• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

التدوير في المنسرح

أ. د. أحمد كشك

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2013 ميلادي - 14/12/1434 هجري

الزيارات: 4416

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التدوير في المنسرح

التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعنى والإيقاع (18)


مع الْتِزام عَروض مُعيَّنة للمُنسرِح باتَ أمْرُها مَوكولاً لنِهاية أصْلِها (مُسْتعلن) غالبًا، ومع سبْق تَفعيلة العَروض بتَفعيلة مَفروقة الوَتِدِ بحرَكة النِّهاية تَرِدُ مُزاحَفةً - غالبًا - على نحو مفعلاتُ - بانَ أنَّ المَذاق النَّثريَّ أضْحى قَرين هذا الوزْن المُسمَّى بالمُنسرِح نسبيًّا، أو بمعنى آخرَ بانَ أنَّ الإِحْساس بالإِيقاع المُكرَّر بعيدٌ عن وادي هذا البحْر، وهذا ما جَعلَ ضوابِطه تَتوهُ مع ناشِئة الشِّعر، فالذي لا يَدري حقَّ المُنسرِح الإِيقاعيَّ يَحسِبُ أنَّ وزْنَ أبياته فيها خَلَل.

 

مِن أجْلِ هذا كانت حِسْبة التَّدْوير في هذا البحْر مُوافِقة لمَذاقِه الإِيقاعيِّ، فالإِفْصاح الدَّائم عن إيقاعٍ للتَّفعيلة أو سكْتَة العَروض ليس مَطلبًا إذًا؛ فمِن خِلال استِخدامٍ للمُنسرِح في الإحصائيَّة وصَل به إلى (3339) بيت جاء التَّدْوير (315) مرَّة؛ أي ما يُوازي 10% تقريبًا مِن استِخدام المُنسرِح، وقد كان العبَّاسيُّون أكثرَ استِخدامًا لإِيقاع هذا البحْر. ورغْمَ نَدرتِه في شِعرنا المُعاصِر إلا أنَّ شاعرًا مُعاصرًا جَعَل البحْر وَكْدَه ومَذاقه فكانَ سَبيلاً لديوان بعُنوان "مِن مَقام المُنسرِح" وكأنَّ صاحِب المُنسرِح وهو الشَّاعِر عبداللطيف عبدالحليم يُجاهِد بإبْداعِه في الإِبقاء على وزْن بَدا مَقطوعَ الأواصِر في خَيال الشُّعراء المُعاصِرين، وكمْ كنتُ أتمنَّى أن يَفطِن المُعاصِرون إلى توظيف إمكانات هذا البحْر في المسْرَح الشِّعريِّ؛ لأنَّ كسْرَ حِدَّة التَّكرار والقُربَ مِن النَّثريَّة يَجعل الإِيقاع صالِحًا للحوار؛ والجدول التالي يُعطي تَصوُّرًا للمُنسرِح مِن خلال إحصائيَّته:

العصْر

عدد الأبيات

التَّدْوير

نوع الفاصل

أل

ص

م

ل

الجاهلي

62

21

19

3

1

 

الأُمويّ

150

13

11

1

1

 

العبَّاسيّ

1877

200

132

44

15

9

الأَندلُسيّ

62

6

4

2

 

 

المصري المملوكي

411

29

24

2

1

 

الحديث

777

46

39

2

5

 

المجموع

3339

315

229

54

23

9

 

نماذج من تَدْوير المُنسرِح قراءة نحويَّة دَلاليّة:

كَثُرَ تَدْوير المُنسرِح - كما رأينا، واتَّجه الفاصِل إلى أداة التَّعريف (أل) غالبًا؛ حيث كانتْ نِسبته بين الفواصل الأخرى حوالَي (72)% تقريبًا. وهذه بعض نماذجَ مِن تَدْوير المُنسرِح:

• من تَدْويرٍ لبِشْرِ بنِ أبي خازِم - الذي انَفرَد هو والأعْشى باستِخدامِ المُنسرِح في العصْر الجاهليِّ - والذي لم يُدوِّر إلا في بحْرَين هُما المُنسرِح والمُتقارِب يَقول في قصيدة تَعدادُها (23) بيتًا دوَّرَ فيها ثَماني مرات هي كل ما جاء مِن تَدْوير لدَيه:

وَالْقَائِدَ الْخَيْلَ فِي الْمَفَازَةِ وَال
جَدْبِ يُسَاقُونَ خِلْفَةً سَرَعا
اللاَّبِسَ الْخَيْلَ فِي العَجَاجَةِ بِالْ
خَيْلِ تَسَاقَى سَمَائَهَا نُقَعا

 

فالظَّرفيَّة التي يَتحدَّد بِها المكان واجِبة الاكْتِمال حتَّى يَظهَر بتَمامِها المُراد، فالقائِد الخَيل تتَّضحُ سِمات خَيله في المَفازَة والجدْبِ، واللابِس الخَيل يَروم خَيله في العَجاجَة.

 

• ومن ذلك قوله:

لِيَبْكِكَ الضَّيْفُ وَالْمَجَالِسُ وَالْ
حَيُّ الْمُخَوَّى وَطَامِعٌ طَمِعَا

 

فشُمول البُكاء علَيه اقْتضَى تَكثير الباكِين عليه؛ ومِن ثَمَّ كانَ التَّتابُع بِذكْرِ الباكين دُون انقِطاعٍ مَطلبًا تَرومُه الدَّلالة لأنَّه مُحقِّق إنشاديًّا لهذه الكَثْرة.

 

• ومِن تَدْويرٍ لعُمَر بنِ أبي رَبيعة الذي انفرد باستخدام المُنسرِح في إحصائيَّة العصْر الأُمويّ ولم يَترُك إلا ثلاثةَ أبيات لجَرير؛ يقول (ص: 86) مُدوِّرًا - وقد بانَ أنَّ تَدْويره مَنوطٌ باستِرسالٍ يَتقصَّى فيه رصْد الصُّورة دُونَ توقُّف:

أَو مَجْلِسَ النِّسْوَةِ الثَّلاَثِ لَدَى الْ
خَيْمَاتِ حَتَّى تَبَلَّجَ السَّحَرُ
غَرَّاءُ فِي غُرَّةِ الشَّبَابِ مِنَ الْ
حُورِ اللَّوَاتِي يَزِينُهَا خَفَرُ
وَقَولَهَا لِلْفَتَاةِ إِذْ أَفِدَ الْ
بَيْنُ أَغَادٍ أَمْ رَائِحٌ عُمَرُ

 

فمَجلِس النِّسوة الثَّلاث في الخَيماتِ وقْتَ السَّحَر تتوسَّطه غرَّاء مِن الحُور يَملِكها الخَجَل، تَسأل مَشوقةً يَدفَعها لَوعةُ الحَنين والحبِّ عن بَقاء عُمَر.

 

دَلالةٌ حَكتْها أبياتٌ ثَلاثة ظَهرَ حِرصُ شاعِرها أن يَجعلَ تواليها مَطلبًا؛ ولعلَّ التَّوالي النُّطقيَّ فيها لمْ يَقفْ حدُّه عندَ ضَياع سكْتَة العَروض، وإنَّما اتَّصل بحدِّ القافية أيضًا؛ لأنَّ المُنشِد الذي يَبغي نُطقَ كلمة "سَحَر" مَثلاً لن يُطلِق لضمَّة الرَّاء طُولَها رغْمَ كَون الإِشْباع مَطلبًا لتَمام الوزْن، فالإِسْراع بنُطقِ الحرَكة الأَخيرة وعدَم تطْويل مَداها يُوحي بالاتِّصال لا بالوقْف على القافِية.

 

• ومِن تَدْوير أبي تمام قوله (ص: 50):

دَعْ عَنْكَ هَذَا إِذَا انْتَقَلَتَ إِلَى الْ
مَدْحِ وَشُبْ سَهْلَهُ بِمُقْتَضَبِه

 

ولو كان المدْح الذي طلَبه الشَّاعِر أن يُطلَق دونَ تَحديد لما كانَ للتَدْوير وقتَها مَقام؛ فالتَّنكير مُحافِظ على سكْتَة العَروض لو قُلنا:

دَعْ عَنْكَ هَذَا إِذَا انْتَقَلَتَ إِلَى
مَدْحِ وَشُبْ سَهْلَهُ بِمُقْتَضَبِه

 

• ولأنَّ الدَّلالَة أصخَتْ حاكِمًا لطُغيان التَّدْوير فقد دوَّر أبو تمام (11) مرَّة في قصيدة مَطلعها:

إِنَّ بُكَاءً فِي الرَّبْعِ مِنْ أَرَبِه
فَشَايِعا مُغْرَمًا عَلَى طَرَبِه

 

والقصيدَة حوتْ تَعدادًا لموصوفاتٍ يَعلو بِها شأنُ الممْدوح أبي الحسن مُحمَّد بنِ عبدالملك الهاشِميِّ، وقد كانَ الاتِّصالُ بينَ مُركَّبات هذه الأوصافِ مُسلِّمًا إلى قَبول التَّدْوير فالمُركَّبات هي: (داني الأكْناف/ ناتي المَدى/ واكِف الوجْد/ مزمجر المنكَبَين حرشته الدبور..).

 

ولعلَّ وَصيَّة أبي تمام لِلبُحتريِّ تُوحي بأنَّ المدْح بحاجَة إلى استِقصاءٍ وتَتابُع واتِّصالِ المَوصوفاتِ؛ فالذي يقول للبُحتريِّ: "وإذا أخذتَ في مدْحِ سيِّد ذي أيادٍ فأشْهِر مَناقِبه، وأظْهِر مَناسِبه، وأَبِنْ مَعالِمه، وشَرِّف مَقاوِمه، وتَقاصَّ المعاني"[1].

 

الذي يَقول هذا أولى الناس بتَطبيقِ التقصِّي في إطار شِعرِه أكثَرَ مِن غَيره.

 

• ومِن تَدْويره (ص: 82):

كَالْخوطِ فِي الْقَدِّ وَالْغَزالَةِ في الْبَه
جَةِ وَابْنِ الْغَزَالِ فِي غَيَدِه

 

وقد بانَ أنَّ دَلالةَ التَّشبيه لا يُمكِن فيها فصْمُ المُشبَّه عن المُشبَّه به، فلا تُجزئ لعَلاقات الصُّورة على مُستوى الإِنشاد؛ فالتَّوالي في الصُّورة أمرٌ لازِم (كَالْخوطِ فِي الْقَدِّ / وَالْغَزالَةِ في الْبَهجَةِ / وَابْنِ الْغَزَالِ فِي غَيَدِه) فوجْهُ الشَّبَه المُكمِّل لصُورة التَّشبيهِ يَفرِض الاتِّصال لا الانقِطاع.

 

فالتَّدْوير قائم تَطلُبه الدَّلالة، وتَحكُمه الصُّورة، ويُبرِّره النحْوُ لَدى أبي تمام[2].

 

• ومِن تَدْوير البُحتُريِّ قوله (1/ 188):

مَنْ يَتَجَاوَزْ عَلَى مُطَاوَلَةِ الْ
عَيشِ تَقَعْ مِنْ مَلَّةٍ عُمُدُه

 

وقدْ كان بالإِمكان تَنكير "مُطاوَلة" وإطْلاق "العَيش" فيُقال توضيحًا لحقِّ الشَّطر:

مَنْ يَتَجَاوَزْ عَلَى مُطَاوَلَةٍ
عَيشًا تَقَعْ مِنْ مَلَّةٍ عُمُدُه

 

لكن "أل" تُحقِّق مَطلبًا دَلاليًّا لا يُمكِن الاستِغناء عنه؛ إذ المُطاوَلة أصبحتْ تُمثِّل مِلكيَّةً للعَيش فهي ليستْ بمُنفَصلِةٍ عنها.

 

• ومِن نماذج تَدْوير المتنبِّي قوله (ص: 5):

مُرْتَمِيَاتٌ بِنَا إِلَى اِبنِ عُبَيْ
دِ اللَّهِ غِيطَانُهَا وَفَدْفَدُهَا

 

وما كانَ للشَّاعر أن يَقطَع صِيغة "عُبَيْد" عن مُكوِّنها اللازِم لها المُحلَّى "بأل" فالعَلَم "عُبيداللَّهِ" مُركَّب لا اجتِزاء له، ولعلَّ الصِّلة الإنشاديَّة جاءتْ قَرينَ البيتِ كلِّه وصْلاً؛ لأنَّ المُتعلِّق بالحدَث هو مَطلبُ الاهْتمام؛ دليل ذلك تَقدُّمه على فاعل الارْتماء، فارتِكاز البيت "ابن عبيدالله" وما قَبله وما بعده موصولٌ به.

 

• ومِن تَدْوير ابن المعتز قوله (ص: 321):

صَفَّقَ إِمَّا ارْتِيَاحَةً لِسَنَى الْ
فَجْرِ وَإِمَّا عَلَى الدُّجَى أَسَفا

 

والتَّقسيم بإمَّا يُوضِّح مكان السَّكْتَة الداخليَّة وهي بعيدة عن مِساحة العَروض؛ هذا بالإِضافة إلى أنَّ الفَصْم المُوضِّح للعَروض قاطِع لحدِّ التلازُم بين المُضاف والمُضاف إليه "سَنَى الفَجرِ".

 

• ومِن تَدْوير المُنسرِح لَدى ابن زَيدون قوله: (ص: 91):

مِنْها اِتِّقَاءٌ لِأَنْ أَكُونَ أَنَا الْ
جَالِبَ مَا قُلْتُهُ إِلَى هَجَرِ

 

وقد كانَ بالإِمْكان إيجادُ حقِّ الشَّطرين بتَنكير كَلمة "جَالِب" العامِلة في اسم المَوصول "ما"، وجعْلِ تَحديدها مُرتبِطًا بمَعمولها اسْم المَوصول فيُقال:

مِنْها اِتِّقَاءٌ لِأَنْ أَكُونَ أَنَا
جَالِبَ مَا قُلْتُهُ إِلَى هَجَرِ

 

لكنْ يَبدو أنَّ دَلالَة "أل" مثَّلت مَقصدًا في إبداع الشَّاعِر، ففي وُجودِها توكيدٌ وإصْرار على الجلْبِ مِن جانبِ الشَّاعِر؛ أي: أنا الجالِب لا غَيري.

 

• ومِن تَدْوير البوصيريِّ قوله (ص: 102):

فأَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ تُطِيعُهُمُ الْ
أَيَّامُ عَنْ رَغْبَةٍ وَلاَ رَهْبَهْ
وَالْهَازِمُ الْجَيْشَ وَالْكَتَائِبَ بالطْ
طَعْنَةِ يَوْمَ الْوَغَى وَبِالضَّرْبَهْ

 

وحقُّ الصِّفة في البيتِ الأوَّل أن تَكتمِل نُطقيًّا حتَّى يَتَّضح بها المَوصوف؛ فالمَعشَر مَعشرٌ أطاعتْهُم الأيَّام، وحقُّ الخبر في البيتِ الثَّاني أن يَكتمِل بمُكمِّله الذي تَعلَّق به.

 

• وحين يَصل بِنا الأمْرُ إلى البَحثِ عن المُنسرِح في إحصائيَّة العصْر الحديث نَجدُ إباءً حول استِخدام هذا الوزن؛ فشَوقي أمير الشُّعراء لم يَنسِجْ عليه، واستَخدمه ناجي على استحْياءٍ (20) مرَّة، وكذلك عزيز أباظة، ولم يأخُذْ حظَّه إلا عند شاعر قَصدَ إليه قصْدًا هو الشَّاعِر عبداللطيف الذي استَخدمه (659) مرَّة مِن جُملة (2288) بيت؛ أي: إنَّ نِسبة استِخدامه قَرُبتْ مِن (25%)، وهي نِسبة أَحسِب أنَّها لمْ تُوجَدْ لشَاعِر غيره، ودافِعُ الكَثْرة إصْرارٌ مِن شاعِر مُعاصِر يُكابِد تيَّاراتِ التَّجديد الإيقاعيَّة ويُخالِفها لاجئًا إلى التأكيد على ما نَفرَتْ مِنه وهَربتْ، مُؤكِّدًا أنَّ الإِبداع الفنِّي بإمْكانه أن يَتحرَّك داخل إيقاعِ المُنسرِح دون غُربَة؛ ولعلَّ هذا الإِصرارَ على إِبراز دَور البحْر الإِيقاعيِّ كان على حِساب إِبداع الشَّاعِر أحْيانًا؛ فالتيقُّظُ لاستِخدام الإِيقاع باتَ أقْوى مِن تِلقائيَّته في قَصائد الشَّاعِر، وبِخاصَّة ما جاء في ديوانه "مِن مَقام المُنسرِح".

 

يَقول عبداللطيف عبدالحليم مِن قَصيدة له بعُنوان "مَقعَد حَزين" مُوجِّهًا كَلامَه للمَقْعد:

رَأَيْتُ فِيكَ الْأَغْصَانَ مَائِسَةً
وَشَادِيًا فِي هَوَاكَ مَا بَرِحا

 

ويعدّد فيها المرئي مدورًا:

وَرِحْلَةٍ لِلْعَصِيْرِ يَسْتَبِقُ الْ
جِذْعُ إِلَيْهَا الْحَيَاةَ وَالْفَرَحا
تَقُولُ لِلْقَلْبِ ذَاكَ مُنْسَرِحُ الْ
حُبِّ فَلَبُّوا النِّدَاءَ مُنْسَرِحا
وَانْتَبِهُوا نَهْبَةَ الْحَيَاةَ فَالْ
عَيْشُ خِدَاعٌ تَدُورُ فِيهِ رَحى

 

والتَّتابُع النُّطقيِّ هُنا وارِد، لأنَّ الشَّاعِر الْتمسَ مِن مَقعدِه رؤيةً ورِحلةً وقَولاً، ومَقول القَول يؤكِّد التَّتابُع والاتِّصال؛ فالحديث مُستمِرٌّ والعَجبُ برِحلَة طَويلِة تَختلِس لَذاذاتِ الحياة دُون انقِطاع أكَّدت الاسترْسال، ولَفظةُ المُنسرِح التي أضْحتْ عُنوانًا للدِّيوان فيها إحْساس بعِشق الاستِرسال في دَلالاتِ الكَلماتِ والإِيقاع.



[1] نقلاً عن حازم (ص: 203)، مِن كتابه "منهاج البُلَغاء".

[2] في استِخدام أبي تَمَّامٍ للمُنسرِح بانتْ عدَّةُ أمور:

" أ " كثرة التَّدْوير لدَيه في المُنسرِح.

"ب" اتِّصال مُعظَم قَصائد المَدح لدَيه بالمُنسرِح ممَّا يُبرِّر وجودَ الظاهِرة دَلاليًّا؛ ليسَ في المُنسرِح فحسْب بلْ في كلِّ قَصائده؛ لأنَّ كمَّ المدْح عندَ أبي تمام كبيرٌ جدًّا، وليسَ هذا بعَيب إذا ما عَلمنا رُفقةَ الشَّاعِر بأمير أو مَلِك.

"جـ" قطْعَه قَصيد المُنسرِح بتَصريع يَغلِب علَيه الوصْلُ بالهاء مِن ذلك:

أَقْلَقَ جَفْنَ العَينَيْنِ عَنْ غُمُضِه
وَشَدَّ هَذَا الحَشَا عَلَى مَضَضِه
أَبُو عَلِيٍّ وَسَمِيُّ مُنتَجِعِه
فَاِحْلِلْ بِأَعْلَى وَادِيهِ أَوْ جَرَعِه




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التدوير في البسيط
  • التدوير في بحر الكامل
  • التدوير في السريع
  • التدوير في الرمل
  • التدوير في المديد
  • التدوير في المتدارك
  • التدوير في الرجز
  • التدوير في المتقارب
  • التدوير في الخفيف
  • التدوير في المجزوءات وقصار الأوزان

مختارات من الشبكة

  • التدوير الوظيفي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التدوير في الوافر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التدوير: استقراء ووصف وتحليل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التدوير في الشعر دارسة في النحو والمعنى والإيقاع (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • تدوير الحقائق والهندسة الاجتماعية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • يا ملتقى التنوير والتدوير (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وصف النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • حجاجية الأسلوب في رسالة التربيع والتدوير للجاحظ(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الطويل والتدوير(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التدوير في الشعر .. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (7)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب