضروريات.

لم يكن انقطاعُ الكهرباء مفاجئاً بالنسبة لعَزَّة، فالدولة اليهودية ما فتئت منذ أسبوعين أو أكثر وهي تهددُ بقطع التيار الكهربائي، وإغراقِ غزَّة بالظلام والخوفِ والبرد!

الجدَّة رديئةُ البصر، لا ترى ما حولها إلا بالكاد.. ثمَّ إنها لا تسمع إلا عن طريق سمَّاعة صناعيَّة، تُشحَنُ بالكهرباء، كانت هي النافذة الصناعية الأخيرة التي تطلُُّ منها على الحياة، وتتواصل فيها مع من حولها.
- جدَّتي... جدَّتي... أين أنتِ؟
- أنا هنا في سريري، وهل أملكُ فراقَه؟

ثم أردفتِ الجدَّةُ تسأل حفيدتَهَا باستغراب:
- لماذا انقطعتِ الكهرباء يا عَزَّة؟

- إنهم اليهود قطعوا عنا التيار!
- لو استطاعوا أن يقطعوا الهواء عنَّا لفعلوا، لكن.. الله أكبر.

- (الله أكبر!).

رددتها عَزَّةُ وراءَ جدَّتها بينما كانتْ تضيء بقيّةَ شمعةٍ تمتلكها العجوز، لتقضي بعض حاجات جدَّتها الضرورية... ضوءُها الضئيلُ يحاولُ التشبث بالبقاء، فهو ينازع ضعفه، ويدافع نفثات ريحٍ عاصفةٍ تزعقُ وتصفرُ في الخارج، وتحاول اقتحام غرفة الجدة من خلال الشقوق والثقوب والمسامات المتناثرة هنا وهناك.

( أفضلُ ما تفعله إحدانا في مثل هذا الجو هو النوم!).

هكذا قالت الجدَّة، وهي تودِّع حفيدتها، وتأوي إلى فراشها الذي لم تغادره أصلاً! حتى باتت جزءاً منه، لا يفارق سوادُها سوادَه...

لم تنسَ العجوز أن تصدرَ أمراً حازماً إلى عَزَّة بإطفاء الشمعة لوقت الحاجة!
* * *


لم تشأ عَزَّةُ في تلك الليلة أن تفارقَ جدَّتها، رأفةً بها، ولربّما تحتاجُ إلى مساعدتها في قلب هذه العتمة الحالكة التي تغطي جميع أرجاء غرفتها، وتمحو فيها كل المعالم والقسمات؛ فيبدو منظراً واحداً هو الظلام فقط.

انتابتْها بعضُ مشاعرِ الخوف، وقفزَ إلى مخيِّلتها حشدٌ من الصور المرعبة لأشكال من الجن والعفاريت والأشباح التي كانت جدَّتُها تروي لها بعضَ حكاياتهم الأسطوريّة، غير أنها لم تلبثْ أن تبدّدت تلك المخاوف، وتلاشت هاتيك الصور، لأنها باتت تدرك أنها من نسج الخيال.

لكن الخوف الحقيقي الذي يملأ غرفة جدَّتها، بل يملأ حياتها، هو ذاك الرعب القاتل القادم مع كل غارة لليهود قد تباغتهم في أيَّةِ ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ، وتمطرهم بوابلٍ من القنابل والصواريخ، فتمزِّق الأجساد الآدمية، دون تمييز بين طفلٍ وامرأةٍ وشيخٍ مسنٍّ، أو حتى رضيعٍ، أو قطةٍ أليفةٍ أو لعبةٍ جميلةٍ، وما تزالُ تذكرُ تلك الغارةَ اللئيمةَ التي ذهب ضحيتَها أبوها وأخوها الصغيرُ رامي، بل لم تغادر صورُ الأشلاء الدامية ذاكرتها أبداً.

تنفَّس الصبحُ، وتنفَّست معه عَزَّة الصعداء...

لقد باتت تكره الليل كثيراً، وتستعجل رحيله! كانت تحبه من قبْلُ، وتنتظره بشوق، لأنه كان يلمُّ أفراد العائلة الذين يبعثرهم النهار... كلٌّ يسعى في همِّه، هذا في عمله، وذاك في مدرسته، وآخر يشارك في مظاهرة أو يرابط على ثغرٍ من ثغور غزة، أو على طابورٍ من تلك الطوابير الطويلة المملّة التي تقع عليها عينك أينما ذهبت، أما عَزَّة، فقد كانت تنفق معظم وقتها في القراءة، وأولعت بقصص المكتشفين والمخترعين، وكانتْ لها تجاربُ علميةٌ بسيطةٌ، هي أقرب ما تكون إلى اللعب منها إلى الجدِّ، لكنها على كلِّ حال كانت هوايتَها المفضلةَ التي تشعر معها بشيء من السعادة التي فقدتها في سنٍّ مبكرة مع فقد الأحبة.
الأمر تغيّر الآن كثيراً، والليل بات كئيباً ثقيلاً قاتلاً، ولم يعد ذلك الليل الآسر الذي كان يجمع عائلة عَزَّة (لكنَّ باطن الأرض هو الذي بات يقوم بهذه المهمة!). هكذا قالت عَزَّة، وهي تزفر بألمٍ وحرقة.

استيقظتْ جدَّتي على صياح الديَكة كعادتها، قبل أن ينشقَّ الفجر، وكانت تستفتح نهارها بسعال حادٍّ متواصلٍ لا يلبث أن يهدأ، كان بالنسبة لي المنبِّه الذي اعتدت أن أستيقظ عليه يومياً. نهضت من فراشي مسرعة، وبادرتها بالتحية. تحسست يديها، وقبلتُهُما. قالت لي :
- الله يرضى عليكِ يا عَزَّة يا حبيبتي. ثمَّ سألتني: أمازالت الكهرباء مقطوعةً؟ أشعلي لي الشمعة!

تحسستُ بقية تلك الشمعة، وأشعلتها بعد لأْيٍ[1]، وهي تضطرب اضطرابَ الخائف، يخفت ضوءُها حيناً حتى يكاد يذهب، ويقوى حيناً آخر كالذي حضره أجلُه، فهو يدفعه، ويريه من نفسه قوة تبدي ضعفه أكثر مما تبدي قوّته.

بعد أن فرغتْ جدَّتي من صلاة الفجر، بادرتُها قائلة:
 - كيف حالك اليوم؟.

- ..........

لم تجب بشيء.. عرفْتُ أنها لم تسمعْني لكنها شعَرَتْ أني أكلمها، من خلال حركة شفتَيَّ، وراحت تبحثُ عن سمَّاعتها، وبعد أن استقرَّت في أذنها، خاطبتني قائلة:
- ماذا قلتِ يا عَزَّة؟ هل تحتاجين إلى شيء؟
- سلامتك، لا شيءَ غير أني كنت أطمئنُّ عليك.

- أنا بخير، لكني أخشى نفاد الشحن في هذه السماعة ولا كهرباء. كيف ستكون حالي آنذاك؟. لا بصر ولا سمع.. لست أدري!. هذه السمَّاعة هي نافذتي الوحيدة على هذه الدنيا، وإن كان الصممُ أكثرَ راحة في هذه الأيام!

كانت تلك أخطر مشكلة يمكن أن تواجهها بسبب انقطاع الكهرباء، وهو ما كنت أخشاه أنا أيضاً. وكان الألم يعتصرني وأنا أرى جدَّتي تقتصد في استعمال سماعتها، فتضعها كلما اضطرت إلى محادثتي، ثم تنزكها فوراً؛ خشية نفاد الكهرباء المختزن في داخلها.

قضيت جلَّ نهاري أفكرُّ في حلٍّ ما، أجرِّب وأخرِّب وأحاول وأكرر، وباءت تجاربي في ذلك اليوم بالفشل، لكني لم أيْأس، ومازلت أجدُّ البحث، وأكرر المحاولة حتى اهتديت إلى فكرة أو اختراع بسيط لكنه سيحلُّ مشكلة جدَّتي بكل تأكيد، ويبدد كل مخاوفها، وهو لا يكلفها جهداً يذكر سوى أن تتكلم، فتلتقط البطارية كلامها بواسطة مستقبِل حساس، ويتولَّد عن تلك الذبذبات الصوتية طاقةٌ تشحن بطارية سماعتها باستمرار.

سُرَّت جدَّتي كثيراً باختراعي، وتلألأ وجهُها بالفرح كأنَّه قطعةٌ من القمر، وضمَّتني إلى صدرها بكلتا يديها، وأمطرتني بالقُبَل، وقالتْ لي:
سأروي لك الليلة أجمل حكاياتي، كي لا تنفد الطاقة أبداً، لكنها لن تكون عن الجنّ والعفاريت، ستكون حكايتي هذه الليلة عن البطل الذي ألهب ثورة "الست والثلاثين" التي عايشتها بنفسي، هل تعرفينه يا عَزَّة؟. أنا رأيته بأم عيني... إنه الشيخ (عز الدين القسَّام)!


[1]   - أي: بعْدَ جَهدٍ ومَشَقّةٍ. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أم وكفن (قصة قصيرة)
  • بين القلم والجلاد (قصة)
  • بذرة كره
  • الثالثة والربع صباحًا (قصة)
  • الحذاء البني (قصة قصيرة)
  • اجتماع
  • الراعي والقطيع (قصة)
  • جلست مع الطبيب (قصة)
  • أربع قصص قصيرة جدا
  • درس في التربية ( قصة قصيرة )
  • يوم عمل رسمي ( قصة قصيرة )
  • الأرنب الأزرق (قصة قصيرة)
  • تخمة (قصة قصيرة)
  • ومن يكتمها.. (قصة قصيرة)
  • سر الشفرة (قصة قصيرة)
  • صابر (قصة قصيرة)
  • الهدف الضائع (قصة قصيرة)
  • كن صرحي (قصة قصيرة)
  • مياه النار (قصة قصيرة)
  • التفاؤل زهرة وردية (قصة رمزية)
  • ردوا إلي عيني!
  • تسع لوحات (قصة قصيرة)
  • (اللندة أم بلبلة) قصة قصيرة
  • هيا؛ بنا نفشل! (قصة قصيرة)
  • لكني أفقد جليبيبا! (قصة قصيرة)
  • في بهو الذكريات (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة الفوائد العوالي المنتقاة من أصول سماعات أبي عبدالله القاسم بن الفضل الثقفي (ج68)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الفوائد العوالي المنتقاة من أصول سماعات أبي عبدالله القاسم بن الفضل الثقفي (ج7)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التراث الخطي في دار الكتب الظاهرية بدمشق وأثره في إغناء تراجم الأعلام من خلال السماعات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تحقيق النصوص بين اختلاف الروايات وأهمية السماعات وتعدد الإبرازات(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السماعات على المخطوطات العربية: أهميتها وفوائدها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)

 


تعليقات الزوار
1- استدراك
سارة محمد علي الخطيب - الكويت 22-12-2008 01:23 PM
القصة واقعية وهي حكاية غزاوية حقيقية وليست من بنات الخيال وهي رمزية أيضاً ترمز إلى استمرار الثورة وبقاء الطاقة لا تنفد ولا تفنى لكن لي على القصة ملاحظات أحب لفت نظر القاص إليها ، وكذلك القارئ ، وهي :
- في القصة ( استيقظتْ جدَّتي على صياح الديكة كعادتها ، قبل أن ينشقَّ الفجر ) ، وهذا فيه تناقض إذ كيف تسيقظ الجدة على صياح الديكة وهي لا تسمع كما ورد في سياق القصة .
- في القصة جاء على لسان الجدة : ( الله يرضى عليك يا عَزَّة يا حبيبتي . ثمَّ سألتني : أما زالت الكهرباء مقطوعة ؟. الله يقطعهم . شعلي لي الشمعة !. ) . وهنا يستبعد إشعال بقية شمعة مع انبلاج الفجر ، والمنطق يقتضي الاقتصاد للإبقاء على الشمعة لظلام دامس !.
سارة محمد علي
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب