• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

المعلمة الخرساء (قصة قصيرة)

المعلمة الخرساء (قصة قصيرة)
د. أسعد بن أحمد السعود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/4/2015 ميلادي - 8/7/1436 هجري

الزيارات: 5440

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعلمة الخرساء


1- القرار الصعب:

كل الذين مررتُ بهم، وكنتُ المتحرِّكَ وهم الساكنون، كنتُ أسير إلى هدف أعلمه وهم يجهلونه، هم وأنا كنَّا في ذات المكان، الشوارع والطرق والأزقَّة، أحمل همًّا ثقيلاً، لا يعلم أيٌّ من الذين مررتُ بهم مَدى حجمه.

 

هم موجودون، يسيرون غدوةً ورَوحة، وكلٌّ منهم يسكن في همِّه، لكن لا أجد مبررًا في هذه الساعة للمقارنة معهم، ولستُ أدري لماذا أفكِّر في الآخرين بالرغم من أن همِّي الذي أحمله بين يدي، يسيطر عليَّ ويهيمن حتَّى على أنفاسي، ويأخذني إلى عالمَ، أنا وحدي أعيشُ حادثته اليوم، أو هكذا يخيَّل إليَّ.

 

كنتُ وحيدًا بينهم ولم أفكّر بصِغر سنِّي، متكوِّرًا على نفسي بحرص وحذر شديدين، مشدودَ الأعصاب، مركِّزًا انتباهي وذهني، وأنا أشيِّع (لمبة فتيل زيت الكاز) في جنازةٍ إلى مثواها التقاعدي؛ حيث ماتَت صباح هذا اليوم، وتلقيتُ أنا وهي القرارَ الصعب ببدءِ رحيلنا من البيت القديم إلى البيتِ الجديد المتعجرِف، الذي أَعطى فيما أعطى من تعليمات - وأنا أعتبرها شروطًا - بأن لا مكان لمثل هذه التفاهات بين جنباته المتفاخرة كثيرًا بنفسها.

 

لقد ماتَت لمبة فتيل زيت الكاز بالقرار الوجاهي، واستُغني عن خدماتها جميعًا، ولم يعد لها أيُّ مكانٍ في تطوُّر الحياة الذي انبلج صباحُه هذا اليوم العتيد، كانت تصارعني غصَّة وطعم مرارةٍ، ليست لديَّ القدرة على التخلُّص منها.

 

2- حوار الطُّرشان!

حملتُها بتُؤَدة منقطعة النظير، ضممتُها بحنيَّة فائقةٍ بين كفَّيَّ الصغيرتين، لم أدرِ كيف ومتى ولدتُ هذه الجامدة فغلبَت على كلِّ تفكيري، مشَيتُ أشيِّعها من بين كل المنعطفات والاستقامات، وكانت بينها محطَّاتٌ، منتقلاً من مجثم بيتنا القديم إلى حيث ذاك الذي أَطلق على نفسه وبكلِّ غرور أنه بيتٌ جديد بكلِّ شيء.

 

لم أعبأ بأولئك الذين يصدمونَني عن قصدٍ منهم، أو عن غير قصد، ولا بالذين يتملكهم العُجب، أو تصيبهم الدَّهشة ويعلوهم الاستغراب مما يَرَوْنه في حالتي، وأنا أتلوَّى في حركتي ومسيري فيما بينهم كُتلة واحدة متيبسًا أحمل جنازةَ اللمبة!

 

أولادٌ كثيرون في مثل سنِّي يلعبون ويلهون بين بيوتهم وحاراتِهم، أحبسُ أنفاسي وأكظم غيظي، تعليقات مِن هنا ومن هناك، بل وضحكاتٌ وصراخ من أكثرهم، وتنبيهات مفتعلة أو جادَّة أسمعها تقرعُ بي فتنغرز فيَّ كالسِّهام:

• يا ولدُ، امشِ على طرف الطريق!

• يا ولد، انتبه بطريقك لئلا تصدمَك عربة!

• يا ولد، احرص جيدًا لئلا تفلت من يديك!

• يا ولد، كيف تحملها بهذا الشكل؟!

 

كنتُ مغلَقًا على نفسي، بل وحريصًا على أن لا يستيقظ فيَّ غضبٌ أو انفعال، أو تصدر منِّي ردَّة فعلٍ، فيأخذني أو يحيدني أيُّ شيء إلى غير هدفي الثمين الذي أتَّجه إليه بكلِّ عزمٍ وإصرار، منفِّذًا القرارَ الصعب، وهو مثوَى معلِّمتي التقاعدي في البيتِ الجديد - كاملة غير مَنقوصة - وأُشهدها على أمانتي وإن كانت حيَّة بالأمس، واليوم هي فجأة ميِّتة!

 

3- هي معلمتي ولكن.. خرساء!

قالت لي: وكان ذلك عبر وَسيط؛ ذلك لأنها غير قادرة على أداء حتى الإشارة: إن العمل معها والسماع لدروسها رتيبٌ جدًّا ودقيقٌ جدًّا، لكنه - على أيِّ حالٍ من الأحوال - غيرُ مملٍّ أبدًا!

• يبدأ وقت الدرس في زمنٍ لا يختلُّ إيقاعه صيفًا ولا شتاء، ولا خريفًا ولا ربيعًا.

 

• ولا يتأثَّر عطاؤه بتقلُّبات أجواء هذه الفصول، سواء باضطرابها أم بهدوئها، ولا بغضبها أو سكونِها.

 

• جوهر الدرس يكمنُ في سرِّ عِشرتها، لا في هوان هجرتها.

 

• وانتهاءُ الدرس في أي يوم يعني انبلاج يومٍ جديد.

 

• وغاية كلِّ درس تُكتب بعنوانٍ مع ابتداء كلِّ صبح، نحن متحرِّكون من بيتٍ قديم إلى بيت جديد، والمعلِّمة تبقى لا قديمَ لها ولا جديد، تقول ولا نسمع قولَها ولا نرى إشارةً منها، وإنما الوسيطُ يَكتب: ستذهبون وسيذهب كلُّ قديمٍ وكلُّ جديد، وسيأتي آخرون، وسأظلُّ ثابتةً أبثُّ دروسي وأنتم لا تفقهون!

 

4- أمِّي والمعلمة والقوانين الفيزيائية:

كان التكامل يتمثَّل بتوجيهٍ دقيق من أمِّي، فأقوم بضبطِ قوانين المعلِّمة الفيزيائية برتابتها المتتالية، فيكتمل الدرس بذروته بالتنفيذِ عالي الهمة: لا تضعها في مكانٍ عالٍ ولا منخفض، فأتبيَّن ضبط ذلك الاختيار من خيالي المتشكِّل من ضوئها، فإذا كان كبيرًا، فذلك يعني أن موضع "اللَّمبة المعلمة" منخفض، وأما إذا كان صغيرًا فإن مكانَها عالٍ أكثر ممَّا يجب.

 

ويهدأ صخبنا واحتفاؤنا بالمعلِّمة حين أضبطُ المسافةَ بيننا وبينها، فأقوم بمحاولاتي الهزليَّة أحيانًا والجادَّة أكثر، فأستمتعُ بتغيير وجهتي من موضعِ المعلِّمة، فمرَّة أجعلها على يميني، وأُخرى على شمالي، وثالثة خلفي ثم أمامي، فأراقبُ خيالَ قلمي المسكين بين أصابعي وهو يكبر حينًا ويصغر أخرى على صفحات وريقاتي، إلى أن أجد ما كانت توجِّهه أمِّي مطابقًا لما أحتاجه وأتبيَّنه مِن وضوح أحرف الكتابة الصحيحة، عندما يكون الضوء القادم من "اللَّمبة المعلِّمة" من جهةِ كتفي الأيسر.

 

لم أتبيَّن حينها أنه كان قانونًا صحيًّا وفيزيائيًّا في آنٍ واحد، حفظتُه وأتقنتُه قبل أن أتعرَّف عليه بتوالي السنين.

 

وكيف نضبط الزمنَ في حَلَقنا اليوميَّة حولها، وقد تأخذنا همومُ حفظ الدروس وتَأْدية الواجبات الدراسية، مِن دون تباطُؤ أو تقاعسٍ، وننسى (نفاد الزيت مِن خزَّانها) فنعدُّه كساعة لاستشعار الوقت الذهبي المنقضي والمتبقِّي، فنتبادل التنبيهات المحذِّرة لإنهاء الكتابة والقراءة، بَقي النصفُ من خزَّانها أو الربع، أو بقي مقدار عُقلَة أصبع، أو يكاد ينتهي، فيُنذِر بعضُنا بعضًا قبل أن يأخذ (شحوار) الفتيل الأسود بالتراكم على سطح الزجاجة، فيكسوه من الأعلى، ثم ينزل شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى النصف، حينها يخبو نورُها فيصعب رؤية الأحرف بعدها، وتكبر الظِّلال ثم تضطرب وتختلِط بباقي الأشياء في المكان، فتنفضُّ الحلقة من حولها فورًا، ويحين وقتُ النوم القاهر.

 

كنَّا نترجِم تعليماتها وقوانينها، وإيضاح مواقيتها ودروسها اليوميَّة وهي الخرساء الراعية للانضباط والالتزام، تبدأ بزمنٍ حياتيٍّ صارم لا تَرَاخي ولا هوادَة فيه، فتنتهي كذلك بمثل ما ابتدأَت، وكلُّ من يلازمها ويواكِبها يعيش الحيثيَّاتِ المتقاعدةَ العتيقة نفسَها.

 

5- هروب جماعي:

هناك في بلاد الشام - حيث كانت تعيش المعلِّمة الخرساء - ماتَت فيها بكلِّ عزٍّ وكبرياء! أصبح كلُّ شيء اسمه "هارب".

• كل شيءٍ اسمه ضوء هرب.

• كلُّ الطفولةِ هربت.

• كلُّ البيوت القديمة والجديدة هربت.

• كلُّ الدروب منها وإليها هربت.

• كانت هناك قبور، خافَت واندثرَت، والجديد منها ظلَّ خائفًا، أو هرب.

• مدنٌ حاضرة التاريخ الأول والثاني والثالث دمِّرت، بل وهربت!

• عمَّ الخراب كلَّ شيء، أو كلُّ شيءٍ أصبح خرابًا، صار هاربًا!

• الظلام أصبح عرفًا فيها، فلا تكتب في ذاكرتك: العلم نور!

• فالنورُ أصبح جريمة!

• الفضيلة ومقوِّمات القوانين سُحقت، بل وقُتلت وهجرت، يقول الشبح المتجوِّل في الظُّلمة عن ذلك: "خلاص" هربت!

• ادفع الثمنَ لتعود المعلِّمة الخرساء وتضيء لك حياتك، محاولة يائسة.

• كانت الضرورة شديدة والإلحاح قاهرًا.

 

صرخَت المعلمة الخرساء من شدَّة الأوجاع وقسوةِ الآلام، لقد شُفيَت من دَائها وصار لها لسانٌ ينطق، غمرَتها النشوةُ وتفاءلَت، عادت إلى دروسها بحيويَّة ونشاط، ولكن لم يكن هناك من يستمع إليها أو يترجم لها أو يضبط زمنَه معها، لم يعُد أولئك - لقد هربوا - وظلَّت غريبةً مع وجوهٍ غريبة! لا تدري، وتتساءل: أهي في بيتٍ قديم أم جديد؟ يعتصرها فشلٌ بتراكم السوادِ بشكلٍ سريع!

• أنتِ غريبة؟ أين بطاقتك الشخصية؟ أين جواز سفرك؟!

• كلُّ الأوراق، كل الانتماءات هربت!

 

6- القديم الجديد:

في يومٍ لاحِقٍ من أخبار بلادي الجديدة اغتيلَت المعلِّمة الخرساء الناطقة!

عاد الظلام، وصدر قرارٌ مِن س (مجهول) بتعيِين معلِّم ضبابيِّ الملامح، يعلِّم ويبشِّر بقوانين فيزيائية حديثة، أولها:

• كيف يتعلم الأبناء في البيت الجديد، في الظلامِ المعتم العتيد؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • استقالة (قصة قصيرة)
  • صمت ميمون (قصة قصيرة)
  • تخمة (قصة قصيرة)
  • شهقة (قصة قصيرة)
  • خطبة: المعلم بين الأجر والشكر (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد الطبيعي مع الأولاد؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • المعلمة الماهرة (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد اللازم؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد المتصل؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • (التعليم بالترفيه) لعبة ترتيب الحروف للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • (التعليم بالترفيه) التصويب بلعبة المثلجات للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • المعلمة الداعية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رسالة إلى المعلمة(مقالة - ملفات خاصة)
  • المعلمة الداعية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • (التعليم بالترفيه) كيف تمكن المعلمة المد المنفصل؟ للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب