• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

أما بعد

أما بعد
محمود محمد شاكر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/11/2013 ميلادي - 30/12/1434 هجري

الزيارات: 10078

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أما بعد


فقد أعفيتُ نفسي بِضعةَ أسابيع من همِّ القلم، وقلقِ النفس إلى الكتابة، لكي أفرُغَ لهَمٍّ يَزيدني شعورًا بلذَّة الحياة وبهجتها[1]، وقلق يَزيد النفس توهُّجًا تحتَ أثقال العمر، ولستُ أعني بالهمِّ ما يغشى القلبَ من ثِقْلٍ جاثِم يسدُّ منافذ الدم، حتى يكاد القلب يختنق، ولا بالقلق ما يُخامِر النفس، حتى تتبعثرَ وتضطرب، بل أريد بهما ما يُساوِرُ القلْبَ والنفس من إحساس بأنَّ الحياة جِدٌّ لا يصلح معه الهَزْل والاستخفاف، وترْك الأمور تجري في أَعِنَّتها بلا وازع ولا رقيب ولا ضابط.

 

ولعلِّي لا أكون مبالغًا إذا أنا قلت: إني كأنيِّ قد وقفتُ في هذه الأسابيع القلائل، على قمَّة من القِمم الشوامخ، والأرض كلها مِن تحتي، فأرمي ببصري إلى أفقٍ بعيد، مُغرِق في البُعد منذ عهد أبينا آدم - عليه السلام - ثم أَرْجِعه على عوالِم من ذريَّته، لا يعلم زمانَها وآجالها ومصائرها إلاَّ بارِئُها وحدَه - سبحانه.

 

ووجدتُني تَميدُ بي - في خلال ذلك - نشوةٌ خفَّاقة تهبُّ من عن يمين وشِمال، فتهزُّني، "كَمَا اهْتَزَّ تَحْتَ البَارِحِ الْفَنَنُ الرَّطْبُ"، ولا كنَشوة جَذِيمة الأبرش الوضَّاح، ملك العرب قديمًا في الجاهلية، حيث وصف نشوةً يخالطها طائفٌ من الحزن، بهذه الأبيات الروائع:

[سيأتي شرحها بعد تمام المقالة ص: 305 - 307].

رُبَّمَا أَوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ
تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمَالاَتُ
فِي فُتُوٍّ أَنَا كَالِئُهُمْ
فِي بَلاَيا غَزْوَةٍ بَاتُوا
ثُمَّ أُبْنَا غَانِمِينَ مَعًا
وَأُنَاسٌ بَعْدَنَا مَاتُوا
نَحْنُ كُنَّا فِي مَمَرِّهِمُ
إِذْ مَمَرُّ الْقَوْمِ خَوَّاتُ
لَيْتَ شِعْرِي مَا أَمَاتَهُمُ
نَحْنَ أَدْلَجْنَا وَهُمْ بَاتُوا

 

فأيُّ نغم جليل فخْم، متهدِّج النبرات، اهتدَى إليه هذا الجاهليُّ القديم بما في قلْبه من الهمِّ والقلق، ثم استودعه هذه الأحرفَ القلائل، وأنفذها إلى أعماق الحياة الإنسانية، ثم سَلَّها كأنها أسِنَّةٌ مصقولةٌ حِدادٌ، لها بصيصٌ يلمع في ظلماتِ الحَيْرة؟!

 

وأيُّ نشوة يَدِبُّ في خفقاتها دبيبُ الحُزن الكامن، والحسْرة المترقرقة، أطاق هذا العربيُّ المُبِين أن يملأَ بها وجدانَ حياتنا، بلا رموز يونانيَّة متمرِّغة في أوحال الأساطير، ولا رموز وثنيَّةِ المنابت والأصول، تجعل الحياةَ البشريَّة جحيمًا مستعرًا من الخطايا والذنوب والآثام، وتحيل الهمَّ الشريف ظُلمةً مطبقة على القلْب والنفس، والقلق السامي تدميرًا لبُنيان الله الذي أعطَى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هدى - سبحانه وتعالى.

 

وما دام القلم قد حملني هذا المحمل، ودخَل بي إلى حديثٍ لم أُرِدْه حين بدأت، فسأدَعُه يُحدِّثك عن عربي آخر، عظيم الهمِّ، كريم القلق، وهو أيضًا جاهليٌّ عتيق، وهو جَدُّ راوية الكوفة، المفضَّل بن محمَّدٍ الضَّبِّي، واسمه سُلْمِيُّ بن ربيعة بن زَبَّان الضبي، فقال - يصف نشوةً أعمق من نشوة الملك جَذِيمة الوضَّاح -:

[سيأتي شرح الأبيات بعد تمام المقالة ص: 308 - 310]

إِنَّ شِوَاءً وَنَشْوَةً
وَخَبَبَ الْبَازِلِ الْأَمُونِ
يُجْشِمُهَا الْمَرْءُ فِي الْهَوَى
مَسَافَةَ الْغَائِطِ الْبَطِينِ
وَالْبِيضَ يَرْفُلْنَ كَالدُّمَى
فِي الرَّيْطِ وَالْمُذْهَبِ الْمَصُونِ
وَالْكُثْرَ وَالْخَفْضَ آمِنًا
وَشِرَعَ الْمِزْهَرِ الْحَنُونِ
مِنْ لَذَّةِ الْعَيْشِ وَالْفَتَى
لِلدَّهْرِ وَالدَّهْرُ ذُو فُنُونِ
وَالْيُسْرُ لِلْعُسْرِ وَالْغِنَى
لِلْفَقْرِ وَالْحَيُّ لِلْمَنُونِ
أَهْلَكْنَ طَسْمًا وَبَعْدَهُ
غَذِيَّ بَهْمٍ وَذَا جُدُونِ
وَأَهْلَ جَاشٍ وَمَأْرِبٍ
وَحَيَّ لُقْمَانَ وَالتُّقُونِ

 

فأيُّ نغم؟! وأيُّ نشوة؟! وأيُّ حزن رقيق؟! وأيُّ استقبال لخير الحياة وشرِّها، بلا خوف ولا تردُّد؟! وأيُّ قدرة على جَعْل هذه الألفاظ العربية الشريفة، أوتارًا مشدودة على قياس وحساب، حتى تنبعث من تلاوتها أنغامٌ معبِّرة عن الحياة والموت بأضواء من البيان لا تكسفها الرموزُ الميتة، التي ينفخ فيها النقاد؛ لتحيَا، وقد بليتْ وتعفَّنت في معابدِ الجهل بالحياة، وهياكل الضلال عن الحق.

 

ولكن العجب لِمَن عنده لُغةٌ تملك هذه القدرةَ الخارقة، ثم يَضلُّ عنها إلى "إليوت"، وأشباه "إليوت"، وذيول "إليوت"، غير مبالٍ أن يخوض بلسانه ولُغته في تربة عَفِنة من التعاظل النفسي المريض، ومِن رجيع الحضارة الأوربيَّة وصديدها المتقيِّح، الذي يُمثِّله بكلِّ غثاثته وعفنه فلانٌ وفلان، ممَّن أعرف وتعرف.

 

ولكنِّي قد ذهبتُ بالقارئ مذهبًا لم أُرِدْه، فلا بأسَ عليه إنْ قطعتُ الحديثَ منصرفًا إلى ما كنتُ قد عزمتُ على البَدْء به، فقد كنتُ وعدتُ قارئ "الرسالة" في أول المقالة التاسعة، أني قد جعلتُ له عليَّ حقًّا، وهو ألا أخليه من متابعة ما يُقال عمَّا أكتب في "الرسالة"، إذا كان كاتبه قد استودعَه مكانًا غيرَ مجلَّة "الرسالة".

 

فوفاءً بهذا الوعْد، أؤجِّل ما طال الأمدُ على الوعد به، وهي الكلمة التي جعلتُ عنوانها "أباطيل وأسمار"، وأولِّي وجهي شطرَ شيءٍ نُشِر في مجلَّة يقال لها: "العلوم" في العدد الرابع، بتاريخ إبريل سنة 1965، وهي مجلَّة تصدر في بيروت، أرسلها إليَّ صديقٌ كريم، وعنوان هذه المقالة: "مِن همومنا الفكرية"، وكاتبها معروف أحيانًا، واسمه الأستاذ محيي الدين محمد، ويبدؤه هكذا:

"في مجلَّة "الرسالة" التي تُصدرها وزارة الثقافة والإرشاد القومي حملاتٌ أسبوعية ضدَّ بعض الكُتَّاب، يصل بعضها إلى حدِّ الهجوم الموتور، المشحون بالحِقد والبغضاء، ويصل البعض الآخر إلى حدِّ استعداء السُّلطات على هؤلاء الكُتَّاب، مع دعوة الدولة إلى طرْدهم من أماكنِ رِزْقهم، أو إلى طرْدهم من الجمهورية العربية المتحدة، التي تؤويهم، وتقدِّم لهم العَيْش الرغد".

 

"وقد تسبَّبتْ بعضُ هذه الحملات الاستعدائية إلى طرْد الأستاذ غالي شكري من سكرتارية مجلَّة الشعر التي كان يعمل بها، وتسبَّبت أيضًا في الاستغناء عن الدكتور عبدالقادر القط من رئاسة تحرير نفس المجلَّة، وإسنادها إلى الشاعر محمود حسن إسماعيل، وقد تسبَّبتْ أيضًا في إيذاء الدكتور لويس عوض، وهو أمر نخشاه، ونرجو الله ألاَّ يَحْدُث، وتتفاوت أساليبُ هذه الحملات بين ما يظنُّه المهاجمون موقفًا عدائيًّا من التراث القومي، وإيمانًا بالمسيحيَّة واليهوديَّة، وبين ما يظنونه موقفًا معاديًا من الشِّعْر الكلاسيكي متمسكًا بالشِّعْر العامي - كما يسمُّونه - وبيْن ما يحسبونه فَهْمًا مغلوطًا لقضايا الفِكر القومي، ولأمور التراث".

 

ولست أعلِّق على ما في هذه الكلمات مِن حُسْن التحرِّي، وتمام الصِّدق، ولكني أدَعُ الكاتب يَبِين عن نفسه فيما هو أهم، بعد أن دافع عن حريَّة الاعتقاد والكلمة، قال: "وإذًا لماذا نكتب هذه الكلمةَ ما دُمْنا متفقين على مبدأ التصدِّي لكلِّ رأي ينال من التراث القومي، أو يشكِّك في أفكارنا وقضايانا؟".

 

ثم أجاب فقال: "لا بدَّ قبل أن نبرزَ لذلك من دراسة متفحِّصة للآراء والأفكار، التي سبَّبت مثل هذه الهجمات المتكرِّرة، التي توشك أن تُصبِح ظاهرةً لإحدى المجلاَّت التي تنطق بسياسة الجمهورية العربية المتحدة في مجال الفكر والثقافة (ويعني الرسالة بلا شك)، وتوشك أن تُصبح - بل أصبحت بالفعل - أرضًا يجوث فيها التخريبُ، والشتائم الشخصيَّة والسِّباب، وكما قلْنا من قبل استعداء السلطات على الكُتَّاب والمطالبة بطرْدهم...إلخ مع ما في ذلك مِن تجنٍّ وصَغار، لا يُجيدها سوى فِئة من الكُتَّاب التافهين، الذين يتسلَّقون على أكتاف الأسماء اللاَّمعة، أو التي لقيتْ بعضَ الشهرة في هذا المجال".

 

ثم أفاض الكاتب في بيان تاريخ مسألة التراث القومي، والأطوار التي مرَّت عليها، وظهور طائفة من الكُتَّاب في الطَّوْر السابق لِمَا نحن فيه اليوم، عدَّ منهم سلامة موسى، وإسماعيل مظهر، وشبلي شميل (بهذا الترتيب!!)

 

ثم قال: "ثم مات الرُّوَّاد، وجاء دور التلاميذ للسير على الدَّرْب نفسه، والدِّفاع عن منطق الأساتذة، والإفادة من وجهة نظرهم في الحُكم على القضايا العصريَّة، وعلى المشكلات العميقة التي يطرحها التطوُّر والتقدُّم، وكان من هؤلاء الدكتور لويس عوض، الذي أثَّر تأثيرًا عميقًا في حياتنا الأدبيَّة بدراساته الواسعة عن تأثير الحياة الاقتصادية والاجتماعية على الفنون والشخصيات الأوربية، في وقتٍ كان النقدُ الأدبي قائمًا فيه على الذَّوْق الشخصي وحسبُ".

 

ثم أفاض بعدَ ذلك في الكشْفِ عن موقف هؤلاء الرُّوَّاد وتلامذتهم، من التراث القومي، وبيَّن عُذرَهم في هذا الموقف، بما يُخيِّل إليه أنه عُذر مقبول، وقال: إنَّ أكثر الشبَّان الذين تَبِعوهم في هذه المرحلة "قد عادوا إلى دراسة هذا التراث بمَعْزل عن الأفكار التي قِيلتْ عنه، وبمعزل عن السذاجة التي حَكَموا فيها على الأمور"، ثم قال: "ثم قامت هذه الزوبعةُ حولَ بعض الأقلام التي كتبت في الماضي كلامًا عن التراث، وتكتب في الحاضر أبحاثًا تحتمل التأويل، وتحتمل المناقشة، وفسَّرتْ هذه المقالات تفسيراتٍ خاطئةً ومشوَّهة، بعضها يتكلَّم بشكل شخصي، ويحاول أن يَهدِم بطريق السباب، وبعضها يشكك في قومية هؤلاء الكُتَّاب، ويدمغهم بالتعاون مع الغَرْب، ومحاولة تشويه تاريخ الأمَّة العربية، إلى آخِر قائمة الاتهامات"، ثم قال أيضًا:

"فالأبحاث المطوَّلة التي يكتبها الدكتور لويس عوض، والتي يتكلَّم عنها بعضُ هؤلاء (الكتبة)، بصورة تستوقِف النظر؛ لِمَا فيها من استفزازٍ واستعداءٍ صريح، أبحاثٌ أدبيَّة يحقِّق فيها صلةَ الكوميديا الإلهية برسالة الغفران، وعمَّا إذا كان مصدر الكوميديا هو إحدى ترجمات "رسالة الغفران"، أم أصلهما واحد.

 

وقد تطرَّق الدكتور إلى تفسير وشَرْح بعض أبيات من "سقط الزند"، ووَقَع في بعض الأخطاء اللُّغويَّة التي قد يقع فيها الناقِد ببساطة، وخاصَّة أمام نصٍّ قديم: إما لجهلة باللُّغة العربية القديمة، التي أصبح كثيرٌ من مصطلحاتها قَيْدَ القواميس، ولا تُمارَس في حياتنا الثقافية الراهنة، وإمَّا لتسرُّعه في الكشْف عن بعض هذه المصطلحات، التي كانت تستوجِب تنقيبًا ومهارةً، وعلمًا أكثر".

 

"وقامتْ قيامةُ بعضِ صِغار الكَتَبة الذين اهتدَوْا إلى التفسير الصحيح للنصِّ المختلف عليه، وأخذوا يكتبون في "الرسالة" هذه السلسلةَ من السِّباب، يهاجمون فيها الدكتور، ويَنبشون تاريخَه القديم، عندما كان صوتًا للمصريَّة، وللثقافة المرتبطة بأوربا، ويُنقِّبون عن آراء له صدرتْ منذ عشرين عامًا، فيعيدون صياغتها بما شاءتْ لهم نفوسُهم الملتوية، ثم يقدِّمونها إلى القرَّاء، وإلى الدولة مطالبينها (هكذا!) بأن تقطع عيْشَ هذا الكاتب الذي (يشوِّه) تقاليدَنا، والذي دعَا قبل ذلك إلى الكتابة بالمصريَّة المحليَّة.

 

وقد تؤثِّر هذه الحملةُ البشعة في رِزْق الدكتور، فيضطر تحت الضغْط إلى الاستقالة من هذا المِنبَر، الذي يشغله في جريدة الأهرام، وهو أمر لا يكاد الإنسانُ يجد له مبرِّرًا معقولاً واحدًا".

 

ثم قال بعد: "ولقد أصبحتِ الأقلامُ الرجعيَّة في مجلة "الرسالة" (وهي ليستْ ممثِّلة لمصالح اقتصادية معيَّنة)، ممثلة لنوْع من أنواع الرِّقابة الداخليَّة، أو الضمير الكاذِب، على ما يكتبه المتحرِّرون واليساريُّون والاشتراكيُّون، وإنها لَمُصيبةٌ يجب بترُها قبل أن تستفحل، وتُصبح داءً عضالاً، ولو كان النقد الذي يكتبه هؤلاء (الكتبة) الصِّغار موضوعيًّا، ولم يكن قائمًا على الهوى، لطبَّلْنا لذلك، وقلنا: الخير في الموضوعية والنقاش، ومقارعة الحجَّة بالحجَّة، غير أنَّ هؤلاء لا يكتبون حرفًا واحدًا بدون الإساءة الشخصيَّة، والسب العلني باسم الفِكر، وهو أمرٌ لا يصلح فيه الكلام، إنَّما تصلح إحالتُه إلى القضاء".

 

ثم قال: إنه ليس بحاجة إلى التأكيد بأنَّ الشتائم لن تُقْنِع فردًا واحدًا في الجِيل كلِّه، ثم اقتطف من مقالاتي في "الرسالة" أربعة أمثلة عدَّها سبًّا علنيًّا وشتيمة، ثم قال بعد ذِكْر الميثاق وما فيه من إعلاء شأن الفِكْر وحريته: "والإقناع الهادئ وجهٌ من وجوه الحريَّة، يعايشها ويحيا معها، ولا يمكنه أبدًا أن يعايش طغيانَ الكَتَبة الصِّغار أو الكِبار".

 

ثم ختم هذا كلَّه: "وهكذا وقعْنا في يدِ النصَّابين الذين يتكلَّمون باسم الفِكْر والثقافة"، ثم ابتهلَ إلى الله، وتقدَّم إلى السيد الدكتور وزير الثقافة والإرشاد، أن يتدخَّل "فيَحْمي فِكرَنا، ويحمي ثقافتَنا وعروبتَنا واشتراكيتَنا، باستبعاد هؤلاء المزيِّفين من دوائر الإعلام".

 

وقد نقلتُ كلَّ هذا بحروفه، ولم أُسقِط من المقالةَ إلاَّ ما لا يضرُّ إغفالُه هنا، ولولا الإطالة، لنشرتُ المقال كلَّه كما جاء في مجلة "العلوم"، وكنتُ أستطيع أن أُغفِل المقال كلَّه؛ لأنَّه لم يأتِ بجديد بعدَ الذي قاله زميلي الدكتور محمَّد مندور - منذ أشهر، ورددتُ عليه مقاله في "الرسالة" - ولكن الذي أعجبني من الأستاذ محيي الدين محمد، هو حبُّه لأستاذه ومعلِّمه لويس عوض، وإكباره له، حتى أنَّه حين اقتطف ما اقتطف من مقالاتي مما عدَّه شتائم قال: "الشتائمُ التي نقتطف هنا - آسفين - بعضًا منها موجَّهة لأستاذ جليل، طالَما علَّمَنا وعرَّفَنا".

 

بَيْدَ أني رأيتُه أخطأ، فنشر كلامَه في مجلة لا أظنُّها تليق به، فضلاً عن أنها تصدر في بيروت، فرأيتُه لزامًا عليَّ أن أنشرَ له خلاصتها هنا في مصر أيضًا، وفي حيث لا تبلغ مجلَّة "العلوم" من البلاد التي تذهب إليها "الرسالة"، وقد تساهلتُ؛ إكرامًا له، فتركتُ لفظ "الدكتور" ملصقًا باسم لويس عوض، وإن كنتُ قد عاهدتُ نفسي من قبلُ أن أصونَ هذا اللفظَ فيما أكتب، وأنزِّهه عن مواضع الامتهان والابتذال؛ لأنَّه لفظ يحمل عند الناس تراثًا من المهابة والتبجيل، ونبضًا حيًّا من الأمانة والدِّقَّة والصدق، والبُعْد عن الهوى، كما قلتُ في بعض مقالاتي السالفة [ص: 78].

 

ولكنَّ الشيءَ المعيبَ في مقالة هذا الأستاذ، هو أنَّه فَعَل ما فعله الدكتور مندور من قبلُ، فكتب دون أن يقرأَ شيئًا من هذه المقالات فيما أظنُّ، وإلاَّ فليحدِّثْني أين وجد في كلامي استعداءً للجمهورية العربية على لويس عوض؟ وأين وَجَد في كلامي أني أريد أن أقطعَ عَيْش هذا الآدمي (نسبةً إلى أبينا آدم!)، أو أن أؤثِّر في رزقه؟!

 

لا أظنُّه يجد في كلامي شيئًا يُشير إلى قطْع العيش، والتأثير في الرِّزْق، إلاَّ ما ظنَّه هو من أنَّ لويس عوض، قد يضطر تحتَ الضغْط إلى الاستقالة مِن هذا المِنبر الذي يشغله في جريدة الأهرام، وهذا ظنٌّ فاسد، يدلُّ على أنَّ طول تعلُّمه على يَدِ لويس عوض وتتلمذه له، قد غشَّى ذكاءَه، فجهل عن الرجل ما كان ينبغي أن يَعرِفه بأقلِّ التأمُّل، والذي يستقيل من عمل كهذا العمل إذا جاءه مَن يكشف له عن جَهْله وغبائه وادِّعائه، إنما هو الرجلُ الذي ابتلاه الله بذَرْوٍ من الحياء (أي قليل جدًّا منه)، ولويس عوض قد عُوفِي مما ابتُلي به غيرُه!

 

فبأيِّ عقل يستطيع إنسانٌ أن يعقل أنَّ لويس عوض، يمكن أن يفكِّر في الاستقالة، من وظيفة لم يكن يحلم مثلُّه قط أن ينالها، ولو بقي الدهرَ الطويل يمدُّ إليها عينيه؟!

 

ومسألةُ التدليل على أنَّ لويس عوض قد عُوفي مما ابتُلي به غيرُه من الحياء، مسألة (أساسية) في حديثي هذا، لا من أجْل الكشْف عن حقيقة هذا الدَّعيِّ، بل من أجْل الكشف عن أثر ما يكتبه، وما يزعُم أنَّه يعلِّمه للناس، كأمثال الأستاذ محيي الدين محمد، وقد نبهتُ "الأهرام" مرارًا في مقالاتي، إلى خطر ما ينشره هذا "الشرلتان" المخمور في الصحيفة الأدبيَّة، في أيِّ موضوع شئت ممَّا كتب فيها، ونبهتُ "جريدة الأهرام" مرارًا إلى أنَّ مثل هذا الخَلْط الذي يكتبه بأسلوب المبشِّرين، وهو أسلوب تعاقُل المحرومين نعمةَ العقل، له أبلغُ الأثر في تفكير الشباب وأشباه الشباب، كالأستاذ محيي الدين محمد.

 

فلويس عوض لم يَسْتحِ قطُّ حين كشَفتُ عن جهله بتاريخ شيْخ المعرَّة، مع أنَّ بناء مقالاته قائمٌ على توضيح طبيعة العصر الذي كان يعيش فيه المعرِّي؛ ليعطيَنا - فيما زعم - بعضَ المفاتيح التي تساعد على معرفة موقِف هذا الرجل العظيم من أفكار عصره، ومِن أحداثه، ومِن رِجالاته، ومن أحواله بوجه عام، أو كما قال.

 

فبالذي أنشأك فسوَّاك فعدَلَك، يا سيِّد محيي الدين، هل يدخل في نطاق تصوُّرك أنَّ إنسانًا لا يستطيع أن يقرأَ خبرًا واحدًا، هو خبر راهب دير الفاروس، قراءةً صحيحة، ولا يستطيع أن يَعرِف الوجهَ الذي به يُعدُّ الخبرُ صادقًا أو كاذبًا، ولا يستطيع أن يراجِع هذا الخبر، وهو موجود في نحوٍ من ثلاثين كتابًا بألفاظ مختلفة، ولا يستطيع أن يَفهمَ دلالةَ ألفاظ هذا الخبر، كما بينتُ ذلك في مقالاتي، التي لم تقرأْها - فيما أظنُّ - ولا يستطيع أن يهتديَ إلى دلالةٍ واحدة من دلالات شِعْر أبي العلاء في صدر حياته، ولا يستطيعُ بعدَ ذلك أن يتبيَّن أبسطَ قواعِد المنهج في الدِّراسات الأدبية، ممَّا يعلمه المبتدِئون في الدراسة الأدبية، فضلاً عن إنسان يزعم أنَّه أستاذ جامعي كان - هل يدخل في تصوُّرك أنَّ إنسانًا كهذا قادرٌ على أن يُعطيَ الناس شيئًا يُفْهَم، فضلاً عن مِفتاح واحد مزيَّف يُعين على فَهْم مغاليق أبي العلاء؟!

 

ألاَ تظنُّ أنَّ قائل ذلك مُدَّعٍ عظيم الدعوى، وأنه يأتي بأشياءَ لا يملك الدليلَ عليها، ولا وسائلَ الاهتداء إلى هذا الدليل، إلاَّ بكلام ملفَّق يُلقيه متتابعًا، بتعاقل شديد، وبهوج متثاقِل، وبوقار يترنَّح؟ ألاَ تقول معي، فيما عددتَه شتائم، واقتطفتَه من مقالي: "أفي الدنيا إنسانٌ يعقل هو أصْلبُ مِن هذا الجريء الجاهل وجهًا"؟ لا أظنُّك تستطيع أن تقول غضبًا لأستاذك: لا أقولها البتة؛ لأنِّي - استنباطًا ممَّا قرأتُ لك - أعدُّك أذْكى من هذا الدعي، إلاَّ أن يكون قد أتْلفَ عليك ذكاءك!

 

ولويس عوض، لم يستحِ قطُّ حين عرَض لآية من كتاب الله، ففسَّرها بسوء أدبِه، وبالمعروف مِن جهلِه، وبالتعاقُل التبشيري الصفيق، فزعم أنَّ "وردة كالدهان" هي "روزا مستيكا"، ثم لم يَنْهَهْ شيء، حتى زعم أنَّ أبا العلاء قد نَسَج على صورة الوردة حين وصف الأرْضَ وقد غشتْها الدماء في الحرْب، فقال: هي وردة كالدهان؟ ونسب هذا الخَبلَ إلى تفاسير القرآن، أتظنُّ أنَّ هذه من الأخطاء اللُّغوية التي قد يقع فيها الناقد ببساطة، خاصة أمام نصٍّ قديم، "إما لجهلة باللُّغة العربية القديمة، التي أصبح كثيرٌ من مصطلحاتها قَيْدَ القواميس، وإما لتسرُّعه في الكَشْف عن بعض هذه المصطلحات التي كانتْ تستوجب تنقيبًا ومهارةً، وعلمًا أكثر" - كما تقول؟ أمْ هذا إنسان مدَّعٍ كذَّاب، لا يَرْعَى لشيءٍ حُرْمة، ولا يُؤتَمن على شيء قط، وهو - فوقَ ذلك - فاقدٌ لمقومات الإدراك الأدبيِّ، من شِعر ونَثْر، لا في العربية وحدَها، بل في كل لُغة يدَّعي أنَّه يعرفها، ألاَ تقول معي لصحيفة الأهرام: إنَّه "ليس مِن حقِّها أن تشوِّه معارفَ الناس وعلومهم وتاريخهم وآدابهم، بفعل إنسان مُشوَّه القلم والعقل"؟ قلْها معي، وتوكَّل على الله.

 

بل إنَّ لويس عوض لم يستحِ قط، حين فسَّر ما لا يحتاج إلى مراجعة من مصطلحات أصبحتْ قَيْدَ القواميس - كما تقول - أو أصبحت أيضًا لا تُمارَس في حياتنا الثقافية الراهنة، كما تقول أيضًا، وذلك حين عَرَض لشعر بدر شاكر السيَّاب، فأوغل في الادِّعاء والغطرسة وسوء الخُلُق، حتى عمد إلى أبيات له يشرحها، وقال فيها: "لواحظ المغنية، كساعة تتكُّ في الجدار، في غُرْفة الجلوس في محطَّة القطار" "ففسر" لواحظ المغنية "بمعنى: ألحاظ المغنِّية؛ أي: عيونها، وزعم أنَّ معناه: أنَّ "عيون المغنِّية، كانت تتكُّ كساعة الحائط، تُحصِي الثواني والدقائق في انتظار شيء رهيب يوشِك أن يقع!!"، وأنَّ هذه الصورة؛ أعني: صورة عيون المغنية: "هي صورة قُنبلة زمنية هائلة تتكُّ في الصمت الرهيب، وتوشك أن تنفجرَ!!" إلى آخر هذه (الهلوسة)، ألاَ تقول معي: إنَّ هذا كلام ربيط في البيمارستان كان، فإذا هو فجأةً طليقٌ من القيود، مُفْلتٌ من الأسوار؟

 

وقد يشقُّ عليك أن تسمع هذه الألفاظ ملقاةً بهذه الصراحة، ونعم، إنها لألفاظٌ قاسيةٌ شديدة، ولكن إطلاق مثل لويس عوض على الناس أقْسَى من ألفاظي وأفْتَك، وأنا لا أقولها تلذُّذًا بإعادتها وتَكْرارها، فلويس عوض، كما هو الآن بيِّن لك، وإن كنتَ جعلتَ ذلك من مقتطفات شتائمي: "ليس له قيمةٌ عندي من حيث هو كاتب"؛ لأنِّي لا أعدُّ أمثال "لا منس"، أو "لويس شيخو"، أو "زويمر"، أو "ماسنيون"، أو مَن شئتَ مِن هؤلاء المبشِّرين الثقلاء المدَّعين الكَذَبة، لا أعدُّ أحدًا منهم كاتبًا.

 

ولويس عوض، من حيثُ قرأتُه، مِن أعلى إلى أسفل، ومِن أسفل إلى أعْلى، ومِن يمين إلى شِمال، ومن شِمال إلى يمين، لا يخرج منه شيءٌ يسمَّى "كاتبًا"، إلاَّ إذا كان معنى "الكاتب" هو الذي يخطُّ بالقلم، بلا زيادة، فعندئذٍ يستوي لويس عوض، و"أبسط بنت تبيع الكرافتات في شيكوريل"، كما قال لويس عوض نفسُه في "بلوتولند وقصائد أخرى" مِن تأليفه!!

 

وشيءٌ آخر مَعِيب، لا أحبُّ أن أقول لك: إنَّه وسمٌ عَلِقَت بك نارُه، من جوار هذا الحدَّاد؛ أعني: الصبيَّ المبشِّرَ لويس عوض، حين رضيتَ لنفسك أن تكون تلميذًا له، وهذا الشيء هو ترْك الإنصاف، فأنتَ قد حلَّلْتَ ما كتبتُ أنا في مجلة "الرسالة"، وعلمتَ أني مشحون "بالحِقد والبغضاء"، ووصفتَني بما شاء لك حُسْنُ تَهَدِّيك إلى معرفة سرائر النفوس، مِن شرِّ والْتواء، إلى آخر ما قلت.

 

ألَمْ يكن من الإنصاف أن تَدَعني وما هَدَاني إليه تحليلي لشخص لويس عوض، ووصْفي إيَّاه بما وصفتُه به من البذاء والجرأة، والحِقْد المستكنِّ على مَدِّ ثلاثةَ عشرَ قرنًا، وأنه إنسان مغموزٌ في فِكْره، وأهوائه وطبيعته، وأنَّه مخرِّب شديد التخريب، وأنَّه صبيٌّ مبشِّر يعمل لأهداف معروفة، تقوم وزارات الاستعمار على تغذيتها وإمدادها منذ قديم؟!

 

ومع ذلك فقد كنتُ أقربَ منك إلى الْتزام بعضِ العدل؛ لأنِّي جئتُ بالأدلَّة على ذلك من نفس كلامه، ومِن تشابُهِ ما قال وما يقول، وما قاله المبشِّرون، وما لم يزالوا يقولونه، مع التدليل على أنَّ التبشير عملٌ سياسي، لا باستنتاجي أنا، بل بشهادة أهْل الشأن (!!) ممن يُعَدُّ قول مثله حُجَّة عندَ من يسلِّم عقله وضميره لكلِّ مَن لم يكن عربيًّا مسلمًا، وإن كان قوله إغراقًا في الضلال والسُّخْف!

 

وخَصلة أخرى من ترْك الإنصاف، فأنت (بعظمة لسانك)، تستعدي وزيرَ الثقافة والإرشاد، باسم هذه المرحلة العظيمة التي نحياها، وبكذا وكذا، "أن يحمي ثقافتَنا وعُروبتَنا واشتراكيتَنا، باستبعاد هؤلاء المزيَّفين من دوائر الإعلام"، وجعلْتَنا "مصيبة يجب بترُها قبل أن تستفحل، وتصبح داءً عضالاً"، فبالذي جعل لك عينَين، ولسانًا وشفتَين، أرأيتَ كلامي عن لويس عوض أقرب إلى الاستعداء من صريح لفظك الذي نقلتُه لك آنفًا؟ لا أظنك تقول: نعم، لأنك عندئذٍ تخرج مِن حدِّ ترْك الإنصاف، إلى شيء آخرَ لا أحبُّ أن أسمِّيه!

 

ولتعلم، آخرَ ما تعلم، أني رَفَقْتُ بكَ كلَّ الرفق؛ لأني لا أيأسُ من صلاح الناس، مهما قيل عنك، ومهما قرأتُ لك ممَّا يسوؤني أن أجد أحدًا من الناس متورطًا فيه، جهلاً أو غفلة، أو سوء طوية، كل ذلك سواء عندي.

 

وأظنُّك تعلم، أنْ لو كان غيري، لتَرَك مقالك هذا حيث هو، لا أقول لك: إنَّه كان خليقًا ألاَّ يُردَّ عليه، بل أقول: إنَّه كان مما يخطر بالبال ألاَّ يقرأَه، ولكني، مع كلِّ ما أعلم عنك، ومع كل ما قرأتُ لك، وهو عندي كريهٌ، لم أزلْ أجد لك فضلاً ظاهرًا على لويس عوض، وما دام الزمان الذي عشتُه، قد اضطرني إلى حمْل القلم وغَمْسِه في كلام يتضمَّن اسمَ هذا الآدمي، فامتناعي عن الردِّ عليك، وعن حمْل كلامك محملَ الجِدِّ، ممَّا أعدُّه مجانبةً غيرَ محمودة للإنصاف والعدل.

 

أمَّا أستاذك الذي علَّمك، والذي لا يستحي، والذي يتعاقل بعقل المبشِّرين، فقد جاء من طريقٍ هو أخْفى من طريقك، ولَبِس لِباسَ "المعلم يعقوب" التالف القديم، قبل أن يصير جنرالاً بتسمية نابليون، وحمل دواةً وقَلمًا، وطومارًا قديمًا، وترك "التقعر" الإليوتي جانبًا، فنشر جداولَ الحساب بالزنكوغراف أيضًا في الصحيفة الأدبية منذ أسبوعين في جريدة الأهرام، وسمَّاها: "كلمة هادئة عن التأليف والترجمة والنشر" مرة، و"كلمة هادئة عن مجلاَّت وزارة الثقافة" مرة أخرى، (والتسمية وحدَها دالَّةٌ على أنه يريد بعدَ طول احتجابه، أن يَظْهر للناس وقورًا عاقلاً متماسكًا، متمالكًا لقواه)، أستاذك هذا كانت أهدافه ظاهرةً معروفة، لِمَن يحسن أن يكشف عن طبائع الضرْب المدرَّب من أدوات التبشير، ودُماه المتحرِّكة في عالَمنا هذا منذ قرن ونصف، وهو لم يقلْ مثلك بصراحتك المحمودة: أن أقصوا هؤلاء المزيفين، بل أراد بالأرقام - كما يزعم - أن يبطل جدوى هذه المجلاَّت التي قلتَ عنها: إنَّها تشنُّ حملات أسبوعية ضدَّ بعض الكتَّاب، وتستعدي السلطاتِ عليهم، وأراد أيضًا أشياء فوق ذلك، ليس من شأني في هذه الكلمة أن أكشفَ عنها، ولكنَّه هو يعرف ما أعني.

 

وآخر نصيحة أنصحك بها، أن تقرأَ ما كتبتُ عن هذا "الشرلتان" المتبجِّح في كلِّ مَيْدان، بما لا يُحسن منه شيئًا، إلاَّ إيماءً وتلفيقًا وتعاقلاً، درَّبه عليه مدرِّبُه "تحت أشجار الدردار بكامبردج"، لتعلم غدًا، بعد أن نصل إلى الغاية في بيان ما نحن بسبيل بيانه، أنك قد وقعت حقًّا وصِدقًا "في يد النصَّابين الذين يتكلَّمون باسم الثقافة والفِكر".

 

فإذا كان قدْ بقي لك شيءٌ لم يتلفْه عليك أستاذك، فأنت بلا رَيْب نازِع عمَّا أنت فيه، وعائدٌ إلى الحق، مع البراءة ممَّن ضلَّل خُطاك، وبَعْثَر نفسَك، وتركَك في ظلماءَ ليلُها كنهارها، والسلام.

 

شرح أبيات جَذِيمة الوضَّاح:

• "جَذِيمة الأبرش الوضَّاح" هو جَذِيمة بن مالك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوسٍ، من بني الحارث بن كعْب، من الأزد، كان أبوه مالك بن فهم أولَ مَن ملك على قضاعة في زمان ملوك الطوائف، مَلَكَ عشرين سَنَة، فملك بعدَه أخوه عمرو بن فَهْم ثم هلك، فملك بعده جَذِيمة الأبرش ستِّين سَنَة، واستجمع له الملك بأرض العراق، وكانت منازل ملكه فيما بين الحيرة، والأنبار، وبَقَّة، وهِيت وناحيتها، وعين التمر، وأطراف البرِّ إلى الغُمَير والقُطْقُطَانة، وخَفيَّة وما والاها، فكانت تُجبى إليه الأموال، وتَفِد إليه الوفود، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيًا، وأبعدهم مغارًا، وأشدهم نِكاية، وأظهرهم حزمًا، ضمَّ إليه العرب، وغزَا بالجيوش، غزا ديار تَدْمُر، وملكُها عمرو بن الظَّرِب بن حسان بن أُذَيْنة بن السّمَيْدع العاملي، عاملة العماليق، فقتله وفضَّ جموعه.

 

فلمَّا وَلِيتْ بعده ابنتُه الزَّباء بنت عمرو، وكانت من أجمل نساء الدنيا، أرادتْ أن تثأر بأبيها، فبيَّتَتْ مكرَها، وأرغبته في نفسها أن يتزوَّجها، فغرَّه ذلك منها لجمالها، فسار إليها، فلمَّا دخل عليها رأى الغَدْر منها، وكانت الملوك لا تُقتل بضرب الأعناق إلاَّ في قتال؛ تَكْرِمةً للملك، فأمرتْ بقطع رواهشه (وهي عروق باطن الذِّراع)، فنزف دمُه في طَسْت أعدتْه له، إلى أن مات.

 

ويُقال: إنَّ جَذِيمة كان أوَّلَ من حذَا النعال، واتخذ المنجنيق على الحصون، وأوَّل مَن أدْلَج من الملوك، وأوَّل مَن رُفِع له الشمع، وكان بجذيمة بَرَص، فهاب الناس أن يقولوا: "الأبرص"، فقالوا: الأبرش، والوضَّاح، وجَذِيمة الملك مِن أقدم مَن بلغنا شِعرُه من شعرائنا، عاش في أواسط القرن الخامس قبل الهِجرة، وأواخر الرابع (450 - 380 قبل الهجرة) على التقريب.

 

• وكان من خبر شِعره الذي ذكرْناه: أنَّ جذيمة غزَا طَسْمًا وجَدِيسًا في منازلهم من جوٍّ وما حولها (جَوٌّ: هي اليمامة)، وكانتْ طسم وجديس يتكلَّمون العربية، فأصاب جَذِيمةُ حسَّانَ بن تُبَّع أسعد أبي كرب قد أغار على طَسْم وجديس، باليمامة، فانكفأ جذيمة راجعًا بمَن معه، وأتتْ خيول تُبَّع على سريَّة لجذيمة فاجتاحتْها، وبلغ جذيمة خبرُهم، فقال هذا الشعر.

 

1- "أوفى الجبل، وأوفى عليه" إذا علاه مشرفًا على ما بين يديه من منظر، و"العَلَم"، الجبل الطويل الذاهب في السماء.

 

وقال جذيمة: "أوفيتُ في علم"؛ أي: صعدتُ في الجبل حتى علوت قمَّتَه، وأشرفت على ما بين يدي من الأرْض، لا ينتابني قلقٌ ولا فزع من شموخ الجبل، ولا مِن شدَّة هبوب الرِّياح المتناوحة العاصفة، وبقيت هنالك مستقرًّا أرْبأ لأصحابي، فعدَّى الفعل "أوفى" بحرف الجر "في"، ليدلَّ على حالة استقراره وطمأنينته - وقال: "ترفعن ثوبي"، ولم يقل "ترفع أثوابي"، وارتكب تأكيدَ الفعل بالنون في غير موضع تأكيده؛ لأنَّه جعله في حيز كلام مؤكد حذفه، ليدل على معنى ما حذف، كأنه قال: "ترفع ثوبي شمالات، ولترفعنه هذه الرِّياح الهوج، مهما جهدت أضُمُّ عليَّ ثوبي وأجمعه"، فلما حذف "ولترفعنه" ارتكب تأكيدَ الفعل الأول في غير موضع تأكيد.

 

و"شَمالات"، جمع "شَمال"، وهي الريح التي تهبُّ من قِبل الشأم، وهي أبردُ الرِّياح، وجمع "الشمال"، وهي اسم لريح واحدة؛ ليصفَ ما كان يجده من أثر هبوبها عليه مرَّة بعدَ مرَّة بجمع ثوبه، ويُعاني لذعَها على بدنه متجدِّدًا لا ينقطع، فكأنها رياح متعدِّدة متجدِّدة العصف، لا رِيح واحدة.

 

و"ترفع ثوبه"، تطير به.

 

2- "الفتو"، و"الفتيان"، و"الفتية" جمع "فتى" وهو الكامل الجَزْل من الرِّجال، كأنَّه أبدًا في عنفوان شبابه - و"الكالئ"، الحافظ الساهر الذي يحرُس أصحابَه من الغوائل.

 

وكانوا إذا خرجوا بعثوا أجلدَهم فتًى، ليعلو جبلاً أو شرفًا من الأرْض؛ ليراقبَ مسالك الطرق، مخافةَ أن يُبيِّتهم عدوّ، فإذا رأى من ذلك شيئًا أنذرهم، ويقال لهذا الرجل: "الربيئة" - وقوله: في "فتو"، يذكر أنَّه خرج بهم لغزوته، وهو فيهم بمنزلته القلْب، يَحوطونَه بإكبارهم وثِقتِهم واعتمادِهم عليه، فلمَّا رَبَأ لهم على أعلى الجبل، كان كأنَّه فيهم لم يُفارقْهم، يأنس بهم ويأنسون بحياطته، وهو يراهم حيثُ هو وهم يرونه، فدلَّ باستعمال الحرف "في" في هذا الموضْع، على هذا المعنى - وقوله: "في بلايا غزوة باتوا"؛ يعني: أنهم باتوا مكانَهم والمخاوف محيطة بهم، ويُروى: "في بلايا عورة"، وهي عندي أجود؛ لأنَّ "العورة" هي الثَّغْر الذي يأتي منه العدوُّ، فيه خَلَل يُتخوَّف منه؛ لأنه ليس بحريز - وقد استعمل "في" في الأبيات الثلاثة أجودَ استعمال وأبرعَه، قسَّم به الجمل والمعاني تقسيمًا رائعًا جليلَ النغم.

 

3- "خوات" يتخطَّف مَن يمرُّ فيه، ويقال: "ما زال الذئب يختات الشاة بعدَ الشاة، ويتخوتها"؛ أي: ينقضُّ عليها، فيختلسها فيختطفها، فيذهب بها - يقول: مررْنا حيث مرَّ هؤلاء الذين هلكوا، على ما كان في طريقنا من الغوائل فنجوْنا منه على غوائله، فكيف أصابهم ما أصابهم؟ ولم يُبَلْ بما كان من أمر تُبَّع، فلم يذكره؛ لأنهم جميعًا غُزاةٌ قد ألفوا الغزوَ والموت في المعارك.

 

4- "أدلجنا"؛ أي: سِرْنا اللَّيْل كله - أغفل ما كان من أمر تُبَّع وقتله هذه السريةَ من أصحابه، ونظر إلى مهلكهم، فعجب كيف هلكوا؟ وما الذي أوردهم حِياضَ المنايا؟ وهم مَن هم، ثم استدرك على نفسه كالهازئ، مع شدَّة حُزْنه على فراقهم، فقال: سِرْنا جميعًا في ظُلْمة المخاوف والأهوال، فآثرْنا نحن المسيرَ، حتى انشق الصباح عن فَلَقِ الأمن، وآثروا هم أن يبيتوا حيث أدركَنا اللَّيْلُ المظلم، فأغفوا وناموا وادعين!! كأنَّه قال: لم يموتوا، بل ناموا كما ننام نحن إذا شِئْنا.

 

شرح أبيات سُلْمِيِّ بن ربيعة الضبي:

و"سُلْمِيُّ بن ربيعة بن زَبَّان بن عامر بن ثعلبة" من بني ضبَّة، شاعِر جاهليٌّ قديم، ترجمتُه عزيزة، ووجدتُ له من الولد "أُبَيُّ بن سلمي بن ربيعة"، و"غُوَيَّة بن سلمي"، وكان شاعرًا، رثَى أخاه أُبيًّا، فمن ولد "أُبَيّ" في الإسلام "يعلى بن عامر بن سالم بن أبي بن سلمي بن ربيعة"، كان على خراج الريِّ وهمدان والماهين، على عهد المنصور أو المهديِّ فيما أرجح، ومن ولده: "المفضَّل بن محمَّد بن يعلَى بن عامر الضبي"، الرَّاوية، ومن ولد "غُوَيَّة بن سلمي"، "سلمي بن غُوَيَّة بن سلمي بن ربيعة"، جاهلي، كان شاعرًا، وله أبيات جِياد جدًّا، وأخوه "قراد، ويقال: قران، بن غُوَيَّة بن سلمي بن ربيعة"، جاهلي أيضًا، وكان شاعرًا.

 

• قالوا: إنَّ هذه الأبيات خارجةٌ من العروض التي وَضَعها الخليل بن أحمد، وممَّا وضعه أبو الحسن الأخفش سعيد بن مسعدة، وأقربُ ما يُقال فيها: إنها تجيء على السادس من البسيط، وهو: "مستفعلن فاعلن فعولن" مرَّتين.

1- "النشوة"، أوَّل ما يجد الشارِب من نفحة السُّكْر، وأقامها هنا مقامَ ذكر "الخمر" - وإذا استوتِ الناقة (أو البعير) وتناهتْ قوتها وتجربتها، وفَطَر نابُها (أي انشقَّ عنه اللحم)، وطعنت في التاسعة من عمرها، فهي "بازل" - و"الأمون"، هي الأمينة الموثَّقَة الخَلْق، التي يُؤمَن عِثارُها وكلالُها - و"والخبَب" ضرب من العَدْوِ السريع.

 

2- "يجشمها"؛ أي: يكلفها ركوبَ المشقَّة في قطع المسافة البعيدة - "في الهوى"؛ أي: في سبيل لذَّاته وهواه، من صيد وطراد - و"الغائط" الأرض المنخفضة المطمئنة، ينزل بها المطر فتكثُر فيها الرِّياض، ترعاها الغزلان والبقر وحُمُر الوحش، فيطيب فيها الصيد = و"البطين"، الواسع البعيد الممتد من نواحيه.

 

3- "والبيض"؛ يعني: عقائل النِّساء، نقيَّات العِرْض من الدنس والعيوب لكرمهنَّ وحسبهنَّ، ولا يعنون بياضَ اللَّون، فإذا أرادوا اللون ونقاءَه قالوا: "بيض الوجوه"، بالإضافة - "يرفلن": يتبخترن ويمشين، ويجررنَ أذيالهنَّ، حِسان المشي من التِّيه - و"الدُّمى": جمع "دُمْية"، وهي الصورة المنقوشة في العاج ونحوه، يُبالَغ في تحسينها وجمالها وملاستها - و"الرَّيْط": جمع "رَيْطة"، وهي مُلاءة من قطعة واحدة، تكون من نسج ليِّن دقيق، وربَّما كانتْ فيها التصاوير - و"المذهب المصون": الثياب الفاخرة المطرَّزة بالذهب، التي يُضنُّ بها، وتُصان من الابتذال.

 

4- "الكُثْر"، الغِنى وكثرة المال، وضده "القُلّ"، وهو الفقر وقلة المال - و"الخفض": لين العيش وسَعته في دعة وخصب - "آمنًا"؛ يعني: آمنا من الغوائل، مطمئن القلب خاليه - و"المِزْهَر": العُود - و"الشِّرَع": جمع "شِرْعة": وهي الوتر المشدود على العود - و"الحنون": الذي إذا ضُرِب جاء صوتُه رقيقًا حزينًا، يملأ القلب شوقًا، ويحرِّك أشجانه.

 

5- يقول: الندماء، والخروج للصَّيْد، وعقائل النساء الرافلات في الرَّيْط، والغِنى، والسَّعة، والدَّعة، ومجالس اللهو، كل ذلك: "من لذة العيش"، ونصيب المرء المختلس من نِعم الحياة - وصواب قراءة هذا الشِّعر أن تقرأَه متتابعًا، ثم تقِف على منتهى "من لذة العيش" وقفةً طويلة، ثم يستأنف خبرًا جديدًا عن عاقبة هذه الحياة التي تُنال طيباتُها اختلاسًا، فيقول: "والفتى للدهر"؛ أي: غرض له، يرميه بنوائبه، و"الدهر ذو فنون"؛ أي: ذو أحوال مختلفات، لا يدوم على أمر واحد.

 

6- و"اليسر للعشر"؛ يعني: أنَّ ذلك لا يدوم، بل مصيره إلى نقيضه - و"المنون": حتوف الموت، وهي المنايا والمهالك. ويُروَى هذا البيت: "واليسر كالعُسْر، والغِنى كالعدم، والحياة كالمنون".

 

7- "طسم" و"جديس": قبيلتان من عاد، من العرب الأُول، كان لهم مُلْك وغلبة، فبادوا وانقرضوا - و"غَذِيُّ بَهْمٍ": أحد أملاك حِمْير، كان يُغْذَى بلحوم البَهْم، وهي أولاد الضأن الصِّغار، وذلك من الترفُّه ولِين العيش - و"ذو جدون": أراد "ذا جدن"، فجمع، و"ذو جدن"، هو "علس بن يشرح بن الحارث بن صيفي بن سبأ" جد بلقيس، وهو أول من غنَّى باليمن، و"الجدن": حسن الصوت، فلذلك لقب "ذا جدن".

 

8- "جاش": موضع باليمن تلقاءَ مأرب، في ديار مذحج - و"لقمان": هو صاحب النُّسور، وتنسبه الشعراء إلى عاد، يقولون: "لقمان بن عاد"، وهو غير لقمان الذي ذَكَره الله في كتابه - و"التقون": جمع "تقن"؛ يعني: أبناء "تقن بن عاد"، بادوا في الزمان الأول.

 

الرسالة، الخميس 19 من المحرم سنة 1385

 


[1] كتبت هذه المقالة بعد أيام من مولد ولدي الأول "فهر" صباح الأربعاء السادس والعشرين من شهر ذي الحجَّة سنة 1384 (28 إبريل 1965).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اشتقت إليك يا قلمي

مختارات من الشبكة

  • أماه .. كنت لنا سر الحياة ثم رحلت إلى الله(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أمك ثم أمك ثم أمك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محاضرات في علم المواريث (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمهات المؤمنين رضي الله عنهن (9) إسلام أم سلمة رضي الله عنها وهجرتها(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • أيها القابع في الشبهات، أما آنت توبتك قبل الممات؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكريات نحو الأم (حملته أمه وهنا على وهن)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ الأرحام والأقارب وهل كلهم محارم؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أما كفاكم يا دعاة الخرافة؟!(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • تأملات في قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمك ثم أمك(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟»(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب