رسالة في تفسير ألفاظ يكثر تداولها للإمام السيوطي

رسالة في

تفسير ألفاظ يكثُرُ تداوُلُها[1]

تُنشر لأول مرة ولله الحمد

عن مخطوط نادر ضمن مجموع بدار الكتب القطرية حرسها الله

تأليف العلامة جلال الدين السيوطي

ت911 ه - رحمه الله تعالى

اعتنى بها

محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب

غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين

نص الرسالة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.

هذه رسالةٌ في تفسير ألفاظ يكثر تداولُها في الكتبِ نافعةٌ إن شاء الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

المقدمة:

مِن مُقدِّمة الجيش: الجماعة المتقدمة منها.

قال الشيخ سعد الدين -رحمه الله-: يقال: مقدّمة العلم: لِمَا يتوقف عليه الشروع في مسائله، ومقدمةُ الكتاب لـ:طايفةٍ من الكلام قُدِّمَت أمامَ المقصود لارتباطٍ له بها، وانتفاع بها فيه.

فائدة:

دال المقدمة مكسورة مِن: قدم بمعنى: تقدم، وقد تُفتح بمعنى أن غيرها قدمها، ونُقل عن أبي حيان الفتح فقط، وأن الكسر مِن تغييراتِ النقل، وعن بعضهم عكسُه.

♦   ♦   ♦

الكتاب:

كما قال الجوهريُّ وغيره من اللغويين وابنُ عصفور: مصدر: كتب يكتب، ومعناه في اللغة: الجمْع، يقال: تكتَّبَت بنو فلان إذا اجتمعوا، ومِن ثَمَّ قيل للكاتب: كاتبا لجمعه الحروف، وللخراز كاتبا لجمعه الخرز في العقد، وفيه ألغز الحريري[2] رحمه الله:

وكاتبِين وما خَطَّت أنامِلُهم حرفا، ولا قرأوا ما خُطَّ في الكُتُبِ

وأما معناه في الاصطلاح فهو اسمٌ لجنس من الأحكام ونحوها مشتملٌ على أنواع كقولك مثلا: كتاب الطهارة طائفة مشتملة على أنواع كالوضوء والغسل ونحو ذلك، والكثب –بالمثلثة-   معناه: الجمع أيضا، ومنه الكثيب: الرمل المجتمع.

نُكْتَة:

الكتاب: مصدر ٌكما قدَّمناه ويُطلقونه ويريدون به اسمَ المفعول وهو المكتوب كقولهم: هذا درهمٌ ضرب الأمير أي: مضروبه وثوب نسج اليمن أي: منسوجه.

ختم:

قال بعض العلماء: الكتاب مشتق مِن الكتب، واعتُرض بأنَّ المصدر لا يُشتق من المصدر، وأُجيب بأنه أريدَ: الاشتقاق الأكبر استطرادا، وجمع الكتاب على كُتُب، ويُصغر على كُتيِّب.

♦   ♦   ♦

الباب:

في اللغة: الموصل الى المقصود، وفي الاصطلاح...[3].

وأصله: بوَب تحركت الواو وانفتح ما قبلها قُلبت ألفا، وهذه قاعدةٌ مطردة، وكذلك الياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها تُقلب ألفا كـ(تاب)[4].

نُكْتَة:

يأتي الباب بمعنى المفعول كقولهم: بينتُ له حِسابه بابًا بابا أي: مُبَوَّباً.

لطيفة:

يقال: هذا شيء مِن بابتِك أي: يصلحُ لك.

خَتْم:

يُجمع الباب على أبواب، وقد يُجمع على أبوبة، كقوله[5]:

هتَّاك أخبية ولاج أبْوِبة[6]

♦   ♦   ♦

الفصل:

مصدر فصَلت بين الشيئين إذا فرَّقت بينهما، وهو في اللغة: القطع، وفي الاصطلاح: الفاصل بين الشيئين ليميزَ بينهما، قال بعضُهم: وكان ينبغي أن يوصل بـ(بين) فيقال: فصل بين كذا وكذا، غير أن المصنفِين يُجرونه مَجرى الباب، فيقولون: فصلٌ في كذا كما يقولون: باب في كذا.

♦   ♦   ♦

الفَرْع:

مقابل الأصل، والأصل في اللغة: قال الأرموي: ما منه الشيء، وقال الإمام: المحتاج إليه، وقال أبو الحسين البصري: ما ينبني عليه غيره، وفي الاصطلاح: له أربعة معان:

أحدها: الدليل، يقال: الأصل في هذه المسألة الكتاب والسنة أي: دليلها.

الثاني: الرجحان، يقال: الأصل في الكلام الحقيقة أي: الراجح عند السامع هو الحقيقة لا المجاز.

الثالث: القاعدة المستمرة، يقال: إباحة الميتة للمضطر على خلاف الأصل.

الرابع: الصورة المَقيس عليها

خَتْم:

يُجمع الفرع على فروع.

♦   ♦   ♦

القاعدة:

أمرٌ كلِّي منطبق على جزئياته لتُعرف أحكامها منه، ومثله القانون والضابط.

خَتم:

القاعدة مشتقة من القعود بمعنى الثبات، ويجمع على قواعد، والقانون على قوانين، والضابط على ضوابط.

♦   ♦   ♦

الفايدة:[7]

في اللغة: ما يُستفاد من علمٍ أو مال، وفي الاصطلاح: تحصيل أمرٍ مقصود لم يكن حاصلا للمُحصِّل، واشتقاقها مِن: الفيد، ويُجمع على فوايد[8].

♦   ♦   ♦

التنبيه:

لغة: مِن التنبُّه، واصطلاحا:كلام لاحِق مفهم من كلام سابق، ويجمع على تنبيهات.

♦   ♦   ♦

التذنيب:

-بالذال المعجمة- قال الجوهري: يقال: ذَنَّبَ عِمامتَه بالتشديد إذا فضل منه شيئا فأرخاه كالذنَب، وحَكَى أيضا أنه يُقال: ذنبَه يذنبُه بالتخفيف أي: تبعه يتبعه، فيجوز أن يكون التذنيبُ مأخوذًا من الأول، وأن يكون مأخوذا من الثاني بعد تضعيفه ليصير متعديا إلي اثنين.

♦   ♦   ♦

النكتة[9]:

أصلها: النَّكْت في الأرض، واستُعملت في الاصطلاح للكلام الدقيقِ المستَخرج بقوة النظر.

♦   ♦   ♦

اللطيفة:

هي: الكلام الدقيق المؤثِّر في النفس، وتُجْمع على لطايف.[10]

♦   ♦   ♦

المسألة:

مطلوب يُبرهَن عنه في العلم، وتُجمع على مسايل[11].

♦   ♦   ♦

البحث:

لغةً: التفتيش، واصطلاحًا: إثبات حكمٍ إيجابي أو سلبي بالاستدلال.

♦   ♦   ♦

السؤال:

ينقسم إلى: صحيحٍ وفاسد، فالصحيحُ: الوارد على ما صح فيه الإبهام، قال القاضي: ما ثبتت فيه الاستبهام صح عنه الاستفهام، والفاسد: ضد ذلك.

♦   ♦   ♦

الجواب:

صحيح وفاسد، فالصحيحُ: ما انطبق على مضمون سؤالٍ صحيح، والفاسدُ: ضده.

♦   ♦   ♦

اللغز:

قال الجوهري: ألغزَ في كلامه إذا عَمَّى مُرادَه، والجمْع: ألغاز كرُطَب وأرْطاب. انتهى

وفيه لغاتٌ نظمها ابنُ مالكٍ -رحمه الله- في بيت، وهو:

اللُّغْزٌ، لَغْزٌ ولُغَّيْزَا كذا لُغَز أُلْغُوْزَةٌ قيل أيضا واللُّغَيْزَاءُ[12]

وهذا آخرُ الكتاب والله اعلم بالصواب، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وذلك في تاريخ سابع شهر صفر سنة 866[13]، كُتب آخر يوم الأحد 11 مِن شوال سنة 881.

♦   ♦   ♦

فهرس المصطلحات الواردة في الرسالة مرتبة وفق ترتيب حروف المعجم:

• الباب

• البحث

• التذنيب

• التنبيه

• الجواب

• السؤال

• الفائدة

• الفرع

• الفصل

• القاعدة

• الكتاب

• اللطيفة

• اللغز

• المسألة

• المقدمة

• النكتة