• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

دموع رحيل ذهبية (قصة قصيرة)

معروف عبدالرحيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2016 ميلادي - 24/11/1437 هجري

الزيارات: 7912

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دموع رحيل ذهبية!


خرج من المقهى كعادته، وبين أنامله سيجارة خبيثة، وتجاعيد وجهه تَحكي قصص السنين التي مرَّت، وحسرة الأعوام التي فرَّت منه دون رجعة:

• إنه الشيخ (منيب) الذي حلَّ ضيفًا - من قريب - في بيت الشيخوخة.

 

أخد يمشي الهوينى على الرصيف، مغترفًا من سيجارته الجرعةَ الأخيرة، ولقربها من جمرتها المتوهجة، تبدو كأنها فوَّهة بركان، نافثة في رئتيه سحائب دخانية، مخرجًا إياها من منخره الطويل... جرعة قوية كادت تَحرق شواربَه، التي اصطبغت ببياض الشيب، الذي لاح ككومة ثلج فوق جبل مهجور.

فجأة! لمح بصره سيَّارةَ إسعاف تسير ببطء، هي إذًا أمارة الموت؛ جنازة ومشيِّعون يخيم حولهم صمتٌ مهيب، وخشوع منيب.

 

انتابت الشيخ قشعْريرة تموجية، وتزاحمت في مخيلته أفكار مخيفة، ووساوس مرعبة، جعلتْه يشعر بأنَّه مخاطب بهذه الرسالة، وربما يكون على اللائحة، أو كأنه يخاف أن يتخطَّفه الموت فجأة، كما تتخطَّف النسور فرائسَها من فوق أديم الأرض.

 

وقف الشيخ وقفةَ خشوع حينما تقاطع مع الجنازة، ولما بانت منه.. تابَع المسيرَ على الرصيف؛ إذ يرى نافورة الوضوء، أمام أحد المساجد وقد اجتمع عليها المتوضِّئون، وكان من بينهم طفل صغير في سنِّ أحد أحفاده، وهو يتابِع مراحل الوضوء؛ من غسل اليدين، إلى غسل الرِّجلين.

وسبَّابته متجهة نحو السماء، ناطقًا الشهادتين ومرددًا دعاء الوضوء.

 

فاضت عينا (منيب)، وانسابت على خديه دموع ساخنة، غزيرة ومتلاحقة، حتى بلَّلت جزءًا من ثوب قميصه، ثمَّ مزَّق علبةَ سجائره، ورماها في سلَّة المهملات الموجودة قرب الرصيف، فاقترب من حديقة المسجد وجلس تحت شجرة يقي رأسَه أشعة الشمس الحارقة.

 

تابع البكاء، دموع تهطل مثل الأمطار، وأخرى كامنة في لائحة الانتظار، وبدأ الشيخ يمرِّغ جسمَه في التراب كما يفعل بعض الحيوانات لإزالة الحشرات والطفيليات من جلدها؛ تُرى ماذا يريد الشيخ أن يزيل؟

 

إنَّه لم يسجد لخالقه كل هذه السنين الطويلة، التي رُزق فيها أرزاقًا كثيرة، ومسكنًا جميلًا، وأبناء وبنات بأعداد وفيرة، ونِعمًا أخرى ومِنحًا شتى، لكنه لم يسجد للجوّاد سجدة واحدة!

 

كان كل وقته بين العمل وتجميع المال، ونصيب الأسد من وقت فراغه يكاد يكون من نصيب المقهى؛ حيث يلعب لعبة "الضما"؛ وهو شطرنج على الطريقة المغربية، وكان يقامر بها - مع رفقاء درب اللَّهو والعبث - مقابل كؤوس القهوة أو الشاي أو قنينة مشروب من المشروبات الغازية، ويتبادلون الكلامَ والنكت، حتى إذا ما جاء وقت الغداء الذي يوافق أذان الظهر، أو وقت العشاء - الوجبة – مساءً، والذي يوافق بدوره صلاة العشاء، نهض هو وزملاؤه وذهبوا لمنازلهم لأكل الوجبة الدَّسمة؛ فالنوم العميق الثقيل، دون صلاة ولا ذِكر للسَّميع الجليل.

 

للشيخ منيب صفة حميدة، بالرغم من فداحة الذَّنب؛ حيث كان كثير رماد القِدر؛ يدعو الناس على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية إلى موائد الطعام؛ حيت يجلس الغني قربَ الفقير، وذو الجاه بجانب الحقير.

 

نعود إلى بطلنا البكَّاء؛ فقد كانت هذه الدموع طهارة لنَفسه الآثمة، التي نسيت بارئها كلَّ هذه المدة، ولما تذكَّرتْ كانت الذِّكرى من العمق ومن القلب، البئر التي يَسكنها الإيمان، والنفس اللوامة التي تؤدِّي إلى النفس المطمئنة.

 

أضفت هذه الدُّموع الغالية نورًا ربانيًّا على محيَّا (منيب)، وجعلت وجهه منيرًا ومشعًّا، كأنه البدر أيام الثلاث البيض، جفَّت أجفانه، فما بقيت دموع في عمق العيون لاستجلابها، وجلس جلسة القرفصاء يتأمَّل تأملًا عميقًا ويفكِّر تفكيرًا مركزًا، والناس من حوله يسرقون النَّظرات متعجبين وحائرين وظانِّين أنَّ العجوز مجنون أو مشرَّد أو متخلًّى عنه أو مصاب بالمرض الغريب؛ مرض فقد الذاكرة "زهايمر".

 

بيد أن (منيب) غير مكترِث بتلك النَّظرات والتأويلات؛ فقد وجد ما كان ينقصه كلَّ هذه السنين، لقد تمَّ الاتصال بالسماء؛ حيث السمو والعلو، ولا مكان للسفالة والرذيلة، ورفع يده إلى السماء يناجي ربَّه دون أدنى صوت يُسمع، فاقترب منه رجل، وكذلك الناس اقتربوا، فقال الرجل له:

• يا شيخ، هل تحتاج إلى مساعدة؟

أجابهم بسرعة عائدًا إلى مناجاته:

• دعوني يرحمكم الله مع ربِّي ولا تزعجوني!

• حسنًا.. معذرة!

فتفرَّق القوم من حوله، ودخل (منيب) باحةَ المسجد، وأخذ إناء الوضوء، فملأه ماءً دافئًا، وبدأ بالوضوء؛ من غسل اليدين إلى غسل الرجلين، وهو يحسُّ كأنَّ ذنوبه تخرج من أنامله، ورفع السبَّابة - كما شاهد الطفلَ فعل - ونطق الشهادتين، وربما أتبعهما بدعاء.

 

دخل الآن المسجد، وصلَّى ركعتي تحية المسجد، مقلِّدًا المصلين، حتى إذا ما انتهى، أخد المصحف ففتحه بطريقة عشوائيَّة، فإذا هو يصادف الآية: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، فعادت الدموع الغالية إلى مجاريها عبر خدَّي (منيب)، وكأنَّه يحسُّ أنه المخاطب بهذا الخطاب الرباني، وهمس (منيب) داعيًا: "اللهمَّ إني تبتُ إليك، فتقبَّل توبتي".

دخل الإمام المسجدَ، فأُقيمت الصلاة، وقبل انتهائها، وبالضبط في السجدة الأخيرة قام الكلُّ للتشهد عدا (منيب)!

 

ترى ما الأمر؟ سلَّم الإمام وسلَّم المصلون من بعده، فانتبهوا إلى (منيب) الذي لم يقم من السجود، فبدأ بعض المصلِّين يتكلَّم معه ظانًّا أنه ربَّما لم يسمع التكبير، فما وجد من جواب، فاتصل عمَّار بيت الله بالإسعاف والسلطات المعنية، وبعد معاينة الطبيب، تأكَّد أن منيبًا قد رحل عنَّا رحيلَه الأخير؛ مات ساجدًا سجدته الأخيرة في أول صلاة فريضة يصلِّيها، مات في عزِّ توبته إلى الله وإنابته إلى ربِّه.

 

بعد إتمام تغسيله، جُهز (منيب) في جنازة كبيرة العدد، متصلة السند، فمرَّت من أمام المقهى الذي خرج منه آخر مرة، ويا لقدر الله تعالى! فقد صادف مرور الجنازة، خروج زملائه رفاق المقهى والملهى! فوقفوا حائرين مزلزلين، فسألوا أحدَ المشيِّعين عن هُوِيَّة الميت، فلمَّا علموا أنَّه صديقهم بكوا وغاصوا في عمق الجنازة؛ ليشاركوا في تشييع رفيقهم.

 

لما ووري (منيب) التراب، سأل زملاؤه عن كيفيَّة وفاته، خصوصًا أنه فارقهم بصحَّة جيدة، فحكى لهم الناس القصَّةَ كاملة، وكان ذلك اليوم آخر عهد لهم بالمقهى، فاستبدلوها بالمسجد، وأصبحوا رجالًا صالحين في حيِّهم، فكأنَّ منيبًا دعا إلى الله بقوَّة توبته وصدقها، ودموعُه الغالية النَّفيسة التي ذرفها عربون على نقاء إنابته وصفاء عودته إلى ربه.

دموع الرحيل الغالية الثَّمينة، كانت سببًا أن رزق اللهُ الشيخ توبةً جميلة وخاتمة حسنة وموعظة لزملائه في البلوى بليغة.

فهل من توبة منيبية؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دموع الفرح
  • دموع الثلوج
  • دموع الشوق
  • قصة يا ليتها كانت قصيرة
  • بجوار السور (قصة قصيرة)
  • وجم الحاضرون (قصة قصيرة)
  • وجوه (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • دموع التماسيح (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع على أخاديد الحياء (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع القطط ( قصة للأطفال )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع الفرح ( قصة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع العصفور الذهبي (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حكاية دموع التماسيح (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أجابتها دموع الشيخ (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دموع الخشية من الله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دموع الورد(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب