• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

مع الشاعر والناقد د.صابر عبدالدايم

خاص شبكة الألوكة

المصدر: مجلة الأدب الإسلامي/العدد 45، ص30-35، تنشر باتفاق خاص مع مجلة الأدب الإسلامي.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/11/2006 ميلادي - 25/10/1427 هجري

الزيارات: 16278

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يعد د.صابر عبدالدايم من الأدباء الذين جمعوا بين الالتزام الإسلامي والإبداع الفني المتألق بدواوينه التي ضمت مزايا الأصالة إلى جاذبية الجديد، وهو مع ذلك ناقد وأستاذ جامعي، التقته مجلة ((الأدب الإسلامي)) في هذا الحوار:

- تباينت الرؤى حول وظيفة الشاعر في الحياة.. فهل لنا أن نعرف رؤيتكم لهذه الوظيفة؟
إن الشاعر بذرة في حقل الحياة.. يستمد حياته من خصوبتها ويكسبها ثراء ومتعة وجمالاً حين يتفاعل مع معطياتها ومكوناتها... وينحت مفرداته من أعصابها وشرايينها...
فطبيعة الأدب ووظيفته غير منفصلين كما يقول النقاد، فلا قيمة للشيء بدون ما يعطيه في الحياة وإلا أصبح ترفًا يمكن أن يستغنى عنه..
وقديمًا قال هوراس: إن الشعر عذب ومفيد، والعذوبة في الشعر ثمرتها الإمتاع، والإفادة ثمرتها أن تكون للشعر رسالة تضيء الوجدان الإنساني، وتثري آفاق النفس، وتفتح أمامها صفحة الوجود الكوني... والتصور الإيماني لمكونات هذا الوجود...
فالشعر في تصوري تأمل ونفاذ إلى عمق الأشياء عبر رؤية حضارية إسلامية واقعية.
وتباين الآراء حول وظيفة الشعر في الحياة يوحي بقيمة هذا الفن الراقي، وهو ديوان العرب، وكل أمة تفخر بشعرائها وأدبائها، ولها منظور خاص في رؤيتها لدور الشعر في الحياة. وكثير من النقاد يرون أن الأدب – وفي مقدمته الشعر – ذو وظيفة أخلاقية، وفسروا اتجاه ((هوميروس)) إلى كتابة ((الإلياذة)) بأنه كان اتجاهًا أخلاقيًا تهذيبيًا، وفي مقدمة هؤلاء النقاد الفلاسفة ((هيجل)). و((مايثو أرنولد)) كان يدعو إلى أن يكون للأدب وظيفة خلقية. والمؤرخون يعدون الشعر وظيفة اجتماعية.
والآراء السابقة في مجملها تتصادم مع مقولة: الفن للفن، فهذا تصور يلغي دور الشعر ورسالته في الحياة.
وحين نرى أن الشعر ينبع من التصور الحضاري والإسلامي للحياة فهل ترانا متكلفين أن نصطنع الالتزام؟! والتراث الإنساني في تياره الأقوى يربط الشعر بالحياة وجماليات الوجود.

- في تصوركم ما علاقة الشاعر بالناقد؟ وهل هذه العلاقة اختلفت عبر العصور؟ وإلى أي مدى تخدم هذه العلاقة العمل الأدبي؟
الشاعر والناقد توءمان لا عدوان، الشاعر يبتكر والناقد يكشف عن جوانب العبقرية في ابتكارات الشاعر، الشاعر يرتاد المجاهل.. ويؤلف بين الأضداد، ويصطاد الأخيلة... والناقد يبدع النص الشعري مرة أخرى ليس عن طريق الوجدان ولكن عن طريق العقل والعلم والحقائق والحيدة والموضوعية. وهذه العلاقة التي يحكمها مناخ صحي تتكئ على مصداقية الناقد وأصالة المبدع فالناقد الحقيقي يوجد في أعماقه أديب كامن، والشاعر الناضج هو الناقد الأول لنصه الإبداعي.
أما الممارسات التي تفسد العلاقة بين المبدع والمتلقي فتكمن في نزوع الناقد أحيانًا إلى مجاملة المبدع، أو التحقير لجهده الإبداعي بدافع الشللية أو العصبية المذهبية أو التناحر الشخصي، فلابد من الموضوعية والإخلاص في النقد والفن، فليس في الفن مجاملة، فالصدق والإخلاص هما رائدا الفنان الحقيقي، وعلى الناقد أن يضعهما أمام بصيرته وهو يحلل ويناقش ويحكم.
ومع الرؤية الشمولية للعمل الأدبي، يجب أن لا يكون النقد سيلاً من المدح، أو جبلاً من التهم، فليس هذا ولا ذاك مما يدفع بالفن إلى مرقاه المبتغى له، وإنما الأحكام الموضوعية التي يوشيها الحب والرغبة في الكشف عن كل إبداع جديد ورائد.

- ما الأدوات التي يجب أن يتسلح بها الناقد قبل شروعه في تناول العمل الأدبي؟
الناقد البصير الخبير مثل الصيرفي الذي يتعرف على الذهب الخالص ويرفض المعدن الزائف، وهكذا قال القدامى، فالعمل الإبداعي قطعة من الذهب الخام يحتاج إلى من يكشف جمالياته وينفي عنه ما شابه من أخلاط وعناصر فاسدة. وهذه مهمة الناقد (تمييز الجيد من الرديء).
وتلك مسؤولية جسيمة لا يستطيع القيام بها إلا من أوتي معرفة شمولية وذوقًا أدبيًا فطريًا، فالنقد موهبة وثقافة، فليس كل عالم بالأدب ناقد!.
والناقد الحق عليه أن يتزود بأسلحة كثيرة للدفاع عن القيمة الأدبية والإنسانية والجمالية الكامنة في النص، ومن هذه الأسلحة:
(أ) إتقان علوم اللغة وهضمها من نحو وصرف وعروض وأصول اللغة وفقه اللغة.. وذلك بدراسة التراث اللغوي دراسة جيدة.
(ب) تمثل مسيرة الحركة الأدبية عبر العصور المختلفة تمثلاً جيدًا، والوقوف على ملامح كل عصر، والوقوف على سمات التطور من عصر إلى آخر.
(جـ) تعرف خصائص الشعراء وأدواتهم الفنية، واكتشاف أسرار التفوق الشعري لدى كبار الشعراء في العصور المتعاقبة.
(د) هضم علوم البلاغة العربية القديمة والانطلاق منها إلى آفاق المعايير النقدية الحديثة.
(هـ) التعرف على التراث الإنساني، ودراسة ظواهر التأثير والتأثر بين الآداب العالميةِ.
(و) إتقان الخصائص الصوتية واللسانية الدالة على عبقرية لغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف.
(ز) الوقوف على أحدث المنجزات النقدية في فنون الأدب متعددة من شعر وقصة ورواية ومسرح ومقالة وخاطرة وسيرة أدبية.
(ح) الخبرة المعرفية والتذوقية بجماليات الفنون التعبيرية الأخرى من رسم وموسيقى وتصوير ونحت.
والنقد بعد هذا وقبل ذاك يتكئ على الثقافة الشاملة وعلى الخبرة والدربة والتذوق والموهبة والحيدة والموضوعية.

- سبق أن قلتم: إن الأدباء الإسلاميين يضحون بالفني في سبيل المضمون. فما معنى هذا؟ وهل أنتم غير راضين عن النتاج الأدبي الإسلامي الحالي؟
إنني قلت في الحوار الذي أجرته معي مجلة (الجيل): ((إن بعض الأدباء الإسلاميين يضحون بالفني في سبيل المضمون)) فالحكم ليس عامًا، ولكن قلت: البعض وليس الكل، والحقيقة أن هناك كثيرًا من المبدعين الملتزمين بالتصور الإسلامي على درجة عالية من المستوى الفني.. والجودة الأدائية في شعرهم وفي قصصهم ورواياتهم ومنهم على سبيل المثال: نجيب الكيلاني، محمد بنعمارة، حسن الأمراني، حسين علي محمد، جميل عبدالرحمن، عبدالله شرف، أحمد فضل شبلول، أحمد مبارك، عبدالرحمن العشماوي، وصالح الزهراني... وغيرهم.
وهذا يعني أن النتاج الأدبي الإسلامي ماض في طريقه الجيد في ظلال رؤية أدبية إسلامية نابعة من خصائص التصور الإسلامي.

- كيف ترى الخلاف الناشئ الآن حول مصطلح الأدب الإسلامي، ورفض بعض الأدباء والنقاد له، ألا ترى لهذا الخلاف نهاية؟
إن الخلاف حول مصطلح الأدب الإسلامي.. نشأ منذ أن تكونت رابطة الأدب الإسلامي العالمية في عام 1984م: أي منذ أكثر من عشرين عامًا..
والذين يعارضون مصطلح الأدب الإسلامي فريقان:
الفريق الأول: تنبع معارضته من موقف لا يتصادم مع مبادئ الرابطة، ولا يسعى هذا الموقف إلى إلغاء جهود الرواد المخلصين في هذا المجال الحضاري المضيء.
وهذا الفريق يمثله بعض المتخصصين في علم البلاغة العربية والنقد، والدراسات اللغوية والتراثية والحديثة.
وأصحاب هذا الموقف علماء أجلاء.. ولا ينادون بإلغاء المصطلح، ولا يحاربونه ولا يعارضون الجهود الكريمة المبذولة في ترسيخ دعائم هذا المنهج الإسلامي القويم، ومن أبرز الذين عرضوا للقضية عرضًا منهجيًا علميًا محايدًا الناقد الدكتور الطاهر مكي، وقد أقر في كتاب كامل له بوجود مصطلح الأدب الإسلامي وهو كتاب (مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن). وأضع أمام كل من لديه شبهة أو سحابة من القلق رؤية عالم متخصص في النقد الأدبي والأدب المقارن، يقول د.الطاهر مكي:
((الإسلام دين شامل له موقف من كل قضايا الحياة، ومع الزمن نمت ثقافته وتضخمت إلى جانب العلوم الدينية الخالصة تنصح الراعي وتوجهه، وتوقظ الرعية وتهديها، فنشأ من ذلك أدب إسلامي المحتوى يأخذ في كل بيئة لونًا، ويكتسب مع كل حضارة زيًا، ويتشكل في كل عصر بما يلائمه، ودعامته الأولى الصدق بجانبيه الواقعي والفني)).
وأما الفريق الآخر.. الذي يعارض المصطلح.. ويتهم أعضاء الرابطة وكل المنتمين للمنهج الإسلامي بالسطحية.. والعصبية، والفقر الإبداعي، والفكر التبعي السلفي، وعدم مواكبة التيارات العالمية، وعدم الذوبان في وهج الحداثات المتلاحقة، فهؤلاء ينبع موقفهم من عدم فهم المصطلح، وهذا الموقف لم ينشأ من قصور في الإدراك، أو جهل بقيمة الإبداع، ولكنه نشأ من طبيعة التفكير.. والتكوين الثقافي، والمؤثرات العالمية الغازية الوافدة.
أقول: إن القطيعة بيننا وبين مصادر ثقافتنا العربية وتراثنا الإسلامي النابض المشرق المتوهج.. كانت من أكبر الدوافع التي جعلت كثيرًا من الأدباء والمبدعين المحدثين يعارضون مصطلح الأدب الإسلامي، لأن الرؤية ما زالت أمامهم غائمة، وتراكمات المذاهب والمناهج الغربية لا تترك ولو خيطًا ضئيلاً أو بصيصًا من النور الذي يتعرف من خلاله هؤلاء على أبعاد الاتجاه الإسلامي في الأدب.. وكل نواحي المعرفة.
وأريد أن أطمئن كل من يعارض مصطلح الأدب الإسلامي أو قيام رابطة الأدب الإسلامي، فأقول: لا يوجد أديب عربي مسلم وأديب من الشعوب الإسلامية الناطقة بغير العربية يتهم الآخر بالكفر، أو يقول: من ليس عضوًا في الرابطة فهو غير مسلم، وهذا وهم.. وخيال، ومعول من معاول الهدم.. وكل أديب أيًا كان توجهه مسؤول عن كلمته وعن توجهاته، والأدب في ظل الإسلام لا يعارض أي نتاج إبداعي متفوق متجدد لا يتصادم مع ثوابت الفكر الإسلامي.. وتصوراته.
وأرى أن هذا الخلاف مستمر وليس له نهاية، ولكن على كل أصحاب الرؤى الدائرة في ذلك التصور الإسلامي أن يجودوا إنتاجهم الفني.. وأن يخلصوا لإبداعهم.. وأن يطلعوا على كل التيارات العالمية الحديثة.. وأن يتحاوروا معها.. وأن يستضيؤوا بالتجارب الرائدة العالمية التي لا تتصادم مع أبعاد الرؤية الإسلامية، لأن الاختلاف سنة الله في خلقه.

- يرى بعض النقاد أن مصطلح الأدب الإسلامي يحد من إبداع الكاتب وحريته لحتمية الالتزام المطلوب منه، فهل عانيت من هذه المشكلة بصفتك شاعرًا إسلاميًا؟
إن الحرية المطلقة ما هي إلا فوضى في حركة الحياة، وكل نشاط إنساني تحكمه مبادئ وقوانين، والمذاهب الأدبية متعددة، ولكل مذهب مبادئه وفضاءاته، ومن ينتمي إلى مدرسة أو مذهب نقدي ويتحرك في دائرته يوصف بأنه منتم ومنهجي، لأنه ينطلق من مبادئ ومعالم وقواعد وتصورات يتبناها، ولا يشعر بأي قيد وهو ملتزم بأصول هذا المنهج الفكري أو السياسي أو الأدبي أو النقدي.
ومن ينتمي إلى رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ويحلق بجناحين من يقين وإباء في فضاءات الأدب الإسلامي، فهو لا يشعر بالقيود، ولكنه يشعر بحرية الشعور وحرية الذات لأنه ليس أسير حدود جغرافيا، ولا أسير تصورات إجتماعية ضيقة، ولكنه يخاطب النفس السوية المسلمة في كل مكان، لأن الإسلام دين البشرية كلها، والخطاب الأدبي في ظل القيم الإسلامية خطاب عالمي في منهجه وتصوره.
وأرى أن الأديب المسلم في كل مكان على وجه المعمورة باستطاعته أن يجدد تجاربه، وأن ينوع أشكاله التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح والرواية والمقالة والخاطرة والآبدة، وفن السيرة الذاتية والغيرية، وغير ذلك من فنون القول الشعري والنثري.
وحول تجربتي مع الالتزام بالمصطلح أقول: لقد نشأت نشأة محافظة في ظل والد متدين، وحفظت القرآن الكريم في سن العاشرة، وطالعت كثيرًا من كتب التفسير والفقه وأنا في المرحلة الإعدادية، ولذلك حينما تفجرت ملكة الشعر لديّ لم أشعر بأي قيد يحد تجربتي، لأنني في كل تجاربي الشعرية لا أقدم إلا الرؤية الشعرية التي لا تتصادم مع رؤى الإسلام ومواقفه من الكون والإنسان والحياة، وأراجع ما أكتبه من حين لآخر مراجعة فنية ورؤيوية.
ولي تجارب كثيرة في الشعر الوجداني والتأملي، وتجارب كثيرة أستوحي فيها التراث الإسلامي بكل معطياته رموزًا وأشخاصًا ومبادئ وأفكارًا ورؤى حضارية وأماكن تعبق بالمجد والحضارة.
ولغتي الشعرية تواكب الجديد في عالم القصيدة الحديثة، ولديّ قصائد كثيرة يمكن قراءتها قراءات متعددة، وأرى أن القصيدة الجديدة الحديثة تتعدد أبوابها بتعدد قرائها، والرؤية الإسلامية لا تحد ذلك، ولا تقيد النص الجيد، السابح في مدارات الإبداع. ودواويني بها كثير من القصائد الرمزية، التي توظف التاريخ وتستوحي التراث، ومن هذه الدواوين ديوان العاشق والنهر، وديوان نبضات قلبين، وديوان الحلم والسفر والتحول.
وكثير من الشعراء الذين ينتمون لتيار الأدب الإسلامي، لديهم هذا التوجه الفني في نتاجهم الشعري.

- ما تصورك لمعالم النقد الأدبي الإسلامي؟
إن النقد الأدبي يرصد الإبداع من زاويتين: هما ((الرؤية والبناء))، أو ((المضمون والشكل)).
والبناء الفني لأي عمل أدبي في أدبنا العربي له أصوله وقواعده التي استقرت في تراثنا النقدي، وفي معالم المناهج النقدية الحديثة، وخاصة المنهج الفني، فللشعر لغته التصويرية الإيحائية، وتحليل لغة الشعر والنثر الفني يتكئ على ميراث نقدي ضخم في علوم البلاغة العربية، وفي جهود النقاد العرب القدامى والمحدثين.
وكذلك مكونات البناء القصصي والمسرحي والروائي، معروفة وقابلة للتجدد والتطور، والنقد الأدبي الإسلامي لا يلغي كل هذه الجهود في تنمية الرصيد النقدي في الإبداع العربي، وهو يضيف إلى ذلك ضرورة إظهار جماليات التجارب الأدبية التي قدمها أصحابها في لغات أخرى مثل لغات الشعوب الإسلامية، لأن لكل بيئة صورًا وخيالات ورؤى وأساليب في كل الفنون الأدبية، وكتاب (مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن) يفتح آفاق هذا الاتجاه.
والذي يتميز به النقد الأدبي الإسلامي هو تحليل الرؤى والمضامين الإسلامية، والتنبيه على أصالتها وجديتها وجمالياتها من خلال التحليل اللغوي، والكشف عن أسرار التعبير والوصول إلى المضامين عبر صوتيات اللغة، وإيقاعات الحروف والكلمات والأساليب، وأرى أن المداخل إلى النص الأدبي الإسلامي تتمثل في الآتي:
أولاً: الوقوف على مظاهر التأثر بالبيان القرآني والبيان النبوي في النص والشواهد على ذلك، وأرى أن التأثر يتخذ محاور عدة منها:
1 – التأثر الكلي الشمولي، وهو تأثر إيجابي يتمثل الرؤية والأداة.
2 – التأثر الأدائي الشكلي، وهو تأثر بالشكل والأدوات الفنية فقط.
3 – التأثر السلبي المضاد، وهو تأثر مرفوض وغير مقبول. ويتعمد أصحاب هذا الاتجاه تشويه صورة التأثر بالبيان القرآني والبيان النبوي.
وفي كتاب (الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق) لكاتب هذه السطور وكتاب (القرآن ونظرية الفن) للدكتور حسين علي محمد، تأصيل لهذه المحاور وغيرها من مكونات العمل في ظل المنهج الإسلامي.
ثانيًا: توظيف التراث في النص الأدبي الشعري وغيره:
ولهذا المعلم من معالم النقد الأدبي محاور كثيرة، وفي مقدمتها:
1 – الشخصيات الإسلامية بكل أبعادها وموحياتها في جميع العصور، والنقد الأدبي الإسلامي يضع الشخصية في إطارها المضيء أو الواقعي الذي لا يشوه الصورة الحقيقية.
2 – التعرف على عبقرية الأمكنة الإسلامية وأثرها في تشكيل التجارب الأدبية.
3 – البحث عن التجارب التي تستدعي معالم الحضارة الإسلامية ومكوناتها، وتسافر إليها لكي تبعث الحاضر حتى ينهض من عثراته.
ثالثًا: استجلاء مظاهر الطبيعة الكونية، والطبيعة الحية، والطبيعة الجامدة، والكشف عن جماليات النصوص التي تخوض التجارب التأملية العميقة منطلقة من رؤية إيمانية تنأى عن الشك، وأطياف اليأس، وتنعم باليقين.
رابعًا: تحليل الأساليب في ضوء نظرية النظم التي أبدعها الإمام عبدالقاهر الجرجاني في كتابيه ((دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة))، وهما كتابان جليلان يجب أن يقرأهما ويتمثلهما كل أديب مسلم، وكل ناقد يحترم تراثه، ويدافع عن منهجه الإسلامي، وعن تراثه العربي.
خامسًا: تحليل صوتيات الكلمات وإيقاعاتها، والأساليب في التجارب الشعرية والنثرية، في ضوء ما وصل إليه علماء الصوتيات وفقه اللغة، والمشتغلون بالعروض، في ضوء العناصر التراثية، وفي ضوء خصائص الحروف، وعلم التجويد.
وقد شاركت في هذه الجهود المتتابعة، وقدمت عدة كتب نقدية وأدبية تنزع إلى استجلاء أثر الإسلام في النص الأدبي، ومنها: ((الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق))، و((من القيم الإسلامية في الأدب العربي))، و((تاج المدائح النبوية.. شرح قصيدة البردة لكعب بن زهير))، و((الشعر الأموي في ظل السياسة والعقيدة))، و((الحديث النبوي – رؤية فنية جمالية))، و((الإمام محمد متولي الشعراوي، شاعر الدعاة وداعية الشعراء.

د.صابر عبدالدايم في سطور
 - ولد في محافظة الشرقية بمصر 1948م.
- دكتوراه في الأدب والنقد من جامعة الأزهر بالقاهرة 1981م.
- عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو اتحاد الكتاب بمصر، وجمعية الإبداع الأدبي بالشرقية.
- عضو هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة، ومجلة أوراق ثقافية، ومجلة أصوات معاصرة.
- عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى، وجامعة الأزهر بالزقازيق، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
- شارك في عشرات الندوات الأدبية والنقدية والمهرجانات الشعرية داخل مصر وخارجها.
- ناقش كثيرًا من الرسائل الجامعية في جامعات الأزهر، والزقازيق، وأم القرى، ومحمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وغيرها.
- شارك في البرامج الإذاعية الأدبية والدينية في عدة إذاعات مصرية.
- أصدر ثمانية دواوين شعرية منها: مسافر في سنبلات الزمن، ومدائن الفجر، والمرايا وزهرة النار.
- أصدر ثمانية عشر كتابًا أدبيًا ونقديًا، وله عدة كتب تحت الطبع.
- أعدت عنه رسالة ماجستير في كلية اللغة العربية بالمنصورة، ورسالة دكتوراه في الأدب الإسلامي المقارن في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أشرف حشيش .. الشاعر النهر
  • حوار مع الدكتور صابر عبدالدايم - عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر

مختارات من الشبكة

  • النجم والنجوم في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • آهات ونفثات شاعر على سرير الوداع (آخر ما كتبه الشاعر سليم عبد القادر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار مع الأديب الشاعر الدكتور حيدر الغدير (4)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار مع الأديب الشاعر الدكتور حيدر الغدير (3)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار مع الأديب الشاعر الدكتور حيدر الغدير (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار مع الأديب الشاعر الدكتور حيدر الغدير (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مع الشاعر محمد التهامي في ديوان شعره (أشواق عربية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار شبكة الألوكة مع الشاعر الإسلامي الأستاذ طاهر العتباني(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حوار شبكة الألوكة مع الشاعر الأستاذ/ علي المطيري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مع الشاعر الكبير محمد التهامي(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- انت فى قلب الذاكرة
غسان شقورة - فلسطين_ غزة 22-03-2007 05:24 AM
انا احد ابناؤك وطلابك فى جامعة الزقازيق كلية التربية قسم اللغة العربية عام 1990 انا متيم لاشعارك الرائعة منذ دراستى فى الكلية وما زالت اشعارك تدوى فى ذاكرتى الى اليوم رغم مرو ر تلك السنين التى لم تسطع ان تنزع هذه الاشعار الجميلة التى تعبر عن قلب كل وطنى يعرف قيمة فلسطين وما زلت اتذكر هذه الاشعار
(معلق بين تاريخى واحلامى ******** وواقعى خنجر فى صدر ايامى
ومازلت اتذكر الكثير من الاشعار التى ارددها دائما فى وقت الازمات النفية التى يعيشها الفلسطينى الحائر المتعطش الى تحرير الارض والانسان بعد ان تخلى عنا القاصى والدانى من ابناء الامة العربية ولا يسعنى الا ان اواسى نفسى بالبيت الشعرى الجميل الذى اخرجه فوك الطاهر :
فهل نعود كما كنا بنى رحم **************** نقضى على هاتف النفس انقسام
ابنك المخلص والفقير لرؤيتك والجلوس معك ابن فلطسين الحبيبة
غسان شقورة....................
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب