• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

عندما عبث بك التوحد يا بني

عندما عبث بك التوحد يا بني
د. زهرة وهيب خدرج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2016 ميلادي - 1/4/1438 هجري

الزيارات: 5749

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما عبث بك التوحد يا بني


كنتُ أنتظر قدومَكَ للدنيا على أحرِّ من الجمر، أعدُّ الأيام والأسابيع المتبقِّية لك داخل أحشائي، فأنتَ طفلي الأول، وأول مَن سيُشبع غريزة الأمومة داخلي، على الرغم من أنني تعبت جدًّا خلال حَمْلي بك، فقد أصبحتْ صحَّتي هشة من كثرة القيء، وفقر الدم الذي لازمني طوال حملي، فضلًا عن سكري الحمل الذي بات يُهدِّدني، ولكن ذلك يهُون عليَّ مقابل ابتسامتِكَ لي عندما تُصبح أمامي، وحتى ولادتك العسرة لم تُقلِّل من حبي لك وشوقي لضمك، فأنت "وسيم" الذي كنت أراه في أحلامي، وأنتظره لحظة بلحظة.

 

أمضيتَ أشهرك الأولى نائمًا باستمرار لا تكادُ تستيقظ، ولا تطلب الرضاعة أبدًا، وبصعوبةٍ أُوقِظُك لتلتقمَ الحَلَمة وترضع قليلًا من الحليب، ثم تعود لتغرقَ في النوم مرة أخرى.

 

كنت أسأل نفسي: هل ينام جميع الأطفال هكذا؟ فأنا مشتاقة لسماع صوتك، حتى وإن كنت باكيًا، ولكن هدوءَك الغريب لفَت انتباهي على الرغم من أنني لا خبرة لدي في عالم الأطفال.

 

مرَّت الأشهر الأربعة الأولى لك في هذه الدنيا، وأنا أحسب نفسي أعيش في الجنة، أختال أمام المرآة وأنا أضمُّك إليَّ؛ فأنا أم، وأنت ابني، ابني أنا، ما أروعك يا صغيري!

 

وكنتُ أسلي نفسي بقراءة الكتب التي تتناول عالم الأطفال وتطورهم وتربيتهم، فضلًا عن مراجعتي لمواقع النت التي تزخرُ بمعلومات حول هذا الموضوع.

 

راعني بعد أن أصبح عمرُك ستة أشهر أنك لم تكنْ تنظر إليَّ عندما أُحدِّثك، ولا تنتبه لي، ولا تبتسم، ولا تبكي إن وقعت، وكأنك لا تشعر بالألم، ولا تستجيب لصوتي حتى وإن كان مرتفعًا، وكأنك أصم، ولم تكن تتفاعل معي بتعابير وجهك، وعندما سلطتُ ضوءًا على عينيك مباشرةً ذات مرة، لم تغمضهما كما توقعت منك أن تفعل.

 

شعرتُ حينها بأن لديك مشكلةً ما، لا أدري ما هي! ألححتُ على والدك أن يأخذك لطبيب الأطفال، غضب مني واتهمني بأنني أبالغ في حمايتك، وأكَّد لي بأنك سوف تكون شخصًا مدللًا لا تصلح لمعاركةِ الحياة، إن استمررت في تربيتك بهذه الطريقة، بكيتُ كثيرًا، ورجوتُه أن يأخذك لأجلي أنا فقط، وليفعل بي ما شاء إذا أكَّد له الطبيب أنك طبيعي ولا تعاني من أية مشكلة، وطبعًا كان الرفض التام هو الجواب، وأكَّدت جدتك أنك طبيعي كباقي الأطفال، وسكتُّ على مضضٍ تتملَّكني الهواجس.

 

وبعد أن تجاوزتَ السَّنة الأولى من عمرك، أصبحت تمشي بشكل جيد ومتَّزِن، وتُدَنْدِن بكلمات غير مفهومة، دون أن تلفظ كلمة واضحة، أو حتى أجزاءً من الكلمة، حتى كلمة (ماما) التي أنتظرها منك لم تنادِني بها، وعندما تحتاج لشيء ما، كنت تسحبني من يدي بوجه خالٍ من التعابير، وتشير بإصبعك للشيء لأناوِلَك إياه، دون أن تكلف نفسك عناء محاولة نطق ولو كلمة واحدة، كان جميع مَن حولي يؤكدون لي بأنك تأخَّرت في الكلام مثل والدك، وستتكلم لاحقًا، لم أصدقهم يا (وسيم)، فقلبي يخبرني بشيء آخر.

 

كما لاحظتُ أنك لم تَعُدْ تُطيق أن أضمَّك لصدري وأقبِّلك، وتنعزل وحدَك مع دُمْيَتك المفضَّلة - وهي أسدٌ مصنوع من الصوف - تصحبها معك إلى سريرك عندما تذهب للنوم، وترفض استبدال أخرى بها، فضلًا عن أنك تُفرِغ فيها غضبَك الذي يثور من دون مبرر، فتضربها بالأرض وتلوحها وتلقيها بعيدًا، ثم تركض إليها لتلتقطها.

 

وعندما غسلت الدمية ذات مرة وكنتَ حينها مستيقظًا، كدتَ تكسر باب الغسالة لتصل إلى دميتك، ولم تعطني فرصة لأتركها في الشمس لتجفَّ، وحتى عندما يزورنا أطفال في مثل عمرك برفقة أمهاتهم، لم تكن ترحِّب بهم أو تبدي أية رغبة للَّعب معهم، بل تبقى مع لعبتك في مكانك المفضل، تدور بحركة دائرية، أو تضع اللعبة وتلتقطها بحركات رتيبة مكررة.

 

وفي الثالثة والنصف من عمرك، راجعتُ طبيب الأطفال ليعالج الحرارة التي أصابتك، وتجرَّأتُ هذه المرة وأخبرته بملاحظاتي عليك، وجَمَ للحظات قبل أن يقول لي: ملاحظاتك عن طفلك تنبئ بأن لديه مشكلة ما، فما وصفتِ ليس طبيعيًّا لطفل في مثل عمره، وبعد الفحص والتدقيق والاستفسار عن كثير من الأشياء بدقة، أخبرني الطبيب بأنه يشك بإصابتِك (بالتوحُّد)، وأكد على ضرورة مراجعة مُخْتَص علاج نفسي وذوي احتياجات خاصة.

 

حملتُكَ يا صغيري، وقفلتُ راجعةً إلى بيتي، تملأ دموعي عيني، أخبرت جدتك بما قاله الطبيب عنك، فأشاحت بوجهها عني استهانةً، وقالت: أمهات آخر زمن! تريد أن تثبت للعالم بأن ابنها ليس طبيعيًّا، أنت امرأة غريبة، إذا كنت قلقةً على تأخُّره في الكلام راجعي به مختصَّة النطق في الجمعية لترتاحي، فهي موجودة يوميًّا، أما مُخْتَص نفسي، فهذا ما لا أقبله، فابنُنا أصغر مما يمكنك إلصاق تهمة الجنون به.

 

بكيتُ بقوة، وقلت لها: ابني ليس مجنونًا، ابني لديه مشكلة، بحاجة لعلاج، وسيتحسَّن وضعه إن تابعناه من الآن ولم نهمل في علاجه؛ كما قال الطبيب.

وأضفتُ: أتعتقدين بأنك تحبين ابني أكثر مني وتحرصين عليه؟ أنت جدته، ولكني أمه، وأريده أفضل الناس.

 

وأحمدُ ربي أن موقف والدك كان مغايرًا لموقفِ أمه، فقد سارع إلى ترتيب موعدٍ مع المُخْتَص النفسي في مركز متخصِّص في علاج حالات التوحُّد.

 

وبدأت رحلة الجلسات العلاجية، وكنتُ أرافقك في كل جلسة؛ حيث أتعلم التمارين التي أطبقها معك في البيت، بالإضافة إلى إرشادات حول كيفية التعامل مع سلوكياتك المختلفة.

 

ما لا أستطيع نسيانه حتى الآن، أنك عندما كنت في الرابعة من عمرك، وقفتَ على حافَة الشرفة، وكدت تسقط خارج العمارة، لولا لطف الله بك، وانتباهي الشديد لسكناتك وحركاتك، فأنتَ لم تكن تشعر بالخوف نهائيًّا، وهو ما اعتبرته جدتُك شجاعةً منقطعة النظير، ورأيت فيه أنا ووالدك منبِّهًا لحجم الخطر المحدق بك.

 

أرشدني المُخْتَص النفسي إلى مخاطبتِك بأوامر بسيطة ومفهومة حول السلوكيات المتوقعة منك، على أن تكون إيجابية؛ مثلًا: "ضع القمامة في السلَّة"، وليس: "لا تلقي القمامة على الأرض".

 

كما أكد على ضرورة امتداح السلوك الإيجابي الذي يصدر عنك؛ فمثلًا: تناولك لطعامك بهدوءٍ ومِن دون أن تلوث ملابسك والمنطقة المحيطة بك، أو لعبك مع الأطفال الآخرين بهدوء ومن دون عنف.

وأكد أيضًا على ضرورة مخاطبتك بهدوء وابتسامة، وإظهار الاهتمام بك.

 

وعندما سألتُه عن سبب عصبيَّتك وازدياد عنفك، عندما أقوم بتغيير ترتيب الأثاث، أو تغيير وقت النوم أو الاستيقاظ لأي سبب!

 

أجابني بأن الأطفال المصابين بالتوحُّد يشعرون بالسكينة في ظل الروتين الذي اعتادوا عليه، فأي تغير مفاجئ في هذا الروتين يُسبِّب لهم شعورًا بالتهديد، يقابلونه بالغضب والعنف والعدوانية؛ لهذا يجب تهيئتُك مسبقًا لأي تغيير حتى لا تتفاجأ به وتضطرب.

 

ولأنه لا يوجد مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة حيث نسكن، أدخلتُك مدرسة حكومية، وبذلت جهدًا عظيمًا معك لتعتاد على نظامها ودروسها، وقد نجحت في ذلك بفضل الله، رغم سوءِ المعاملة التي لقيتَها من زملائك ومعلِّميك في المدرسة، ورفضهم لوجودك بينهم.

 

لاحظت حبَّك لنحتِ الخشب وتشكيل مجسَّمات جميلة منه، فشجعناك على الاستمرار ووفَّرنا لك ما تحتاج، وصبرنا معك حتى غدوت محترفًا في ذلك، وأصبحتْ منحوتاتك تباع في سوق التحف في مدينتنا، وأقول لك في نهاية رسالتي:

وسيم، أنا فخورة بك..

"والدتك"





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اضطراب التوحد
  • التوحد: صرخات في عالم الصمت
  • ثلاثون أمرا عن التوحد يجب أن يعرفهم المعلم

مختارات من الشبكة

  • لمن البشرى اليوم؟ (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شمعة الحياة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عندما قابل المسيحيون المسلمين لأول مرة - حوار مايكل فيليب بن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ماذا يحصل عندما تغيب النهاية؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عندما يعتاد المراهق الألفاظ البذيئة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عندما نحب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عندما يتطاول الزمن..(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عندما يوأد الأطفال (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • عندما تتكافأ أقوال الفقهاء في مسألة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الفوائد الحديثية: عندما صرخ الشيطان فزعا بعد بيعة العقبة الثانية(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شفاه الله
شروق 25-01-2017 07:28 PM

شفاه الله
ابنك رائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب