• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

النحو والفقه

النحو والفقه
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/6/2017 ميلادي - 18/9/1438 هجري

الزيارات: 20197

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النحو والفقه


اعلم - رحمك الله - أنه لا مفر، ولا مناص لمن أراد أن يتفقه في دين الله من تعلم علوم اللغة العربية، خاصة علم النحو.

وذلك لأن معاني آيات الأحكام، ومعاني أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم لا تفهم فهمًا دقيقًا موافقًا لفهم السلف الصالح إلا بتوفيتها حقوقها من الإعراب[1]، وهذا ما لا يدفعه أحد ممن له نظر في الكتاب والسنة.

إن النحو من أعظم الوسائل لفهم كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالفقيه بلا لغة، ولا نحو كالداخل غمار الحرب بلا سلاح، وهذا لا شك في هلاكه.


ويكفيك في هذا المقام أن تعلم أن الأئمة من الخلف والسلف قاطبة قد أجمعوا على أن النحو شرط في رتبة الاجتهاد، وأن المجتهد لو جمع كل العلوم لم يبلغ رتبة الاجتهاد حتى يعلم النحو، فيعرف به المعاني التي لا سبيل لمعرفتها بغيره، فرتبة الاجتهاد متوقفة عليه. لا تتم إلا به[2].


فلا غنية للمجتهد في الشريعة، المتصدي للإفتاء، المتفقه في الدين، عن معرفة لسان العرب؛ لأنه إذا لم يعرف ذلك لا يمكنه معرفة الحكم من خطاب الله تعالى وخطاب رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن الشريعة عربية، فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم العربية حق الفهم[3]. فيجب على من يريد اللحاق بفحول فقهاء الأمة أن يقضي حقبة طويلة من عمره في دراسة العربية على أربابها المشهود لهم بطول الباع، وسعة الاطلاع فيها، ويطلع على مطولاتها ومختصراتها، ولا يقنع باليسير منها.


فقد أقام الشافعي رحمه الله في علم العربية عشرين عامًا. فقيل له في ذلك، فقال: ما أردت به إلا الاستعانة على الفقه[4].

وهذا الحرص الشديد. والنهم المفرط المحمود من الإمام الشافعي رحمه الله يدلنا على أن العربية هي علم السلف الذي استنبطوا به الأحكام، وعرفوا به الحلال والحرام، ولذلك لا يجوز أن يُفتي الناس في الفقه من كان عاريًا من النحو، ومتى فعل ذلك أخطأ وأثم، وتعدى وظلم، فلا يمكنه ذلك إلا بعد التبحر في هذا العلم؛ لأن المتوسط فيه أكثر خطأ.

وما أجمل ما قاله أبو المعالي الجويني رحمه الله في أهمية تعلم علم النحو للفقيه، قال رحمه الله: ولن يستكمل المرء خلال الاستقلال بالنظر في الشرع ما لم يكن ريان من النحو واللغة.

وقال أيضًا رحمه الله: ويشترط أن يكون المفتي عالمًا بالنحو والإعراب، فقد يختلف؛ اختلافه معاني الألفاظ ومقاصدها.


وقال ابن حزم رحمه الله في الإحكام: من جهل اللغة، وجهل النحو، ومن لم يعرف لسان العرب لم يحل له الفتيا: لأنه يفتي بما لا يدري، وقد نهاه الله تعالى من ذلك بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

وقال الجرمي رحمه الله: أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه. اهـ.

وقال ابن السراج الشنتريني: إن الواجب على من عرف أنه مخاطب بالتنزيل، مأمور بفهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، غير معذور بالجهل بمعناهما، غير مسامح في ترك مقتضاهما أن يتقدم، فيتعلم اللسان الذي أنزل به القرآن، حتى يفهم كتاب الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ لا سبيل إلى فهمهما دون معرفة الإعراب، وتمييز الخطأ من الصواب: لأن الإعراب إنما وضع للفرق بين المعاني... فلو ذهب الإعراب لاختلطت، ولم يتميز بعضها من بعض، وتعذر على المخاطب فهم ما أريد منه، فوجب لذلك تعليم هذا العلم، إذ هو أوكد أسباب الفهم، فاعرف ذلك، ولا تحد عنه، فإنه علم السلف الذي استنبطوا به الأحكام. وعرفوا به الحلال والحرام. اهـ.


ومن العجائب - والعجائب جمة - تهافت كثير من الجاهلين بالعربية على الخوض في معضلات المسائل الفقهية، وقد بلغ التطفل ببعضهم إلى أن يفتي، وهو لا يفهم إعراب ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾.

ومما زاد الطين بلة أن بعضهم يتولى القضاء، وهو لا يعرف من العربية شيئًا، وقد اشترط علماؤنا أن يكون القاضي من أهل الاجتهاد إن وجد، وإلا فأمثل مقلد، والعربية أهم آلات الاجتهاد[5].

فليتق الله أولئك المتطفلون على التقول في دينه، والخوض في معضلات مسائل الفقه بدون تعلم لغة الكتاب والسنة، وإنه ليجب على أولي الأمر تأديب هؤلاء حتى لا تكون فتنة.

 

وذاكم هي بعض الأمثلة من الكتاب والسنة، ومن اجتهادات الفقهاء، والتي تدل على أهمية علم العربية لدارس الفقه:

أولًا: من كتاب الله تعالى:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6].

ففي هذه الآية عدة مسائل فقهية، كلها مبنية على قواعد لغوية، ومن هذه المسائل الفقهية:

1– أن الله تعالى قال في بداية هذه الآية: "إذا" ولم يقل: "إن" ومن المعلوم أن أداة الشرط "إذا" تستعملها العرب فيما لا بد من وقوعه، ومن ثم تقول بوجوب القيام إلى صلاة الفريضة.

كما أن أسماء الشرط كذلك تدل على العموم، والعموم الذي يدل عليه اسم الشرط "إذا" هو عموم الزمان، فيكون معنى قوله تعالى: ﴿ إِذَا قُمْتُمْ ﴾: في أي زمان قمتم إلى الصلاة وجب عليكم الوضوء.


2– قوله تعالى: ﴿ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ﴾.

اختلف أهل العلم في مسح الرأس في الوضوء: هل يجب استيعاب الرأس كله عند المسح، أم يجزئ مسح بعضه؟.

فذهب الإمام مالك، وهو المشهور عن الإمام أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير، ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين، والشيخ عبد الله الفوزان، وبه أفتت اللجنة الدائمة، ذهبوا جميعًا إلى وجوب استيعاب الرأس بالمسح، ودليلهم على ذلك من اللغة: أن الباء في اللغة العربية لا تأتي للتبعيض أبدًا، فلا يكون المراد من الآية: وامسحوا ببعض رءوسكم.

قال أبو بكر غلام الخلال: سألت ابن دريد وأبا عبد الله بن عرفة عن الباء تبعض؟ فقالا: لا يعرف في اللغة أنها تبعض.

وقال ابن برهان: من زعم أن الباء تفيد التبعيض فقد جاء أهلَ اللغة بما لا يعرفونه.

وأنكر كذلك ابن جنى ورودها للتبعيض. وقال: إنه شيء لا يعرفه أهل اللغة[6].


3- وقوله تعالى: ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾.

قرئ قوله تعالى: ﴿ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾. بفتح اللام: عطفا على "وجوهكم" المنصوبة، وقرئ كذلك بكسر اللام؛ عطفًا على "رؤوسكم" المجرورة[7].


والوجه في ذلك: أن تنزل كل قراءة من القراءتين على حال من أحوال الرجل، وللرجل حالان:

الأولى: أن تكون مكشوفة، وحينئذ يجب غسلها، كما هو معلوم، فتكون القراءة بفتح اللام، و"أرجلكم" معطوفة على "وجوهكم"، فيجب الغسل.

والثانية: أن تكون مستورة بالخف ونحوه، وحينئذ يجزئ المسح، ولا يجب نزع الخف، وغسل القدمين، وتكون القراءة بكسر اللام، و"أرجلكم" معطوفة على "رءوسكم".

 

ثانيًا: من سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

روى البخاري رحمه الله تعالى، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه".

اعلم - رحمك الله - أنه قد اتفق العلماء على قتل المرتد الذكر - نعوذ بالله من الضلال والفتن –، واختلفوا في الأنثى، هل تقتل أم لا؟ فذهب الجمهور إلى أنها تقتل كالذكر تمامًا، بينما ذهب أبو حنيفة، وسفيان الثوري إلى أن المرأة إن ارتدت تحبس، ولا تقتل. واستدل الجمهور على كون المرأة تقتل كالرجل بقاعدة لغوية، وهي: أن "من" من أسماء الشرط، وأسماء الشرط تفيد العموم بالاتفاق، ولذلك كانت "من" في هذا الحديث تشمل الذكور والإناث من غير فرق.

وتأمل - وفقني الله وإياك - هذه الآيات: قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]. وقال عز وجل: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾. وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾. تجد أن اسم الشرط "من" فيها كلها يعود على الذكر والأنثى، فهو يدل على العموم[8].

 

ثالثًا من اجتهادات الفقهاء:

اعلم - وفقني الله وإياك - أن الفقهاء رحمهم الله قد بنوا كثيرًا من اجتهاداتهم ومسائلهم الفقهية على قواعد اللغة، فقد يُفتي فقيه بحل فرج أو تحريمه، ووقوع الطلاق وعدمه بسبب قاعدة لغوية، وقد يحكم فقيه بوجوب القصاص بالقتل، أو عدم وجوبه بسبب قاعدة لغوية، ومما نذكره في هذا لمقام:

1- كتب الرشيد رحمه الله ليلة إلى القاضي أبي يوسف يسأله عن قول القائل:

فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن
وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم
فأنت طلاق والطلاق عزيمة
ثلاث ومن يخرق أعق وأظلم

فقال: ماذا يلزمه إذا رفع الثلاث، وإذا نصبها؟

قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن الخطأ إن قلت فيها برأيي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع "ثلاث" طلقت واحدة؛ لأنه قال: "أنت طلاق". ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث، وإن نصبها طلقت ثلاثًا: لأن معناه أنت طالق ثلاثًا، وما بينهما جملة معترضة.

فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليَّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي.

فانظر - أخي طالب العلم - كيف أثّرت حركة الإعراب ضما وفتحًا في حل فرج من عدمه: لأنها لو طلقت ثلاثًا فقد بائت، ولم يحل له مراجعتها إلا إذا تزوجت بآخر، ثم طلقها هذا الآخر.

وأما على رواية الرفع التي تطلق فيها طلقة واحدة فقط فإنه يحل له مراجعتها في عدتها، كما هو معلوم.


2- ورد في "معجم الأدباء" للحموي، عن الكسائي رحمه الله، قال: اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد، فجعل أبو يوسف يذم النحو، ويقول: وما النحو؟ فقلت - وأردت أن أعلمه فضل النحو –: ما تقول في رجل قال لرجل: أنا قاتل غلامك. وقال له آخر: أنا قاتل غلامك. أيهما تأخذ به؟ قال: آخذهما جميعًا. فقال له هارون: أخطأت. وكان له علم بالعربية، فاستحيا، وقال: كيف ذلك؟.

قال: الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال: أنا قاتل غلامك. بالإضافة: لأنه فعل ماض[9].

وأما الذي قال: أنا قاتل غلامك. بالنصب فلا يؤخذ[10]؛ لأنه مستقبل ما لم يكن بعد[11]، كما قال الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: 23، 24]. فلولا التنوين مستقبل لما جاز فيه غدًا. فكان أبو يوسف بعد ذلك يمدح العربية والنحو.


فهذه مجموعة من الأمثلة من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذا من اجتهادات الفقهاء، والتي تدل على أن علم النحو علم أساسي في فهم نصوص الكتاب والسنة، وأنه هو الأداة لاستنباط الأحكام الفقهية، فلا يمكن أن يكون فقيه بدون علم النحو.

وهناك فائدة أخرى يستفيدها الفقيه إذا تعلم علم النحو، وهي سلامة لسانه من اللحن، وذلك أن لحن الفقيه عيب وقدح فيه[12]، فكم من فقيه ترك، واعتزله طلبة العلم من أجل لحنه[13].

فكان لحنه أشبه بالداء الذي تطرق إلى ذلك الطعام الجيد المميز، فأفسده، ومنع الاستفادة منه.


وما من شك أنه إذا استطاع الإنسان أن يتحدث بهذه اللغة مجودًا بها أسلوبه، بعيدًا عن اللحن، وعن الخطل والخلل فيها قدر ما يستطيع فإنه بهذا سيأسر الألباب، وسيجعل السامعين ينصرفون إلى ما يقول، بدلًا عن أن ينصرفوا عنه.

يقول أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش صاحب كتاب "الدرر السنية في دراسة المقدمة الأجرومية": وأول حُبي لهذا العلم الشريف أني عندما أتيته - أي: شيخي - أطلب القراءة عليه - حفظه الله تعالى - نظر إلى بعين الفراسة، وقال: هل تطلب العلم الشرعي؟ قلت: نعم. قال حفظه الله: يا بني، من لم يعرف النحو لا يوثق بعلمه، وإياك ولحن الفقهاء.



[1] ومن هنا نعلم لماذا كان الشيخان ابن عثيمين وعبد الله الفوزان كثيرًا ما يتعرضان لإعراب أحاديث بلوغ المرام أثناء شرحهما له.

[2] نقل هذا الإجماع أبو البركات كمال الدين بن محمد الأنباري في كتابه "لمع الأدلة في أصول النحو".

[3] فلا إخال عاقلًا منصفًا يجحد ما بين العربية والفقه من العلاقة، أو ينكر احتياج المتصدي للقضاء والإفتاء وتدريس الفقه إلى التزود منها.

[4] وورد عنه رحمه الله أنه قال أيضًا: لا أسأل عن مسألة من مسائل الفقه إلا أجبت عنها من قواعد النحو.

وقال أيضًا رحمه الله: ما ازداد المتفقه من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم نبوته، وأنزل به آخر كتبه كان خيرًا له.

[5] وقد تقدم بنا قول الشاطبي رحمه الله في "الموافقات" إن المجتهد لا يلزمه الاجتهاد في شيء من علوم الوسائل إلا علوم اللغة العربية. اهـ

[6] ولكن ليعلم أن في ورود الباء للتبعيض خلافًا بين علماء اللغة، فقد قال ابن الملقن رحمه الله في شرحه على "عمدة الأحكام" المسمى بـ"الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" 1/339، 340، معلقًا على كلام ابن جني رحمه الله، قال: وهو عجيب منه - يعني: ابن جني رحمه الله - فقد ورد في أشعارهم، ونص عليه الأصمعي، والقتبي، والفارسي في "التذكرة"، وابن مالك، وحكاه ابن القواس في "شرح ألفية ابن معطي"، عن ابن كيسان، وحكاه ابن الخباز عن العبدي. اهـ

وفي المسألة أخذ ورد وتفصيلات ليس هذا مقام ذكرها.

[7] وهما قراءتان سبعيتان.

[8] إلى غير ذلك من الأمثلة من الكتاب والسنة، والتي لا تحصى كثرة، والتي تدل على أهمية علم اللغة في فهم النص الشرعي. وفي استنباط الأحكام الشرعية الفقهية، ونحن والله إن قلنا: إنه ما توجد آية في كتاب الله تعالى، ولا حديث في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا والاستدلال به على إثبات المسائل العقدية والفقهية قائم على القواعد اللغوية ما أبعدنا، فانتبه يا طالب العلم.

[9] فيكن قد أقر بقتل الغلام: لأن القاعدة عند النحاة أن اسم الفاعل. وهو هنا في هذا المثال "قاتل" إذا كان بمعنى الماضي لا يعمل. قال ابن السراج: فأما اسم الفاعل الذي يكون لما مضى فلا يعمل. اهـ

[10] ولذلك فقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - كما في "المستدرك على مجموع الفتاوى" 5/94. على أن الإنسان إذا كان من أهل النحو، وقال للقاضي: أنا قاتل غلامك. بتنوين "قاتل"، ونصب الغلام لم يكن مقرًا بقتل الغلام، فلا يقام عليه حد القتل.

[11] فقوله هنا. أنا قاتل غلامك. بالتنوين يدل على أنه ينوي قتله، لا أنه قتله بالفعل. ولذلك لا يؤاخذ، ولا يقام عليه الحد.

[12] وكذا كل من يتصدر للتدريس أو الخطابة، وقد عقدت في آخر هذه المقدمة مبحثًا، تحدثت فيه عن خطورة اللحن، ومعايبه كما أن لي رسالة، أسميتها "ذم اللحن في الكلام"، وهي مطبوعة مع رسالة أخرى بعنوان "القصور في طلب العلم".

[13] قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في بداية شرحه على الألفية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدلالة والنحو
  • تاريخ النحو
  • مقدمة في علاقة النحو بالفقه
  • التفاعل بين أصول الفقه وعلم النحو
  • التفاعل بين الفقه والنحو
  • النحو والعقيدة
  • النحو وفهم مسائل العقيدة
  • التسهيل في الفقه الحنبلي للعلامة البعلي الحنبلي
  • فائدة تتعلق بحد النحو

مختارات من الشبكة

  • من آثار النحو العربي في النحو العبري في الأندلس (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • تيسير النحو عند عباس حسن في كتابه النحو الوافي- دراسة وتقويم(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الإجماع في النحو: دراسة في أصول النحو لدخيل العواد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • النحو الصغير: الموطأ في النحو (عرض تقديمي)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة هداية النحو في علم النحو (الجزء الأول)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نحو النحو: مدخل علمي للمبتدئين بالخرائط والجداول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • النحو والدلالة: مدخل لدراسة المعنى النحوي الدلالي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • سيمياء النحو: دراسة العلامات في النظام النحوي(مادة مرئية - موقع الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن)
  • الافتراض النحوي (الافتراض في النحو)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أثر إستراتيجية إعراب الفقرات إعرابا كاملا في اكتساب طالب اللغة العربية مهارات النحو وتحسين اتجاهاته نحوه(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب