• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

تعقيب د. وليد قصاب على د. مرزوق بن تنباك بشأن الأدب الإسلامي

تعقيب د. وليد قصاب على د. مرزوق بن تنباك بشأن الأدب الإسلامي
خاص شبكة الألوكة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2010 ميلادي - 4/3/1431 هجري

الزيارات: 17315

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(يُنشَر هذا الفصل بالاتفاق مع دار الفكر بدمشق)

دأبت دار الفكر العريقة بدمشق على نشر كتب مهمَّة ضمن سلسلتها النفيسة (حوارات لقرن جديد)، تعالج عددًا كبيرًا من القضايا الفكرية والعلمية والثقافية والتربوية الشائكة التي يدور بشأنها جدل واسع بين مؤيِّد ومعارض..

ومن آخر ما صدر عن هذه السلسلة كتاب (إشكالية الأدب الإسلامي) مثَّل فيه الدكتور وليد قصاب من سوريا جانب الدفاع عن الأدب الإسلامي، ومثَّل الدكتور مرزوق بن تنباك من السعودية جانب الرفض لمصطلح الأدب الإسلامي، وقد دار بين الأستاذين الكبيرين نقاشٌ وسجال، وأخذ ورد...

وقد رأينا أن نضعَ بين يدي القارئ الكريم الفصلَ الأخير من الكتاب، وهو تعقيبُ الدكتور وليد قصاب على مبحث الدكتور مرزوق بن تنباك؛ إذ فيه حججٌ قوية دامغة لما أتى به الدكتور مرزوق، مع تلخيص لمجمل الأفكار المتناولة في الكتاب..

 


تعقيب الدكتور وليد القصاب على مبحث الدكتور مرزوق بن تنباك

من كتاب (إشكالية الأدب الإسلامي)

 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

ابتهجتُ عندما دعيتُ للمشاركة في هذه الحوارية عن الأدب الإسلاميّ مع زميل له رؤية مختلفة عن هذا الأدب، وقلت إن ما سيبديه هذا الزميل الكريم سيعود بالفائدة على تجربة الأدب الإسلاميّ وعلى أدبائها ونقادها، إذ ما غاية أي حوار علمي إلا الوصول إلى الحقيقة. ولكني فوجئت أن بحث الدكتور مرزوق يحتشد بمغالطات وافتراءات كثيرة، ويفسد منهجيته كثيرٌ من عبارات السخرية والهزء والانتقاص من أصحاب هذه التجربة النبيلة، ومن التعميم في الأحكام.

وإنه ليصعب في صفحات محددة لهذا الرد أن تُسْتوفى مناقشة جميع ما ورد في كلامه، ولذلك سأتوقف عند أبرز المسائل:
أولاً: الأدب الإسلاميّ ليس بدعة:
1- عدَّ الدكتور مرزوق مصطلح (الأدب الإسلاميّ) بدعة: معنى ومبنى، واتهم أصحابه بالإحداث في الدين، ورماهم بما لا يليق من تفسيق وتبديع. يقول: أفلا وسع أصحابَ هذه البدعة «ما وسع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - على مدى أربعة عشر قرناً، فسكتوا عما سكتت عنه الأجيالُ المتعاقبة والحقب المتتابعة، ولم يحدثوا ما يفرق جماعة المسلمين، ويشتت شملهم، ويجعلهم في الأدب أحزاباً وشيعاً؟..».

وهو لا يفرق - كما هو واضح - بين بدعة في الدين وبدعة في الأدب؛ فذلك كله «ضلالة، وكلّ ضلالة في النار».

ولا يخفى ما في هذا الكلام والكثير من مثله من تهافت علمي، وقلة ورع، فمصطلح الأدب الإسلاميّ ليس «بدعة» إذ إن القرآن الكريم هو الذي صنّف وميّز، وليس دعاة الأدب الإسلاميّ كما يزعم الدكتور مرزوق، فالشعراء - بحسب تصنيف القرآن الكريم - غاوون ومؤمنون، والكلمة - بنص القرآن - طيبة وخبيثة، والكلمة الطيبة هي كلمة الإسلام، والخبيثة هي كلمة الكفر. كما تجلى هذا التقسيم والتصنيف في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومواقفه الكثيرة من الشعر والشعراء «فالشعر كالكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام» ثم مضت الأمة كلها على هذا التصنيف الذي لا يخفى على أحد. وما فعله دعاة الأدب الإسلاميّ أنهم وضعوا تسمية لهذا التصنيف القرآني النبوي الواضح، وهي تسمية دلالتها بيّنة متداولة عرضت في تراثنا بأسماء مختلفة، ولكن المفهوم واحد، فالمصطلح معروف المعنى، ولكن مبناه متداول بتسميات أخرى.

ولو صحّ ما يدعيه الدكتور مرزوق من «تبديع» واضعي هذا المصطلح الأدبيّ لحكمنا بأن أولئك الذين وضعوا مئاتٍ بل آلافاً من المصطلحات في الفقه والشريعة والحديث والتفسير والأدب مبتدعون ضالون لأن الأمة لم تعرف هذه المصطلحات.

والأعجب أن يقبل الدكتور مرزوق أن يُصنّف الأدب الماجن والفاسق، وأن يُفرز ويسمّى، ولا يصنّف ما هو إسلاميّ، وهذا عكس طبيعة الأمور، إذ إن التقنين دائماً يكون لما هو صحيح من القول لا لما هو خطأ أو منحرف.

2- يعجب المتلقي كل العجب من قول الدكتور مرزوق إن دعاة الأدب الإسلاميّ - بمصطلحهم «البدعة» الذي استحدثوه - قد فرّقوا شمل الأمة، وجعلوا في الأدب أحزاباً وشيعاً!

أهذا الأدب الذي يمثل عقيدة الأمة وهويتها وضميرها هو الذي يفرقها شيعاً وأحزاباً، أم هذه المذاهب الغربية التي غرق فيها أدبنا الحديث، وصار صدى لها، صار شيوعياً مرة، واشتراكياً أو وجودياً مرة، وحداثياً وما بعدالحداثي مرة ثالثة، وصار غير هذا وذاك من المذاهب والتيارات التي صدرت - كما لا يخفى على أحد - عن فلسفات وإيديولوجيات مادية أفرزتها حضارة أخرى تختلف عن حضارتنا كل الاختلاف؟

أكل مذهب من هذه المذاهب يجمع ويوحِّد، ولا عيب فيه، ولا ضير منه، إلا الأدب الإسلاميّ فإنه يشتت ويفرِّق، ويشكِّل «اعتداء سافراً على التاريخ الثقافي والفكري والأدبي للأمة العربية..»؟ يا سبحان الله!

3- ومن مجافاة الحقيقة ادعاؤه أن الخلفاء والعلماء والنقاد سمعوا وقبلوا الحسن، ورفضوا الفاضح المرذول، «ولكنهم لم يصنِّفوا، ولم يعنِّفوا، ولم يعزلوا الشاعر، ولم يأمروا بعقابه». وهذا كلام غير صحيح، نعم استمع هؤلاء إلى الحسن والقبيح، فقبلوا الحسن ورفضوا القبيح، ولكنهم صنفوا، وعنّفوا، وعزلوا، وعاقبوا؛ أهدر النبيّ  - صلى الله عليه وسلم - دم بعض شعراء الكفر، وهدّد عمرُ الحطيئةَ وحبسه وكاد يقطع لسانه، وهدَّد النجاشيَّ بقطع لسانه، وهدّد من يشبِّب بامرأة بالجلد، وفعل مثل ذلك كثير من الخلفاء والولاة. والدكتور مرزوق الذي أورد الادعاء السابق يسوق معه في الصفحة نفسها ما يناقضه، فيورد خبر إخراج عمر بن عبد العزيز - الذي كان والياً على المدينة - الفرزدق منها لسفهه.. ويورد في أماكن أخرى عدة أخبار عن تصدي الخلفاء والفقهاء وغيرهم للشعراء، أو تهديدهم، أو نفيهم، أو عزلهم، أو ما شاكل ذلك من عقوبات رادعة، بسبب ما فرط عن ألسنتهم أحياناً من مجون أو سفه[1].

وإذن، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مؤتسياً بالهدي القرآني - صنّف الشعراء والأدباء وأصحاب الكلمة، وكان منه - هو وخلفاؤه وصحابته وأولو أمر هذه الأمة - نصح لهؤلاء وإرشاد وتعليم، ولكن كان منهم إلى جانب ذلك العقاب والتهديد والعزل لمن زاغ أو انحرف.

إن خلفاء الأمة وعلماءها ونقادها لم يتركوا للأدباء الحبل على الغارب، يقولون ما يشاؤون من غير أن يتصدوا لهم ضروباً مختلفة من التصدي، ولم يستوِ عندهم قط المؤمن والكافر، والبر والفاسق، وهيهات ألاَّ يفعلوا ذلك، فولي الأمر مسؤول عن محاسبة السفهاء.

بل إن نقاد العرب أنفسهم قد قاموا بهذا التمييز والتصنيف في عشرات الأقوال التي أُثرت عنهم.

قسم ابن سلام الشعراء في الجاهلية والإسلام إلى متألّه متعفّف، ومتعهِّر مستبهر بالفواحش.

وقال ابن الأنباري عن أبي نواس: «حق شعر هذا الخليع ألا يتلقاه الناس بألسنتهم، ولا يدوّنوه في كتبهم، ولا يحمله متقدّمهم إلى متأخرهم..

والحسن بن هانئ ومن سلك سبيله من الشعر الذي ذكرناه شطار كشفوا للناس عوارهم، وهتكوا عندهم أسرارهم، وأبدوا لهم مخازيهم، وحسّنوا ركوب القبائح، فعلى كل متدين أن يذم أخبارهم وأفعالهم..» [2].

وتحدَّث الثعالبي عما سماه من أغلاط المتنبي: «الإيضاح عن ضعف العقيدة، ورقة الدين..»[3].

وقال ابن نباتة عن المتنبي: «كان يُرْمَى بفساد عقيدته، استخرج ذلك من شعره..» وأورد بعض ما أخذ عليه ثم قال: «وغير ذلك من المكفِّرات»[4].
وقال القاضي عياض عن المعري: «لقد خرج كثيرٌ من كلامه إلى حدّ الاستخفاف والنقص وصريح الكفر..»[5].

ولم ينج حتى الجاهليون من إطلاق أحكام تصنيفية عليهم. قال ابن أبي الحديد: «سمِّي امرؤ القيس ضِلِّيلاً لما يعلن في شعره من الفسق. والضِّليل: الكثير الضلال»[6].

وقسم بعض النقاد - من منظور إسلامي - الشعر أنواعاً. قال المظفّر العلوي: «الشعر كلام، وفي الكلام الجيد والرديء، وما يُكتسب به الثواب، وما يُجتلب العقاب، وما تُبتاع به الجنان، وما تُشترى به النيران»[7].

ودعاة الأدب الإسلاميّ في تصنيفهم الكلام إلى حسن وقبيح، وطيب وخبيث، مقتدون متبعون، لا مبتدعون ولا محدثون، وهم يؤدون واجبهم الإسلاميّ في الدعوة إلى الحق، ومحاربة المنكر، وبيان أن الكلمة - مهما كان شكلها - مسؤولية وأمانة، لا تُعْفى من المحاسبة والالتزام كما يريدها قوم، بحجة فائلة وهي أن الالتزام يغتال فنيتها. ومع ذلك فإن دعاة الأدب الإسلاميّ المتبعين سننَ من أشرنا إلى بعضهم - في غالبيتهم - يتوقفون عند النصوص أكثر مما يتوقفون عند الأشخاص، فيقبلون النص الخيّر من أي شخص وإن كان غير مسلم، وقد يعدونه من الأدب الإسلامي أو الموافق لهذا الأدب.

4- ومن الآراء العجيبة عند الدكتور مرزوق - حفظه الله - أن يقول: «إن تصنيف الأدب الإسلامي خطوة تدفعه إلى زاوية ضيقة من زوايا الحياة الواسعة، وتفسح المجال لغير الأدب الملتزم أن ينتشر ويمارس الفنون العامة التي يتجافى عنها الأدب الإسلاميّ، ويتجاوب مع عواطف الناس وشعورهم. والإقرار بوجود أدب إسلاميّ، كلّ ذلك اعتراف ضمني بحقّ الأدب غير الإسلاميّ أن يوجد وأن يعيش..».

وتهافت هذا الكلام لا يخفى على أحد؛ فلقد بيّنتُ فيما سبق أن تصنيف الكلام إلى طيب وخبيث هو تصنيف القرآن الكريم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفقهاء الأمة وعلمائها ونقادها، وليس تصنيفَ دعاة الأدب الإسلاميّ كما زعم الأخ الكريم، ولا أدري كيف يكون هذا التصنيف الشرعي اعترافاً بحق الأدب غير الملتزم في الحياة، وهل كان ظهور هذا الأدب مرتبطاً بظهور الأدب الإسلاميّ؟ أوليس الكلام الطيب والكلام الخبيث موجودين منذ خلق الله الكون وسيستمران إلى أن يطوي الله هذا الكون؟ بل إن من جملة ما حمل دعاةَ الأدب الإسلامي في هذا العصر على تبني الدعوة إلى أدب الأمة الإسلاميّ - الذي كان دائماً حاضر الدلالة والمضمون وإن لم يُسَمَّ بهذا الاسم - هو طغيان الخبيث وسيادته سيادة كاسحة في الأدب الحديث، وإن سكوت المسلمين عن هذا الخبيث، وعدم تقديم البديل، هما اللذان يفسحان المجال للأدب المنحرف أن ينتشر، وليس العكس كما يقول الدكتور مرزوق، ولو صحّ كلامه - وما هو بصحيح لا شرعاً، ولا عقلاً، ولا عرفاً - لوجب سكوت المسلمين عن كلِّ باطل، وتركه يسرح ويمرح على هواه، وعدم الدعوة إلى دستورهم «حتى لا يفسحوا لهذا الباطل أن ينتشر، ويجتذب عواطف الناس ومشاعرهم».

إن واجب المسلمين الشرعي والحضاري والفني - كما بيّنتُ في بحثي - الدعوة إلى أدبهم بالحسنى، وممارسة جميع الفنون التي لا يمنع منها الأدب الإسلاميّ كما يوهم كلام الدكتور مرزوق حتى لا تكون فتنةٌ وفساد في الأرض.

5- ومن تجنّي الدكتور مرزوق - حفظه الله - على الحقيقة وافترائه على دعاة الأدب الإسلامي إطلاقه مجموعة من الأحكام الاستفزازية الاستعدائية، كقوله عن هذه الدعوة: إنها «طائفية أدبية جديدة» ولا أدري هل الدعوة إلى أدب يمثل عقيدة الأمة وهويتها وذوقها هو الطائفية أو الدعوة - كما يفعل أصحاب المذاهب الوضعية - إلى أدب شيوعي، أو وجودي، أو اشتراكي، أو حداثي، هو الجاهلية والطائفية، وهو الانحراف الذي ينبغي أن يُحاسب ويُسَدّد؟

وإن الداعين عندئذٍ إلى أي نشاط إسلامي: كالاقتصاد، والفلسفة، والثقافة، والتشريع وغيرها، هم عند الدكتور مرزوق - على ما يبدو - أصحاب طائفية وجاهلية، بدليل أن الباحث الكريم يزعم في واحد من أحكامه المندفعة هذه أن تصنيف أي نشاط بأنه إسلاميّ «يتنافى مع شمولية الإسلام» والعكس عندي هو الصحيح؛ فالذي يدل على شمولية الإسلام - فيما أرى - أن يبيِّن معتنقوه صلاحيته لكل أمر من أمورهم {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 6/38] وأنه {لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} [الكهف: 18/49] والأدب نشاط هام، ولا بد أن يكون للإسلام - الشاملِ الكاملِ - تصورٌ عنه وتحديدٌ لأهدافه وغاياته.

6- يفترض الدكتور مرزوق أن ممّا حمل دعاةَ الأدب الإسلاميّ على تبني هذا الأدب، والاجتهاد في التنظير له، هو محاولة الخروج من الحصار الهائل الذي فرضته الثقافة الغربية على أدبنا وفكرنا، ومجاراة الآخر (الغرب) بأن يكون للإسلام نظريته في الأدب كما لهذا الآخر نظرياته، وهو يرى في الأمر الثاني تناقضاً؛ إذ كيف يحارب دعاة الأدب الإسلامي الثقافة الغربية «ويحذر أغلبهم من الاقتداء بالغرب والشرق» ثم يقلّدونه في وضع نظرية لأدبهم؟

وهذا الكلام متهافت من وجوه؛ إن فك حصار الثقافة الغربية عن أدبنا وفكرنا هو إحدى ضرورات الدعوة إلى أدب إسلامي، وليس جميع المسألة، فهنالك ضرورات عقدية، وفنية، وإنسانية، وضرورة الحفاظ على الهوية كما بيّنت في بحثي. وقد بدأ فرز الكلام وتصنيفه إلى طيب وخبيث بنزول القرآن الكريم كما ذكرنا أكثر من مرة، ولكن بعض أدبائنا ونقادنا - في القديم والحديث - خرجوا عن جادة التصور الإسلامي، وازداد هذا الخروج في العصر الحديث خاصة، لأسباب كثيرة منها هيمنة الحضارة الغربية، وتقليد مذاهبها وفلسفاتها، فنفرت طائفة من أهل الغيرة، تدعو إلى الإصلاح، والتمسك بالطيّب الذي نظّر له الإسلام في نصيه الكبيرين: القرآن والسنة، ولم يكن ذلك تقليداً للآخر.

ودعاة الأدب الإسلامي - شأن غيرهم من علماء الأمة - يحذرون من تقليد غير المسلمين تقليداً أعمى، ولكنهم لا يحذّرون أبداً من أخذ النافع المفيد منهم، بل هذا عندئذٍ حكمة هم مأمورون بالبحث عنها، وأخذها حيثما وجدت وعند من وجدت. وأيّ تناقض في التحذير من الانسياق الضرير وراء غير المسلمين وأخذ النافع الطيّب عندهم؟

ويدّعي الدكتور مرزوق أن دعاة الأدب الإسلاميّ أوهموا الناس بوجود أزمة تتمثل في حصار الثقافة الغربية لثقافتنا، وسيطرة الأدب المنحرف على ساحتنا الفكرية. وهذا كلام غير صحيح، فالذي لا يخفى على أحد أن هنالك هيمنة قوية للثقافة الغربية على ثقافتنا، وأن هذه الأزمة موجودة فعلاً.

وقد ذكر ذلك نقاد كثيرون يقول مثلاً الدكتور عبد الحكيم حسان - متحدِّثاً عن حال أدبنا الحديث -: «أدبنا مستورد، لا توجد لنا نظرية نقدية عربية يمكن أن تساهم في ركب التطور والحضارة، نعم لأن الأدب الذي يكتبه أدباؤنا أدب مستورد، ومقاييسه بالتالي مستوردة..»[8].

ويقول يوسف اليوسف عن شعراء الحداثة العربية: «لا يريدون إلا شيئاً واحداً، وهو محاكاة الثقافة الأوربية، متجاهلين بدهية الفرق والتمايز، وأن (الأنا) لا يسعه البتة أن يصير (الآخر) مثلما أن الآخر لا يملك قط أن يصير الأنا..»[9].

وليس صحيحاً ما يقوله الدكتور مرزوق من أن «رواد مصطلح الأدب الإسلاميّ أحصوا أسماء عدد من الشعراء والأدباء الذين أخذوا عليهم مآخذ دينية، فبلغت سبعة وعشرين اسماً» فلم يقم أحد من رواد الأدب الإسلاميّ - فيما أعلم، لا عبد الباسط بدر ولا غيره - بإحصائية، بل أوردوا نماذج اجتهدوا أن تكون للبارزين المشهورين من شعراء الحداثة على سبيل التمثيل لظاهرة فاشية، وهي انحراف كثير من نماذج الأدب الحديث.

ثانياً: التعميم والقسوة في الأحكام:
إن الدكتور مرزوق - في حرصه على الانتقاص ما أمكن من دعاة الأدب الإسلاميّ - ينعتهم - معمِّماً - بمجموعة من النعوت القاسية، غير الصحيحة:
1- يدَّعي أن هدف دعوتهم «الإبقاء على الأدب التقليدي بشكله ومضمونه» فهم قوم تقليديون، ثم يناقض نفسه، فيصفهم بالإحداث والابتداع، غير مفرِّق - كما سبق أن ذكرنا - بين بدعة في الدين وبدعة في الأدب.

وفي موضع آخر يصف دراسات بعض رواد هذا الأدب بأنها لم تقم على «الاقتداء بأحد من سلف الأمة، ولا جماعة المسلمين. بل إن أكثر تلك الدراسات انضباطاً في التقنين هي دراسة الأستاذ محمد قطب (منهج الفن الإسلاميّ) ودراسة الدكتور عماد الدين خليل، وفي هاتين الدراستين مصداق لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذّة بالقُذّة حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه» فقد استدلا على ما يذهبان إليه من تقسيم الأدب إلى ديني وغير ديني بما فعل الغربيون والشرقيون..».

ومن الواضح تناقض هذا الكلام وتفككه، فدعاة الأدب الإسلاميّ - عند الدكتور مرزوق - متبعون مقلدون مرة يريدون الإبقاء على القديم: شكلاً ومضموناً، وهم في مرة أخرى يأخذون من الغربيين، بل يتبعون خطاهم «حذو القُذّة بالقُذّة» وهم في مرة ثالثة مبتدعون محدثون خرجوا على المألوف فلم يقتدوا بأحد من سلف الأمة ولا جماعة المسلمين.

والحق بعد ذلك أن تقسيم الأدب - بل الكلام عامة - إلى طيب وخبيث، أو ديني وغير ديني بتعبير الدكتور مرزوق، هو تقسيم قرآني نبوي. والأدب الإسلاميّ - كما بيّنتُ في بحثي - منفتح مجدّد، لا يدعو إلى تقليد القديم لا شكلاً ولا مضموناً، ولا يرفض أي حديث أو يعاديه ما دام فيه الصالح المفيد، وهو قد يعادي أشكالاً ومضامين في القديم والحديث إذا لم تتفق مع التصور الإسلامي: معيارِه في الاستحسان والاستقباح.

2- وهو يهاجم دعاة الأدب الإسلاميّ لأن بعض دارسيهم قد انتقدوا بعض آراءٍ للمتقدمين، أو وقفوا أمامها وقفة تأمل وفحص، ويلاحظ تناقض هذا الكلام مع ما سبق في الفقرة السابقة، ثم يضخّم - كعادته - المسائل، فيعد هذا من «العدوان السافر على كل التاريخ الثقافي والفكري والأدبي للأمة العربية، والتنقيب في توجهات الناس، وتلويث الذاكرة العربية المعاصرة بالأدلجة الممقوتة، فقد كانت الأجيال العربية تقرأ هذا التراث بسلامة النية، وتظهر الإعجاب بهم وبما قدموا للفكر والعربية والثقافة، حتى جاءت هذه النابتة[10] (كذا) فشوّهت أذهان الناس، وبلبلت أفكارهم..».

وبصرف النظر عما في هذا الكلام من تجريح، كثر أمثاله في كلام الدكتور مرزوق - هدانا الله وإياه - حتى كاد حواره يصبح مهاترة، فهو كلام غير علميّ؛ ذلك أنه من بدهيات الأمور أن أحداً لم يدعِ عصمة أحد من مخلوقي البشر ورجالاتهم لا في القديم ولا في الحديث، ولم يتوقف عن نقد آرائهم أو التعقيب عليها، أو الأخذ والترك منها، وكانت القاعدة الشرعية الضابطة «أن الرجال يُعْرفون بالحق، ولا يُعرف الحقُّ بالرجال».

وتوقف الدكتور مرزوق للتدليل على دعواه (أن دعاة الأدب الإسلاميّ يسفهون آراء العلماء) طويلاً عند رسالة الأستاذ بدر المقبل (شعر الغزل في ضوء منهج الأدب الإسلاميّ) التي قُدِّمت إلى قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلاميّ بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنيل درجة ماجستير، وشنّ حملة شعواء ممزوجة - كالعادة - بالغمز واللمز والسخرية من صاحب الرسالة، والمشرف عليها، ولجنة المناقشة، بل دعاة الأدب الإسلاميّ عامة، لأن هذه الرسالة قد ناقشت - وهي في موطن التأصيل الشرعي لهذا الغرض الشعري - الآراء المختلفة حول هذا الغرض، والروايات حول قصائد حسان، وكعب بن زهير، وعمر بن أبي ربيعة، وسندَ هذه الأخبار ورواتها، وما شاكل ذلك مما هو من صلب البحث العلمي المطلوب في كلِّ رسالة، ولم يكن بدر المقبل ولا بعض الباحثين في الأدب الإسلاميّ وغيرُهم، هم أولَ من توقف عند الروايات المتعلقة بأخبار هذه القصائد، أو ناقشوها، وبيّنوا ما لها وما عليها، كما يدعي الدكتور مرزوق، بل إن علماء كثيرين - في القديم والحديث، ومن غير دعاة الأدب الإسلاميّ - قد توقفوا عند هذه الروايات ومحصوها وبيّنوا مصداقيتها، ومقدار الثقة فيها. 

ولو أن الدكتور مرزوق ناقش ما كتبه الباحث بدر مناقشة علمية تبيّن مآخذه على الرسالة لعذرناه، ولكن مناقشته كانت تسفيهاً وسخرية ليطلق على دعاة الأدب الإسلاميّ - وبتعميمه المعهود - أحكاماً خطيرة يكاد بعضها - لو صحّ - يخرج هذه الطائفة من ملة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، كقوله:
أ- «أما قصيدة حسان - وهي خمرية في بعض أبياتها، وغزلية حسية في أبيات أخرى - فكانت مما لا يهضمه منهج الأدب الإسلاميّ ولا يطيقه، حتى لو هضمه وأطاقه نبي الأمة ورسول الإسلام وصحابته، ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا».
ب- أو قوله مفترياً مستعدياً ساخراً: «فلماذا - بارك الله في الأدب الإسلاميّ ومنهجه والداعين إليه - لم يدركوا ما أدركه الرسول؟ ولماذا لم يكونوا قليلي التزمت مثلهم وهم القدوة؟ وهل أنتم أعلم من الرسول ومجتمعه بما يُصلح الناسَ وما يصلح للشعر والشعراء، وما يحل ويحرم؟ أم أنكم - كما أشرنا سابقاً في هذا البحث ونقلنا عن بعضكم - تعتقدون أن مجتمع اليوم هو مجتمع جاهلي الروح والمبادئ، وأن حكمه حكم الجاهلية الأولى؟ وحتى - وإن قلتم ذلك ورأيتموه - فإن الرسول والصحابة وصدر الأمة أقروا ذلك وقبلوه.

إن هذا هو جوهر الخلاف مع أهل مصطلح الأدب الإسلاميّ ومنظريه الذين يردون ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة وسلف الأمة بلا دليل..».

وما شاكل ذلك من عبارات غير مسؤولة، أسأل الله أن يكون الدكتور مرزوق غير مدرك أبعادها[11].

ويتساءل القارئ لكلام الدكتور مرزوق الطويل حول الغزل والخمر عن الفكرة التي يريد إثباتها؟ لم يقل أحد من دعاة الأدب الإسلاميّ - فيما أعلم - إن الغزل - هكذا ومهما كانت صفته - محظور، أو محرّم، أو خارج التجربة الأدبية، وليس صحيحاً ما يدعيه من أن تجربة الأدب الإسلاميّ تتجاهل الشعر الوجداني، فهذه دعاوى تفنّدها نصوص كثيرة أبدعها في هذا الغرض أدباء هذه التجربة ، ولعل الدكتور مرزوقاً يعود إليها غير متحامل، ولا منتقٍ ما يروق له فقط، حتى ينجلي له وجه الحق في هذه المسألة، إن كان يبحث عنه.

وقد انتهى بدر المقبل في بحثه - الذي لقي هو والمشرف عليه، ولجنة المناقشة، ودعاة الأدب الإسلاميّ جميعاً من السخرية والهزء ما لا مزيد عليه - إلى ما لا يختلف حوله مسلمان، وهو «أن الغزل العفيف الذي لا فحش فيه مباح، ولا بأس في إنشاده والاستماع إليه..»[12].

ولا أظن الدكتور مرزوقاً ولا غيره يستطيع أن يدّعي أن الإسلام يبيح الغزل الفاحش الذي ينتهك الأعراض والحرمات. وقد ذكر الأستاذ بدر المقبل الضوابط الشرعية لهذا الغرض كما ذكرها الفقهاء الذين هم الحجة، والذين لم تخفَ عليهم قطعاً أخبار هذه القصائد ورواياتها، ولا بد أن يكونوا قد درسوها ومحصوها ووضعوها في جوها الذي وجدت فيه، وهو ما لم يُعْنَ به الدكتور مرزوق، بل أخذها على ظاهرها، مدفوعاً فقط بالرغبة في تسفيه تجربة الأدب الإسلاميّ، والانتقاص من دعاتها.

ولعل هذه الرغبة هي التي كانت وراء هذه الأحكام الظالمة الكثيرة التي أشرنا إلى بعضها، ووراء بعض الأحكام غير الدقيقة التي دفعت إليها اللجاجة، كقوله مثلاً عن مقدمة قصيدة كعب بن زهير إنها «مقدمة غزلية مكشوفة» فبصرف النظر عن ملابسات ولادة هذه القصيدة التي لم يلقِ الدكتور مرزوق إليها بالاً، ومنها أن كعباً لم يكن قد أسلم عندما قالها، بل أعدها ثم ذهب ليسلم، ومن ثمَّ فإن رؤيته الإسلامية لم تكن قد نضجت بعدُ؛ فإن هذه المقدِّمة لا تعد من الغزل المكشوف، وعَدُّها كذلك مبالغة غير دقيقة، فكعب لم يزد على أن شبّه محبوبته بالظبي الأغن، وشبّه ريقها بالخمر، وذكر تعلقه بها، وأن قلبه متيم مكبول بحبها. فهل هذا - كما يقول الدكتور مرزوق - «من الوصف الحسي لجسدها وريقها، وكل صفات الإغراء في المرأة التي يضيق بها منهج الأدب الإسلاميّ؟».

ومثلما أطال الدكتور مرزوق الوقفة عند الغزل، وجعل منه قضية، وراح يطلق أحكاماً غير علمية ولا بريئة من الهوى، مع أن المسألة في شعر الغزل محسومة عند دعاة الأدب الإسلاميّ، فهو عندهم - كما هو عند المسلمين جميعاً - جائز ما دام بعيداً عن السفه والمجون كما أثبتت رسالة بدر المقبل؛ أقول مثلما أطال الوقفة عند الغزل، أطالها كذلك عند الغناء، وهو موضوع لا علاقة له بالأدب الإسلاميّ، أصلاً، ولكن توجه كتاب «مجتمع الحجاز في العصر الأموي» للدكتور عبد الله الخلف لا يرضي هوى الدكتور مرزوق، الذي يريد التسليم بكل ما ورد من الأخبار والروايات وإن في أمر شرعي، وهو يتجاهل أن كتب الأدب - كالأغاني أو العمدة أو غيرها، والتي اعتمدها الدكتور مرزوق في تخريج بعض الأحاديث - لا تعتمد مصادر للحديث والفقه، وأن واجب أي باحث - ولا سيما في الأمور الشرعية - مناقشة الآراء وغربلتها. ولكن الدكتور مرزوق وجدها كذلك فرصة للطعن والغمز واللمز، وإطلاق الأحكام الانفعالية الظالمة، كقوله عن دعاة الأدب الإسلاميّ: «لا يقبلون الحجة ولو أجمعت عليها الأمة» وكأن صاحبنا - حفظه الله - قد أقام عليهم الحجة. أو قوله عنهم: «جاهزون لبيان الحجج كما يعتقدون، ولديهم متطوعون من الطلاب في رسائل الماجستير والدكتوراه، ومناهج خاصة تقرّر النتيجة قبل البحث، وتأتي بما يشاؤون قبل أن يبدؤوا فيما يريدون..» وغير ذلك من كلام غير مسؤول، وكأن دعاة الأدب الإسلاميّ «ميليشيات» لديهم متطوعون لتزوير التاريخ، والافتراء على الحق. غفر الله للدكتور مرزوق.

3- يحاول الباحث تصيُّد أي اختلاف في وجهات النظر بين دعاة الأدب الإسلاميّ، ليتخذ من ذلك وسيلة لتسفيه هذه التجربة النبيلة، وزعم عدم وضوح فكرتها عندهم، أو عدم استقرار المصطلح لديهم.

وهذا كلام - كالعادة - مبالغ فيه؛ إن دعاة الأدب الإسلاميّ اختلفوا حول قضية «مسلمية الأديب» فاشترط بعضهم أن يكون أديب هذه التجربة مسلماً، ولذلك سمّوا ما يقوله غير المسلم مما يتفق مع الإسلام «الأدب الموافق للأدب الإسلاميّ» ولم يشترط آخرون ذلك، ورأوا أن العبرة بالمقول لا بالقائل، ولذلك عدّوا من الأدب الإسلاميّ أي نص أدبي يتفق مع الإسلام كائناً من كان قائله.

وعلى العموم، إن أدباء هذا المذهب - كما بيّنتُ في بحثي - ليسوا نسخاً «كربونية» بعضهم عن بعض، بل لكل منهم - في إطار التوحد والاتفاق على المبدأ والهدف - أسلوبه وشخصيته ونمطه المتميّز، مما يغني تجربة هذا الأدب، وينوّع من صورها، ويمنحها الرحابة والانطلاق.

وإذا كان الفقهاء والمحدثون والمفسرون - وهم في إطار التشريع الواحد والعقيدة الواحدة - على مذاهب ومناهج مختلفة، أفيضير دعاة الأدب الإسلاميّ - وهم في إطار تجربة فنية هي فردية بالدرجة الأولى - أن تكون رؤاهم - في إطار المشترك العام وهو الصدور عن نبع واحد هو الإسلام - متنوعة غير مكرورة؟

4- ويقوده ذلك إلى خطأ «التعميم» الذي وسم بحثه على نحو ما أشرت إلى ذلك في ثنايا الكلام المتقدّم، فهو يتصيد رأياً ما - ضعيفاً أو شخصياً - فيجعله رأي الجميع، ويمتد تعميمه هذا إلى التجربة الإبداعية فيلغيها بجرة قلم، واصفاً جميع مبدعيها ونقادها بالسطحية «وتواضع القدرات» وأنه - بشهادة من يصفهم بأنهم «من المتلقين المحايدين، وأصحاب التخصص الموثوق برؤيتهم لمناهج وأساليب الكلمة المؤثرة في وجدان المتلقي» وبشهادته هو بعد أن تجاهل موقفه الشاكّ أصلاً في نجاح تجربة الأدب الإسلاميّ الملتزم (كذا) وبعد أن اطلع على ما قد يكون نضج من إنتاج هؤلاء القوم - انتهى إلى أن تجربة الأدب الإسلاميّ «التي لن يكون هناك تجربة أطول منها للحكم على الإبداع في مضمار الزمن، ولا عذر لها بعد الوقت الكافي من الممارسة في النقد والتنظير» هذه التجربة ما قدمت «لأحد مقالاً أو موقفاً نقدياً تناول تجربة ومعاناة أدبية حقيقية أبدعها أهل هذا المنهج شدّت القراء واجتذبت اهتمامهم».

ولعمري إن هذا الكلام لأبعد ما يكون عن الحق والمنهجية العلمية من وجوه:
أ- إنه يقوم على استقراء ناقص، وعلى انتقاء متعمّد لبعض النصوص التي يوجد عشرات من أمثالها، بل أضعف منها وأرَكّ في أي مذهب أدبيّ، وهو يتجاهل عشرات النصوص الشعرية المتميزة التي أبدعها شعراء في الرابطة من أمثال عمر بهاء الأميري، وعبد الرحمن العشماوي، وصابر عبد الدايم، وسعد دعبيس، وعبد المنعم عواد، ومهدي الحكمي، وعيسى جرابا، ومصطفى عكرمة، وحسن الأمراني، وعصام الغزالي، ومحمود مفلح وغيرهم، أو أبدعها كثيرون من غير أدباء الرابطة وشعرائها.

ب- إنه يقوم على حصر تجربة الأدب الإسلاميّ فيما يبدعه أدباء الرابطة فقط، وهذا خطأ بيّن، فهذا الأدب موجود في إبداع كل أديب مسلم، ملتزماً كان أم غير ملتزم، وفي القديم والحديث، بنسب متفاوتة من واحد إلى آخر. وإذا نجحت تجربة الأدب الإسلاميّ - في أي زمان ومكان، وعند أي مسلم - في تقديم نماذج جيدة معتبرة، فهذا دليل على أن الالتزام الأدبي الإسلامي لا يقتل ملكة الإبداع الفني كما يدعي الدكتور مرزوق. والنماذج الضعيفة - وهي موجودة في جميع مذاهب الدنيا - حجة على أصحابها، لا على المذهب ولا على الدعاة إليه.

إن السؤال دائماً عن النص، والنص الأدبي الملتزم تصوراً إسلامياً، ويتمتع بفنية عالية، أكثر من أن يُحْصَى في القديم والحديث، وعند أدباء الرابطة وغيرهم، ولو اتسع المقام لأوردنا نماذج لا حصر لها، والناقد النزيه لا يختار نصوصاً ضعيفة معينة يطلق الأحكام التعميمية من خلالها.

كما أن أدباء الرابطة، وغيرهم من حملة هذا المذهب، ليسوا سواء في قدراتهم الإبداعية أو التنظيرية، بل فيهم المجيد والمتوسط والضعيف، وهذا شأن كل مذهب أدبي. ولو افترضنا جدلاً إخفاق أدباء الرابطة - وهو ما يتمناه الدكتور مرزوق، أو يعتقده على الأقل - لكان ذلك حجة عليهم لا على التجربة ذاتها، مثلما أن إخفاق المسلمين اليوم في تقديم مشروعهم الإسلاميّ الحضاري المتميّز حجة عليهم لا على الإسلام.

إن الأدب الإسلاميّ، الذي لم تخفق تجربته، ولا يمكن أن تخفق إن شاء الله، لا عند أدباء الرابطة ولا عند غيرهم من مبدعيه على مرّ التاريخ، هو أدب هذه الأمة الحقيقي وهو سفينة الإنقاذ لأدبنا العربي بل للأدب العالمي، تسدّده إذا ما انحرف، وتعيده إلى شاطئ الحق والجمال وإسعاد الإنسان.

ج- والكلام السابق يقوم كذلك على مفهوم مضطرب عن الالتزام، وعدم تفريق بينه وبين الإلزام؛ فالدكتور مرزوق مع الأدب الإسلامي - وهو مصدَّق ولا شك - ولكنه - فيما يبدو - ضد الالتزام، إذ هو يعتقد - وهو اعتقاد تفنّده النصوص الأدبية الهادفة التي خلدت في التاريخ - «أنه يضادّ الإبداع ويجانبه» وعلى الرغم من عدم صحة هذا الكلام - في رأينا - لاعتقادنا أن الإلزام لا الالتزام هو الذي يقتل ملكة الإبداع؛ فإن المرء يتساءل: كيف يكون أدبٌ إسلامي، وأكون أنا معه، ولا أريده أن يكون ملتزماً؟ هل يُتَخَيّل أصلاً أدب إسلاميّ غير ملتزم؟ بل هل يُتَخَيّل أدب اشتراكي، أو وجودي، أو حداثيّ غير ملتزم؟ من أين حمل هذه الصفة إذن؟ ولماذا؟

إن الإسلام - بل كل نحلة في الدنيا - هي التزام، ولا ينتسب أصحابها إليها إلا إذا كانوا ملتزمي تشريعاتها وأفكارها. والمسلم - سواء أكان أديباً أم غير أديب - هو إنسان ملتزم تعاليم الإسلام، صادر عنها في كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياته، لا يقدّم بين يديها حكماً أو رأياً آخر {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 33/36] .

والالتزام الأدبي الإسلامي - كما بيَّنتُ في بحثي - هو أوسع وأعمق من أي التزام أدبي آخر، فهو عفوي، صادق، نابع من ضمير المسلم ووجدانه وعقله وقلبه بشكل طبعي لا اقتسار فيه ولا تزييف.

وفي ضوء ذلك تبدو غريبةً تلك الأسئلة التي طرحها الدكتور مرزوق حول الالتزام والإلزام من غير تفريق بينهما، من مثل: هل الالتزام والإلزام الأدبيّ مطلب ديني إيمانيّ؟ هل ممارسة الموهبة الأدبية محاربة لله ولرسول الله؟ هل الشعر والأدب محصور في عبادة الله بالمعنى الخالص للعبادة؟

ما أحسب مسلماً يجهل الإجابة عن هذه الأسئلة، وفيما نقله الدكتور مرزوق من كلام محمد قطب وعبد القدوس أبو صالح إجابات شافية.

الالتزام الأدبي مطلب إيماني، فكل مسلمٍ - أديبٍ أو غير أديب - ملتزم. وممارسة الموهبة الأدبية، إذا كانت في الحق، جهاد. وإذا كانت في الباطل فهي محاربة لله ورسوله.

وهل الشعر والأدب محصوران في عبادة الله بالمعنى الخالص للعبادة؟ إن كل كلمة خيّرة هي عبادة. ولكن ذلك لا يعني أن نصوص الأدب والشعر محصورة في الأغراض الدينية الخالصة وحدها، بل يطرق الأدب الإسلاميّ كل تجربة حياتية: عاطفية، وسياسية، واجتماعية، ودينية، وذلك كله - عندما يكون من منظار الحق الذي يتفق مع الإسلام - عبادة «إن في بُضع أحدكم صدقة» والوجود البشري كله محصور في عبادة الله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 51/56] وهذا لا يتنافى مع بشرية الإنسان، وتحقيق إنسانيته، وإشباع رغباته الخيّرة النبيلة على النحو الذي شرعه الله له من أجل سعادته وصلاحه.

5- ولا يحمل الدكتورَ مرزوقاً على النَّصَفة واستبعاد التعميم في الأحكام، أن يرد أحدٌ من دعاة الأدب الإسلاميّ على آخر منهم رأياً شاذاً أورده. وقد أورد هو نفسه رأي عماد الدين خليل في الرد على محمد قطب «أن العرب لم يستفيدوا من القرآن ولا من الإسلام في إبداعهم الفني» ومع ذلك يظل الدكتور مرزوق حاملاً عصا التعميم، فيجعل رأي واحد هو رأي الجميع، وضعف نص ضعفاً في جميع النصوص.. وهكذا..

6- وهو يأخذ على هذه التجربة ما يقوم به دعاتها من تنخيل للتراث، واصطفاء من الآراء. أتراه يحسب مثلاً أن التراث معصوم، وينبغي لذلك أن يُقْبل بصالحه وطالحه؟ وهل يغيب عنه أن الدعوة إلى ما يسمّى «إعادة قراءة التراث» يرفعها الجميع الآن؟ لماذا يُقْبل أن يقرأ أقوام التراث بإسقاطات ومناهج غربية مختلفة، ولا يُقبل أن يقرأه قوم من منظور إسلامي، فيقبلوا ما فيه من صالح ويستبعدوا ما فيه من طالح؟ وإن فيه - كما في الحديث - من كل ذلك خَلاقاً؟ ذلك أن القاعدة الضابطة - كما أشرنا من قبل - «أن الرجال يُعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال» ومن ثم فدعوة الأدب الإسلاميّ لا تلغي التراث - كما يدعي الدكتور مرزوق - ولكنها لا تعده معصوماً، وتوقر فيه كل النصوص الصالحة التي لا تعتدي على قيم الدين.

7- وهو يوهم القارئ أن دعاة الأدب الإسلاميّ لا يعترفون بموهبة أديب وُجد في كلامه تجاوزات عقدية، أو كان على غير منهجهم. وهذا كلام غير صحيح، ولو اطلع الدكتور مرزوق - كما يدعي - على جميع أو أغلب ما أُلِّف في الأدب الإسلاميّ، لتبين له أن دعاة هذا الأدب - على مذهب أسلافهم - يقرِّون بالموهبة عندما توجد كائناً من كان صاحبها؛ لأن العبقرية والعلم والموهبة حظ مشترك بين الناس جميعاً، لم يخصّ الله بها المؤمن دون الكافر، أو العربيّ دون الأعجمي، أو القديم دون الحديث، ولكن بعضاً من هؤلاء جميعاً يوظفها في الخير، وبعضاً يوظفها في الشر..

إن دعاة الأدب الإسلاميّ يقرون بموهبة نزار قباني، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ومحمود درويش، وأدونيس، وأبي نواس، وبشار بن برد، وكثيرين غيرهم في القديم والحديث، بل بموهبة غير المسلمين من هؤلاء وإن اختلفوا معهم في بعض ما قالوه، ولكن إقرارهم بموهبتهم وتميّزهم الفني شيء، وقبول بعض ما يقولونه مما هو مخالف للإسلام شيء آخر، فالحكم على الفنية - كما يقول الجرجاني - بمعزل عن الدين.. 

وإن من واجب الدعاة والنقاد والمسلمين جميعاً أن ينبِّهوا على هذه التجاوزات، التي أراد الدكتور مرزوق - في واحد من آرائه العجيبة - أن تُصَنَّف وحدها، وأن يُدَلّ عليها وحدها، ولا يُصَنّف أو يدلّ على ما هو إسلاميّ؛ لأن ذلك - في رأيه - يتنافى مع شمولية الإسلام.

وعندما يشير عبد الباسط بدر إلى ما في قصيدة صلاح عبد الصبور «الناس في بلادي» من تجاوز عقدي يسخر منه الدكتور مرزوق ويقول: «بلغ الأمر ببعضهم - من أجل تسويغ مصطلح الأدب الإسلاميّ - أن يحوّل معنى نص أدبي عند بعض الشعراء إلى فهم بعيد عن دلالته المباشرة» وما أظن دلالة بعض العبارات المتجاوزة في النص تخفى على أحد، وما أظن الدكتور مرزوق راضياً عن قول الشاعر في هذه القصيدة:
يا أيها الإله 
كم أنت قاسٍ موحشٌ يا أيها الإلهْ 

8- وفي حكم من الأحكام الانفعالية الكثيرة، يصف الدكتور مرزوق معايير نقاد الأدب الإسلاميّ بأنها «جائرة، متعسفة، متشدّدة كل التشدّد، بعيدة كل البعد عما يمكن تحقيقه في الشعر والأدب» وأنه «لو وجد أديب ينطبق عليه معياركم الأول (!) فقط فلن نصفه بأنه أديب إسلامي، بل سنجعله شيخ الإسلام الأكبر، والمفتي الأعظم، والعلامة الأوحد، والفقيه المشرع، فابحثوا عنه - بارك الله فيكم - وأخبروا عموم المسلمين إن وجدتموه، وادعوهم للبيعة الكبرى وليس للأدب فحسب..».

وبصرف النظر عما في هذا العرض الذي يشبه العرض المسرحي الدرامي من تهويل وهزء وافتراء، يتساءل المرء عن هذا المعيار المستحيل الذي يشير إليه الدكتور مرزوق؟

لم يشترط دعاة الأدب الإسلاميّ لأدبهم إلا الفنية والصدور عن التصور الإسلاميّ، بل إن بعضهم - وإن لم نتفق معه في الرأي ولا الدكتور مرزوق على ما يبدو - لم يشترط حتى «مسلمية» الأديب. لم يحظر دعاة الأدب الإسلاميّ على أحد الخوض في أي موضوع: وجداني، أو سياسي، أو اجتماعي، أو إنساني، أو ديني، ولا استخدام أي شكل فنّي ما دام يقدِّم رؤية فكرية تتفق مع الإسلام، وهو لا يضيِّق دائرة المباح، ولا يقف في وجهها كما يدعي الدكتور مرزوق.

أهذا الأدب مستحيل؟ ومبدعه حقاً «سوبرمان» كما صور العرض الدرامي الذي قدّمه الدكتور مرزوق؟ أدع للقارئ أن يتأمل. 

وأخيراً:
أقول للأخ العزيز الدكتور مرزوق بن تنباك - حفظه الله - : لقد كنتَ على حق في أخذك على بعض دعاة الأدب الإسلاميّ شدَّتهم وخشونتهم في الرأي أحياناً، واتهامهم لمخالفيهم «بقصر النظر» أو ما شاكل ذلك من عبارات لا تليق؛ فالدعوة إلى الله لن تجدي ولن تنجع إلا إذا كانت بالحكمة والموعظة الحسنة والقول الليِّن الرقيق. 

ولكنك - يا رعاك الله - لم تكن أحسن منهم حالاً، كنت شديد العنف، حادّ القول، فسَّقتَ القوم وبدَّعتهم، وربما أكثر من ذلك. ضِقْتَ بآرائهم ذرعاً، فجرّحتهم في القول، وأزريت عليهم، وعلى تجربتهم، وكنت إقصائياً من الطراز الأول، وعمَّمتَ في أحكامكَ عليهم، وكان كلامك محتشداً بغمز ولمز وسخرية أشرنا إلى بعضه، ولن يخفى على القارئ الحصيف أن يتلمس بعضه الآخر. 

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وألهمنا الحكم بالعدل، وانتباذ الهوى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
 
ــــــــــــــــــــــ
[1] انظر مثلاً الصفحات: 38-45. 
[2] جمع الجواهر للحصري القيرواني: 40 - 41.  
[3] يتيمة الدهر: 1/169 - 170.
[4] سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون: 19 - 20.
[5] الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 2/240، وانظر عشرات النصوص من هذا القبيل في كتابنا (النقد العربي القديم: نصوص في الاتجاه الإسلامي والخلقي): دار الفكر، دمشق، 1426هـ/ 2005م.
[6] شرح نهج البلاغة: 20/171.
[7] نضرة الإغريض: 372.
[8] انظر جريدة الأخبار المصرية: الصفحة الأدبية، عدد 1/4/1981م.
[9] من بحثه (أثر التراث على الشعر العربي المعاصر) المنشور في كتاب (قضايا الشعر العربي المعاصر) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: 68، تونس، 1988م. وانظر آراء طائفة من نقاد الحداثة أنفسهم عن أزمة الأدب العربي الحديث وانسياقه في تقليد الأدب الغربي في كتابنا (الحداثة في الشعر العربي المعاصر): 268-305، دار القلم، دبي 1417هـ/ 1996م.
[10] في اللسان: نبتت لهم نابتة: أي نشأ فيهم صغار لحقوا بالكبار، وصاروا زيادة في العدد. والنوابت من الأحداث الأغمار.
[11] انظر من أمثال هذه العبارات ما ورد في الصفحات: 91، 92، 95، 131، 156، 157، 163، 166، 167، 171. وغيرها كثير.
[12] شعر الغزل في ضوء منهج الأدب الإسلامي: 155، دار ابن الجوزي، الدمام، 1428هـ، وانظر: 172.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عالمية الأدب الإسلامي
  • الأدب الإسلامي والنقد الصامت!
  • علي الطنطاوي.. أثره في إرساء قواعد "الوسطية الأدبية"
  • تأملات نقدية في الأدب الإسلامي
  • الأدب الإسلامي والإبداع الفني
  • أهمية الأدب الإسلامي وضرورته.. لماذا الآن؟
  • مصطلح الأدب الإسلامي: المسوغات والأبعاد
  • الأدب الإسلامي بين النص والشخص

مختارات من الشبكة

  • صلاة قيام رمضان أول الليل وآخره، هل هو من التعقيب؟(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • تعقيب على تعقيب الشيخ القاري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسألة التعقيب في رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • رسالة في التعقيب على تفسير سورة الفيل للمعلم عبد الحميد الفراهي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تعقيب على مقال فيه تحريف معنى صفات الله جل جلاله(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مهام المفتي معلومة بالقرآن والسنة وبمقتضى أنظمة الدولة (تعقيب على مقال فيه تقليل وتشكيك)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تعقيب على تقرير حول التحديات القانونية التي تواجه الأمة الإسلامية في القرن القادم(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • تعقيب على محكمة في تتارستان لمنعها تداول صحيح البخاري (باللغة الروسية)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تعقيب على محكمة في تتارستان لمنعها تداول صحيح البخاري(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات (PDF)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
6- قل خيرا أو اصمت
مطيع السروري - اليمن 02-09-2012 08:17 PM

بارك الله بالدكتور وليد قصاب، فقد انتقد فأحسن، وقال فأوجز وأبلغ.

إني أرى، والله أعلم، أن من أبسط وأيسر الطرق هو أن تعارض من يخالفك الرأي بالتسفيه والكلام الذي لا دليل على صحته (أو الذي يمكن تفنيدهـ بكل بساطة)؛ لذا، لا يظنن إمرؤ نفسه بطلا ويظل يسهب في القول أو في المعارضة في هذا الموضوع، بل الأفضل أن يتقي الله، ويقول الحق مدعما بالدليل أو ليصمت. وجزى الله خيرا كل من يكتب الخير وينشرهـ.

5- رد ...
معقب. - ksa. 24-02-2010 02:19 PM
الأخ راد
أولاً لا أنقد لمجرد النقد فقد جمعت بين ما قلت ولي جهودي في خدمة الأدب الإسلامي ولله االحمد.. والكمال لله تعالى ونحن نبذل كل قدر استطاعته
ثانياً كلامك سليم فللرابطة جهود في التصدي للحداثة وفي تأسيس هذا الأدب وذلك أمر لا ينكر وهي جهود مشكورة في الثغر التي تقوم عليه
ولكن أتحدث عن عملها الافتراضي الآني.. أين هو؟ وما هو؟؟! وهل هي تسير على خطة مؤسساتية صحيحة؟ وهل هي تعيش الواقع أم تعيش الماضي هي ومعظم الذين يحاولون كتابة الأدب الإسلامي؟!! بالنسبة إلي أفضل لو توقفت عن بعض أعمالها (كالمجلة) لأنها لا تسهم في دفع مسيرة هذا الأدب بل في تراجعه إلى عصر التأسيس الذي انتهى...... لنكن واقعيين يا أخي ولا تظنن أن ادعاء المثالية والدفاع المستميت سيفيد!!
كل ما تقوله أعلاه معروف لدي وزيادة.. ولكن نحن لا ننظر من منظار واحد بل من مناظير متعددة.. ولا ندافع فقط!!
بالنسبة للدعم؟؟ فهل تطوير "التفكير" سيستهلك المليارات مثلاً؟!! نحن نريد من الرابطة أن تفكر من جديد كيف تحيي الأدب الإسلامي من هذا التقهقر الفظيع!!! أليست جهة مسؤولة؟؟؟ لتكتب أفكارها الجديدة لإحياء الأدب الإسلامي وتنشرها... ماذا سيكلف ذلك؟! طيب.. الدعم مشكلة كبيرة وووو... حسن.. وإن قلت لك دعني من كلامي السابق.. لا أريد أن تنفذ نشاطاً ولا أن تحرك كرسياً واحداً.. أريد أن "تتكلم" وتطرح جديدها في الفكر والأدب والنظر!! فهل تعجز!!
أخيراً فأساتذتنا في الرابطة هم خير من يعرفون ما أقول.. لأني لست أول من قاله.. لقد وجهه إليهم الكثيرون ولكن لا حياة........
4- رد على تعقيب معقب
راد - السعودية 24-02-2010 08:24 AM
لا شك ما نطمح إليه من الارتقاء بالأدب الإسلامي أضعاف ما عليه الواقع اليوم


ولكن من الضروري أن نكون منصفين وعادلين في احكامنا

إن ما حققته رابطة الأدب الإسلامي منذ تأسيسها وحتى اليوم يعد إنجازا عظيما في ظل ضعف الإمكانات المادية

فالرابطة جهة خيرية تعتمد على التبرعات
وليست مدعومة من الحكومات إلا في حدود ضيقة جدا

ومع ذلك نجحت في تثبيت وغرساخ مكانة الأدب الإسلامي
وإقرار مواد ومقررات في الجامعات باسم منهج الأدب الإسلامي

وهاهي مكاتبها في بلدان العالم تزداد باطراد ..

وهي تصدر نحو 6 مجلات بلغات مختلفة..

وتنظم مسابقات مهمة، وتنشر كتبا وبحوثا، وتقيم ندوات ومؤتمرات..

ومن أعضائها أدباء ذوو قامات سامقة في الإبداع والتألق، وهي تسعى دائما إلى تشجيع المبدعين وصناعة الكتاب والأدباء..

أما أهم ما تنهض به فهو الوقوف بقوة وصلابة في وجه الحداثة المخربة،
ودحض شبهات الحداثيين ومحق دعواتهم التغريبية الشوهاء!

وهي في كل ما قامت به كانت متميزة،
ومجلتها الأم (مجلة الأدب الإسلامي) مجلة رصينة متميزة، أفضل من مئات المجلات التي تعج بها أسواق الكتب..

هذه الإنجازات كلها قامت مع ضعف التمويل وقلة الموارد..
ولو وجدت الدعم الكافي لكان لها أضعاف هذه الإنجازات..

أشكر الأخ الكريم معقب على ما كتب
وأدعوه للعمل على دعم الرابطة ماديا ومعنويا
وتوجيه ملاحظاته واقتراحاته للنهوض بها إلى مكاتبها مباشرة

ليكون ممن يجمع بين القول والفعل
ولا يؤخذ عليه أنه ينقد لمجرد النقد


مع الشكر لموقع الألوكة لإتاحته فرصة هذا الحوار
3- تعقيب
معقب - KSA. . 22-02-2010 07:54 PM
تعقيباً على كلام أستاذنا محمود توفيق ..
أقول إن على رابطة الأدب الإسلامي أن تستوعب ولا تقصي..
أن تعمل على جذب المبدعين الحقيقيين لا الهواة الذين يشكلون الأغلبية..
أن لا تعمل على تكثير السواد بل على تعميق التجارب..
أن "تبحث" عن الأدباء الجدد الإسلاميين (بحثاً حقيقياً)؛ فهي مؤسسة عليها واجب، لا أن "تقف" مكتوفة الأيدي بانتظار تشريفهم!!..
أن تتعدى المجلة والأمسية اليتيمتين وتنطلق إلى رحاب الأدب الحقيقي
أين أنت من الشباب أيتها الرابطة؟ الشباب المبدع لا الهاوي!!!
أقول:
يا رابطة، إن الأدب أمانة.. فكوني على قدر المسؤولية.
2- رد مفحم
قارئ عابر - السعودية 20-02-2010 12:08 AM
موضوع مفيد
ورد الدكتور وليد قصاب علمي ومنطقي ومفحم

وفق الله كل المنتصرين للأدب الإسلامي
ونصرهم على دعاة الحداثة والتغريب!
1- ملاحظات
محمود توفيق حسين - السعودية 18-02-2010 11:24 PM
تمتعت جدا بقراءة هذا الموضوع العلمي الطابع
لاحظت - ومن خلال تعقيبات الدكتور وليد - أن آراء الدكتور مرزوق لم تتخذ طابعا علميا ، بل اتخذت شكلا اتهاميا يليق ببرنامج حواري فضائي أكثر مما يليق بورقة تعني بقرن جديد .. ولا أنكر - مثلما لم ينكر الدكتور وليد - وجود شريحة ممن يعنون بالأدب الإسلامي لهم لغة إقصائية ويمنعهم الالتزام الأدبي من إنصاف الموهوبين من المخالفين ، لكن الزمن وتطور التجربة في صالح الرؤى الأنضج داخل تيار الأدب الإسلامي .
لاحظت من خلال ورقة الرد أيضا أن الشعر حاضر في الحوار بينما السرد القصصي شبه غائب .. وأعجبني أيضا إدراك حقيقة أن الأدب الإسلامي - ممثلا في أدبائه - لم يتم توطينه كله داخل الرابطة ، هكذا نظر الدكتور للأمر ، وهذه حقيقة ، لكن تلك الحقيقة التي قد تبدو مرة وقد تطرح سؤالا حساسا بخصوص مدى قدرة الرابطة على متابعة الأدب الإسلامي الذي لم يتوطن داخلها بعد ، وجودة أدواتها في الاختيار والترشيح .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب