• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

من ضفة إلى أخرى (قصة قصيرة)

سمير بعوش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2025 ميلادي - 11/10/1446 هجري

الزيارات: 351

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من ضفة إلى أخرى

(قصة قصيرة)


لم تعُدِ الـمركبات قادرةً على التقدم أكثرَ بسبب الزحام الشديد في اتجاه طريق الـمقبرة؛ فسكان المدينة معظمهم حريصون على تشييع الحاج مروان، وكلهم رغبة في حضور الجنازة؛ بل لا حديث لأهل المدينة منذ يوم أمس إلا عن وفاة هذا الرجل الطيب الحاج مروان، فقد ذاع صيته بين الناس، وأحبَّه الصغير قبل الكبير... ما أكثر مشيِّعوه اليوم، منهم الراكب ومنهم الماشي، ترك الناس أشغالهم، وأغلق التجار محلاتهم؛ فلا أحدَ يريد أن يفوِّت على نفسه حضور الجنازة، الوجوه عَلَاها الحزن، وغَشِيها الصمت، والقلوب ملأها الأسى على فراق هذا الرجل الكريم المحبوب، فقد آتاه الله مالًا وفيرًا، وعاش بين الناس متواضعًا لا يتكبر عليهم، ولا يَدَع بابًا للخير إلا أنفق فيه من ماله، فلم يكن ممن يخشَون الفقر، ولا من الذين يغترون بزخرف الحياة الدنيا، وها هو الآن في طريقه للقاء ربه سبحانه وتعالى، المقبرة تعِج بالمشيِّعين، ولم تُرَ المقبرة بهذا العدد الهائل من الناس من قبل... الشباب مضطرون إلى تسلق الأشجار والأسوار، ومنهم من سبق إلى المقبرة منذ الساعات الأولى من هذا اليوم... يريدون رؤيته للمرة الأخيرة في هذه الدنيا.

 

كانت دهشة حكيم – الابن البكر للحاج مروان - كبيرة عندما فتح الظرف الذي تركه له أبوه، وشرع في قراءة ما كتبه فيه:

أي بني، هذه حكاية أبيك حين كان شابًّا طائشًا، كي تعلم أنني لم أكن مثاليًّا كما يعتقد كثيرون، ولكنها محطات وابتلاءات مررت بها في حياتي، وأبرز دروسها "تجربة السجن"، وما أدراك ما السجن؟ بين عشية وضحاها تجد نفسك تقبع بين أربعة جدران، تتجرع آلام سلب الحرية، لن أقول: إني دخلته مظلومًا، ولكن طيشي وتهوري أوصلاني إلى ذلك المصير، وقد ندمت أشد الندم.

 

حدث ذلك قبل أن تُولد يا ولدي بعشر سنين، كنت شابًّا يافعًا وسيمًا، مليئًا بالحيوية والنشاط، محبًّا للحياة والمغامرات، محاطًا برفاق كثيرين، وكلهم يهوى صداقتي ومجالستي، لم أكن من عائلة ثرِيَّة، فقد كان جَدك متوسطَ الدخل كثير العيال، وكنت ألجأ إلى العمل بين الحين والآخر بأجرة زهيدة، ولكن طموحاتي كانت أكبر مني، وهنا بدأت مصيبتي...

 

كانت ليلة باردة، أفضل شيء فيها أن تحتسي كوبًا من "التيزانة" الساخنة، وتتكور في الفراش، لكن الهاتف رن فجأة، وقد طلب أحد رفاقي - وقد نسيت اسمه والحمد لله - أن أوافيَه وصديقًا آخر لأمر مهم وعاجل.

 

• هل أنت مجنون؟ هل تعي ما تقول؟ 

• اصبر قليلًا، ودعني أشرح لك الأمر.

 

• ماذا تشرح لي؟ تريد أن نقتحم بيت الناس ونهتك سترهم... وأنت قل شيئًا... ما لك ساكتًا؟ أم أنكما خططتما لكل شيء وتريدان توريطي معكما؟

 

• صاحب المنزل غائب... سافر إلى الخارج، وسوف تمر العملية بسلام؛ إنها صفقة العمر، صفقة العمر يا رجل... أم تريد أن تبقى معدمًا حياتَك كلها، تتجرع ويلات الفقر والناس يكسبون الملايين.

 

•لكننا سنكسبها بالحرام، وسنُعاقب على هذا عاجلًا أم آجلًا.

لم أكن راضيًا بذلك، ولكنني شاركتهما هذا الجرم الشنيع، فقد دبَّ وَسواسهما إلى قلبي، وانتشرت شهوة حب المال في عروقي؛ فغدوت مثل السكران الذي لا يعي ما يفعل.

 

كانت معلوماتهما عن سفر صاحب المنزل غير صحيحة، ولَجْنا البيت والهدوء يحيطنا من كل جانب، فإذا صاحب الدار واقف أمامنا كأنه عِفريت، لا ندري من أين طلع علينا، لم يمنحه صديقي أي فرصة للصراخ أو الحركة، وضربه على رأسه ضربة شجَّت رأسه وأفقدَته الوعي، ولاذا بالفرار... بقيت متسمرًا في مكاني مذعورًا، والرجل ينزف من رأسه، لا أدري ماذا أفعل ولم أشعر بنفسي إلا وقد احتملته على ظهري وخرجت طالبًا النجدة... ومن حسن حظي، أوقفت سيارة أجرة ونقلناه إلى المستشفى.

 

• ما الذي حدث؟ قال سائق السيارة.

• لست أدري، وجدته مُلقًى على الرصيف ينزف.

هل تعرفه؟

• لا.

 

نُقل الرجل إلى المستشفى، وتحايلت على موظفي الاستعجالات، وسارعت الخُطى إلى البيت، وكأني في كابوس قد اختلطت في نفسي مشاعر الخوف من الغد، وفرحة إسعاف الرجل.

 

مر أسبوع على الحادثة فعادت إليَّ طمأنينتي وتوازني، وعُدت إلى عملي من جديد، وقد بدأت أنسى ما حدث منذ أيام، وبينما أنا راجع إلى البيت إذا بأعوان الأمن يقتادونني إلى قسم الشرطة، بعد أن أخبرتهم بهُوِيَّتي.

 

هل تعلم يا ولدي؟ في هذا اليوم، بدأت الصلاة فأدركت أن الله يختبرني، ولا بد لي من الصبر.

 

•مروان بن عمر ... أنت متهم بالسطو على منزل فلان، والشروع في القتل.

نزلت كلمات الضابط كالصاعقة على مسامعي، وتجمدت الدماء في عروقي، وشعرت أني أَهْوي في بئر سحيقة لا أعرف لها قرارًا.

 

أجل يا بني، لهذا السبب دخل أبوك إلى السجن، وليس دفاعًا عن النفس كما كنتم تظنون، كنت أنوي أن أسرق، وكدت أشارك في عملية قتلٍ، لولا لطفُ رب العالمين.

 

بدأت أيامي في السجن أشدَّ مرارة من العلقم، وكنت أرى بأنني سأقضي مدة عقوبتي في الظلمات، وكانت هذه الفكرة تخيفني وأنا محاط بأشخاصٍ، لا أعرفهم ولا أعرف طريقة تفكيرهم... كنت يائسًا جدًّا لا أرى سوى ظلام تلك الليلة، ولكن سرعان ما أخذت تباشير الفجر تلوح في الأفق.

 

في السجن، عرفت شابًّا يكبرني ببضع سنين، وقد مضت من مدة عقوبته خمسة أعوام، اسمه "صالح"، إنسان هادئ، كثير الصمت والتأمل، وإذا تكلم فكلماتٍ قليلة مفيدة؛ وقد صدق من قال: "زينة الرجل الصمت"، في أول لقاء به عرفت أنه مشغوف بالقراءة، فقد كانت الكتب موضوعة عند رأسه دائمًا، وأحيانًا ينثر بعضها على سريره كي يُضفي طابع القراءة والمعرفة على القاعة، لقد حبَّب إليَّ الكتب أنا وبعض رفقائنا في السجن، وكانت الكتب رفيقًا لوحشتنا، وعلاجًا للحزن الذي قد ينتابنا، وكثيرًا ما يردد على مسامعنا البيت الشعري القائل:

أعز مكان في الدُّنا سرجٌ سابح
وخير جليس في الزمان كتابُ

 

همس في أذني ذات يوم: "مروان، اعلم أن الرجل إذا ابتُلي بالسجن، فلكي يتغير لا ليتكرر".

 

أصبحت مشغوفًا بالقراءة، لا تكاد تخلو يداي من كتاب، قرأت من شتى صنوف المعرفة، وتعرفت إلى كثير من الكتاب والأدباء والشعراء من خلال كتبهم، وقد كان بعضهم يمازحني ويقول: "مجنون القراءة"... كنت أطالع الكتب الدينية النافعة؛ وعلى رأسها القرآن الكريم ... فلم تَمضِ سنتان حتى وجدتني أحفظ ثلاثين حزبًا من القرآن، ولم أغادر السجن حتى ختمته كله، وضبطت حفظه.

 

عرفت الحزن والقلق الشديدين مرة أخرى، وأوجست في نفسي حالةَ الخوف من المستقبل، عندما اقترب موعد مغادرتي السجن، كانت الأسئلة المصيرية تهجُم على رأسي، وتشتت تفكيري.

 

• أمنزعجٌ من نظرة الناس إليك يا مروان؟ سألني صالح.

• نعم يا أخي، هذا ما يقلقني، الأقارب، الجيران، الناس.

 

• ما لك وللناس؟ ألم يُعلمك القرآن أن غاية العبد في هذه الدنيا أن يُرضي رب الناس، وأن النفع والضر بيد الله سبحانه وتعالى؟ 

• بلى، ولكن ...

 

• بدون لكن ... أحسِنِ الظن بالله تعالى، وتذكَّر أنه سيفتح لك أبوابًا من حيث لا تحتسب، ليكن القرآن ربيعَ قلبك يا مروان وكل سعادتك.

 

ترك فراقُ "صالح" في قلبي فراغًا رهيبًا، فقد كان معلمي ومرشدي، وقد بكيت كثيرًا حين قال لي: "إن لم نلتقِ بعد خروجي، فسنلتقي في الجنة"، وكأنه كان يشعر بدنو أجله، فقد انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد ستة أشهر من مغادرتي السجن؛ أخبروني أنه مات بسكتة قلبية بعد أن أتم ورده من القرآن.

 

عانيت كثيرًا في البدايات، وكنت أداوي نفسي بالصبر والقرآن والجلوس في المسجد، ومن المسجد بدأت سعادتي يا بني، حين عرض عليَّ "سي السعيد" جَدُّك العملَ معه في أحد متاجره الكبرى، فقد آتاه الله رزقًا وفيرًا، ومحبة في قلوب الناس، وكان يشركني في أعماله كلها، ويعلمني كل صغيرة وكبيرة في المعاملات التجارية؛ وكانت نصيحته الدائمة لي: "إياك ودينارَ الحرام، إياك والكذب، إياك والحسد"، وقد رأى مني - والحمد لله – طاعة الابن لأبيه، وأمانة في السهر على أعماله، لا سيما بعدما أصبحت أسافر بدلًا عنه، وأُتم صفقاته التجارية لأنه ضعُف عن ذلك، ويشهد الله أنني كنت أمينًا على ماله في حياته وبعد مماته.

 

كان "حكيم" يقرأ والدمعُ يسيل على خدَّيه؛ حزنًا على فراق أبيه، ولم يشعر بأمه تدخل الغرفة، حتى وضعت يديها على كتفه:

• الحمد لله على كل حال يا ولدي.

 

تنهد "حكيم" وأعاد الرسالة إلى الظرف، ومسح دموعه:

الحمد لله، الحمد لله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • للعمل فطنة (قصة قصيرة)
  • شفاء (قصة قصيرة)
  • في بهو الذكريات (قصة قصيرة)
  • ساحة المستشفى المعمداني (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • كاتب في الضفة الأخرى ( قصة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • على ضفاف ستوكهولم (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روسيا: مدرسة إسلامية تنظم احتفالية على ضفاف نهر الفولغا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضفاف الألم (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • على ضفاف الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قراءة في كتاب: أفكار على ضفاف الانكسار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • على ضفاف القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عرض كتاب : الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية 1993 - 2011م(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عند ضفتي الحوض(مقالة - ملفات خاصة)
  • ضفاف العشرين ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب