وصف الفؤاد وأحواله في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبدالرحمن العشماوي

وصف الفؤاد وأحواله

في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي

تحدث الدكتور عبدالرحمن العشماوي في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) عن وصف الفؤاد وأحواله، فبيَّن أن فؤاده كريم جوَّاد، وأن محبوبته (أمته) تسكن في فؤاده، وأن العقل يأمر الفؤاد وينهى، وأن رؤى الفؤاد أمل، وأن الشعر سفير القلب، وبيَّن أن الحب أفئدة تهوى، وتكلم عن هوى الفؤاد وتحدث عن الفؤاد الحزين، فقال:

فؤاد كريم جوَّاد:

يبيِّن الشاعر في قصيدة (من القلب) أن فؤاده كريم جوَّاد، فيقول:

وأجود لا أخشى افتقارًا إنما يرضى فؤاد الحر حين يجود [1]

سكنى الفؤاد:

ويبيِّن الشاعر أنه يُسْكن محبوبته (أمته) فؤاده، فيقول في قصيدة الإبحار:

آهِ يا من أسكنتها في فؤادي وبقلبي من أجلها إعصارُ علمي مقلتيك معنى التغاضي عن همومٍ صغارهن كبارُ علمي قلبك الحنون اعتصامًا بجوار الرحمن نعم الجوار[2]

ويطلب الشاعر في قصيدة (شعري) أن يسألوا عن طبيعة شعره من تلقي الأوامر فيستجيب الفؤاد لأمرها فيقول:

سلوا التي كلَّ يومٍ تُلقي إليَّ الأوامر فيستجيب فؤادي لأمرها ويبادر[3]

العقل والفؤاد:

بيَّن الشاعر أن طرفه لا يغفو وقلبه لا يسهو، وأن العقل يأمر الفؤاد وينهى؛ حيث يقول في قصيدة جنة الصبر:

ما غَفا طرفي ولا قلبي سَها  *** أمر العقل فؤادي ونهى[4]

رؤى الفؤاد أمل:

في قصيدة (حدثيني) يبيِّن الشاعر أن رؤى الفؤاد أمل:

يا رؤى كنت أراها في ظلام الليل فجرَا

وأراها في صحاري البؤس أنهارا وزهرَا

وأراها في فؤادي أملًا يطفح بشرَا [5]

الشعر سفير القلب:

كما بيَّن الشاعر أن الشعر سفير القلب الخافق، فيقول في قصيدة (فجر الأدب الأصيل):

شعري وأنت سفير قلب خافق *** لولاك ما وجد الفؤاد سفيرَا [6]

ويقول في قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورًا) أن الشعر للفؤاد سفير:

جئتك اليوم شاعرًا عربيًّا   *** جعل الشعر للفؤاد سفيرًا[7]

ويبيِّن الشاعر في قصيدة (شعري) أن (شعره نبضة من فؤاد بالحب والصدق عامرٌ)، فيقول:

ونبضةٌ من فؤادٍ بالحب والصدق عامرٌ شعري جوادٌ أصيل به إليكم أسافر فكم سلكت دروبًا مسكونة بالمخاطر أركضت فيها جوادي ميامنا ومياسر وكم صعدت جبالًا عن الرؤوس حواسرَ[8]

الحب أفئدة تهوى:

يبيِّن الشاعر في قصيدة (حدثيني) أن الحب أفئدة تهوى، فيقول:

إنما الحب صفاء ُ النفس من حقدٍ وبغضٍ إنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عرضٍ وجفونٌ حذراتٌ تلمح الحُسنَ فتُغضي[9]

ويبيِّن في قصيدة (جفاف في موسم الخصب) أن الحب راسخٌ في فؤاده، فيقول:

هل يتيه الشهمُ في أوهامه ينحني بعد بلوغ القمم

ربما، لكنَّ حبًّا راسخًا في فؤادي ليس بالمنفصم [10]

ويبيِّن الشاعر في قصيدة (السكوت الفصيح ) أن الحب كَبُرَ في الفؤاد، وأن الفؤاد الذي يحب يبوح، فيقول:

كَبُرَ الحب في الفؤاد، وأضحى شامخًا لا يصح منه الجنوحُ كَبُرَ الحب فالقوافي ضغارٌ وحروفي إذا رأته تشيحُ لا تقولي:أراك آثرت صمتا والفؤاد الذي يحب يبوح[11]

هوى الفؤاد:

وها هي المحبوبة تسطر في سفر الفؤاد هوى، وفي هذا يقول الشاعر في قصيدة (عندما يرتحل القلب):

يا من تسطر في سفر الفؤاد هوى قد صار للسحر من تأثيره مثلَا

أقفلت باب الرضا بعد الرحيل فهل علمت أن حصان الشوق قد جفلا؟ [12]

ويقول في قصيدة (وثيقة حب لا تقبل النقض) أنه ربى ضِبَا الهوى وحرسها من كل من يقصد الغزو:

وكنت أربِّي ضِبَا الهوى وأحرسها من كل من يقصد الغزوَا تروح من المرعى وتغدو رواتعًا فتشبع من نبتٍ ومن منبعٍ تُروى[13]

ويبيِّن في قصيدة (عندما يحزن العيد) أنه تسرب من الأحباب في الفؤاد هوى قامت له في زوايا النفس أركان، فيقول:

يا من تسرب منهم في الفؤاد هوى قامت له في زوايا النفس أركانُ[14]

ويقول في قصيدة (منها وإليها) مبينًا أن فؤاده وفؤاد المحبوبة يسكنان منزل الحب:

أدنى القضاءُ فؤادينا وأسكننا *** في منزل الحب حينًا ثم أقصانا [15]

ويتحدث في قصيدة (شدا لك قلبي) عن ظمأ الفؤاد، وأن كف المحبوبة (أمته ) يسقيه:

أتيتُك ظمآن الفؤاد فمدّ لي حنانُك كفًّا حرةً وسقاني [16]

فؤاد حزين:

يقول الشاعر في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلًا على الحب) أن الفؤاد والقلب أنواع:

وهذا فؤاد بأحزانه *** ينوء وذلك قلبٌ خلي [17]

ويقول في قصيدة (مشاتل الألحان) أن الفؤاد يبث شجونه للمحبوبة (أمته):

يا من يبث لها الفؤاد شجونه لا تبعدي سفني عن الشطآن [18]

وها هو الفؤاد يسير في طرقات الهم، وفي هذا يقول الشاعر في قصيدة (عندما يرتحل القلب):

ما حيلتي في فؤاد لست أملكه *** كم سار في طرقات الهم وانتقلا [19]

ونشاهد رحى الحزن تُدار في الفؤاد؛ حيث يقول الشاعر في قصيدة (الإبحار):

فعدت ليلي وقام النهار ورحى الحزن في فؤادي تُدار[20]

ويقول في قصيدة (لو أطعنا جراحنا) أنه يكتم الجرح في الفؤاد، فيقول:

أكتم الجرح في الفؤاد وأشدو وأغني والدمع ملء جفوني [21]

ويقول في نفس القصيدة أنه متمسك بحبل يقينه:

كلما أرجفت خطوب زماني *** في فؤادي متمسك بحبل يقينه [22]

يقول الشاعر في قصيدة (حدثيني) أن الآهات تضع بين الأفئدة حجاب:

هذه الآهة في صدرك زادتني عذابَا وضعت بين فؤادينا من البؤس حجابَا أطلقي قلبك من قبضتها كيلا يُصاب[23]

وها هو الشاعر يحمل في الفؤاد همَّا كبيرا فيقول في قصيدة (بعد أن أصبحت دكتورًا):

إيه يا قريتي أتيتُ محبًّا حاملًا في الفؤاد همًّا كبيرَا [24]

كما أن الفؤاد يترجم الحزن زفيرًا، يقول الشاعر في قصيدة (فجر الأدب الأصيل):

عينان شاخصتان في وجه الدجى حُزنٌ يترجمه الفؤاد زفيرَا [25]

ويقول في قصيدة (سلي فؤادي) مبينًا حزن الفؤاد:

سلي فؤادي عن الجرح الذي اشتعلا فأحرق البلبل الصداح والأملا

سلي فؤادي عن الدمع الذي غرقت فيه الجفونُ، فكم أغضيتها خَجلا[26]

ويقول في نفس القصيدة:

لا تسألي عن فؤادي كيف عاش على عزف الحنين ولم يجزعْ وكيف سلا [27]

وفي قصيدة (تمر الحنين) يخاطب ملهمته (أمته) مبينًا لها أنه لا يزال يحمل في قلبه الضحى، وفي فؤاده منجم تبصره مقلة الشهم وعين المبدع، فيقول:

لم أزلْ أحملُ في قلبي الضحى أنا يا ملهمتي لا أدَّعي في فؤادي منجم تبصره مقلةُ الشهم وعين المبدع[28]

ويقول الشاعر في قصيدة (أعيذك بالرحمن)، مبينًا أن الفؤاد قد ارتاع بالبلاء:

بلوتك فارتاع الفؤادُ وإنما *** تبينُ خفايا المرء حين يجربُ [29]

ويبين أنه خبَّأ في الفؤاد لهيب ناره في قصيدة (مراكب ذكرياتي)؛ حيث يقول الشاعر:

هنالك سرتُ في صحراء حزني أخبَّئ ُ في الفؤاد لهيبَ ناري وأكتم ما أعاني عن قريبٍ يعاتبُ أو بعيد لا يداري حزنت فلامني من ليس يدري كأن القلب يحزن باختياري أصبِّر قلبي الشاكي فيأبى موافقتي على معنى اصطباري [30]

المراجع:

عبدالرحمن العشماوي، ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان، 1424هـ