• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

الحسبة العلمية وقراءة تراث سيبويه

الحسبة العلمية وقراءة تراث سيبويه
فريد لطفي أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/7/2024 ميلادي - 18/1/1446 هجري

الزيارات: 1725

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحِسْبَة العلمية وقراءة تراث سِيْبَوَيْه

 

كانت الحِسْبَة - ولا تزال - من معالم الحضارة الإسلامية، وهي من الأنظمة التي تُميِّز قِيَمَ الإسلام في الفكر والثقافة، والمعرفة والسلوك، ومن أكثر صور الحِسْبَة تميزًا في الحضارة الإسلامية ما يمكن تسميته بالحِسْبَة العلمية، التي تسعى إلى المراجعة والتصحيح، والنقد والتوجيه لعلوم الإسلام؛ صونًا للحركة العلمية عن الانحراف والزَّيف، وحفظًا للمعرفة الإنسانية من كل ما يمكن أن يشوبها أو يعكِّرَ صَفْوَها.

 

والأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي أحد أهم الباحثين المعاصرين المشتغلين بالدراسات النحوية الذين رفعوا راية الحِسْبَة العلمية، وذلك من خلال مراجعاته العلمية لجهود كثير من المحقِّقين والدارسين في باب الدراسات اللغوية.

 

ولعلَّ وجهَ الناقد المحقِّق المدقِّق هو أوضح وأجلى وجوه ذلك النحويِّ النَّابِهِ؛ فهو باحث يؤمن بأن العلم مثاقفة ومساءلة، وبحث دائب دائم عن الحقيقة.

 

والأمانة العلمية من أهم أدوات هذا السيد المحتسب، فإن من بركة العلم وشكره - كما يقول هو بنفسه - عَزْوَه إلى قائله، لا كما يفعله بعض اللصوص ومُدَّعو العلم، والمتطفلون على مائدته، الذين أباحوا لأنفسهم السَّطْوَ على أبحاث غيرهم، دون الإشارة إلى جهودهم.

 

ولعل في فحص ما كتبه المحرصاوي في مراجعاته العلمية أبلغَ دليلٍ على ما يرى كاتب هذه السطور؛ فقد صَدَرَ الرجل في جميع هذه المراجعات النقدية عن روح علمية إسلامية نبيلة أصلية، تدعو إلى ما يمكن تسميته بـ"الاحتساب النحوي"؛ بغرض تنقية الحياة العلمية والأوساط المعرفية - بشكل عام - من كثير من الدَّخَن والغش.

 

ومن هذه المصنفات: "رُؤى نقدية في تحقيقات كتب تراثية، مع مقدمة بعنوان (التحقيق فنٌّ عربي)"، و"القول الشَّافِ في تتميمِ ما فاتَ مُحَقِّقَ الارتشافِ"، و"نظرات في (المُعْجَم المُفَصَّل في شواهد النَّحْوِ الشِّعْرِيَّة للدكتور/ إميل بديع يعقوب)"، و"نظرات في تحقيق (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي للدكتور/ أحمد محمد الخراط)"، و"مما اختُلف في وزنه أو وزن أصله من ألفاظ القرآن الكريم"، و"من عثرات المؤلفين والمحققين"، و"تحقيقات نحوية وصرفية لبعض آراء علماء العربية"، و"تدقيق في تحقيق همع الهوامع والدرر اللوامع".

 

هذا المنجز الضخم والمتميز يُشعرك وكأن الرجل كان منقطعًا لهذا اللون من الدراسات النحوية، وفي السطور التالية تعريفٌ بواحد من أهم مصنفاته في هذا الباب؛ وذلك لِما له من ارتباط قويٍّ وعميق بسِيْبَوَيْهِ إمام النحاة؛ وعنوانه: "من أثر الكتاب في اختلاف أولي الألباب".

 

حول مائدة سِيْبَوَيْه:

إن "الكتاب" لسِيْبَوَيْه من الكتب اللغوية التي حَظِيَت بشُهرة واسعة بلغت عَنان السماء؛ إذ هو أول كتاب نحوي وصل إلينا كاملًا، وقد ذاع صيته، وشاع ذكره، وانتشر أمره، ولم يُدرَك شأوه، وكان – وما زال - محطَّ عناية الباحثين قديمًا وحديثًا، شرقًا وغربًا، فأكبُّوا عليه، وشُغِلوا به؛ إما بشرحه، أو التعليق والتنكيت عليه؛ بتفصيل ما أُجمل، وتوضيح ما أُبهم، وحل مشكلاته، أو نقده، أو الدفاع عنه، أو الاستدراك عليه، أو تفسير أبنيته، أو اختصاره، أو اختصار بعض شروحه، أو شرح شواهده، وترجمته، ووصل الأمر أيضًا إلى حفظه، هذا بالإضافة إلى الدراسات التي قامت حوله وحول صاحبه، وحول العلماء الذين وَرَدَ ذِكرُهم به، ويدل على أهميته أنه يُقال له: (قرآن النحو).

 

ويُضاف إلى ذلك تلك الآراءُ السديدة، والملاحظات القيِّمة التي بثَّها سِيْبَوَيْه فيه، وهي آراء وملاحظات تدل على استقراء منهجي دقيق يُثير الإعجاب، ويدل على سَعَةِ أُفُقٍ، وحِدَّةِ ذكاءٍ من رجلٍ عاش في عصر لم تكن العلوم قد وصلت فيه إلى قمَّتِها.

 

ومع هذه الأهمية وتلك المكانة نَجِدُ:

- أنه بلا اسم معين ولا ترتيب، كما في الكتب التي بين أيدينا.

 

- وأنه أيضًا بلا مقدمة ولا خاتمة.

 

- وقد جاء فيه - مع ذلك أيضًا - شيء ليس بالقليل من التكرار والتفريق.

 

- هذا مع وجود تداخل في بعض الأبواب، وإسراف في عناوين بعضها، مع الغموض الذي لا يفصح عن المقصود من أول وهلة.

 

وقد يكون ذلك؛ لأن القَدَرَ لم يُمهله أن يُعيد النظر فيه؛ إذ مات في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور.

 

أضف إلى ذلك أن الكتاب لم يقرأه سِيْبَوَيْه على أحدٍ، ولا قرأه عليه أحدٌ، ولم يُسند الكتاب إلى سِيْبَوَيْه إلا عن طريق الأخفش الأوسط.

 

وهذه الأمور لا تَعِيبه ولا تنقص من قدره؛ لأن المنهجية المعتد بها عندنا الآن لم تكن معروفة في عصره، ويجب ألَّا ننسى أن طبيعة نشأة العلوم أنها تتطلب التدرج بالوضع والتكوين، ثم النشوء والنمو، حتى تصل إلى طور النضج والتمام والكمال، و"الكتاب" كان باكورةَ التأليف في النحو والصرف، فلا غرابة – إذًا - أن نجد فيه تلك الأمور السابقة وغيرها؛ لذلك يرى المحرصاوي: أنه من الظلم للكتاب ولصاحبه أن ننقده بمعايير وقواعد وضوابط التأليف المنهجي، وأسس النقد عندنا.

 

على أن سمة عدم الانضباط المنهجي هذه قد أدَّت إلى اختلاف بعض العلماء في فَهْمِ بعض نصوص "الكتاب".

 

كيف بدأت قصة الكتاب؟

بدأت قصة/ فكرة الكتاب عند قراءة المؤلف الدكتور المحرصاوي لبعض الكتب النحوية والصرفية، وبعض كتب التفسير وتوجيه القراءات، وبخاصة تلك التي تُـــعنى بإثارة القضايا والمسائل النحوية والصرفية، وبذكر الخلاف بين المدارس النحوية، لفت نظره اختلاف العلماء في حكاية مذهب سِيْبَوَيْه في بعض المسائل النحوية والصرفية، واختلاف بعضهم في فهم كلامه، فأخذ يتتبع هذا الأمر في مظانِّه، ويرصد تلك الظاهرة من كل ما تيسَّر له من مصادر ومراجع، حتى تجمَّعت له إحدى وثلاثون مسألة نحوية، وستُّ مسائل صرفية، فقام بدراستها والتحقيق والتدقيق فيها في هذا البحث: "من أثر الكتاب في اختلاف أولي الألباب"، وقد آثَرَ الباحث ذكر (مِنْ) التي تُفيد التبعيض؛ لأنَّ ما ذكره من مسائل نحوية وصرفية، ليس كل المسائل المختلَف فيها في "الكتاب" لسِيْبَوَيْه، فهناك غيرها كثير، وقد تعرض بعض الباحثين لدراسة بعضها.

 

ومن الحق أن يُقال: إن هذه المسائل التي جمعها الدكتور محمد المحرصاوي من كتاب سِيْبَوَيْه لم تأتِ بالصدفة، ولم يكن جمعها بالشيء الهيِّن، وإنما جمعها بالاطلاع الدقيق الواسع، واستقراء كل ما وقع تحت يديه من الكتب النحوية والصرفية، واللغوية عامة، وتتبع ما فيها من مسائل خلافية، ثم عَرْض ذلك على الكتب والبحوث التي تيسرت له في هذا الموضوع؛ حتى لا يكون بحثه تكرارًا لِما ورد فيها، ثم دراسة هذه المسائل دراسة علمية جادَّة، مُتَّبعًا في هذا المنهج الوصفي التاريخي.

 

وقد جمع الباحث أسباب اختلاف بعض العلماء في حكاية مذهب سِيْبَوَيْه في بعض المسائل، ويمكن تلخيصها في السطور التالية:

- عدم وضوح عبارة سِيْبَوَيْه أحيانًا في بعض المسائل.

 

- تشتُّت الموضوع الواحد في ثنايا الكتاب أحيانًا أخرى.

 

- أنَّ الكتاب أُلِّف في زمن كان أهله يفهمون تلك الأساليب.

 

- أن بعض العلماء قد ينقل عن آخرين، دون الرجوع إلى الكتاب نفسه لتوثيق رأي سِيْبَوَيْه، فحدث الخلط واللبس في بيان مذهبه، مع وضوح كلام سِيْبَوَيْه، وعدم احتماله التأويل.

 

- عدم تفرقة بعض العلماء بين تفسير المعنى وتقدير الإعراب في كلام سِيْبَوَيْه.

 

- وجود بعض الزيادات والتعليقات على بعض نسخ الكتاب ليست منه، وإنما هي ممن قرأ الكتاب أو شَرَحَهُ، فظُنَّت من أصل الكتاب، فالتبس الأمر على من حكى مذهب سِيْبَوَيْه، هذا بالإضافة إلى أنَّ بعض نصوص الكتاب قد اعتراها التغيير والتبديل عمدًا أو سهوًا بسبب انتقال نظر الناسخ، وكذلك اختلاف نُسخ الكتاب التي اعتمد عليها العلماء.

 

- وقوف بعض العلماء عند ظاهر نص سِيْبَوَيْه دون النظر إلى حقيقته.

 

- وجود وَهْمٍ أو خطأ من بعض العلماء في حكاية مذهب سِيْبَوَيْه مع وضوح كلامه، وعدم احتماله التأويل.

 

ومهما تعددت الأسباب، فإن هذا الأمر يحتاج منا إلى وقفة متأنية، ونظرة ثاقبةٍ، وحسٍّ لغوي، وتعمُّق فلسفي، وفكر ورَوِيَّةٍ مع هذه النصوص، وتلك المسائل والآراء، وهذا ما حاول الدكتور محمد المحرصاوي القيامَ به في هذا البحث.

 

ودراسة الباحث للمسائل النحوية والصرفية الواردة في بحثه درس عملي في "تحليل الخطاب"؛ حيث يقوم بالتحليل النحوي لكلام النحاة، وفي القلب منه كلام سِيْبَوَيْه، ومنه يستقي حقيقة مذهبه، فمثلًا في مسألة "رُبَّ" يعود إلى استعمال سِيْبَوَيْه، ومن خلاله يختار أنها للتكثير والتقليل عنده.

 

- ومن النتائج التي انتهى إليها الباحث - وهي من مظاهر الحِسْبَة العلمية في قراءة الكتاب - أنَّ أكثر المسائل التي اختلف فيها العلماءُ في حكاية مذهب سِيْبَوَيْه كانت مسائل فلسفية لا تؤثر في الكلام؛ مثل: فتحة آخر المضارع المؤكد بالنون المباشرة له، و(عسى) بين الفعلية والحرفية إذا اتصل بها ضمير نصب، وصاحب الحال في نحو: (ضربتُ زيدًا وحده)، والعامل في النعت، وعامل الجزم في جواب الشرط.

 

- وبيان أنه توجد بعض المسائل التي حكى فيها بعض العلماء رأيًا معينًا لسِيْبَوَيْه، ولكن في الكتاب ما يخالف ذلك كما في (عسى بين التمام والنقصان)، و(فُعُّول بضم الفاء اسم وصفة).

 

- كما أشار إلى أنه توجد مسارب ومداخل بحثية كثيرة حول سِيْبَوَيْه وكتابه، لم يُعنَ بها الباحثون العنايةَ التامة، وهي جديرة بالبحث والدراسة؛ مثل: موضوع المصطلحات النحوية والصرفية في الكتاب، فقد تأثَّر الكوفيون بمصطلحات سِيْبَوَيْه؛ كالفرَّاء الذي استخدم مصطلح (المقصور) مريدًا به (المنقوص)، وذلك في كتابه (المنقوص والممدود)، فهذا المصطلح - إذًا - ليس كوفيًّا، إنما هو من مصطلحات سِيْبَوَيْه.

 

- ومن الجوانب التي تستحق الدراسة تلك الآراءَ التي حُكيت عن سِيْبَوَيْه، وليس له فيها نصٌّ؛ مثل: مسألة وقوع الفعل الماضي حالًا؛ فقد ذكر ابن بابشاذ أن سِيْبَوَيْه يرى جملة: ﴿ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ﴾ [النساء: 90]، في قوله تعالى: ﴿ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ﴾ [النساء: 90]، صفة لموصوف محذوف، والتقدير: (قومًا حَصِرت صدورهم)، وليست حالًا.

 

وذكر ابن خروف وابن مالك أن سِيْبَوَيْه لم يفعل ذلك، أقول: لم تَرِدْ هذه الآية في كتاب سِيْبَوَيْه.

 

وفي مسألة جمع المصدر؛ قال أبو الطيب الفاسي عند حديثه عن جمع المصدر: "وقال سِيْبَوَيْه: قولهم: (جوابات وأجوبة) مولَّد".

 

يعلِّق د. المحرصاوي: لم يرِدْ في النسخ المطبوعة التي بين أيدينا من الكتاب، وإنما الذي ورد هو: "واعلم أنه ليس كلُّ جمع يُجمع، كما أنَّه ليس كلُّ مصدر يُجمع؛ كالأشغال والعقول، والحُلُوم والألبان: ألَا ترى أنك لا تجمع الفكر والعلم والنَّظر"؛ [الكتاب (3/619)].

 

- تصحيح أقوال بعض العلماء والمحققين والباحثين: حيث ذكر الجزولي أنَّ (أنْ) والفعل في نحو: (عسى زيدٌ أن يقوم) خبر عسى باتفاق، وذكر الشَّلَوبين أنه مفعولٌ باتفاق، وقد ذكر المحرصاوي أن المسألة فيها خلاف على خمسة آراء.

 

ذكر أبو عبدالله الرازي أنَّه قد ورد (عسى أنت تقوم) و(عسى أنا أقوم)، وقد ذكر الباحث أن أبا حيان ردَّه بأنَّا لا نعلم أحدًا من نقلة كلام العرب ذكر انفصال الضمير بعد (عسى).

 

- تحقيق آراء بعض العلماء؛ ومن ذلك: أنه قد حُكِيَ عن الأخفش في مسألة حذف العائد المجرور بـ(في) في المنعوت به اسم زمان، أن الحذف كان دفعة واحدة، وحُكِيَ عنه أن الحذف كان بالتدريج، وحُكِيَ عنه أيضًا جواز هذين الأمرين، وقد ذكر الـــمحرصاوي أنَّ ما في معاني القرآن للأخفش يوافق القول الثالث، وهو جواز الأمرين.

 

- وحُكِيَ عن الــمبرِّد أنَّه يُجيز أن يعمل خبر (إنَّ) فيما قبلها مع (أمَّا)، ولا يُجيز ذلك مع غير (أمَّا)، فيجوز: (أما زيدًا فإنك ضارب)، ولا يجوز: (زيدًا إنك ضارب)، وقد حكى ابن ولاد عن المبرد أنه رجع عن هذا الرأي؛ وقال الزجاج: "رجوعه مكتوبٌ عندي بخطة"، وقد حُكي هذا الرجوع في بعض.

 

والذي في المقتضب (3 /27) عند حديثه عن (أمَّا) هو: "وَجُمْلَة هَذَا الْبَاب: أَن الْكَلَام بعد (أمَّا) على حَالَته قبل أَن تدخل إِلَّا أَنه لَا بد من الْفَاء"، وقد ذكر محققه أنَّ كلام المبرد صريحٌ في أنه مع الجمهور في عدم جواز نحو: "أمَّا زيدًا فإني ضاربٌ"، وقد ذكر الباحث أنَّ مما يؤكد أنَّ المبرد لا يُجيز مثل هذا التركيب أنه صرَّح في موضع آخر بأنَّ خبر (لا) لا يتقدم؛ حيث قال في المقتضب: "وَلَا يجوز فِيهَا التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير لِأَنَّهَا لَا تتصرف فَيكون مِنْهَا يفعل، وَلَا مَا يكون فِي الْفِعْل من الْأَمْثِلَة والمصادر؛ فَلذَلِك لَزِمت طَريقَة إِذْ لم تبلغأَنتكون فِي الْقُوَّة، كَمَا شبهت بِهِ، وَذَلِكَ قَوْلك: إِن زيدًا منطلق، وَإِن أَخَاك قَائِم، وَكَأن الْقَائِم أَخُوك، وليت عبدالله صَاحبك، فَإِن اجْتمعت فِي هَذِه الْحُرُوف معرفَة ونكرة، فَالَّذِي يخْتَار أَن يكون مِنْهُمَا اسْمهَا الْمعرفَة؛ لِأَنَّهَا دخلت على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر، وقصتها قصَّة كَانَ فِي ذَلِك، فَأَما التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير نَحْو: إِن منطلق زيدًا، فَلَا يجوز؛ لِأَنَّهَا حرف جامد لَا تَقول فِيهِ فعل وَلَا فَاعل، كَمَا كنت تَقول فِي كَانَ يكون وَهُوَ كَائِن، وَغير هَذَا من الْأَمْثِلَة، وَلَكِن إِن كَانَ الَّذِي يَليهَا ظرفًا، فَكَانَ خَبرًا أَو غير خبر، جَازَ، وَذَلِكَ: إِن فِي الدَّار زيدًا، وَإِن فِي الدَّار زيدًا قَائِم".

 

وإذا كان خبر إنَّ لا يتقدم على اسمها ولا عليها، فكذلك لا يتقدم معموله على (إنَّ).

 

وفي ختام الدراسة قدَّم الكاتب خدمة جليلة لتراث سِيْبَوَيْه؛ حيث قام بإعداد معجم للمطبوعات التي تناولت كتاب سِيْبَوَيْه، وأشهد أن هذا المعجم من أجمل وأمتع ما في هذا الكتاب، وفيه دلالة على كثرة الكتب المحققة المطبوعة التي تناولت كتاب سِيْبَوَيْه؛ شرحًا أو تعليقًا، أو تنكيتًا أو استدراكًا، أو نقدًا أو دفاعًا وردًّا، أو تفسيرًا لأبنيته، أو شرحًا لشواهده، كل هذا يبين أهمية الكتاب، ومدى تأثير سِيْبَوَيْه وكتابه فيمن بعده.

 

وسوف يُصبح هذا المعجم مرجعًا للباحثين الذين يُريدون البحث في أي موضوع يتصل بسِيْبَوَيْه وكتابه.

 

ولعل أهم ما يروقك وأنت تقرأ هذا السِّفر الجليل، وغيره مما صدر عن الدكتور المحرصاوي من دراسات وأبحاث - هو إبداع الفكرة، وإتقان المعالجة منهجًا وجمعًا للمادة، وتقسيمًا وتوزيعًا للمطالب، بحيث تنسجم في تناغُمٍ عجيب قابل للقراءة والعطاء المتجدد، مما يجعل من قلمه نموذجًا فريدًا في الدراسات النحوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • (منهج سيبويه في الاستشهاد بالقرآن) عرض رسالة علمية
  • مصطلحات العروض والقافية في كتاب سيبويه
  • الضرورة الشعرية في كتاب سيبويه
  • أحكام العروض والقافية في كتاب سيبويه
  • مختصر كتاب سيبويه على وفق تحقيق البكَّاء نشر معهد المخطوطات العربية
  • (سعاد) في كلام سيبويه من حيث الصرف وعدمه

مختارات من الشبكة

  • نظام الحسبة في الإسلام(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • ملخص بحث الحسبة في الأنظمة السعودية وفي تراث الفقهاء (الماوردي أنموذجًا)(مقالة - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • الحسبة في الأنظمة السعودية وفي تراث الفقهاء (الماوردي أنموذجًا) (PDF)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • الحسبة في الأنظمة السعودية وفي تراث الفقهاء (الماوردي أنموذجًا) (WORD)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • الحسبة في الأنظمة السعودية وفي تراث الفقهاء الماوردي نموذجًا (دراسة تحليلية مقارنة) (PDF)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • الحسبة عند الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: دراسة تأصيلية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التوسط في الحسبة بين الإفراط والتفريط ‫(PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحسبة على الطوائف البدعية ‫(PDF)‬‬‬‬‬‬‬‬(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من قواعد وتقريرات الإمام أحمد بن حنبل في الحسبة ‫(PDF)‬‬‬‬‬‬‬‬‬(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات مع آيات الحسبة في القرآن الكريم (PDF)‬‬‬‬‬(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب