الخط: طريقة تدريسه وتصحيحه، وخطة درسية له

الخط

طريقة تدريسه وتصحيحه، وخطة درسية له

مقدمة:

إن مهارة الخط غير مهارة التعبير الكتابي بشكلها المعروف؛ أي ترجمة الأحاسيس والمشاعر والانفعالات وقضاء حاجات الحياة؛ حيث إن الاهتمام في مهارة الخط على رسم الحروف والتقيد بقواعد الخط المكتوب؛ أي: إنه نشاط لغوي وصفي تقعيدي، هدفه الأساس تعلم قواعد الخط.

ومع أهمية هذه المهارة فإن جمال الخط صفة نفتقدها اليوم مع الأسف عند كثير من المتعلمين، ولعل السبب الأهم في ذلك إهمال تدريسها في مدارسنا.

إن الخط الجميل يبعث في النفس راحة وميلًا إلى قراءة ما كتب فيه، وهو كذلك مظهر من مظاهر التأنق والترتيب والتنظيم، إن الخط فن بحد ذاته، لا يقل درجة عن الرسم والنحت والتصوير، له أصوله وقواعده.

خطوات تعليم الخط:

الخط عمل يدوي يحتاج إلى انتباه وتركيز شديدين، وهو مهارة ذات أداء فني رفيع، وتعليم هذه المهارة يحتاج إلى أن يكون منظمًا ومخططًا له بدقة، ويستدعي ذلك المرور في مجموعة من الخطوات، وهناك خطوات لتدريس الخط يعتمد عليها الباحث من خلال خبراته العملية، فضلًا عن أعمال كل من البجة (2005)، وعصر (2005)، وعمار (2002)، وسمك (1998)، ومحمد (1998)، والجطلاوي (1992)، وأبو مغلي (1986)، واستيتية (د.ت):

◄ توزيع الطلاب في مجموعات بحسب مستوياتهم، أو بحسب المشكلات الخطية التي يعاني منها الطلبة، أو بعضهم.

◄ التأكد من وجود الأدوات الكتابية اللازمة مع الطلبة جميعهم.

◄ التمهيد للدرس من خلال اختيار مادة الخط التي سيحاكيها الطلبة، بحيث تمس حاجة من حاجاتهم المتنوعة.

◄ يعرِض المعلم النموذج المختار للخط (بإحدى الوسائل التعليمية المتاحة)، ويكلف الطلبة قراءته، ويناقشهم في معناه دون إطالة.

◄ مناقشة الطلبة في معنى النموذج؛ حتى لا يكتب الطلبة ما لا يفهمون.

◄ يقسم المعلم السبورة إلى قسمين، القسم الأيمن للنموذج، والقسم الأيسر للشرح والتمثيل.

◄ يكتب المعلم النموذج على الجانب الأيمن من السبورة، وينبه الطلبة لملاحظته في أثناء الكتابة، مبينًا أجزاء الكلمة، ومحدِّدًا كل جزء منها؛ لتيسير محاكاة الطلبة لها.

◄ التأكد من كيفية إمساك الطلبة للأقلام، وإرشاد الطلبة إلى الجلسة الصحية للكتابة، وآدابها الأخرى.

◄ الإدراك البصري للنموذج المطلوب من الطلبة محاكاته، وذلك بملاحظة حروفه وتمييزها.

◄ التكرار والمحاكاة العضلية من أهم الخطوات التي يمارس الطلبة بمقتضاها تطوير المهارة وتعديلها.

◄ جعل المعلم مدة الممارسة قصيرة؛ حتى لا تسبب هذه الممارسة الملل والإرهاق للطلبة.

◄ يتجول المعلم بين الطلبة، ويرشدهم إلى مواطن الخطأ التي وقعوا فيها، بشكل فردي أو جماعي، بحسَب ما تقتضيه الضرورة.

◄ يعرض المعلم في نهاية الدرس على الطلبة بعض خطوط المجيدين منهم؛ تشجيعًا لهم، على أن تتنوع في كل مرة.

تصحيح الخط:

لا يهدف تصحيح الخط إلى قياس تحصيل الطلبة فقط، إنه أكثر من ذلك بكثير، إنه تصحيح تعليمي في المقام الأول، وعلى ذلك، يهتم المعلم بكتابة الكلمات التي يخطئ الطلبة في كتابتها بصورة صحيحة.

ويعتمد أسلوب التصحيح فيما إذا كان الخطأ خاصًّا بفرد صححه المعلم له في كراسته، وإن كان الخطأ عامًّا أرشد الجميع إليه على الجانب الأيسر من السبورة؛ (مدكور، 2007).

والتصحيح الفردي يحسن أن يكون في صفحة الكتابة؛ حيث لا بد أن يترك في صفحة الكتابة مساحة مناسبة من الأسطر لكي يصحح المعلم للطلبة كتاباتهم فيها، ثم يقوم الطلبة بتكرار الكتابة الخاطئة؛ حتى يتمكنوا من تجويد كتابة العبارة حروفًا وكلمات، وحبذا لو يكون تصحيح المعلم بلون غير الأحمر؛ لِما له من تأثير سلبي على نفسيات الطلبة ودافعياتهم؛ (استيتية وآخرون، 1996).

وإذا وجد المعلم من الحروف ما لا يستطيع الطالب إحسانه إلا بالتدريب على كتابته مرات كثيرة، حسن ذلك أن يكون في كراسات الأعمال اليومية أيضًا، وعلى المعلم ألا يشوه الكراسات بكثرة تصحيحه، فيمكن أن يركز في كل مرة على مجموعة واحدة من الحروف فقط؛ كالباء والتاء والثاء، وهكذا دواليك.

وقد يقوم المعلم بإرشاد الطلبة لاكتشاف الخطأ بأنفسهم، ومن ثم تصحيحه على النحو المقبول؛ (سمك، 1998).

نموذج لتدريس خط الرقعة للمرحلة الأساسية:

لقد تم بناء الخطة الدرسية السابقة بناءً على خبرات الباحث، فضلًا عن الاستعانة ببعض الأفكار الواردة لدى كل مِن عاشور والحوامدة (2007)، وفضل الله (2003)، والموسى وآخرون (1993)، وخاطر وآخرون (1986).

الخاتمة:

يشكل الخط جزءًا من تراثنا الفكري والفني الذي نتميز به عن غيرنا من الأمم، الأمر الذي يجب أن نعتني به؛ لذلك علينا أن نشجع الطلبة على الاختراع والابتكار والتطوير في مجال الخط، الذي ما زال مفتوحًا على مصراعيه، خاصة في ظل التكنولوجيا المتطورة التي تؤدي دورًا بالغ الأهمية في هذا الصدد.

ومن النتائج التي أوردتها العلوم النفسية والاجتماعية بالنسبة لخطوط الأطفال أنه يعبر عن ذواتهم ومكنونات أنفسهم؛ فانتظام الخط يعني عزيمة قوية، واستدارته يعني مرونة الطفل وقدراته العقلية الكبيرة، كما تدل على نفسية رقيقة مهذبة، واستقامة الخط تعني أن العقل الذي يقود عواطف الطفل، أما المسافات الواسعة في الخطوط بين الحروف فهي تعني سَعة الخيال، والنظافة في الخط تدل على عقل منظم، أما الضغط القليل على القلم في أثناء الكتابة فتدل على الإحساس المرهف، وعندما تتجه الكلمات إلى أعلى فهذا دليل على الطموح والتطلع إلى الأفضل، والأخطاء الكثيرة في الكلمات إشارة إلى عدم الانتباه والتركيز، كما أن اختفاء الحروف الكبيرة والنهايات المستعجلة تعني أن صاحبها يفضل الدخول في الموضوعات مباشرة دون البحث في التفاصيل؛ (سمك، 1998).

المصادر والمراجع:

• أبو مغلي، سميح (1986). أساليب حديثة لتدريس اللغة العربية. الطبعة الثانية، عمان: دار مجدلاوي.

• استيتية، سمير شريف (د. ت). علم اللغة التعليمي. الأردن: دار الأمل للنشر والتوزيع.

• استيتية، سمير شريف والحوري، أمة ونصر، حمدان (1996). مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها. الطبعة الأولى، اليمن: منشورات وزارة التربية والتعليم.

• البجة، عبدالفتاح حسن (2005). أساليب تدريس مهارات اللغة العربية وآدابها. الطبعة الثانية، الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي.

• الجطلاوي، الهادي (1992) الأخطاء اللغوية في المرحلة الإعدادية من خلال الإنشاء: وصف وتعليق. المجلة التونسية لعلوم التربية. العدد 20.

• خاطر، محمود والحمادي، يوسف وعبدالموجود، محمد عزت وطعيمة، رشدي وشحاتة، حسن (1986). طرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في ضوء الاتجاهات التربوية الحديثة. الطبعة الثالثة.

• سمك، محمد صالح (1998). فن التدريس للتربية اللغوية وانطباعاتها المسلكية وأنماطها العملية. القاهرة: دار الفكر العربي.

• عمار، سام (2002). اتجاهات حديثة في تدريس اللغة العربية. الطبعة الأولى، بيروت: مؤسسة الرسالة.

• فضل الله، محمد رجب (2003). الاتجاهات التربوية المعاصرة في تدريس اللغة العربية. الطبعة الثانية، القاهرة: عالم الكتب.

• مدكور، علي أحمد (2007). طرائق تدريس اللغة العربية. الطبعة الأولى، الأردن: دار المسيرة.

• الموسى، نهاد والكخن، أمين وطملية، فخري والخباص، عبدالله وأبو زينة عواد (1993). اللغة العربية وطرائق تدريسها. الطبعة الأولى، الأردن: منشورات جامعة القدس المفتوحة.

• عاشور، راتب قاسم والحوامدة، محمد فؤاد (2007). أساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق. الطبعة الثانية. دار المسيرة. الأردن.

• عصر حسني عبدالباري (2005). الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الإعدادية والثانوية. الطبعة الأولى، الإسكندرية: المكتب العربي الحديث.

• محمد، علي إسماعيل (1998). تدريس اللغة العربية. القاهرة: المكتب العربي للمهارف.