• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

الإبرة والكستبان (قصة)

أ. محمود توفيق حسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/9/2012 ميلادي - 14/10/1433 هجري

الزيارات: 5337

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإبرة والكستبان


تلك النزلة المهجورة الصغيرة القابعة في ممرٍّ بين جبلين رماديين يُعانقان السحاب، والتي تسقط عليها شمس الظهيرة، فتُضيء سكونها كما تُضيء وجهَ نائمٍ بكهفٍ بعيد، كان يسكنها إلى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين جماعةٌ من عمَّال الحفائر الأثرية البلديين وعوائلهم، إلى أن انتهَت آخر البعثات العلمية التنقيبية الأوروبية في المنطقة الأثرية القريبة من هذه النزلة، التي عاش فيها هؤلاء ثلاثين عامًا، وتحرَّكت عَربات الدفع الرباعي تُقلُّ العلماء الغربيين إلى القاهرة وصورَهم وخرائطَهم، ومن خلفهم سيارة مصفحة شَحنوا فيها النفائس الأثرية، آخر ما استخرجوه من هذه الناحية، وبعد ذلك بشهرٍ تحرَّكت في الظلام الحالك قافلةٌ من العربات الهالكة والأنعام العِجاف، تحمل أهل النزلة إلى بلدهم الفقير بالجنوب، بعد أن ودَّعوا ذكرياتهم ومَرابع طفولتهم.

 

في النزلة المهجورة كان العجوز الذي خلَّفته القافلة غلامًا في يوم من الأيام هنا منسيًّا، كان عند الحوض والصنبور، قابعًا وحده تحت ظلِّ سحابةٍ في ساعة العصر التي بدأ الرمل فيها يَفقد شيئًا من لظاه تحت خُفَّيه، كان هناك مُؤمِّلاً صابرًا عند فم الصنبور النحاسي العتيق، وتحته الحوض الحجري الذي يشتمُّ فيه ريحَ مياهٍ كانت هنا في زمنٍ بعيد، ووسوسة أصوات الصِّبية المختلطة الذين كانوا يلعبون معه يومًا ما ها هنا.

 

يفتح الصنبور للمرة السابعة في عصر هذا اليوم، مثلما يفعل كلَّ يوم، ينتظر المياه بعينين متلهِّفتين، وشفةٍ مرتعشة، بشَبق الحنين والإصرار العنيد، والمياه المنقطعة التي كانت تَخرُّ في الزمن البعيد، ويتلألأ من تحتها الحصَى الذي انعكسَت عليه شمس الصباح المُبهجة، ما عادت أبدًا، راحتْ كما راح الغابرون بأسرارهم وزلاَّتهم.

 

لا ينسى أبدًا أن يُغلق الصنبور بعد كل محاولة، يَسمح له إغلاقه أن يأمُل في مفاجأةٍ حين يفتحه من جديد، مثل كل مرة، هذا الذي راح الغابرون عنه بليلٍ وما عادوا، يغلق الصنبور؛ لينتظر من بعدها ذاك الأمل الذي يشاغب دائمًا خلف كل مُغلَق.

 

الرجل العجوز الصابر عند الحوض والصنبور، والذي تتناثر من حول حوضه الجافِّ العشراتُ من عبوات المياه البلاستيكية الفارغة من أشكالٍ وأسماء عديدة ومن أزمنة مختلفة في هذه البيئة العذراء، يصل إلى سمعه الضعيف صوت محرِّك سيارة قوي، كسيارات الصيادين والمستكشفين التي تمرُّ من عالمه دائمًا، يتجاهل الصوت بكبرياء مهشَّمٍ، ويُدير وجهه ناحية البيوت الخاوية التي شاخ النخل في أفْنيتها، وانهالت الرمال على أبوابها الخشبية المغلقة، وإلى بُرقع أمِّه الشابَّة الأرمل، والقُرط الكبير الذي على أنف أمِّه، والكحل الغجري الكثيف على عيني أمِّه، والحجر البُني الذي كانت تحكُّ به باطنَ قدَميها، وقميصها الأحمر الساتان، والخياط الذي كثيرًا ما كان ينسى الإبرة والكستبان، وجراب الثعبان الذي انحلَّ في الليلة قبل الأخيرة عند مَرقده المفضَّل فوق السطح وقد كان يقِظًا يدَّعي النوم، قد أرَّقته كثيرًا تلك الهَمهماتُ الصيفية من تحته، ووجه الخيَّاط المصدوم حينما رآه في الصباح في الطُّرقات بخيرٍ يأكل خبزًا، يمد الخيَّاط يده إليه بسقاية الخروب، اشرَب، هذا الخرُّوب الذي تحبُّه، اشربْ، اشربْ، يتردَّد الغلام طويلاً، ثم يمدُّ يديه الخائفتين عجوزًا؛ ليأخذ بعض عبوات المياه المعبَّأة -من ركَّاب سيارة الدفع الرباعي التي وقفت عنده- وبعض العصائر، ويُدير وجهه عنهم مرةً أخرى، فيفتحون الباب الخلفي، ويتركون له بعض الطعام الجافِّ على مقربةٍ منه بشيءٍ من الحذر والتقدير، يفتح عبوةً من دون أن ينظر إليها، كانت عيناه على الدرب الذي ذهب فيه الغابرون، ما زال إلى الآن يتمنَّى ألاَّ يَفقدوه، ويعودوا لالتقاطه من النزلة المهجورة، ما زالت أمُّه غضَّة تضع قُرطًا كبيرًا على أنفها، وتحكُّ باطن قدميها بالحجر، تكاد تُدميهما، والشاب الأجرد المأمون الذي لا يغار الناس منه ما زال ينسى الإبرة والكستبان، ويعود وحْده؛ ليَلتقطهما بعد خروجه معه من الدار، تاركًا إياه في لعب الصِّبيان، اشرَبْ، اشربْ، هذا الخرُّوب الذي تحبه، يرمي العبوة مفزوعًا، تتلاحق أنفاسه وسط صدمة الأغراب، حتى يفيق من ماضيه، يحمل أخرى بهدوء، يتيقَّن من أنها مغلقةٌ بالبلاستيك الشفَّاف، يشرب قليلاً بكبرياء مَن لم يعترف بالهزيمة، ثم يَفزع ويرميها، تتلاحق أنفاسه، يَهدأ، يُدقِّق في عبوةٍ أخرى ويَفحص غلافها، ويشرب منها، يَهزون رؤوسهم يُطمئنونه، يَهز رأسه أنه بخير، وعلى عينه دمعةٌ واحدةٌ تجلَّطتْ، يضع العبوة بجانبه، يميل على الصنبور مرة أخرى، يجرِّب فتحه، إنه ما زال يُفضِّل أن يشرب من الصنبور، ولا يشرب من يد الناس، يهز رأسه رافضًا صوتًا يوسوس في ضميره: اشرَبْ، اشربْ.

 

يُحنِّن فوهة الصنبور بأصابعه، كأنه يحنِّن ضَرْعَ بقرةٍ عَجفاء، يحنِّن وشفتاه مشتاقتان لشربٍ لا يُقدِّمه أحد، استمرَّ في هذا وقتًا وهو لا يبالي بمراقبتهم له، يَهزون رؤوسهم متأسفين لحاله، تندفع سيارتهم بصوتٍ مزعجٍ وتثير غبارًا، وهم من داخلها ما زالوا يتأمَّلونه، لتمضي بهم قليلاً بالموازاة للماسورة العتيقة التي تصبُّ عند حوض الرجل الغريب، لدقيقةٍ لا أكثر، حينما رموا نظرةً أليمة من خلف الزجاج المُظلل لنبْعِها الخرافة، للطرف الآخر المُنبت من ماسورة الصنبور الذي يلثم العدم والخَواء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عبقرية القص في أدب محمود توفيق حسين
  • حكمة العجوز (قصة قصيرة)
  • العجوز (قصة قصيرة)
  • أحكام جائرة ( قصة )
  • حلوى ملحة! (قصة)
  • خلف الباب (قصة)
  • وله والد (قصة)
  • عائد إلى الديار (قصة)
  • وعد قلم (قصة)
  • خطبة الجمعة (قصة)
  • النافذة (قصة)
  • سحابة لسان عابرة (قصة)
  • بارقة أمل! (قصة)
  • لقطات احترت أمامها
  • فرشاة طلاء

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة معرفة وضع بيت الإبرة على الجهات الأربع(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • كيف أبر والدي بعد موتهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث عبدالله بن عمر: "إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف أكون طيبة وأبر والدي؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أبر أمي وأنا بعيدة عنها ؟(استشارة - الاستشارات)
  • القول البر في الاحتفال بمولد الأبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • كيف أبر أمي وهي تؤذيني وتهينني ؟(استشارة - الاستشارات)
  • أريد أن أبر أمي(استشارة - الاستشارات)
  • نُتَف من ذكريات(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب