• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

حقوق الأخوة في أدبيات العلامة محمود الآلوسي رحمه الله (6)

حقوق الأخوة في أدبيات العلامة محمود الآلوسي رحمه الله (6)
مرشد الحيالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/4/2024 ميلادي - 4/10/1445 هجري

الزيارات: 1015

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الأخوة في أدبيات العلامة محمود الآلوسي رحمه الله (6)

 

الحمد لله الذي جعل الإخاء من أوثق عرى الإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، وعلى آله والأصحاب الذين جعلهم الله من أولي الألباب، وبعد:

كان الإخاء في العرب قبل الإسلام يجري على سنن الأصالة، والفطرة، والنسب، والقبيلة، ويحمل على الكثير من معاني النصر، والمحبة، والمواقف النبيلة في حالتَي الشدة والرخاء، وقد سجَّل الشعراء مظاهر الإخاء في مختلف الأحوال والمواقف؛ مثل: المناصرة والمواساة والمودة، وهي بحسب القرب والانتساب، ثم جاء الإسلام فزادها قوةً وصلابةً، وربطها بمعاني الإيمان، وجعلها من أعظم شعائر الدين، وأوثق عرى الإيمان، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يبين منزلتها بأجلى صورة، وأحلى عبارة، وأقوى بيان، وأزيد حجة وبرهان، قال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه، ومالُه، وعرضُه))؛ رواه مسلم في صحيحه.

 

وبسبب تغيُّر الأحوال، واختلاف الزمان، حيث طغت فيه الماديات، وانغمس الناس إلى الأذقان في الشهوات، وآثروا الهوى على النظر في العواقب والمآلات، فتغيَّرت النفوس، وساءت الأخلاق، وغابت الكثير من معاني الإخاء والعروبة؛ مثل الإيثار والنصر والغيرة المحمودة، حتى أصبح الظفر باخٍ يتصف بالصدق والأمانة عملةً نادرةً، حتى إن ابن حزم الأندلسي كانت أمنيته أن يهب الله له (إنسانًا نبيل الشمائل، مصروف الغوائل، غامض المعاني، عارفًا بالأماني، طيب الأخلاق، سري الأعراق، مكتوم السر، كثير البر، صحيح الأمانة، مأمون الخيانة، كريم النفس)، ثم يقول ناصحًا: (فإن ظَفِرَتْ به يداك: فشدهما عليه شد الضنين، وأمسك بهما إمساك البخيل، وصنه بطارفك وتالدك)[1].

 

وفي هذا الصدد نكمل سرد معاني الأدب والإخاء عند العلامة محمود الآلوسي حيث يقول في شرح القصيدة الشاوية[2]بعد أن أورد تلك الأبيات (من الطويل):

لعمري لقد جربت أبناء دهرنا
برمتهم في حالة الخير والشر
مرارًا لدى الحاجات في العسر واليسر
وقلبتهم ظهرًا لبطن بأسرهم
فما سمعت أذناني ما سر منهم
ولا أبصرت عيناي وجه فتى حر
وما إن رأى إنسان عيني واحدًا
كما شئت إنسانًا يعد سوى (شكري)
ولو لم يكن في حاضر العصر مثله
لقلنا على الدنيا العفاء بذا العصر

 

أقول-أي محمود شكري-: بعد أن ذكر شكوى فراق ممدوحه ووصفه بالصفات المحمودة، وأثنى عليه تصريحًا وتلويحًا، ثم ذكر صفات أعدائه الذين كانوا يحسدونه، وهي صفات مذمومة تصريحًا وتلويحًا أيضًا، أقسم أنه جرَّب أبناء عصرهم برمتهم في حالتَي الشدة والرخاء، وقلبهم بطنًا لظهر لدى الحاجات في جميع الأحوال، فلم تسمع أذنه كلمة عنهم تسُرُّه، ولم تر عينه وجه فتى حُرٍّ، ولا رأى إنسانًا بإنسانه سوى ممدوحه، ولو لم يكن في العصر الحاضر مثله، لقلنا على الدنيا العفاء.

 

ولنبدأ أولًا بشرح ما في هذه الأبيات الغريبة، ثم نذكر ترجمة ممدوحه، وهو مخلصه الحقيقي، فيقول: قوله:

"لعمري": اللام لام الابتداء، و"عمر": مبتدأ محذوف الخبر، وهو أحد المواضع التي يجب فيها حذف الخبر، وتقديره: قسمي، وللفقهاء في هذا القسم كلام مشهور، وقوله: "لقد: اللام دالة على قسم مقدر، و"قد": للتحقيق هنا، ولكل قول. قوله: "أبناء عصرنا": يريد بالأبناء جمع ابن، ولامه مقلوبة عن واو أو ياء في الأصل، ولكل قول وقال قولهم دليل مذكور في لسان العرب[3]، قال: الأبناء في الأصل جمع ابن، ويقال لأولاد فارس الأبناء، وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذي يزن، لما جاء يستنجدهم على الحبشة، فنصروه وملكوا اليمن، وتديَّروها، وتزوجوا في العرب، فقيل لأولادهم: الأبناء، وغلب عليهم هذا الاسم؛ لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم. وللأب والابن والبنت أسماء كثيرة تضاف إليها، وعدد الأزهري منها أشياء كثيرة، فقال ما يعرف بالابن: قال ابن الأعرابي: ابن الطين آدم - عليه السلام - وابن مِلاط: العَضُد، وابن مُخَدِّش: رأس الكتف، ويقال: إنه النُّغْضُ أيضًا، وابن النعامة: عظم الساق، وابن النعامة: عِرْق في الرِّجْل، وابن النعامة: مَحَجَّة الطريق، وابن النعامة: الفرس الفارِه، وابن النعامة: الساقي الذي يكون على رأس البئر، ويقال للرجل العالم: هو ابن بَجْدَتِها وابن بُعْثُطها، وابن سُرْسُورها، وابن ثَراها، وابن مدينتها، وابن زَوْمَلتها؛ أي: العالم بها، وابن زَوْمَلة أيضًا: ابن أمَة، وابن نفيلة: ابن أمَة، وابن تامُورها: العالم بها، وابن الفأرة: الدِّرْص، وابن السِّنَّور: الدِّرْص أيضًا، وابن الناقة، البابُوس؛ قال: ذكره ابن أحمر في شعره، وابن الخَلَّة: ابن مخاض، وابن عِرْس: السُّرْعُوب، وابن الجرادة: السِّرْو، وابن الليل: اللص، وابن الطريق: اللص أيضًا، وابن غبراء: اللص أيضًا، وقيل في قول طرفة[4]:

رأيت بني غبراء لا ينكرونني
ولا أهل بذاك الطراف الممدود

إن بني غبراء اسم للصعاليك الذين لا مال لهم، سمُّوا بني غبراء للزوقهم بغبراء الأرض، وهو ترابها، أراد أنه مشهور عند الفقراء والأغنياء، وقيل: بنو غبرائهم: الرفقة يتناهدون في السفر، وابن إلاهة وألاهة: ضوء الشمس، وهو الضِّحُّ، وابن المُزْنة: الهلال، وابن الكَرَوان: الليل، وابن الحُبارَى: النهار، وابن تمرة: طائر، ويقال التمرة، وابن الأرض: الغدير، وابن طامر: البُرْغُوث، وابن طامر: الخسيس من الناس، وابن هَيَّان وابن بَيَّان وابن هَيٍّ وابن بَيٍّ: كله الخسيس من الناس، وابن النخلة: الدنيء، وابن البَحْنة: السوط، والبَحْنة: النخلة الطويلة، وابن الأسد: الشَّيْع والحَفْص، وابن القرد: الحَوْدَل والرُّبَّاح، وابن البراء: أول يوم من الشهر، وابن المازن: النمل، وابن الغراب: البُجُّ، وابن الفوالي: الجانُّ يعني الحَيَّة، وابن القاوِيَّة: فرخ الحمام، وابن الفاسِياء: القَرَنْبى، وابن الحرام: السَّلا، وابن الكرم: القِطْف، وابن المَسَرَّة: غصن الريحان، وابن جلا: السيد، وابن دَأْية: الغراب، وابن أوْبَر: الكَمْأة، وابن قِتْرة: الحية، وابن ذُكاء: الصبح، وابن فَرْتَنى وابن تُرْنى: ابن البَغِيَّة، وابن أحذار: الرجل الحذر، وابن أقوال: الرجل الكثير الكلام، وابن الفلاة: الحرباء، وابن الطود: الحجر، وابن جَمِير: الليلة التي لا يُرى فيها الهلال، وابن آوى: السبع، وابن مخاض وابن لبون: من أولاد الإبل. ويقال للسِّقاء: ابن الأديم، فإذا كان أكبر فهو ابن أديمين وابن ثلاثة آدمة.

 

والعصر: الدهر، قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2]، قال الفراء: العصر: الدهر، أقسم الله تعالى به. وقال ابن عباس: العصر ما يلي المغرب من النهار. وقال قتادة: هي ساعة من ساعات النهار. والذي يناسب المقام الأول، وقوله: برمتهم، والرمة: القطعة من الحبل، والجمع رمم ورمام، وبه سمي غيلان العدوي الشاعر ذو الرمة[5]؛ لقوله في أرجوزته (يعني وتدًا):

لم يُبق منها أبدُ الأبيد
غيرَ ثلاثٍ ماثلاتٍ سود
وغير موضوح القفا موتود
فيه بقايا رُمةِ التقليد

 

يعني ما بقي في رأس الوتد من ورقة الطنب المعقود فيه، ومن هذا يقال: أعطيته الشيء برمته؛ أي: بجماعته، والرُّمة: الحبل يقلد البعير، قال أبو بكر في قولهم: أخذ الشيء برمته، فيه قولان: أحدهما: أن الرُّمَّة قطعة حبل يشد بها الأسير، أو العاقل إذا قيد إلى القتال للقود، والقول الآخر: أخذت الشيء تامًّا كاملًا لم ينقص منه شيء، وأصله البعير يشد في عنقه حبل، فيقال: أعطاه البعير برمته، قال الجوهري[6]: أصله أن رجلًا دفع إلى رجل بعيرًا بحبل في عنقه، فقيل ذلك لكل من دفع شيئًا بجملته، وقوله في حالتَي الخير والشر لا يحتاج إلى تفسير، وقوله: بأسرهم الأسير كالإسار مصدر، وهو الرباط، وجاء القوم بأسرهم؛ أي: جاءوا بجميعهم وخلقهم، والأسر في كلام العرب[7]: الخلق، قال الفراء: أسر فلا أحسن الأسير؛ أي: حسن، وأسره الله؛ أي خلق، وهذا الشيء لك بأسره يعني جميعه؛ كما يقال: برمته، وفي الحديث: ((تجفو القبيلة بأسرها))[8]؛ أي: جميعها، والأسرة: شدة الخلق، وفي التنزيل: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ﴾ [الإنسان: 28]؛ أي: شددنا خلقهم، وقوله: "في العسر واليسر" لا يحتاجان إلى تفسير، وفيه من البديع صنعة الطباق؛ كالخير والشر، والحلو والمر، وقوله: وما إن رأى إنسان عيني...إلخ، "إن" هنا زائدة لوقوعها بعد ما، والرؤية هنا بصرية، وإنسان العين: المثال الذي يرى في السواد، قال ذو الرمة يصف إبلًا عادت عيونها من التعب والسهر:

إذا استوحشت آذانها استأنست لها
أناسي ملحود لها في الحواجب

وهذا البيت أورده ابن بري: إذا استوجست، قال: واستوجست بمعنى تسمعت، واستأنست وآنست بمعنى أبصرت، وقوله: ملحود لها في الحواجب، يقول: كأن محار أعينها جعلن لها لحودًا، وصفها بالغئور، قال الجوهري: ولا يجمع على أناس. وإنسان العين: ناظرها، والإنسان في قوله كما شئت إنسانًا...إلخ، وللإنسان معاني كثيرة مذكورة في موضعها مع بيان إعلاله وجموعه، فمن أرادها فليراجع كتب اللغة، وقوله: "على الدنيا العفاء..إلخ"، الدنيا: نقيض الآخرة، وسميت الدنيا لدنوِّها، ولأنها دنت وتأخرت الآخرة، وكذلك السماء الدنيا هي القربى إلينا، والنسبة إلى الدنيا دنياوي، ويقال: دنيوي وديني، وكذلك النسبة إلى كل ما مؤنثه نحو حبلى وأشباه ذلك، والجمع دنا مثل الكبرى والصغرى والصُّغَر، والدنيا أيضًا اسم لهذه الدنيا لبعد الآخرة عنها، والسماء الدنيا لقربها من ساكني الأرض، ويقال: سماء الدنيا على الإضافة، والعفاء بالفتح التراب، روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((إذا كان عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء))[9].

 

قال أبوعبيد: العفاء: التراب، قال زهير[10]:

تَحَمَّلَ أَهلُها مِنها فَبانوا
عَلى آثارِ مَن ذَهَبَ العَفاءُ

وهذا كقولهم: عليه الديار، إذا دعا عليه أن يدير فلا يرجع، ويقال في النسب بفيه العفاء، وعليه العفاء والذئب العواء، وذلك أن الذئب يعوي في أثر الظاعن إذا خلت الدار عليه، وقول الناظم: "لعمري لقد جربت أبناء عصرنا..إلخ"، يشير إلى معنى الحديث الصحيح: ((الناس كإبل مائة، لا تجد فيها راحلة))[11]. قوله: "سوى شكري"، وهذا محض حسن ظن بي وإلا فمن المشهور هذا البيت:

من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط

وما أصدق من يقول:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا

فنسأله تعالى أن يوفقنا لمراضيه، ويجعل مستقبل حالنا خير من ماضيه، ويصلح من القلوب، ويستر ما صدر من العيوب.

 

ترجمة الفقير إليه محمود شكري[12]:

ولد كما ذكره والده عبدالله الآلوسي في مجمعته: سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، ونسبه ينتهي إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، ولما بلغ من العمر ثماني سنين ختم القرآن العظيم، ثم شرع في قراءة بعض المقدمات على والده، وأخذ الخط الثلث منه، ولم يزل في عثرات ونكبات، وتوفيت والدته فازداد حاله بؤسًا، وكابد عيشًا نحسًا إلى أن قرأ على الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل الموصلي مدرس مدرسة جامع الصاغة في الجانب الشرقي من بغداد على ساحل دجلة، فقرأ عليه كتبًا مهمة في النحو والصرف والمنطق، والآداب، والبلاغة، والأصول، والحساب وغير ذلك، وذلك مدة سنتين، ففاق جميع أقرانه، ووصل ليله بنهاره في الاشتغال والدرس، والتدريس، والتأليف، واشتهر في البلاد والأقطار، وألَّف كتبًا كثيرة ما بين مختصر ومطول لا سيما علوم الجدل، وانتصر لمذهب السلف، وأصابه من ذلك نكبات، وسعى به أهل الحسد لذي السلطان، فكان ما كان، والله المستعان، ولم ير غير ما كان عليه السلف معتقدًا، ولم يزل يرد على أهل الطرائق المبتدعة، وعلى غلاة القبوريين، فعاداه المبتدعة على اختلاف مشاربهم، ولم يبالِ بهم، ولم يقم لهم وزنًا، ولم يمل إلى زخارف الدنيا وحطامها، ولم يتقلد منصبًا من مناصب الحكام صيانة للسلم أن يضيع، هذا مع ضيق حاله، وقلة ماله، ثم تقلد تدريس بعض المدارس براتب زهيد لا يسمن ولا يغني من جوع، فنسأله تعالى أن يحول حاله إلى أحسن حال، ويختم عمره بما يرضي الله تعالى من الأقوال، وقد مدحه شعراء عصره في جميع الأقطار نظمًا ونثرًا، وقد جمع ذلك في ديوان كبير، لولا ضيق المقام لذكرنا منه شيئًا، وقد ترجمه غير واحد بأبسط ما ذكر، فراجعه إن شئت، والله أعلم.



[1] أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (ت 456هـ)، كتاب طوق الحمامة في الأُلْفة والأُلَّاف، باب المساعد من الإخوان، ص163، بتحقيق د: إحسان عباس، دار النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان.

[2] فهذا القسم السادس من الآداب الزكية، والأخلاق المرعية، في أدبيات الشيخ محمود الآلوسي، طيب الله ثراه، وجعل دار الجنة مثواه، وفيها يشرح أبيات من قصيدة مشهورة للشاعر أحمد بك بن عبدالحميد الشاويِّ الحميريِّ البغداديِّ، قيلت في مدحه، وقد نشرت في موقع الألوكة.

[3] لسان العرب، ابن منظور، ج 14، ص91.

[4] هو طَرَفَة، وقيل: عَمْرو، وقيل أَيضًا: عُبَيْد بْن الْعَبْدِ بْن سُفْيَان بْن سَعْد بْن مَالِك بْن ضُبَيْعَة بْن قَيْس الْبَكْرِي، المُكنى بأبي عَمْرو، والمعروف بِطَرَفَةِ بن الْعَبْدِ، وهو شاعر عربي جاهلي من شعراء الطبقة الأولى، له ديوان شعري أشهر ما فيه المعلقة، فيها ثلاثة أقسام: القسم الغزلي والوصفي والإخباري، راجع كتاب طرفة بن العبد: حياته وشعره، للدكتور محمد علي الهاشمي. وهذا البيت من معلقته المشهورة التي مطلعها (من الطويل):

لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

[5] ذُو الرُّمَّة هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، كنيته: أبو الحارث، وذو الرُّمَّة: شاعر عربي من الرباب من تميم، من شعراء العصر الأموي، من فحول الطبقة الثانية في عصره، ولد سنة 696م، وتوفي بأصفهان (وقيل بالبادية) سنة 735م، وهو في سن الأربعين، وإنما قيل له: ذو الرمة؛ لقوله في الوتد: "أشعث باقي رمة التقليد"، والرُّمَّة، بضم الراء: الحبل البالي، كان ذو الرمة قصيرًا دميمًا، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، كان ذو الرمة أحد عشاق العرب المشهورين، له ترجمة في وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان؛ ابن خلكان.

[6] الصحاح، الجوهري، ج 5، ص1937.

[7] لسان العرب، ابن منظور، ج4، ص 19.

[8] أخرجه الطبراني وغيره بإسناد فيه نظر من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء إقبالًا وإدبارًا، وإن من إقبال هذا الدين ما كنتم عليه من العمى والجهالة، وما بعثني الله به، وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الفاسق والفاسقان، فهما مقهوران ذليلان، إن تكلما قُمِعَا وقُهِرَا واضطُهدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها حتى لا يُرى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما مقهوران ذليلان، إن تكلما، فأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر قُمعا واضطُهدا، فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعوانًا ولا أنصارًا)؛ أخرجه الطبراني (8/ 234) (7807)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (1026)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (1/ 164) باختلاف يسير، والحديث في إسناده نظر، فوصف في هذا الحديث المؤمن العالم بالسنة الفقيه في الدين بأنه سيكون في آخر الزمان عند فساده مقهورًا ذليلًا لا يجد أعوانًا ولا أنصارًا.

[9] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ابن آدم، عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، ابن آدم لا بقليل تقنع، ولا من كثير تشبع، ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنًا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء))، وحكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة، الحديث رقم: 6978، بأنه: منكر جدًّا، وفي ضعيف الجامع: بأنه موضوع، وهناك حديث آخر بنفس المعنى لكنه حسن، حسنه الألباني، وهو ما أخرجه الترمذي في سننه عن سلمة بن عبيدالله بن محصن الخطمي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا))، وعند ابن حبان عن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح معافًى في بدنه، آمنًا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)).

[10] زُهير بن أبي سُلْمى المزني (520 - 609 م) أحد أشهر شعراء العرب، وحكيم الشعراء في الجاهلية، وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، والبيت من قصيدة للشاعر مطلعها:

عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الجِواءُ
فَيُمنٌ فَالقَوادِمُ فَالحِساءُ

(الوافر)، ديوان زهير بن أبي سُلمى، راجع بيان معنى العفاء في كتاب العين، الخليل الفراهيدي، ج 2، ص 259.

[11] رواه البخاري (6498)، ومسلم (2547) عن عبدالله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ، لا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَة))، هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: ((تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً)).

[12] هذه الترجمة بخط العلامة محمود الآلوسي تُنشر لأول مرة وهي بصيغة الغائب، ونشرت له ترجمة أيضًا بخطه بصيغة المتكلم عن نفسه، نشرت في كتاب "أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث" لأحمد تيمور باشا، ص 311.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الأخوة في أدبيات الألوسي رحمه الله (2)
  • حقوق الأخوة في أدبيات الألوسي رحمه الله(3)
  • حقوق الأخوة في أدبيات الألوسي رحمه الله (4)
  • حقوق الأخوة في أدبيات الآلوسي رحمه الله (5) (مغفرة الزلات)
  • حقوق الأخوة في أدبيات العلامة محمود الآلوسي رحمه الله (القسم الأخير)

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الأخوة في أدبيات الألوسي رحمه الله (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب