• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

وأخيرا تحقق حلم مريم (قصة)

وأخيرا تحقق حلم مريم
نادية كيلاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2012 ميلادي - 10/1/1434 هجري

الزيارات: 16796

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وأخيرا تحقق حلم مريم


وقفت مشدوهةً أمام المشهد العجيب في مطار "طرابلس"، ظللت شاخصة دون حَراك ولم أشعر إلا ودموعي تنساب دون صوت مني، ولما زاد الحال خرج صوتي وأجهشت بالبكاء، وكما أن الضحك يُعْدي، البكاء أيضًا يعدي.. إذا بالنزلاء جميعًا - غادين ورائحين - يجهشون بالبكاء الحار..

 

والمشهد: امرأتان في سن متقدمة جدًّا تحتضن كل منهما الأخرى وتبكي بحرقة، التي تتكلم اللهجة "الليبية" تنكبُّ على يد رفيقتها تقبِّلها، فتحتضن التي تتكلم اللهجة "الفلسطينية" رأس الأخرى وتقبلها..

 

وتسأل من خلال دموعك الواقفين بجوارك فتتلقى إجابات مختلفة:

• صديقتان من زمن بعيد تقابلا صدفة.

• ربما قريبتها أو شيء من هذا...

• ربما سمعا خبرا سيئا.

• ولكن كل واحدة منهما تتكلم لهجة مختلفة!

 

وتتحدث شابة تشبههما معا قائلة:

• أمي وخالتي لم يتقابلا منذ ثمانٍ وأربعين سنة.

 

فَغَرْتُ فاهي، وذهني يردد بدهشة: ثمانٍ وأربعين سنة!!

 

تطوع من أجلسهما بعدما نال البكاء منهما مأربه وأجهد مهجتيهما العويل.. وجيء لهما بالماء البارد والمناديل الورقية..

 

خف الحنين قليلا وبدأت الناس في استجماع حاجياتها والانصراف، إلا المتطفلين، وأنا منهم.

 

لا تستطيع التخمين مَن منهما الكبرى لبعد الزمن بالاثنتين.. ولكن التي يحمل تجاعيد وجهها خريطة فلسطين تكلمت، بينما الأخرى التزمت التربيت على كتف أختها وظهرها، وتهز رأسها مرة بالموافقة ومرة بالأسف..

 

قالت:

• العدو الصهيوني الله يخلصنا منه السبب، في سنة 48 كان عمري عشر سنوات، وكانت أختي هذه ابنة سنتين..

 

ضرب جنود العدو الباب بأقدامهم ودخلوا مشهرين السلاح في وجوهنا.. في البداية رفض أبي الانصياع وهب في وجوههم فهددوه بأنهم سيصفّون عائلته واحدًا وراء الآخر أمام عينه إن لم يخرج بأسرته حالا..

 

رفض أبي؛ كيف يترك داره وأرضه؟! وأين يذهب ولماذا؟! فإذا بجثة أمي تتدحرج أمامنا في الحال برصاصة الوغد الأشر..

 

عندها استسلم أبي فحمل أخي إبراهيم ذا الست سنوات، وحملتُ أختي بعد أن وارينا جثة أمي التراب، وخلفنا موطن رأسنا ومعقل عزِّنا "المجدل" واتجهنا حيث يتجه المطرودون نحو غزة..

 

كنا نمشي بثقل نجرُّ أرجلنا ونحمل همَّنا.. نتلفت شمالا حيث تركنا أمنا وحيدة حزينة، ونتلفت يمينا فنخال أشجار التين والزيتون، وبساتين الكروم التي كنا نمرح تحتها - أذرعا تنادي علينا: عودوا.

 

ولولا رصاصُ العدو المتطاير خلفنا يحثنا أن نسرع الخطى، ولولا النازحون بجوارنا وصوت بكائهم على بيوتهم وبساتينهم، لانفجرت أكبادنا.

 

سكنا ناصية شارع يقرصنا البرد ليلا، ويؤذينا الحر نهارا.. إلى أن تمكن أبي من بناء حوائط لنا من القماش والخشب والصفيح، وتكفلت الجارات بتدفئتنا بما يفيض عندهن من فرش وأوعية، وأحيانا يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، وتكفل الرجال بالنظر في شؤوننا حتى تمكن أبي من الحصول على عمل مناسب يغنينا عن الحاجة..

 

كانت أختي طوال الوقت تلبد في حِضني خائفة أكثر منا ولا تكف عن البكاء، لا أدري على الثدي التي فقدتها أم على الأمان الذي ضاع منها؟!


هل كانت تستشرف المستقبل أم تخشى المجهول؟!

 

تحول أخي إبراهيم بسنواته الست إلى رجل يشعر بحجم الظلم ويستشعر المسؤولية، فكان كلما حاولت ضمَّه إلى صدري نفر بعيدا وقال: أنا رجل، أنا أحميكم من العدو.

 

بعد ثماني سنوات صارت الطفلة فتاة جميلة فارعة ابنة عشر سنين، لا تغمض عيني ليلة إلا وليلى بالقرب مني، وأخي يدرس بجد واجتهاد وينجح كل عام بتفوق ويعمل بجوار الدراسة، وكنت أنا في الثامنة عشرة، أرفض العرسان من أجلها.. لكن أبي أرغمني على أحدهم.. وانصعت.

 

انتقلت إلى بيتي؛ عروس في يدها ابنتها.. رفضت بشدة إلا أخذها معي..

 

كان أبي يأتي ليأخذها تدفن رأسها في حضني وتقول: اتركني عند ماما مريم..  وأعاود وأذهب لأستردها مرة برضا أبي، ومرة رغما عنه، وإنجابي ابنتي لم يلهني عن ابنتي البكر – أختي - فلا يهدأ لي بال إلا وهي عندي، ولا أطمئن عليها إلا وهى في حضني وتحت نظري، خاصة بعد أن تزوج أبي من امرأة فاضلة لها ذات الظروف..

 

اضطر أبي أمام ضيق الحال السفر إلى السعودية مصطحبا أسرته معه - زوجته وأختي وأخي - وبقيت أنا مع زوجي في غزة.

 

أضاف فراق عائلتي لقلبي حزنا جديدا خاصة أختي؛ كان ألم فراقها أشد من آلام حملي المتكرر ووضع أولادي واحدًا تلو الآخر.. ولولا الاتصالاتُ التليفونية المتباعدة وبعض الزيارات السريعة ما صبرت ولا تصبرت.. أنجب لنا أبي أخا جديدا يدعى محمد، وتزوج أخي إبراهيم واستقر بالسعودية فترة من الوقت.

 

وتزوجت أختي وانتقلت إلى ليبيا، واعتبرها العدو لاجئة فلا يحق لها العودة إلى غزة ولا حتى للزيارة.. ثم فقدنا الاتصال.

 

شدد العدو الخناق علينا أكثر فقطع الإرسال، وأغلق المعابر وفرض الحصار الجسدي والنفسي، وعدَّ علينا الشهيق والزفير..

 

سنوات طوال طوال لم أسمع صوتها ولم أعرف أخبارها، مات خلالها والدي وزوجته بالسعودية ولم يصلني الخبر في حينه..

 

وظلت الروح معلقةً بالمجهول حتى منَّ الله علينا بالهواتف النقالة..

 

سعيت وسعيت حتى توصلت لعنوان أخي ورقم هاتفه، وحينها عرفت أنه انتقل وأسرته منذ مدة للعمل في كندا في وظيفة مرموقة.

 

ومنه عرفت طريق أختي، وعاد الأثير يحمل أنفاسنا وأشواقنا وكثيرًا من بكائنا.. ثم مات أخي الشقيق بكندا ودفن بها وكنت لم أره منذ عشرين سنة.

 

وتواصل السنون زحفها الثعباني الممل، وكبر الجسد ووهنت القدرة على الفعل، وهنا ظهر هاجس جديد حطم البقية الباقية من قدرتي؛ وهو الخوف من الموت قبل أن ألتقي بأختي.

 

ظللنا نتمنى اللقاء حتى تفتقت الفكرة في رأسينا.. لماذا لا نعد أوراقنا ونسعي لقضاء مناسك العمرة ونلتقي هناك في بيت الله الحرام وعند نبيه المصطفى "عليه الصلاة والسلام"، وأسرعت كل منا بإنهاء أوراقها وتهيئة نفسها.. وحان وقت التنفيذ، فإذا بمشكلة تنشأ على الحدود المصرية تتسبب في غلق المعابر بشكل متواصل، وهى المنفذ الوحيد لخروجنا، قلت لها: انتظري لا تخرجي إلا لما أخرج أنا أولاً.. وأخرت ذهابها قدر المستطاع, والمعبر لا يفتح أبوابه، ثم ذهبت هي للعمرة على أمل أن ألحق بها.

 

وكلما مر الوقت يصيبني الهلع فأصرخ وأصرخ؛ صرختُ في مناشدة لخادم الحرمين الشريفين، صرخت مرة أخرى في مناشدة لرئيس مصر وقتها، ولا من مجيب، ولا جفاف لدموعي وحزن قلبي، وأخرت أختي نفسها في بلاد المناسك قدر المستطاع واضطرها الوقت للعودة لبلدها تجر ضياع الأمل..

 

وفتح المعبر وخرجت متكاسلة محبطة أطوف وأسعى وفي كل حركة أتخيلها بجواري، وذهبت لبيت أخي من أبي والذي لم أره منذ ولادته حتى صار جدًّا، فقال لي: إنها قعدت معهم بعض الوقت لم تكفَّ عن البكاء.. بت مقتنعة أنه لا لقاء بيننا في الدنيا..

 

لما صحوت من نومي على ثورة في تونس تمنيتها على حدودي لتكسر قيودي.. وحدث وقامت ثورة مصر المحروسة.. وتنحى مجبرًا جاحد القلب المفسد في الأرض، المنفّذ لأجندة العدو دون خجل.

 

ولكن لما قامت ثورة ليبيا اختلطت مشاعري ممتزجة بالخوف على أختي..

 

العدو الصهيوني يقصف بطائراته وصواريخه سماء غزة فوق رؤوسنا ليل نهار، وحلف الناتو يقصف فوق رأس أختي في ليبيا بلا رحمة، وأنا أتضرع للسماء أسأل المولى، من منا سيطوله القصف قبل الأخرى؟

 

متى يهدأ قلبي يا ربي!! منذ النكبة لم يفرح.. أكثر من ستين عامًا في عذاب متواصل.!

 

وأخيرا تحقق حلمي وتمكنت أختي - بمساعدة بناتها اللاتي يحملن الشهادات العليا ويتبوأن المراكز الأولى في ليبيا ويحملن جنسيتها - من طلب زيارة لي مدة شهر.

 

دبت في جسدي الحياة، تجاهلت مرض السكر بنوباته، وضغطة الضغط العالي بوعكاته، نسيت آلام الركبة ووطأة السن وهرولت مسرعة طائرة فوق الحواجز، أدعو الله أن لا يحبسني حابس حتى التقينا، و كان كما رأيتم، لقد ضممتها لحضني كما كنت أضمها في طفولتها، وشممت رائحتها.

 

انقسم الناس بين مهنئ ومتصعب، ومن يلعن الحروب والاحتلال، ووجدت الصمت أبلغ كثيرا من الكلام، فشددت رحالي واتجهت نحو باب الخروج وفي رأسي العديد من الأسئلة..

 

واحدة في السبعين والثانية تقترب من الثمانين.. هل سيلتقيان مرة أخرى أم أنها الأولى والأخيرة؟!

 

هل كان بكاؤهما لوحشة اللقاء أم لعضة الظلم الغبي الذي لوع الانسانية وشرد البشرية أربعا وستين سنة.!

 

فأم تموت بالمجدل الفلسطينية، وأب يموت بالسعودية، وأخ يموت بكندا، وأخت تسكن ليبيا وستموت بها.!!

 

وسواء هذا أو ذاك.. المهم أنه أخيرا تحقق حلم مريم!!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أرامل النت (قصة قصيرة)
  • 25 مارس (قصة قصيرة)
  • زوجة أبي (قصة)
  • الخيمة الملعونة.. عندما يكون الرحيل حتميا (قصة)

مختارات من الشبكة

  • وأخيرا عدت إليك(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وأخيرا إلى حلب (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الولاء لله ولرسوله أولا وأخيرا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة مريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير الربع الأخير من سورة القصص(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النداء الأخير ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصلاة والجوال .. قصة بدون الفصل الأخير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إنذار أخير (قصة قصيرة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • الوداع الأخير (قصة قصيرة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • اللقاء الأخير (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- مؤثرة
إيمان - ليبيا 24-11-2012 07:58 PM

يا الله بعض قصص الناس أشبه بالخيال!!

حمداً لله على لقائهما وأسأل الله أن يجمعهما في جنات عدن آمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب