• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح

مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح
حمزة شلهاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/4/2016 ميلادي - 24/6/1437 هجري

الزيارات: 310706

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح

 

تتعدَّد أنواعُ التعريف بحسب المسالك النظرية المتبعة في اكتساب صورة المعرف؛ فإذا كان المسلك منطقيًّا يروم الإحاطة الجامعة المانعة في التعريف، سُمِّي التعريف: حَدًّا منطقيًّا، وإذا كان المسلك تداوليًّا يتتبع التغيرات التي يحدثها الاستعمال، سمِّي التعريف: دراسة مصطلحيَّة، وإذا كان المسلك لغويًّا يبحث عن المعنى، سمِّي التعريف: دراسة مفهومية، وتربط هذه الأنواعَ من التعريف علاقةُ عموم وخصوص؛ فكلُّ حدٍّ مصطلح، وكل مصطلح مفهوم، وليس كل مفهوم مصطلحًا، ولا كل مصطلح حدًّا.

 

وما يهمنا من هذه الأنواع هو المفهوم والمصطلح اللذين سنعمل على إيضاح الفرْقِ بينهما في خاتمة هذا العنصر.

 

أولًا: المفهوم في اللغة والاصطلاح:

أ‌- في اللغة:

تتبَّعتُ مادَّة (ف هـ م) في معجم العين[1]، ومعجم مقاييس اللغة[2]، ومعجم لسان العرب[3]، فلم أجدها تتجاوز ثلاثة معانٍ، وهي كلها مجرَّدة، وهذه المعاني الثلاثة هي: المعرفة، والعقل، والعلم، يقال: فهمتُ الشيء، أي: عرَفتُه وعقَلتُه وعلمته.

 

والصيغة التي ورد بها المفهوم: اسم مفعول، ومن المعاني المستفادة من صيغة المفعول: أنَّ المفهوم، هو نتيجة حاصلة؛ أي: ما يصبح به الشيء معروفًا لدي.

 

والمفهوم ليس محصورًا فيما عبر عنه باللفظ؛ فهو أوسع، فيمكن أن يكون لفظًا، أو نصًّا، أو حدثًا، ويمكن أن يكون مصرَّحًا به أو غير مصرَّح به.

 

ب‌- في الاصطلاح:

عرَّفه أبو البقاء الكفوي (تـ 1094هـ) في الكليات بقوله:

"المفهوم: هو الصورة الذهنية، سواء وضع بإزائها الألفاظ أو لا".

 

وجاء في موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم؛ للتهانوي (تـ بعد 1158هـ):

"المفهوم عند المنطقيين: ما حصل في العقل".

وفي المعجم الفلسفي لجميل صليبا (1976م)، تكرار للمعاني نفسها التي ذكرها التهانوي.

 

وعرَّفه وارن Warren بقوله: "عمليَّةٌ ذهنيَّة تشير إلى مجموعة من الموضوعات أو الخِبرات، أو إلى موضوع واحد في علاقته بغيره من الموضوعات، ويعتبر المعنى كليًّا لأنه يمثل أفرادًا مختلفين، وفكرًا مجرَّدًا؛ لأنه يمثِّل الصِّفةَ السائدة في هؤلاء الأفراد"[4].

 

وعرَّفه (إنجليش English) بقوله: "كل موضوع شعوري يتضمَّن معنًى ودلالة، فهو كل شيء يمكن أن يفكِّر فيه الفرد أو يميزه عن غيره من الأشياء الأخرى، وهذا ما نسمِّيه في علم النفس بالتصوُّر، ويلحظ فيه معنًى عام، أو كل ما يمكن أن يستدلَّ به على عدد من الأفراد أو الموضوعات"[5].

 

ويعرف أيضًا بأنه: "تمثيل رمزي يتشكَّل من الخصائص المشتركة بين مجموعة من الأشياء العينية".

 

ومن أشهر التعاريف المتداولة للمفهوم، قولهم: "المفهوم معناه المنطقي هو مجموع الصِّفات والخصائص التي تحدِّد الموضوعات التي ينطبق عليها اللفظ تحديدًا يكفي لتمييزها عن الموضوعات الأخرى؛ فمفهوم الإنسان بالمعنى الأرسطي - مثلًا - هو أنَّه حيوان ناطق، وماصدقاته هم: أحمد ومحمد، وسائر أفراد الناس"[6].

 

ومن هذه التعاريف نستخلص بعض الخصائص التي يمتاز بها المفهوم، وهي كالآتي:

1- التجريد، وهو مستويات:

المستوى الأول: ويمثِّل المفاهيم التي تكون أبعادها المميزة أقربَ ما تكون للتجربة، وتسمى محسوسًا؛ كالكرسي، الطاولة، الحذاء...

 

المستوى الثاني: ويتكوَّن من المفاهيم التي تشير أبعادها لوقائع الخبرة الحسِّية لها مباشرة، وتسمَّى "مجردة"، مثل: الأمانة، العدل، الصِّدق...

 

2- التعميم: وهو عمليَّة جمع خصائص مشتركة بين موضوعات داخل مفهوم واحد، وسحبها على فئات لا متناهية من الموضوعات الممكنة المشابهة لها.

 

3- التعقد: تختلف المفاهيم من حيث تعقدها وفي عدد أبعادها اللازمة لتعريفها، مثال:

مفهوم (الدُّخان) بسيط؛ لأنَّ قوامه ثلاثة مفاهيم وهي: (رماد)، (هش)، (يرتفع في الجو).

 

خلافًا لمفهوم المجتمع مثلًا؛ فهو معقَّد؛ لاحتوائه على أبعاد كثيرة؛ مثل: مدارس، معابد، عادات، قوانين، أسرة...، وكل منها مفهوم مركب[7].

 

4- تمركز الأبعاد: بعض المفاهيم تستمد معناها الأصلي من بُعْدٍ واحد، أو بُعدين مركزيين دقيقين، وبعضها الآخر يقوم على مجموعة كبيرة من الأبعاد كلها ذات أهمية متساوية، مثال ذلك:

مفهوم الطفل:

قوامه: البعد المركزي للسن، أما الأبعاد الأخرى فهي كلها أبعاد ثانوية، مثل: (الحجم، قوامه أو طوله، وزنه، نوع الطعام الذي يتناوله...)، رغم أنها وثيقة الصلة بمفهوم الطفل إلا أنها غير حاسمة.

 

أمَّا مفهوم الحيوان: فهو يرتكز على مجموعة من الأبعاد ذات دلالة متساوية تقريبًا.

قوامه: القدرة على التناسل، تحويل الأكسجين، ذاتية الحركة، تناول الطعام، إخراج الفضلات...[8].

 

5- التمايز: تختلف المفاهيم في عدد المفاهيم المتشابهة التي تمثلها:

فمفهوم المطر مثلًا: تمايزه محدود وقليل؛ لأنَّ ثمَّة كلمات قليلة جدًّا تصف أنواع المطر، وهي: الوابل، الرذاذ، الطَّلُّ.

أما مفهوم البيت، فهو يتمايز كثيرًا حين تختلف أنواع البيوت؛ من كوخ، شقَّة، قصر، خيمة...[9].

 

ثانيًا: أنواع المفاهيم:

• النوع الأول: المفاهيم ذات الأصل الشرعي:

ومن أوضح الأمثلة على ذلك مفهوم (العدل)؛ حيث وردَت كلمة العدل ومرادفاتها (القسط، والميزان)، كما جاءت أضداد الكلمة؛ مثل (الجور والظلم) في القرآن والسنَّة؛ لتؤصِّل مبدأ العدل وتفرع عليه، مما يمكِّن العالم من بناء مفهوم متكامل للعدل.

 

• النوع الثاني: المفاهيم النابعة من ثقافة معادية:

مثل مفهوم (الأصولية)، ومفهوم (المناصفة)...

 

• النوع الثالث: المفاهيم العامَّة:

كالمفاهيم الاجتماعية والسياسية ونحوها؛ من مثل مفهوم الحريَّة، وهذه المفاهيم تختلف باختلاف الأمم والحضارات والثقافات؛ فالرؤية الليبرالية للحرية ليست كالرؤية الشيوعية لها.

 

ثالثًا: قواعد في المفهوم:

• "أنَّه لا يرسم، وإنما يرتسم؛ أي: نمتلك عنه صورة ذهنية".

• "أنه كلَّما اتَّسع المفهوم، ضاق الماصدق".

 

ويقصد بـ "الماصدق": هو ما يصدق عليه التصوُّر، ونضرب مثلًا بالشجرة، فهي تصدق على جميع الأشجار، لكن إذا قلنا: (شجرة استوائية)، فهي لا تصدق على جميع الأشجار؛ وإنما على الاستوائيَّة فقط؛ وبذلك يكون مفهوم الشجرة اتَّسع، لكن ما تصدق عليه ضاق.

 

ومثال آخر: هو مثال الإنسان، فهو يصدق على جميع الأناسي، لكن إذا قلنا: (إفريقي) ضاق الماصدق واتَّسع مفهوم الإنسان، ويمكن أن يضيق الماصدق أكثر إذا قلنا: شمال إفريقي، فهنا أصبح الإنسان يصدق فقط على (إنسان شمال إفريقي)، لكن مفهوم الإنسان اتَّسع.

 

إذًا نخلص إلى أنه كلَّما اتَّسع المفهوم بالصفات، ضاق الماصدق بما اتَّصف به هذا المفهوم من صفات.

 

رابعًا: لماذا دراسة المفهوم؟

• نحن في حاجة إلى دراسة المفاهيم؛ لأنَّنا في حاجة إلى وعيٍ؛ لأنَّ الوعي هو المعرفة الحقيقية المبنيَّة على وقائع ودراسات موضوعيَّة بالواقع الذي نعيشه؛ من حيث إكراهاته، ثمَّ عقد العزم على إحداث التغيير، فالوعي معرفة وممارسة[10].

 

• ونحتاج إلى دراسة المفاهيم؛ لأنَّ بعض المفاهيم التي تنشدها بعض الدول، ينخدع بها الفرد وخصوصًا المسلم، بل إنَّ ما تنشده هذه الدول تمارس نقيضه، كما أنها تعتمِد المنطق التبريري، وهو منطق شيطاني يقوم على تشويه المفاهيم[11].

 

ونحن في حاجة إلى دراسة المفاهيم؛ لأنَّ كثيرًا من المشاكل تنتج عن عدم تحديد المفاهيم.

 

• ونحتاج إلى دراسة المفاهيم؛ لأنَّنا نعيش اليوم عقمًا مفاهيميًّا، فنحن نحتاج إلى معرفة نظرية للمفاهيم، وإلَّا فإننا سنبقى ندرس الخطأ؛ كما هو حاصل اليوم.

 

يقول كانط: "الحدوس بدون مفاهيم عمياء، والمفاهيم بدون حواس جوفاء".

ويقصد بالحدوس: المعرفة الحسية (المادية)، أمَّا المفاهيم فهي المعرفة المجردة (العقلية).

 

ويقصد "بعمياء": أنَّها لا قيمة ولا معنى لها بدون المفاهيم.

ويقصد "بجوفاء": أنَّ المعرفة النظريَّة بدون مسائل ملموسة في الواقع لا تؤثِّر فيه ولا تتفاعل معه.

إذًا فالحواس في الحاجة إلى المفاهيم، والمفاهيم في حاجة إلى الحواس.

 

والوعي بالمفاهيم يعتبر مدخلًا رئيسيًّا لتضييق دائرة الخلاف، أو إزالته؛ حيث تجد كثيرًا من نزاعات الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة، أو معانٍ مشتبهة، حتى إنَّك تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها[12].

 

كان "فولتير" يبدأ المناقشة دائمًا بقوله: "حدِّد ألفاظك"، فالعلم بمعاني الألفاظ علمٌ صحيح لا يستغنى عنه للتفكير الصحيح ولا للحكم الصحيح[13].

 

• ونحتاج إلى دراسة المفاهيم؛ لأنَّ تدمير المفاهيم وتشويهها أو تغييرها يشكِّل خطورة كبرى على العقائد والأفكار لأيِّ أمَّة؛ ولهذا كان الحفاظ على مفاهيم الأمة وبنائها من جهة، ومحاربة المفاهيم المعادية من جهة أخرى - ركنين أصيلين في عملية الصراع[14].

 

فالمفاهيم إذًا هي أسس وعصب الفِكر، وتساعدنا في التأصيل المنهجي للقضايا.

بل إنَّ المفاهيم هي الحياة، لا يمكن أن يقوم فكرٌ بدون مفاهيم.

 

الفرق بين المفهوم والمصطلح:

قبل تحديد الفرق، لا بدَّ من تعريف المصطلح في اللغة والاصطلاح؛ حتى يتسنَّى لنا تحديد الفرق بشكل دقيق.

 

المصطلح في اللغة:

المصطلح في اللغة مشتقٌّ من الفعل (صلح)؛ وهو ضد فسد.

 

وفي الاصطلاح:

• عرَّفه الجرجاني (816) بمجموعة من التعريفات:

"الاصطلاح: عبارةٌ عن اتِّفاق قوم على تسمية الشيء باسمٍ ما ينقل عن موضعه الأول.

الاصطلاح: إخراج اللَّفظ من معنًى لغوي إلى آخر؛ لمناسبة بينهما.

 

وقيل: الاصطلاح اتِّفاق طائفة على وضع اللفظ بإزاء المعنى، وقيل: الاصطلاح إخراج الشيء عن معنًى لغوي إلى معنًى آخر؛ لبيان المراد.

 

وقيل: الاصطلاح: لفظٌ معيَّن بين قوم معينين"[15].

 

• وعرَّفه الكفوي (1094):

الاصطلاح: "هو اتِّفاق القوم على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن المعنى اللغوي إلى معنًى آخر لبيان المراد"[16].

 

• وعرفه التهانوي (1158هـ):

"هو العرف الخاص؛ وهو عِبارة عن اتِّفاق قوم على تسمية شيء باسمٍ بعد نقله عن موضوعه الأول؛ لمناسبة بينهما؛ كالعموم والخصوص، أو لمشاركتهما في أمرٍ، أو مشابهتهما في وصف، أو غيرها"[17].

 

• من هذه التعاريف نخلص إلى أنَّ الاصطلاح يتكوَّن من ثلاثة أركان:

مُصطلِح؛ وهو القائم بعمليَّة الاصطلاح؛ أي: الواضع.

مصطلَح عليه؛ بمعنى المتفَق عليه.

ومصطَلَح؛ بمعنى ما ينتج عن الاصطلاح، أو هو تسمية المتفَق عليه.

 

الفرق بين المفهوم والمصطلح:

ومن خلال ما عرضناه من تعاريف للمصطلح، نخلص إلى أنَّ الفرق بين المفهوم والمصطلح هو كون الأول يركِّز على الصورة الذهنية، أما الثاني فإنَّه يركِّز على الدلالة اللفظية للمفهوم.

 

وممن فصَّل في الفرق بين المفهوم والمصطلح الباحثة "سعاد كوريم" في بحثٍ لها[18]، نلخِّصه في ما يلي:

ما يميز المصطلح عن المفهوم هو أنَّ المصطلح تتوفَّر فيه خصيصتان اثنتان دون المفهوم؛ وهما: حصول الاتفاق، وبلوغ مرحلة النُّضج، والخصيصة الأولى نجدها حاضرة عند من عرَّف المصطلح، لكن ما أضافته "سعاد كوريم" إلى هذه الخصيصة أنه لا يشترط أن يكون المصطلح ناشئًا عن اجتماع طائفة من العلماء واتِّفاقهم على دلالة لفظةٍ على معنًى معيَّن، بل من الراجح أنَّ المصطلح ينشأ على يد عالم من العلماء، ثم يأخذ طريقَه إلى الشيوع؛ فإمَّا أن يستقرَّ ويثبت ويشيع بين العلماء، وإمَّا أن يُترك ويستعاض بغيره عنه.

 

ومن هذا المنطلق تخلص إلى أنَّ المصطلح يقوم على الاتفاق، مباشرًا أو ضمنيًّا أو تاريخيًّا؛ وأنَّ مصدر المصطلح هو الجماعة.

 

فالاتفاق إذًا معيار يُكسِب المصطلح صفته الاصطلاحيَّة، ومن دونه نكون أمامَ مفهوم متنازَع فيه؛ ويعني ذلك أنَّ ما قبل الاتفاق يسمَّى مفهومًا، وما بعده يسمَّى مصطلحًا، وعلى هذا الأساس فقد استعمل لفظ المصطلح للدلالة على ما هو متَّفَق عليه، بينما استعمل لفظ المفهوم للدلالة على ما هو مختلف فيه.

 

أمَّا الخصيصة الثانية (النضج) التي يتميَّز بها المصطلح عن المفهوم، فتعتبرها "كوريم" شرطًا أساسًا في حصول خصيصة الاتفاق، فالمصطلح يكتسب صلاحيته حين يحظى بالاتِّفاق، ويصبح متفقًا عليه حين يبلغ ذروة النُّضج، فبالنضج إذًا يحقِّق المصطلح وجوده، فحين يغيب النضج نكون أمام لفظٍ لغوي مجرَّد عن أي حمولة مفهومية مصطلحية، وعندما يحضر النضج حضورًا غير تام، فإنَّ اللفظ اللغوي يتحوَّل إلى مفهوم، أمَّا إذا كان النضج كامل الحضور، فإنَّ اللفظ أو المفهوم ينتقل إلى رتبة المصطلح.

 

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



[1] "العين"؛ الخليل بن أحمد الفراهيدي (تـ170هـ)، تح: د. مهدي المخزومي، د. إبراهيم السامرائي، بقية حرف الهاء، ج4، ص 61، دار الهلال.

[2] مقاييس اللغة، كتاب الفاء، باب الفاء والهاء وما يثلثهما، ج 4، ص (457)، تح: عبدالسلام محمد هارون، دار الفكر، 1399هـ - 1979م.

[3] لسان العرب، كتاب الميم، فصل الفاء، مادة (ف ه م)، ج 12، ص (459، 460)، دار صادر - بيروت، ط 3: 1414هـ.

[4] بناء المفاهيم (المقاربة المفاهيمية)؛ إعداد الأساتذة: محمد بن يحيى زكريا، وحناش فضيلة، ص (17)، وزارة التربية الوطنية - الجزائر، 2008.

[5] نفسه.

[6] بناء المفاهيم؛ دراسة معرفية ونماذج تطبيقية الجزء الأول: إبراهيم بيومي، أسامة محمد القفاش، السيد عمر...، إشراف علي جمعة محمد، وسيف الدين عبدالفتاح إسماعيل، ص (31)، المعهد العالمي للفكر الإسلامي - القاهرة: 1418هـ - 1998م.

[7] بناء المفاهيم (المقاربة المفاهيمية)، ص 20 (م. س).

[8] نفسه، ص (21).

[9] نفسه، ص (22).

[10] د. أحمد بزوي الضاوي، (جامعة شعيب الدكالي - كلية الآداب والعلوم الإنسانية).

[11] نفسه.

[12] نفسه.

[13] "بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي"؛ د.عبدالرحمن بن معلا اللويحق، بحث مقدم للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، "المفاهيم والتحديات" في الفترة من (22 - 25) جمادى الأولى 1430هـ، ص (4).

[14] نفسه.

[15] التعريفات، ص (28)، باب الألف، تح: جماعة من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1: 1405 هـ - 1975م.

[16] الكليات، ص (129).

[17] موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1، ص (112).

[18] "الدراسة المفهومية: مقاربة تصورية ومنهجية"؛ سعاد كوريم، (ابتداء من الصفحة 40) مجلة إسلامية المعرفة، السنة الخامسة عشرة، العدد 60، ربيع 1431هـ/ 2010م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفهوم التغيير في القرآن الكريم
  • مفهوم اليقين في القرآن الكريم
  • منظمة الأعمال ومفهوم المواطنة
  • مفهوم النقد عند ابن قتيبة
  • مفهوم الملكة النقدية
  • مفهوم الاتساع اللغوي
  • مفهوم الرؤية
  • علم المصطلح وعلم اللغة: أبعاد العلاقة بينهما

مختارات من الشبكة

  • غنى النفس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاختلاف: مفهومه في اللغة والاصطلاح وفي القرآن الكريم، والفرق بينه وبين الخلاف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المفهوم السياسي للأيديولوجيا(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • ما معنى الفكر ؟(مقالة - موقع د. محمد بريش)
  • المفهوم (مفهوم الموافقة والمخالفة في الفقه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الحرية في الإسلام ومفهومها في الفكر الغربي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العالم الإسلامي: مفهوم واحد أم مفاهيم متعددة؟(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • مختصر بحث: بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي "مفهوم الأمن الفكري أنموذجا"(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي (مفهوم الأمن الفكري أنموذجا) (WORD)(كتاب - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • مفاهيم ضائعة (1) مفهوم الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- بخصوص رأي الدكتورة سعاد كوريم
محمد ملال - المغرب 15-06-2021 12:23 PM

الأستاذ الكريم حمزة الشلهاوي، حفظك الله وألهمك الرشد والسداد.
قرأت ما جاء في مقالتك، وقد كنت بارعا في التعامل مع المصطلحين والفرق بينهما. وما أود الإشارة إليه، هو أن الدكتورة سعاد كوريم ـ في ظني ــ لم تتبن شرط عدم الاتفاق، ولكنها أوردت آراء بعض الباحثين في ذلك. وأرجو أن أكون مخطئا.

3- المفاهيم معالم في طريق إصلاح المعارف
يحي الشويب - ليبيا 08-02-2017 03:55 PM

الاستاذ الفاضل - حمزة الشلهاوي
سلام عليكم
بارك الله فيك وجزك الله خير وزادك الله علما وبارك لك فيه

لن أطيل عليك لدي مشكلة عدم فهم ومتى استعملها
في بعض المصطلحات والمفاهيم المتداولة وبرغم من البحث لم أصل لى جابة بسيطة موضحة بالأمثاه...وهي كالتالي
الاستنتاج
مفارقة
مغالطة
الاستدلال
الاستنباط
الاستقراء
السياق
الفرق بين النشأة والتأسيس
الفرق بين الخصائص والمميزات
والفرق بين القيم والمبادئ أو كيف أفرق ما بينهم

والسلام عليكم ورحمة الله

2- شكر للدكتور مخلص الزامل
حمزة شلهاوي - المغرب 09-04-2016 05:03 PM

د. "مخلص الزامل" أشكرك على هذا التحفيز لطالب مبتدأ. لقد بحتث عن أطروحتك في pdf لم أجدها، وأود أن أستفيد منها إذا مكنتني منها جزاك الله خيرا

1- المفاهيم معالم في طريق إصلاح المعارف
مخلص الزامل - العراق 09-04-2016 09:20 AM

الأستاذ الكريم حمزة الشلهاوي دمت مسدداً .. إطلعت على معالم بحثك القيّم وهو ينمُ عن حذاقة في قراءة أفكار المنشئين .. وقد سبق لي أن كتبت في هذا الموضوع أطروحة دكتوراه أجزيت بامتياز من الجامعة المستنصرية في العام الماضي بعنوان: مفاهيم القرآن الكريم ـ دراسةٌ في التأصيل اللغوي وقد تطرقت فيها لأهم الفروق بين المفهوم والمصطلح بناءً على تأسيس السيد عبد الرحمن حللي في مقاربته المنهجية في العدد 35 لسنة 2004 من مجلة إسلامية المعرفة .. وقد بنت عليه السيدة سعاد كوريم بحثها الدراسة المفهومية ..
أملي أن تفيد منها كما أفدت لدعم البحث بمعالم الفرق الجوهري بين هذا وذاك ولك مني فائق المنة والاحترام.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب