• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    رفع الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    أحوال إعراب الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الواو الداخلة على الجملة الوصفية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    واسطة العقد
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    أدوات جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    قصيدة عن الصلاة
    أ. محمود مفلح
  •  
    ارتباط الجملة الحالية بالواو دون المفردة
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن محمدا رسول الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    سقاك الغيث (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الكتابة الأدبية
    أسامة طبش
  •  
    مشية طفلة (مقطوعة شعرية)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    نواصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان القياس على
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الأدب والنماذج العالية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    نصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

فريسة للأوهام

د. شريف عوض الدخميسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/2/2017 ميلادي - 1/6/1438 هجري

الزيارات: 5101

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فريسة للأوهام


هاتفني.. وكان صوتُه الصغيرُ مُتهدِّجًا، تُحس فيه اضطرابًا شديدًا مقلقًا في نبرته التي لم أعتدْ أن أسمعها منه.

خرجت كلماته: أريد أن أغيِّر المسجدَ الذي أصلِّي فيه؟

فقلت: لماذا؟

فردَّ بالنبرة نفسها المهتزة الخافتة: مجرد تغيير، وليس أكثر.

فقلتُ بلهجةٍ تبدي غضبًا ظاهرًا، وتخفي في طياتها قلقًا شديدًا عليه: أي تغيير تريد؟ أتعتقد أن المساجد مثل الآيس كريم؛ إن لم تعجبك الفانيليا فلتجرب الشوكولاتا؟ أقولها متهكمًا، وصدري يغلي من نار خوفي عليه، التي نشِبت فيه جراء إجابته المبهمة، التي صبَّتْ فوق قلقي مزيدًا من القلقِ والارتيابِ، وأنا في وسط أمواج حيرتي العاتية، وعواصف هوجاء من الأفكار، تبدو حينًا، وتخفت حينًا، كبرقٍ في ليلة ممطرة، وقلبي يدق دقةَ الخوف، التي معها أدرك إدراكًا مبهمًا، وكأنما يهبط عليَّ كالوحي، أو يأتيني كخاطر أو إلهام يتجلى، بأن ثمة شيئًا ما حدث، جَالَ بخاطري ما الذي حصل وهو الذي كان ينفض عن أي شيء إذا سمع الأذان، ويذهب إلى الوضوء، فيشكل وجه الصغير مع قطرات ماء الوضوء هالةً من ضوء تختفي فيها معالم وجهه، ولا تبدي إلا نورًا متألقًا يضيء قلب الناظر إليه؟ وكان عندما يسمع الإقامة تراه ينقض على باب الشقة انقضاض النمر على فريسته؛ حتى يدرك الجماعةَ وتكبيرة الإحرام، كل هذا تغيَّر في غضون ساعات قليلة ما بين العصر والمغرب، لا بد من أن في الأمر شيئًا!

 

فحاصرته بالأسئلة، وأحكمت حصاره، حتى استسلم ورضخ إلى رغبتي، التي بلغت مداها، وبدأ يقول: رجل كان يصلي العصرَ معنا في المسجد.. مات.. ثم صمت.. وعاد يكرر: مات... كان لا يتحرك، يحركونه يمينًا، يسارًا، يصيحون عليه، وهو مغمضٌ عينيه هامدٌ كأنه نائم نومًا عميقًا، والناس من حوله من يطلب له طبيبًا، ومن يطلب له ماءً، وهو مُمَدَّدٌ راقدٌ على ظهره، وكأنه تَخَشَّبَ مكانَه، فهالني الموقفُ، فخرجت مسرعًا، وقررت ألا أعود إلى هذا المسجد أبدًا، قالها وصوتُه يعتريه خوفٌ ورهبة.

 

فما كان مني إلا أن قلت له بلهجة آمرة، تغلق معها أيَّ باب من أبواب النقاش، وتقطع كلَّ سبل المحاورة: اذهب إلى مسجدِك، سأصلي معك المغربَ، وتركت كل ما في يدي، وخرجت بخطوات تنهب الأرض نهبًا؛ كي ألحق معه الصلاة.

 

وأنا في الطريق إليه تجلى أمامي مشهدُ محطةِ السكة الحديد، ونحن في الصف الأول الإعدادي، التي كانت تقسم مدينتنا إلى نصفين، كنا نسكن في أحدهما، وجل الدروس الخصوصية في النصف الآخر، فكان - ولا بد - لنا من عبورها، على الرغم من تحذيرات أمي التي كررتها مرارًا وتكرارًا: انتبه جيدًا لحركة القضبان، وهي تقصد "التحويلة" التي تغلق وتفتح حتى يغير القطار مساره، ويعدل بفضلها اتجاهه، وكم هي الحكايات التي أكاد من كثرتها أحفظُها عن ظهر قلب، تحكي عن خطورة تلك "التحويلة"، وكنت أخافها أكثرَ من القطار نفسه.

 

وبعد فترة اعتدنا على محطة القطار، وصارت ملعبًا غنيًّا بألعابه، فكنا نسير على القضبان كما يسير على الحبل البهلوان، وكان الكوبري بين الرصيفين قمة عالية، تحاول الصعود إلى أعلى نقطة فيه لترى منزلك، والرصيف صار مضمارًا للسباق بيننا، والمقاعد ذات المظلات الوارفة، التي طالما مكثنا بها، وجلسنا عليها جلوسًا مجانيًّا لا أحدَ يسألك عن شيء، إلا عن الوقت أو عن ميعاد قطار، وأصبح المكان كما شجرة لعصافير صغيرة، لـمَّا تقوَ أجنحتُها بعدُ على الطيران مسافةً بعيدةً، وكأنها تحاول طيرانًا، ثم ما تلبث أن تحط إلى بيتها، لقد كان بيننا وبين المحطة ودٌّ وعشرةٌ.

 

حتى جاء يومٌ، كان أحد الباعة الجائلين، وهو ينتقل بين قطارين، زلت قدمُه، فاختل توازن المسكين، فوقع تحت العجلات، فشطره القطار إلى نصفين، وأمعاؤه تتدلى من نصفه الأعلى، فلا تراه إلا كأنه "جوال" محشوٌّ رغمًا عنه، وفُتح على حين غرة، فإذا ما به يخرج في عشوائية، ويحيل المنظر أمامك إلى رعب يكتسي بفوضى عارمة معها، وسكتت الأصوات، وتحوَّل ضجيج المكان إلى صمت باهت ومخيف، كأنه ثقب أسود يبتلع كلَّ صوت مهما ارتفع بداخله، وأنت لا تستطيع التحرك أو التفكير وجسدك متيبس في ذهول.

 

وكأنك في مقابلة مباشرة مع الموت، نعم.. الموت بشحمه ولحمه، بعد أن تهتكت السُّتُرُ، ورُفعت الحُجبُ، وكنت حينها لا أعرف إلا الحياة، وكان الموت كلمة مثل كل الكلمات التي تلقى أمامي، ولكنه الآن - والآن فقط - أصبح حقيقة، وواقعًا مشهودًا، لا تعرف له شكلًا، أو وصفًا، إنما هو خفي، مباغت، له رعب يتملكك، ولا تفلت منه فريستُه، ولا يخطأ أبدًا ضحاياه، إذا أراد فعل هذا اللاشيء فيه نهاية حياة كل شيء.

 

وكان المشهد صادمًا أثَّر فيَّ جدًّا، وظل يؤرق نومي، ويحوِّل أحلامي إلى كوابيس مدةً ليست بالقصيرة، وكرهت العبور بعدها من تلك المحطة، بعدما تملكتني الأوهام.

 

وفي خضم هذه الذكريات إذا به يقطعها عليَّ، عندما هزني (محسن) عند باب المسجد، فقد رآني، ولم أره، فأمسكت بيديه ودلفنا إلى الصلاة، وبعدما فرغنا وجدته يجذبني من يدي جذبًا شديدًا؛ لينبهني:

قال: الميت يصلي وراءَك.

فارتسمت على وجهي ابتسامةٌ صغيرة، وقلت: لم يمت إذًا؟!

فلم يتكلم، واكتفى أن يهزَّ رأسه بالموافقة، فسألت، فإذا بها كانت غيبوبة سكر، وأفاق الرجل منها.

فخرجنا من المسجد ولسانُ حالنا يقول: "مواجهة الخوف مهما عظم أقلُّ كثيرًا من أن تسقط فريسةً للأوهام".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بلاد العطايا والأوهام
  • صفد الأوهام
  • جبال الأوهام
  • الاعتقاد في الأوهام والخرافات
  • أوهام ديكارت

مختارات من الشبكة

  • الكوخ والقصر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أرجى آية في كتاب الله مع المفسر الشوكاني(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- جميل
زائر - السعودية 28/02/2017 07:38 AM

سلمت يمينك، جميل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 10:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب