• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

وتمرد القلم ( الجولة الرابعة )

محمد صادق عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/3/2014 ميلادي - 8/5/1435 هجري

الزيارات: 3846

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وتمرد القلم (الجولة الرابعة)

المؤامرة وفتنة الآحاد


كنت على وشك الشروع في كتابة الخمس الأُخَر من ثلاثية الآحاد؛ لتتم بذلك عشرةً كاملة، لكني تنفّست زفير المؤامرة الجديدة، وتمردات القلم العديدة، والأدهى أنها لن تنعت هذه المرة بالتمرد وحسب، بل بالتآمر، وهو الأمر الذي اجتمع إليه أناس كثير، وعندي لذلك شاهد ودليل.

 

فأما الشاهد، فهو ما حدث لي في الصالون الأدبي، وكلمة (هيهات) التي تأفَّف القاص المعروف لورودِها في كتاباتي، وقال: إنها قديمة، وما عادت لفظًا يجري على أفواه الكثير.

 

وأما الدليل، فتلك السطور، ففيها ما يستدعي النفير والجند الكثيف؛ لمواجهة تلك الصفعة الجديدة عليَّ، والتمرد الآبق من صاحب الأحبار المغوار.

 

فلو أنكم تذكرون معي أو تتذكرون مثلي في الجولة الماضية كيف هوى القلم من شامخ عالٍ، ومكانة القاضي إلى منحدرٍ بقارعة الاستغاثة يطلب الإغاثة، فتوعَّدني في النهاية بأنها ليست النهاية، وإنه دائم التمرد متى أخلَّت قادة الأقلام بما يستدعي الحفاظ عليه بين طيَّات الورق، فها هو قد جهَّز جيشه، وأعلن التمرد دون علمي، أو سابقة إنذار، وقال رافعًا راية العصيان: أنا في اعتصام مفتوح حتى تبوحَ، وتدلل على ما دفعك لكتابة ثلاثية الآحاد، ذلك الفن القديم المطروق قبل المتروك حاليًّا.

 

ظننتُ أن التطرُّق لهذا الفن من ثلاثية الآحاد وحده سبب التمرد ومدعاته، فالأمر إذًا أتفهُ من أن تتمرَّد يا قلم، وتعصف بي من آنٍ لآخر، حتى يسمع بنا المحب والكاره، ويصبح الناس ويمسون، ولسان حالهم يقول: هذا مَن تمرَّد عليه قلمه.

 

ابتسَم القلم وارتسم، وقال: لن أرسم لك بعد الآن قلبًا يخترقه القلم.

 

فقلت غاضبًا: لا يعنيني منك الصفا، ولا يخذلني منك الجفا، فاقضِ ما أنت قاضٍ.

 

رفعتُ عن القلم الحرج الكبير في المواجهة بقولي هذا، فقال مكشِّرًا عن أنياب الغاضب: قل وعلل، وهات الأدلة والبراهين التي تشهد لك، وضِّح سبب التطرُّق للآحاد، ذاك الفن الجديد القديم.

 

قلت: أذن واعية، قال بثقة: أوعى مما تتخيل.

 

في كتابٍ يكنى (بجنة الشوك) لعميد الأدب العربي (د. طه حسين) وجدتُ تطرُّقه لهذا الفن الجميل، والذي علل هو الآخر في بداية كتابه سببَ الكتابة والتطرق إليه، وقال - أعني د. طه حسين -:

(ويجب أن أعترف بأني لا أعرف لهذا الفن من الشعر في لغتنا العربية اسمًا واضحًا متفقًا عليه، وله اسم في أوروبا هكذا أسماه اليونانيون (إبيجراما)؛ أي: النقش، لكونه كان ينقش على الأحجار)، ومضمون الكتاب لتلميذ يسأل شيخه المعلم أسئلة يجيب المعلم الشيخ عنها[1].

 

ابتسم القلم وقد أخفى ما يبعث على السخرية، فقلتُ له ضَجِرًا:

لا أحبُّ هذا الأسلوب منك يا قلم، فهل ستتركني أقدِّم مبرراتي، أم أتركك لتمرُّدك تلعق التراب؟

 

أحس القلم مني غلظةً في الكلام، فاستقوى ورفع قناع الحياء لمواجهتي:

منذ متى يا صاح وأنت تلتفِتُ لكتابات غربية غير عربية أصيلة، وتستمد منها عناصر إفادة ومواطن تثبيت، وأنت مَن ينعت بالأصيل المحافظ، وتلك أيضًا مأخوذةٌ عليك لفرط استخدامها.

 

ثم قال: أَلَم تقُل في ثلاثية الآحاد (الحجارة والحضارة) بأن (ويل ديورانت) قد دعا للنظام قبل الثأر للكرامة والحرية؟

 

أَلَم تجد في قواميس أعلام العرب مَن يقولُ تلك الكلمة أو يدعو لها؟ أليس حديث المصطفى نفسه للغلام: ((يا بني، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك)) لَمْحةً وعظةً في اتخاذ النظام، والتأدُّب طريقة وأسلوب حياة.

 

وتلك أيضًا التي شرعت فيها - وأردت أن تتمَّها عشرة كاملة - فن يوناني قديم، ما هذا التفرنج الجديد الذي طرأ عليك يا صاح؟!

 

لاذعٌ هو القلم، هكذا قلت لنفسي، لكني بعون الله سوف أردُّ عليه شوارد فكره؛ ليدَّحِر ويستكين ولا يكاد يُبِين.

 

سوف أرد عليك أولاً في هذا اللون، ومن الدليل لِما قاله د طه حسين: نحن نعيش في عصر السرعة، يقصر فيه الوقت مهما كان طويلاً عما نحتاج، إلى أن ننهض به من الأعباء التي لم تكثر على الناس، مثلما كثرت في تلك الأيام[2].

 

وأيضًا قال بشأن تأخُّره عن عالَمنا الأدبي العربي: (وأما عن أدبنا العربي، فقد تأخَّرت نشأته شيئًا ما، فلم يكد يعرفه الأدب الجاهلي، أو نحن لا نعرف من الأدب الجاهلي ما يمكننا من أن الشعراء في الأدب الجاهلي قد حاولوا التطرق إليه[3].

 

فقال: وأنت مَن أراد أن يحيِيَ هذا الفن، قلت نافيًا:

لا أسوِّي بيني وبين أعلام العرب وأفذاذهم إن أنا إلا مجرِّب يتمنَّى لو يستطيع أن يرتقي بعض درجات على عتبة المجد التليد، ثم ما العيب في أن أذكر للغرب مناقب ومحامد تتطابق مع ديننا الحنيف، من الممكن أن تكون تلك التطابقات والأرضون المشتركة فرصةً كبيرة لجذب الآخر لحظيرة الإسلام، أو على الأقل اتساع الرؤية الفكرية الصحيحة لمفهوم الإسلام.

 

قال: ربما.

 

ثم شرعت أتم كلامي:

يا قلم، لقد قال عميد الأدب في آخر تعليقه على سبب التعرض لهذا الفن: (ولست أريد بهذا الكتاب - يقصد جنة الشوك - من شيء إلا النقد الذي يسمونه بريئًا في هذه الأيام، والنقد الذي يوجه إلى ألوانٍ من الحياة لا إلى أفراد بعينهم، وإني لم أخترع هذا الكلام من لا شيء)[4]، هكذا قال يا قلم، أعلمت أم لا زلت في ريب مما أقول؟

 

ثم رأيت نفسي أنتفض انتفاضة الثائر العاثر على ضالة التائه، فقلت مستكبرًا، وقد شابني بعض غرور من اطلاع واستماع ومكاشفة:

هل تعرف يا قلم شيئًا عن كتاب الهوامل والشوامل؟

قال القلم: حقيقة لا، فأنت مَن يطلع، وأنا مَن ينقل عنك.

 

فقلت - وقد زادت لديَّ بواعث الانتصار، وإنهاء حالة العصيان والتمرُّد والفوضى، وما أرغمني على الوقوع فيه، وبذل الجهد والمبررات -:

يا قلم، هذا كتاب لكاتبينِ عظيمينِ من أفذاذ العرب، فالأول يدعى أبا حيان التوحيدي، أظنك تعرفه.

 

قال: ومَن لا يعرفه، أيها المتفرنج الجديد؟!

المتفرنج؟!

 

جديدة تلك الكلمة لم ألتفت إليها، ثم تابعت أُبيِّن له وأقحمه وأفحمه، والثاني هو (ابن مسكويه)، هل تعرفه أم لا؟

 

قال: أعرفه يا صاح، وهو (ميمون النقيبة)، كما كناه ابن العميد.

 

قلت له: فلتحمد الله على اطِّلاعي وحصولك على المعلومة مني.

 

قال غامزًا لامزًا: وهل اطلاعي يشوبُك؟ ربما أنقذتك في أحايين كثيرة.

 

حقيقة، خشيت أن يفتح القديم والجديد، فأسرعت قائلاً:

فأما (الهوامل)، فهي أسئلة مطروحة متفرِّقة من قبل أبي حيان التوحيدي يلقيها في جعبة (ابن مسكويه)، فيقوم مسكويه بدوره في جمعها وتنظيمها تنظيمًا لتخرج في كتاب رائع يكنى (بالهوامل والشوامل).

 

انتَبَه القلم يبغي اقتناص المعلومة مني، فأفضل ما في المتعلم أن يتواضع لينال علمًا، وكما قيل: يضيع العلم بين الكبر والحياء، ثم سئل:

هل لك أن تخبرني ما معنى الهوامل؟ وما معنى الشوامل؟

 

قلت مبتسمًا:

تريده نصًّا من الكتاب نفسه، أم من صاحبك الذي قرأ واستنتج؟

 

قال خاذلاً إياي: من النص المنقول أفضل.

 

مؤلمةٌ هي العبارة التي بها قد صرح، لا يريد أن يأخذها عني اجتهادًا، يريدها نصًّا منقولاً، لا يضير، فمن يرجع للأصول لا يلام ولا يعاتب.

 

فقلتُ: (كتاب الهوامل والشوامل) في الحقيقة كتابان لمؤلفينِ كبيرينِ، أسئلة من أبي حيان التوحيدي، سماها "الهوامل"، وأجوبة من ابن مسكويه سماها "الشوامل"، ومعنى الهوامل الإبل السائمة، يهملها صاحبها ويتركها ترعى، والشوامل على العكس، فهي الإبل التي تضبط الهوامل فتجمعها، وقد استعار أبو حيان (الهوامل) لأسئلته المبعثرة التي تنتظر الجواب، واستعمل مسكويه (الشوامل) في الإجابات التي أجاب بها فضبطت هوامل أبي حيان)[5].

 

لم يجد القلم مفرًّا من الإقرار بأني لم أكتب شيئًا مبتدعًا، ثم قال: لا تظن أن تمردي كان لأجل هذا وفقط، إنما أردت أن أبرِّئ ساحتك من الفرنَجَة واقتفاء آثار الغرب.

 

انتفضت وقلت له: ما هذا النعت الجديد الذي تنعتني به يا قلم، أنا محافظ على لغتي وهُوِيَّتِي العربية، ثم قلت له غاضبًا: أنا مثلك أنطق العربية، ولي هُوِيَّة ما أسقطها يومًا للتدني، عربي أنا مصري، ويزيدني فخرًا إسلامي الحنيف وملة أبينا إبراهيم.

 

قال القلم باستغراب وتعجُّب: ما دفعك للغضب؟! ألم تنصح في كتاباتك عدم التعصب والغضب؟

 

حقًّا هو فن رائع في الشكل، لكنك في المضمون أشعلت فتنة.

 

حاولت زمّ شفتي على بعضها قاضمًا على لساني، ثم قلت بهدوء مصطنع، أو هدوء يسبق العاصفة المنصفة: أي فتنة ترى في المضمون، ولِمَ لم تتمرَّد وقتها أو تظهر قلقًا بشأنها؟

 

غريب أمر الكثير، يرى المتناقضات تتراءى ممن يعول لا يُظهِر لها التفاتًا ولا تأثرًا، ثم إذا اجتمعت حزمة من الكوارث ثار وأثار، وتمرد وتجرد، وقال: (إن هذا لشيء يراد)، فرحًا بفتنة كبرى، أقول بأنه شريك أصيل فيها، وصانع رئيس لها، والله حسبي ونعم الوكيل.

 

القلم نافيًا عن نفسه تلك الذميمة: لستُ ممن تذكرهم، وسوف أوفيك حقك فيها غير منقوص بعون الله:

فأما (الحكمة والأرصاد)، ففيهما قد وفقك الله، وأما (الحاجة)، فإن في النفس منها ما يريب، فهل من المعقول أن تلغي كلمة اختراع، وتقول بأن كل جديد مَرَدُّه إلى الاكتشاف مصادفةً، أو إلحاحًا من الحاجة والاحتياج، لا أوافقك فيها الرأي.

 

قلت مستغربًا: وهل فرضتها عليك فرضًا، إنما هو رأي، ولكل مرجعية علمه.

 

قال: وهل مرجعية علمك تختلف عن مرجعية علم الناس؟

قلت: حاشا لله، نحن عبيد الله الفقراء إلى ربنا علمًا وحاجة.

 

قال: أنعم بالله رب العالمين، ثم قال متراجعًا من هول كلمة (فتنة): تلك المفردات التي انزلقت وجرت على شفاه العامة، لا يدرون لها معنًى ولا عقوبة، كأن ينعت رجل بالخائن من صغير وكبير، وتتجرأ طائفة من الناس وتتألَّى على الله، وتقول: لتحشر مع فلان كذا وكذا.

 

كأنهم - حاشا لله ومعاذ الله - قد بُشِّروا بالجنة، كالعشرة المبشرين رضوان الله عليهم أجمعين، ولو قرؤوا قول ربِّنا في سورة (ص): ﴿ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴾ [ص: 62، 63]، صدق الله العظيم - لعرَفوا أنَّهم قد تطاولوا على ربِّهم، وأقحموا أنفسهم فيما لا يجب الخوض فيه.

 

وقال القلم لَمَّا علم عني ذلك التعليق:

لا أشك أنك قد حزتَ توفيقًا من الله في كثير مما كتبت في ثلاثياتك؛ مثل (الشياه، والنحاة، وتذكرة البر) وغيرها، لكن اسمح لي دون تعصُّب، ففي تمرد أكون أنا، ألا يشغلك ذلك يا صاح؟ وتلك الرايات المرفوعة المكتوب عليها من كل لون ما يزلزل عرشك الأدبي ومكانتك الثقافية والفكرية.

 

قلت باسمًا: تعوَّدت عليه منك ومَن اعتاد تعوَّد.

 

قال: فلتقبل النقض ألست القائل: (لا تقدس ما تكتب حتى يوقره الناس)؟

صراحة ودون مجاملة، ثبتني القلم.

 

قلت في صفاء وحبور وترقب: قل ما يريبك يا قلمي؟

ابتسم، فتعجَّبت فسألت إيحاءً بالوجه والعين: قال لَمَّا ذكرتُ لك ما يرضيك قلت (يا قلمي)، وأنت منذ بداية الجولة ما زدت عن كلمة يا قلم، يا قلم، ليتني بدأت بالمديح قبل النقض.

 

ويح القلم هذا مباغت بالضربات الموجعة، منتصر لنفسه من حيث لا أدري، كأنه يقول لي: لا تأخُذْك العزة بالفكرة كما قلت في الآحاد.

 

(طرف ثالث) قلت: ما بها؟ وأنا على علم أنه لن يتركها تمر عليه مرور الكرام إلا بمزيد من الاستجواب والنقض.

 

فقال: ألا ترى أنك فيها غير منصف، أو لست عادلاً في أن تصف الفئة التي لا تملك السلاح ولا المتاع بأنها الطرف الثالث سبب المشكلة والمعضلة؟!

 

ألا توجد فئة بغت تستحق الضرب على يدها حتى تفيء؟!

إن أي اختلاف بين طائفتينِ يكون باغٍ ومَبْغي عليه أو مفترى عليه.

 

تركته يصرح برأيه، وما علم الصاحب أنه يضيف إلى ما كتبتُ مزيدًا من التفسير والتوضيح، ثم قلت له: كلامك طيب وموزون، ومنقول نصًّا من الحجرات، سورة التأديب، لا أراجعك فيه.

 

أبدى قلقًا كأن شيئًا يشغَلُه مرة أخرى، فقلت له: أخرِجْ ما بجعبتك جملة واحدة.

 

قال: المقام لا يسمح بالإطالة ولا الاستطالة، فاترُك فرصة للقارئ يستوعب كلامك وملامي، واجعل المقالة في جزأين اثنين.

 

قلت مستسلمًا: لك ما تريد.

 

قلتُ متخابثًا عليه: هل لك أن تكنس رايات التمرد والعصيان لحينها؟

قال: تعليق العصيان والتمرد حتى نتم الجزء الثاني من الجولة، ثم ننظر أينا انتصر، لا زال في الجعبة أمر آخر، تمردي معلق أيها المتألق.

 

قلت: ذكرني به، قال ماكرًا: لو ذكرتُك لتجهزت له، فلتكن مباغتة.

 

قلت بمسكنة: تبغيها فتنة؟

قال باسمًا: ألا يزعجك هذا اللفظ كثيرًا؟



[1] كتاب جنة الشوك، د. طه حسين، ص 13، دار المعارف.

[2] كتاب جنة الشوك، د. طه حسين، ص 7، دار المعارف.

[3] يقصد أن انصرافهم للشعر بأنواعه والمعلقات كان سببًا لعزوفهم عن التطرق إليه.

[4] جنة الشوك ص 17.

[5] كتاب الهوامل والشوامل ص 7 لأبي حيان التوحيدي وابن مسكويه، نشره لهما أحمد أمين، السيد أحمد صقر، سلسلة التراث.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وتمرد القلم ( الجولة الأولى )
  • وتمرد القلم ( الجولة الثانية )
  • وتمرد القلم ( الجولة الثالثة )
  • قلق القلم بين الشبكة والورقة

مختارات من الشبكة

  • لا تحرمهم من قلمك(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القلم في ديوان عناقيد الضياء للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القلم ودوره(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بين القلم الجاف والقلم الرصاص (تصميم)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • القلم الطيب والقلم الخبيث(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • القلم معنى يتوسع مع الزمن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نفحات قرآنية في سورتي القلم والمعارج(مقالة - موقع الشيخ محمد بن صالح الشاوي)
  • أنا القلم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قلم الإصلاح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوحيد في سورة القلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب