• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

السيميوطيقا البورسية

السيميوطيقا البورسية
محمد مختاري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2017 ميلادي - 27/7/1438 هجري

الزيارات: 34730

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السيميوطيقا البورسية[1]

 

يوجد في الأوساط الثقافية العربية بشكل عام، واللسانية والنقدية بشكل خاص، نوعٌ من الاختلاف المثير حول تسمية العلم الذي يدرُس العلامات في الكون، وإذا عَلِمْنا أن عِلْمَنا هذا ظهرَ، أوَّلَ ما ظهر، بالعالم الغربي، بأمريكا مع ش. س. بورس، وسويسرا، بشكل من الأشكال، مع ف. دي سوسير، فإننا سنكون أمام الإشكاليات التي تطرحها التَّرجمة. ولذلك سنجد "السوسيريين" يحبون تسميته بـ"السيميولوجيا"، و"البورسيين" يفضلون مصطلح "السيميوطيقا"، أما الفريقُ الثالثُ، يرون "السيميائيات" المصطلحَ الأنسَب والأمثل لهذا العلم، وذلك بنوع من التأصيل الموضوعي؛ لأن تراثنا العربي حافلٌ بالأفكار التي تحوم، على نحو من الأنحاء، حول نفس الموضوع الذي يعالجه هذا العلم؛ إننا نتحدث، هنا، عما قدمه الجاحظ، والجرجاني... وآخرون، ولذلك لن نعدَمَ أحقيتنا في نحت مصطلح ذي جذور تراثية. ولسنا هنا بصدد مناقشة قضية المصطلح، فهي مسألة شائكة حقاً، ولكننا نريدُ، في هذا الصدد، أن نسلط الضوءَ على السيميوطيقا البورسية (نسبة إلى بورس[2])، ونُحاولَ، بشيءٍ من التطبيق والنمذجة، أن نمكّن القارئ الكريم من فهم هذا العلم، وسيلاحَظُ أننا تجاهلنا ما عُرِفَ لدى سوسير من أفكار "إرهاصية" حول "السيميولوجيا"، وذلك لإيماننا بأن دي سوسير لم يأت بشيءٍ حَريٍّ بأَنْ يُدرَس غيرَ أنه تكهَّن لعلم يدرس العلامات بالمجتمع، وسيتكفل علم النفس العام بإظهاره، كما أن نتائجه ستصيرُ قابلة للإسقاط على علم اللسانيات، لأن السيميولوجيا تعد، بحسب دي سوسير، عامة وشاملة، بخلاف اللسانيات التي تعتبر جزءا منها وحسب[3]. وبذا سنهتم بسيميوطيقا العالم الأمريكي "ش. س. بورس"، محاولين الإجابة عن بعض الإشكاليات الأساسية من مثل: ما السيميوطيقا عند بورس؟ وكيف تشتغل هذه السيميوطيقا؟ وما أهم مصطلحاتها الإجرائية؟. هذا ما سنحاولُ التوقُّفَ عندَهُ تحليلاً وتفصيلاً.

 

يمكن أن نعرِّف السيميوطيقا البورسية على أنها ذلك العلم الذي يدرس العلامات في كل مناحي الحياة، وهو العلم الذي يُعنى بـ"وصف آليات إنتاج الدلالة داخل موضوع ثقافي ما"[4]، بمعنى أن السيميائيات تدرس كل العلامات اللغوية وغير اللغوية في الكون لِتُحاول استخراج الدلالات الكامنة وراءها، وإذا كان دي سوسير قد ربطها بالمجتمع وحسب، فـ"بورس" يقرِنُ هذا العلم بالمنطقِ، ويعتبر وظيفتَه منطقيةً وفلسفيةً على نحو محض، ولذلك فالسيميوطيقا، من منظور "بورس"، تشمل جميع العلوم الإنسانية والطبيعية. ويؤكد بورس، في مواضع كثيرة، أنه لم يكن" ليدرس أي شيء، مثل: الرياضيات والأخلاق والميتافيزيقا والجاذبية وعلم الأصوات والاقتصاد وتاريخ العلوم...إلخ، إلاّ بوصفه دراسةً سيميوطيقية"[5]، وهذا ما يثبت شمولية السيميوطيقا لدى الفيلسوف الأمريكي.

 

وإذا كان دي سوسير قد اشتُهِرَ بتقسيماته الثنائية في بحثه الألسُني (دال - مدلول، السانكرونية - الدياكرونية، المحور الاستبدالي - المحور التركيبي...)، فإن بورس قد أخذَت نظريتُهُ السيميوطيقية منحىً ثُلاثياً؛ إذ لا يمكن، في نظره، أن نتصور رقم (1) دون أن نتصور معه الرقم (2)، لأن الأول يحتاجُ إلى الثاني ليفتح السلسلة الاحتمالية، ثم إن الأمر لا يمكنه أن يقف عند هذا الحد دون وجود الرقم (3)، لأنه هو الذي يقوم بعملية الربط بين الأول والثاني، ثم إن هذا الرقم لا يكون كالأول ولا كالثاني، بل ينتمي إلى دائرة مختلفة تماما[6]. ولذلك فإن الأنظمة الثُّلاثية التي تشتغل في النسق السيميائي لدى بورس، يمكن تجليتُها، أولاً، في التقسيم الثلاثي للعوالم المنطقية أو للمقولات الفانيروسكوبية[7]، وثانيا في التقسيم الثلاثي للسيميوز إلى العلامة الممثل والعلامة الموضوع والعلامة المؤول، وأما ثالثا فسيأتي توضيح التفريعات الثلاثية الناتجة عن السيميوز في علاقته بالمقولات المنطقية الثلاث.

 

أولا: المقولات الفانيروسكوبية أو العوالم المنطقية الثلاث[8]

يؤكد بورس أن التجربة الإنسانية لا يمكن أن تخرج من أصول ثلاث فهي "الأصل والمنطلق في إدراك الكون وإدراك الذات وإنتاج المعرفة وتداولها (...) [و] تنطلق الثلاثية من النوعية (أول) إلى الفعل (ثان) وإلى قانون (ثالث)، أي من الإحساس إلى الوجود إلى التوسط"[9]، بمعنى أن الكون تحكمه ثلاث مقولات:

1. المقولة الأولى أو الأولية تتعلق بـعالم الأحاسيس، فالعالمُ، هنا، "يمثل أمامنا في مرحلة أولى على شكل أحاسيس ونوعيات مفصولة عن أي سياق زماني أو مكاني... وتشير هذه المقولة إلى الإمكان فقط، فلا شيء يوحي بأن معطياتها قد تتحقق في واقعة ما"[10]، وهذا يعني أن مقولة الإمكان تعني حالة الأشياء قبل أن تتحقق، وهي "كيفيات الإحساس، والمظاهر المحضة. وهي بالتعريف حال الوجود الذي يرتكز على أن شيئا هو إيجابيا كما هو دون اعتبار لأي شيء آخر. وهذا لا يمكن أن يوجد إلا في صورة إمكان"[11] فكلمة "كتاب"، مثلا، في مقولة الأحاسيس، ليس إلا مجموعة من الأصوات التي لا تعني شيئا بعدُ، فهي تتحدد في كونها مجرد أحاسيس ونوعيات تثيرها فينا، ولعل هذا الأمر يبرز على نحو جيد، إذا أخذنا مثال رجلٍ فرنسي لا يجيد التحدث باللغة العربية ولا يفهمها، فلفظنا أمامه كلمة "كتاب"، إنه، في هذه الحالة، لن يدركها على أنها تشير إلى "الكتاب" المرجعي، بل ستتحدد لديه كأحاسيس ونوعيات فقط، وهذا بالضبط ما يعنيه بورس بمقولة الأولية، فهي تشير إلى الأشياء في حالة إمكانها فقط، لا في تحققها وفعليتها.

 

2. المقولة الثانية أو الثانوية تتصل بعالم الفردية، فإذا كانت الأولية تعني حالة الظواهر في إمكان تحققها، وفي تمفصلها عن الوجود العيني، فإن الثانوية تعني "الواقعة والوجود: وجود الشيء ووجود الحدث، وجود الفكرة والوضعية [...] إنها مقولة الهنا والآن، وجود الشيء الذي حدث في زمن ومكان معينين[...] إن [الثانوية] من هذه الزاوية بالذات هي الشرط الأساسي لتحويل الإمكان واللاتحديد (اللاعضوي، واللامحدد) إلى حقائق مجسدة داخل حقل التجربة الإنسانية"[12]، أي أن هذه المقولة تقيم علاقة ضرورية مع المقولة السابقة، فتخرجها من لاتحديديتها إلى عالم التحديد والتعيين والوجود الفعلي والتجربي. وإذا عُدنا إلى صاحبنا الفرنسي الذي لا يمت بصلة إلى اللغة العربية، وأتينا بكتاب ما وأخبرناهُ بأنَّ كلمة "كتاب" التي كانت تتبدى لديه، في السابق، مجرد أصوات وأحاسيس، تعني هذا الكتاب (ذو الدفتين والصفحات..) فإننا سنكون بذلك قد مكناه من التقاط كلمة "كتاب" من عالمها اللامحدد (الأولية)، وإدخالها في عالم التحقق والتحديد (الثانوية)، وبذلك فإن المقولة الأولى لا قيمة لها دون حضور المقولة الثانية، وهذا لا يعني أننا حللنا المشكلة بهذه البساطة، فعلى العكس من ذلك، تعني هذه المقولة مجرد النسخة الواحدة والمفردة فقط.

 

3. المقولة الثالثة أو الثالثية وتتعلق بعالم الفكر؛ أما هذه المقولة فتلعب دوراً توسُّطيا بين المقولتين السابقتين، فإننا لا يمكن أن نقيم علاقة ثابتة ودائمة بين عالم الأحاسيس وعالم الفردية دون عالم الفكر أو القانون الذي، عن طريقه، نتمثّلُ الموجودات. إن هذا العالم يعني "الفكر في محاولته تفسير معالم الأشياء"[13]، وبهذا، يتعين لنا القول أن الثالثية هي التي تمكننا من وضع علاقة بين الشيء في احتماليته وإمكانيته، وبين ما "يمثله" في حالة التحقق والتعيُّن؛ فالرجل الفرنسي الذي أسْمعناهُ كلمة "كتاب" يظن أنها تدل على ذلك الكتاب الذي حملناهُ إليه فقط، ولذلك قد لا يُطلق هذه اللفظة على كتاب آخر غير الذي رآه؛ إذ أننا تركناهُ بين عالم الأحاسيس وعالم الفردية فقط، فما الحلُّ إذا لمساعدته؟ يتعين علينا، في هذه الحالة، أن نستعين بعالم الفكر أيضا؛ أي المقولة التي تُقنن له عملية الإدراك، فنخبره أن كل شيءٍ يملك المواصفات التالية: (دفتين وصفحات وسطور...) نسميه كتاباً، وبذلك نكون قد مكنا الرجل من التعرف على كل النسخ التي يُطلق عليها لفظ "كتاب"، أي خلَّصناهُ من فكرة النسخة الواحدة.

 

إذن، تُشكل المقولات الثلاث البنية الإدراكية الشاملة في سيميائيات بورس، فالمقولة الأولية تدل على المقولة الثانوية عن طريق الثالثية التي تقيم دور الوسيط بين المقولتين السابقتين، وإذا أدركنا كنه هذه المقولات سنتمكن أيضا من إدراك بنية السيميوز وتفريعاته.

 

ثانيا: السيميوز

يُمثل السميوز، لدى بورس، "السيرورة التي تقود إلى إنتاج دلالة ما"[14] وبعبارة أوضح فـ"السيميوز تتحدد باعتبارها سيرورة يشتغل من خلالها شيء كعلامة. وتستدعي تضافر ثلاثة عناصر[...] وهي عناصر تشتغل ضمن حلقة يحيل كل عنصر داخلها على عنصر آخر. والعلامة لا يمكن أن تكون علامة إلا إذا كانت جمعا وربطا بين هذه العناصر الثلاثة"[15]، والعناصر المكونة للسيميوز هي العلامة الممثل الذي ينتمي إلى مقولة الأحاسيس، والعلامة الموضوع الذي ينتمي، بدوره، إلى مقولة الفردية، والعلامة المؤول التي تتجسد باعتبارها تنتمي إلى مقولة الفكر والقانون. لماذا يشكل السيميوز سيرورة؟ يتحدد هذا الأمر في أن العلامة الممثل تحيل على العلامة الموضوع عن طريق العلامة المؤول، والتي بدورها ستتحول، فيما بعد، إلى علامة ممثل تحيل على علامة موضوع عن طريق علامة مؤول آخر، والذي بدوره سيدخل في هذه السيرورة التدليلية إلى ما لانهاية وهكذا. ويمكننا إيضاحُ السيميور على النحو الآتي:

1- العلامة الممثل، وهو العنصر الذي تتمثل فيه العلامة كأحاسيس ونوعيات مفصولة عن أي إطار مرجعي، فهو "الشيء الذي يعوض بالنسبة لشخص ما شيئا ما بأية بصفة وأية طريقة [...] وهذه العلامة تحل محل شيء هو موضوعها"[16]، ويعني هذا، أن العلامة الممثل يشتغل كـ"أداة نستعملها للتمثيل لشيء آخر. إنه لا يقوم إلا بالتمثيل، فهو لا يعرفنا على الشيء ولا يزيدنا معرفة به"[17]، ولذا فإن أي مظهر، سواءً كان لغويا أو غير لغوي، لا يمكنه أن يعني شيئا غير نفسه التي تثير لدينا مجرد أحاسيس ونوعيات فقط، وهذه هي العلامة الممثل في حالة عدم اتصالها بعلامة موضوع ما، ولذلك فهي تتصل بعالم الأحاسيس والإمكان فقط، أي بالمقولة الأولية، ومفيدٌ، في هذا الصدد، أن نتذكر مثال الرجل الفرنسي الذي يتمثل لفظة "كتاب" على أنها أصوات وأحاسيس مفصولة عن أي موضوع.

 

2- العلامة الموضوع، وهو العنصر الثاني في سلسلة تكون السيميوز؛ أي أنه العلامة التي تُخرجُ العلامة الممثل من إمكانها، وتجعلها تدل عليها (أي على موضوعها)، إنها العلامة التي "تعني الشيء الموجود، أو الواقعية الفعلية"[18] التي لها علاقة بالمقولة الثانوية والفردية، فهي العلامة التي تقوم العلامة الممثل بتمثيلها، سواءً كانت واقعية أو متخيلة أو قابلة للتخيل، أو لا يمكن تخيلها على الإطلاق[19]، وإذا كانت العلامة الممثل تكتفي بطبيعتها اللاتعيينية، فالعلامة الموضوع تتجسد في كونها تشير إلى شيء ما محدد، وتتعَيَّنُ في علاقتها مع العلامة الممثل لأنها هي التي "تُمثلها" وتشخصها وتشير إليها. وبذلك فالرجل الفرنسي يعلم الآن أن لفظة "كتاب" تشير إلى ذلك الشيء المُعين، باعتبارها "نسخة واحدة" (مقولة فردية) موجودة أمامه.

 

3- العلامة المؤول، وهو المكون الثالث المُكمِّلُ لحركة السيميوز الثلاثية، فهو الذي يقوم بعملية الربط بين العلامة الممثل (مقولة الأحاسيس)، والعلامة الموضوع (المقولة الفردية)، ليُخضع هذه العملية لقانون الفكر(مقولة الفكر)، ويجعلها قابلة للإدراك على نحو إلزامي وقانوني ودائم. إن العلامة المؤول تحول "الموضوعات إلى صور ذهنية تغنينا عن الوقائع، وتمكننا من التخلص من ربقة الأنا والهنا والآن"[20]، أي أن هذه العلامة هي التي ستمكن صاحبنا الفرنسي من التخلص من سلطة النسخة الواحدة، والزمكان المحدد والمعين، وستجعله يدرك، على نحو مُسَنَّن، أن كل الأشياء التي تحمل مواصفات الكتاب، نُطلق عليها لفظةَ "كتاب" بطريقة دائمة لها علاقة بالتجارب السابقة لعملية الإدراك، وعلى هذا النحو يمكن تحديد العنصر الثالث في سيرورة السيميوز" بأنه مجموع الدلالات المسننة من خلال سيرورة سميائية سابقة ومثبتة داخل هذا النسق أو ذاك. وبعبارة أخرى، إنه تكثيف للممارسات الإنسانية في أشكال سميائية يتم تحيينها من خلال فعل العلامة (أي لحظة تصور إحالة تشترط وجود قانون)، سواء كانت هذه العلامة لسانية أو طبيعية أو اجتماعية"[21]. ومع هذا فإن العلامة المؤول لا زالت تحتاج إلى تعريف مُدَقق، فبورس يقسم هذه العلامة بدورها إلى مستويات ثلاث وهي:

أ‌. المؤول المباشر، ويتحدد هذا المؤول باعتباره المعنى المباشر والأولي للعلامة، والذي يتم كشفه انطلاقا من الإدراك الأول والمباشر للعلامة فقط، فعبارة "كتاب أصفر" لا يعني سوى إسناد لون (الصُّفرة) إلى شيء ما (كتاب)، فهذا المعنى يكتفي بتحديد ما هو مباشر وظاهر وأولي فقطّ.

 

ب‌. المؤول الديناميكي، وفي هذه المرحلة ينتقل المؤول من كونه مُعطى بطريقة مباشرة إلى المرحلة الديناميكية في عملية التأويل، ويتعين هذا المؤول في كونه يُسند المعنى اللانهائي للعلامة، أو بصيغة استعارية، المعنى الانفجاري للعلامة، ففي هذه المرحلة تنفتحُ العلامة على كل إمكانية في التأويل، ولا يمكن لهذا المؤول أن ينهض دون المرور، أولاً، بالمؤول المباشر، فعليه يستند ويتأسس. فالعلامة المؤول حينما يتعرَّف على التأويل الأولي والمباشر، يرتدي، بعد ذلك، آفاقاً لا نهائية، مُنفتحا، بذلك، على كل الاحتمالات التأويلية. فالكتاب الأصفر لن يعود مجرَّد شيءٍ أسندنا إليه لونا من الألوان، بل سيوضع على كل التأويلات اللامتناهية، في علاقتها بكل المجالات، لسانية كانت أو طبيعية أو اجتماعية أو أنتروبولوجية أو فلسفية... إلخ[22].

 

ت‌. المؤول النهائي، وإذا كان المستوى الثاني في سيرورة التأويل (المؤول الديناميكي) لا يتوقف عند نقطة معينة، فإن هذه المرحلة من التأويل تتدخل لكبح جماح هذا الانفلات الذي يقوم به المؤول الديناميكي، "فداخل سيرورة تأويلية معينة يجنح الفعل التأويلي إلى تثبيت هذه السيرورة داخل نقطة معينة تعد أفقا نهائيا داخل مسار تأويلي يقود من تحديد معطيات دلالية أولية (مؤول مباشر) إلى إثارة سلسلة من الدلالات (مؤول ديناميكي) إلى تحديد نقطة إرساء دلالية (مؤول نهائي)"[23] ويرتبط المؤول النهائي بالسياق الخاص الذي وُجِدت فيه علامة معينة، والسياق الخاص وحده القادرُ على إيقاف سلسلة التأويلات اللانهائية عند نقطة معينة، فعبارة "الكتاب الأصفر" حينما نربطها بسياقها الخاص، وليكن سياق الحديث، مثلا، عن الكتب التي لا تحمل معلومات حقيقية، فإننا نَصِلُ العبارة بسياقها الخاص ونؤولها على أنها تعني الكتاب الذي لا يَتصف بالشفافية والمصداقية. إلاَّ أن المؤول النهائي، بدوره، ينشطرُ إلى ثلاث مستويات من نهائية التأويل وهي:

• المؤول النهائي1، ولهذا المؤول علاقة وطيدة بالعادات والتقاليد، فالتأويل في هذه المرحلة يقترن بأعراف المجتمع ومعتقداته، لذا فهو يرتبط بالسياق الإيديولوجي في التجربة الإنسانية، فإذا رأينا، مثلا، شخصا يقوم بذبح خروف دون أن نكتشف السبب وراء ذلك، فإننا سنفتح الحادثة على كل التأويلات الديناميكية، ولكن إذا استعنا بالمؤول النهائي رقم1، فإن هذا المؤول يربط هذه العملية بسياق الأعراف الدينية لدى المجتمع الإسلامي، ويؤول العلامة على أنها تدل على موضوع ثقافي يتعلق بالعيد الأضحى في المعتقد الإسلامي.

 

• المؤول النهائي2، وهذا المؤول أكثر مراقبة من السابق إذ له علاقة بالتخصصات، كما أنه يمكن أن يخضع للتمحيص والتأكد من كونه صحيحا أو خاطئاً، بعكس المؤول السابق الذي يصعب، بل ويستحيل، إثبات صحته أو خطئه، لأنه لا يمكن أن نستطيع تخليص مجتمع ما من إيديولوجيته؟، كـ"قدرة وكفاءة عالم النبات على إعطاء تاريخ النبات مثلا على تصنيف نبتة جديدة، وعالم الحفريات على إعطاء تاريخ لحجر أو نقش، ومؤرخ الفن على إسناد لوحة تشكيلية غير موقعة ومجهولة إلى رسام بعينه أو مدرسة"[24]

 

• المؤول رقم3، أما هذا المؤول فلا يخضع للسياق كالمؤولين السابقين، بل يأخذ بعدا نسقيا يتم التعرف عليه عن طريق الاستنباط، فهو لازمني، "ويوجد خارج أي تحديد عرضي، إنه يعود إلى الأحكام الفلسفية والنظريات المنطقية الكبرى. فلكي يوجد لا يحتاجُ هذا المؤول إلى سياق خاص"[25].

 

وانطلاقا مما سبق، يتبين أن بورس يؤسس السيميوز على نظام سيروري ثلاثي، فالعلامة الممثل تدل على العلامة الموضوع انطلاقا من العملية الربطية التي تقوم بها العلامة المؤول، هذه العلامة التي تتجسد بمثابة "الفكر في محاولته تفسير معالم الأشياء"[26]، لكن هذا المؤول يشتغل بطريقة تدرجية تنطلق من دلالة العلامة كمعطى مباشر، ثم دلالتها الفعلية التي تتمثل في تدخل الأنا لفهم العلامة وهي السيرورة التأويلية اللانهائية، ثم بعد ذلك دلالتها النهائية المرتبطة بسياق خاصّ، إلا أن هذه الدلالة النهائية تتدرج، بدورها، بين مؤول نهائي أول، ومؤول نهائي ثان، ومؤول نهائي ثالث، ولا تتوقف العلامة المؤول عند هذا الحد، بل تصبح بدورها علامة ممثل ثان تحيل على علامة موضوع ثان عن طريق علامة مؤول آخر، وهكذا إلى ما لانهاية، وهذا، كما أسلفنا القول، هو ما يشكل سيرورة في نشاط السيميوز.

 

ثالثا: السيميوز في علاقته بالمقولات المنطقية:

تنقسم العلامات الثلاثة المكونة للسيميوز بدورها إلى ثلاث علامات، كل علامة لها علاقة بالمقولات الثلاثة على التوالي، وعلى شكل متدرج، فالعلامة الممثل يمكن أن تحيل علىى نفسها عن طريق الأولية (= علامة نوعية)، والثانوية (= علامة متفردة)، والثالثية (= علامة عرفية)، كما يمكنها أن تحيل على العلامة الموضوع الخاص بها، أيضاً، عن طريق الأولية (= أيقون)، والثانوية (= أمارة)، والثالثية (= رمز)، ومرحلة ثالثة يمكن للعلامة الممثل، بشكل ثلاثي مرة أخرى، أن تحيل على العلامة المؤول الخاصة بها بوساطة الأولية (= خبر)، والثانوية (= تصديق)، والثالثية (= حجة). ولا تشتغل هذه التصنيفات الثلاثية بشكل منفصل عن غيرها، بل على العكس من ذلك، إذ يمكن أن نجدها تشغل بشكل تضافري بحسب نوع العلامة.

 

1- الثلاثية الأولى:

• العلامة النوعية، وتتمثل هذه العلامة، عند بورس، من خلال اشتغالها كعلامة مُجسَّدة في واقعة ما لكن دون أن توضع في سياق ما يكشف عن دلالتها، بل توجد كإحساس عام فقط، مفصول عن أي سياق كيفما كان. فلنفترض، مثلا، أننا ننصت إلى أغنية أجنبية، دون أن نعرف اللغة التي تُغَنَّى بها، فهذه الأغنية تمثل بالنسبة لنا كعلامة نوعية مفصولة عن أي تحديد، غير أنها تشكل لدينا مجموعة من الأحاسيس فقطّ؛ إذ لا يمكن أن تشتغل إلا وهي متحققة في العلامة المتفردة[27].

 

• العلامة المتفردة، وتتحدد هذه العلامة في أنها علامة متحققة بعكس العلامة الأولى ذات البعد الكلي والعام وغير المحدد، ففي هذه العلامة تتحقق العلامة الممثل بشكل متفرد؛ أي تتحقق في سياق خاص بعينه؛ إذ لو غُيِّب ذلك السياق لَانْتفتِ الدَّلالةُ التي مثلتها العلامة المتفردة في ذينك الزمان والمكان المحددين. فلفظة "تحدَّث" في قسم الشرطة الخاص بالتحقيق تحيل إلى الجبر والإلزام والإرغام على الاعتراف؛ أما وأنت جالس مع أصدقائك المقربين فلا تحيل اللفظةُ إلى شيء من ذلك، وهذا يعني أن العلامة المتفردة تفيد التحقق مرة واحدة، وتكون مرتبطة بسياق خاص ومحدد.

 

• العلامة العرفية، وتتعين هذه العلامة في كونها القانون العام والقاعدة التي يجري التعارف عليها بين بني الإنسان، فهي لا تتعلق بنوعية العلامة، ولا بتحققها المفرد والخاص، بل لها بعد عام، فالكلمات، في اللغة، تتحدد بكونها علامات عرفية، إلاَّ أن تحققها في كل سياق معين يجعلنا أمام العلامة المتفردة والنسخة الواحدة، ولذلك لا يمكن أن تنهض العلامة العرفية إلا عبر العلامة المتفردة، ولا يمكن للأخيرة أن تحدث إلا عن طريق العلامة النوعية، وهذا ما يشكل سيرورة داخلية ضمن سيرورة أكبر وهي السيميوز بصفة عامة، وبهذا فإن العلامة العرفية "عرف يشكل علامة، وينشيء البشر هذا العرف على العموم. وكل علامة متواضع عليها فهي علامة عرفية وليس العكس. وليس العلامة العرفية موضوع واحدا، بل نمطا عاما قد تواضع الناس على اعتباره دالاًّ"[28]

 

2- الثلاثية الثانية:

• الأيقون، ويشكل المرحلة التي تحيل فيها العلامة الممثل على العلامة الموضوع من خلال الثانوية، وتكون هذه الحالة مبنية على المشابهة بين العلامتين، وتكون الإحالة بينهما تلقائية وطبيعية، "فأي شيء كان... يعتبر أيقون لشيء ما، شريطة أن يشبه هذا الشيء ويستعمل دليلا له"[29] ويندرج ضمن هذه المرحلة كل العلاقات القائمة على التشابه والتماثل بين العلامة الممثل وتمثله، ويربط الأيقون، بشكل خاص، بالصور والأشكال الهندسية؛ ذلك بأن العلامة الممثل في هذه الحالة يمكن أن تستغني عن حضور العلامة الموضوع الذي تمثلها، لأننا قد نتعرف، ببساطة، عن هذه الإحالة من خلال الأيقون الماثل أمامنا. ويقسم بورس الأيقون إلى ثلاثة أنواع وهي:

•الأيقون/ الصورة، مثل الصور الفوتوغرافية التي تحيل على موضوعها بشكل مشابه وخالص.

 

• الأيقون/ الرسم البياني، مثل الخطوط المرسومة بقيم الرصاص والتي تدل على أشكل هندسية ما، وفي هذه المرحلة نكون أمام إحالة متأسسة على التناظر بين العلامة الممثل والعلامة الموضوع.

 

• الأيقون/ الاستعارة، وهـذه الـمـرة نكون أمام حالة أعقد، فالإحالة تكون استعارية بالأساس، مثل الغـزال الذي يـدل على الجميلات من النسـاء، فالأيقـون لا يدل بشكل مباشر على ما يحيل عليه، بل يبني إحالته على عناصر مشابهـة كالرشاقة والجمال...، ويؤكد أمبيرتو إيكو أن هذه الحالة تكون قائمة عن طريق ما أسمـاهُ بـ"سنن التعرف".

 

• الأمارة، إذا كان الأيقون مبني، في إحالته، على علاقة المشابهة بين العلامة الممثل والعلامة الموضوع، فإن الأمارة تؤسس هذه الإحالة على علاقة المُجاورة، وهكذا فالدخان أمارة على النار والصراخُ أمارةٌ على الألم، والغيمة السوداء أمارة على سقوط المطر، ولذلك "فالأمارة علامة تثير انتباهك إلى وجود شيء ما عبر دافع ما. وهذا الدافع لا علاقة له بالتشابه فهو يتم بحكم علاقة مرجعية أشرنا إليها باعتبارها تجاورا. ولهذا السبب، فإن الأمارة تفقد مباشرة الطابع الذي يجعل منها علامة إذا حُذف موضوعها. أما إذا غاب المؤول فهي لن تفقد هذا الطابع"[30].

 

• الـرمز، وفي هذه الحالة تكون العلاقة بين العلامة الممثل والعلامة المؤول "اعتباطية وعرفية وغير معللة. فلا يوجد ثمة، إذاً، أي تجاور أو صلة طبيعية بينهما"[31]، فهي "علامة فرعية ثالثة لبعد الموضوع تحيل على الموضوع الذي تشير إليه بفضل قانون"[32]، ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بكل ما تم التواضع عليه في المجتمع، فاللغة تشتغل في كونها رموزا تم التواضع عليها بين بني البشر، ولذلك تأخذ طابعا رمزيا عرفيا محضا.

 

3- الثلاثية الثالثة:

• الخـبر، هو العلامة الممثل في إحالته على العلامة المؤول بوساطة مقولة الأولية، أي المرحلة الأولى التي تتجسد فيها العلامة على أساس أنها مجموعة من الإمكانات فقطّ، فـ"ما دام الخبر يقتصر على ما تقدمه العلامة، فإنه لا يوفر معلومات للتأويل، ولكنه يشير فقط إلى العناصر الأولية التي تتوفر عليها العلامة"[33]، فإذا نطقنا لفظة ما على مسامع لا تعرف ما نقول، فإن الخبر يحضُرُ حينما نربط تلك الصورة السمعية بمدلولها الخاص فقط، إذ يمكننا، حسب دولودال، أن نجعل المدلول السوسيري مرادفا للمؤول الخبر لدى بورس؛ إذ لا يمكن أن يتجاوز المدلول، حسب سوسير، تعيين مفهوم ذهني عام مرتبط، أشد الارتباط، بما تدل عليه الكلمة استنادا إلى إمكاناتها الذاتية الأولى[34].

 

• التصديق، ويتجسد باعتبار إحالة العلامة الممثل على العلامة المؤول تنطلقُ من مقولة الثانوية، فالعلامة لا تقف عند حد الإمكان الإخباري فقط، بل تتجاوز ذلك إلى تحققها بشكل فعلي وواقعي متفرد، فاللفظة التي نطقناها في حالة "الخبر" يمكننا، في هذه المرحلة، أن نجسِّدها بشكل ملموس عبر ربطها بسياق معين، فنصبح أمام تصديق للعلامة.

 

• الحجة، أما في هذه الحالة التي تتصل بمقولة الثالثية والفكر، فالأمر يتعلق بقانون يحكم المؤول ويربطه بشكل يمكننا، على نحو مُقنع، من التعرف على العلامة، فإذا ربطنا في الحالة الأولى الكلمة التي نطقناها بإمكاناتها فقط، وفي الحالة الثانية بوجود فعلي ملموس وخاص، فإننا في هذه الحالة سنحاول الإتيان بكل الحجج التي تسمح لنا بإعطاء دلالة ما لتلك العلامة، فتصبح، حينذاك، محددة.

 

تركيب:

وانطلاقا مما سبق، يتبدَّى لنا التعقيد الذي يطال نظرية بورس في السيميائيات، فهي تشكل لديه سيرورة لا حدّ لها، فالعلامة الممثل تحيل على العلامة الموضوع عن طريق العلامة المؤول، وهذه الأخيرة بدورها تتحول إلى علامة ممثل تحيل على علامة موضوع عن طريق علامة مؤول وهكذا إلى ما لانهاية، وداخل كل علامة نجد تفريعات ثلاث وكل فرع يشكل علامة تحيل إحداها على الأخرى في سيرورة ثلاثية لامتناهية. ويلاحظ أن التقسيم الثلاثي للسيميوز وللتفريعات داخل السيميوز تنسجم مع المقولات الفانيروسكوبية الثلاث، وهذا ما يعطي طابعا متسقا للنظرية البورسية في السميائيات، كما يمكن لنا أن نجسد لهذه النظرية على النحو الآتي:

المقولات الفانيروسكوبية

الأولية (مقولة الأحاسيس)

الثانوية (مقولة الفردية)

الثالثية (مقولة الفكر)

 

السيميوز

العلامة الممثل

العلامة الموضوع

العلامة المؤول

 

تفريعات السيميوز

أولية أولية (علامة نوعية)

ثانوية أولية ( أيقون)

ثالثية أولية (خبر)

أولية ثانوية (علامة متفردة)

ثانوية ثانوية (أمارة)

ثالثية ثانوية (تصديق)

أولية ثالثية (علامة عرفية)

ثانوية ثالثية (رمـز)

ثالثية ثالثية (حجة)



[1] هناك اختلاف حول كيفية نطق اسم Pierce باللغة العربية، فهناك من يقابلون هذا الاسم بـ"بيرس"، وآخرون يفضلون نطقها بـ"بورس"، وفي هذا الصدد نجد كل من سعيد بنكراد، ومبارك حنون يُشددون على التسمية الثانية، نظرا لأنها تُوافق الصيغة النطقية الصحيحة.

[2] يعد شارل سندرس بورس، (1839م - 1914م)، من أشهر علماء أمريكا في القرن التاسع عشر، على الرغم من تهميش الجامعات الأمريكية له، وهو عالم متعدد الاهتمامات. له ثمان مجلدات في المنطق والرياضيات والفلسفة والسيميائيات والفيزياء، نشرتها جامعة هارفارد بعد وفاته، وتعد نظريته في السيميائيات شاملة ودقيقة جدا. لمعرفة المزيد عن حياة ش. س. بورس، نُحيلُ القارئ الكريم على كتاب "السيميائيات والتأويل"، سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2005م، ص: 13 - 26.

[3] فيرديناند دي سوسير، "محاضرات في علم اللسان"، ت: عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1989م، ص: 88.

[4] عبد الله بريمي، السيميائيات التأويلية: التعاضُد التأويلي والتلقي والأكوان الخطابية، مجلة "البلاغة والنقد الأدبي"، ع1، صيف 2014، ص. 119.

[5] مبارك حنون، دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1987م، ص: 79.

[6] سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، م. س. ص: 43.

[7] من Phanérons وهي كلمة إغريقية يقصد بها كل ما يظهر ويبدو ويتبدى.

[8] ننبه القارئ إلى أن الدارسين والمهتمين في هذا الشأن يختلفون، بشكل ملفت للانتباه، في ترجمة مقولات بورس الثلاثة، فبالنسبة لمقولة الأحاسيس أو الأولية تُترجم بعالم الممكنات أو الأولانية، ومقولة الفردية أو الثانوية تُترجم بعالم الموجودات أوالثانيانية، ومقولة الفكر أو الثالثية تُترجم بعالم الواجبات أو مقولة القانون أو الثالثانية.

[9] المرجع السابق، ص: 41-42.

[10] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، دار الحوار، سورية، اللاذقية، الطبعة الثالثة، 2012م، ص: 88.

[11] طائع الحداوي، سيميائيات التأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2006م، ص: 256.

[12] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 64.

[13] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، الطبعة الأولى، 2011م، ص: 23.

[14] سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، م. س. ص: 75.

[15] المرجع السابق، ص: 76.

[16] C. S. Peirce, Ecrits sur le signe, Ressembles. Traduits et commentes par Gérard Deledalle. Ed. Seuil. Collection. L’ordre Philosophique. Paris 1978, P: 120

[17] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، م. س. ص: 97.

[18] لخضر العرابي، المدارس النقدية المعاصرة، النشر الجامعي الجديد، الجزائر، تلمسان، طبعة 2016م، ص: 95.

[19] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، م. س. ص: 98.

[20] عبد الله بريمي، السيميائيات التأويلية: التعاضد التأويلي والتلقي والأكوان الخطابية، م. س. ص: 123.

[21] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 93.

[22] وللإشارة، فإن هذا الانفجار التأويلي الذي يقوم به المؤول الديناميكي، قد استَغَلَّهُ الفلاسفة التفكيكيون من مثل جاك ديريدا وميشيل فوكو... وغيرهما، وذلك لكي يُثبتوا، بشيء من الانتهازية التي لا تراعي السياق النظري للسيمائيات البورسية، أن النص لا يحمل دلالة أحادية قد نحصل عليها، بل هو عبارة عن كيان لامتجانس يحتمل لانهائية التأويلات. والاستزادة في هذا الشأن يُنظَر: أمبيرتو إيكو، التأويل بين السميائيات والتفكيكية، ت: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2000م.

[23] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 101.

[24] طائع الحداوي، سيميائيات التأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، م. س. 354.

[25] المرجع السابق، ص: 104.

[26] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، م. س. ص: 23.

[27] جيرار دولودال وجوويل ريطوري، التحليل السيميوطيقي للنص الشعري، تـ: د. عبد الرحمان بوعلي، مطبعة المعارف الجديدة، المغرب، الرباط، الطبعة الأولى، 1994م، ص: 18.

[28] لخضر العرابي، المدارس النقدية المعاصرة، م. س. ص:95.

[29] طائع الحداوي، السيميائيات والتأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، م. س. ص: 273.

[30] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 119.

[31] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، م. س. ص: 24.

[32] جيرار دولودال وجوويل ريطوري، التحليل السيميوطيقي للنص الشعري، م. س. ص: 20.

[33] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 123.

[34] المرجع السابق، ص: 124.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحو مقاربة سيميوطيقية جديدة ( السيميوطيقا الأسلوبية )

مختارات من الشبكة

  • سيميوطيقا الثقافة ( يوري لوتمان نموذجا )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • سيميوطيقا العوالم الممكنة ( التخييل السردي نموذجا )(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب