• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

صداقة العربية بين الميمني والتنوخي

صداقة العربية بين الميمني والتنوخي
إبراهيم عمر الزيبق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/11/2017 ميلادي - 11/3/1439 هجري

الزيارات: 9325

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صداقة العربية بين الميمني والتنوخي[1]


قليلة هي الصَّداقات بين العلماء في تاريخنا؛ لغَلَبة المنافسة والغَيْرة فيما بينهم، ولا سيَّما إذا كانوا أصحابَ فنٍّ واحد؛ فالمعاصَرةُ غالبًا ما تُفضِي إلى المنافرة، وكتبُ التراجم مسجورةٌ بأخبار هذه العداوات، ومِن أشهرها خصومة المحدِّثَينِ: مالك بن أنس إمام دار الهجرة، مع علامة المغازي والسِّيَر محمد بن إسحاق، ومِن ثَمَّ وُضِعتْ هذه القاعدة الذهبية في الجرح والتعديل، وهي: (لا يُسمع كلامُ الأقران بعضهم في بعض إلا إذا شُفع بحُجَّة وبُرْهان؛ لأنه غالبًا ما يصدر عن تعصُّبٍ وتحاسُدٍ وشَنآن)[2].

 

فعجبٌ من العَجَب - والأمر كذلك - أن ترى صداقة عِلمية تأبَّت على هذه المنافسة، وغالبتِ السنين، مستمرَّة في صفائها وألقِها، كالذي كان بين العلَّامتين: الهندي عبدالعزيز الميمني الرَّاجكوتي، والشَّامي عزِّ الدِّين علم الدِّين التنوخي، وقد ألَّف بين قلبَيْهما حبُّ العربية، والرَّغبةُ الصَّادقة في خدمة تراثِها، ونشره بما يليق بأصالتها وجمالها.

 

وأوَّلُ لقاء بين هذين العَلَمين كان في دمشق سنة 1936م/ 1355هـ، حين قَدِمَ إليها الميمني في رحلته العِلمية بعد زيارته لإستانبول ومِن قبلها لمصر، واطَّلع على ما في مكتباتِهما من كنوز المخطوطات العربية[3]، فيَزُور المجمع العلمي العربي، وكان عضوًا مراسلًا فيه[4]، ويلتقيه التنوخي، وهو من الرَّعيل الأول من أعضائه[5].

 

كان الميمني إذ ذاك في نحوِ الثامنة والأربعين من عمره، والتنوخي يصغره بعامٍ واحد، فيتعارفان كِفاحًا، وكانا مِن قبلُ قد تعارفا بالرَّأي والخبر، ويصحبه التنوخي لزيارة الشَّاعر العراقي - المقيم بدمشق وقتئذٍ - أحمد الصَّافي النَّجَفي، وقد علِما أن في خزانته نسخة خطية من كتاب "الوَرَقة" لمحمد بن داود الجرَّاح، المقتول سنة 296هـ/ 882م، وكان لنُدْرته في حُكْم المفقود، فيطَّلِعان عليها، فإذا هي بخطٍّ جميل على ورق صقيل، وتشتمل على ترجمة خمسة وستين شاعرًا[6].

 

ثم يزوران معًا المكتبة الظاهرية - ولا يفصلها عن مقرِّ المجمع في المدرسة العادلية الكبرى إلا شارعٌ ضيِّق - فيطَّلِع الميمني على ما ذَخَرَتْ به من مخطوطاتٍ نفيسة، ويقف على نسخة نادرة من السِّفْر الثاني من كتاب غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تأليف القاسم بن ثابت، فيكتب الميمني على الورقة الأولى فيه: "هذا الكتاب يُعْرف بالدَّلائل، لقاسم بن ثابت، كتبه عبدالعزيز الميمني بخطه سنة 1936م"[7]، ولنفاسته يحثُّ صديقَه التنوخي على تحقيقه ونشره[8].

 

ويصحبه التنوخي إلى بيتِ صديقِه الطَّبيب الشيخ محمد أبي اليُسْر عابدين، في حيِّ سوق ساروجة، والشيخ أبو اليُسْر من أسرةٍ دِمَشْقية عريقة بالعلم والفضل، نبغ فيها مؤلفون ومُفْتون؛ كأبي حنيفة الأصغر الشيخ محمد أمين عابدين، الشهير بحاشيته "رد المحتار على الدر المختار"، المعروفة بحاشية ابن عابدين، وهي المرجع في المذهب الحنفيِّ، وابنه محمد علاء الدِّين، مؤلف "قرة عيون الأخيار" التي أكمل بها حاشية والده، ومنهم محمد أبو الخير عابدين، مفتي الشام، والد الشيخ أبي اليُسْر، وإليه آلت كتبُ آبائه، وفيها مخطوطاتٌ نادرة.

 

فيُطلِعهما الشيخ أبو اليسر على تلك النوادر، ومن بينها مجموعة لُغَوية، كُتب على صفحة الطُّرَّة منها: "كتاب المُثنَّى"؛ لحُجَّة العرب أبي الطَّيِّب عبدالواحد بن علي اللُّغوي الحلبي، الشهيد في كائنة الرُّوم بحلب سنة 351 هـ/ 962م[9]، فيحرِص الميمني على اشترائه، ويسأل عن ثمنه، فيجيبه الشيخ أبو اليسر متمنِّعًا: وزنه ذهبًا! ويتوق التنوخي إلى نسخه للاستفادة منه، فيجيبه الشيخ إلى طَلِبته؛ لِما كان بينهما من المحبة والمودة الموروثة من الآباء، على أن ينسخه في منزله، فينسخه التنوخي مع حواشيه، ولم يَدْرِ يومئذٍ أنه وقع على أثر لُغَوي نفيس[10]، سيكتشفه بعد سنين.

 

وكذلك يحثُّ الميمني صديقَه التنوخي على تحقيق كتاب "المثنَّى" ونشره[11].

ولئن فات الميمنيَّ اقتناءُ هذه المجموعة اللُّغوية النادرة، فإن دمشق لم تضنَّ عليه بأخرى، فبَيْنا هو على وَشك الرَّحيل عنها جاءه الشيخ حمدي السفرجلاني - وهو من علمائها، المهتمين بالمخطوطات وتجارتها - وبيده دَشْت[12] مُبعثَر كان اشتراه بحلب بثمنٍ باهظ، فسأل الميمنيَّ عن اسمه ورسمه ومؤلفه، ومِن نظرة واحدة فَطِنَ الميمني لِما يحويه، فشرط عليه أن يصوِّره أولًا، ثم يدلَّه عليه، وبعد لَأْيٍ وافق الشيخ حمدي، وإذا هو الجزء الثالث من كتاب "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف"؛ لأبي أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، المتوفَّى سنة 382هـ/ 992م، وكان جزؤه الأول قد طُبع منذ زمن طبعةً رديئة، ونسختُه الأم بمصر في جزأين في دار الكتب المصرية، وكان الميمني يتشوَّق إلى نسختِه الكاملة، فإذا هو الآن يظفَرُ بهذا الجزء الثالث، الذي انفرد عن صاحبَيْه، ويبلغ سرور الميمني أقصاه بهذا الفوز العظيم، فبه يتمُّ تمام الكتاب عنده، ويتمثَّل بقول القائل:

أُخَيَّيْنِ كُنَّا فرَّق الدَّهْرُ بيننا ♦♦♦ إلى أمدٍ والمرءُ لا يأمنُ الدَّهرَا[13]

وبإشفاق العالم على تراثِ أمته يُهدِي صورة منه إلى دار الكتب المصرية؛ ليسكنَ مع أخوَيْه بعد طول فراق[14].

 

ويعود الميمني إلى الهند، وتبقى محبتُه في قلب التنوخي، محدِّثًا طلابه عنه، لَهِجًا بما أوتي من المقدرة في العلم، والبسطة في تحقيق التراث، محبِّبًا إياه لهم بكلماته الحلوة، وإعجابه الذي لا ينقضي، مُثْنيًا على كتابه الفذ "أبو العلاء وما إليه"، وتحقيقاته الغالية في "سمط اللآلي"، حتى أصبحوا وكأنهم يعرفون الميمنيَّ من قُرْب، وكان من هؤلاء الطلاب شاكر الفحام؛ العالم الجليل، ورئيس مجمع اللغة العربية فيما بعد[15].

♦♦ ♦ ♦♦

 

ويستجيب التنوخي لرجاء صديقه الميمني، فيطَّلع على فهارس المكتبات في العالم؛ لعله يعثر على نسخةٍ ثانية من " كتاب المثنى"، تسهِّل له معارضته وتصحيحه، فلم يجد له فيها ذكرًا، فينشر في مجلة المجمع خبر عثوره على نسخةٍ منه[16]، لعل أحدًا يبشِّرُه بوجود نسخة ثانية له، وتمرُّ الأيام، وما مِنْ مُجيب.

 

ومع عناء التدريس لم يستطع التنوخي التفرُّغَ لتحقيقه، فيرقد في مكتبته سنين حتى عام 1953م/ 1372هـ، حين ينعم براحة البال، ببلوغه سنَّ التقاعد، فيلحُّ عليه المجمع بالشروع في تحقيقه، بعد أن قرَّر نشره ضمن مطبوعاته، فيلبي التنوخي الرَّجاء، وهو أمنيَّتُه، ويشرع في إعادة نسخه، تمهيدًا لتحقيقه، وتيسيرًا لطبعه، وما إن يتمَّ نسخ أربع وعشرين صفحة منه حتى يجد بعدها أوراقًا بيضًا، والكلام بعدها في الإبدال، وهو يختلف عما في المثنَّى، ويكتشف - ويا لجمال ما يكتشف! - أن ما بين يديه في هذه المجموعة مع "كتاب المثنَّى" كتابانِ آخران لأبي الطيب؛ هما: "كتاب الإبدال"، وقد بُتر من أوله وآخره، وفيه خَرْمٌ في وسطه[17]، و"كتاب الإتباع"، وفيه خرمٌ في أوله ذهب بأول خطبته[18]، وكان يُظن أن تلك الكتب ضاعت فيما ضاع من مؤلفاته[19].

 

وكان الميمني طوال تلك السِّنين يتتبَّع أخبار صديقه التنوخي، وما آل إليه أمر اكتشافه هذه المجموعة النادرة من مؤلفات أبي الطَّيِّب، فيحثه على نشرها، قائلًا له: "ليس لنشر هذه المجموعة وتحقيقها أحدٌ غيرك ممن توفرت له شرائط النشر العلمي"[20].

♦♦ ♦ ♦♦


وتمضي الأيام بالميمني والتنوخي، ولم يقدَّر لهما اللقاء مرة ثانية إلا بعد عشرين سنة، وذلك سنة 1956م/ 1376هـ، حين قدم الميمني دمشق زائرًا لها، ويومها أنشد للتنوخي:

هنا قبل عشرينَ كنَّا التقينا ♦♦♦ فهل نلتقي بعد عشرينَ عاما[21]


وقدِّر للصَّديقينِ أن يلتقيا مرة ثالثة بعد سنتين، في زيارة الميمني لدمشق في حزيران سنة 1958م/ 1377هـ[22]، وكان قلب الميمني يخفُقُ بحبِّ دمشق وأهلها، وبادلَتْه دمشق ومجمعُها المودة والوفاء[23]، ففي غوطتها الغنَّاء كانا يتنزهان، وعلى ضِفاف بَرَدَاهَا كانا يَجلسان، وأمام ناظرَيْهما الرَّبوةُ التي هام الميمني بحبِّها، فكان لا يذكرها إلا بصفتها التي وصفها الله تعالى بها: ﴿ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴾ [المؤمنون: 50]، ويتجاذبان أطراف الحديث عن الشعر والأدب والمخطوطات، ويتفكَّهانِ برُوح أخويةٍ صافية، وكان الميمني، وهو يستمتع بهذا المنظر الجميل، يترنَّم ببيت حميدة[24]، مع تغييرٍ يسير في ألفاظه ليلائم معناه:

شيوخُ دمشقَ وشُبَّانُها ♦♦♦ أحبُّ إليَّ مِن الغاليَهْ[25]


وكان التنوخي كعادته يرتجل الشِّعْر في أحاديثه، فارتجل للميمني في إحدى هذه الجلسات:

الله يعلمُ يا عبدالعزيز بما
لكُمْ بقلبيَ من وُدٍّ وإجلالِ
أُحِسُّ بالفَضْلِ في غيري فأَعْرِفُهُ
ما يُنكر الفضلَ إلا كلُّ خَتَّالِ
إنَّ السَّنابل حين الحَبُّ يملؤها
تَحْني الرُّؤوسَ ويعلو الفارغُ الخالي[26]

 

 

وفي تلك الزِّيارة، وهما في رحاب المجمع، يرغب إليه التنوخي أن يحدِّثه ببعض ما عثر عليه من نوادر مكتبات المغرب، فيصف له الميمني ما وجده من تلك النوادر في مكتبة الرباط العامة، ومكتبة جامع القرويين بفاس، وفي مكاتب تونس، وبشغف يكتبها التنوخي عنه، وينشرها إتمامًا للفائدة في مجلة المجمع[27].

♦♦ ♦ ♦♦


وفي جلسة كان ثالثَهما الأستاذ سعيد الأفغاني في متنزَّه المهاجرين، يستروحون إلى نسيمه العليل هربًا من حرِّ حَزِيران، ويتجاذبون أطراف الحديث، التي هي ألذُّ مِن السَّلوى لدى كلِّ عارف؛ على حدِّ تعبير الميمني - سأل الميمني سعيدًا عمَّا سقط عليه من نفائس الكتب في رحلته إلى الغرب سنة 1956م/ 1375هـ، فأخبره الأفغاني بأنه عثر في المكتبة الوطنية بباريس على كتاب "توجيه إعراب أبيات مُلْغَزة الإعراب"؛ للرُّمَّاني، ولم يزِدْه فيه شيئًا[28].

 

وكان الأستاذ الأفغاني قد فرَغ مِن تحقيقه على هذه النسخة الباريسية، وهو على وَشْك الصدور، بعد أن تولَّت الجامعة السورية طبعَه في مطبعتها.

 

فلما عاد الميمني إلى كراتشي؛ حيث كان يُقِيمُ، بعد إحالته على التقاعد من جامعة عليكرة بالهند[29]، وصلَتْ إليه نسخة مطبوعة من الكتاب في 23 أيلول، بعث بها إليه الأستاذ الشاعر خير الدين الزِّرِكْلي، وما إن بدأ يُطالِع فيه حتى خالجَتْه الشكوكُ، وساوَرَتْه الرِّيَب بصحة نسبته لعلي بن عيسى الرُّماني، المتوفى سنة 384 هـ/ 994م، ولَمَّا تغلغل في أعماقه اكتشف أن الكتاب للحسن بن أسد الفارقي، المقتول سنة 487 هـ/ 1094م، وأن عنوانه على الصَّواب هو: "الإفصاح عن أبيات مشكلة الإيضاح"، وتوجد منه عدَّةُ نسخٍ أقدم من النسخة الباريسية، كان سجَّلها في جُزازاتِه التي علَّقها في رحلته سنة 1936م/ 1355هـ، ولم يطَّلع الأفغاني على هذه النسخ الجليلة، مما أفسد عليه عمله، وحرَمَه المعارضة بها، وكانت منه على طرف الثُّمام، قريبة المتناوَل.

 

وسارع الميمني إلى كتابة مقالة، دلَّل فيها على صحة ما اكتشفه، وعلَّق على بعض ما ندَّ عن محققه من أوهام، وأرَّخها في 26 أيلول، وبعث بها إلى المجمع، فنُشِرت في مجلته في 1 كانون الثاني 1959م/ 1378هـ؛ أي: بعد نحو ثلاثة أشهر من إرسالِها[30].

 

وفي الوقت نفِسه أبدى غيرُ واحدٍ من الفضلاء، الذين أهدى إليهم الأفغاني الكتابَ، الشَّكَّ في نسبته للرُّمَّاني، فأدَّاه ذلك إلى إعادةِ البحث، ليكتشفَ خطأه، ويبادر إلى إصلاحه، بأن استدرك في بعض نُسَخ الكتاب، التي لم تُوزَّع بعد، أوراقًا شرح فيها ملابسات هذا الخطأ، واستدراكه الصَّواب، ونشرها في 24 تشرين الأول 1958م/ 1378هـ[31].

♦♦ ♦ ♦♦


وفي العام التالي سنة 1959م/ 1379هـ تبلغ التنوخيَّ وفاةُ والد الميمني الحاج عبدالكريم بن يعقوب، في بلدة راجكوت بالهند، فيكتب إليه معزِّيًا:

كما عزوتُ إنني أعزِّي
عبدالعزيز بالأبِ الأعزِّ
مَنْ جاوز التِّسعينَ عامًا في الهُدى
عليه رحمةُ الإلهِ أبدا
ورثتَ منهُ عُمْرَه العالي الأتم
"ومَنْ يشابِهْ أبَهُ فما ظلمْ[32]"

♦♦ ♦ ♦♦


وتتفق الزِّيارة الرابعة للميمني لدمشق في تموز سنة 1960م/ 1379هـ[33] - وهي زيارته الأخيرة لها[34] - مع صدور الجزء الأول من "كتاب الإبدال"، فيقرأ بشغف ما خطَّتْه أنامل صديقه التنوخي في مقدمته وتعليقاته، هذا الصديق المفتون باللغة وفنونِها وشواردها؛ كما وصفه، فيُمسِك بقلمه، ويكتب لمجلة المجمع مقالةً ضافية عنه، مُقرِّظًا فيها عملَ صديقه فيه، ومما قاله: "كتاب الإبدال من خيرِ ما نُشر في هذه العصور المتأخِّرة التي قلَّت فيها الرَّغبة الصَّادقة في دَرْس اللغة، والبحثِ عن فرائدها وشواردها؛ ذلك أنه ليس لها مغانِم مادية من ورائها، ولَكَم بحث الأستاذ التنوخي في الكتاب عن شواهد الإبدال التي بلغت نحو ستِّمائة شاهدٍ من كلام العرب، ولا يوجد كثيرٌ منها في المصادر المعروفة، وتمكَّن بعد صدق البحث والتنقيب من عزوِها إلى قائليها، واهتمَّ بتفسيرِ غوامض التعبير، واستدرك من حروف الإبدال كثيرًا من الفوائت التي عثر عليها في أمهات كتب اللغة، مما زادت به فائدة الكتاب، ثم نَشَر بأمانةٍ جميعَ حواشيه وطُرَره اللُّغوية المرويَّة عن أئمة اللغة، أو المنقولة عن كتبهم بخطوطهم، وقد ضاع أكثرُها، أجلْ، ما كان ليُطلِعَنا على كلِّ ذلك إلا مَن ذاق لذَّة العلم، وألِفَ الصَّبر على مشاقِّه؛ لذلك أُهنِّئ العزَّ التنوخي على عمله هذا المبرور، وعلى ما كابده في تحرير كتابه وتصحيحه، والنشر العلمي كما بينَّاه لا يضطلع به إلا مَن رزقه الله فهمًا في اللغة دقيقًا، وطبعًا عربيًّا صحيحًا، وكان له عنايةٌ فائقة بتمحيص المسائل وتحقيقِ نصوصها، ثم أُوتيَ صبرًا كصبر أيوب مما اجتمع للعزِّ التنوخي؛ ولذلك كلِّه جاء كتابُ الإبدال على ما رأيتُ، بريئًا من التصحيف، سليمًا من التحريف، ما خلا هَنَاتٍ تعدُّ من طَبَع الطبع، وهو مما يشهد للمحقِّق باضطلاعه وسَعَة اطلاعه على أسرار العربية، ولا يجتمع ذلك إلا لقليل من علماء اللغة المحققين، وفي مقدمتهم العز التنوخي، فالحمدُ لله على ذلك، وأنا مع هذه الكلمة المنصفة الصادقة أحثُّه على متابعة جهوده لنشر الجزء الثاني من الإبدال، وما بقي من آثار أبي الطيب اللُّغوي الحلبي، وحقيقٌ به ذلك؛ لأن أبا قيس التنوخي شاميٌّ كأبي الطيِّب، فجزاه الله على تحقيقه هذا خيرًا، وأبقاه للعلم والأدب، وخدمة لغة العرب"[35].

 

وهنيئًا للتنوخي على هذه الشهادة من عالم جليل، أحبَّ العربية حبًّا ملك عليه نفسه، وتغلغل في سُويداء قلبه.

وكان الميمني في تلك الزِّيارة قد جاء إلى دمشق بدعوة مِن وِزارة الثقافة[36]؛ لتستأنسَ برأيه وتُفِيد من خبرته في معرفة المخطوطات العربية، وأي المخطوطات أَوْلى بالنَّشر[37]، فكتب الميمني لمديرية إحياء التراث القديم فيها قائمةً بأسماء ما في خزائن إستانبول من المخطوطات النفيسة، ومنها نسخة فريدة من كتاب "مقدمة في النحو"؛ لخلف بن حيان الأحمر البصري، المتوفى سنة 180 هـ/ 796م، وهو مِن أقدم ما أُلِّف مِن مختصرات النحو، ورغب الميمني أن يعهد بتحقيقها إلى صديقه التنوخي، وكذلك كان[38].

 

وفي مجلس ضمَّ لُمَّة مِن أصدقائه الكرام، فيهم - إضافةً للتنوخي - أستاذُنا أحمد راتب النفاخ، حَفَزَ الميمنيُّ الهِمَمَ لطبعِ كتاب "العُباب الزَّاخر واللُّباب الفاخر"؛ للصَّاغاني، المتوفى سنة 650 هـ/ 1252م[39]، وكان قد فرغ لتوِّه وهو في دمشق مِن تحقيق مقدمته[40]، ونشرها في مجلة المجمع[41]، ثم أردفها بمقالةٍ نبَّه فيها على أهميته وطريقة نشره المُثْلى، وكذلك نشرها في مجلة المجمع[42]، ومما قاله فيها: "مِن أجلِّ أعمال مَجْمَع اللغة العربية بدمشق، وقد خُلق لحياة لسان العرب، أن يُؤلِّف لجنة لُغَوية تتألف من حُذَّاق اللغة وعُشَّاقها لتقومَ بنشر هذا السِّفْر الجليل"[43].

 

وكان أستاذُنا النفَّاخ قد قرأ عليه في زيارته هذه: باب كيف كان بَدْءُ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من "الجامع الصَّحيح"؛ للبخاري، وطلب منه الإجازة، فأجازه الميمني بمروياته عن شيوخه[44].

 

وكان النفاخ ينقل عنه قولَه: "المعنى الذي يمكن أن أؤدِّيَه بلفظينِ لا أجعلهما ثلاثة"[45]؛ للتدليل على شدة حرصه على الإيجاز في كتاباته وتعليقاته.

♦♦ ♦ ♦♦


وطَوالَ تلك السِّنين لم تَغِبْ عن التنوخي رغبةُ صديقه الميمني في تحقيق السِّفْر الثاني من كتاب "الدَّلائل في غريب الحديث"؛ لقاسم بن ثابت السَّرَقُسْطي، المتوفَّى سنة 302 هـ/ 915م.

 

فعرَّف به في مجلة المجمع في مقالته "مِن ذخائر قبة الملك الظاهر"[46]، ثم عاد التنوخي للحديث عنه في مقالة ضافيةٍ نشرها في مجلة المجمع في مطلع عام 1966م/ 1385 هـ[47]، وكان قد حَفَزه إلى الكتابة عنه مرة أخرى عثورُه على نسخة خطية ثانية للسِّفْر الثاني منه في الخزانة العامَّة في الرِّباط، وكان سرورُه بها عظيمًا، أما سفره الأول، فقد أخبره الميمنيُّ أن لا وجودَ له في خزائن الأرض، ولا يعلم مستقرَّه إلا الله، ومع ذلك كان التنوخي يأمُل في العثور على نسخة ثالثة لعلها تكون النسخة الكاملة له، قائلًا: "الإبطاء مع التمام خيرٌ من العجلة مع النقصان"، وكان الميمني على خلافِ رأيه في الانتظار، فما فتِئ يحثُّه على نشره، ومَن أحقُّ بنشره من المجمع العلمي، حتى استجاب له التنوخي أخيرًا، وشرع في تحقيقه[48]، وقطع شوطًا بعيدًا فيه، واطَّلع أستاذنا النفَّاخُ على كراريس مِن عمله، ولكن المنيَّة لم تُمهل التنوخي حتى يحقق أمنيَّته في إتمامه، فتُوفِّي فجر يوم الجمعة 24 حزيران 1966م/ 5 ربيع الأول 1386 هـ، عن سبع وسبعين سنة، وفُقد ما صَنَع، ولم يقع إلى أحدٍ علمُ ما قام به في هذا الباب[49].

 

ويُفجع الميمني بوفاةِ صديقه الوفي الحَفِي؛ كما وصفه، فيتوجَّع لهذا النبأ المحزن، وقد شطَّتْ به الدار، ويعود بذاكرته إلى تلك الأيام الجميلة التي دعا الله فيها أن يجمع بينه وبين التنوخي، فاستجاب دعوته، وحقق رغبته، والتقاه بعد عشرين عامًا، أما الآن، وقد غلبه الألمُ، فيتساءل بأسى: "كيف أسأله تعالى أن يجمع بيننا بعد عشرين عامًا أخرى؟"[50].

 

ويخطُّ بقلمه كلمات رثاء؛ لعلها تُسليه عن مُصابه، فيقول: "لقد كان مُغرَمًا بالآداب والمعارف، سَمْحًا كريمًا في تقديره لجهود المَعْنِيِّين بها، إذًا ليس ببِدْع أن تعشق الأذن قبل العين مِن كلا الطرفين، حتى إذا التقينا راعني مخبرُه ومنظرُه، واستهوَتْني شمائله، وسأذكر دائمًا تلك المجالس التي كان المرحوم يهتمُّ بعقدها على ضفاف بَرَدَى، وفي وسطِ داريا أثناء زياراتي لبلاد الشام، والتي كنا نتجاذب فيها الأحاديث عن الشِّعر والأدب، ونتفكَّه برُوح أخوية صافية"[51].

 

ويشتدُّ حنينُ قلبه القَرِح إلى لقائه، فيكتبُ مواسيًا لنفسه: "ولا جَرَم أنَّ الله يجمع بيننا في دار القَرَار، مع الأتقياء الأبرار، إنه قريبٌ مجيب"[52].

 

ويلحق الميمنيُّ بصديقه التنوخي بعد اثنَي عشر عامًا؛ حيث أسلم الرُّوح إلى بارئها صباح يوم الجمعة 27 تشرين الأول سنة 1978م/ 26 ذي القعدة 1398 هـ، عن نحو تسعين سنة[53].

فهل استأنَفَا في عالَم الغَيْب ما كان بينهما في عالم الشُّهود؟!

إبراهيم الزيبق


المصادر والمراجع:

• الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب؛ لأبي نصر الحسن بن أسد الفارقي، حققه وقدم له سعيد الأفغاني، جامعة بنغازي، الطبعة الثانية، 1394هـ/ 1974م.

 

• بحوث وتحقيقات؛ تأليف العلامة عز الدين الميمني، أعدها للنشر محمد عُزير شمس، تقديم شاكر الفحام، مراجعة محمد اليعلاوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1995م.

 

• سعيد الأفغاني حامل لواء العربية؛ تأليف الدكتور مازن المبارك، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1423هـ/ 2002م.

 

• سير أعلام النبلاء؛ تأليف شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق ثُلَّة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1981م.

 

• شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف؛ تأليف أبي أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، تحقيق الدكتور محمد يوسف، مراجعة أحمد راتب النفاخ، القسم الأول، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة 1981م.

 

• العلامة المجمعي عز الدين التنوخي؛ تأليف إبراهيم الزيبق، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة 1436هـ/ 2015م.

 

• الكامل في التاريخ؛ تأليف عز الدين علي بن محمد؛ المعروف بابن الأثير، دار صادر، بيروت، 1386هـ/ 1966م.

 

• كتاب الإبدال؛ لأبي الطيب اللُّغوي، تحقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة 1960م.

 

• كتاب الإتباع؛ لأبي الطيب اللُّغوي، تحقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة 1961م.

 

• كتاب الأغاني؛ لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، تحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور إبراهيم السعافين، والأستاذ بكر عباس، دار صادر، بيروت، الطبعة الثالثة، 1429هـ/ 2008م.

 

• كتاب المثنى؛ لأبي الطيب اللُّغوي، تحقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات مجمع اللغة العربية، سنة 1960م.

 

• معجم الأدباء، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب؛ تأليف ياقوت الحموي الرومي، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1993م.

 

• مقدمة في النحو؛ تأليف خلف الأحمر، تحقيق عز الدين التنوخي، مطبوعات وزارة الثقافة، مديرية إحياء التراث القديم، دمشق، سنة 1961م.

 

• الورقة؛ تأليف أبي عبدالله محمد بن داود الجراح، تحقيق الدكتور عبدالوهاب عزام وعبدالستار أحمد فراج، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثالثة، سنة 1986م.

 

• أوراق التنوخي لدى المجمع.

 

المجلات:

• مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلدات: 15، 32، 33، 34، 35، 36، 37، 41، 44، 51، 54.

• مجلة معهد المخطوطات العربية (الكويت)، مجلد 29/ جزء 1.



[1] مقالة نشرت في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد التاسع والثمانون، الجزء الرابع، ذو الحجة 1437هـ / تشرين الأول 2016م.

[2] ينظر: "سير أعلام النبلاء": 7/ 38 - 41، 11/ 451.

[3] مجلة المجمع: مج 54/ 259 - 263.

[4] مجلة المجمع: مج 54/ 254، وأهدى الميمني في أواخر حياته لمكتبةِ المجمع بدمشق نسخةً مصورة من دفترٍ فيه أسماءُ نوادرِ المخطوطات التي اطَّلع عليها في رحلته هذه، منقبًا عنها جُلَّ المكتبات العمومية والخاصة؛ في القاهرة، والإسكندرية، وإستانبول، وحلب، ودمشق، والقدس، وبغداد، والنجف، وعدَّها الميمني خير ذخيرة اقتناها في حياته، وهي في مكتبة المجمع برقم (469)، وقد نشر الدكتور شاكر الفحام قسمًا منه يتعلق بمكتبات إستانبول في "مجلة معهد المخطوطات العربية"، (الكويت)، المجلد 29، الجزء الأول، سنة 1985م، ص 67 - 125، وأُعِيد نشره في كتاب: "بحوث وتحقيقات"، ج1/ 151 - 193، وما زال عشاق التراث ينتظرون نشر القسم الباقي.

[5] ينظر كتابي "العلامة المجمعي عز الدين التنوخي"، ص 46 - 47.

[6] مجلة المجمع: مج 15/ 337.

ثم يعرِّف التنوخي بالكتاب في مجلة المجمع: مج: 15/ 335 - 339، وهذه النسخة أهداها مِن بعدُ الشاعر النجفي للدكتور عبدالوهاب عزام، فحقق نصوصها، وشاركه في التعليق عليها الأستاذ عبدالستار أحمد فرَّاج، وصدرت طبعتُها الأولى عن دار المعارف بمصر، سنة 1953م/ 1372 هـ؛ ينظر كتاب: "الورقة"، 5، 7، 13، 15، 17.

[7] مجلة المجمع: مج 54/ 263 - 264.

[8] مجلة المجمع: مج 37/ 365.

[9] ينظر عن تفاصيلها كتاب: "الكامل"؛ لابن الأثير: 8/ 540 - 542.

[10] كتاب الإبدال: ج1/ 57 - 58، وكتاب المثنى: 4.

[11] مجلة المجمع: مج 35/ 679.

[12] الدشت: كلمة دخيلة تعني الورق غير المرتَّب؛ ينظر: "المعجم الوسيط": (الدشت).

[13] بحوث وتحقيقات: ج1/ 138 - 139، وفيه: "أخين كنا"، وهو خطأ مطبعي، والبيت على المشهور:

أُخيَّينِ كنا فرَّق الدهرُ بيننا *** إلى الأمد الأقصى ومَن يأمنُ الدهرَا

ونسَبَه ياقوت إلى إمام النحاة سيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان، وأورده في ترجمته، ينظر: "معجم الأدباء"، 5/ 2126.

[14] وعن هذه النسخة التامة حققه عبدالعزيز أحمد، ونشرته مكتبة البابي الحلبي في القاهرة سنة 1383هـ / 1963م، ثم أعاد تحقيقه الدكتور محمد يوسف - تلميذ الميمني المقرَّب - وصدر القسم الأول منه في مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، سنة 1981م، بمراجعة أحمد راتب النفاخ، وتنظر ص: 3 - 5، 24 - 26 من المقدمة.

[15] مجلة المجمع: مج 54/ 267.

[16] مجلة المجمع: مج 15/ 412.

[17] مجلة المجمع: مج 32/ 445 - 452، وكتاب الإبدال: ج1/ 57 - 60، 64، 65.

[18] كتاب الإتباع: 11 - 12.

[19] كتاب الإبدال: ج1/ 3.

[20] مجلة المجمع: مج 35/ 679.

[21] ينظر كتابي "العلامة المجمعي عز الدين التنوخي": 101.

[22] مجلة المجمع: مج 34/ 192.

[23] مجلة المجمع: مج 54/ 257.

[24] هي الشاعرة حميدة بنت الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري، والبيت هو:

كهولُ دمشقَ وشبَّانُها *** أحبُّ إليَّ مِن الجاليَهْ

والجالية هم أهل الحجاز، كان أهل الشام يسمونهم بذلك؛ لأنهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام؛ ينظر: "كتاب الأغاني": 9/ 168، 169، و"معجم الأدباء": 3/ 1227، ولأستاذنا أحمد راتب النفاخ مقالةٌ نفيسة في تحرير اسمها، وأنه حميدة، في سلسلتِه الماتعة: "نظرات في نظرات"؛ نشرها في مجلة المجمع: مج 59/ 587 - 618، وفيها إلماع إلى أصول من أصول النظر في الروايات والنصوص ونقدها.

[25] مجلة المجمع: مج 54/ 277 - 278.

[26] مجلة المجمع: مج 44/ 233.

[27] مجلة المجمع: مج 33/ 683 - 686.

[28] مجلة المجمع: مج 34/ 192.

[29] مجلة المجمع: مج 54/ 269.

[30] مجلة المجمع: مج 34/ 192 - 195.

[31] ثم أعاد الأستاذ الأفغاني نشر الكتاب على الصواب في طبعته الثانية، التي صدرت عن جامعة بنغازي سنة 1974م/ 1394هـ - وكان يُدرِّس فيها وقتئذٍ - فقال في مقدمته، ص 3: "وقبيل توزيع نسخ الكتاب علمتُ أن نسخة باريس التي عنها صدرت الطبعة مخطئة في اسم الكتاب واسم مؤلِّفه، ساقطة منها خاتمة الكتاب...، فبادرت إلى إيداع كل نسخة نشرة تصحح الخطأ وترد الخاتمة".

وكان الأستاذ الدكتور مازن المبارك مُعاضدًا لأستاذه الأفغاني في الاهتداء للصواب، فقد ذكر أنه كان وقتئذٍ بالقاهرةِ، يحضر رسالة الدكتوراه عن الرمَّاني النَّحْوي، فلما اطَّلع على الكتاب منسوبًا إليه، رأى أنه ليس للرماني؛ لِما يعرفه من أسلوبه، ومن استقصائه لآثاره، وليس بينها "توجيه إعراب الأبيات المُلْغزة"، فبادر إلى كتابة رسالة إلى أستاذه الأفغاني بذلك، فكلَّفه مراجعة الفهارس والكتب المماثلة لموضوع الكتاب، فوقف المبارك على نسخة خطية من كتاب الفارقي، ووضع الحقيقة بين يديه، ولما بدا للأفغاني وجهُ الحق، بادر إلى الأخذ به وإعلانه على الناس، ولما عاتبه المبارك لنشره اسمَه، قال له الأفغاني: يجب أن يُعرَف الحق وأن يُنسَب الفضل إلى أصحابه، وعقَّب المبارك على ذلك بقوله: فكان مُعلِّم أخلاق وسلوك، كما كان معلم نحو ولغة؛ ينظر كتابه "سعيد الأفغاني": 19، 22، 90 - 91.

[32] بحوث وتحقيقات: ج1/ 17، وقد سقطت منه كلمة "أبه" في البيت الثالث.

[33] مجلة المجمع: مج 37/ 517.

[34] مجلة المجمع: مج 54/ 272.

[35] مجلة المجمع: مج 35/ 679 - 680.

[36] مجلة المجمع: مج 32/ 683، ومج 35/ 515، ومج 37/ 517.

[37] مجلة المجمع: مج 54/ 272.

[38] مقدمة في النحو: 3 - 9، وكتابي "العلامة المجمعي عز الدين التنوخي": 107 - 110.

[39] مجلة المجمع: مج 37/ 517.

[40] مجلة المجمع: مج 35/ 566.

[41] مجلة المجمع: مج 35/ 546 - 566.

[42] مجلة المجمع: مج 36/ 47 - 49.

[43] مجلة المجمع: مج 36/ 49.

وقد طبعت أجزاء من "العباب" في بغداد، جلها بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.

[44] تنظر إجازة الميمني له في مجلة المجمع: مج 54/ 240.

[45] مجلة معهد المخطوطات العربية (الكويت): مج 29/ ج1/ 68، وبحوث وتحقيقات: ج1/ 152.

[46] مجلة المجمع: مج 37/ 362 - 366.

[47] مجلة المجمع: مج 41/ 3 - 20.

[48] مجلة المجمع: مج 41/ 17 - 18.

[49] مجلة المجمع: مج 51/ 264، وكتابي "العلامة المجمعي عز الدين التنوخي": 117 - 118، 120، وقد وصف الدكتور شاكر الفحام ما وصل إلينا من نسخه، في بحث نفيس، نشره في مجلة المجمع: مج 51/ 232 - 294، 481 - 517

[50] رسالة الميمني بخطه محفوظة مع أوراق التنوخي لدى المجمع.

[51] العلامة المجمعي عز الدين التنوخي: 124.

[52] رسالة الميمني بخطه محفوظة مع أوراق التنوخي لدى المجمع.

[53] وقد ترجم له ترجمة ضافية الدكتور شاكر الفحام، ونشرها في مجلة المجمع: مج 54/ 236 - 279.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عز الدين التنوخي: خطوط رئيسية في تاريخ حياته ودراسة أدبه
  • فيض الكريم في صفة إخفاء الميم لعمرو عبد الله الحلواني

مختارات من الشبكة

  • جمعية الصداقة الكاريلية - العربية تنعى رئيس مركز الثقافة العربية "البيت العربي"(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي والبعد الحقيقي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الصداقة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصداقة الأسلوب الأفضل لتربية الأبناء(مقالة - موقع د. ناجي بن إبراهيم العرفج)
  • تصنيف اللغات العربية في سياقيها اللغوي والجغرافي - دراسة وتحليل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مقترحات لتدعيم منزلة العربية وترقيتها عالميا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خطبة عن الصداقة والصديق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا وجود له(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بين الصداقة والمصلحة(استشارة - الاستشارات)
  • الصداقة بين الغيرة وشدة التعلق(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب