• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من روائع الشعر للأطفال والشباب
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    روائع الأمثال للكبار والصغار
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الكنايات التي نحيا بها
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

طالبة مجدَّة جدًّا

سارة بنت محمد حسن


تاريخ الإضافة: 1/7/2008 ميلادي - 26/6/1429 هجري

الزيارات: 8521

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جلست طالبة العلم تفكر:
عندي وِرْد مراجعة..
ووِرد قراءة..
آه؛ ثلاثةُ أجزاء قليلةٌ، لكن ما باليد حيلة..
وِرْدُ مراجعةٍ.. سأكتفي بجزء مع الأسف..
وَوِرد حفظِ متونٍ.. متن "الشاطبيَّة".. متن "الموقظة" اليوم، وغدا متن "النونية"..
آه؛ لا تنسَيْ تحضير محاضرة الغد التي ستلقيها في المسجد.. ولديك كذلك موعد مع أخوات بعد غد للتسميع..!
اممممم.. نَسيتِ شيئًا؟!!
آه؛ نَعَم..
لديَّ خمس مواد في المعهد العلمي.. أف.. لا بد مِن تقسيمها على الوقت المتبقِّي..
لقدِ اقتربت الاختبارات..
آه؛ اكتبي.. لا تنسَي الأذكار..!!
- تررررن!! تررررن!! 

ترد على الجوال:
زَوجِي العزيز.. السلام عليكم!! 
خيرٌ؟!
ستحضر مع صلاة المغرب؟
اممممم.. حسنًا..
ماذَا؟! لا أنسي كيَّ القميص؟!
لا، يا عزيزي، لا وقت لدي اليوم..!
الأولاد؟
نائمون.. الحمد لله! 
هه هه هه هه..
لا، منشغلة بسبب التحضير.. لا تنسَ أنني طالبةُ علمٍ!

الزوج يدخل بعد صلاة المغرب:
(الأخت جالسة مع الأولاد، وفي يدها كتيِّبٌ تردِّد متْنًا ما لم يتبيَّنْه)
- البيت؟! رائع!! ليس هناك شيء في مكانه!!!

نظر إليها:
- حبيبتي، لماذا يبدو البيت بِهذا الشكل المزري؟!!

نظرت إليه مستنكرة:
- كان لدي الكثير من العمل، وأنت ترى الأولاد وما يفعلون.. إنهم لا يتركون البيت نظيفًا أبدًا.. يكفيني أنَّني عَمِلْت الطعام.. هذه الأمور تستهلك الكثير من الوقت والجهد..!!

سكتَ الزوج على مَضَضٍ:
- حَسنًا، هل سنأكل؟!

ابتسمت في عجالة:
- لا، ستأكل وحدَكَ.. لقد أكلت سريعًا.. ليس لدي وقت كما ترى!!
(نام الأولاد، وتعشَّى الزوج، ثم دخل لينام، واندسَّت طالبة العلم النجيبة في فراشها.. دنا منها فلم تستجب.. ألح.. ففتَحَت عينها وهي تبتسم)
- ليس لدي وقت اليوم ألم نتَّفِق أن موعدنا في الجمعة؟! معظم الشيوخ ينتقدون الإكثار من هذه الأمور، كما أنَّك ستضيِّع على القيامَ..!!
(بهت الزوج من قولها، ونام مغضبًا)

كان هذا الحال هو الغالب على الأسرة منذ أن قرَّرت الأخت طلب العلم..
مرَّ الآن شهران، وطالبة العلم لا تَزداد إلا حماسةً في الطلب.. تقضي الأوقات أمام الكتب أو النت.. تؤخر الصلاة طبعًا لتنهي بَحثًا أو لتُنْهِيَ مُذاكرة مادَّة أو تحضر درسًا، وماذا في هذا.. أليس طلب العلم مقدَّمًا على كل شيء؟!
الأولاد.. إهمال بالطبع
اممممم مَن قال هذا؟!! أنا أؤكِّلُهم، وأشرِّبُهم أفضَلَ الأطعِمَة والأشربة!!
هناك شيخٌ يأتي لتحفيظهم القرآن..
ماذا يريدون أكثر من هذا؟!!
ماذا يفعل الأولاد باقي الوقت؟! 
نعم، نعم، يقْضونه أمام التلفاز قناة المجد للأطفال.. قناة سبيس تون.. والجزيرة للأطفال..
ونِعْمَ التربيَة!! 
 الزوج.. يصبر طبعًا، ويترفَّق في النصيحة
- لعل الله أن يَهدِيَها!!
حينما تتعلم العلم الشرعي ستفهم..
لكن لا حياة لمن تنادي..
الأخت منطلقة كالسهم في مسيرتها العلمية..
شهر كامل والأسرة على هذا الحال من الإهمال..
قليلاً ما تؤنِّبُها نفسها على إهمالها لأولادها..
وزوجها يؤنِّبُها..
لكن..
- أنا أحتسِب ذلك عند الله.. الله سيصلح أحوال أولادي بطلبي للعلم وتعليمي الناس!!
حتى كان ذلك اليوم.. 
 
فماذا حدث في ذلك اليوم؟
في هذا اليوم..
أصرَّ الزَّوج على اصطحابِها معه لزيارة تعارُف مع زميل له في العمل..
زميل ملتزم، وله زوجة ملتزمة..
كانت ترتجف من الغضب..
لقد أجبرها على الذهاب..
وكانت تُريد أن تقرأ كتابًا جديدًا..
العلم عندها ليس مجرد عمل تعمله..
إنه شهوة..!
لا تستطيع التوقف..
ذهبت..
- عجبًا؛ كيف يعيش الإنسان وهو يضيع أوقاته بهذه الطريقة.. دعوات، وزيارات؟!!!
وخرجتْ من الزيارة، وقد علمت فداحة ما تفعله..
- ما أحمقَ ما كنت فيه!! ليتني أستطيع التغيير!!
 
ماذا حدث في تلك الزيارة؟
دخلت الأخت طالبة العلم، وسلَّمت بتحية الإسلام..
جلست وهي تتصنَّع الابتسامة..
أخذتْ تُمعن النظر في مضيفَتِها..
اممممم.. إنَّها هي.. تلك الداعية بمسجد.. كانت تدَرِّس هناك من زمن بعيد.. 
وجاءت بنات المضيفة..
ست بنات في أعمار مختلفة..
أكبرهن في مثل عمرها..
سألَتْها في فضول..
ألسْتِ أنتِ فلانة التي كنتِ تدرِّسِين بمسجد..؟!!
ابتسمت الأختُ المضيفة..
- نَعَم..
- ولماذا تركتِه؟! هل لك أنشطة أخرى الآن؟! 

ابتسمت الأخت المضيفة:
- طيب.. نقوم بواجب الضيافة أولاً..
ثم همسَت في أذن ابنتِها، فقامت..
- تركته منذ زمن؛ لأنه كان من الصعب التوفيق بين البيت والأولاد، وكثرة الخروج والمسؤولية عن مسجد..

قاطعتها طالبة العلم:
- وماذا في هذا؟! معظم الأخوات يذهبن إلى المساجد، ويتركن أولادهن في دور الحضانة، ولا يصح أبدًا أن نترك الدعوة وطلب العلم من أجل الأولاد، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}، ولا ينبغي أبدًا أن يطغى حبُّ الأولاد على حب الله تعالى..!

اتسعت ابتسامة الداعية:
- وهل تنحصر محبة الله في الدعوة في المساجد؟!!
- بالطبع لا، لكنه باب فتح لك وأنت أغلَقْتِهِ..
- أختي، كثيرات ممكن أن يحلُّوا مَحَلِّي في المسجد.. كثير من الدعاة يظهرون بالتلفاز.. الكتب والأشرطة في كل مكان.. لكنْ: هل هناك أحد يمكن أن يحل محلي في بيتي وأبنائي وزوجي؟!!

سكتت طالبة العلم برهةً ثم انبَرَت:
- أنَتْرُك طلب العلم إذًا، ونَجلس في البيت نطبخ ونصرخ في الأولاد؟! ليس لنا همٌّ إلا انتظار الأزواج.. نعيش عيشة الأنعام؟!!

افتَرَّ ثغر الدعية عن ابتسامة لطيفة:
- أختي، مَن قال: إن هذا هو المطلوب؟!
اليومَ حين أنظر لبناتي، وهن خاتماتٌ لكتاب الله تعالى..
وقد علَّمتُهن "أنا": كيف يتلونَ القرآن؟
وحفظتهن البخاري ومسلم..
ورسخْنَ في السيرة والقصص..
أما عن المتون، فحدِّثي ولا حَرَجَ ما شاء الله، يحفظن كل ما سمعتِ اسْمَه من المتون..
ولو سألتِ إحداهن عن مسألة فقهية أو عقدية لأجادت الشرح والتأصيل..
وصغرى بناتي تتعلم اليوم القراءات، وكبراهن إن سألتِها عن حديث أخرجَت لك طُرُقه، ووصفَت لك درجتَه..
وأما ثقافتهن وعلومهن الدنيوية، فمنهنَّ الطبيبة ومنهن المعلِّمة..
وأسأل الله العظيم كما أعانني على هذا العمل الطيب أن يرزقني أجرَ ذلك!!
تخيلي، أختي..!

أنا تركت المسجد في هذا الزمن لأجعل من بيتي مسجدًا لبناتي..
كنت أرضع ابنتي وفي يدي المصحف أقرأ.. وهي ترضع!!
كانت تقلق نومي ليلاً؛ فأقوم بين كل نومة لها، وأخرى فأصلي ركعتين خفيفتين، وأستغفر ربي على تقصيري في العبادة الراتبَة؛ فهو سبحانه مَن أمَرَني بعبادته بتربية أولادي..
كانت ابنتي تبكي، فأحملها بين يدي، وأنا أصلي؛ كي لا أضيع السنن، وأكثر من الاستغفار والدعاء والتسبيح، ولما بدأت ابنتي النطق علمتها كلمة التوحيد وسورة الإخلاص، وظهَرَت النبتة الطيبة.. أسقيها بماء القرآن..
فصارت {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار}..
وقد تركت مسجدًا واحدًا يومئذ، والآن يمكنني أن أفتح 6 مساجدَ..
تخيلي..!
هذه هي الصدقة الجارية..
هذا هو العلم الذي ينتفع به..
فلكل مسلم في كل وقت عبادة..
وأنا عبادتي كانت تربية بناتي، وحسن تبعُّلِي لزوجي..
وربي سيحاسبني عليها..

تخاذلت طالبة العلم:
- وطلبُ العلم؟!تمت
ُدرَك كلُّه لا يُترَك جُلُّه، ومَن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ((ألا إن سلعة الله غالية.. ألا إن سلعة الله الجنة))، فمن شاء الجنة فليبدأ بالفروض، وليغتنم الأوقات، أما ترجيح طلب العلم وتعليمه على الفروض، فهذا من باب عبادة الهوى، وهي مدخل الشيطان..

سكتت طالبة العلم قليلاً، وبعدها:
- لكني الآن أشعر بالانهيار.. أنت أوقعتِني في حيرة.. كنت أطلب العلم، وأحتسب عند الله ما يحدث في بيتي من إهمال..!!

أشرق وجه الداعية:
- أتعلَمِين، أختي، لو لم يرد الله بك خيرًا ما أسْمَعَك الحقَّ؛ فأنا لا أقول: لا تطلبي العلم نهائيًّا، بل اطلبيه مع أولادك..!

نظرت لها الطالبة بدهشة:
- كيف؟!!
- تذاكرين عقيدة، ذاكري معهم.. تقرئين السيرة، اقرئي معهم.. تريدين أن تحفظي متنًا من المتون مثلاً، اجلسي مع أبنائك، وقولي لهم: تعالَوا نَحفَظْ هذا المتن، وردِّديه معهم واجعليهم يردِّدون معكِ..!

استنكرت طالب العلم:
- لكنَّهم صغار!!
- وهذا سبب فساد الأمة.. إننا نظن أن أولادنا صغار، وسيظلون صغارًا.. دورك، أختي، أن تجعليهم كبارًا.. سيحفظون معك، وستجدي نتائج مبهرة لم تكوني تتوقعينَها.. إنهم يفهمونك، وسيشعرون باهتمامك وتقديرك لهم، وعندهم حافظة قوية، لكنَّ عليك أيضًا أن تجعلي لهم من وقتك وقتًا خاصًّا باللَّعِب، وانتقي اللُّعَب المفيدة.. كل لُعبة من ورائها هدف ورسالة، واجعلي همَّك أن يختم أبناؤك القرآن قبل أي شيء.. اجعلي لهم من وقتك وقتًا تفكرين فيهم.. تضعين لهم المناهج.. تنتقين لهم ما يصلح لهم، وتفكرين في طرق توصيل المعلومات لهم والألعاب والقصص التي تجذبهم حولك.. باختصار: اجعليهم أول همومك، وأهمَّها.. ستقرئين معهم السيرة والعقيدة، بل ستتعلمين معهم: كيف تطبقين ما تعلَّمتِ؟ لأنهم سيسألونك عن أشياء لم تفكري يومًا فيها، ولم تشغلي بالك بها.. أشياء في العمل والاعتقاد.. مسائل تعلَّمتِها نظريًّا.. سيسألونك ببراءة عنها حسيًّا وعمليًّا، وستعلمين وقتها معنى العمل..!!
- لا أستطيع تخيُّل ما تقولين..!

ابتسمت الداعية:
- ونصيحتي.. لا تتخيليها.. طبقيها.. انظري: إذا أردت أن تعلِّمِي ابنتك الصلاة سترغبين في العودة إلى مراجِعِك.. ستتذكرين الدليل والأذكار التي نسيتِها.. ستسألك عن معنى بعض الكلمات التي لا تعرفينَها.. ستبحثين، ويبدأ التدبُّر، وستقولين لها: الخشوعَ في الصلاة؛ فتقول لك: ما معني (خشوع)؟ ستجهدين ذهنك في التعبير عن معنى الخشوعِ الذي تركته منذ زمن في صلاتك.. إنَّ هذا ما حدث معي! وعندما تعبرين لها عن الخشوع ستجدين قلبك يرِق لله تعالى.. حينما تسألك عن صفات الله، ولا تستطيعين أن تشرحي لها الكلام النظري الذي درسته، فستبسِّطِينَه لها حتى تَفهَمِيه أنت، بل حتى يشربه قلبك.. تتحدثين عن عظمة الله.. عن قوة الله.. عن قدرة الله.. عن محبة الله، وبهذا تكونين على ثغر من ثغور الطلب لا يدركه إلا العلماء.. تطلبين من العلم ما تعملين به لا ما تتعالَمِين به..!
كانت تتحدث ودموع طالبة العلم تسيل على خدها!!
- يا الله، كم أنا بعيدة، "لو تخيلت قرب الأحبة، لأقمت المآتم على بعدك"!! (ابن القيم)

ثم استدركت الداعية:
- وأهم من ذلك أن تربيتك لأولادك فرض عين عليك، فلا ينبغي أن توكلي فروضك لغيرك من مربية وخادمة ومعلمة، بل وتلفاز، وإلا كنت من المقصرين إذا أردت أن يشاهد أولادك شيئًا أو يقرؤوا شيئًا أو يسمعوا شيئًا.. فيجب أن تسبقيهم وتشاركيهم ذلك رقابةً منك على سمعهم وأبصارهم، واستخدمي علمك وفِطرَتك للحُكْم على ذلك، وليتعلَّموا أنَّ أمَّهم معهم تُشاركهم وتستمتِع معهم وتناقشهم، والأهم من ذلك تعلمهم، فما فسدت البيوت إلا لما احتقر الأولاد الأم؛ لأنها ليست هي المعلمة والموجهة، بل صارت واهنة وضعيفة؛ لأنها قدمت ملذاتها على بيتها، ولم تحكم فيها شرع الله.. لا تتركيهم يعملون الحرام لأنهم صغار.. فهِّمِيهم معنى الدين، وهناك أمر آخر..!!
- وما هو؟!!

ابتسمت الداعية:
- زوجك.. لا بد أن يكون بيتك بيت أسرة دافئة.. تربين أولادك، وتكونين لزوجك نِعْمَ الزوجة الحنون التي تقيه الفتن؛ تقفين عند أوامره.. تكونين له نعم الأنيس والجليس، ولماذا لا يكون الأزواج المسلمين عشاقًا؟!! 

قرعَت الكلمة أذن طالبة العلم كمطرقة:
- عُشَّاقًا؟!!

ضحكت الداعية:
- نعم، عشاقًا.. ترسلين له باقة من الزهور الحمراء و(كارت) معطرًا، وتقولين له: أحبُّك في الله، يا زوجي الحبيبُ.. ترسُمين له قلوبًا حمراء، وتعلقينها فوق فراشِكُما.. تحادثينَه في الهاتف لتسألِي عنه (بدون طلبات).. هل نترك هذه المباحات التي تثري البيت المسلم، وتَجعل الأبناء يشبُّون في حضن دافئ محب؟!! هل نتركها لأهل الحرام يستمتعون بها في الحرام؟!!
- لا، ما أحسَنَ ما تقولين!!
- العلم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم، ولا تيأسي، ولا تقولي: زوجي جاف المشاعر (فضحِكَت).. إن كان هو جاف، فأنت بإمكانك - بعون الله - أن تسقيه حتى يصير تربة خصبة تزرعين فيها ما شئتِ، ولا تنسَي الدعاء ثم الدعاء والتذلل لله تعالى؛ فكل هذا في موازين حسناتك يوم القيامة إن شاء الله تعالى..!
- الله المستعانُ..!

انصرفت من عند الداعية:
- اللهمَّ، أصلح حالي كلَّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين!!
وقد لاحظ زوجها الفرق..
فهل يشعر أزواجنا بالفرق حقًّا؟!! 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • طلب طلاق وشكوى عجيبة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • زوجي يعاملني معاملة سيئة جدًّا(استشارة - الاستشارات)
  • أخي الأكبر عنيف جدًّا معنا(استشارة - الاستشارات)
  • كابوس (قصة قصيرة جدًّا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصص قصيرة جدًّا(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • قصص قصيرة جدًّا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصص قصيرة جدًّا(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • قصص قصيرة جدًّا(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • وريقات الليمون المحترقة (قصص قصيرة جدًّا)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • قصص قصيرة جدًّا(مقالة - الإصدارات والمسابقات)

 


تعليقات الزوار
12- جزاكم الله خيرا
سارة بنت محمد حسن 26-02-2011 11:11 AM

جزاكم الله خيرا أخواتي الفاضلات

نسأل الله تعالى أن يسدد أعمالنا ويرزقنا الإخلاص واتباع السنة

11- ...
حكاية حلم - ... 25-02-2011 08:59 PM

جزاك الله كل خير سارة ..
قرأتُ هذا المقال هناك في المنتدى, وأعيدُ قراءته هنا ..
لا حرمك ربي الأجر ..

10- ما شاء الله
أسماء - مصر 20-01-2011 02:38 PM

احسنتِ و أجدتِ

أسلوب رائع و عرض مميز

بارك الله فيكِ أخيتى و نفع بكِ

9- أصبتِ الحق
مروة يحيى - مصر 30-11-2010 09:19 AM

بالفعل مقال مميز،

وقد سمعت كثيرة لمثل هذه المرأة التي تظن أن الالتزام قواعد تحفظها، ولكنها للأسف لا تعرف حقًا لبيتها أو لزوجها، ولقد حكى أخي لي مرة عن صديق لأحد أصدقائه تزوج امرأة مثل هذه بالضبط، طوال اليوم تعلم علم شرعي وتهمل في بيتها، وتسيء التعامل مع زوجها، وكلما طلب منها طلب أعطته محاضرة، ولم يستمر الزواج أكثر من أشهر معدودة حدث الطلاق بعدها، ثم حدث لهذا الرجل عقدة من الملتزمات، ولم يعد يريد أن يتزوج بمن تدعي الالتزام، وقد أصبحت هذه الأخت دعاية سيئة للملتزمات!!!

وأيضًا هناك من لا تطيع زوجها وتخرج لنشاط تشترك فيه مثلا بدون إذنه!!!؛ وهي بذلك تظن أنها تخدم الدعوة!!!

ومنها من لا ترى أنه ليس لزوجها أي حق عليها في الطاعة!!!، ولا في حسن التبعل!!، ولا غير ذلك من الأمور!!!،،

سمعت مرة من الشيخ الحويني أن المرأة ليس مطلوبًا منها أن تكون فقيهة، ولكن عليها أن تتعلم ما يجب عليها من تعلم مثل فقه الطهارة وفقه الصلاة وغير ذلك من الفروض، ولكن أن تهمل حق زوجها وحق بيتها من أجل العلم؛ فهذا لا يصح!!!

وكم أتمنى أن تكون في معاهد طلب العلم الشرعي للنساء دروس عن حسن التبعل للزوج وتعليمهن حقوقه عليهن؛ لأن الرجل أي رجل مهما كان لا يريد أن يتزوج فقيهة، ولكن يريد أن يتزوج امرأة... فهل تعلم النساء ذلك؟!!

نسأل الله أن يهدي المسلمين ....

8- جزاكم الله خيرا
سارة بنت محمد - مصر 12-06-2009 05:32 AM

جزاك الله خيرا أختنا يسر سالم على التعليق القيم

7- فقه رائع
يسر سالم - مصر 30-10-2008 01:18 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

لا أجد من الكلمات التي تعبر عن جميل مشاركتكم أفضل مما علق عليه
الأفاضل والفضليات ، اللهم ألهمنا رشدنا ، وارزقنا علما نافعا ترضى به عنا
بوركتِ أختنا الفاضلة .
6- جزاكم الله خيرا
سارة بنت محمد - مصر 21-07-2008 02:42 PM
السلام عليكم

جزاكم الله خيرا وفيكم بارك

بالتأكيد العلم شئ جميل جدا لمن تلقى العلم في قلبه لا في لسانه ويده

فمن تلقى العلم في قلبه تغيرت جوارحه وخشعت لما حل بالملك (القلب )

ومن تلقى العلم في لسانه ويده هلك لهذا وصفت أم أحد السلف ابنها قائلة : يابني اذا كتبت 10 أسطر فانظر في قلبك فان تغير فأنت على الجادة أو كما قالت

فخطأ الاخت وغيرها ممن يطلب العلم ليس عيبا في العلم

بل عيب فينا

ولو طلبنا العلم كما يجب لترقينا به وتهذبت اخلاقنا ....قال احد الكتاب واصفا بطل قصته : تكلم بتهذيب ينم عن ثقافة رفيعة

فالكلام وعاء العلم الذي في القلب ...فان كان العلم في القلب تحدث اللسان بما يجب

وان كان العلم في اللسان واليد والقلب فارغ منه ....فأنى للسان ان يغترف من القلب الا الجهل ؟؟ ويصير العلم جملا خاوية ...أعاذنا الله واياكم
5- رائع
أبو إسماعيل 20-07-2008 07:44 PM
ما شاء الله
4- !!!!!!!!!!!!!!!!!
مها اللزامي - السعوديه 08-07-2008 08:20 PM
رائع ماكتبتيه
رغم انني لم ار ابدا في مجتمعنا مثل هذا الصنف الذي ذكرتي قد يكون من تهتم بالتعليم على حساب بيتها وهذه يستحيل ان نسميها مجده.
لكن باعتقادي ان المرأه الذكيه هي من تحاول ان تتوفر بها جميع الصفات وان تنظم وقتها لكل شي زمنه المخصص بذلك سوف ترتقي باسرتها وبيتها وكذلك تعليمها فتجمع صفات المرأه المثقفه وتحتوي اسرتها واطفالها بحبها وحنانها

#نقطه تنظيم الوقت هي طريق كل شخص للنجاح في كل شيء باستطاعة المرأه ان تحدد لكل شي وقته وان لاتنسى عنايتها في بيتها وزوجها واطفالها وتحدد لهم الوقت الكافي سوف تجد اوقات فراغ كثيره فقط تنظم ذلك الوقت الذي يضيع هدرا باشياء تافهه ستكون تلك هي المرأه المجده بنظري
3- امرأه متعلمه أو امرأه على دين العجائز
عمر العبدالله - السعوديه 08-07-2008 02:43 PM

يعطيها العافيه كاتبه القصه الهادفه وتسلم أناملها على هذا الطرح الجميل وبرأيي المتواضع أن المرأه المتعلمه والممارسه لهذا العلم في واقع محيطها الاجتماعي والأسري يزيدها جمالا وبهاءا وجاذبيه وعلى النقيض من ذلك تلك المرأه المتعلمه على الصفه الوارده في القصه أعلاه لايجد زوجها والمتعاملين معها الا الجفاء كالورده الجميله التي تغري الناظر اليها من بعيد ولكن عند ملامستها لايجد الا الشوك والأذى ولذا قالو أن المرأه الغير متعلمه وأقصد الغير متعمقه في العلم لربما تكون أرقى وأشد عاطفه وحرصا على العلاقه الأنسانيه والمحافظه على العلاقات الجيده مع المحيطين بها وخاصه الأسريه ونتيجه لذلك فإن المتعلمه كالطبيبه أو الأكادميه كالتي تزاول مهنه التدريس العالي وغيرها من المهن المرموقه غالبا تتسم علاقاتها الاجتماعيه والأسريه بالفتور وأغلبهن عوانس يحجم الكثير من الأرتباط بهن خشيه من الفارق العلمي الذي يؤدي بهن الى التعامل بفوقيه واستعلاء على الآخر وهذا دليل على انعدام مفهوم التواضع وطغيان مفهوم الكبر الذي يعتبر ممقوت في شرعنا الحنيف والذي يصاب به الكثير والكثيرات شعروا به أم لم يشعروا والذي إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الوازع الديني لدى هؤلاء أولا وكذلك الإحساس بالنقص ثانيا ولذا أجد في واقع نفسي عندما أتعامل مع امرأه أو رجل ما بلغ مراتب عاليه من العلم والوظيفه وأستشعر السلوك المتواضع منهم حتى تكاد تنعدم الحواجز النفسيه والرسميه بيننا وبينهم لتضطر أن تقوم إجلالا واحتراما لهم وتشعر بالسعاده والابتهاج عند رؤيتهم لأنهم كسبوا وجذبوا القلوب لهم فكانو حريا بحب الأخرين لهم فهم المحبوبين والناجحين فعلا

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب