• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي

السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/12/2017 ميلادي - 24/3/1439 هجري

الزيارات: 33480

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي


أبدأ هذه السمات بما أشرتُ إليه من قبل من أن مقدمة إحدى قصائد النابغة تبدو لي غريبة أو شبه غريبة وسط مقدمات الشعر الجاهلي؛ إذ لم يجعلها الشاعر في الأطلال ولا في النسيب ولا في الخمر مثلًا، بل أدارها على الحكمة والتأمل في أحوال الحياة وصروف الدهر، وهي القصيدة التي مطلعها:

خليليَّ، عُوجا سَاعةً وتهجَّرا ♦♦♦ ولُومَا على ما أحدثَ الدهرُ أو ذَرَا[1]


وحتى عندما يقفُ في قصائدِه على الأطلال لا تكون هذه الأطلالُ دائمًا أطلالَ حبيبته وقومها، ففي قصيدته اللامية التي تبدأ بقوله[2]:

لِمَن الدارُ كأنضاءِ الخللْ ♦♦♦ عهدُها من حقبِ الدهرِ الأُوَلْ


نجد أن الدارَ هي دار قومه، الذين أدركهم (كما يقول) عنتُ الدهر وخبلُ العيش، والذين يأخذ في الحديث عن أمجادهم القديمة قبل أن تنيخ عليهم بكلكلها الأيام، ويبدي أساه الشديد لما نزل بهم[3]، فهي من المقدمات التي تبدو مخالفةً للتيار العام في ذلك العصر. يقول:

لِمَنِ الدارُ كأنضاءِ الخللْ
عهدُها من حقبِ الدهرِ الأولْ
دار قوْمِي قبلَ أن يدركَهم
عنتُ الدهر وعيشٌ ذو خبلْ
إذ هُمُ من خيرِ حيٍّ سوقة
وطئ الأرض بسهل أو جبلْ
لغريبٍ قام فيهم سائلًا
ولِجارٍ جُنُب جاء فَحَلْ
يستخفونَ إلى الداعي بهم
وإلى الضيفِ إذا الضيفُ نزلْ
هزة النائلِ فيهم والندى
وثقالٌ عند أطرافِ الأسلْ
• • •
سألتْنِي جَارتي عن أمتي
وإذا ما عَيَّ ذو اللبِّ سألْ
سألتْنِي عن أناسٍ هلكوا
شَرِبَ الدهرُ عليهم وَأَكَلْ
طلبوا المجدَ فلمَّا أدركُوا
لكتابٍ وانتهى ذاك الأَجَلْ..

 

وهناك قصيدة أخرى ربَّما كانت مقدمتُها هي أيضًا من شكل هذه المقدمة، وهي القصيدة الثانية عشرة في شعر الشاعر، والتي تبدأ بالبيت التالي[4]:

أَلَمْ تسألِ الدارَ الغداةَ: متى هِيَا؟ ♦♦♦ عَدَدْتُ لها من السنين ثَمَانِيَا

• • • •


ذلك أنَّ الشاعر يُباهي بأهل هذه الديار، ويُشبِّههم بالملوك العظام، ويصفهم بالوقار والتغلب على الأعداء والرجولة والأريحية، ومثل هذا الكلام إنما يقوله الشعراء عادة في قومهم لا في أهل حبيبتهم، ثم هو فوقَ ذلك يأسَى على ما أصابَهم الدهر به، مثلما فعلَ في المقدمة السابقة، فلهذا لا أستبعد أن تكون هذه المقدمة من نوع تلك.

وتتكرر في شعرِ النابغة الإشارةُ إلى هلاك أهله وأصدقائه[5]:

وقالت سُليمَى: أَرَى رأسَهُ
كناصيةِ الفرسِ الأشهبِ
وذلك من وَقَعَاتِ المنونِ
فَفِيئي إليكِ، ولا تَعْجَبِي
أتينَ على إخوتي سبعة
وعُدْنَ على ربعي الأقربِ
وَسَادَةِ رَهْطِيَ حتَّى بقي
تُ فردًا كصيصةٍ الأعضبِ

••••

أصابهم القتلُ ثم الوفا
ةُ هَذَّ الإشاءةَ بالمخلبِ
مضوا سلفًا ثم لم يرجعوا
إلينا، فيا لَكَ من مَوْكِبِ!

••••

تذكرتُ، والذكرى تهيجُ لذي الهَوَى
ومن حاجةِ المحزونِ أن يتذكَّرا
ندامايَ عندَ المُنْذِرِ بن محرِّقٍ
أرى اليومَ منهم ظاهرَ الأرضِ مقْفِرا[6]

••••

عهدْتُ بها الحيَّ الجميع كأنهم
عظامُ الملوكِ عزَّةً وتَبَاهِيَا
غَدَا فَتَيَا دَهْرٍ فَمَرَّا عليهمُ
نهارٌ وليلٌ يلحقانِ التَّوَالِيَا[7]

••••

كما تكرر عنده ذكرُ الموت:

المرءُ يغربُ في الحيا ♦♦♦ ةِ، وطولُ عيشٍ قد يضرُّهْ

••••

كم شامتٍ بي إن هلكـ ♦♦♦ ـتُ وقائل: لله درُّه[8]

 

إذا المرءُ عَلْبَى ثم أصبح جلدُه ♦♦♦ كرحضِ غسيلٍ فالتَّيَمُّنُ أروحُ[9]

••••

ترى الغصنَ في عُنفوان الشبا
بِ يهتزُّ في بهجاتٍ خضر
زمانًا من الدهرِ ثم الْتَوَى
فَعَادَ إلى صُفْرَةٍ فانْكَسَر[10]

••••

شيخ كبيرٌ قد تخدَّد لحمُهُ
أفنى ثلاثَ عمائمٍ ألوانا
ثم المنيَّة بعد ذلك كلِّه
وكأنَّما يَعني بذاك سِوانا[11]

••••


وأغلبُ الرأي أن هذه الأشعارَ قد قيلت في شيخوخةِ الشاعر، عندما أحسَّ بالحياة تتسرَّب من بين أصابع يديه، وأهله وأحباؤه يتساقطون ويخلفونه وراءهم يقاسي وحشة التفرُّد، ومثلها أشعاره في المشيب:

وقالت سُليمَى: أَرَى رأسَهُ ♦♦♦ كناصيةِ الفرسِ الأشهبِ[12]

••••

إمَّا تريْ ظللَ الأيَّام قد حسرتْ
عنِّي وَشَمَّرْتُ ذيلًا كانَ ذَيَّالا
وَعَمَّمَتْنِي بقايا الدهرِ من قُطُنٍ
فقد أُنَضِّجُ ذا فرقين مَيَّالا[13]

••••

فلا هِيَ تَرْضَى دونَ أمرد ناشئٍ
ولا أستطيعُ أن أردَّ شَبَابِيَا
وقد طالَ عهدِي بالشبابِ وأهلِه
ولاقيتُ روعاتٍ يُشبْنَ النَّوَاصِيَا[14]

••••

وَمَا رَابهَا من رِيبَةٍ غَيْرَ أنَّهَا ♦♦♦ رَأتْ لِمَّتي شَابَتْ وشابَتْ لِدَاتيَا[15]

••••


هذا، وقد سبق أن أوردنا له أشعارَه التي يتحدُّث فيها عن استطالة عمره[16].

وفي شعر النابغة يقابلُنا مرارًا حوارٌ بين الشاعر وإحدى النساء:

وقالت سُليمَى: أَرَى رأسَهُ
كناصيةِ الفرسِ الأشهبِ
وذلك من وَقَعَاتِ المنونِ
فَفِيئي إليكِ، ولا تَعْجَبِي[17]

••••

سألتْنِي جَارتي عن أمَّتي
وإذا ما عَيَّ ذو اللبِّ سألْ
سألتْنِي عن أناسٍ هلكوا
شَرِبَ الدهرُ عليهم وَأَكَلْ
طلبوا المجدَ فلمَّا أدركُوا
لكتابٍ وانتهى ذاك الأَجَلْ[18]

••••

دعي عنك تَهجاء الرجال، وأَقْبلي ♦♦♦ على أذلغي، يملأ استك فيشلا[19]

••••

تلومُ على هلك البعير ظعينتي
وكنت على لومِ العواذل زاريا
ألم تعلمي أني رُزئت محاربًا
فما لكِ منه اليوم شيءٌ ولا ليا؟[20]

••••

باتت تذكرني باللهِ قاعدةً
والدمعُ ينهلُ من شأنيهما سبلا
يا بنت عمِّي، كتابُ الله أخرجني
كرهًا، وهل أمنعنَّ اللهَ ما فَعَلا؟[21]

••••

قالت أمامةُ: كم عمرت زمانة
وذبحْت من عترٍ على الأوثانِ؟
ولقد شهدت عكاظَ قبل محلِّها
فيها، وكنت أُعَدُّ مِ الفتيان[22]

••••

وقد تناولَ الشاعرُ أربعَ مراتٍ على الأقلِّ وصفَ ريقِ الحبيبة، وشبَّه نكهتَه برائحةِ النباتات العطرية وطعم العسل والخمر:

كأن القرنفلَ والزنجبيلَ ♦♦♦ يعلُّ على ريقها الأطيب[23]

••••

كأن فاها إذا تبسَّم من
طيب مشم وحن مبتسم
يسنُّ بالضَّرْوِ من برافش أو
هيلانَ أو ضامر من العتم[24]

••••


ومن سماتِ شعرِ الجعديِّ كذلك، ما نعثرُ بين الحين والحين فيه من عُرْيٍ وهجاءٍ مقذعٍ مما تكررت إشارتُنا له فيما سلفَ بما يُغْنينا عن إعادةِ القول فيه هنا[25]، كما وجدته في بعض المواضع يضمِّنُ الأمثالَ:

وبعض الأخلاءِ عند البلا ♦♦♦ ء والرُّزء أروغ من ثعلب[26]

••••

وإن امرأ أهدى إليك قصيدةً ♦♦♦ كمستبضع تمرًا إلى أرض خيبرا[27]

••••

فقلت لها: عِيثي جُعار، وجرري ♦♦♦ بلحم امرئ، لم يشهد اليوم ناصره[28]

••••


وهناك اقتباساتٌ من القرآن في شعره المتبقي لنا تبلغ العشرة، وهذه بعضها:

فلما قضيتم كل وِتْرٍ ودمنة ♦♦♦ وأدرككم نصرٌ من الله معجب[29]

••••

فأصبح في الناس كالسَّامريْ ♦♦♦ يِ إذ قال موسى له: لا مِسَاسا[30]

••••

إن يكُ ضاعَ ما حملتُ فقد ♦♦♦ حملت إثمًا كالطَّوْدِ من إضم[31]

••••

كأن زفيرَ القومِ من خوفِ شرِّه ♦♦♦ وقد بلغتْ منه النفوسُ التراقيا

••••


وهذا طبعًا غير قصيدته "الحمد لله لا شريك له"، فهي مملوءة بالألفاظ والعبارات القرآنية، وهو لا شك من تأثير الإسلام[32].

وتكثر في قصائد النابغة أسماءُ المواضع والأشخاص كثرةً لافتة، ويجد القارئ أمثلة لهذا الملمح في ص: 5، 7، 8، 9، 25، 67، 101، 103، 151، 162، 180، 186، 199، 224، 225، 227، 230 من الديوان.

ومن آنٍ لآنٍ نفاجَأُ بلفظةٍ حوشية قد ماتت، بل ماتت حتى صيغتها، مثل: "يوم أروناني"، أي صعب[33]، وكذلك "عيطموس" في البيت التالي وصفًا للناقة، ومعناه: الفتية العظيمة الحسناء:

سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيْطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ = تُبَارُ إِليها المُحْصَناتُ النَّجَائبُ[34]

••••


و"محرنبئ"[35]، أي الذي يبيت لداهية في نفسه، و"عشمشم"[36]، أي الجمل القوي الشديد، و"هنباء"[37]، أي المرأة الحمقاء. ولكن هذه هي تقريبًا كل الألفاظ التي من هذا النوع في شعر الشاعر، فهو مقلٌّ من حوشي الكلام.

وفي شعر النابغة، كما هي الحال عند كثيرٍ من شعراء ذلك العصر، تتردد كلمة (أبلغ "كذا إلى فلان") أو ما في معناها. ويمكن وجود بعض الشواهد على تلك اللفظة في ص: 7، 158، 164، 211، 234 من ديوانه.

ويكثر الطباق والمقابلة كثرة ملحوظة، ويجد القارئ أمثلة على ذلك في ص/ 26، 11، 34، 35، 42، 50، 52، 68، 69، 78، 105، 108، 11. وبالمناسبة فإن الصفحة الواحدة كثيرًا ما تضم عدة طباقات.

ويتكرَّر عند النابغة قولُه: إنه لولا كذا لفعل كذا وكذا، وعادة ما يكون السببُ المانعُ له من فعل الشيء قيمةً كريمةً، كالتقوى أو صلة الرحم مثلًا، وقد يكون التعبير بـ"لولا" أو بكلمة في معناها:

أبى لي البلاءُ، وأني امرؤ ♦♦♦ إذا ما تبيَّنْتُ لم أرتَب[38]

••••

مَلَكْنا فلم نكشف قناعًا لحُرَّةٍ
ولم نَسْتلب إلَّا الحديد المُسَمَّرَا
ولو أننا شِئْنا سوى ذاك أصبحتْ
كرائمُهم فينا تُبَاع وتُشترى
ولكنَّ أحسابًا نَمتْنا إلى العُلا
وآباء صدقٍ أن نرومَ المحقَّرا[39]

••••

منع الغدر، ففلم أَهْمِمْ به
وأخو الغدرِ إذا هَمَّ فَعَلْ
خشيةُ الله وأني رجلٌ
إنما ذكري كنارٍ بِقُبَلْ[40]

••••

يا بنَ الحَيَا، إنني لولا الإلهُ وما
قال الرسولُ لقد أنسيتك الخالا
لقد وسمتُك وَسْمًا لا يُغَيِّبُه
ثوباك يبرقُ في الأعناقِ أَحْوَالا[41]

••••

فلولا أنْ تَغَلَّبَ رَهْطُ أُمِّي
وكعبٌ، وَهْوَ مِنِّي ذُو مَكَانِ
تَرَاجَمْنا بصدرِ القول حتى
نصيرَ كأنَّنا فرَسَا رهَانِ[42]

••••

لولا ابنُ حارثة الأمير لقد ♦♦♦ أغضيتُ من شَتْمِي على رغم[43]

••••


وفي شعر النابغة لونٌ من التَّكرار يقوم على ذكر اللفظة أولًا مفردةً ثم ذكرها بعد ذلك مضافةً[44]:

ومن دون ذاك هُوِيٌّ له ♦♦♦ هَوِيُّ القطاميِّ للأرنبِ[45]

••••

فلما دنا للخرج خرج عُنيزة ♦♦♦ وذي بقر ألقى بهنَّ المراسيا[46]

••••

هدير هدير الثورِ ينفضُ رأسَه ♦♦♦ يذُبُّ بروقيه الكلابَ الضواريا[47]

••••

أتاك أبو ليلى يجوبُ به الدُّجَى  ♦♦♦ دجى الليلِ جوَّابُ الفلاةِ عَثَمْثَمُ[48]

••••

لا أخدع البوَّ بوَّ الزعمِ أَرْأَمُه ♦♦♦ ولا أُقيم بدار العجز والهُون[49]

••••

رأيتُ البكرَ بكرَ بني ثمودٍ ♦♦♦ وأنت أراكَ بكرَ الأشعرينا[50]

••••

أقفرت منهم الأجاربُ فالنَّه
يُ وحَوْطِي فروضةُ الأدحال
فَحُبَيُّ فالثغرُ فالصفحُ فالأج
دادُ قفرٌ فالكورُ كورُ أثالِ[51]

••••


وثمة تركيب تردَّدَ عدة مرات في شعر النابغة يقوم على النفي المزدوج ويتخذ غالبًا الشكل التالي: "لا... ولا...":

جَوْنٌ كجوزِ الحمار جرَّده الـ ♦♦♦ ـخراس لا ناقسٍ ولا هزمٍ[52]

••••

فلا هِي ترضى دون أمرد ناشئٍ ♦♦♦ ولا أستطيع أن أردَّ شبابيا[53]

••••

وحلَّت سوادَ القلب لا أنا باغيا ♦♦♦ سواها، ولا عن حبِّها متراخيا[54]

••••

ألم تعلمي أني رُزئت محاربًا ♦♦♦ فما لَكِ منه اليوم شيءٌ ولا ليا[55]

••••

ولم يمسِ بالسيدان نبحٌ لسامع ♦♦♦ ولا ضوءُ نارٍ إن تنوَّر راكب[56]

••••

دار حيٍّ كانت لهم زمن التو ♦♦♦ بة لا عُزل ولا أكفال[57]

••••

لا ضئال ولا عواوير حما ♦♦♦ لون يوم الخطابِ للأثقال[58]

••••


وعند النابغة عددٌ طيب من التعبيرات والصور الطازجة، ومن ذلك "الموت الصهابي" و"الشر العريان":

فجئنا إلى الموتِ الصهابيِّ، بعدما ♦♦♦ تجرَّد عريان من الشر أخدب[59]

••••


وكذلك العبارة التي تصوِّر الرنينَ العميق والضخم لصهيل حصان وكأنه خارج لا من صدره، بل من جوف بئر عميق:

ويصهلُ في مثل جوف الطوى ♦♦♦ صهيلًا يبين للمغرب[60]

••••


ولعل جريرًا قد استلهم هذه الصورة في قوله:

يَشْتَفْنَ للِنَّظَرِ الْبَعِيدِ كأَنَّمَا ♦♦♦ إِرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الأَشْطَانِ [61]

••••


ولنتأمل أيضًا الصورة التي في البيت الأخير من الأبيات الثلاثة الآتية، حيث يشبه الشاعر بربرةَ ثور وحشيٍّ ببربرة رجل من الروم ضُرِبَ على ظهره ضربًا مبرِّحًا دون جريرة، فأخذ يتوسَّل ويجأرُ طالبًا النجدة:

فهايجها[62] حمْش القوائم سابحٌ
رعى بجواء الجِنِّ بالصيف أشهرا
أتيحَ لها من أرضهِ وسمائهِ
فلمَّا رآها مطلعَ الشمس بربرا
كبريرةِ الرومي أرجعَ ظهره
على غير جرمٍ فاستضافَ لينصرا[63]

••••


وكذلك وَصْفُه الأرضَ بأنها "بلاد الله"، وهو التعبير نفسه الذي تستعمله الآن لغتنا العامية في قولنا: "بلاد الله... خلق الله". فهذه النكهة الشعبيَّة تكسبه حلاوةً ولطافةً:

فَسِرْ في بلادِ اللهِ والْتمسِ الغنى ♦♦♦ تعشْ ذا يسارٍ أو تموت فتُعذرا[64]

••••


ولا جرمَ من أن وصفه للهلكى من أهله بأن الدهر قد شرب عليهم وأكل هو من الصور الرائعة، صحيح أننا نستخدم الآن هذا التعبير دون أن نلتفت إلى ما فيه من خيال، وذلك لكثرة دورانه على الألسن وأسلات الأقلام، ولكننا لو خرجنا من طوق الإلف الحديدي ونظرنا إليه بتأنٍّ لَبَانَ لنا تعبيرًا جميلًا موحيًا مؤثرًا.

إن تصويرَ الدهرِ وقد تربَّع عليهم وأخذ يأكل ويشرب على راحته، ولا يبالي سقوطَ فتات الخبزِ وبقع الإدام والدسم عليهم لهو من وَثَبَات الخيال:

سَألتني عن أناسٍ هلكوا ♦♦♦ شرب الدهر عليهم وأكل[65]

••••


ومثل هذه الصورة طرافةً قولُه يصف مشيب رأسه:

وعممتني بقايا الدهر من قُطن ♦♦♦ فقد أُنضج ذا فرقين ميالا[66]

••••

حيث شبه شعره الأبيض بالقطن، وهو تشبيه لا أذكر أني قابلته في هذا السياق في شعر ذلك العصر.

كذلك فإن في قوله "ممن لا تعُد" في البيت التالي:

من الجنود وممن لا تعُدُّ، فلا ♦♦♦ تفخر بما كان فيه الناس أمثالا[67]

••••

خروجًا على المألوف من قولهم: "لا يُعد ولا يُحصى"، والتحوير في العبارة يبدو ضئيلًا لا قيمة له، لكن تحويل الكلام من صيغة المبنى للمجهول إلى المعلوم وإسناده بالذات إلى ضمير المخاطب قد أكسب الكلام حيويَّة وجعل القارئ أو السامع جزءًا من الكلام، أو كما نقول الآن: وضعه في قلب الصورة، وصار الكلام بذلك ذا خصوصية بعد أن كان عامًّا مجردًا.

وأيضًا فإن وصفَه ليوم عصيب أوقعَ قومُه فيه بأعدائهم في إحدى المعارك بأنه "يَوْم... غير ذي متنفس" هو من الأوصاف النابضة الغنية، إذ هو وصف قابل لأكثر من تفسير: فقد يكون المعنى أن أحدًا لا يستطيع التنفس فيه؛ إذ إن حرَّ الحرب وثقل الهزيمة وما أصاب نفوس الأعداء فيها من غمٍّ وذلةٍ قد كظم الأنفاس، أو أنهم من رعبهم قد حبسوا أنفساهم توجسًا من المصائب التي يتوقعون سقوطها على رؤوسهم، وهيبةً لقوم الشاعر، ومما يخلع على العبارة مزيدًا من الطرافة استخدامُ الشاعر للمصدر الميمي "متنفس"، وهو مصدر قليل الاستخدام، وبخاصة مع الأفعال المكونة من أكثر من ثلاثة أحرف، بدلًا من المصدر العادي: "تنفُّس". يقول النابغة:

ويوم شديد غير ذي مُتنفس ♦♦♦ أصم على من كان يُحسب راقيا[68]

••••


وفي الشعر العربي القديم كنايات متعددة للدلالة على التأبيد، مثل: "ما حنَّت ورقاء" و"ما أقام ثهلان/ ثبير/ عسيب".[69] و"ما أهل الحجيج ولبوا"... إلخ. أما قول النابغة: "ما غرد راكب" فيبدو لي شيئًا طريفًا:

تعالوا نُحالف صامتًا ومزاحمًا ♦♦♦ عليهم نصارًا ما تغرَّد راكب[70]

••••

هذا، وفي البيت التالي صورة ما أبدع! وما أروع!:

بالأرض أستاههم عجزًا، وأتفهمُ ♦♦♦ عند الكواكب بغيًا، يا لذا عجبا[71]

ولا أحسب هذا الكلام محتاجًا من جانبي إلى تعليق.

••••


وقد تكرر عند النابغة استمداده الصورة من عالم الملابس:

تردَّيت ثوبَ الذل يوم لقيتها ♦♦♦ وكان ردائي نخوةً وتجبرا[72]

••••

إذا ما الضَّجيع ثَنَى جيدَها ♦♦♦ تثنَّت عليه، فكانت لباسا[73]

••••

فالحمد لله إذ لم يأتني أجلي ♦♦♦ حتى لبست من الإسلام سربالا[74]

••••

لقد وسمتك وسمًا لا يغيِّبه ♦♦♦ ثَوْبَاك يبرقُ في الأعناق أحوالا[75]

••••

لو تستطيعون أن تلقوا جلودكمُ ♦♦♦ وتجعلوا جلد عبدالله سربالا[76]

••••

ولبست م الإسلام ثوبًا واسعًا ♦♦♦ من سيب لا حَرِمٍ ولا مَنَّانِ[77]

••••

وفي غير قليلٍ من الأحيان يلجأ النابغة الجعدي في وصفه لمنظر أو موقف ما إلى إيراد بعض التفاصيل التي تجعل الصورة تكاد تنطق، ومن هذا قوله في وصف معركة دارت بين قبيلته وأعدائهم:

بِطَعْنٍ كتشهاقِ الجِحاشِ شهيقُه
وضربٍ له ما كان من سَاعِدٍ خلا
فلم أر يوما كان أكثر باكيًا
ووجهًا ترى فيه الكآبة مجتلى
ومفتصلًا عن ثدْيِ أمٍّ تحبه
عزيز عليها أن يفارقْنَ مفتلى
وأشمط عريانًا يُشدُّ كتافُه
يُلامُ على جهدِ القتالِ وما ائتلى[78]

••••

ومثل ذلك تصويره التالي لرحيل القبيلة، حيث يذكر الأصوات المختلفة من غناء ونداء للإبل ونقر وحُداء، حتى ليخيَّلَ للسامع أو القارئ أنه يسمع بأذنيه هذا كلَّه ويشاهد رحيل القبيلة بأمِّ عينيه. ولا ينبغي أن نسهو عن استخدامه ضميرَ المخاطب هنا أيضًا:

إذا ظعنوا يومًا سمعت خلالَهم
غناءً وتأييهًا ونقرًا وحاديا
ورنة هتاف العشيِّ مكبل
ينازعُه الأوتارَ مَنْ ليس راميا[79]

 

ويجري في الطريق نفسها البيت التالي:

ولم يُمس بالسيدان نبح لسامع ♦♦♦ ولا ضوء نار إن تنوَّر راكب[80]

••••

وإنَّ من أمتع اللوحاتِ الشعرية هذه اللوحة التي تعرض علينا صورة أحد خصوم قبيلة الشاعر متروكة جثتُه في العراء إثر المعركة طعامًا للضباع وقد انحشرت في إِلْيتِه الحربة التي قُتل بها، وانكسرت في جسده قناةُ الرمح التي سُددت إليه:

تركُوا عمرانَ مجندلًا
لضباع حوله رزمه
في صلاه أَلَّةٌ حُشُرٌ
وقناة الرمح منقصمه[81]

••••


إن هذه التفصيلاتِ لها كل الخطر في الشعر والأدب، إنها تجسم المشهد وتنفخ فيه الحياة.

وفي النابغة بساطة في التعبير عن مشاعره دون تحرُّجٍ، فهو يقول مثلًا: إنه إذا لم يستطع أن يرى حبيبته فإنه يجد شفاء نفسه في رؤية أَيٍّ من جيرانها، إن سعادته في الحب تتحقق بأدنى ملابسة:

تقضى زمان الوَصْل بيني وبينها
ولم ينقضِ الشوقُ الذي كان أكبرا
وَإِنِّي لأَستَشفي برُؤيةِ جارِها
إِذا ما لِقَاؤُها عَليَّ تَعَذَّرا[82]

••••

وإذا طالبهم أعداؤهم أن يردوا الروح فيمن قتلوهم منهم أخذ الأمر بجد، وكان جوابه ببساطة: إننا لا نستطيع أن نحيي من مات، ولكننا نستطيع أن نميت من كان حيًّا:

وقالوا لنا: أحيوا لنا من قتلتمُ
لقد جئتمُ إدًّا من الأمر منكرا
ولسنا نَرُدُّ الروحَ في جسم ميتٍ
وكنَّا نَسُلُّ الروحَ ممَّن تبشرا[83]

••••

وهو يأخذ الحياة كما هي، ويعرف أنه متى مات فسوف يشمت به قوم، ويترحم ويثني عليه قوم آخرون، ولا يجد أية غضاضة في أن يصرح بذلك في شعره:

كم شَامتٍ لي إن هلكـ  ♦♦♦ ـت وقائل: لله درُّهْ[84]

••••

وهو لا يبالي أن يقول بمنتهى البساطة لزوجته التي كرهت أن يخرجَ للجهاد ويتركها والأولاد وحدهم، أن تتخذ لها زوجًا من بعده إن لم يقدَّر له أن يعود من الميدان:

فإن رجعتُ فربُّ الناس يُرجعني ♦♦♦ وإن لحقت بربي فابتغي بدلا[85]

••••


ومثله هذا التشبيه الذي يصور به من يترك من اعتدى عليه، ويحاول الانتقام من غيره:

أتترك معشرًا قتلوا هذيلًا ♦♦♦ وتوعدني بقتلي من جذام

••••

كذي داءٍ بإحدى خِصْيَتِيْهِ
وأخرى ما تشكَّى من سقام
ألحَّ على الصحيحة فانتحَاها
بسكينٍ له ذكر هُذام
فَضَمَّ ثيابَه من غير بُرءٍ
على شعراء تنفض بالبهام[86]

••••


وحين يُكثر خيال زوجته التي كان قد طلقها من زيارته في المنام، وكان لا يزال يحبها فيما يبدو، لا يتورع عن أن يقذف بما في صدره من حمم الغضب شاتمًا لاعنًا متهكمًا بألفاظ اللغة اليومية وعباراتها وعفويتها:

ما لي وما لابنةِ المجنون تطرقني
بالليل؟ إنَّ نهاري منك يكفيني
وشرُّ خشوِ خباءٍ أنت مولِجُه
مجنونةٌ هُنَبَاءٌ بنت مجنون
تستخبثُ الوَطْبَ لم تَنْقُضْ مريرتَه
وتقضمُ الحبَّ صرفًا غير مطحون[87]

••••

والطريف أن النابغة قد فعل عند ابن الزبير ما تهكَّم به على زوجته، إذ يحكون (كما مر بنا) أنه أخذ يأكل الحَبَّ صحيحًا بعد أن وسقَ له ابن الزبير منه أحمالًا، وذلك من جوعه.

هذا، وقد وجدت في شعر النابغة أشياء تشبه أو تقارب ما في شعر ابن أبي سلمى:

عَفَتْ بعد حيٍّ من سُلَيْمٍ وعامرِ ♦♦♦ تفانوا ودقوا بينهم عطرَ مَنْشِم[88]

••••

تبصَّرْ خليلي، هل ترى من ظعائنٍ
رحلْنَ بنصفِ الليل من بطن مُنعم
وأصبحن كالدَّوْمِ النواعمِ غُدوةً
على وجهةٍ من طاعنٍ يتوسَّم[89]

••••

أكنِّي بغير اسمها وقد علم اللـ ♦♦♦ ـه خفيَّات كل مكتتم[90]

••••


وأخيرًا نختمُ هذا الفصل ببعض الملاحظات اللغوية:

إن كلمة "أكثر" في البيت التالي، وهي خبر لمبتدأ، قد نصبت تجنبًا للإقواء، وحقُّها الرفع:

كذاك لَعَمري الدهر يومان، فاعرفوا ♦♦♦ شرورٌ وخيرٌ، لا بل الشرُّ أكثرا[91]

••••

والفعل "يجعل" في البيت التالي جاء بعد "لن" الناصبة، ومع ذلك جُزِم:

إذا افتخر الأزديُّ يومًا فقل له: ♦♦♦ تأخَّرْ فلن يجعلْ لك الله مفخرا[92]

••••

واستُعملت "التقوى" في البيت التالي مذكرة:

أقيم على التقوى وأرضى بفعله ♦♦♦ وكنتُ من النار المخوفة أَوْجَرا[93]

••••

والمشهور استعمالُها مؤنثة، ومن النصوص التي وجدتها فيها أيضًا مذكرة أول خطبة خطبها الرسول عليه السلام بالمدينة وقال فيها: ((إن تقوى الله لمن عمل به على وَجَلٍ ومخافةٍ من ربِّه عونُ صدقٍ على ما تبغون من أمر الآخرة... وإن تقوى الله يوقي مقتَه ويوقي عقوبتَه ويوقي سخطَه، وإن تقوى الله يبيض الوجوهَ ويرضي الربَّ ويرفع الدرجة))[94].

ويبدو لي إدخال "اللام" على كلمة "كتاب" في البيت التالي ركيكًا:

طلبوا المجدَ، فلما أدركوا ♦♦♦ لكتابٍ، وانتهى ذاك الأجل[95]

••••

كما أن نصَّ الشاعر في البيت التالي على أن ابن جعفر كان مغلولًا (بل ومكبلًا أيضًا) بعد أن قال في الشطرة الأولى إن عبدالله أطلق غُله لا معنى له، فهي زيادة دون داعٍ:

وأطلق عبدالله غلَّ ابن جعفر ♦♦♦ علاثة مغلولًا يقاد مكبلا[96]

••••

وبالمثل لم يوفق الشاعر في البيت التالي، إذ وضع جملة "ألا كذبوا" الاعتراضية في موضع يغصُّ بها، علاوة على أن تكرير "ألا" في جملة واحدة قد جعل البيت ثقيلًا:

ألا زعمت بنو كعب بأني ♦♦♦ ألا كذبوا – كبيرُ السن فاني[97]

••••


كذلك، ففي البيت الأخير من البيتين التاليين:

فلا تنتهي أضغانُ قومي بينهم
وسوءاتهم حتى يصيروا مواليا
موالي حلف لا موالي قرابة
ولكن قطينا يُسْألون الأتاويا[98]

••••


نراه لم ينصب "موالي" الثانية رغم أنها معطوفة على "موالي" الأولى التي هي بدل من "مواليا" الموجودة في البيت الأول والمنصوبة خبرًا لـ"يصيروا"، وهذا من ضرورات الشعر.

أما في قوله:

ولكن أخو العلياء، والجودُ مالكٌ ♦♦♦ أقام على عهد النَّوى والتَّصافيا[99]

••••

فقد عكس الآية، إذ نصب "التصافيا" وحقها الجرُّ عطفًا على "النوى"، التي هي مضاف إليه.

ولاحظ "الباء" الداخلة على "الفرج" في قوله:

نضرب بالبيض ونرجو بالفرج[100]

••••

ولا أقول إن ذلك غلط، ولكني أحببت أن ألفت النظر إلى ذلك الاستعمال غير المألوف.

وانظر كذلك دخول الباء على الضمير بعد الفعل "اسأل" في البيت الآتي، وعادة ما يُستعمل الحرف "عن" في هذا الموضع:

واسأل بهم أسدًا إذا جعلت ♦♦♦ حرب العدو تشول عن عُقم[101]

••••


وبالمناسبة، فقد وردت "الباء" مع الفعل "سأل" في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴾ [المعارج: 1 - 3]، غير أن هذا غير ذاك، فالسؤال في الآية سؤال الاستعجال والتهكم؛ لأن الكافرين كانوا يسخرون من تهديد القرآن لهم بالعذاب، ويتحدَّون الرسول أن ينزل بهم ذلك العقاب الذي يحذرهم منه. أما في البيت فالفعل على معناه الأصلي، وهو الاستفسار.

وبهذا نصل إلى ختام هذه الدراسة لشاعر مُخضرم كبيرٍ، ظلمته أقوالٌ غير متأنية ولا ممحِّصة، ونرجو أن يكون ما كتبناه قد أعطاه حجمَه الذي يليق به رغم الهنات التي وجدنا في شعره، إذ لا يخلو شعر شاعر - بالغة ما بلغت عبقريته - من هنات.



[1] شعر النابغة الجعدي، 35.

[2] السابق، 97 – 98.

[3] لعبيدالله بن قيس الرقيات قصيدة تبدأ بمقدمة مثل هذه المقدمة، وهي القصيدة التي مطلعها:

أقفرت بعد عبد شمس كداء ♦♦♦ فكدى فالركن فالبطحاء

(ديوان عبيدالله بن قيس الرقيات، تحقيق: د. محمد يوسف نجم، دار صادر ودار بيروت، 1378هـ - 1958م، 87 وما بعدها).

[4] شعر النابغة الجعدي، 166 وما بعدها.

[5] السابق، 13، 33 - 34.

[6] السابق، 61.

[7] السابق، 169.

[8] السابق، 191.

[9] السابق، 218. والتيمن: توسيد الميت يمينه في القبر.

[10] السابق، 219.

[11] السابق، 226.

[12] السابق، 239.

[13] السابق، 13.

[14] السابق، 100.

[15] السابق، 170.

[16] السابق، 172.

[17] ويمكن للقارئ أن يجدها في ص36، 78، 160 من الديوان.

[18] السابق، 98.

[19] السابق، 124.

[20] السابق، 172 – 173.

[21] السابق، 194.

[22] السابق، 206.

[23] السابق، 32.

[24] السابق، 151 والضَّرو: شجر طيب الرائحة يستاك به ويجعل ورقه في العطر.

[25] يمكن الرجوع في ذلك إلى ص، 124، 126، 202، 237.

[26] ص، 26.

[27] ص، 75. وهو كقولنا الآن: "يبيع الماء في حارة السقائين".

[28] ص، 220. وجعار: الضبع. والمعنى: هذه فرصة لم تكوني تطمعين فيها.

[29] ص،9. وهو من قوله تعالى في سورة "الصف": ﴿ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ﴾.

[30] ص، 83. وعبارة "لا مساس" هي من كلام السامري في ﴿ لَا مِسَاسَ ﴾ [طه: 97].

[31] ص، 158. وهو من قوله عز وجل: ﴿ فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 112].

[32] تشبهها في ذلك قصيدة الصحابي النعمان بن بشير، رضي الله عنه، التي مطلعها:

قد أتاكم مع النبي كتاب ♦♦♦ صادق تقشعر منه الجلود

انظر "شعر النعمان بن بشير"، تحقيق: د. يحيى الجبوري، مطبعة المعارف، بغداد، 89.

[33] شعر النابغة الجعدي، 163.

[34] ص، 183.

[35] ص، 196.

[36] ص، 205.

[37] ص، 208.

[38] ص، 27.

[39] ص، 72.

[40] ص، 96.

[41] ص،101.

[42] ص، 165.

[43] ص، 234.

[44] هذه السمة موجودة أيضًا في شعر بشار، الذي أنوي القيام بدراسته واستخلاص ملامحه.

[45] ص، 23.

[46] ص، 180.

[47] الصفحة السابقة نفسها.

[48] ص، 205.

[49] ص، 207.

[50] ص، 210.

[51] ص، 230.

[52] ص، 153.

[53] ص، 170.

[54] ص، 171.

[55] ص، 173.

[56] ص، 182.

[57] ص، 229.

[58] ص، 230.

[59] ص، 9. و"الصهابي" الأحمر. والمقصود "الموت الرهيب".

[60] ص، 23.

[61] يشتفن: يتشوفن. وبوائن الأشطان: الآبار الواسعة التي لا تمس أشطانها (أي حبالها) جوانبها.

[62] هايج ذلك الثورُ البقر.

[63] ص، 42.

[64] ص، 73.

[65] ص، 98.

[66] ص، 100.

[67] ص، 110.

[68]ص، 176.

[69] انظر تنويع الشاعر على هذه الكناية في قوله: "ما أقام ابنا شمام"، يقصد هضبتين في ديار قومه، ص200.

[70] ص، 185.

[71] ص، 212.

[72] ص، 71.

[73] ص، 81.

[74] ص، 101.

[75] الصفحة نفسه.

[76] ص، 111.

[77] ص، 207.

[78] ص، 118. والتشهاق: الشهيق. وخلا: انفصل. ومفتصلا: منزوعا. ومثلها "مفتلى". وما ائتلى: ما قصَّر.

[79] ص، 169.

[80] ص، 182.

[81] ص، 204.

[82] ص، 70.

[83] ص، 72.

[84] ص، 190.

[85] ص، 194.

[86] ص، 201 – 202.

[87] ص، 209.

[88] ص، 139.

[89] ص، 141. ويلاحظ أن الفعل "يتوسَّم" قد كُسِرت ميمه بما يوحي أنه مجزوم، مع أن حقه الرفع.

[90] ص، 150.

[91] ص، 69.

[92] الصفحة السابقة نفسها.

[93] ص، 74.

[94] تاريخ الطبري، 2، 115.

[95] شعر النابغة الجعدي، 98.

[96] السابق، 119.

[97] ص، 162.

[98] ص، 178.

[99] ص، 179.

[100] ص، 216.

[101] ص، 236.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأسلوب القصصي في شعر النابغة الذبياني
  • تراجم الشعراء: النابغة الذبياني - عمرو بن كلثوم - السموءل
  • مرثية إلى النابغة الدرعمي
  • حياة النابغة الجعدي وشخصيته
  • شعر النابغة الجعدي وموضوعاته
  • الشاعر النابغة الجعدي

مختارات من الشبكة

  • السمات المميزة لكتاب الاكتفا للكلاعي (ت634 هـ -1237م)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاربة فونولوجية بين الهمزة والألف: دراسة في السمات المميزة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دراسة السمات المميزة لأنشطة التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السمات الاثنتا عشرة للناس الأكثر إنجازًا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سمات التكنولوجيا الاتصالية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مدخل إلى دراسة الشخصية الإسرائيلية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من سمات الجمال .. القصد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من سمات الشعر الأندلسي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سمات المذهب الحنبلي(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • سمات الإنعام والانتقام الدنيويين في القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب