• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

فن المقالة في العدد الأول من مجلة الرسالة (4)

شفاء محمد خير يوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/9/2008 ميلادي - 27/9/1429 هجري

الزيارات: 27497

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
* المبحث الثاني .. المقالة الاجتماعية:
المقالة الاجتماعية واضحة ويستطيع القارئ أن يميزها بسهولة عن غيرها من المواضيع، وسأعرّفها حتى يطبّق القارئ نموذج المقالة الذي اخترناه على هذا النوع:
يحدد لنا الدكتور ربيعي عبد الخالق بحدّ شامل في كتابه (فن المقالة الذاتية) المقالة الاجتماعية بأنها التي "انطلقت وراء مغزى اجتماعي تنشد غاية نفعية، تدل على سمو الذات التي لا تتوقف عند (الأنا)، فتجتر آلامها وملذاتها فقط، بل تتسع في حسها ونفعها، ولذا فقد تصدت المقالة الذاتية في ايجابية للعيوب الاجتماعية وقضايا الحياة ومشكلاتها في مواجهة نشطة فعالة تنشد التقويم والإصلاح، حيث انغمس الكتاب في قومهم معبرين من منطلق معاناتهم الفعلية وتضامنهم الواقعي وانتمائهم الاجتماعي عن الآلام والآمال، يحددون بلسان صدق الأدواء ويصفون في تعاطف وإشفاق الدواء، حرصاً على إصلاح ما فسد وتصحيح مسيرة من انحرف[1]".

وسنتناول مثالاً على هذا النوع مقالة (حلقة مفقودة) لمدونها الأستاذ أحمد أمين[2].

نلاحظ أولاً أن أسلوب المقالة ذاتي، مع أني أعلم أن كثيراً من قرائها يعدّونها موضوعية؛ بما أن عاطفة الكاتب لم تظهر جلية، بل كانت حيادية، ولكننا إذا أمعنّا النظر في اختياره لموضوعه - وهو في رأيه مشكلة اجتماعية - فهذا ينبئُ عن إنسانية ورقة ورهافة حس عظيمة، بأن استثارتْهُ الحميّة على مجتمعه، - وهذا ناتجٌ عن حبه له، ثم دقة تأمله فيه - فنبّه هذا المجتمع وسهَّل عليه الطريق للانطلاق نحو الأفق.

أما موضوعها فهو اجتماعي، للأسباب السالفة الذكر... كما أن الدكتور ربيعي اعتبر المقالة الاجتماعية متفرعة من المقالة الذاتية في الصفحة نفسها.

إن كانت الأسطر السابقة وصفت المقالة الاجتماعية بأنها تتناول العيوبَ والآلام والآمال، فإن الأستاذ أمين يسعى في مقالته إلى التطوير - أي الجانب التكميلي - حتى يَظهر مجتمعه في أبهى حال، ليس الجانب التأسيسي من دعوة إلى التعليم في مجتمع جاهل؛ لأن المجتمع المصري مجتمع متعلم كما يوضح في مقالته قوله: "إن أكثر من عندنا قومٌ تثقفوا ثقافةً عربية إسلامية بحتة"، فقط أن يعالج جانب: "وهم جاهلون كل الجهل بما يجري في العصر الحديث من آراء ونظريات...".

نجد أن الكاتب حدّد المشكلة أولاً عندما قال: "في مصر حلقة مفقودة.... إلى أن قال: ولا نسلك الطريق إلا على ضوئهم.."، ثم شرحها شرحاً وافياً تحليلياً فقارن بين من يريدُ - الكاتب - أن يجمعوا بين الطائفتين وهما: الأولى: الذين لم يستطيعوا فهم روح العصر ولا لغته، وإنما التزموا بالقديم في كل العلوم. الثانية: من ضَعُفت ثقافتهم العربية الإسلامية ولم يستطيعوا التأليف ولا الترجمة. ثم يوجدُ هذه الحلقة المفقودة مقارنة فيها شيءٌ من العتاب، ثم ذكر النتائج السلبية للمشكلة وهي سبب كتابته للمقالة، ثم وجد أن الحل يكون بالعمل على إيجاد هذه الحلقة وبيَّنها مفصلةً مرتبة. ثم توقع أو تخيل النتائج الإيجابية التي ستظهر بعد تطبيق الحل المقترح سابقاً كما ظهرت عند من استشهد بهم مثل رفاعة باشا والسيد محمد إقبال، فطارَ صيتهم ونهضَ مجتمعهم.

إذا صحّ أن نطلق على عنوان المقالة أنه عنوان نفيس فهو كذلك، فكاتب هذا العنوان يقدّر هذا الشيء الضائع لدرجة أنه كتب عنه مقالة طويلة عريضة، موضّح للفكرة الرئيسة[3]، ولابد أنه أثار اهتمام القارئ[4]..

النمط المستخدَم في المقالة هو نمط الترسل[5]، حيث الزهدُ في ألوان البديع حرصاً على انطلاقة الأسلوب وسعة مجال التعبير عن خطرات النفس.

نتناول الآن أجزاء المقالة الثلاثة بالدراسة والنقد:
المقدمة: وتبدأ من قوله: "في مصر حلقة مفقودة..... إلى: ولا نسلك الطريق إلا على ضوئهم"، موجزة. بدأها بتشويق بالغ، خصوصًا للمصري، خاصة أنه أشعرَ القارئ بخفائها، فأثار بذلك فضول القارئ ليجد شفاءً لهذا الفضول بعد أسطر قليلة. كما جعل الكاتبُ القارئَ يشعر أولاً أن هناك مشكلة خفية، تحتاج إلى حلٍّ عاجل، ثم عرّف بها بوضوح.

العرض: ومطلعه: "إن أكثر من عندنا قوم تثقفوا.... إلى قوله: كما يعرض الأوربي فلسفة قومه شيّقة عذبة لذيذة"، يشعر القارئ أثناء قراءته للعرض بحرص الكاتب على تطوير مجتمعه بإفهامه المشكلة، فتارة يضرب أمثلة توضيحية، وحينًا يقارن بشكل عام بين الطائفتين المذكورتين آنفًا، وتارة يسرد نتائج المشكلة حتى يثير غيرة القارئ على هذا المجتمع وعلى الإسلام، وتارة يتخيل أن المشكلة قد حُلت، فيصف المجتمع في حالته البهية التي يريدها.

الخاتمة: وهي من قوله: "إنما يتغذى الشرق بهذا.. إلى ويوم يُلوى الخطان المتوازيان فيلتقيان"، قصيرة، وكأن الكاتب خصّصها ليثبت في نفس القارئ أمنيته بالتحديد، فيجب أن تكون في العالم العربي وباللغة العربية- لأن هذه الحلقة وُجدت باللغة الإنجليزية- ولخّصها بأن تحيي هذه الحلقة آثار الأولين بأسلوب الآخرين، ومثّلهما بالخطين المتوازيين.

ولأن ما يتحدّث عنه الكاتب يُعد أمنية، فلم يصل في خاتمته إلى نتيجة أو حلٍّ لمشكلته..

وإذا التفتنا إلى جانب العاطفة عند الكاتب، فسنجده غيورًا على وطنه "في مصر حلقة مفقودة"، وعلى دينه عندما يتحدّث عن نوابغ خريجي المدارس العصرية والبعثات، فضعُفت ثقافتهم العربية والإسلامية، وعلى لغته عندما قال: "ولكن الهنود يعرضون - وا أسفاه - ذلك باللغة الإنجليزية، فلا يغذّون جمهورنا..". وإن كاتبنا من الشخصيات المبدعة أيضًا، التي تبحث عن الجديد، حيث إنه فكّر في إيجاد طائفة جديدة من العلماء، تتلاقح مع الطوائف الأخرى المعروفة[6].

نجح الكاتب في وحدة بناء المقالة، فلاءم في الانتقال بين المقدمة والعرض والختام.. لكنه كان بإمكانه أن يوجز كلامه؛ لأنه يظهر فيه بعض الحشو، مثلاً وصفَ طائفتي خريجي الأزهر وخريجي المدارس العصرية مرتين بشكل منفصل، فذكر الصفات عينها مكررة[7]. كما لم نلاحظ على القطعة استطرادًا أبدًا..

أما الفنون البلاغية، فلم يكثر منها؛ لأن التزيين في الجمل يُذهب جدِّيةَ الفكرة والرغبة في تطبيقها، ولكن نجدُ أن هذا العنوان والقطعة كلها قائمة على تشبيه الجهة التي تقومُ بالتوصيل بين الطرفين المذكورين المنفصلين المتناقضين، بالحلقة الرابطة بين شيئين ليكونا أشبه بالشيء الواحد فنتُجُ تواءم وتوافق في الأفكار.

أما من الناحية الصوتية، فحركة حروفه لم تسكن ولم تهدأ؛ لأن عاطفته لا تسكن حتى تحقق ما تريد.

نستطيع أخيراً أن نستنتج أن الأستاذ أمين لن يشرك معه أي قارئ إنما القارئ النشيط المتحمس للعلم والإسلام والإبداع.

* المبحث الثالث.. المقالة النقدية:
هي التي "يُعنى فيها الكاتب بوضع تصميمٍ دقيق وخطة محكمة لِما يكتب، حتى لا يضِل قارئهُ السبيل، ولابد في هذا النوع من المقالة أن يكون لها مقدمة وعرض وخاتمة وخطة يسير عليها ويصل إلى نتائج في النهاية، وتعتمد على قدرة الكاتب على تذوق الأثر الأدبي أو مناقشة القضية التي يعرض لها ثم تعليل الأحكام وتفسيرها وتقويم الأثر بوجه عام"[8].

وسندرس مقالة (العبقرية والقريحة) للأستاذ أحمد حسن الزيات[9]، دراسة نقدية، وقد اخترناها هنا لأجل ارتباطها الوثيق بالنوع المخصص لهذا المبحث.
سأذكر في الأسطر القادمة سبب تصنيفي للمقالة من حيث أسلوبها وموضوعها معاً...

أسلوب الكتابة في هذه المقالة ذاتي - وسأذكر الأسباب لاحقاً - مع أن الدكتور عبدالعزيز شرف[10] يرى أن المقالة النقدية تتفرع من الكتابة بالأسلوب الموضوعي، مع أني لم أتعرف إلى الآن إلى سبب تصنيفه هذا؛ ذلك أن الناقد الماهر هو الناقد المحايد، الذي لا يشرك في نقده رأيه الخاص، وهناك ناقد لا يستغني عن إشراك رأيه وانطباعه الخاص في نقده، فبذلك يمكن لنا أن نصنّف المقالة النقدية الانطباعية ضمن الذاتية والمقالة المحايدة ضمن الموضوعية.

مقالة الأستاذ الزيات تنضح بالذاتية؛ وقد يكون السبب أنه اتخذ جانباً واحداً من النقد وهو ذكر مواطن الجمال والقوة بشكل وضحت فيه شخصيته وهواه، حيث أورد كلمات تدل على الحزن "فجيعة الشعر العربي"، والهتاف والعظمة "لأنها إلى الهتاف بالعظيمين أقرب" والإعجاب "تجد أول ما يبهرك منه لفظه المونق"، أي ليس ذكر مواطن الجمال مجردةً من مشاعره ورأيه الخاص. لأنه قد يأتي ناقد آخر ويعارضه تماماً، هذا دليل على أنه أشرك فيه هواه ولم يكن محايداً، حيث إن من شروط الأسلوب الموضوعي الخلو من اختلاف النظرات الفردية الخاصة كما ذكرنا في الفصل الثاني للبحث. ولكنه استخدم مصطلحات نقدية معروفة بين نقاد الأدب مثل "يحسن الصوغ - يجيد السبك - ومن خصائصها الوضوح والاتساق والأناقة والسهولة والطبعية والدقة".

وقد ذكرت أنها نقدية لأنها اعتمدت على قدرة الكاتب على تذوق الأثر الأدبي أو مناقشة القضية التي يعرض لها، وهو هنا يعلل الأحكامَ ويفسرها. وكانت خطته منسقة مرتبة حيث بيَّن أولاً أن لكل من الشاعرين حافظ وشوقي طريقته، ثم شرح الفرق بينهما، وعرّف بهما من حيث العاطفة الشعرية ثم شكْل القصيدة ثم البناء ثم التسلسل ثم وحدة الهاجس[11].

وأغلب الظن في سبب تركيزه على الجانب الإيجابي في تحليله ونقده، قرب وفاتهما، فرأى أن ذكر محاسنهما: "تمهيد لأسباب الحكم الصحيح"، ربما يكون لقصر مجال التعبير في المجلة علّة لهذا أيضًا.

أمّا إذا التفتنا إلى العنوان "العبقرية والقريحة"، فسنجده مباشرًا، موضّحًا للفكرة الرئيسة، فأكثر ما يميزه إثارة انتباه القارئ، وجعْله يحاول التفريق بين شيئين معنويين مخفيين، يَصعُب التفريق بينهما[12].

ومن حيث النمط: فضّل الناقد أن يزخرف نقده لمن يعظّمه ويروق له. وتظهر الزخرفة في استخدامه الفنون التالية: التشبيه - الطباق - الجناس - السجع. لأنه لم تكن غايته النقد الموضوعي الذي يخلو من التزيين.

وإذا تناولنا المقدمة والعرض والختام للنقد والتحليل فإننا نجد المقدمة، التي تبدأ من: (فجيعة الشعر العربي... إلى قوله: وتمهيد لأسباب الحكم الصحيح): موجزة، معبّرة عن تواضع وحسن أخلاق هذا الناقد الذي نحّى عبقريته في النقد جانباً أمام موت شاعرين، فلم يذكرهما إلا بكل خير، تعريفية حتى إذا كان القارئُ ينتظر من هذا المقال نقداً للشاعرين فإنه يصرِّحُ بأنه يهتف بهما الآن فقط ليمهد بعد فترة لأسباب الحكم الصحيح. ولمحب الجمال وعالمه، والنقد وعالمه انجذابٌ نحو بقية المقال لأن الكاتب وعَد القارئ أنه لن يذم أو يهجو الشاعرين.

وإن كان في قوله: (وليس مما يزكو بالمنصف أن يجشِّمَ نظره رؤية الحق من خلال الدموع فإن في ذلك اعتداءً على العقل) مبالغة أو هي بلاغة راعى فيها مقتضى الحال أو هي مثالية أخلاقية.

أما العرض وهو من: (شوقي شاعر العبقرية.. إلى قوله: من أبيَن خصائص حافظ). اكتفى بنقدهما من غير ذكر شواهد فلم يشرك القارئ معه في الحكم عليهما؛ يبدو أنه فعل ذلك لأنهما مشهوران فلا حاجة لذكر شيء من شعرهما. وانطلق يسرد بسلاسةٍ مواطنَ التأثير والجمال بتحليل ودقة عجيبين وعبّر عنهما بأجمل الكلمات وأسهلها.

الخاتمة: تبدأ من قوله: (وهنا نحجز القلم.... إلى: ثم ترك بعدهما رسالة الشعر عرضة للشعوذة والجمود)، قصيرة، أعلن فيها توقف قلمه عن ذكر أي شيء قد يسيء إليهما، فقد عاد فيها إلى الحزن كما بدأ في مقدمته بالحزن. ثم إطلاق صراح الدموع لتنطلق حزناً عليهما. ووصل به شدة الحزن أن يصف الشعر بعدهما بالشعوذة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ونستطيع أن نقول إن النتيجة التي توصل إليها أنه لن ينظم أحدٌ الشعر مثلما نظم شوقي وحافظ.

أما الأستاذ الزيات نفسه، فعقليته عقلية ناقدة دقيقة محللة، حيث استطاع كشف الفروق الدقيقة بين نظمهما بنجاح. وتجلت هذه الشخصية بقوة في قطعته هذه.

فكرته الأساسية كانت واضحة... استطاع أن يربط المقدمة بالموضوع بالختام، من حيث وحدة الموضوع لكنه فصل بينهما، بحيث جعل المقدمة محددة تبدأ وتنتهي بكلمات تنبئ أنها مقدمة، ثم بدأ العرض بكلمات يستطيع القارئ بسهولة أن يدرك أن هذا عرض، ثم أنهى بخاتمة يتضح أنها خاتمة لحديثه. ومن الجيد أنه لم يستطرد في مقالته، ولم يكن في مقالته حشو.

والفنون البلاغية التي زيّن بها الكاتب قطعته هي كالتالي:
- الأنسنة (التشخيص): أنسن الكاتب الشعر وشخّصه في قوله: (فجيعة الشعر العربي في حافظ وشوقي يعز عليها الصبر).
- الطباق: تلازم - تنفك، يعلو - يسفل، سبّاق - محاقر متخلف، الجليل - التافه الوضيع.
- السجع: يحييه - يقويه، نفسك - ذهنك.
- الجناس: (فيبعث فيه من روحه ما يحييه - ومن حرارته ما يقويه)، (وليس لها أثر في نفسك - ولا صورة في ذهنك).
كما بثّ في مقالته كلمات فيها غرابة مثل: (يشخب- لزكانته).

لقد أتت هذه المقالة بمثابة كلمة تأبينية من تقديم رجل ذي قلم بارع.. فإذا ضُبطت هذه الكلمات بوزن وقافية لكانت قصيدة رثاءٍ تردّد فيهما عند تذكرهما.

الختام ...
تم عملي في هذا البحث، بحمد الله، وأرجو من الله أن يتقبله خالصا لوجهه الكريم.
وبعدُ فقد كان اختياري لهذا الموضوع بمثابة تحدٍّ لنفسي، فقد كنت أستبعد تمامًا أن أحكم على نصّ أدبي، وأبين المناقب، وأنبه على المثالب... وبالأخص إذا كان نقدًا لبعضٍ من أكبر الأدباء العرب المعاصرين.

ولكنّي أرجو أن أكون قد حقّقتُ الهدفين التاليين:
1- تحقيق النجاح في تحديّ لنفسي، وإن كان نقدي بسيطًا.
2- أن يُفيد منه المبتدئون في مجال النقد، لمعرفة بعض الأسس التحليلية التي جمعتها من كتب كثيرة، وصفحاتٍ متفرّقة.

ثبت بأهمّ المراجع:
1- أدب المقالة: د.عبد العزيز شرف، مكتبة لبنان والشركة المصرية العالمية، ط1، 1997م.
2- الأعلام : خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1979م.
3- سلسلة اقرأ،367 ، 1981م، أحمد حسن الزيات ومجلة الرسالة: د.علي محمد الفقي. 
4- بغية الإيضاح:عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب، القاهرة، طبعة 1999م.
5- التحرير الأدبي: د. حسين علي محمد، مكتبة العبيكان، الرياض،ط5، 1425هـ.
6- رجل الصناعتين: عبد الله الرشيد، مكتبة التوبة، الرياض، ط1، 1415هـ.
7- الزيات والرسالة: د.محمد سيد محمد، دار الرفاعي، الرياض، ط1، 1402هـ.
8- فن المقالة: أ.د.صالح أبو إصبع- د.محمد عبيد الله، دار مجدلاوي، عمّان، ط1، 1422هـ.
9- فن المقالة:د. محمد يوسف نجم، دار بيروت، بيروت، ط2، 1963م.
10- فن المقالة الذاتية: د. ربيعي عبد الخالق، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ط1، 1988م.
11- المقالة الأدبية: د. عطاء كفافي، هجر للطباعة والنشر، مصر، ط1، 1985م.

 
ـــــــــــــــــــــ
[1]      فن المقالة الذاتية: ص 128 - 129. 
[2]        أحمد أمين (1295 - 1373هـ) هو أحمد أمين ابن الشيخ إبراهيم الطباخ. عالم بالأدب، غزير الاطلاع على التاريخ، من كبار الكتاب. مولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة القضاء الشرعي، كان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، بلغت مقالاته في المجلات والصحف ولاسيما مجلتي الرسالة والثقافة عشرة مجلدات جمعها في كتابه "فيض الخاطر"، ومن تآليفه المطبوعة: "فجر الإسلام". تتمة الأعلام للزركلي ج1. 
[3]      انظر: فن المقالة الذاتية، ص74. 
[4]      انظر: المقالة الأدبية، ص60.
[5]     انظر: فن المقالة الذاتية، ص 260.
[6]     انظر: فن المقالة، د.محمد يوسف نجم، ص123. 
[7]     انظر: فن المقالة، د.أبو إصبع ود.عبيد الله، ص130.
[8]      التحرير الأدبي: د. حسين علي محمد، مكتبة العبيكان، الرياض، ص 185. 
[9]      أحمد حسن الزيات (1302-1388هـ): صاحب "الرسالة". أديب من كبار الكتاب، مصري ، ولد بقرية كفر دميرة القديم، في طلخا، ودخل الأزهر قبل الثالثة عشرة، وفصل قبل إتمام دراسته. علّم العربية في مدرسة "الفرير" نحو سبع سنوات. أقام ثلاث سنوات في بغداد صنف فيها كتابه "العراق كما عرفته" واحترق الكتاب قبل نشره. وعاد إلى القاهرة، فأصدر مجلة "الرسالة" سنة 1933-53 ثم إلى جانبها "الرواية" وأغلقهما. وانتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وتوفي بالقاهرة. وأول ما علت به شهرته كتاب "تاريخ الأدب العربي". وترجم عن الفرنسية "آلام فرتر" لجوته. كان من أنصع كتاب العربية ديباجة وأسلوبًا. الأعلام للزركلي ج1. 
    2 انظر: أدب المقالة، ص 58. 
[11]      انظر: التحرير الأدبي، د. حسين علي محمد، مكتبة العبيكان، الرياض، ص 185
[12]      انظر: المقالة الأدبية، ص60. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فن المقالة في العدد الأول من مجلة الرسالة (1)
  • فن المقالة في العدد الأول من مجلة الرسالة (2)
  • فن المقالة في العدد الأول من مجلة الرسالة (3)
  • حرر قلمك
  • كيف تفتتح مقالك؟
  • فن المقال بداية وتعريف
  • تعريف الغربيين للمقال
  • أمثلة على فن المقال في الأدب العربي القديم
  • أنواع المقال
  • تعريف المقالة وأنواعها
  • مراحل كتابة المقالة
  • افتتاح العدد الأول من مجلة الرسالة للزيات

مختارات من الشبكة

  • فن المعاملات أو الإتيكيت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أضواء على كلمة الفن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • منهج المقالة الأصولية المعاصرة: مقالان في مجلة الإحياء ومجلة الغنية أنموذجا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تصنيف الفنون الإسلامية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفن للفن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة ألفية الآثاري(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة نظم المقالة في شرح الرسالة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • خصائص فن الزخرفة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة فنون الأفنان في عيون علوم القرآن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الفن وفلسفة التربية: فن الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب