• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

التحليق في سماء المصدر الرباعي: إبداع (2)

محمد صادق عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/11/2015 ميلادي - 18/1/1437 هجري

الزيارات: 7729

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحليق في سماء المصدر الرباعي "إبداع"

(2)

"المقومات والمعاير"


وما زال البساط الذي عرج بنا لسماء المصدر الرباعي "إبداع" يُقلُّنا ويحلِّق بنا في عوالم المصدر السهل الممتنع، لا يَرعوي عن اختِراق العُباب والرُّباب، ومُجاوَزة المناطق الوعرة ذات القضايا المُستعرَة؛ ليردَّنا إلى البسيطة مردًّا جميلاً غير منقوص حقُّنا، ولا مقصِّرين فيما حَلَّقنا له.

 

فكما أن الفكرة لا تأتي ولا تتأتَّى من فراغ، ولا من عقل فارغ؛ فكذلك الإبداع الذي هو نتاج العبقرية لا يأتي مصادَفةً، وإلا سُميَ ذلك اكتشافًا، ولَسْنا بصدد الحديث عن ذلك المصدر، بل إن شغلنا الشاغل مصدرنا الرباعي "إبداع"، ولاتِّساع المصطلح وسعة صدر المصدر الرباعي؛ فإنا قد عَوَّلنا على خمسة أركان ربما كانت هي الأسسَ التي عليها - أو مِنها - ينبثق الإبداع في أي مجالٍ، ليس الإبداعَّ الأدبيَّ وحسب، بل أي مجال آخر يَشغل بال المُصلِحين.

 

أوَّل تلك المقومات:

1- الموهبة أو العبقريَّة:

وهي الخطوة الأولى لانبثاق وترقُّب ثمرة الإبداع، فتباشير الكتابة تظهَر مِن مجرَّد الإنصات لشاعر أو إذاعة طيبة، أو نثر جميل يَلفت انتباه الناس إليه، ويَصِفونه بالموهوب، والتقليد الذي هو أُولى عتبات الابتكار، ومِن تباشير بُشريات اكتشاف المواهب: الاهتمام الملحوظ بصنوف الثقافة.

 

2 - البيئة:

لا سيَّما المحفِّزة التي هيَ المَعين الأمثل للرقيِّ لرتبة مُبدِع، ومَن أنعَمَ الله عليه بوالدٍ كاتب أو أمٍّ مثقَّفة أو مُعلِّم عالم يَحتذي بهم، فيَلفِتون انتباهه إلى روائع وجمال العربية وجمال النثر والقص، وشتى الأجناس المعنيَّة بالأدب، عندها نقول المقولة الشهيرة: "هذا الشبل من ذاك الأسد"، والعكس تمامًا إذا كانت البيئة غيرَ صالِحة أو غيرَ مهيَّأة لإنتاج الأديب المبدِع، فعامل التثبيط قادم لا محالة، إلا مَن أنعم الله عليه بنعمة العزيمة وارتفاع الهمة، ولعلَّ المثال الأمثل قريشٌ التي برَع فيها جهابذة العرب مِن شعر في شتى الأغراض، وشابَ الشعراءَ هناك الخُيلاءُ والعُجب، وقالوا: إنَّا نحن مَن كتبنا الشعر، حتى أنزل القاهرُ فوق عباده كلامًا لا هو بالشعر ولا بالسحر، وما هو من كلام البشر؛ لتترسَّخ في معتقَدات المجموع: "إن الإبداع المطلق للذات العلية سبحانه وتعالى".

 

3 - الأدوات:

لو قلنا: "إن الحاجة أمُّ الاختراع" كما فرَضَت علينا النظريات القديمة، وهذا صحيح بالطبع؛ فالإنسان البدائي أبدعَ بأقلِّ الإمكانيات وأبسط الأدوات، فصنَع ما يَلزمه مُواكِبًا لعصرِه، حتى سرَتْ بنا الحِقَب وانطلقَتْ بنا القُرون واحدًا تِلو الآخر، حتى الهجمةِ الشرسة من صُنَّاع العَولمة وفتحِ سقوفِ وسماواتِ التبادُل الثقافي، وربما الغزو المُضمَر بين طيَّات الاطلاع، حتى صرنا إلى ما نحن فيه، وما زلنا سائرين.

 

أمَّا على صعيد الأدب والكتابة فليست القناعة محمودةَ المطلَب؛ إذ الكاتب في كل مجالات فنِّه مُطالَبٌ بالتبحُّر ومداهَمة الأعماق، غير مُتجانِف ولا متحيِّز لفكرٍ واحد، ويَستدعي لذلك قواميسَه التي عرَفها وما زال يطَّلع فيها، مُكوِّنًا ثَروةً لُغوية كبيرة، يستطيع أن يُركِّب العبارات حسب زمانها ووقتها ومقامها، وكذلك مُطالَب هو بثقافة في أيِّ مجال، ولو لمجرَّد المعرفة لبعض القضايا التي قد تَعترض سطور كتابته، أو يلجأ لأرباب المعرفة، فيُدرِّسون له ما تَعاظم عليه فَهمُه.

 

خلاصة الجزئية أن الكاتب مطالب بوفرة من اللغة، وسَعة من الألفاظ التي تسانده؛ متى أراد أن يتوكأ عليها أو يهش بها على منتقِصيه حقَّه في الإبداع والثقافة، فالقاصُّ مطالَب بتذوُّق الشِّعر، والشاعر مُطالَب بسماع القصة؛ ربَّما أوحت له بالجديد، فيَزيد على آثار ذلك كلِّه حصيلةً لغوية ومعجمًا كبيرًا.

 

♦ بقيَتْ نقطتان ربما كانتا هما التَّفعيلَ للثلاثة السالفِ سَردُها، وهما:

1 - الاستعداد.

2 - الاستمرارية.

 

بإيجاز وإنجاز؛ فالاستعداد والاستمرارية مِن مُوجبات تمام الموهبة؛ فالموهوب في أيِّ مجال أدبي إن لم يتَعمَّق بجِدٍّ ويُنشِّط ذاكرتَه لتنمية الموهبة ضاعَتْ، ولربما اندثرَت بين طيَّات القضايا الأخرى، وأصبح طلبها ثانيةً من الصعب العسير؛ إذِ العوائق سوف تَحول، وتُقنعه شمسُه بالأفول، فينصرف ناعيًا حظَّه فيها.

 

وأيضًا هُما مِن مستلزمات الإبداع وتكوين الإرث الثقافي المُعتمَد لدى الناس، والاستمرارية بحقٍّ دافعٌ للنبوغ واستكمالِ سَيْرِ الأعلام من علماء الأمة في الأدب والثقافة.

 

هذا ما كان من مقوِّمات وعمُد الإبداع، ربما كان هناك ما لم نذكُرْه، أو ضاع من الذاكرة ذِكرُه، فجلَّ مَن لا يَنسى، وسبحان مَن كلُّ شيء عنده بمقدار.

 

والشيء بالشيء يُذكَر؛ فكما أنَّ للإبداع مقوِّمات وعواملَ نجاحٍ وإتقان، فكذلك (المعوِّقات) أكثر، ولا نستطيع لها حصرًا، فلربما كانت مثبِّطات نفسية لا يَعلمها إلا المبدعون أنفسُهم، وللمنظَّمات والهيئات دَور ليس باليسير في هذا المجال؛ لصناعةِ أو تفريخِ أجيالٍ تُتقن الإبداع، فيَخرج للناس في أبهى الصُّوَر، ولو أردنا أن نَنكش أو أن نَنفش في الكلام عن مثبِّطات وعوامل الإحباط للمبدع في أي مجال في وطننا العربي لَما كَفَتِ السطورُ ولا الكتب.

 

وإن كتَّابًا وأدباء وحفَظةً صاروا على قدرٍ عظيم بين الناس يُشار إليهم بالبَنان، يتَّخذهم الشباب المحبُّ للأدب والاطِّلاع قدوةً ومَثلاً، منهم المحفِّزون، ومنهم دون ذلك، ومنهم مَن إذا طُلب أنكَر واستنكر وقال: ما هذا كلامٌ يُكتب، إنْ هذا إلا هذَيانٌ صَغِر، وما علم أنَّه بها قد مَرَّ، ولو شاء الله لما عرج إلى مناطق الإبداع والبلاغة والبيان؛ فإنَّ مداومة الدراسة تَزيد من بهجة الحرث.

 

ولا نُنكر لمواقعَ وشبَكاتٍ عربيَّة كثيرة تتبنَّى الإبداعَ والمُبدِعين، وأنَّ كتَّابًا فرُّوا من قيود مؤسسات بلادهم المثبِّطة المُحبِطة إلى تلك المواقع والشبكات الطيِّبة، ولعلَّ "شبكة الألوكة" - أعزَّ الله قدر القائمين عليها جميعًا - مِن الحُفَّاظ على اللغة العربية وبهجتها، والله لا أجامل؛ فالحقُّ أحقُّ أن يُقال، جزاهم الله خيرَ الجزاء في محاربة التيار الجارف مِن نَوبة العامِّية التي اجتاحت كلَّ أركان الثقافة لتفرض نفسَها علينا، والله الغالب.

 

هذا ما كان من أَمر مقوِّمات وعوامل صناعة المُبدعين في المجال الأدبي، ولو قُدِّر لنا أن نُقيم عملاً أدبيًّا ليَحصُل به صاحبُه على رتبة مُبدِع فسوف نجد المعايير كثيرة لا تحصيها عينٌ واحدة ولا أذنٌ ناقِدة؛ لاختلاف الأذواق ورُؤية كلِّ مُقيِّمٍ الشخصيَّةَ والبحثيَّةَ المتنوِّعة.

 

ومهما ابتكر المتخصِّصون في مجالات الأدب مِن معاييرَ وعوامل تظلُّ مقوِّماتٌ ومعاييرُ أُخَر في بطن الناقد لا يُبصِرُها الكثيرون؛ وأصالةً عن نفسي أستأذنكم في اختيار عاملَين فقط ربما لا يتَّسع المجال لهم بالقَدرِ الأمثل، لكنه من باب التجريب، وإن هذين المعيارين هُما:

1- الصُّوَر والأخيلَة.

2- الإيجاز والإنجاز.

 

وإن كانا لكافيَينِ إلا على المُبحرين بعمقٍ في دراسات النقد، نسأل الله الذي علَّمهم أن يُعلِّمنا.

 

في المقال السابق كنتُ تطفَّلتُ وتجرَّأت على قارئي الكريم بالتكهُّن بتعريف الإبداع؛ ألا وهو: "الإتيان بالصورة المنسيَّة أو التي لم يَنبغ لكاتب أن يَأتي بها"، فكلُّنا يَرى الشمس والقمر والنجوم والشجر والدوابَّ، ويرى أفعال الناس، لكن مَن يَختلِق الصورة الجديدة هو الأولى بأن يُنعَت بأنه مبدع حقًّا.

 

ومِن هذا التعريف سوف أنطلِقُ مُنتقيًا بعض الصور - خياليةً كانت أو حسيَّة - وأستأذنُ البِساط الذي أقلَّنا أن يَجوب بي البساتينَ الزاهرة لأعلام العالم العربي والإسلامي، وسوف أختار أمثلةً من القرآن الكريم ومِن الشِّعر ومن النثر، كلاًّ على حِدة.

 

وخير مُبتدأ ومسك الختام كلامُ ربِّ العالمين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خَلفِه:

1- من القرآن الكريم:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39].

 

وقبل أن أعقِّب أُدرج تفسير الآيات؛ حرصًا على اكتمال الرؤية للقارئ، ويفسِّرها العلامة ابن كثير إذ يقول مجتهدًا رحمه الله: "هذان مثَلان ضرَبَهما الله تعالى لنوعَيِ الكفار؛ فأمَّا الأول مِن هذين المثَلين فهو للكفار الدُّعاةِ إلى كفرهم، الذين يَحسَبون أنهم على شيء من الأعمال والاعتقادات، وليسوا في نفس الأمر على شيء، فمثَلُهم في ذلك كالسَّراب الذي يُرى في القيعان من الأرض مِن بُعْدٍ كأنَّه بحر طامٌّ، والقيعة جمع قاعٍ؛ كجارٍ وجيرَة، وهي الأرض المستوية المتَّسعة المنبسِطَة، وفيه يكون السَّراب، يُرى كأنه ماءٌ بين السماء والأرض، فإذا رأى السراب مَن هو مُحتاج إلى الماء - يَحسبه ماءً - قصَده ليشرب منه، فلما انتهى إليه ﴿ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾ [النور: 39]، فكذلك الكافر؛ يَحسَب أنه قد عمل عملاً، وأنه قد حصَّل شيئًا، فإذا وافى الله يومَ القيامة وحاسَبَه عليها ونوقش على أفعاله لم يجِدْ له شيئًا بالكليَّة؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]، وقال هاهنا: ﴿ وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39]، وفي الصحيحين: ((أنه يُقال يوم القيامة لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عُزيرًا ابنَ الله، فيقال: كذَبتم؛ ما اتخذ الله من ولد، ماذا تبغون؟ فيقولون: يا رب عطِشْنا فاسقِنا، فيقال: ألا ترون؟ فتُمثَّل لهم النار كأنها سراب يَحْطِم بعضُها بعضًا، فيَنطلِقون فيَتهافَتون فيها...))؛ أخرجه الشيخان.

 

وهذا المثال مثالٌ لذَوي الجهل المركَّب، فأما أصحاب الجهل البسيط، وهم الأغشام المقلِّدون لأئمَّة الكفر، الصمِّ البكم الذين لا يَعقلون، فمَثلُهم كما قال تعالى: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ﴾ [النور: 40]، قال قتادة: ﴿ لُجِّيٍّ ﴾ [النور: 40] هو العميق، ﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾ [النور: 40]؛ أي: لم يقارب رؤيتَها من شدة الظلام، فهذا مثَل قلب الكافر الجاهل البسيط المقلِّد، الذي لا يَعرف حال مَن يقوده، ولا يدري أين يذهَب، بل كما يُقال في المثل للجاهل: أين تذهب؟ قال: معهم، قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري، وقال ابن عبَّاس رضي الله عنهما ﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ ﴾ [النور: 40]؛ يعني: بذلك الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر، وهي كقوله: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴾ [البقرة: 7] الآية، وكقوله: ﴿ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾ [الجاثية: 23] الآية، فالكافر يتقلَّب في خمسة من الظُّلَم: فكلامه ظُلمة، وعملُه ظُلمة، ومدخلُه ظُلمة، ومخرجُه ظُلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظُّلمات إلى النار، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور ﴾ [النور: 40]؛ أي: مَن لم يهده الله فهو هالك جاهل بائر كافر؛ كقوله: ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ﴾ [الأعراف: 186]، وهذا في مقابلة ما قال في مثل المؤمنين: ﴿ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النور: 35]، فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورًا، وعن أيماننا نورًا، وعن شمائلنا نورًا، وأن يعظِّم لنا نورًا[1].

 

ومن ناحيةٍ فيزيائية وطبيعية ومبسَّطة أكثرَ لكِتاب "الجلالَين" لجلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي، حيث قالا "تفسير الجلالين"؛ ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ ﴾ [النور: 39]: جمع قاع - أي: في فلاة - وهو شُعاع يُرى فيها نصفُ النهار في شدَّة الحرِّ يُشبه الماء الجاريَ، ﴿ يَحْسَبُهُ ﴾ [النور: 39] يظنُّه ﴿ الظَّمْآنُ ﴾ [النور: 39]؛ أي: العطشانُ ﴿ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾ [النور: 39] ممَّا حسِبَه، كذلك الكافر يَحسَب أنَّ عمَله كصِدقِه ينفعُه، حتى إذا مات وقَدِم على ربِّه لم يجد عملَه؛ أي: لم ينفَعْه، ﴿ وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ ﴾ [النور: 39]؛ أي: عند عمَلِه، ﴿ فَوَفَّاهُ حِسَابَه ﴾ [النور: 39]؛ أي: جازاه عليه في الدنيا، ﴿ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب ﴾ [النور: 39]؛ أي: المجازاة[2].

 

وهنا نقف انتباهًا عاجزين صامِتين خاشعين، لكن نستلهِمُ من روعة التصوير والدلالة الرائعة والصورة الحسية والخيالية تلك في وصفٍ لم يَنبغ ولا يَنبغي لبشر أن يأتي به، إلا بتوفيق من الله بعدما سمعه، كقول الشاعر اقتباسًا؛ يقول الشيخ ناصيف اليازجيُّ في رثاء الأمير حيدر أبي اللمع واصفًا الدنيا:

هي كالسَّراب يَزيدُ مُهجةَ واردٍ ♦♦♦ ظمأً، ويملأ مُقلتَيه منظَرًا

 

وددتُ لو أسأل لمن يهمه الأمر، لمن يَلمزني في النقد: هل كان ينبغي لهذا الشاعر الفذِّ أن يَأتي بتلك الصورة إلا اقتباسًا من الروضة الغرَّاء والبستان العديد الثمر الذي ما عرَف الخريف له مدخلاً؟! بالطبع لا، وأنا أجزم بها؛ لأن القرآن كلام الله، وما كان له تعالى من شبيهٍ في أي شيء؛ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، وحده يضرب لنا الأمثال، ومنها نقتبس ونُبدِع.

 

وبنظرة فلسفيةٍ سريعة للآيات نجد الدلالة العالية والصورة الجلية في وَصْف المولى سبحانه لحال من يُعجبه كفرُه ويتَمادى ويصرُّ عليه، فكانت ظاهرة السراب أروع وأعظم مثال يَضربه الله، وبخاصة أن الإنسان لا يستطيع أن يَحيا بغير الماء، فسبحان الله العظيم!

 

ثم أتبعَ المولى عزَّ وجلَّ ذلك التشبيهَ الصحراويَّ القحط بآخَر من البيئة المائية؛ لتتجلَّى عظمة المصوِّر، ولعل صاحب البيئة الصحراوية تُؤثِّر فيه الآياتُ والمثال بظاهرة السراب، ومَن ببيئةٍ مائية يحسُّها؛ لكيلا يكون لعبد حُجَّة فيما نزَل وحضَّ عليه الإله.

 

ولو أردنا أن نُقيم في البستان إقامة دائمة نستلهِم منها، ونَجتني مِن ثماره وعظيم أشجاره لَمَا استطعنا لذلك سبيلاً؛ فلا أوراق تكفي، ولا البحار ولا الشجر.

 

فلنقصد رَبْوة إبداع أخرى هي مِن لدن الله قادمة، لشخصية فريدة لم تعرف الإنسانيةُ حتى اليوم موازيًا لها أو مقارنًا؛ إنه سيد البشرية ومعلِّمها الأمثل، الحاصل على أعلى وسام استحقاق وشهادة تقدير من الذات العلية؛ سيد الخلق "محمَّد" صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

وما زلنا مع الصورة والأخيلة والتشبيه، فنقول بعد توفيقٍ مِن الله في حديثٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث النُّعمان بن بَشير من صحيح البخاري: ((مثَل القائم في حدود الله والواقع فيها، كمثَل قومٍ استهَموا على سفينةٍ، فأصاب بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذي في أسفلها إذا استقَوا مِن الماء مرُّوا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرَقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا؟ فإن ترَكوهم وما أرادُوا هلَكوا، وهلَكوا جميعًا، وإن أخَذوا على أيديهم نجَوا، ونجَوا جميعًا))؛ رواه البخاري عن النعمان بن بشير[3].

 

الحديث برغم الصورة العالية والفلسفة النبوية الشريفة فإنه غايةٌ في البساطة، يَفهمه السواد العظيم ممن يخافون أن يكونوا كالذين ضُربت بهم الأمثلة في الأخذ على أيديهم؛ فالبَساطة مع الإقناع خير من التعقيد مع التشتُّت، ولعل هذا الحديث البسيط السهل الكريم مَدعاة للتدبُّر فيما نحن الآن فيه؛ فما ضيع الأمة إلا جُهَّالها ومَن كان شغلهم الشاغلُ المناصبَ والمقاليد، فأتاحوا للعدوِّ فرصة الإجهاز على الأمة والنَّيل مِن مُقدَّراتها وخيراتها، ويدعو الحديثُ إلى نبذ المُفسدين بما استحبوا أن يكونوا عليه مِن أثَرةٍ وطمع، نسأل الله الذي عنده مفاتح الغيب ألا يقدِّر لتلك الأمة أمرَ هوان ولا شتات، وأن يؤلِّف بين قلوبنا.

 

من الشعر:

نَهبط لكلام البشر وما يُؤخذ عليهم ويردُّ، فما من معصومٍ غير المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا نصَّ مقدَّس بعد القرآن الكريم، وما زلنا بصدد الصورة والأخيلة، والشُّعراء كُثر، والكُتاب وَفرة، وما عيوننا إلا فانية، ولا أنا بالجامع الذي يَستطيع أن يُحصي، لكن مما اطَّلعتُ أكتُب، وأُحاول أن أذكِّركم بكل بديع وراقٍ وسامٍ يُعانق السماء؛ لبهاء الصورة وتوفيقِ الله لمن آتاها، حفظَتْه لكم الكتب والمراجع، والدوريات والمعاجم، وما انتهى إليه عِلم البشر من وسائط حفظٍ ونَشْر.

 

وحريٌّ بنا أن إذا طَوَّفنا قبالة الشِّعر وبُحوره وشُطْآنه ورَوضاته أن يكون لِمُبدع الأوزان وصانع علم العَروض وصاحب أقدم المعاجم العربية (الخليل بن أحمد الفراهيدي) نصيبٌ منها، لكني لم أعثر له بعيني المحدودة على وصف صورة ربما غابت عني، فتعهدتُ بأن أذكره حين الكلام عن (الإيجاز والإنجاز)، ورده السريع وحضوره الماتع، ذلكم المبدع الذي نَدين له حتى فناءِ الدنيا بعلمٍ آتاه الله إياه في نظم الشِّعر ونسقه وقسمِه ببحور وعَروض.

1- قول بن النبيه المصري في الزهر:

انظر إلى الأغصان كيف تعانقَتْ
وتفرَّقت بعد التعانق رُجَّعا
كالصبِّ حاولَ قُبلةً مِن إلفِه
ورأى المُراقِبَ فانثَنى مُسترجِعا[4]

 

ما هذا الجمال؟! وما تلك الصورة الحسية الرائعة التي تقف النَّفْس الشاعرة أمامها طويلاً؛ احترامًا وذهولاً؟! كيف تَسنَّى للشاعر أن يأتي بها رائعة لا تَحتمِل المناقشة في عيب ولا تقصير! هي بمثابة الغزل العفيف الذي لا يصرِّح بالمَفاتن، ولا يُثير في النفس الشهوة، قدْرَ ما يجعل المستمعَ في لذةٍ بالاطلاع، وفرحةٍ بجَمال الاقتناء.

 

ولعلَّ الأغرب أن شاعرَنا المُبدع كان رئيسًا لديوان الملك الأشرف ومادِحَه؛ كما يقول عنه (ابن خلِّكان)، فلم تمنَعْه السياسة ومديحُ الملوك مِن أن يلتفِتَ إلى الطبيعة ويُجسِّدها، ويَنقلنا معها إلى صورٍ حسية وخيالية ربما لا تبصرها العيون الشاعرة إلا قليلاً.

 

وقبل أن نُغادر حديقة وروضة هذا الشاعر الفذِّ رحمه الله لا ننسى أن نَذكُر له بيتين من أروع ما كتب، وبهما من التناصِّ الجميل والتحوير ما بهما؛ وذلك في قوله:

قمتُ ليلَ الصدودِ إلا قليلاَ
ثم رتَّلتُ ذِكرَكمْ ترتيلاَ
ووصَلتُ السُّهادَ قُبِّح وَصلاً
وهجرتُ الرُّقادَ هَجرًا جَميلا

ما أروع هذا الجيلَ من الكتاب والشُّعراء! كانت الفضاءات الواسعة - مع بساطة الإمكانات وعدم التعقيد - مدعاةً لإفراز الإبداع، وسكبه كالماء الهادر في النهر العَذب.

 

وانظروا إلى تلك الصورة الحسية الرائعة في بيتَين أجهلُ مصدرهما أو مَن قالَهما، ولكن لروعتهما وجمالهما وددتُ أن يَكونا بين ثنايا المقال المَعنيِّ بالإبداع نفسِه أكثرَ مِن المُبدع، ويَصف الشاعر - المجهول - فيهما وصْفَ وشمٍ بوجه محبوبته:

له خالٌ على صَفحاتِ خدٍّ
كنُقطةِ عنبرٍ في صحن مرمَرْ
وألحاظٌ بأسيافٍ تُنادي
على عاصي الهوى الله أكبرْ

 

وما زِلنا مع الزَّهر، لكن يتقدَّم بنا العمر وتمتدُّ الحقب لنَعرج إلى شاعرٍ آخر، له في الزهر إبداعات وحوليَّات جميلة، وهو الشاعر الشيخ ناصيف اليازجي، وقوله في الزهر والروض:

مرَّ النسيم على الرياض مسلِّمَا
سَحَرًا فَردَّ هزارها مترنِّما
وحَنىَ إليه الزهر مَفرِقَ رأسِه
أدبًا ولو ملَك الكلامَ تكلَّما
يا حبَّذا ماء الغدير وشمسُه
تُعطيه دينارًا فيُقلَب دِرهَما[5]

 

ألا فانظروا إلى تلك الحبكة التصويرية التعبيرية الجميلة؛ كيف صاغ الشاعر من نباتات وغدير ماءٍ وشمسٍ ساطعة حالةً اجتماعية وقصةً قصيرة رائعة؟!

 

وما زلنا نستقلُّ البساط الذي تعهَّد بالتحليق بدايةً مِن تعريف المصدر، وانتهاءً بنماذجَ للإبداع، وخاتمة المقال كما وعد! لكننا لما علمنا أن الوقت ينسحب من تحتنا، والشمس تلوح بالغروب، لم نجد بدًّا مِن أن نقفز قفزةً سريعة إلى شاعرٍ ربما لم يُلتفَت إليه إلا أكاديميًّا، ينتمي إلى مدرسة (أبوللو)، وهو مِن جيلٍ تلا جهابذة الشِّعر؛ كشوقي أمير الشعراء، وحافظ إبراهيم، ومطران، وغيرهم، ومن ديوانه (أين المفر) لقصيدة (حصاد القمر).

 

وهنا يجدر بنا أن نَذكُر له نثرًا وسردًا، عُرف عنه أنه تعوَّد أن يبدأ به قصائده، مما عاب عليه النقاد ذلك، وقالوا: إن القصيدة كفيلة - بأبياتها وبنيانها ووحدتها العضوية - أن تشرح نفسها، لكنَّ الشاهد أننا كنا سوف نتخير أنموذجًا إبداعيًّا للنثر يهتم بالصورة ويبدع فيها ولله الحمد، من مقدمة قصيدة (محمود حسَن إسماعيل)؛ حيث كتَب نصًّا سرديًّا غايةً في الرَّوعة، صورةً لم يَذكرْها غيرُه على حدِّ عِلمي حين قال: "وفتحَت حانةُ القمر أبوابَها للسنابل والأكواخ والنخيل، فراح يشرب سرَّها من أنين المناجل في يدِ الفلاح الحزين"[6].

 

يا لرَوعةِ الشاعر! إن كان هذا سَردَه ونثرَه فما بالنا بشِعره الذي تَلا المقالة، والأبيات تقول:

سيَّان في جفنِه الإغفاء والسهَرُ
نامتْ سنابلُه واستيقَظَ القمَرُ
نَعسان يَحلُم والأضواء ساهِدةٌ
قلب النسيم لها ولهانُ ينفطرُ
مالَ السَّنا جاثيًا يُلقي بمسمعِه
همسًا مِن الوحي، لا يُدرى له خبرُ
وأطرَقَت نخلةٌ قامَتْ بتلعتِه
كأنَّها زاهدٌ في الله يَفتكِرُ
إن هفَّ نسْمٌ بها خِيلَت ذوائبُها
أناملاً مُرعِشات هزَّها الكِبَرُ
كأنَّما ظلُّها في الحقْلِ مُضطهَدٌ
صمتُ السُّكونِ إليه جاء يَعتذِرُ

 

وللقارئ الفَطِن ذي الذائقة الشعريَّة أن يتمعَّن ويتلذَّذ بتلك الصورة الحسِّية العالية، التي أعمَلَ فيها الشاعرُ خياله، وأطلَقَ لجموحِ إبداعه العِنان، مع تمكُّنٍ في ارتقاء الصهوة وعدم السُّقوط في المَحظور.

 

تصويرُه للحَقل مع هَدْأة اللَّيلِ، ومُشارَكة ضوء القمر الحالة، وإقحام النَّخلة في الحالة؛ ليَجعلَها أحد شُخوصِها الهامَّة، وتَشبيهها بالكبير المسنِّ تَرتعِش أطرافه - روعةٌ وتمكُّن، وأداءٌ يُحمد للشاعر؛ يقول عنه عبدالعزيز الدسوقي تحديدًا في تلك القصيدة: محمود حسن إسماعيل شاعرٌ يَستطيع أن يَمزج بين الصورة الحسية والخيالية، معتمدًا على موروثِه الشعبيِّ، وقادرٌ على صكِّ الدلالات الجَديدة، واستِخدام الرمزيَّة والمنهَج السريالي في التَّصوير[7].

 

آن للبساط ومَن يَستقلُّه أن يَستريحا بظلِّ الحُقولِ والقمرِ الذي استيقظَ؛ عنايةً ورعايةً لتلك الزُّروع وذاك الشجر، آمِلين أن يوفِّقَنا الله الذي عنده مفاتحُ كل علم، ومناقبُ كلِّ فَتْح، في استِكمال الجزء الأخير مِن المقال، والذي سيَشتمِل بعون الله وتوفيقِه على ثاني معايير قياس الإبداع، وجزئيَّة وَصْف الإبداع بالإبداع نماذج وأمثلة، وكذلك الرد على أسئلة وانتقادات السادة الأدباء بشأن فكرة التحليق، والله المستعان.

 


[1] تفسير ابن كثير؛ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي القرشي، تحقيق: سامي بن محمد السلامة، المجلد الأول، دار طيبة، عدد الأجزاء: ثمانية.

[2] تفسير الجلالين؛ جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي.

[3] حديث النُّعمان بن بشير مِن صَحيح البخاري.

[4] هو: "على بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى، الأديب البارع، كمال الدين، أبو الحسن، ابن النبيه المصري صاحب الديوان المشهور، مدَح بَني العبَّاس، واتَّصل بالمَلِك الأشرفِ مُوسى وكتَبَ له الإنشاء، وسكَنَ نَصيبين، وتُوفِّي في حادي عشرين جمادى الأولى، سنة تسع عشرة وست مائة بنصيبين، وهذا ديوانه المشهور أظنُّ أنه هو الذي جمعه مِن شِعره وانتقاه؛ لأنه كلَّه مُنقًّى منقَّح، الدرَّة وأختها، وإلا فما هذا شعر مَن لا نظمَ له إلا هذا الديوان الصغير".

[5] ناصيف بن عبدالله بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني، ولد في قرية كفر شيما، مِن قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنَة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبَغَ كثيرٌ مِن أَفرادِها في الفكر والأدب، وأصله مِن حمص. لعب دورًا كبيرًا في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتبًا، وشارك في أول ترجمة للإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث، درَّس في بيروت.

[6] سلسلة "كتابك"، الصادرة عن دار المعارف، مصر، د. عبدالعزيز الدسوقي "محمود حسن إسماعيل - مدخل إلى عالمه الشِّعري" (ص: 4).

[7] "كتابك"، الصادرة عن دار المعارف، مصر، د. عبدالعزيز الدسوقي "محمود حسن إسماعيل - مدخل إلى عالمه الشِّعري"، (ص: 29).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التحليق في سماء المصدر الرباعي: إبداع (1)
  • التحليق في سماء المصدر الرباعي: إبداع (3)

مختارات من الشبكة

  • التحليق في فضاءات القاصة المتميزة نور الجندلي في مجموعتها: تحليق بلا أجنحة (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التحليق في فضاءات القاصة المتميزة نور الجندلي في مجموعتها: تحليق بلا أجنحة (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إبداع أدب ملتزم(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • الأقوال الخمسة في ثلاثية الإبداع(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اعتراضات اليزدي على ابن الحاجب في مصدر الرباعي المجرد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رمضان واستعادة النفس الرائدة(مقالة - ملفات خاصة)
  • حطم قيودك(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خاطرة عن النجاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وعدت إلى الطريق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظاهرة لبس الثياب الممزقة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب