• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

ساحة المستشفى المعمداني (قصة قصيرة)

ساحة المستشفى المعمداني (قصة قصيرة)
أ.د. علي حسن الروبي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/11/2023 ميلادي - 22/4/1445 هجري

الزيارات: 2434

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ساحة المستشفى المعمداني

(قصة قصيرة)

 

لم تنجح في أن تتغلب على الخوف الذي أصابها عند سماع صوت القصف ودَوِيِّ الانفجارات، لا سيما أن صوت الانفجارات أصبح قريبًا من مسكنها في هذه الليلة، إنَّ قلبها يرتجف وتزداد ضرباته سرعةً، وباءت محاولتها في إيقاف ذلك بالفشل كما تبوء كل مرة.

 

• تُرى هل ستنتهي هذه الغارات كما انتهت غارات الحروب السابقة؟


• تُرى هل سينتهي هذا الكابوس كما انتهت كوابيس الحروب السابقة؟

 

ساءلت نفسها.

 

لا بد أنه ستنتهي الغارات وتتوقف الحرب يومًا ما، ويعود الناس إلى حياتهم، لكن السؤال هو: هل ستشهد هي نهاية الكابوس مع مَن سيشهده، وتحكي لمن بقِيَ معها حيًّا كيف مرت أيام هذا الكابوس، وكيف كانت ثقيلة مفزعة، أم أنها هي نفسها ستكون جزءًا من حكايات الكابوس التي سيحكيها الناجون من أتُّونِ هذه الحرب بعضهم لبعض؟

 

• تُرى هل ستنجو من الموت هذه المرة كما نجت في المرات السابقة؟

ليس في كل مرة تسلم العواقب، والإقامة في القطاع بحد ذاته مخاطرة، فكيف إذا كانت وقت شنِّ الحرب؟

 

غارات هذا العدوان هي الأفظع والأقوى فيما شهدته في حياتها من غارات واعتداءات، لقد أنهت دراستها الجامعية قبل عامين، وتحتفظ ذاكرتها بتجربة خمسة حروب سابقة، شنَّها العدو على القطاع، ويُفترض أن هذه السن وهذه التجارب كفيلان باعتياد صاحبهما من "الغزيِّين" على الغارات وصوت الانفجارات، ورفع الهلع الناتج عنهما من القلب، لكنها لم تزِدْها هذه التجارِب إلا خوفًا وفزعًا من صوت الغارات والانفجارات.

 

كانت تقول لها صديقاتها وأمها: إنها (خوَّافة) ولا تصلح أن تكون من أهل غزة!

 

بل قال لها أخوها "نضال" ذات مرة مداعبًا: أنتِ بقلبكِ الضعيف هذا لا بد أن يكون قد نزعكِ عرقٌ إلى أحد الأجداد ممن اختلطت دماؤهم بغير الفلسطينيين!

 

لم يكن أثرُ رِقَّةِ قلبِها يتجلَّى في الخوف من الغارات والانفجارات فحسب، بل يظهر في غير ذلك من الجوانب، فمثلًا قبل ثلاثة أعوام، وبينما كان أهل بيتها، حتى أمها، وقرابتها وجيرانها يجلسون في هدوء وسكينة عندما ارتقى أخوها (جهاد) شهيدًا على يد العدو في إحدى عمليات المقاومة، كانت هي الوحيدة التي تبكي وتنوح، ويظهر عليها التأثر الكبير بموت أخيها، ووصل الأمر إلى أن تدخَّل بعضهم لزجرها عن البكاء والصياح، وقد فاز أخوها بالشهادة، وأي فخر يحوزه "الغزيُّ" فوق ذلك؟!

 

دخل والدَاها وأخوها (نضال) إلى غرفتها عندما ارتفعت أصوات الانفجارات من حولهم، وجلسوا حولها وأرادوا أن يُؤنِسوها ويخففوا من التوتر الذي يعلمون أنه يصيبها عند سماع تلك الانفجارات.

 

قالت الأم: أعيش في غزة منذ ستة عقود لم أرَ قصفًا عنيفًا كهذا القصف في هذا العدوان، لعن الله المجرمين.

 

- لقد تمرَّغت كرامتهم في الوحل يوم السابع من أكتوبر، فطبيعي أن يصيبهم هذا بالجنون؛ أجابها الأب.

 

قال نضال: لكن جنونهم تعدى الحدود فعلًا، الخسائر في الأرواح لم يسبق لها مثيل في هجمات سابقة على القطاع، وكذلك المباني والمنشآت، تدمير غير معهود، مربعات سكنية دُمِّرت بأكملها، وأحياء أصبحت أثرًا بعد عين.

 

ثم نهض قائلًا: لكن لا فائدة مما يفعلونه، والله لن يكسِرونا مهما قتلوا منا، سنظل ندافع عن حقوقنا وأرضنا، إن صمود الناس أسطوري كالعادة، لقد رأيت طفلًا هدم منزل عائلته، وهو يتحدث مع أحد المراسلين بكل ثبات ويقول: يا صهاينة، افعلوا ما شئتم لن نركع، ورأيت رجلًا آخر فَقَدَ كل أفراد أسرته في القصف، وخرج من تحت الأنقاض وحيدًا، ولا ينطق لسانه إلا بحمد الله، ورأينا امرأة فقدت أولادها وهُدِمَ بيتها، وهي – ما شاء الله – ثابتة صابرة، تحمد الله وتقول: كلنا فداء فلسطين، كلنا فداء الأقصى!

 

قال الأب مبتسمًا: وأنت يا "زهرة"، ماذا لو قُدِّر عليكِ أن تفقدينا، كيف ستتصرفين؟ هل ستجزَعِينَ أم تصبرين؟

 

قالت في أسًى: إنَّ قصص البطولة التي تحكون عنها تثير الإعجاب بلا ريب، لكنها تثير الأسى من وجه آخر لا تنظرون أنتم إليه، فعندما يُضطرُّ الإنسان لتغيير طبيعته الإنسانية، فهذا ينبغي أن يكون موضع أسًى لا موضع إعجاب!

 

أردفتْ:

إن الإنسان مجبول على أن يفرح عند أسباب الفرح، وعلى أن يبكي عند أسباب البكاء، وأن يتألم عند أسباب الألم، ويخاف عند أسباب الخوف، ويحزن عند مواطن الحزن، ويأسى عند موجبات الأسى، إنه مجبول على أن يهرب من الموت، ويُمْسِك بتلابيب الحياة والبقاء ... والناس هنا أصبحوا بضد ذلك كله.

 

ونتيجة لأنهم صاروا بضد ما يكون عليه الإنسان الطبيعي، فلقد أصبح العَالمَ يراهم وهم يقذفون بالقنابل، ويلفِظون أنفاسهم تحت البنايات، ويَلقَون حتفهم بالعشرات في الساعة الواحدة، ويعيشون بلا كهرباء ولا دواء، ولا طعام ولا مرافق أساسية، ولا بيوت لأيام طوال، فلا ينزعج ضمير العالم لهم، ولا يحرِّك من أجلهم ساكنًا.

 

لقد اعتاد العالم أن ينظر إليهم نظرة مختلفة، ما داموا هم يُظهرون أنفسهم مختلفين عن سواهم من البشر.

 

لماذا يتحرك العالم من أجلهم؟!

نهضت من مكانها ثم تابعتْ:

إن العالم يراهم أناسًا لا يكترثون بالمصائب التي تنزل بهم، ولا يبالون بالكوارث التي تحل في حياتهم، إنهم لا يهابون الموت ولا يفرون منه، ولا يبكون ولا يجزعون عنده، فإذا كان الموت لديهم بهذه المنزلة، فلماذا ننزعج لقتلهم وموتهم؟ دعوهم يذهبون إليه زَرافات ووُحْدانًا، ودعونا نستمتع ببطولاتهم وثباتهم، ونستخرج منها مادة إعلامية وأدبية ودرامية، تُغنينا عن تأليف القصص والروايات، وإنتاج الأفلام والمسلسلات.

 

إنهم يقدِّمون رواياتٍ حقيقيةً، ودراما واقعية، نتسلَّى بأخبارها قبل بدء أعمالنا اليومية، أو بعد الانتهاء منها.

 

هذا نحن عند العالم؛ بسبب بطولاتنا الساحرة، وصمودنا الأسطوري الذي تتحدثون عنه.

 

قالت الأم معقِّبة:

قد يكون الأمر على ما وصفتِ بالفعل، لكنكِ نسيتِ أن مسلكنا هذا قد اضطررنا إليه اضطرارًا، ولم نسلكه طواعية، إن العدو سَلَبَنا أرضنا وأخرجَنا منها، وألقانا في تلك السجون المفتوحة التي يحاصرها، وينكِّل بسُكانها متى شاء، ويجود عليهم بحياة بائسة فقيرة ذليلة، وإننا متى أظهرنا الحرص على الحياة وتَرَفَها، والخوف من الموت وشبحه كسائر الناس العاديين؛ لَحَمَلَهُ ذلك على الاستمرار في ظلمنا وغصب حقوقنا وأرضنا، وإننا حيث لا نحفِل بالحياة ولا نجفِل من الموت لنحرق آخر ورقة في يده، وفي يد كل ظالم، يرفعها في وجه المظلومين: (اخضعوا لي واستسلموا، أو أحرمكم من الحياة، وأُوردْكم حِياضَ الموت)، فنحن حين نقابل الموت وما سواه من المصائب بهذا الصمود أو البرود الذي تتحدثين عنه، نعلن رفضنا الاستسلام أو حتى الخضوع له أو المساومة على أرضنا وحقوقنا، وأننا ماضون في استردادها بالقوة، كما غصبها هو بالقوة.

 

قال الأب:

وأمرٌ آخر يُضاف إلى ما ذكرته والدتك: إن الاحتفاء العظيم بالحياة ومباهجها، والجزع الكبير من الموت ومصائب الدنيا، إنما يكون بالنظر إلى الحياة الدنيا على أنها الصورة الوحيدة للحياة، لكن الناس الذين يملكون الإيمان بالله واليقين بالآخرة، يَرَون أن الدنيا مظهر مرحلي للحياة، وأنه قصير وسريع الانقضاء، وأن الأبدية والخلود هما المظهر الدائم والحقيقي للحياة، وأن الدنيا ليست إلا لحظة يسيرة جدًّا في مقابل الأبد، فالتضحية بهذه اللحظة اليسيرة في سبيل قضية عادلة ومن أجل حياة أبدية سعيدة - فعلٌ عاقلٌ وليس ضربًا من الجنون، وإذا كان الموت هو البوابة المؤدية للخلود والأبدية، والحياة الحقيقية الدائمة، فلِمَ يكون منه الجَزَعُ ولا يكون به الفرح؟!

 

قال نضال ساخرًا:

ما شاء الله، لو سقط صاروخ الآن فوق بنايتنا هذه، لضاع نصف الفلسفة الموجود في القطاع، أنا أُقدر تمامًا أنني أمام أستاذَين جامعيين، ومعيدة في الجامعة، لكن أيها الفلاسفة ليس هذا وقتَ مناقشةِ النظريات الفلسفية والأسئلة الوجودية، ونحن بلا كهرباء ولا مياه نظيفة، ونحن نواجه شبح الموت وخطر أن نصبح بلا مأوى في أي لحظة، هذا إن نجونا من الموت!

 

استعدُّوا - يا معشر الفلاسفة - لننتقل غدًا إلى ساحة المستشفى المعمداني، فإن الغارات اليوم بدأت في الانتقال إلى حيِّنا هذا، بعد تدمير أكثر بنايات الحي المجاور، وإن أكثر جيراننا قد تركوا الحي، وأصبح البقاء هنا مجازفة.

 

جهِّزوا بعض ملابسكم والمستلزمات الضرورية، وسأشتري خيمتين صغيرتين ننصِبهما في ساحة المستشفى، كما فعل المئات من الناس؛ فهي مكان آمن.

 

• الحياة في الخِيَم صعبة جدًّا لا تُحتمَل، كما أنهم يهدِّدون المشافي، ويرسلون إليها أوامر بالإخلاء؛ ردت "زهرة".

 

قالت الأم: أما تهديد المستشفيات، فأظنه مجرد تخويف لينسحب الناس إلى جنوب القطاع، وأما بالنسبة لصعوبة الحياة في خيمة في العراء، فهذا ما كنتُ أحاول إيصاله إليك؛ وهو أن الخيارات الصعبة مفروضة علينا فرضًا، وليس أمامنا إلا قبولها، لا بد أن نقبل بالانتقال إلى ساحة المشفى، أو حتى إلى صحراء جرداء، والصبر على العيش في تلك الأوضاع، حتى تتوقف الحرب، فهذا بكل حال أهون أن تَزْهَقَ نفوسنا تحت الأعمدة الخراسانية كآلاف الشهداء الذين قضَوا.

 

وجدتِ الحياةَ في ساحة المشفى كما توقعَتْها، لا تُطاق، حياة لجوء ٍكاملة، شمس وحرارة داخل الخيمة نهارًا، وبرد أثناء الليل، تكدس المئات في بقعة صغيرة، زحام على دورات المياه التي ينتظرها المئات، صعوبة في الحصول على الطعام مع استهداف المخابز، وتعطل الحياة بسبب الحرب.

 

قررت أن تستعين على تزجية الوقت بمساعدة الجرحى من النساء والأطفال، الذين لا تكاد سيارات الإسعاف تتوقف عن الإلقاء بهم طوال اليوم.

 

مناظر تشيب لها الرؤوس، وتقشعر لها الأبدان، الإصابات والدماء على أجساد الأطفال أثرها أشد بشاعة منها على أجساد الكبار، وإن كانت البشاعة تنتظم جميع الإصابات، كتابة الأُسَر أسماءَ أطفالها وأفرادها على أذرعهم وسيقانهم؛ بُغْيَةَ التعرف على جُثَثِهم إذا تعرَّضوا للقصف وتناثرت أشلاؤهم، ارتعاش بعض الأطفال، وارتعاد أجسادهم الدائم من شدة الخوف بعد نجاتهم من الانفجار، وخروجهم من تحت الأنقاض، نداء الأطفال الناجين على آبائهم وأمهاتهم الذين فُقدوا في القصف، نجاة طفل بعد موت جميع عائلته؛ حيث لم يبقَ له أحدٌ من عائلته كلها، بل لا يعرف اسمَه أحدٌ، صراخ بعض النساء بل والرجال متأثرين بموت ذويهم، اختلاط المشاعر والأحاسيس لدى بعض الناجين من أصحاب الإصابات الخفيفة ما بين فرحٍ على نجاتهم من الموت، وحزنٍ على فقدهم بعض أقاربهم أو حتى فقدهم منزلهم، وأنهم أصبحوا من هذه الساعة مشردين بلا مأوى ...؛ إلخ.

 

لم تحتمل الاستمرار في رؤية تلك المناظر، وقررت التوقف عن هذا التطوع، وأن تبقى مع والديها وأخيها ما استطاعت.

 

في صبيحة يوم الثلاثاء (السابع عشر من أكتوبر) قالت لأمها: إنها تُحِسُّ بانقباض في قلبها، وإن شعورًا بالقلق يستولي على نفسها، وإنها غير متفائلة بذلك، ولقد ظل هذا الشعور ملازمًا لها طوال اليوم، وفشلت محاولاتها في الإعراض عنه، والخروج من أسْرِهِ.

 

وعندما أقبل الليل، وانطلق أبوها لشراء الخبز وبعض الطعام من متجر قريب، وانطلق أخوها لشراء بعض المستلزمات الصحية من صيدلية بعيدة، ربط عقلها بين ما تعانيه من انقباض قلبها، وما هي فيه من وَجَلٍ وقلقٍ، وبين ذهابهما وأنه قد يصيبهما مكروه، فازداد قلقها وتفاقَمَ توتُّرُها.

 

على غير بعيدٍ من خيمتهما كانت تحكي لأمها خبرًا سعيدًا جاءها للتو وسط هذه الأحداث المأساوية، فقد وصلها بريدٌ الكترونيٌّ من جامعة (اليرموك) الأردنية، يخبرها بالموافقة على طلبها الحصول على منحة الدراسات العليا في الجامعة، وأنها بعد انتهاء الحرب ستنتقل للحياة هناك مع أخيها الأكبر "ناجي" الذي يقيم في الأردن منذ سنوات، ولعلها هي الأخرى تُتاح لها الفرصة للحصول على إقامة دائمة هناك.

 

بيد أنه أثناء حديثها سمعت صوتًا قويًّا جدًّا، ثم عمَّ الظلام الشديد...

 

في حواره مع مراسل القناة الإخبارية الذي كان يغطي - من قلب الحدث - الانفجارَ الذي استهدف ساحة المستشفى المعمداني، كان والدها يقول والدموع تملأ عينيه: "لقد تركتهما هنا، زوجتي وابنتي، وذهبت أنا وابني لشراء بعض المتعلقات الشخصية قبل أن يقع الانفجار بربع ساعة فقط، الحمد لله على كل حال، لقد وجدنا جثَّتَيهما سليمتين؛ لأنهما كانتا بعيدًا عن مركز الانفجار، لقد رأيت بعض الجثث الأخرى تحولت إلى أشلاء متناثرة".

 

تمَّت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كنيس في القدس الشرقية (قصة قصيرة)
  • من ضفة إلى أخرى (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • المكان الأمثل للمستمعين في الإذاعة المدرسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • في ساحة شطرنج (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ألمانيا: إقالة ممرضة في دورتموند بسبب ارتدائها الحجاب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • في ساحة المعركة(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • إيطاليا: مساجد روما تجتمع في ساحة المسرح الروماني للصلاة والاحتجاج على إغلاق المساجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: ساحة رياضية لإقامة الصلاة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: تخصيص ساحتين منفصلتين لصلاة القيام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: استئجار ساحة من البلدية للاحتفال بعيد الأضحى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • اللغة العربية من خلال ساحة قيدون (place gueydon)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • فرنسا: نشطاء متطرفون يحتلون ساحة مسجد في موسيل(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب