• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

رثاء الشباب في الشعر

رثاء الشباب في الشعر
محمد حمادة إمام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/7/2017 ميلادي - 20/10/1438 هجري

الزيارات: 173405

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رثاء الشباب في الشعر

بكاء الشباب، وتمني عودته، وذكرى التصابي


بكى شعراء الأندلس الشباب، بعد أن حرمهم المشيب من متع الحياة، ومبهاجها، وقطع عنهم لذات الصبا وأطايبه، وحبسهم وحبس عنهم المحبب إليهم، فندبوا حينئذ أيامه الخوالي. وأخذوا في آهاتهم وتأوهاتهم، حتى ثابوا إلى رشدهم، وأيقنوا أن موت الشباب، هو المصير المحتوم للبشر أجمعين.

جاءت صور رثاء الشباب متقاربة في الصور الكلية، متفاوته فيما تحوي من صور جزئية، وأساليب، أو طرائق التعبير عنها، كل حسب ثقافته، ومدى نهله من حسناته وسيئاته.


يقول أبو عمرو بن العلاء: ما بكت العرب شيئًا ما بكت الشباب، وما بلغت ما يستحقه وقال الأصمعي: أحسن أنماط الشعر المراثي، والبكاء على الشباب. وقال عبد الله بن عباس: " الدنيا العافية والشباب الصحة.. "[1]

يرى البشر أن الشباب عنوان الصحة، ودليل الفتوة، والقوة النفسية والعقلية والبدنية. فإذا ما بان - بلا رجعة - كانت صور رثائه تفطر لوعة، وتفيض حسرة وأسى.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط. قال الشاعر: [2] [من الكامل]

شَيْئان لو بَكَتْ الدماءَ عليهما
عَيْنَاكَ حَتّى يُؤْذنَا بذَهابِ
لم يَبْلُغَا المِعْشارَ من حَقَّيْهما
فَقْدُ الشَّبابِ وفُرْقَةُ الأَحْبابِ

 

وهذا ابن عبد ربه - وكان خدن الصبا وإلفه - يبكي شبابا، ودعه وداعا بقيت منه بعض توابعه وآثاره مصورا أيام لهوه وتصابيه، فيقول: [3] [من المنسرح]

كُنْتُ أليفَ الصِّبا فَوَدّعَني
وَدَاعَ مَنْ بَانَ غَيْرَ مُنْصرِفِ
أيّام لَهْوي كظلِّ إِسْحلةٍ
وذا شبابي كرَوْضةٍ أُنُفِ [4]

شبه ابن عبد ربه، أيام لهوه بظل شجر يستاك به، أو يتخذ منه الرحل، في سرعة التبدد والانقشاع، وعدم الدوام، وشبابه بالروضة التي لم ترع، وفي هذا، يكشف عن أنه لم يستمتع بشبابه، كما كان يشتهي، وهو من رائع الخيال.


وها هو - أيضًا - في موطن آخر، يشبه العيش في الشباب بظل الغمام واللهو فيه بطيف المنام، فيقول: [5] [من الكامل]

قالوا شبابك قد مضت أيامه
بالعيش قُلْتُ: وَقَدْ مَضَتْ أيّامي
لله! أيّةُ نِعْمةٍ كَان الصِّبا
لو أَنّها وُصِلَتْ بِطُولِ دَوَامِ
حَسَرَ المَشِيُب قناعه عن رأسه
وصَحَا العَوَاذلُ بَعْدَ طُولِ مَلاَمِ
فكأنّ ذاكَ العيشَ ظِلُّ غَمَامةٍ
وكأنَّ ذَاكَ اللهوَ طَيْفُ مَنَامِ

يوحي هذا التصوير بحبه للشباب، ويوضح تحسره على فراقه، وضيقه بالمشيب، الذي أيقظ العواذل، وفيه - كذلك - بيان بقصر أيام المتعة والسرور متمنيا دوامها، متعجبا من سرعة زوالها.


ومعاني هذه الأبيات، تضاهي معاني بيتين، لأحد الأعراب، يندب فيهما أيام الشباب، متعجبا من قصرها. فيقول: [6] [من الكامل]

لله أيّامُ الشباب وعَصْرُه
لَوْ يُسْتَعارُ جديده فَيُعارُ
ما كانَ أَقْصَرَ لَيْلَهُ ونَهَارَه
وكذاكَ أيّامُ السُّرورِ قِصَارُ

 

وقفه مع ابن عبد ربه في رثاء شبابه:

مما يسترعي الانتباه، استكثار ابن عبد ربه من ندب الشباب، وتمني عودته، ولعل من أهم البواعث له على ذلك: [7]

أولا: ما كان له من لهو أيام شبابه.

ثانيا: امتداد العمر به، وتقدمه في السن.

ثالثا: زهده في خواتيم عمره. وطلبه التنفيس عن نفسه.

إذا دققنا النظر في شعر ابن عبد ربه في الشباب، ليتبين لنا مدى انغماسه في تلبية رغبات النفس، فلم يفطمها عن هواها ومناها، بل ناجاها بتحقيق مشتهاها، واستمر على هذا أمدا، حتى داهمه المشيب بأحداث ونوازل ليس لها طبيب، فكانت الآهات والحسرات والأمنيات، فيقول: [8][ من الكامل]

أَوْحَتْ إِليك جُفُونُها بِوَدَاعِ
خُودٌ بَدَتْ لك مِنْ وَرَاءِ قِناعِ [9]
بَيْضَاءُ ما بِاهى النَّعِيمَ بِصُفْرةٍ
فكأنَّها شَمْسٌ بغير شُعَاعِ
أمُّا الشّبابُ فَوْدِّعَتْ أيّامُه
ووداعُهُنَ مُوّكَّلٌ بِوَداعي
لله أيّامُ الصِّبا لو أنّها
كَرَّتْ عَلَيّ بلذةٍ وسَمَاعِ

تمنى الشاعر عودة أيامه الخوالي، والمن عليه ولو بلذة وسماع فقد تناول الشاعر أهم قضيتين، أرقتاه في مضجعه، كل منهما مرتبطة بالأخرى. قضية وداع الغواني، وقضية وداع الشباب ونزول المشيب.

مصورا خلال عرضهما من ضاهت الشمس في حسنها، وكيف كان جزعه إثر انصرام الشباب، وهذا دليل على انقطاع أمله في البقاء، وهو باب من أبواب تمني عودة هاتيك اللذات والشهوات.


وله في التقاط صورة لعراك الشباب مع الليالي والمشيب، ومآل المرء إليه قوله: [10] [من الوافر]

شَبَابُ المَرْء تُنْفِدُه الليالي
وإنْ كَانَتْ تَصيرُ إِلَى نَفَادِ
فَأَسْودُهُ يَصِيُر إِلى بَيَاضِ
وأبيضُه يَعُودُ إِلَى سَوَادِ

ولعل مراده في البيت الثاني، أن سواد الشعر يتحول على يد المشيب إلى بياض، فيتبدد فرحه وانبساطه، مستبدلا بهما الترح والضيق.

أما عن الباعث الثاني، في كثرة ندب الشباب، وهو امتداد العمر به، فهذا دليل تعرضه لأحداث جسام، على يد المشيب، أو الليالي والأيام، عندئذ " جاء شعره حافلا بالمعاني الإنسانية، تلك المعاني، التي اختار لها أجمل الصور الفنية الحسية. وقد جارى الرجل سابقيه، واختط لنفسه طريقا، يضارعهم فيه، إن لم يكن فاتهم، وهذا مازاد من قوة شاعريته، ونضجه الفني، لذلك تميز شعره بأصالة الموهبة وفطرية الإلهام الفني، الذي كان أضخم دعامة لخلوده." [11]


ويقول - ابن عبد ربه - لائما وعاتبا على من قتله بهجره، بعد أن ولى الشباب، واصفا جماله ودلاله، متلهفا على الشباب، وأيامه العذاب: [12] [من مخلع البسيط]

قَتَلْتَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفَسٍ
فَكَيْفَ تَنْجو من العَذَابِ
خُلقْتَ مِنْ بَهْجَةٍ وطيبِ
إذ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ تُرابِ
وَلَّتْ حُمَيّا الشَّباب عَنّي
فَلَهْفَ نَفْسي عَلَى الشَّبابِ
أَصْبَحْتُ والشَّيْبُ قَدْ عَلاَني
يَدْعُو حثيثًا إِلى الخِضَابِ

الاتهام في القتل، موجه إلى محبوبه، وقتله له صدوده عنه، أو موجه إلى المشيب، لتنفيره الغواني منه.

والبيت الأول، من معنى قوله تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32] [13]

أما عن الباعث الثالث، وهو رغبته في التنفيس عن هموم قلبه وروحه، والتخفيف من حدتها، بتصوير ما أصابه بين أمسه ويومه. ومن الممكن أن يكون تصويره هذا؛ اعترافًا منه بما وقع فيه من تفريط وتقصير، فحاول أن يضمد جراح ضميره، وشرخ الشباب، وشدخ الفؤاد.

ولعل أهم مغزى من هذه الأشعار، هو دعوته إلى الاعتبار، وعدم التمادي فيما وقع فيه من المعاصي، أو الاقتراب منها.


يقول الحميدي: " ولأحمد بن محمد بن عبد ربه أشعار كثيرة جدا، سماها " الممحصات "، وذلك أنه نقض كل قطعة قالها في الصبا والغزل بقطعة في المواعظ والزهد، محصها بها، كالتوبة منها والندم عليها. " [14] فيقول موبخا، ومعنفا طالب المحال، غير مبال بذل السؤال: [15] [من مجزوء البسيط]

يَاَ طَالِبًا فِي الحُبِّ مَاَ لا يُنَال
وسائِلًا لم يَعَفْ ذُلَّ السُّؤالْ
وَلَّتْ ليالي الصِّبا مَحْمُودةً
لو أَنّها رَجَعَتْ تِلْكَ اللّيَالْ
وأَعْقَبَتْهَا التي أوصلتها
بالهَجْرِ لَمّا رّأّتْ شَيْبَ القَذَالْ
لا تَلْتَمِسْ وَصْلةً مِنْ مُخْلِفٍ
ولا تَكُنْ طالبا مَا لا يُنالْ
يا صَاحِ قَدْ أَخْلَفَتْ أسْماءُ ما
كَانَتْ تُمّنِّيك مِنْ حُسْنِ الوصَالْ

يتمنى ابن عبد ربه عودة ليالي الشباب، التي ولت حميدة، وينصح بعدم التماس، أوانتظار وصلة من مخلف - وأكثرهم الغواني -، وعدم طلب المحال بعيد المنال، فما أكثر حاملي شعار خلف الوعد، والغدر بالعهد، وعدم الوفاء.


ونترك الحديث عن ابن عبد ربه - مؤقتا - ذاهبين إلى بني بيئته ولسانه وجلدته من الشعراء، لنقف على جميع تصويرهم،وعذب حديثهم وعلى رأسهم ابن هانئ الأندلسي، الذي يبكي شبابه، مخاطبا محبوبته التي جارت عليه، كالزمان، حيث رمته بسهام عينيها، فأصابته في مقتل، مناشدا إياها أن تخفف من وقع السهام، وأن ترد إليه ما سلبته من ثوب الشباب. فيقول: [16] [من الكامل]

قُلْ للتي أَصْمَتْ فُؤَادي خَفِّضِي
وَقْعَ السِّهام فَقَدْ أُصِيبَ المَقْتَلُ [17]
وذَهَبْتِ عَنِّي بالشَّبيبة فارْدُدِي
ثَوْبي الذي قَدْ كُنْتُ فيه أَرْفُلُ [18]
جَارَتْ كَمَا جَارَ الزَّمَاُن ورَيْبه
وكِلاَهُمْا في صَرْفهِ لا يَعْدِلُ

أبيات يستدر بها الشاعر الشفقة والرحمة، ممن أجهز عليه، وهو غير قادر على الزود عن نفسه، فأسلحتها لا عدل لها. وفيها تحسر على نفسه، التي وهت، وذلَّت على يد أضعف خلق الله أركانا، ومن أجل هذا استمر في تصوير أيام شبيبته التي كثيرا ما عاودته ذكرياتها، حتى سالت دموع عينه، فيقول: [19]

هل آجلٌ مِمّا أُؤمِّلُ عاجل
أَرْجو زمانا والزَمانُ حُلاحِلُ [20]
وأعزُّ مَفْقُودٍ شَبَابٌ عائدٌ
مِنْ بَعْد ما ولّى وإلْفٌ وَاصِلُ
ما أَحْسَن الدنيا بشمل جامعٍ
لَكنّهَا أُمُّ البنين الثَّاكِلُ
جَرَتِ الليَالِي والتَّنَائِي بَيْنَنَا
أمُّ الليالي والتَّنَائي هَابِلُ [21]
فكأنَّمَا يَوْمٌ ليومٍ طاردٌ
وكأنَّمَا دَهْرٌ لِدَهْرٍ آكِلُ
أَعَلَى الشَّبابِ أم الخليط تَلَدُّدي
هذا يُفارِقُني وذاكَ يُزَائِلُ [22]
فِي كُلِّ يَوْمٍ أستزيُد تَجارِبًا
كم عالمٍ بالشيء وَهْوَ يُسِائل
ما العِيسُ ترْحلُ بالقِبَابِ حَميدةً
لَكنّها عَصْرُ الشَّباب الرّاحِلُ

استهل الشاعر قصيدته باستفهام إنكاري، متسائلا عن الآمال العريضة، التي تركزت في خياله، منذ فترة بعيدة راجيا من زمانه، الذي هو سيده، أن يفسح له المجال لتحقيقها، " وفي البيت التالي يفصل ما أجمل: فعودة الشباب أمنية عزيزة على نفس الشاعر، ليتها تعود.. " [23]

ثم أخذ الشاعر في الأبيات الثلاثة التالية، في تصوير تضييع الدنيا لمن اطمأن بها، وركن إليها فهي تسوء ولا تسر، تفجع وتضر، لا تأتي بخير إلا ندورا، تقتل أهلها، وتأكل أولادها.

ثم أخذت الدهشة تستولي عليه من جراء مفارقة الشباب، وتوديع أحبائه له، وارعوائهم من شيبه، وجزع الغواني من كبره وضعفه.

وفي البيت الذي يليه يبين: قلة علم المرء، وضآلة ثقافته وازدياد خبرته مع مرور الأيام.فكثيرا ما يدعي الفهم،وهو العيي قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] [24]


وكما افتتح الشاعر قصيدته باستفهام إنكاري -ختم كثيرا من صوره بنفس الاستفهام، متعجبا من بَيْنِ الشباب، مفصحا عن حبه له، داعيا إلى اغتنام عصره، ورأب الصدع، فقد جار الزمان، ورحل الشباب، وضاق الحال، وماتت الأماني، وتعطلت الآمال.


وهذا " ابن هشام القرطبي " [25]، وقد ولى شبابه، ولم يبق من طيبه شيء إلا الخمر، التي لا يزال مقيما عليها وفاء لها، لا لهوا ولا طربا ولا حمقا - يتحسر على شبابه، ويجزع لفراقه، مُعَرِّضا بغدر الزمان، وتقلب الإخوان قبل قضاء مآربه، ونيل رغائبه،

فيقول: [26] [من الكامل]

وأبي المُدامةُ ما أُرِيدُ بِشُرْبِها
صَلَفَ الرقيع ولا انهماكَ اللاهي [27]
لَمْ يَبْقَ مِنْ عَهْدِ الشَّباب وطِيبهِ
شَيءٌ كَعَهْدي لم يَحُلْ إِلاّ هي
إِنْ كُنْتُ أَشْرَبُها لِغير وَفَائِها
فَتَركْتُها لِلنّاس لا للهِ

 

وهذا " حبيب بن أحمد الأندلسي " [28]، يتحسر على شبابه، وأطايب أيامه اللائي مضين سراعا، ولم يشعر بهن ولم يدر، مبينا مدى ترويع المشيب للشباب، فيقول: [29] [من الطويل]

ثَلاثُونَ مِنْ عُمْرِي مَضَيْنَ فَمَا الذي
أُؤَمِّلُ مِنْ بَعْد الثَّلاثين مِنْ عُمْري؟
أطَايبُ أيَّامي مًضًيْن حَميدةً
سِراعًا، وَلَمْ أَشْعُرْ بهنّ وَلَمْ أَدْرِ
كَأَنّ شَبَابي والمَشِيبُ يَرُوعُه
دُجَى لَيْلةٍ قَدْ رَاعَها وَضَحُ الفَجْرِ

فيصور الشاعر ذعر الشباب بالمشيب، بظلام الليل المروع ببياض الفجر يقول أحد المحللين النفسيين للأدب والأديب: " إن من يتقدم به العمر يكف عن اللعب، ويستغني ظاهرا عن اللذة، التي استمدها من اللعب الطفيلي، لكن ما من شيء أصعب على الإنسان من الاستغناء عن المتعة التي سبق أن خبرها.. " [30]


وبناء عليه، نرى هذا الشاعر، يصور رضاه بقضاء الله -تعالى- وقدره، ووصف وهنه، فهو محسن الظن بربه، مفوض إليه أمره، فيقول من قطعة قالها في كبره: [31] [من السريع]

الحمدُ لله على ما قَضَى
فَكُلّ ما يقضي ففيه الرضا
قد كنت ذا أيدٍ وذا قُوَّةٍ
فاليومَ لا أَسْطِيعُ أَنْ أَنْهَضا
فَوَّضْتُ أَمْرِي لِلّذي لم يُضِعْ
من أَحْسَن الظَّنَّ وَمَنْ فَوَّضَا

أبيات تبين رضاه عن ربه وقناعته، وعظيم ميراثه الديني، وثقافته، وهي من معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-، في جواب جبريل - عليه السلام - عن الإيمان: " وأن تؤمن بالقدر خيره وشره، حلوه ومره. " [32]، أما البيت الأخير فمن معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. " [33] ولما بات هذا شأنهم، تغير كان ﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8] [34].

كأن الشاعر يرسم طريق الصلاح، الذي اندثرت معالمه، لشيب وشباب المسلمين، للفوز بالراحة والنعيم، في الدنيا والآخرة.


لما رأى الشعراء الأندلسيون العجز يلاحق أعضاءهم، أو حواسهم، إثر حلول المشيب واستهلاكه لجلها، وهو في طريقه إليها كلها، أحسوا بعظم مصابهم في فقد شبابهم، فأقاموا على رثائه وندبه، ولكن بلا جدوى، فالمصيبة قائمة، وما عليهم إلا التكيف معها.

سحابة من الكآبة اعترت، واعترضت كثيرا ممن افتقد شبابه، وكأنه فيروس انتشر بينهم، فقضى على باقي شبابهم، وسلبهم كل ما كانوا يتمتعون به في ظلاله.


وهذا ابن حمد يس - مثل الكثير - يجنح إلى الواقع، في إخراج صور رثائه لشبابه، وندبه لأيامه، حيث كانت ذكريات الشباب ماثلة أمام ناظريه، وفؤاده، فلما كان الاغتراب على يد الدهر والمشيب، نزف جرحه، فتملكه الأسى، ووضح ضره، فأصبح حينئذ بحاجة إلى ماء الشباب، ورؤية الخلان والرفاق، ولكنه لم يقف إلا على سراب، فيقول [35] [من الرمل ]:

كَيْفَ لا أَبْكِي بهذا كُلِّه
وأنا الفَاقِدُ رَيْعانَ الشَّبابِ
صَدَّتْ البيضُ عن البيضِ أَمَا
كانَ مَا بَيْن الشبيهين انْجِذَابُ
أفلا أَبْكي شَبابًا فَقْدُه
قَلَبَ الماءَ لظمآنٍ سراب

فمما دعا الشاعر إلى رثاء شبابه، صدود البيض - الحسان -، لرؤية الشعرات البيض - المشيب - فصار كل شيء سرابا، وفي هذا عظيم الدهشة والتعجب، للنفور من الشبيه، والعدل، والإلف.


ويستمر ابن حمد يس في رحلته الطويلة، مع ندب شبابه، والتحسر على لياليه وأيامه - المزدانة بالسرور، وأكؤس الصفا والأماني، فقد كان الزمان منصفا له في الأمال، ولما رحل الشباب، وعانده المشيب كان الحزن والأسف والعويل، فيقول: [36][من الطويل]

صِفَا لي من وِرْد الشبيبةِ ما صَفَا
وجادَ زَمَاني بالأماني فأَنْصَفا
وشَنّف أذني بالهوى حُسْنُ مَنْطقٍ
بنجواه غازلت الغزال المُشَنَّفَا
ليالي كَانَتْ بالسُّرورِ منيرةً
وكانَ قِناعي حَالِكًا لا مُفَوَّفا
أَمَا وشَبَابٍ بالمشيب اعتبرتُه
فَأشَرْقَتْ عيني بالدُّموعِ تَأسُّفا

صفت له حياض شبيبته، وأنصفه الزمان بالأماني، فأنصفه بالثناء وشنف أذنه بالهوى منطق حسن، أسعفه في الغزل، فيمن فاق الغزال حسنا ودلالا، أما بعد شيب القذال، فقد أصبح كل شيء من المحال وكان النحيب، وكان البكاء.

لقد حظي بكاء الشباب بالنصيب الأوفر من شعر الشعراء الأندلسيين في الشباب والذين منهم الأديب، أبو محمد بن مالك القرطبي [37].



[1] انظر العقد الفريد 3 / 46، المستطرف للأبشهي صـ 512، 515، وفيه: وما بكت العرب على شيء ما بكت على الشباب.

[2] انظر المستطرف. صـ 516، ومثله في العقد الفريد حـ 3 / 47، يتيمة الدهر. حـ 2 / 87.

[3] الديوان صـ 221، وفي العقد إلف وهذا يكسر الوزن، انظر العقد الفريد 3/48، يتيمة الدهر حـ2/78، وله بيتان يذكر فيهما قدرته على التحكم في لذات الشباب، والاستكثار من ثمار التصابي، فيقول - انظر الديوان صـ 300 العقد حـ 3 / 47 [ من الطويل ]

وَلَوْ شِئْتُ رَاهَنْتُ الصّبابةَ والهوى
وأجْرَيْت في اللذّاتِ من مائتين
وَأَسْبلت من ثوب الشباب وللصِّبا
عَلَىّ رِدَاءٌ مُعْلَمُ الطرفين

وللغزال أبيات يتحسر فيها على أيام شبابه وتصابيه - في ديوانه تحقيق د / الداية صـ 34.

[4] الإسحلة: شجر يستاك به، وقيل شجر يشبه الأثل ويغلظ حتى تتخذ منه الرحال انظر اللسان " س. ح. ل " " روضة أنف" لم ترع. انظر العقد الفريد حـ 3 / 48.

[5] انظر ديوانه صـ 289 العقد الفريد حـ3 /48، وله أبيات في هذا المعنى - أيضا –أولها:[ من الوافر ] شبابي كَيْفَ صِرْتَ إلى نَفَادِ... وبُدّلْتَ البَيَاضَ من السَّوادِ

وما أبقى الحوادث منك إلا ♦♦♦ كما أبقت من القمر الدآدي

" الدأداي" : ثلاث ليالي من آخر الشهر قبل ليالي المحاق. انظر لسان العرب " د. أ. د. أ. " انظر هذه الأبيان في ديوانه صـ 123 العقد الفريد حـ 3 / 48، 49، يتيمة الدهر حـ 2 / 78، 79.

[6] انظر العقد الفريد حـ 3 /47، ويذكر ابن بشكوال " 494 - 578 هـ ) في الصلة ق1 / 56: 58 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008 م - أن هذين البيتين، كثيرا ما كان ينشدهما - متمثلا - في مجالسه، أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق - بن حرب بن اليسر، من أهل قرطبة، عاش ما بين 372 - 451 هـ ..

[7] انظر في هذه القضية - أيضا - الشباب والشيب د / عبد الرحمن هيبة حـ 2 / 746: 749..

[8] انظر الديوان صـ 211، يتيمة الدهر حـ 2 / 96.

[9] الخود: الفتاة الحسنة الخلق الشابة، ما لم تصر نصفا، وقيل الجارية الناعمة، والجمع خودات وخود - بضم الخاء، انظر اللسان " خ. و. د. ".

[10] انظر الديوان صـ 124، وفيه سواد المرء، وأسوده يعود. يتيمة الدهر حـ 2 / 76..

[11] انظر اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري - بتصرف صـ 147.

[12] انظر الديوان صـ 69 يتيمة الدهر حـ 2 / 85، 86.

[13] سورة المائدة: 32.

[14] جذوة المقتبس صـ 102، 103.

[15] الديوان صـ 249 باختلاف يسير، يتيمة الدهر حـ 2 / 85، وانظر له في مثل هذا المعنى في ديوانه صـ 151، 297 الجذوة صـ 101، 104، والبغية صـ 149: 151.

[16] انظر ديوان ابن هانئ صـ 249، 250.

[17] أصميت الصيد: إذا رميته فقتلته وأنت تراه، وأصمى الرمية: أنفذها. والإصماء: أن تقتل الصيد مكانه. اللسان " ص. م. ا. "، خفضي: هوني الأمر.اللسان"خ.ف.ض. ".

[18] رفل في ثيابه يرفل: إذا أطالها وجرها متبخترا. اللسان " ر. ف. ل ".

[19] ديوان ابن هانئ صـ 256، الصورة الفنية في شعر ابن هانئ صـ 135.

[20] الحُلاحِلُ: السيد في عشيرته الشجاع الركين في مجلسه. اللسان " ح. ل. ل. ".

[21] الهَبِلة: الثَّكِلة.، والهَبَلُ الثُّكْلُ. اللسان " هـ. ب. ل. ".

[22] تلدد: تلفت يمينا وشمالا، وتحير متبلدا. لسان العرب " ل. د. د. " " يزائل "، التزاؤل: الاستحياء. لسان العرب " ز. أ. ل. "

[23] انظر الصورة الفنية في شعر ابن هانئ صـ 274.

[24] سورة الإسراء: 58. ولأبي أيوب البطليوسي، سليمان بن محمد بن بطال، ترجمته في الجذوة برقم 448، البغية برقم 762، النفح حـ 3 / 292، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 159، 160 - أبيات في مثل هذا المعنى، في الجذوة صـ 222، والبغية صـ 297.

[25] لعله " هشام بن محمد الناصري، أمير قرطبة وأخو المرتضي. أخذت له البيعة سنة 420 هـ ، وكان مقيما بحصن البونت خوفا، عند مهلك أخيه المرتضي. فقلد الأمر، وهو في سن الشيخوخة. له شعر. كان حيا سنة 420 هـ = 1029 م، انظر معجم الشعراء الأندلسيين صـ 445.

[26] انظر نفح الطيب حـ 3 / 228، ولابن دراج القسطلي تصوير رائع لمصابه، في فقد شبابه، فيقول متسائلا أبياتا منها - ديوانه صـ 271، 272: [ من المتقارب ].

نجومَ الصِّبا، أين تلك النجوُم ؟ ♦♦♦ نسيمَ الصِّبا، أينِ ذاكَ النسيمُ ؟

وله في مثل هذا المعنى، أبيات تستشعر فيها ثناء على دهره وأهله، وعتابا على الشباب، الذي لو حباه بإياب، لقابله بالترحاب–منها– ديوانه صـ431:[من الخفيف].

قد حباني دهري بإدراكِ دهر ٍ
ما به ناجهٌ ولا مَنْجوهُ
لو حباني بذاك عَصْرُ شبابي
لرآني على العبادِ آتيه

[27] الصَّلَفُ: مجاوزةُ القَدْر في الظرف والبراعة، والادعاء فوق ذلك تكبرا. اللسان "ص. ل. ف. "، " الأرقع والرقيع " اسمان للسماء الدنيا " الرقيع الأحمق، الذي يتمزق عليه عقله. اللسان " ر. ق. ع. ".

[28] هو" حبيب بن أحمد الشطجيري، شاعر من أعيان أهل الأدب مشهور من أهل قرطبة، أدرك أيام الحكم المستنصر. بلغ سنا عالية. توفي قريبا من الثلاثين وأربعمائة وهو الذي جمع ديوان شعر يحيى بن حكم الغزال ورتبه على الحروف." انظر الجذوة سنة 198، 199 برقم 392، البغية صـ 273 برقم 674، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 89.

[29] انظر قضية الزمن في الشعر العربي... د / فاطمة محجوب صـ 49..

[30] انظر التحليل النفسي والأدب. تأليف جان بيلمان نوبل. ترجمة حسن المودن صـ 39. ط المجلس الأعلى للثقافة سنة 1997..

[31] جذوة المقتبس صـ 199، بغية الملتمس صـ 273.

[32] مسلم بشرح النووي برقم 8، جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم لابن رجب الحنبلي ( ت 795 هـ ) صـ 30، 31، تخريج محمد خلف يوسف، دار التوزيع والنشر الإسلامية 1418 هـ = 1998 م.

[33] صحيح مسلم بشرح النووي برقم 2877. ص. ج. برقم 7792.

[34] سورة البينة: 8.

[35] انظر ديوان ابن حمد يس صـ 64، وله في نفس المعنى قوله - ديوانه - صـ 285: [ من البسيط]

سِتُّ وستون عاما كيف تُدْرك بي
من عُمْرها ينتهي منها إلى السدس
للهَ درُّ شباب لَسْتُ ناسِيَهُ
لو أَنَّهُ كان إنسان لقلتُ نسي

وانظر مثل هذه المعاني عند الأعمى التطيلي في ديوانه صـ 111.

[36] ديوان ابن حمد يس صـ 317، 318.

[37] "... كان فردا من أفراد الشعراء والكتاب، وبحرا من بحور المعارف والآداب، شق كمام الكلام عن أفانين النَّوْر والزَّهْر، ورفل من النثر والنظام بين الآصال، والبكر، وكان ممن مدح يوسف بن هود. " انظر الذخيرة ق1 ح 2 / 245، النفح حـ1 - 674، 675، معجم الشعراء الأندلسيين صـ 328، وانظر أبياته في الذخيرة ق1ح2/ 257.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين الشيب والشباب
  • أبيات في مدح الشيب
  • أبيات في المشيب والطاعة
  • الترفع عما يشين النفس في الشيب والشباب
  • من رثاء الأبناء في الشعر العربي
  • أخطاء الشباب: أسبابها وعلاجها
  • اللغة في الشعر
  • كلمات في رثاء فقيه الطائف ومسندها

مختارات من الشبكة

  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرثاء في الشعر العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرثاء في الشعر العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مفهوم الشعر عند قدامة من خلال كتابه نقد الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل كريم الشعر يمنع وصول ماء الوضوء إلى الشعر؟(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • لماذا الشعر النبطي تجاوز الشعر الفصيح؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص النبي المختلف عليها (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • غرض الرثاء في شعرنا العربي القديم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشعر والفلسفة عند النحاة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من فنون الشعر(مقالة - موقع د. محمد الدبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب