• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

كفاءة الأداء العلمي للغة العربية في صناعة المصطلح

د. عبدالناصر بوعلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/4/2015 ميلادي - 12/6/1436 هجري

الزيارات: 35850

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كفاءة الأداء العلمي للغة العربية في صناعة المصطلح


الملخص:

حاولت في هذا البحث إبراز القدرات العلمية التي تملكها اللغة العربية من أجل إيجاد مسميات لكل المصطلحات العلمية التي تجدّ في مختلف العلوم واستيعاب المصطلحات الأجنبية بما يتوفر لديها من علاقات دلالية داخلية وخارجية.

 

الكلمات المفتاحية:

الاشتقاق – النحت – التعريب – الاقتراض اللغوي – الترجمة.

 

Abstract:

I tried in this reseach to demonstrate the scientific possibilities that arabic language possesses in order to find definition to all the scientific terminology which oppears in the different sciences , and to assimilate the foreigner terminilogy , with the inside and outside significant relations that it has

Key words: derivation-sculpture-arabisation-linguistic-emprunt-traductions

 

مقدمة

تتميز اللغة العربية بخصائص عدة تكفل لها مرونة ومطواعية فائقتين في توليد الصّيغ والأوزان العديدة وإنشاء الكلمات الجديدة، واِستحداث مصطلحات للتعبير عن مختلف المعاني، والأغراض الدلالية في اِختصار بليغ وتلون بديع؛ يتماشى مع التطور والتقدم الحاصلين في جميع مناحي الحياة، ولم تعجز العربية عبر تاريخها الطويل عن إيجاد مسميات لما جدَّ في عالم الإبداع والاختراع في شتى مجالات العلوم والفنون على حد سواء، وكانت دومًا تجد الحل دون أدنى تردد أو تقاعس، فقد وسعت كتاب الله فكيف تعجز عن إيجاد مسميات لمخترعات.

 

وقد بهرت إمكانياتها المستشرقين منذ زمن بعيد فاكتشفوا فيما حملت من علوم وفنون جمة عبقرية كبيرة وسلاسة في التكيف مع المعطيات الجديدة وقدرة على النمو والتطور، فراحوا يحققون تراثها ويؤلفون بها عن حضارتها ويترجمون ذخائرها ويبدعون بها في العديد من الأغراض ومجالات الحياة.

 

وجدير بالعرب وبكل المشتغلين بالعربية اليوم أن يحملوا على عاتقهم قضية تطوير العربية، وأن يلموا بإمكاناتها وقدراتها العلمية ويتدربوا على الإفادة منها بُغية إشاعة لغة علمية موحدة قادرة على حمل متطلبات العصر.إن الذين يتهمون اللّغة العربية بالقصور العلمي ليس لهم سابق اطلاع بما أنتجته هذه اللغة في عصور زهوها عندما شمّر أبناؤها على سواعدهم وخاضوا غمار البحث والدراسة في جميع مجالات المعرفة، وأجمل ما أثر في الإشادة بقيمة اللغة العربية ما تحدث به الشاعر حافظ إبراهيم رحمه الله حيث قال:

وسعتُ كتاب الله لفظًا وغايةً
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامِنٌ
فهل سَألوا الغواص عن صدفاتي[1]

 

وإن كان البعض يرى بأن هذا شعر فقط ﴿ والشُعَرَاءُ يَتْبَعُهُم الغَاوونَ ﴾[2] ويجهلون أن هذا قول حق له دور كبير في إثارة الحماس وشحذ الهمم لتحقيق الآمال والطموحات.

 

وسأتناول في هذا البحث الوسائل التي تسلكها العربية في صناعة المصطلح وهي عديدة ومتنوعة لطالما استغلت قديمًا في فترة زهو الحضارة العربية وقد حفلت بها كتب المتقدمين والمتأخرين، وإنما عمدت إلى ذلك بغية إخراجها في منهج حديث يسمح بالاطلاع عليها في يسر عسى أن يلجأ إليها المشتغلون في ميدان الصناعة المصطلحية الحديثة.

 

وسأعالج هذه الوسائل على الترتيب بدءً بتعريف مفيد ثم تبيان السبل اللازم سلكها في صناعة المصطلح مع تقديم أمثلة:

1- الترادف:

خاض الدارسون القدامى منهم والمحدثون في أمر وجود الترادف من عدمه وشكلوا بذلك فريقين، فريق يؤمن بالترادف ويراه من أكرم صفات العربية يدل على عبقريتها وغزارة متنها وسَعَةِ أفقها، وفريق آخر ينكر هذه الظاهرة ويَعَدُّ الاعتماد فيها من مظاهر الخلط والابتعاد على الدقة.

 

والغالب عند الناس هو الرأي الأول الذي يؤمن بوجوده، وليست العربية بدعًا في ذلك فالعديد من لغات البشر يسودها الترادف.

 

ومصطلح الترادف هو التماثل وهو وجود كلمتين أو أكثر في اللغة الواحدة متماثلتين في المعنى، أي تعدد الدوال التي تشير إلى مدلول واحدٍ، وهو الترادف الكامل، ويرجع بحثه إلى الفلاسفة اليونان ثم الى المفكرين العرب من لغويين وغير لغويين، كما أنَّ للدرس الدلالي الحديث تفسيرًا لكثير من ظواهره، وشرطًا لعديد من أسبابه.

 

2-1 الترادف عند القدماء:

ذكره سيبويه[3] وأشار إليه ابن جنّي تحت اسم: "تعادي الكلمات وتلاقي المعاني" وخصه بأمثلة متعددة منها: الخليقة والسجية والطبيعة والغزيرة والسليق[4]، ومن الذين تناولوه بالدراسة أيضًا الرّماني (ت384هـ) في كتابه: الألفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى وابن فارس (ت 395 هـ) في كتابه الصّاحبي، والسيوطي (ت 911هـ) في المزهر الذي ذكر تعريف فخر الدين له فقال: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحدٍ باعتبار واحدٍ[5].

 

ونشير بأن القدماء اِنقسموا فريقين بشأن هذه العلاقة فريق يثبتها وفريق ينكرها:

• المؤيدون للترادف: يقر هؤلاء بالترادف، ويرون أن أهل اللُّغة إذا أرادو أن يفسروا كلمة ذكروا كلمة أخرى مماثلة لها في المعنى، نحو تفسيرهم العقلَ باللُّب، ويقولون: لو كان لكل لفظة معنى غير الأخرى لما أمكن أن يعبر عن شيء بغير عبارته، ويحتج هؤلاء بما استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن أبي هريرة أن يناوله السِّكين التي سقطت من يده فسأل أبو هريرة: المُديَه تريد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: نعم[6].

 

• المنكرون للترادف: اِلتمس المنكرون للترادف فروقًا بين الكلمات التي رأى الفريق الأول بأنها مترادفة وقالوا: هناك فرق بين السّيف والصّارم وبين المدح والثناء، فالثناء مدح مكرر، وبين الجلوس والقعود وغيرها...

 

وهذا ما ذهب إليه مجموعة من العلماء نذكر منهم ابن فارس، وثعلب، وأبوعلي الفارسي، وأبوهلال العسكري، يقول ابن فارس:  "يسمَّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة، نحو السَّيف والمهنَّد والحسام، والذي في هذا أن الاسم واحد وهو السَّيف، وما بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى، وكذلك الأفعال نحو مضى، وذهب، وانطلق، وقعد، وجلس، ورقد ونام وهجع، قالوا ففي قعد معنى ليس في جلس، وكذلك القول فيما سواه، وبهذا نقول، وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحي ثعلب"[7].

 

الترادف عند المحدثين:

سار المحدثون على أثر القدماء فشاع بينهم فريقان فريق يثبت وفريق ينكره، يذكر أولمان ULLMAN وهو من المنكرين أن الترادف التام نادر الوقوع، لأنَّ ذلك يفترض التماثل التام في جميع السياقات، وهو أمر غير وارد فعلاً، وإذا ما حدث هذا فإنه تظهر بالتدريج فروق معنوية دقيقة تجعل كل لفظ يستقل بجانب من الجوانب المختلفة للمدلول الواحد[8]، ويقول بلومفيد BLOOMFIED: في إطار اللغة الواحدة لا يوجد ترادف، فالاختلاف الصوتي لابد أن يصاحبه اختلاف في المعنى[9]، وأما المثبتون للترادف فيميزون بين أنواع مختلفة منه فيذكرون الترادف الكامل وذلك حين يتطابق اللفظان تمام المطابقة والترادف المتقارب وذلك حين يتقارب اللفظان تقاربا شديدًا إلى درجة صعوبة التفريق بينهما عند غير المختصِّين مثل: عام وسنة وحول وحلم ورؤيا[10].

 

2-2 أسباب حدوث الترادف:

من الأسباب التي أدّت إلى وقوع التّرادف نجد: السبب الصّوتي فقد يكون بين الكلمتين أصوات متقاربة فيحدث تغيير، أو إبدال صوت مكان صوت، فتصبح الكلمات مترادفة نحو: الصّقر، والزّقر، والسّقر وقد يكون السبب معجميًا، فالمعاجم تشرح كلمة بأخرى على أنها تساويها في الدلالة، وقد يكون بسبب الاقتراض الذي حدث بفعل تداخل اللهجات واللغات فحدث ما يعرف اليوم بالتنوع اللساني تبعًا للتنوع الجغرافي.

 

• وظيفة الترادف في صناعة المصطلح:

إن الحديث الذي أسلفناه في الجدل القائم حول طبيعة الترادف في العربية لا يعنينا بالدرجة الأولى بقدر ما يهمنا الاستفادة من هذه العلاقة اللغوية في تكوين المصطلحات العلمية،  "فاللغة العربية تكاد تنفردُ في مجال الترادف بظاهرة تسمى خاصية التلوين الداخلي، فكأنما هي ترسم للماهية الواحدة صورًا ذهنية متعددة تغني باللفظ عن عبارات مطولة تحدد بها المعنى المقصود، وإن هذه الميزة تظهر من الألفاظ الدالة على الشيء منظورًا إليه في مختلف درجاته وأحواله، فمعنى العطش الظمأ والصَّدى، والأوام، والهيام وكلُّها تدلُّ على العطش، إلاّ أن كلاّ منها يصور درجة من درجاته فالعطش إذا أحس بحاجته إلى الماء، ثم يشتدُّ به العطش فيظمأ، ويشتد به الظمأ فيصدى وهكذا إلى آخر السلسلة"[11].

 

وبالرجوع إلى المعاجم العربية وخاصة المتخصصة منها فإن حاجة الباحثين والعلماء في إيجاد المصطلحات المقابلة لما يُتَداول عند العلماء الغربيين متوفرة جدًا ويجدها كل باحث حاضرة، فلدى العربية حشدٌ هائل من المترادفات لتحقيق المطلوب حتى التخصّصات العلمية التي يعتقد الكثير أن العربية لم تتناولها ومن هذه الألفاظ نذكر في مجال النور والاستضاءة المصطلحات الآتية:

الظُّلمة – الغلَسُ – الدغش – الغبش – الدُّجْنَةُ – العُتْمَةُ – الحندسُ – الطَّرمساءُ – الرُّجس[12]... وغيرها.

 

وفي متن اللغة العربية من المصطلحات التي تحدد حقل الزمان واِتساعاته الكثير من ذلك:

الأوانُ – الحين – الحقبة – الدهر – الزمن – الملاوة – البرهة – اللحظة....

 

"وقد أحصيت من المعاجم لاختلاف درجات الحرارة عشرة ألفاظ هي: البرد- الشيم- الأريز- الزّمهرير- الخصر- القريس- الدفئ- الحار- الوَمْد- الرَّمض. ولاختلاف درجات العمق المائي خمسة ألفاظ هي: الوشل- الضّحضاح- الغور- العميق- السّحيق، ودرجات حركة الريح سبعة ألفاظ هي: النّسيم- الخفق -السرى -الهبوب- العصف- القصف-الهزم، وفي درجات سقوط المطر: الّرهم- الرشّ- الطشّ، وفي أنواع مسيل الماء اثنا عشر لفظًا وهي: الجدول- الجعفر- النَّمير- المسيل- النَّهر- الغدير- الفلَج- الخلواج- الجارون- المشبرة- السدير- العاقول، وفي لقاء البرِّ والبحر سبعة ألفاظ هي: الشّاطئ- السّاحل- القضة- العراق- الجدَّة-الشطَّ- السّيف، وفي أنواع وجه الأرض وأشكاله ستة ألفاظ هي: الترب- الأديم- الوطاء- المعزاء- الكديد- الكلدة..."[13].

 

إنّ الترادف في العربية من شأنه أن يحل مسألة الحداثة مقابل القدم فيما يخص مجمل التخصصات العلمية والأدبية يكفي أن يجتهد المشتغلون في الحقل المراد بحثه بأن ينقبوا عن المصطلحات والكلمات ضمن المعاجم القديمة والحديثة ونشريات المجامع اللغوية والاجتهادات الفردية التي قام بها العلماء في كل عصر وفي كل بلد وفي كل جامعة.

 

2- النحت:

يشكل النحت وسيلة أخرى تساهم في نماء متن اللغة العربية وتعمل على نموها، ويعد سمة نوعية لفصيلة اللغات الانضمامية اللاتينية والأنجلوسكسونية والجرمانية، ففي هذه اللغات يتم توليد الكلمات بضم الألفاظ المتكاملة بعضها إلى بعض، أو اللفظ الجديد من بعض أجزاء الألفاظ المتعاملة، كما يكون بضم اللفظ إلى أدوات معجمية غير ذات وجود مستقل، هي تلك الزوائد التي إذا جاءت في أوَّل الكلمات سميت صدورًا وإذا جاءت وسطها فهي حشوا وفي أواخرها تسمى لواحق.

 

والنحت في اِصطلاح الصّرفيين هو أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة، ولا يشترط فيه حفظ الكلمة الأولى بتمامها بالاستقراء، ولا الأخذ من جميع الكلمات ولا موافقة الحركات[14].

 

وقد نشأ النّحت عند العرب دفعًا للالتباس في حالة النسبة إلى الإعلام المؤلَّفة من مضاف ومضاف إليه فقالوا: عبشمي، ومرقسي، ومن ذلك قول الشاعر العربي:

وَتَضحَكُ مِنِّي شَيخًةٌ عَبشَمِية
كَأن لَم تَر قَبلِي أسيرًا يَمَانيًا[15]

 

وأوَّل من شرحه وقعّد له الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه "العين" وتابعه في ذلك ابن السِّكيت في إصلاح المنطق والجوهري في الصِّحاح والثعالبي في فقه اللغة، وأيسر تعريف للنحت أنه أخذ كلمة من كلمتين أو من حروف كلمتين فأكثر[16].

 

وقد يأتي النحت على وزن فَعْلَلَ أو فَعْلَلَة وذلك من حروف جملة مؤلَّفة من كلمتين أو أكثر للدلالة على التحدّث بهذه الجملة وقد سمي هذا النحت بالنحت الفعلي فقالوا في ذلك: بَسْمَلَ الرجلُ إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم، وحَوقَلَ إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وحَمدَلَ إذا قال: الحمد لله، وسبحل، وسَمعَلَ، وحَيعَلَ ومَشألَ وهلم جرَّا وأنشد الخليل بن أحمد:

أَقولُ لَهَا ودَمعُ العَين جَارٍ
أَلَم تُحزِنكِ حَيْعَلَةَ المنادي؟

 

وقال آخر:

لقد بَسْمَلَتْ لَيلَى غَدَاة لقيتُها
فَيَا حبَّذا ذَاك الحَبِيبُ المُبسْمِلُ[17]

 

وقد استغل المتأخرون هذا النوع من النّحت لتوليد العديد من المصطلحات من ذلك قولهم فقلغة[18] من فقه اللغة، وقولهم حَوْسَبَ من حَسَبَ بالحاسوب، وقالوا: فَنْقَلَة نحتًا من قولهم: فإن قيل كذا، وقالوا جَلْمَدَ نحتا من الجلد والجمد، وهمرج من هرج ومرج، واستعمل المحدثون النحت في الألفاظ المعربة فقالوا: كهرومغناطيسي – والكتروتقني – والكترونيك وأفروآسيوي من إفريقيا وآسيا، وصهيوأمريكي من الصهيونية وأمريكا.

 

4- التعريب:

سمّاه المحدثون الاقتراض اللّغوي وهو كما يدل عليه اِسمه نطق كلمات غير عربية على طريقة النطق العربي، وللإشارة فإن العربية استقبلت عبر تاريخها الطويل العديد من الكلمات الأجنبية كما صدَّرت الكثير من مفرداتها إلى اللّغات العالمية، وهي طبيعة في اللّغات العالمية فما كان للغة أن تتطور بدون أن تدخلها كلمات من لغات أخرى فأي لغة عرفت هذه الظاهرة فهي لغة حية جديرة بالخلود والبقاء وقابلة للاستعمال في شتّى مناحي الحياة،  "فاللغة الفرنسية مثلاً تضم 700 كلمة أصلها عربي كما أن الإنجليزية بها ألف كلمة أصلها عربي ومنها 360 كلمة شاعت في الحياة العامة"[19]، ولقد حدث التعريب في العربية منذ القدم فشعر الجاهليين حافل بالعديد من الألفاظ الأجنبية الرومية والفارسية والحبشية والنبطية والآرامية والهندية... من ذلك قول اِمرئ القيس:

مُهَفهَة بَيضَاء غير مُفَاضةٍ
تَرَائِبهَا مَصقُولَة كالسَّجَنْجَلِ[20]

 

السجنجلُ: كلمة معربة قديمة للمرآة وأصلها رومي وتعني أحيانًا الذهب والسبائك اللامعة[21]. ومن شعر عنترة قوله:

أُرَاعِي نُجوم اللَّيلِ وهي كأنَّها
قَوَاريرَ فِيها زِئبق يترحرجُ[22]

 

الزئبق: كلمة فارسية وأصلها: زيوه[23].

 

واِقترض الأعشى في شعره العديد من الكلمات الأجنبية من ذلك قوله:

عليه دَيَابوذ تسربل تحته
أرنْدَجَ إسكاف يخالط عظلمَا[24]

 

الديابوذ: ثوب ينسج على نيرين.

أرندج: جلد أسود.

 

وقد وردت ألفاظ أعجمية من لغات متعددة في شعر شعراء العصر الأموي أمثال جرير والفرزدق والأخطل وزادت نسبة ورود هذه الكلمات في شعراء العصر العبّاسي.

 

وقد ثار جدل حول الكلمات المعربة في القرآن الكريم وانقسم العلماء فريقين، فريق يقوده أبو عبيدة معمر بن المثنى ينفي وجود المعرب في القرآن الكريم بدليل قوله تعالى: ﴿إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لَعَلَكم تَعقلُون﴾[25] وقوله ﴿قرآنًا عَرَبيًا غير ذي عوجٍ لَعَلَهم يَتَقُون﴾[26] وفريق قال بإمكان وجود الألفاظ الأعجمية في القرآن الكريم معتمدين على ما رواه ابن عباس ومجاهد وابن عكرمة رضوان الله عليهم من أمثال كلمات (سجيل – مشكاة – أباريق – استبرق – قسورة – فردوس) وغيرها من غير لسان العرب وقالوا: إن ابن عباس وصاحبيه من الصحابة أعلم بالتأويل من أبي عبيدة، ثم حاول المتأخرون من العلماء التوفيق بين الرأيين فنادوا بأن تلك الكلمات التي جاءت في القرآن الكريم ووصف بالأعجمية إنّما هي ألفاظ اقترضها العرب القدماء من لغات أجنبية صقلوها وهذبوا نطقها ثم شاعت في كلامهم قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام وجدها تكوّن عنصرًا من عناصر اللغة العربية وكان الناس لا يشعرون بعجمتها فعدت اللّسان العربي وعلى أصلها البعيد فأنها معجمية وعربتها العرب[27].

 

لقد كان القدماء متفتحين على الحضارات السابقة والمعاصرة لهم ولأدل على ذلك ما نقله العرب عن طريق الترجمة في عصر المأمون، ولم تكن لهم عقدة النقص ولا الخوف من الدخيل ومن  "طريف ما يروى أن الإمام علي كرم الله وجهه أطعموه ذات يوم أكلة لذيذة فسأل عن اسمها فقيل له: فَالُوذج، فقال ما الفالوذج؟ فقيل له: هو طعام المهرجان فقال: إذن مهرجونا منه كل يوم، فدلت الكلمتان العربية واشتق من فعل"[28]. إن العربية لغة ذات قدرة عالية في استيعاب الألفاظ الأجنبية وجعلها مثل الألفاظ الأصلية فيها، فكلمة فيلسوف يونانية دخلت العربية مع عدد كبير من ألفاظ الحضارة اليونانية وعرفتها العربية في أيام زهوها وتداولتها الألسن والكتب واشتقت من تفلسف وفلسفة.

 

4-1 وظيفة التعريب في صناعة المصطلح:

صار التعريب اليوم أداة فعالة في اِستقبال مسميات المخترعات والابتكارات الجديدة على اختلاف حقولها وتخصُّصاتها، ولا يمكن الاستغناء عنه اِطلاقًا، ولا غنى عنه لتيسير الأداء العلمي العربي والعمل على توحيده، ولا ينبغي أن نستهجنه ويخطئ من يعتقد أنه لا يلائم الذوق العربي، فالألفاظ عندما تعرب وتُتداول باِستمرار تستقيم على اللّسان العربي وتشيع على الألسنة وتصبح جزءً من المتن الأصيل للغة، بل وتشتق منها الأفعال، فقد اِشتق القدماء من الديباج، دبَّج والديباجة والتدبيج واشتق المحدثون من مبستر: بستر وبسترة، ومن الرسكلة: رسكل يُرسكل رسكلةً، ومن الفبركة: فبرك يفبرك، ومن الكهرباء: كهرب يكهرب كهربأة، ومن التلفزيون: تلْفَزَ وتلفزة، ومتلفزٌ، ومن الميكانيك: مكنَنَ، المكننة، ومن البلاستيك نقول البلاستيكية، ومن المازوت نقول محرك مازوتي.

 

5- الاشتقاق:

5-1 تعريفه: لغة من شقَّ الشيء وأصله من الشَّق وهو نصف الشيء، أو جانب منه، قالوا: شقَّ عصا المسلمين أي فرَّقهم وقالوا: قعدَ في شقٍّ من الجبلِ أي ناحيته[29]. وفي الاصطلاح أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى، وتغيير في اللفظ بين الأصل المأخوذ منه والفرع المأخوذ، فالاشتقاق بهذا المعنى يبحث في أصول الكلمات وفروعها والعلاقات بينهما، وله أهمية كبيرة في إثراء اللُّغة وجعلها قادرة على التجدد والتقدم.

 

ويعد في العربية المحطة الأساس في تنمية اللغة وتطويرها وسرُّ مطواعتها ويسرها، وقد نال اهتمام الدارسين اللغويين كثيرًا، فاجتهاد ابن جني في سبر أغواره وتبيان فوائده والتفصيل في أنواعه وأقسامه متميز جدًا، وكل لغوي تناول طبيعة اللغة العربية إلا وأفرد له جانبًا مهمًا في دراساته، وإن أدق تعريف له: أنه عملية استخراج لفظ من آخر أو صيغة من أخرى بشروط معينة أهمها الاتفاق أو المقاربة في المعنى والانطباق أو الاشتراك في الحروف الأصلية23، وهو أنواع: الاشتقاق الصّغير والاشتقاق الكبير والاشتقاق الأكبر فالصغير هو استمداد كلمات من كلمة ذات مادة لغوية أصلية مع اِشتراك أفراد هذه المجموعة في عدد الحروف الأصلية وفي ترتيبها مع اشتراكها في المعنى العام، وبذلك نشأت كلمات جديدة لم تعرفها اللّغة العربية في عهودها القديمة فكلمة جَمَعَ نشأت منها عشرات الكلمات التي لم ترد على ألسنة العرب قديمًا منها: جمعية – ومجتمع – واِنجمع،... فنحن اليوم نتحدث عن المجمع العلمي، والمجمع اللّغوي، والمجتمع – والمجموعة المتقدمة، وإذا كانت العربية قد عرفت قديمًا الجماعة من الناس وموضع الاجتماع، "وأهل السّنة والجماعة" و"صلاة الجماعة" ولكن بفضل الاشتقاق عرفنا دلالات فرعية عديدة.

 

ولولا نشوء هذه الكلمات الجديدة لما تمكنت العربية مسايرة ضرورات الحضارة الجديدة التي جاء بها الإسلام وطورها العقل المسلم، وقد اتسعت دائرة الاشتقاق فإذا كان البعض يقسم الاسم إلى جامد ومشتق ويرى بأن الجامد لم يشتق من غيره ولا يشتق منه، فإن ليونة العربية أوحت بالاشتقاق حتى من الأسماء الجامدة فقالوا: الجزأرة من الجزائر وقالوا صار مصريًا وقالو شَمُسَ الجو، فقالوا تأمرك فلان، وتفرنس القوم أي صاروا فرنسيين، ونقول أقمرت أمريكا أي صعدت إلى القمر، وأقمرت السّماء صارت مقمرة، وشجرَت الأرض بمعنى زرعت أشجارًا، وقد اشتقت العرب حتى من الحروف فقالوا، سوَّف- وفأفأ- وتأتأ، وقالوا: قلت لك كذا فلوليت لي أي قلت لي لولا...

 

وأما الاشتقاق الكبير والذي ينسب إلى ابن جنّي مبتدع نظريته في القرن الرابع الهجري[30] فهو في أبسط تعريف له: حصر أصول الكلمة وتقلُّبها على وجوهها المختلفة فتستخرج منها التباديل والتوافيق وتقرن بينها ثم ينظر هل هذه الحروف إذا اجتمعت على نحوها دلَّت على شيءٍ واحدٍ بتنوع ترتيب هذه الحروف؟ فالمادة (س ل م) مثلاً المعنى العام والجامع لتقلباتها: الأصحاب والملاينة، فالسمل: البالي والسمل: الماء القليل، والسلْم: السلام، والمسل: المسيل والمجرى، والملس: الناعم[31]، وأما الاشتقاق الأكبر فقد أشار إليه أحمد بن فارس (ت395هـ) بقوله:  "من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض، يقولون: مدحه ومدهه - وفرس، ورقل ورقن، وهو كثير مشهور وقد ألَّف فيه العلماء"[32].

 

5-1 الاشتقاق الأصغر: لقد أثير نقاش حاد بين علماء العربية في شأن ما أسموه الاشتقاق الأصغر وهو الأشهر والأكثر استعمالاً، بحيث ذهب البصريون إلى أن المصدر هو أصل الاشتقاق على حين ذهب الكوفيون إلى أن الفعل هو أصل جميع المشتقات.

 

ويذهب علي القاسمي إلى أن الاشتقاق الصغير هو الأكثر اِنتاجية وفاعلية في النمو المصطلحي لدى العرب[33]، فهو أكثر الآليات المعتمدة في توليد المصطلح في اللّغة العربية بوصفها لغة اشتقاقية بامتياز، وهو يسهم اِسهامًا كبيرًا في تطور هذه اللغة وفي إثرائها بترسانة مصطلحية هي في حاجة إليها للتعبير عن المفاهيم الجديدة التي تفد عليها من الحضارات والثقافات الأخرى بكميات كبيرة، وتكمن أهمية الاشتقاق في كونه يحافظ على الطابع العربي، لذلك ينبغي امتطاؤه في المقام الأوّل عند أي وضع لمصطلح ما، وقد قسّم الصرفيون الاشتقاق الأصغر إلى أقسام هي:

المصدر- الفعل- اسم الفاعل- اسم المفعول- الصفة المشبهة- صيغ المبالغة- اسما المكان والزمان- اسم الهيئة واسم المرة- اسم الآلة- المصدر الصناعي.

 

6- المجاز:

وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي، وقد قام العلماء في هذا الجانب باستخدام مصطلحات ما لتدل على مفاهيم معينة فمصطلح السيارة هو في الأصل القافلة وهذا توسع في المعنى اللغوي فتصير الكلمة تحمل معنًى جديدًا، أشاد به المسّدي بقوله:  "يتحرك الدال فينزاح عن مدلوله ليلامس مدلولاً قائمًا أو مستحدثًا، وهكذا يصبح المجاز جسر العبور تمتطيه الدّوال بين الحقول المفهومية... إذ يمدُّ المجاز أمام ألفاظ اللغة جسورًا وقتية، تتحول عليها من دلالة الوضع الأول إلى دلالة الوضع الطارئ، وانّ الذّهاب والايّاب قد يبلغان حدًّا من التّوتّر يستقر به اللفظ في الحقل الجديد، فيقطع عليه طريق الرجوع"[34].

 

وقد اُعتمدت هذه الآلية في وضع كثير من مصطلحات العلوم الشرعية الإسلامية من ذلك: الناسخ والمنسوخ-والخلع والشفاعة- والصيام الذي يدل في أصل الوضع اللغوي على معنى الإمساك مطلقًا ثم وسِّع مدلوله ليحمل دلالة جديدة تخص عبادة وقاعدة من قواعد الإسلام الخمسة.

 

وللمجاز وجوه عديدة منها الاستعارة، وهي استعمال اللفظ في غير معناه المألوف لوجود تشابه بين المعنيين، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى.

 

على الرغم من تعدد وسائل وضع المصطلحات في اللغة العربية فإن المجاز يبقى رافدًا تعتمد عليه العربية في إيجاد تسميات للمفاهيم الجديدة والمبتكرات الحديثة وفي ذلك قال جميل الملائكة:  "أمَّا مجال توسيع معنى اللفظ بالخروج عن حقيقته إلى المجاز فكان ومازال من أوسع الأبواب في إغناء اللغة العربية"[35].

 

7- السوابق واللواحق:

تختص اللغات ذات الأصل اللاتيني أكثر من غيرها بظاهرة دخول السوابق (préfixes) واللواحق (suffixes) على جذور كلماتها بطريقة الإلصاق، وهي من العوامل التي مكنتها من القدرة على صياغة المصطلحات العلمية في جميع التخصّصات، وتناظر هذه الظاهرة الاشتقاق في الفائدة للأداء العلمي.

 

وتقبل العربية بيسر الإلصاق بالسوابق والّلواحق وهي واحدة من الصور الصرفية، ومن أبرز السوابق التي تستعمل في العربية السابقة "لا" والتي تقابل السابقة in و un و a في اللغات اللاتينية ومن أمثلتها:

لاسلكي- لاهوائي- لاإرادي- لاتوافقي –لارأسي- لابلوري- لاعملي- لانهائي...

 

وكذلك اللاحقة (ان) الألف والنون ومن أمثلتها قولهم: نفساني- كتماني- سمكاني- سكراني- علماني.

 

ويرى الدكتور محمد يوسف حسن أن هذه اللاحقة ليست عربية بل سريانية ألصقت بجذر عربي، وهو توسع حميد يمكِّننا من صوغ مصطلحات تختلف في لغة الجذر عن لغة السّابقة أو اللاحقة إذا اِقتضى الأمر ذلك[36].

 

8- الترجمة:

ويراد بها في المعاجم اللغوية العربية جملة معانٍ منها التّفسير، والايضاح، والنقل وفي ذلك قال ابن منظور: الترجمان: المفسّر، وقد ترجمه وترجم عنه، قال ابن جنّي:  "أما ترجمان فقد حكيت تُرجمان بضمِّ أوله ومثاليه: فُعلان، كعترفان ودحمان، وكذلك التاء أيضًا فيمن فتحها أصلية، وإن لم يكن في الكلام مثل جعفر لأنه قد يجوز مع الألف والنون من الأمثلة ما لولاهما لم يجز، كغنفوان، وجنديان وريهفان" ويقال في ترجم كلامه إذا فسَّره بلسان آخر، ومعه الترجمان، والجمع تراجم مثل: زعفران وزعافر، وصحصحان وصحاصح، قال ولذلك تضم التاء لضم الجيم فنقول: تُرجُمان مثل يُسْرُوع ويَسْرُوع، قال الراجز:

كالترجمان لقي الأنباط[37].

 

فالواضح أن ابن منظور أكَّد في تعريفه على المادة اللغوية وطريقة نطقها والقياس عليها مقيما المعنى على التفسير والإبانة، أما المصباح المنير فجاء فيه:  "ترجم فلان كلامه إذا بيَّنه وأوضحه وترجم كلام غيره إذا عبَّر بلغة غير لغة المتكلم، واسم الفاعل ترجمان ووزن الفعل ترجم (فَعْلَلَ) ولسان مترجم إذا كان فصيحًا، ويجمع تراجم، وتراجمة"[38].

 

8-1 أصل الكلمة: وردت كلمة ترجمة وتراجم في لغة القدماء فقد قال لبيد بن ربيعة:

إن الثمانين وقد بلغتها
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان[39]

 

ويقصد به أننا بحاجة ماسَّة إلى ترجمان لتسهيل الواصل فيما بيننا.

 

وقال المتنبي:

تجمع فيه كل لِسنٍ وأمَّةٍ
فما يُفهِم الحَدَّاث إلا التَّراجم[40]

 

فاختلاط الأجناس في جيش سيف الدولة واختلاف لغاتهم يحتاج إلى من يترجم حتى يحدث التواصل، ولعل هذا ما أشار إليه الجاحظ عندما كتب:  "ومتى وجدنا الترجمان فقد تكلم بلسانين علمًا أنه قد أدخل"، وتداولت المعاجم اللغوية مادة ترجم بالشرح والتفسير، ومن هنا يمكننا القول: إنّ كلمة ترجمة ذات أصول عربية وقد أخذها الإنجليز وأدخلوها في جملة كلماتهم، وقد ذهب الباحث السّوري أحمد هبو إلى أن الكلمة Oragoman سريانية [41].

 

8-2 دلالة كلمة ترجم: تحمل مادة ترجم اللغوية دلالة معجمية ودلالات سياقية متعددة.

 

• ترجم: نقل نصًا من لغة إلى لغة أخرى مغايرة: ترجم نصًا إلى الفرنسية، وترجم برقية هاتفية لاسلكية: فكّ رموزها ونقلها كلمة كلمة.

 

• وترجم فكرة الفيلسوف فسَّرها وشرحها.

 

• وترجم حياة الأديب: كتب سيرته وتاريخ حياته، ومنه فن السّير والتّراجم وهو جنس من النثر الأدبي.

 

• وترجمة ذاتية: كتب سيرة حياته بنفسه.

 

• المترجم: من حذق فنّ الترجمة واِتّخذها مهنة: يترجم الوثائق والنصوص، ورد في لسان العرب:  "التُّرْجُمان والتَّرْجَمان- بضم التاء والجيم وفتحهما- المفسِّر للسان.. وهو الذي يُترجم الكلام أي ينقله من لغة إلى أخرى"[42]، وفي القاموس: أنه يأتي على مثال رَيْهُقَان (أي زعفران) وصيغ له الفعل ترجمه وترجم عنه، ومما لا شكّ فيه أن العرب كانت لهم حاجة في هذا النوع اللّساني لضرورة الاتصال بغيرهم من الفرس والّروم والهند وغيرهم من الأمم والأقوام، ولذلك تطلب الاتصال لن يتأتى لهم ذلك إلا بمعرفة لسان من يقدمون إليهم لكي يحققوا أغراضهم الاقتصادية والسياسية.

 

وأما اصطلاحا فإن التعاريف الاصطلاحية اِتفقت: أن كلمة ترجمة تدل على نقل الألفاظ والمعاني والأساليب من لغة إلى أخرى مع المحافظة على التكافؤ ودون الإخلال بالمعنى، وقد ذهب اللسانيون إلى أبعد من ذلك فعدوا الترجمة علمًا فرعيًا من اللّسانيات التطبيقية، فقالوا:  "إن الترجمة عملية لسانية لنقل المكافآت بين لغتين مختلفتين وقد تكون أكثر من ذلك لأنها تبحث في السّمات المنغرسة في النص التي تتجاوز لسانيته"[43].

 

8-3 وظيفة الترجمة في صناعة المصطلحات: يتفق الدّارسون أن الترجمة هي بيت الحضارة وهي رفيقتها الدائمة عبر الزمان والمكان، وإنها النافذة التي تفتحها الشعوب المختلفة لتستنير بنور غيرها، وإن التلاقح الحضاري والتبادل بين الأمم حدث بفضل الترجمة وتذكر كتب التاريخ أن الخليفة العباسي هارون الرشيد شعر بقيمة الترجمة فكان يشجع عملية نقل ذخائر الحضارات السابقة إلى العربية وقد ورث هذه الفكرة ابنه المأمون الذي أقام بيت الحكمة في بغداد وشجع الترجمة وأغدق الأموال والهدايا على المترجمين، وتمكن من نقل نفائس اليونان والفرس والهنود وغيرهم من الأمم إلى العربية الأمر الذي أعطى دفعًا عظيمًا للحضارة العربية الإسلامية.

 

وقد كان الخلفاء المسلمون يوظفون المترجمين في قصورهم وفي دور العلم للاستفادة ما في يد الغير، والأمر نفسه سلكه الأوربيون في اتصالاتهم بما أبدعه المسلمون في بغداد ودمشق وغرناطة وقرطبة واشبيليا وبجاية...

 

وإن المتمعِّن في تاريخ الترجمة عند العرب يجدها عبر تاريخها وقد شكلت مرحلتين، أما المرحلة الزاهية فهي التي أشرنا إليها سابقًا والتي ترجع إلى عهد المأمون أين ترجمت علوم اليونان والهند والفرس إلى العربية، وكانت ترجمة مثمرة وناجحة لأنها كانت هادئة ومحكمة تولاها علماء تحت رعاية السلطان وبتشجيع معنوي ومادي وصاحبت الانبعاث الفكري والعلمي.

 

وأما الترجمة الثانية فقد بدأت في عهد الإحياء العلمي والأدبي عند نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد كانت ترجمة مضطربة وقاصرة عاصرت توترًا ثقافيًا وفكريًا في العالم العربي وهذا بسبب الأوضاع السياسية المتدهورة والتخلف الاقتصادي والاجتماعي زد على ذلك الغزو المصطلحاتي الكبير الذي لم تتمكن الثقافة العربية من استيعابه والإلمام بجميع جوانبه بالإضافة إلى العجز العلمي الذي تعيشه الأوساط العلمية في مجتمعاتنا، الأمر الذي جعلنا نقبل استعمال المصطلحات الأجنبية بلغتها بل صرنا نستعمل اللغات الأجنبية بدعوى قصور العربية على استيعاب العلوم.

 

ومع ذلك فقد تمّ رفع التحدي على مستوى المجامع اللغوية العربية القائمة في الوطن العربي وعلى الرغم مما حققته هذه المجامع فإن الأمر يبقى ناقصًا مادامت الارادات السياسية تنقصها الجرأة والشجاعة في تبني هذه الجهود والثقة فيها.

8-4 جهود علماء المسلمين قديما في ترجمة المصطلحات: لقد تفطن العلماء القدامى إلى أهمية نقل ذخائر الأمم الأخرى إلى العربية وتمكنوا من اِقتحام مجالات العلوم وبرهنوا أن اللغة العربية قادرة على أن تتبنى المصطلحات العلمية في الفلسفة والطب، والفلك، والفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، والزراعة، والصناعة وغيرها من العلوم التي شهدها ذلك الزمان.

 

ولقد عرفت الحضارة العربية بفضل هؤلاء حركة علمية رائدة، وراح المترجمون يعملون جاهدين لإدخال النصوص العلمية إلى العربية وإدماج المصطلحات في جملة ألفاظها فاتسعت معاجمها وغدت هذه المصطلحات صالحة للتعبير عن العلوم إجمالاً.

 

ومن العلماء الذين برزوا في ترجمة المصطلحات الأجنبية إلى العربية نذكر حنين بن إسحاق (ت264هـ) الذي أثر عنه مؤلفات علمية وفلسفية هامة وقد اِهتم حنين كثيرًا بمنطق أرسطو وترجم غالبيته[44]، ونظرًا لإتقانه اليونانية والسريانية فقد تعددت لديه المصطلحات فكان يدقق في المصطلح حتى يهتدي إلى إيجاد ما يقابله باللغة العربية.

 

من المصطلحات الفلسفية التي ترجمت إلى اللغة العربية نذكر:

الأزل- الأبد- القديم- الحديث- العلّة- الوجود- العدم- الصورة- المعلوم.

 

8-5 الترجمة عند المحدثين:

رأى المحدثون أن الترجمة ينبغي أن تنصرف إلى الكتب التي تعد مصادر ومراجع علمية في مختلف التخصصات، ويجب التركيز على المصطلحات التي تنقل إلى القارئ العربي المعاني العلمية المصطلح على أسمائها باللغات الأجنبية، وكل مترجم يتصدى للترجمة يسعى إلى وضع تعابير وألفاظ تروق له وقد لا تروق لغيره، وقد تؤدي إلى سوء فهم، ولذلك نلاحظ فوضى الترجمة في العديد من القضايا التي تهم ميدان المصطلح، وترجع أسباب هذه الفوضى إلى تعدد اللغات المترجم عنها أولا، وثانيا إلى اختلاف المترجمين مشرقا ومغربا، وتنوع ثقافاتهم. ولذلك بات من الواجب وضع شروط صحيحة عامة متفق عليها بين العواصم العربية في ترجمة المصطلح وأن يوكل الأمر إلى المؤسسات العلمية المنصّبة، على غرار ما يقوم به مكتب تنسيق التعريب بالرباط التابع للجامعة العربية، أو المجامع اللغوية العربية، وهذه المؤسسات عليها أن تنادي أهل الاختصاص المهتمين بنقل وترجمة المصطلحات الأجنبية وتدعوهم أن يوفوا هذه الهيئة أو تلك بأبحاث في كل ماله علاقة بالمصطلح في مختلف الاختصاصات.

 

9- اللسانيات والمصطلح:

شكلت اللسانيات طرحا جديدا في عالم اللغة عند الغربيين نتيجة ما دعت إليه في ممارسة الدرس اللغوي فركزت على الآنية على حساب التعاقبية الزمانية وربطت اللغة بالوظيفة وعدتها نظاما يعتمد على مستويات وأخضعتها لمنهج الوصف ومعاينة الوقائع بعيدا عن النزعة التعليمية والأحكام المعيارية، وبذلك اتصفت اللسانيات بجملة من الخصائص نذكر منها:

1- أن لا تخضع لما هو فلسفي أو منطقي أو ديني أو عرفي، فاللسانيات تدرس اللغة لذاتها ومن أجل ذاتها.

 

2- إنها تهتم بالمنطوق قبل المكتوب وتعتني باللغة المستعملة في الواقع كما هي ولا تهتم بما هو فصيح أو لهجي أو مشترك.

 

3- إنها تدرس اللغة بغض النظر عن جنسيتها ومهما كان حظها من الحضارة أو الانتشار أو الحياة أو الاندثار.

 

وبذلك تكون اللسانيات قد سعت إلى دراسة اللغة ككل وأعادت الاتصال والتفاعل بين مستويات الدرس بدءً بالأصوات ثم بناء الكلمة ثم تركيب الكلمات في جمل إسنادية وينتهي بعد ذلك عند درس الدلالة بمفهومها العام.

 

وقد انتهى الدرس المنهجي في اللسانيات إلى الاتفاق على تقسيمها على فرعين رئيسين هما: اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية، فالجانب النظري يتناول علم الأصوات وعلم الصرف وعلم النحو وعلم الدلالة أما الجانب التطبيقي فيضم كل العلوم التي نشأت من جراء التطبيق اللساني على مجالات علمية وثقافية.

 

وهكذا يمكن أن نقول: أن اللسانيات أضافت إلى درسنا اللغوي علومًا جديدة كعلم الدلالة وعلم المصطلح والصناعة المعجمية وعرفتنا بمناهج علمية جديدة تقوم بدراسة اللغة باعتبار طبيعتها اللغوية ووظائفها الاجتماعية.

 

10- المصطلح اللساني:

تعرف اللسانيات عند العرب فوضى في مصطلحاتها تسببت فيها تعدد الترجمات بين عواصم الدول العربية مشرقها ومغربها واعتماد كل دارس في البلاد الأجنبية المصطلحات التي تعلمها وبذلك يعاني الدارسون العرب للسانيات جني ثمرات اجتهادات الغربيين ولذلك بات من الواجب الاتفاق على منهجية محددة ومشتركة لتوحيد المصطلح اللساني على المستوى العربي وحتى يوضع حد لهذا التّباين ينبغي الإذعان إلى المؤسسات العربية القائمة المكلفة بالبحث في هذا المجال وخير من يتولى ذلك معهد تنسيق التعريب بالرباط التابع للجامعة العربية وقد أفضى باحثوه مجهودات معتبرة في هذا الجانب وهي حاضرة في جموع المجلات والدوريات التي ينشرها المكتب دوريًا.

 

إن ما يعوق نشر المصطلح اللساني العربي وتعميمه بين الدارسين والطلبة في بلاد العرب هو ما تعرفه الساحة العربية من تجزئه وتباعد وتدابر بفعل الصراعات، والقيود المفروضة على التبادل العلمي والثقافي زد على ذلك أن ما يوجد من مصطلحات يسودها الاضطراب بسبب طرائق صناعتها لدى الهيئات العربية والأفراد، فالبعض يلجأ إلى إما الاشتقاق والبعض يلجأ إما إلى التعريب والاقتراض أو الترجمة، وإن أوضح مثال على الفوضى التي تعصف بالمصطلح اللساني هو عنوان هذا العلم أي اللسانيات  "فقد بلغت المصطلحات المعربة والمترجمة لهذا المصطلح ثلاثة وعشرين مصطلحًا منها: علم اللغة، وعلم اللسان، واللغويات، وعلم اللغة العام، والألسنية، واللسانيات، والدراسات اللغوية الحديثة... وغيرها".

 

على أن اجتهاد بعض العلماء تكاد تخفف من مشكلات المصطلح اللساني من خلال كتاباتهم المتعددة والهادفة نذكر منهم: الدكتور عبد الواحد وافي الذي ألف كتاب "علم اللغة" عام 1940 فوضح ترجمات صحيحة للعديد من المصطلحات اللسانية، وكذلك فعل الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "الأصوات اللغوية" عام 1947، والدكتور حسان تمام في كتابيه "مناهج البحث في اللغة" و"اللغة العربية معناها ومبناها"، والدكتور محمد السعران في كتابه "علم اللغة مقدمة إلى القارئ العربي" عام 1963، والدكتور كمال بشر في كتابه "علم اللغة العام"، والدكتور محمود فهمي حجازي في كتابه "علم اللغة بين التراث والمناهج الحديثة" عام 1970، وتوالت الاجتهادات وترسخ الدرس اللساني وبدأت فوضى مصطلحاته في التلاشي ودخلت اللسانيات إلى الجامعات والمعاهد ووسائل الإعلام وبرزت المعاجم التي تحدد لهذا العلم مصطلحاته نذكر منها: كتاب "المصطلحات اللغوية الحديثة في اللغة العربية" للدكتور محمد رشاد الحمزاوي عام 1977، وقاموس اللسانيان للدكتور عبد السلام المسدّي عام 1985، ومعجم المصطلحات اللغوية للدكتور رمزي البعلبكلي عام 1990.

 

وبفضل هذا المجهودات ترسخ مفهوم اللسانيات وغدت اللسانيات التطبيقية تقتحم التخصصات العلمية وميادين الحياة وساهمت في صناعة المصطلح العلمي مساهمة فعالة، وإن البحوث التي ينجزها طلاب هذا التخصص في شهاداتهم العليا سوف تثمر إن هي وجدت من يهتم بمضامينها ويربطها بسوق العمل والنشاط العلمي في جميع مناحي الحياة.

 

11- الخلاصة:

تلك هي وقفة مع اللغة العربية حين نريد أن نربطها بعالم الأشياء ودنيا الناس فتحمل انشغالاتهم اليومية وحياتهم العلمية فتدخل ميدان العلم والابتكار وتسهم في التطور والتنمية، ذلك أن الكثيرين ما زالوا ينظرون إلى اللغة العربية فيما يحقق المتعة الفنية البيانية ويتباهون في سحرها البياني وتوشك عند هؤلاء إلا ترتبط بالاهتمامات اليومية والانشغالات الدنيوية، فلا بد من عقد الشراكة بين اللغة العربية وهموم الحياة ومشاكلها ومجالات التنمية والتطور في العالم العربي، وإن المصطلحات هي مفاتيح العلوم وهي مسميات الأشياء التي تتصل بدنيا الواقع لذلك ينبغي أن نوجه نسبة كبيرة من لغتنا التي نستعملها من أجل حمل هذه المصطلحات التي تغزونا ليل نهار نتيجة التطور الفكري والتكنولوجي في العالم وإن العربية قادرة جدًا على استيعاب كل هذه المفاهيم وجميع هذه المصطلحات بما وهبت من مرونة ومطواعية وليونة لتقبل الفكر الجديد والاختراع الحديث، فالمجاز والاشتقاق والنحت والاقتراض والتعريب وغيرها من الوسائل الداخلية للغة كلها تسم في إيجاد البديل، والمناسب لما يجدّ في عالم الإبداع والاختراع، وينبغي أن تحلّ عقد النّقص في نفوس بعض أبناء اللغة العربية الذين يعتقدون الكمال في لغة الأجنبي وأن العربية لا تستطيع حمل المصطلحات العلمية المعاصرة ونقل التكنولوجيا المتطورة، لقد وسعت العربية في عهد المأمون حضارة الغرب والشرق بفضل سواعد أبنائها وعقول علمائنا وإرادة أمرائها.

 

قائمة المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم.

2- ابن جني، الخصائص، تحقيق محمد علي النجار، عالم الكتب للطباعة والنشر، 2006.

3- ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة وسنن العربية، تحقيق عمر فاروق الطباع، بيروت، 1993.

4- ابن منظور الإفريقي، لسان العرب، دار صادر، بيروت، 1984.

5- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، دار الثقافة، بيروت، الطبعة السادسة، 1983.

6- أحمد مختار عمر، علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1998.

7- الأعشى ميمون، الديوان، تحقيق محمد محمد حسين، دار صادر، بيروت، 1996.

8- حافظ إبراهيم، الديوان، دار العودة، بيروت، 1996.

9- حموي صبحي، المنجد في اللغة العربية المعاصرة، دار المشرق، الطبعة الأولى،2000.

10- خليفة بوجادي، محاضرات في علم الدلالة، طبع لجنة الحفلات لبلدية العلمة، الجزائر، 2005.

11- ستيفان أولمان، دور الكلمة في اللغة، ترجمة أمال بشر، دار غريب للنشر والتوزيع، الطبعة العاشرة، 1997.

12- سمير الشيخ، الثقافة والترجمة، دار الفارابي، الطبعة الثانية، 2010.

13- سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، دار بيروت للطباعة والنشر، 2000.

14- السيوطي، المزهر في علوم اللغة، تحقيق محمد جاد المولى وآخرون، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت.

15- عبد العزيز محمد محسن، المصطلح العلمي عند العرب، دار الهانئ، القاهرة.

16- عثمان أمين، فلسفة اللغة، دار المعارف، القاهرة، 1974.

17- عنترة، الديوان، تحقيق ودراسة محمد سعيد مولوي، دار صادر، بيروت.

18- الفيومي، المصباح المنير، مكتبة لبنان ناشرون، لبنان.

19- لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق محمد طماس، دار المعرفة، بيروت.

20- المتنبي، الديوان، دار بيروت للطباعة والنشر، لبنان.

21- مجلة اللسان العربي، مكتب تنسيق التعريب، الرباط، العدد39.

22- مجلة اللسان العربي، مكتب تنسيق التعريب، الرباط، العدد69.

23- امرؤ القيس، الديوان، تحقيق أنور عليان وآخرون، المطبعة الخيرية، مصر، 1307هـ.

24- المسدّي عبد السلام، قاموس اللسانيات، الدار العربية للكتاب، مصر.

25- مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1993.



[1] حافظ إبراهيم، الديوان، ص73.

[2] سورة الشعراء 244.

[3] سيبويه، الكتاب، 1/07.

[4] ابن جنّي، الخصائص، 2/118.

[5] السيوطي، المزهر،2/92.

[6] مسلم، صحيح مسلم، دار ابن حزم، 1993، ص103.

[7] ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة وسنن العربية، ص97.

[8] ستيفان أولمن، دور الكلمة في اللغة، ترجمة آمال بشر، دار غريب، ص119.

[9] أحمد مختار عمر، علم الدلالة، ص244.

[10] خليفة بوجادي، محاضرات في علم الدلالة، 2005، ط1، ص55.

[11] عثمان أمين، فلسفة اللغة، دار المعارف، 1974، ص40.

[12] مجلة اللسان العربي، مكتب تنسيق التعريب، الرباط، العدد 39، يونيو 1995، ص27.

[13] نفسه، ص44.

[14] ابن منظور، لسان العرب (نحت).

[15] ينسب هذا البيت إلى الشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي، أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 6/136.

[16] مجلة اللسان العربي، العدد39، ص33.

[17] مجلة اللسان العربي العدد39 ص 34

[18] ورد هذا المصطلح عند الباحث أ.د عبد الجليل مرتاض في كتاباته ومحاضراته، جامعة تلمسان- الجزائر.

[19] مجلة اللسان العربي، العدد 39، ص37.

[20] امرؤ القيس، الديوان، ص42.

[21] مجلة اللسان العربي، العدد39، ص38.

[22] عنترة، الديوان، ص81.

[23] ك

[24] الأعشى، الديوان، ص38.

[25] سورة يوسف،2.

[26] مجلة اللسان العربي، العدد 39، ص37.

[27] نفسه، ص39.

[28] ابن منظور، لسان العرب (شقق).

[29] ينظر ابن جني، كتاب الخصائص.

[30] مجلة اللسان العربي، العدد 39، ص31.

[31] ابن فارس، الصاحبي، ص 209.

[32] علي القاسمي، مقدمة في علم المصطلح، مكتبة النهضة المصرية، ص98.

[33] المسدّي، قاموس اللسانيات، ص44.

[34] مجلة اللسان العربي، العدد 69، ص106.

[35] مجلة اللسان العربي، العدد 39، ص41.

[36] ابن منظور، لسان العرب (ترجم).

[37] الفيومي، المصباح المنير، مادة (ترجم).

[38] هذا البيت من السريع للشاعر عوف بن ملحم الشيباني قاله في مدح علي بن طاهر، الأغاني، 13/91.

[39] المتنبي، الديوان، ص48.

[40] المنجد في اللغة العربية المعاصرة، ص213.

[41] ابن منظور، لسان العرب مادة ترجم

[42] سمير الشيخ، الثقافة والترجمة، ص06.

[43] عبد العزيز محمد محسن، المصطلح العلمي عند العرب، ص55.

[44] ينظر المسدّي، قاموس اللسانيات، ص 72.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من مزايا اللغة العربية (1)
  • من مزايا اللغة العربية (2)
  • اللغة العربية لغة القرآن
  • النحت في اللغة العربية
  • وظيفة المصدر الصناعي في صناعة المصطلح

مختارات من الشبكة

  • التراث العلمي عند الإمام الصالحي الشامي من كتابنا: الإمام الصالحي الشامي حياته وتراثه العلمي(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • كتابة البحث العلمي لطالب بكالوريوس اللغة العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • واقع البحث العلمي في الجامعات العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المقاربة الرياضية في تفعيل الكفاءة التعلمية المستهدفة لمادة اللغة العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مقترحات عملية لاستغلال الإجازة الصيفية لصناعة الرسوخ العلمي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • هجرة الكفاءات العربية إلى الخارج(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هجرة الكفاءات العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإنتاج العلمي وجدواه الاقتصادية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • انعقاد ورشة أولويات البحث العلمي في اللغة والأدب بكلية الآداب - فلسطين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العلاقة بين كفاءة الأداء المعرفي وعادات النوم لدى عينة من طالبات جامعة أم القرى (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب