• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

مجرد سائق (قصة قصيرة)

مجرد سائق (قصة قصيرة)
ماجد عاطف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/10/2015 ميلادي - 11/1/1437 هجري

الزيارات: 6905

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مجرَّد سائق

 

(1)

كان قد تأخَّر، وعليه تسليم ابنته إلى جدَّتها الغاضبة، قبل أن تشكوه للشرطة فيُجازى، تجاوز العصر عصره ولم يتجهَّزا بعد؛ إيمان نائمة تتقلَّب في أحلام الغزلان والفراشات، وهو منشغل بالأكل من عرَق "إبطه"، لقد سهرا طوال اللَّيل إلى الساعة العاشرة صباحًا ثمَّ ناما، استيقظ بعد ساعتين وأخذ يَكتب، وترك إيمان نائمة.


رنَّ الخلَوِيُّ مجددًا، فعرف من الرنَّة المخصَّصة أنها جدَّة ابنته، حماته السَّابقة، ردَّ وكذب قائلاً: إنَّهما قد خرجا من المنزل.. نادرًا ما يَكذب، وإذا اضطر فيستعمل التورية، الكلمات العامَّة والجزئية، الموهِمة والموحية.


مسح وجهها مع أنَّها لم تكن قد استيقظَت بعد، بدَّل ملابسها، استيقظَتْ على وجهه فرحة متمطية، تشدُّ عنقَه بيديها الصغيرتين وتقبِّله، حشر فمَها بقطع من البسكويت بدل الطعام، وعوَّضها بعبوة صغيرة من الحليب والشوكو، وانطلقا بكيس ملابسها.


إنَّها علاقته العضوية الأخيرة بالعالم.

♦ ♦ ♦


لم يتردَّد كثيرًا بين الذهاب إلى موقف القرية، والشارع الرئيس، يُفترض أنَّ موقف القرية آمِن أكثر لإيمان الطفلة، لكن من قال: إنَّه آمن حقًّا؟


سبق لهم أن تشاجروا في الشوارع وأطلقوا النارَ على محاصرين، وأصابوا أطفالاً وممتلكات.. سبق لهم - حتى في خلافات داخليَّة - أن أطلق النارَ بعضهم على بعض، أقدامهم وأجسادهم، فمن سيحصِّنه هو؟


منذ سنوات بعيدة وهو يتجنَّبهم، يقول ما يَنبغي قوله في المدرجات والقاعات، لكنَّه لا يبني معهم أيَّ علاقات ولا يقترب منهم أبدًا، هكذا يَقتصر الصِّراع على القول، ولا يتمكَّنون من تحويله لحيِّز اجتماعي يسيطرون عليه ويستطيعون توجيهه، ولا يسمح لهم بالتوغُّل إلى حياته الخاصَّة، بعد أن نجحوا في الوصول إلى أم إيمان؛ زوجته السابقة، يناقشهم عن بُعد فقط، أمام النَّاس وفي القاعات، وكيلا يتورَّط معهم في شيء، فيَستند دائمًا على الأبحاث والإحصائيات والتصريحات.


لكن قبل ستة أشهر، عندما كانت إيمان في زيارتها الدَّورية له، وبعد أن تلقَّى تهديدات مكتوبة تجاهلها، رمى (ولد) ما، مكعبًا من الألعاب الناريَّة داخل شرفة منزله وولَّى هاربًا، فذعرَت إيمان وبقيَت لساعتين تنهج وتبكي.


إذا كان بإمكانه أن يَختار طريقةَ موته له أو لطفلته على حدٍّ سواء، فيريدها أن تكون على يدٍ صهيونيَّة معادية، لا "وطنية" ملوَّثة.

♦ ♦ ♦


وصدَّعَت النَّغمةُ المخصصة للمرة الألف بغضبها المعهود، ردَّ على حماته وأقسم صادقًا هذه المرة: أنَّهما على الشارع الرئيس، لكن ما من سيارات.


سيارات الأجرة في هذا العيد تعود لقُراها ولا تَرجع ثانية للمدينة، أمَّا السيارات الخاصَّة، فترفض التوقف؛ كلُّهم نساؤهم معهم أو بناتهم أو أصحابهم، ولن يتوقَّفوا لغريب على شارع رئيس.


كان يَخشى على إيمان، في مقدمات العتمة المقتربة، مع أضواء أماميَّة قوية، من الصعب تمييز لوحة السيارة المقتربة، أعربيَّة أم يهودية.


من الصعب أكثر تمييز سيارة المستوطن عن المقدِسي إلى أن تَقترب لعشرين مترًا، بعدها قد تتكشَّف الملامح إن كانت عربيَّة عبر إشارات متأخرة ما: مصحف معلَّق، أو حجاب على رأس نسائي منساب.


أبعَدَ إيمان إلى جانب الرَّصيف، ولكنَّه ظلَّ يراقبها بطرف عينه كيلا تَنحني وتلتقط شيئًا من الأرض، "سوء الفهم" وارد جدًّا عند ناظرٍ ما في مكمن ما، أو سيارة تَنحرف في الثانية الأخيرة فتدعسهما.


بَعد ساعة من الانتظار، لم تتوقَّف إلاَّ سيارة واحدة لم يشِر إليها.


(2)

اطمأنَّ للوحة السيارة الخضراء، سأل السائقَ إن كان سيذهب إلى المدينة؟ قال بصوته الخشبي الأجش - الذي يوحي بثقافة بدائية -: إنَّه سيصل لمنتصف البلدة التي قَبلها مباشرة، ويمكنهما من هناك أن يستقلاَّ سيارة أجرة، أحسَّ أنَّه مهتم بإخراجهما من الشارع الخطر، ربَّما بسبب الطفلة، فراوده الشعورُ بالامتنان.


بالفعل، هناك حركة السَّير أقوى، وسيكونان قد دخلا منطقة (ب)، حيث لا توجد سيارات مستوطنين.


صعد هو وإيمان، حالما جلسا على المقعد الخَلفي رأى وجهَ السائق الحليق عن قُربٍ فعرفه، وخزَه قلبُه وتذكَّره؛ كان ذا ذقنٍ، تشاغل برَبط الحزام والحديث عن مخالفة عدم ربطه.


تنبَّه السائق ووضع حزامَه.


خطر له أنَّه - السائق - كان في مكان قريب ونَسي وضع الحزام.


تذكَّر وجهه جيدًا وإن لم يتذكَّر الاسم أو الصفة، ثمَّة صورة في خياله لوجهين مظلِمين يتبادلان حديثًا جانبيًّا تشتعل نظراته المتواطئة والغامضة.


لقد كان من أقارب طليقته، تحطَّمَت سمعة هؤلاء عشر سنوات، ولم يَقف أحدٌ إلى جانبهم، حتى ظهر هو وتحدَّى السمعةَ السيئة، عند التنظيمات كلها، بعدها بقليلٍ بدأَت تتغير النظرة العامة، لكن بدل أن يتعلَّموا من تجربتهم، التحقوا بمن حطَّم سمعتَهم!


من النتائج الممتدَّة للالتحاق أنَّ أم إيمان - بعد فترة التيقُّن الزوجي المعتادة - صارَت قوية أكثر، لديها خيارات أكثر، انتهيا إلى الطلاق، ثمَّ تزوجَت مجددًا وسافرَت مع "حركي" يعمل في مكتب تابع للجالية في فرنسا.


لم يكن يجهل سياسات التهميش - أو التطفيش - للناشِطين، ولا التشويه والتأليب (قد يحدث بعد هذا تَلميع)، ولا نقل مَركز الثقل العائلي وإعادة ترتيب الأُسَر، ولا الاحتواء الوظيفي في المؤسسات والأجهزة، لم يكن يَجهل أنَّ تلك السياسات تتكامل مع تصفيات الاحتلال الجسدية أو الاعتقال.


كتب بحثًا عن الموضوع، ومع أنَّ الكثيرين وافقوه على ملاحظات جزئيَّة على اعتبار أنَّها عشوائية، إلا أنَّهم رفضوا فكرةَ أنَّ خلف تلك السياسات دافعًا كبيرًا.. ليس فلسطينيًّا، أطلقوا عليه: مريض نظرية المؤامرة!


وظل يقول: كل الذين كانت أوضاعهم مرتبكة صاروا جزءًا من بِنية الذين أربكوها، فعادَت الأشياء لتترتَّب مجددًا، مع مظاهر مصطنعة، مرتبطة دائمًا بالولاء.


من ناحيته، كلَّما مضى في أبحاثه التي تتسبَّب في قلقٍ جمعي، ارتدَّ الأمر عليه وغرق في مشاكل يومية.


دخل أهلُ طليقته اللعبةَ الوطنية وصارت لهم مصالح، ويمكن استعمالهم كأوراق اللعب، لم يكن لديهم وعيٌّ سياسي أو تجربة تنظيميَّة ليفهموا ما يدور، ناهيك عن عدم قدرتهم أصلاً على الانحياز لتوجُّهات شديدة الكلفة، فكان مضطرًّا لتجنُّبهم كلهم كيلا يتورَّط.


الجدَّة كانت مستقلَّة عنهم وتعيش وحدها في المدينة، فاستراح أيما استراحة عندما آلَت وصاية إيمان لها هي، بعد أن حُرم منها.


السائق، قبل أكثر من عقدين وكما يَعرف ذلك نشطاءُ منطقته - كان "شيخًا" مشبوهًا.

♦ ♦ ♦


قرَّر ألا يسمح بأي تعارف.


تحدَّث السائق عن المواصلات وازدحامها، لم يقل شيئًا، ثمَّ انتبه أنَّ كلامه موجَّه لتبادل الحديث، أكثر منه واقعيًّا؛ لأنَّ مشكلة المواصلات ليست في الازدحام؛ إنَّما في مناسبة العيد.


كان يراقبه في المرآة ويغفل أحيانًا عن خطِّ الشارع المتقطِّع أو التام، وكان من ناحيته يلحظه بطرف عينه، أخذَت إيمان تتكلَّم بالفصحى كلمات تقتبسها من مسلسلات الصور المتحرِّكة، فكان يتلهَّى بالرد عليها.


لقد انتبه سابقًا إلى أنَّ كل الكارهين له بدوافع ليست مألوفة يتجنَّبون التعامل مع إيمان بوجوده، كأنَّهم يستشعرون الذنبَ أو خطورة كشف اهتمامهم، بينما كان النَّزيهون - حتى لو كانوا لشخصه كارهين - يَفصلون بين مشاعرهم تجاه الطِّفلة ومشاعرهم تجاهه.


أكثر ما كان يخشاه: أن تتعرَّف عليه إيمان وتضعه في موقف حرِج، ولحسن الحظ لم تفعل.


فجأة شغَّل السائقُ المذياعَ ووضعه على قناة القرآن الكريم، بصوتٍ عالٍ؛ هل كان يوحي بشيء ما، أو يحاول تركَ انطباع فيه؟ إذا كان كذلك فهو إذًا يَعرف سَلفًا طبيعة اهتماماته وطبيعته مع أنَّهما لم يَلتقيا، لقد كان الآخر يمتلك عنه صورة.


لكن مَن قال: إنَّ القرآن أو الدين وأشياء كثيرة في الدنيا مجرد أمور نظهرها؟


عند مفترق ما، شعر السائقُ بالضجر أو الانزعاج - أو لم يجد ردَّة الفعل المطلوبة - فأخفض صوتَ القرآن إلى النصف.


عندما اقتربا من بداية البلدة التي تَسبق المدينةَ أخرج ورقةً ماليَّة، كانت لديه قطَع نقديَّة تكفي للأجرة، لكنَّه أراد رؤية ردَّة فعله، هل سيَرفض أخذَها كما يفعل بعضُ السائقين الذين يحملون بسياراتهم الخاصة المسافرين، أم سيقبل؟


كان يتساءل في الحقيقة: هل كان مارًّا بسيارته فعلاً من المكان؟ إنَّه يريد المعرفةَ دون التورُّط بتواصل شخصي من نوعٍ ما.


ومع أنَّه يكبره بخمسة عشر عامًا على الأقل، قال له حين دقَّ على كتفه، وهو يقدِّم له الورقة المالية:

♦ يا أخي، تفضل.


التفت وتناولها، قال:

♦ ماشي.

أخذ الورقةَ وحشرها في جيب بدلته بحدَّة، كانت "الماشي" ردًّا على الإهانة و.. وعيدًا.


تبسَّم في سرِّه لأنَّ السائق انكشف.

لم يتوقَّف من أجل الأجرة؛ إنَّما لأنَّه يعرفه مسبقًا.


(3)

وترك التفاصيل المتناقضة تفصِح عن نفسها.

كان يستحق - كسائق يأخذ أجرة - نصف قيمة الورقة النقديَّة، وعليه بالتالي أن يعيد النصف.


دخلَت السيارة حدودَ البلدة وقالت إيمان: إنَّ المكان مألوف لها.

طبطب والدُها على كتفها دون أن يقول شيئًا.


السائق أيضًا لم يقل.

قالت كذلك: إنَّ هذا الشارع تعرفه؛ لا شك أنَّها كانت تعبره حين تمضي مع أولاد خالتها للمسبح القريب مع أمها.


عند تجاهله لوجود أهل زَوجته والقطيعة التامَّة، كان يعرف أنَّ الاهتمام سيَنتقل إلى الطفلة، ستصبح نائبةً عنه، ورمزًا لدلالة اجتماعية.


انتظر أن يعلِّق السائقُ بشيء أو يَستفسر كما يفعل أيُّ شخص عادي في موقفه، لم يستفسر.

قالت إيمان: إنَّه تجاوز منتصف البلدة ولم يُنزلنا كما قال.


♦ لماذا؟

هي أيضًا انتبهَت.


♦ لا أعرف.

انتظر ليعرف كيف سيتصرَّف، لم يكن يخشى منه، وعلى كلِّ حال، حتى لو تجاوز البلدةَ فهو في طريق المدينة، وأينما أنزلهما تدبَّر بقية الطريق.


كان يَنتظر أن يطلب منه بقيَّة الورقة المالية ما يجبره على التواصل معه، وعلى الأغلب رتَّب شيئًا ما متعلقًا بالبقيَّة، يضعه في موقف يفترض أنَّه قوي.


لم يطلب.

كان هذا مغزى وعيده، خصوصًا بعد أن انتَبَه إلى خوفه من مخالفة الحزام المالية، عاملَه كمجرد سائق، فتصرَّف هكذا: سائق وطمَّاع أيضًا.


غير أنَّه غفل عن شيء: لقد شغَّل القرآنَ الكريم، ويفترض أنَّه "شيخ" كما كان - ولا يزال - يسوِّق نفسَه ويترك الانطباعات، لكن ببدلةٍ عصرية؛ (سيتحقَّق فيما بعد من عمله تحديدًا في وظيفة رسميَّة؛ لأنَّ هذا هو النوع "العصري" المطلوب من الشيوخ).


فما لم يُعِد بقيَّةَ الأجرة دون طلب، يكون قد فضح نفسَه بعدم أمانته!


اقتربا من مفرق آخر لقرية مختلفة، ولم يُعِد شيئًا، قبل أن يتوقَّف سأله:

♦ هل أوقف لك سيارةَ الأجرة التي خلفنا؟


تصرَّف السائق كأنَّه ابن ذوات، لا يلقي بالاً للبقشيش، ويَحتاج لمن يوقِف له سيارة الأجرة، ردَّ بدوره وهو يتقمَّص الدور، برأس رزين وتعابير "إتيكيت"، ليدفع الخطرَ المحتمل:

♦ لا، شكرًا.. يعطيك العافية.


فهم لماذا نَسي وضع حِزام سيارته، ولماذا توقَّف من تلقاء نفسه، ولماذا لم يُنزلهما في منتصف البلدة كما قال، ولماذا غيَّر طريقَه إلى مدخل قرية أخرى غابَت فيها سيارته، فهو لم يَعد يستطيع أن يفصِح عن قريته الأصليَّة، الواقع مفترقها وسط البلدة، كما كان يَأمل من المصادفة والتعارف السعيدين.


منذ البداية لم يكن مجرد سائق عابر.


(4)

أوصل إيمان إلى جدَّتها التي كانت تَنتظر قلقةً في الممرِّ، أخذت الصغيرة تتحدَّث دفعة واحدة عن كل الأشياء التي اختبرَتها، فنسيَت أخذ كيسها. ألحَّت عليه حماتُه السَّابقة أن يشرب القهوةَ معها وأن يتناول العشاء.


كان يفكِّر مستغرقًا فيما حدَث: معنى كونه ليس مجرد سائق عابر.. هو الذي كان ينتظر التعارف، بالقدرة على موائمة التوقيت، ومراقبة الخلَوِي، ووضع القرآن، وطريقته في الانتقام / الضغط، وإمكانية متابعة عشرات الأشياء المتعلِّقة، الافتراضيَّة منها والموقعيَّة، معنى ذلك رهيب جدًّا.


نعم، يمكن له هذا شرعًا: أن يشرب القهوةَ مع جدَّة طفلته وأن يتناول العشاءَ، لكن لا أحد - غير الله - يدري ما يدور فعلاً والاحتمالات الخفيَّة، ليست لديه ريبة فيها، لكنَّه يريدها أن تكون.. مجرَّد جدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصبر الحلو (قصة قصيرة)
  • بائع الورد (قصة قصيرة)
  • أحلام متناثرة (قصة قصيرة)
  • الوصية (قصة قصيرة)
  • خارج المقرر (قصة قصيرة)
  • تمام يا أفندم (قصة قصيرة)
  • عملة نادرة (قصة قصيرة)
  • رؤية رمضان (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • اقرأ (قصة قصيرة 2) (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 1) (قصة للأطفال)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مصادرة وقصص أخرى (قصص قصيرة جدًّا)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • الإيمان عندهم مجرد دعوى لا دليل عليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيحسب هؤلاء أن الإيمان مجرد كلمة تلوكها الألسن؟(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب