• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

مسيخ البَخور (قصة)

أ. محمود توفيق حسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2009 ميلادي - 8/4/1430 هجري

الزيارات: 7117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آهٍ.. آهٍ.. جسدي مُضَعْضَعٌ كأنِّي رقدتُّ على الأرضِ بعد معركةٍ عنيفةٍ انهدَّتْ فيها قُواي، مُنبطِحٌ، لا أفكِّرُ في التقلُّبِ الآن، أيّ تقلُّب؟! أشعُرُ بأنِّي أستعذِبُ انبطاحي وأستريحُ فيه، ولن تستيقظ آلامي إلاَّ إذا ما حاولتُ أن أعتدِلَ، فلا اعتدلتُ.

والماضي ضبابٌ سرمديٌّ طويلٌّ، ولا أعرِف أوَّله ولا متى وَلَجتُ فيه؛ ولا آخر له، يتمدَّدُ، هو غَيْبٌ وأنا غَيْبوبةٌ. وذاكرتي معطَّلةٌ، لم يبقَ بها شيء يسبق هذا الانبطاحَ هنا في هذا الضِّيقِ العجيبِ الذي اعتدتُّهُ، حفرةٌ، أنا وهي لا يعرِفُ أيّ مِنَّا إلاَّ الآخر، ولا يعرِف فِكاكاً منه. تورَّطنا سويًا، غير أنِّي وحدي أدرك الورطة، ولديَّ فضولٌ لأعرِفَ كيف جِئتُ إلى هنا، (هنا) الغَيابة البعيدة، فضولٌ أغالبُه وأتغابَى عنه؛ لأنِّي لا أعرِف كيف أعرِف سرَّ انغراسي هنا.
هنا مثوايَ العجيبُ الذي يضمُّني، المظلمُ الرَّطْبُ، الذي اعتدتُّ رِيحَهُ وهواءه، واعتدتُّ هَدْأته، أقضي وقتًا في تلمُّسِ جُدُرِه في نشاطي ووَهْني، و يَقَظتي ونَوْمي، وفي الرِّضا والسَّخَط.

أُوشوِشُ الذَّاكرةَ، أهُزُّ عُودَها، ولا فائدة، أُعاودُ الكَرَّةَ، فأذَّكَّرُ بصُعوبةٍ، أنِّي كنتُ رافضًا وحَرُونًا يستوخِمُ المثوى، أُحاوِلُ أن أتمرَّدَ على هذا الضِّيقِ وأنتهكَه، أنقِّبَ فيه، أنهشَهُ، ألتهمَهُ. أمَّا هو، فكان مكينًا، هادئًا، مُسَيطراً، فلم ألمِسْ فيهِ ضَعفًا فيتزعزَع، ولا نَزَقًا فيطردني، قَدَرَ عليَّ واحتواني تمامًا!

بعدها، وشيئًا فشيئًا، أنَفَةٌ تليها أُلْفةٌ، اعتدتُّ الحفرةَ، والظُّلْمةَ، والانطراحَ فيها للأبد. وتحوَّلتُ من بعد ضَجري إلى راضٍ بالبقاءِ، مُتلذِّذًا بالدَّعَةِ والكسلِ وقِلَّةِ الحركةِ، فلا أنا أطلبُ شيئًا، ولا أنا أتحاشَى شيئًا. والوقتُ لا يعنيني، وماذا أعمَلُ بهِ! وزاهدٌ في الخروجِ، بل وخائفٌ منه؛ فمن يضمَنُ لي ألاَّ يقتلَني مَن سيحاوِل أن ينتشِلَني منها دونما قَصْدٍ، أو يخلَعَ ذراعيَ في يدِه الممتدَّةِ إليَّ في الظَّلامِ العتيقِ؟ حتى أنَّني كثيرًا ما تخيَّلتُ تلك اللَّحظةَ المرهبةَ: دبيبُ يدٍ صلبةٍ تحفرُ بهدوءٍ وعنايةٍٍ، تتوغَّلُ.. تتوغَّلُ.. تتوغَّلُ، حتى وصَلَتْ، وقليلٌ من الضَّوْء يتسلَّلُ إليَّ في وَكْري، فالتصقتُ بالجدرانِ كاتمًا أنفاسيَ أشفُطُ بطني، كأنَّه تمرُّ من أمامي يدُ وحْشٍ تعبثُ وتفتِّشُ في جَوْفِ الوَكْرِ الذي أختبئُ فيه، أراها و لا تراني.

هذا الخوفُ، الذي يجعلُني متشبِّثًا بالثَّباتِ والبقاءِ، أمَّا الأمنياتُ، التي تلعبُ بي في بعضِ الأوقاتِ، وتسحبُني بعيدًا،كقَصبةٍ تجري مع التَّيارِ، فلها نصيبُها أيضًا؛ فلستُ دائمًا جَفِلاً من خروجٍ؛ أهدأُ، أتكوَّرُ، أسترِقُ السَّمعَ في غِبطة؛ يسيلُ لعابي في الظُّلْمةِ وأنا أتسمَّعُ للأصواتِ المُبهِجةِ، أصواتِ أهلِ الحراكِ الذين ينتشرونَ بالخارجِ، ولا يعرفونَ الانبطاحَ الذي أنا فيه ولا الصَّمتَ الطَّويلَ: ترحيبٌ، سلاماتٌ، أبواقُ سيَّاراتٍ، وباعةٌ جائلونَ، وزخَّاتُ مطرٍ، وساعي بريدٍ، وشِجارٌ وزقزقةُ عصافير. كلُّ هذا ليس بعيدًا، إنَّما قريبٌ حَوْلي. وأنا - يا هؤلاء - حيٌّ يشعُرُ بالغَيرةِ، ويتحسَّرُ على حالِهِ إذا ما تحرَّقَ للنَّعيم الذي حُرِم منه و يرفُلُ فيهِ الآخرون؛ فارحموني، واخفضوا أصواتكم النَّشوَى، وابتعدوا قليلاً بالثَّرثرةِ العذبةِ. أنا من لحمٍ و دمٍ، أوَدُّ أن أناديَ وأملأَ الدُّنيا ضجيجًا مثلكم أيُّها الأحرار. ها هي الأمنيَّاتُ تنتشلُني وتنبُذني في الخلاءِ أخيرًا سعيدًا واهنًا، فأقومُ وأقعُ، وأقومُ وأقعُ، حتى أثبُتَ في الثَّالثةِ. و أمُرُّ على جسرٍ خشبيٍّ فوقَ جدولِ ماءٍ، جسرٍ معلَّقٍ بالحبالِ، وأنا أُؤنس نفسي بصوتٍ أليفٍ كنَوْحِ الحمامِ، والجسرُ يتأرجحُ تحتي؛ أمُرُّ بخطوةٍ حذرةٍ بريئةٍ، كخَطْو الحمامِ، فلمَّا جاوزْتُ، رميْتُ كلَّ الخوفِ عن ظهري، لمَّا صارَ جسرُ الخوفِ في ظهري؛ فأجري، ثمَّ أجري، ثمَّ أجري، حتى غابةٍ، وهناك، أتسلَّقُ بلُّوطةً عجوزًا، وأنزِلُ، وأقطِفُ الزَّنابقَ الرَّقيقةَ، وأنثرها، وأجري مطاردًا فراشةً مرحةً، ثم أستلقي ناشرًا أطرافي على العُشْبِ النَّديِّ وقَدِ امتلأتْ عينايَ من سَعَةِ الوجودِ والدَّهشةِ وبهجةِ الألوان، أملكُ كلَّ شيءٍ، ولا أملكُ أيَّ شيءٍ، تلكَ حياةٌ طيِّبةٌ!.. وبيني وبين كلِّ هذا أن أخرجَ من هنا، تعالي، أيتها اليدُ التي انتظرها احمليني من هنا، تعالي، تعالي.. تعالي... تعالي (أخذ يردِّدها حتى نام.. نام كثيرًا.. وبعد مدَّةٍ، أخذ يتقلَّبُ، ويَزْفِرُ، ثمَّ استيقظَ عبوسًا نَكِدَ المزاجِ).

لستُ دائمًا جَفِلاً من خروجٍ، ولستُ دائمًا أغارُ من المنطلقينَ بالخارجِ، الأمرُ أحيانًا فوق الخوفِ من الخروجِ، وأهمُّ من أمنياتي، فللسَّخَطِ نصيبُهُ أيضًا، نعم، السَّخَطُ العظيمُ! الحفرةُ التي مثلَ كهفٍ رطبٍ، تتسرَّبُ إليه مياهِ الأرضِ والسُّيولِ، وأتلبَّطُ في وحلِها، إذا بها فجأةً تجِفُّ في ثوانٍ معدودةٍ في مشهدٍ رهيبٍ، تتشرَّبُ الحرارةُ رطوبتَها، حتى تتفخَّرَ، وتتشقَّقَ أرضها وجدرانها؛ هنا حيث يمكنني دائمًا أن أسمَعَ شيئًا مثل وشيشِ البحرِ كالذي تسمعُهُ من قوقعةٍ خرجتْ لِتوِّها من ماءِ البحرِ، هنا يمضُغني الجفافُ، فأشعرُ لأديمِها وجدرانها المتقشِّفةِ خشونةً في لحمي العاري، ويمرُّ الخَبَثُ من كلِّ شُقوقِها، أدخنةٌ بغيضةٌ، مَوْجاتٌ، بل غاراتٌ. مَن يشعلُ النَّارَ قريبًا من هنا؟
هذا بَخورُ الشَّياطينِ بين يَديها والمجمَرةُ، هي السَّيدةُ ولا غير.
ها هي الأدخنةُ قدْ جاءتْ من الدُّنيا الواسعةِ تقتحِمُ عليَّ.. (يسعلُ بشدَّةٍ).

آهٍ.. آهٍ.. آهٍ.
جاءتْ على الذِّكْرِ!

تسلَّلتْ إليَّ مرَّةً أخرى، ولكن كأنَّها المرَّةُ الأولى، ما اعتدتُّ عليها حتى الآن، في كلِّ مرَّةٍ كأنَّها مفاجِئَةٌ صاعقةٌ لم أحسبْ حسابها، كأنِّي أُغزَى من جارٍ، كأني أُطعنُ من رفيقٍ.

آهٍ.. آهٍ.
أتعذَّبُ، أتعذَّبُ، أتعذَّبُ.

وأعْجَبُ من غبائي؛ فأنا الذي أخلَدَ إلى الحفرةِ ورضيَ بها، وأنا الذي أخدعُ نفسي عندما أتخيَّلُ أنَّ هذه الغاراتِ لن تتجدَّدَ بعد كلِّ مرَّةٍ تنتهي فيها. وأجدني مضعضعاً منبطحاً معتاداً على المكوث هنا. يقول عن كل مرَّة: لعلها المرَّةُ الأخيرةُ... ويبدو أنَّه لا آخر لها أبدًا.

آهٍ.. آهٍ.. عذابٌ ما بعده عذابٌ.
أُشْوَى على نارٍ هادئةٍ، ها هي الأحداثُ المخيفةُ بدأتْ. يا وَيلي!.

( يجفُّ البلَلُ حوله، تتبقَّى الرُّطوبةُ، ثم سرعان ما تتبخَّرُ، يتقشَّفُ الأديمُ، يتشقَّقُ، يغبرُّ، يتصحَّرُ، يسخنُ. تهبُّ ريحٌ سَمومٌ، لها عزيفٌ مخيفٌ. تنبعِثُ الأدخنةُ، كريهةً، مقبضةً، خانقةً، شرِّيرةً؛ تتَّخذُ شكلَ أغلالٍ وتطوِّقُ عنقَهُ ورُسْغَيهِ وكاحِلَيهِ، و هيئةَ وزغٍ، وهوامٍّ، وعناكبَ تزحفُ من السرَّةِ إلى حلْقِه.

يفزعُ، تخرُجُ أنفاسُهُ متسارعةً متقطِّعةً، يرتكنُ إلى الجدرانِ، هاربًا من الكائناتِ الخرافيَّةِ والأغلالِ، تشهقُ الجدرانُ المتشقِّقةُ، وتتمدَّدُ فيها شُقوقٌ وأشياءُ كالشُّعَيراتِ وكأنَّ فيها حياةً؛ إنَّها تنبضُ! كأنَّها أنفُ وَحْشٍ عملاقٍ قد انكفأ عليه يتشمَّمُ فيه؛ تشفطُه إليها، يصرخُ، يحاولُ أن ينفكَّ عنها ولا يقدِر، يبكي مرعوبًا، ولعابه يسيلُ من فيهِ، يزرقُّ وجهُهُ، يشعرُ بسخونةٍ في ساقيه وظهره كأنَّه على رمالٍ ساخنةٍ، يسعلُ، تهتزُّ رأسه يمنةً ويسرةً كفاقدِ الوعيِ، وصدرُه مِثلُ طبلةٍ من نَقرةِ السُّعالِ الرَّهيبِ.

بعد دقائق طالت كأنَّها شهورٌ، تهربُ فلولُ الأدخنةِ، كجنِّيٍّ ينصرِفُ، يسكنُ رأسُه المهتزُّ، ينخفِض صوتُ سُعاله شيئًا فشيئًا، يبرُدُ جسمُه دقيقةً وراء أخرى، يستعيدُ لونَهُ الطَّبيعيَّ درجةً بعد درجةٍ، يمسحُ زَبَدًا عن فمه في إعياءٍ بالغٍ، و يمسحُ دمْعهُ في مسكنةٍ. كانَ أنفُ الوَحْشِ الحسَّاسُ المضطربُ قد سكنَ، سكنَتِ الجدرانُ القلِقةُ؛ والكائناتُ الخرافيَّةُ لملمتْ بعضها بعضًا وانصرفتْ في هدوءٍ، كما تنسحبُ كائناتُ الأحلامِ مع تباشيرِ اليقظةِ. ثم ظهرتْ فقاقيعُ رحيمةٌ في كلِّ جانبٍ، وبدأتِ الأرضُ والجدرانُ تَرْشَحُ ماءً فاترًا، في قَطراتٍ كالدَّمعِ، ويَسمعُ للقَطراتِ المُنْسَالَةِ هَسهَسةً وهي تُطفِئ جَنباتِ الحفرةِ الرَّمضاء، حتى ذهبَ رِيح فرنِ الفخَّارِ عن الحافرةِ، وتلطَّفَ المناخُ تارةً أخرى. انتهتِ الغارةُ الغادرةُ، أخيرًا، غير أنَّه لم يشعرْ بالسَّعادةِ التي يشعرُ بها النَّاجُونَ).


لأني لم أنجُ.

أهذا الذي كنتُ أسمعهُ صوتُ صدري؟!
يا لبؤسي وهواني!

هذا الذي مررتُ به اليومَ لا يحُتمَلُ، الغارةُ ليست شيئًا يمرُّ من هنا و يرسِلُ الدُّخَانَ بالصُّدفةِ، عليَّ ألاَّ أخدعَ نفسي، هي تتعمَّدُ قتلي. واليوم قد فاضَ الكَيْلُ، وعليَّ أن أفرَّ من هنا حتى للموتِ نفسه، عليَّ أن أشقَّ طريقًا في التُّربةِ مثلما تفعلُ دودةٌ، حتى أخرجَ للصُّبحِ والهواءِ والأمنِ، للزَيْتونِ في فمِ الحمامةِ، عَلاَمَ أركنُ بين يدَيْ جلاَّدي منتظرًا أن يحنوَ عليَّ، علامَ؟!

تعالي انظري إليَّ.. أنا على وشكِ الموتِ هنا، أشعرُ أنِّي قريبًا سأضعُ خدِّي على الأرضِ شاهقًا شهقتي الأخيرةَ، ليكون هذا الجُحْرُ قبري لترتاحي.

ما لي بها؟!.. إنَّها لا تسمعني.. بدلاً من أن أفكِّرَ في مواجهتها عليَّ أن أواجهَ نفسي (يبكي مجدَّدًا مشفِقًا على حاله).. أنا الآن أهربُ من وجهِ الحقيقةِ التي أشعرُها، ولا أريدُ أن أراها. سأنطقُها.. سأكُفُّ عن الهروبِ.. كُفَّ عنِ الهروبِ.

قلْها.. قلِ الحقيقةَ.. أنت تعرفُ ماذا فعلتْ بك تلك الغارةُ الأخيرةُ، القشَّةُ التي قصمتِ الظَّهرَ، كان جلدُك - يا مسكين - يُدبغُ على مهلٍ، ولحمُكَ ينضجُ، حتى أتمَّتْ كلَّ شيءٍ منذ قليلٍ.

(يتردَّدُ. ينطقُ بخوفٍ وتلعثمٍ، وكأنَّ الكلماتِ وحدها هي التي ستحوِّلُ هواجسَه إلى حقيقةٍ).

بَخُورُ الشياطينِ.. بَخورُ الشياطينِ.. شَ. شَوْ.. شَوْ.. شوَّهني.. وشقَّ مني الشَّفةَ (يبكي ويصرخُ).
لا.. لا.. لا. 

في هذه العتمةِ، حيث لا نور هنا ولا مرآة، و يدايَ مرهقتان لا أملكُ جهدًا لأرفعَهما لوجهي، لا أرى الحقيقةَ ولا أتحسَّسها. وأنا لا أريدُ أن أعرفَ؛ قلبي لن يتحمَّلَ تلك الصَّدمةَ : مسيخٌ مخيفٌ، بشفةٍ مشقوقةٍ، وغُدَّةٍ على الرَّقبةِ، يهربُ منه الأحرارُ الوِسَامُ المبتهجونَ لو رَأَوهُ، ولا ذنب له إن يَدْرُوا، لا ذنب له.

ها هي، صوتها يصلني، أسمعُها الآن، هي ومن معها، يضحكْنَ بالخارجِ، بعد أن أدَّينَ طقسَهنَّ المشؤومَ، وأشعلنَ البَخورَ، وأخذْنَ ينفثنَ فيه، تلك الجماعةُ السريَّةُ وقدَّاسها المجنونُ. تضحَكُ، ولا على بالها شيء، وأنا هنا في حزني فمن يبالي بي؟!

وأنا هنا والأصواتُ والعتمةُ والخيالُ، أتصوَّرُ ما لا أراه: هناك، عند المذبحِ، فرَّتِ الحمائمُ التي كانت تعشِّشُ عند السَّقفِ، هربتْ من كُوَّاتِ المعبدِ.. لم يبقَ سواهنَّ، والظِّلالُ والشُّموعُ المضاءةُ، ومجمرةُ البَخورِ، وضحكاتهن الخافتةُ، والخدَر، وتحتهنَّ جماجمُ الهالكينَ في القَبْوِ الرَّهيبِ.

فتحتْ بابًا، وقفتْ تودِّعُ صاحباتها، وارتدَّتْ. وهذا وقعُ خطواتها على الأرضيَّةِ الخشبيَّةِ، تدندِنُ بنعومةٍ وحنانٍ، صوتها الآسرُ كأنَّما يفوح عطرًا و يشعُّ ضوءاً، بدأ يدغدغُ قلبي، يضعُ المراهمَ على جروحي.

ويهدأ غضبي رغمًا عنِّي، وأنسى قليلاً. ويتبدَّلُ حالها في خيالي: تخلعُ بُرْنُسَهَا الأسودَ الذي كانت ترتديه عند المجمرةِ، وتتزيَّا بالحريرِ، وتبيضُّ أسنانها الصَّفراء، والشرُّ يغادر عينيها، وهذا الوجهُ المهيبُ شعَّتْ منه رقَّةٌ وطلاوةٌ.

أنتِ يا التي هناك، حيرتِني معكِ. دعيني أحبُّكِ، أو دعيني أكرهكِ.
كلاَّ، هذه المرَّةُ لن أسامحَ، علِّميني إذن كيف أتوقَّفُ عن حبِّكِ.. هل تدرين؟ بَخوركِ الشيطانيُّ شوَّهني، فأيّ شيءٍ أعظمُ كيدًا من السِّحرِ يربطني إليكِ وأنا الذي أقسَمَ أن ينشبَ أظافرَه في وجهِكِ لو يطالكِ؟

يا لهواني!
يا خجلي من نفسي!
يا للخيبة!
فرغم كلّ ما بي، إلاّ أنِّي، إلاّ أنِّي.... أُحبُّكِ.. للأسفِ! ولو أطالكِ، وضعتُ رأسي على صدركِ، ونمتُ.

(يحتجُّ على نفسه) دعْكَ من هذه العاطفةِ المجنونةِ، اهتمّ بنفسكَ.

متى أرتاحُ من هذا؟ متى أنفذُ مثل دودةٍ، وأخرجُ لوجهِ الأرضِ للأمنِ، للاستقلالِ، لحمامةٍ تبشِّرني، بزيتونِ السَّلامِ، زيتونِ السَّلام، السَّلام.. السَّلام.. السَّلام.. السَّلام.
(أخذ يردِّدها حتى نام، نام كثيرًا، نومَ المُرهَقِ، يومًا أو عدَّةَ أيَّامٍ، حتى ارتجَّ الجسدُ السَّاكنُ فجأةً، واستيقظَ من تلك الغفوةِ، على أعلى جلَبَةٍ، كشِجارٍ، وأبوابٍ تصفقُ، وكصوتِ اللَّطماتِ، وكوقعِ أقدام الهَرْولة، ودمدمةٍ ونداءٍ، واستنفارٍ مهيبٍ، وصراخُ المرأةِ على أعلى طبقةٍ، خليطٌ أفزعَه؛ ثمَّ كادت أن تندكَّ الحفرةُ، بمعاول تضرِبُ فوق رديمٍ، وكأنَّ المرأةَ قد وقعتْ في شَرَكٍ، كثيرون حاصروها، اجتمعوا عليها، ذعرَتْ، بكتْ، وانكمشَتْ تسمعُ وتطيعُ ).
أهكذا أنتِ ضعيفةٌ؟!
أين البَخورُ والمعبدُ والطُّقوسُ السِّريَّةُ والقُوَى؟!
إنها لن تسمعَكَ، فاهتمّ بنفسكَ.

(ينسى المرأةَ، ينسى العطفَ عليها والشَّماتةَ، ينشغِلُ بنفسِهِ، بالخوفِ، والأمنياتِ، والسَّخَطِ، وساعةِ الحقيقةِ المُرَّةِ، ووجهِ الأرضِ والصَّباحِ الذي لا زيتون فيه. يحاولُ أن يفلتَ مثلَ دودةٍ، أن يشقَّ طريقًا للنَّعمةِ الهرَبُ، كلَّما خرَقَ ناحيةً التأمتْ ودفعتهُ لمكانِه، يبحثُ عن صدعٍ، هنا، هنا، كلاَّ، بل هنا، أبدًا لا فوْت هنا ولا هنا، يفشلُ، يقبع مذعورًا، منتظرًا تلك اليدَ التي كان يتخيَّلها، ينتظرها مرعوبًا مستسلمًا، تتسارعُ دقَّاتُ قلبِه، وهو يسمعُ كدَويِّ قصفٍ بعيدٍ يصلُه، والحفرةُ حوله تتزلزلُ. غلبَهُ الدُّوَارُ، ولم يعدْ يعرفُ أعلى مِن أسفلَ، يتمسَّكُ بالجدران بمَشقَّةٍ وهو يغالبُ الإغماءةَ، يتكوَّرُ، يشفطُ بطنَه، لكنَّه يُدفعُ دفعًا؛ الجدرانُ التي كانت أحيانًا ما تشفطُه، تزفِرُ الآن، تطردُه، ترفسُه. ينفلِتُ، ينقلِبُ، وخيوطٌ تتمزَّقُ حوله؛ ينفجِرُ الماءُ، كأنَّه في مغطسٍ؛ ينفذُ من مثل غشاءٍ يتمزَّقُ، يلتفُّ، يُحشرِجُ، يشرِقُ؛ تلفظُهُ الحفرةُ، فاستهلَّ باكيًا شاكيًا، بصوتٍ واهنٍ يمزِّقُ القلوبَ، هزيلاً محمولاً من كاحلينِ، مولودًا مشوَّهًا، لأمٍّ مدخِّنةٍ، أدارتْ وجهها فَزَعًا وخِزيًا؛ وتمنَّتْ موتَهُ، و سرعان ما ماتَ كما تمنَّتْ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعفاء ( قصة )
  • تكتونية الجدران (قصة)
  • بلا مسحة (قصة)
  • نكد (قصة)
  • إلى متى؟ (قصة)
  • وله والد (قصة)
  • ذات المآرب (قصة)
  • لعنة المرافئ (قصة)
  • وأشياء أخرى (قصة)
  • وعد قلم (قصة)
  • أحق من يقبل على رأسه (قصة)
  • هل بقي لنا أمل؟ (قصة)
  • ليلة الانقلاب (قصة)
  • أحلام من طين!
  • أنا العالم
  • لقطات احترت أمامها
  • كفرس جموح
  • غدا القيامة ولا عهدة على الراوي (2)

مختارات من الشبكة

  • المستقبل للدين والعلم معا(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دروس وفوائد من قصة سيدنا شعيب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
9- خيال أم واقع ؟! ..من يدري بآلام جنين ؟!
أم عمر 11-04-2009 11:17 PM
قصة رائعة فيها تيقظ الاخلاقيات النائمة فى عالم تناست فية معظم القيم والاخلاقيات وهى تمس الوقع بشكل جاء فية الكاتب باسلوب قمة فى الروعة والابداع ونتمنى من الكاتب المزيد من هذة القصص المميزة فى استخدام مفرادات وعبارات قمة فى التميز وكذالك صورة قمة فى الاباع الذى اخذنا بها الى ارض الواقع ولك منى كل الامنيات بالتوفيق والتميز فى مجال الكتابة جزاك الله كل خير
8- شعرت بسعادة غامرة
محمود توفيق حسين - السعودية 05-04-2009 09:03 PM

شعرت بسعادة غامرة مما كتبتم هنا تعليقا على قصتي ، سعادة أربكتني عن سرعة الرد على جميل ما سطرتم هنا !! .. لقد كان هذا النص مضنياً لي أثناء الكتابة من الناحية النفسية بشكل رهيب .. ولم أتخلص من وطأته على صدري إلآَّ بقراءة سطوركم !!

شكرا لك أخت نورة على تشجيعك الكريم ، وأؤيد اقتراحك بشأن طباعة النص بمجلات طبية وتوزيعه على النساء الحوامل ، والأمر متروك لإخواننا في الألوكة ، فجميل أن يجد الأديب المسلم كلماته حربا في وجه التدخين .

الأخ المتابع الثاني شكرا لك على تقييمك الكريم للقصة وأعمالي ، أما حل لغز القصة فجاء في ذيلها ، وأرجو ألاَّ أكون ملغزا على البررة .كل الشكر لحضورك .

الأخت تلميذة الحياة كل الشكر لك ، ونحن معشر الأدباء الإسلاميين نسعد بهذا الإقبال علينا والتشجيع لنا في خضم الزحام على الكتابة المنفلتة
أرجو الله أن أطبع قريبا ، وأرجو الله أن يكون إصداري من إصدارات الألوكة .

الأخ ناصر المهمشين ، نشكر لك فزعة إسلامية ، أمَّا اهل الإعلام فمشغولون عن الأدب الإسلامي بتباريح المراهقات وإسباغ الألقاب على المرجفين بالقلم . ونرجو الله أن لا نُهمّش في الآخرة .

بارك الله فيك أم أنس وفي أنس وذويه !
نرجو دائما أن يجعلنا الله عند حسن ظن المتقين
جزيل شكري لك ِ

عدو التدخين شكر ا لك ، ونصرك الله وأمتك على عدوك التدخين
ونسألك الدعاء .

أما سابع الإخوة !!
أشكر لك كرمك وعمق فكرك ، ونقدك الأدبي السامي
فلا عدم الأدباء الإسلاميين أمثالك ممن ينظرون في النصوص نظرة عميقة
والنص صوتي سمعي إلى حد كبير كما تلمَّستَ أخي

أخوكم محمود توفيق حسين

7- -
-- - - 05-04-2009 12:29 AM
السيد محمود توفيق..
يجيد هذا الأديب الإسلامي البارع الوصفَ الرمزي الترقُّبيّ
ويبرع في مخاطبة الروح بالروح
(مخاطبة الروح واستثارتها باللغة فنٌّ لا يجيده معظم الكُتاب)
أروقةٌ مجاهيل، وأروقةٌ ضبابٌ، وأروقةٌ ذكرى، وأروقة خفوتٌ؛ في النصّ.
يبني النص من الكلمةِ -أصلِ اللغة- على طرائق بلاغات اللسانيّينَ
الكلمة.. قبل الجملة
بالكلمة يقاوم الزوالات..
ويُثبت الحقّ بالكلمة، ويثبت الكلمة بالحقّ
يدري أنّ في المعجم الإسلامي قابلية التطوّر اللامحدود، فيتفجّر بكرَمٍ على الأصوات
سنبقى لأصدائك، فتدفق أيها الأنهار..
تدفق رؤًى..
تدفقْ موجاً..
وتدفق ربيعاً على العِجاف.
6- اطبعوها أيها الكرام
عدو التدخين - الرياض 04-04-2009 08:32 PM

نتمى لو نسقت الالوكة مع جميعات مكافحة التدخين أو وزراة الصحة أو أي جهة لطبع هذه القصة كما أشارت الأخت نوره في ورقات قليلة طباعة جيدة بحيث يتم توزيعاه على النساء والحوامل والمدخنات .

قصة هادفة وأسلوبها رائع جدا

الألوكة الجميلة نرجو منك بحث هذا الاقتراح الرائع بطبع القصة مع صورة جيدة

5- رائعة فعلا
أم أنس - الجزائر 04-04-2009 04:01 PM

أخي الفاضل

بارك الله فيك على القصة الرائعة

في البداية تصوّرت بطل القصة مختبيء تحت الأرض هربا من الحرب

و إذا بالمفاجأة تأتي في آخرها بعد تشويق يجعلك تستعجل حل اللّغز

القصة هادفة و مؤثرة تعالج ظاهرة خطيرة و كأنها تدق ناقوس الخطر ...

4- إنها دبابة تهدر
ناصر المهمشين - السعةدية 04-04-2009 01:35 PM
أهذه قصة !

إنها دبابة تهدر

أين الإعلام الذي نسيك ونسي أمثالك من أجل روايات المراهقات ؟!!

لغة وصور وجمال ومشاعر متباينة تتجاور في نص عجيب

ولحظة تنوير مذهلة

دمت مبدعا
3- جدا جدا رائعه
تلميذة الحياة - "قلب المملكة" 04-04-2009 11:50 AM

لطالما عشقت هذا النوع من الكتابة رائعة جدا أخذتني معها إلى استفسارات شتى فلو لم اقرأ السطر الأخير لأخذت بي الأفكار إلى أشياء أخرى وكأنها تناقش وتعالج قضايا أخرى في كل مره أتوقع شي آخر يشدني
لكن السطر الأخير تجلى في شيئا خلاف ما كنت أتوقعه مذهله فعلا
فعلا عندما قرأتها لم أتخيل أنها ستكون معاناة الجنين من والدته المدخنة فعلا رائع جدا
...........
وكم أتمنى من الكاتب إذا كان له روايات أن يخبرنا بها فجميل ان نرى رواية بهذا الأسلوب المشوق الممتع

2- .
المتابع الثاني - .. 04-04-2009 12:20 AM

كالعادة

... قمّة
~
القصة لغزٌ

والكاتب أيضاً !!

1- رائعة بحق
نوره - لسعودية 03-04-2009 05:34 PM
قصة رائعة،جذابة ، هدفها ومعناها سامٍ
وكلماتها قوية ورصينة ومعبرة
أتمنى لو نشرت في المجلات الطبية التي توضع في أماكن انتظار السيدات الحوامل، وكذلك لو وزعت في نشرات إرشادية مع الصحف المحلية اليومية باسم جمعيات مكافحة التدخين
الأدب رسالة ، وأخونا صاحب القصة أجاد في إيصال الرسالة
جعلك الله موفقا أينما كنت،، ونفع الله بالجميع
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب