• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

حمّال في النّازلة (قصة قصيرة)

حمّال في النّازلة
الهاشمي الحسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2011 ميلادي - 10/1/1433 هجري

الزيارات: 9207

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حمَّال في النازلة[1]

مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية


"لماذا تخلَّيت عنِّي

إذا كنتَ تعرِف أنِّي

أُحبُّك أكثرَ منِّي"

 

"أليس مِن العيبِ أن تَفتحَ هذه الإرساليَّة مِن جوَّالك كلَّ صباح، ما زلت تحتفظ بها بعدَ أربعين يومًا مِن موتها موتًا كنتَ عليه شاهدًا، وكنت السببَ، لولاك ما اخترقتِ الرَّصاصة قلبَها، اعترفْ بأنَّك المقترِف لأكبرِ غَلطةٍ في حياتك، وما الجدوى، وكلُّ حياتك أخطاء يا (الهادي)؟".

 

سَمَّتْه والدته (الهادي)، كانتْ تستبشِر به أنْ يُفتَح باب الرِّزق بمجرَّدِ ميلاده، هكذا رأتْ ذلك في المنام "هديَّة الهادي" فسمَّته الهادي، وقدَّر الله - سبحانه وتعالى أن يحصُل والدُه "معزّ" على رُخصة القيادة في نفس تلك الفترة، ويلُفُّ عفش العائلة في عَربةِ نقلٍ صغيرة ويَنتقل إلى المدينة، لأوَّل مرَّةٍ تقطع بكَ والدتك البحرَ وتسكُن أطرافَ السُّوق مِن جزيرة (جربة).

 

شببت مع "الغابادجيَّة" كما يُسمُّونهم هناك، بيْن أطفالِ المزارع الصغيرة والمراعي المهجورة قضيتَ طفولتَك، قالت أمُّك "ربح": إنَّها لم تعرفْ رفاهيةَ العيش إلاَّ بعدَ ميلادِك الميمون؛ لذلك كلِّه تُميِّزه عن صغارِها قبْلَه وبعدَه، هو رابع سَبعةِ ولدٍ، ثلاثة منهم بالجزيرة، وقدِم أربعةٌ مِن الجبل، كان "معزّ" الوالد المنهك قد جاوز الأربعين عندَما انتُدب للعَمَل في شركةِ نقلٍ للبضائع عبرَ كامل الجمهوريَّة، صار يقضي الأسبوع ونِصفه في سَفرات تتجاوز الحدودَ أحيانًا، ولم يكُن يفتأ يذكُر حقلَه بالجبل وقد ذبلت زيتوناتُه، وأرضه البيضاء وسَواقي الجبل القاحِلة، كان يُردِّد على مسامعِكَ وأنت تَتردَّد على المدرسةِ الابتدائيَّة، لا تنسَ يا (الهادي)، إنَّ لك أرضًا في الجبل، بعيدًا هناك إلى الغرْب، ويقف بك عند مشارف الصُّخورِ البحريَّة فتمتدُّ يدُه وتظلُّ جامدةً كأنَّما تلامِس حصَى الجبل أو تُداعِب صخورَه، ولا تعود إلى الحراك إلاَّ وقطرات دمعِه تدشِّن إيقاعاتِها على صفحاتِ ماءِ البحر.

 

تينة وزيتونة وبعض النَّخيلات، ذاك كلُّ ما تبقَّى مِن غابةٍ يُحدِّثك والدك كثيرًا عنها، ويُنفِق نصفَ عُطلته الصيفيَّة في معالجة تُربتِها، كنتَ تساعِدُه فيستبشر بك عائدًا وحيدًا إلى الأصول، كان يُردِّد على مسامعِك بكلِّ حسرة: "طير البَرِّ ما يوالف البحر"، وعندما تسأله ونحن يا أَبتي؟ يتنهَّدُ ويردُّ: "بيْن بيْن، لا في البَرِّ نَزْحَف ولا في البحر نَسْبَح"!

 

تعودُ بكَ الذِّكريات يا (الهادي)، وتقودُك إلى حيثُ يجِب أن تقِف، في معهدٍ ثانويٍّ بحومةِ السُّوق، وأنتَ طالب في الباكلوريا سنَة تتويجيَّة يَنتظرُها والدك على أحرِّ مِن الجمرِ، ستكون أوَّلَ موظَّفٍ في العائلة، كلُّ إخوتك، وكلُّ أبناء عمومتِك قد غادَروا المقاعد، وظللتَ وحيدًا صامدًا في وجه الرُّسوبِ المهدِّد لأطفال الغابةِ ولكلِّ أطفالِ الجبل.

• هذه السَّنة نَحتفِل بأوَّل باكلوريا يا "ربح" في عائلتنا - إنْ شاء الله.

• سندعو إليها كلَّ معارفنا، المهمُّ أن تَنجَح يا (الهادي) حتى تملأَ قلبَ والدك "معزّ" أملاً.

• مربوحة - إنْ شاء الله.

 

غَضِب والدك وصاح: الله يَهديك! أهي مقابلة كُرَة قدَم؟! إنَّها الباكلوريا، وما أدراك ما الباكلوريا؟!

 

ورفَع يديه كالمستمطرِ واغرورقتْ عيناه بالدُّموع، وأدركتْ "ربح" بحَدْسِها أنَّ فراقًا قريبًا، فقرَّبتِ (الهادي) من حضن والدِه، شدَّك إليه كما لم يَشُدَّك مِن قبل، ارتعشتْ كلُّ فرائصكما واصطكَّتْ أسنانه، فأحسستُ بطبلةِ الأذن منك تَسرِق الأنفاس اللَّهْفى مِن أعماقِه، ثُمَّ بزلت دمْعة حارَّة مِن مآقيه بزلاً، فنزلَتْ على ثغرك وهو يَلثُمك بحرارة.

 

لم تكُنْ تدركُ أنَّ تلك اللَّحظةَ هي آخِر لِقاء لك معه! كان القطار في الانتظار، هناك في قفصة، في أعماقِ الجبل الأجرد، أكان مِن قدَر الجبليِّ ألاَّ يفنَى إلاَّ في جبَل؟! حمولة الإسمنت الغالية يجب أن تصلَ أمَّ العرائس باكرًا، والشاحِنةُ الثقيلةُ ذات محرِّك مهترئٍ، فكأنَّما يدفعها "معزّ" دفعًا، وسكَّة القطار تمتدُّ فاغرةً فاها للغَدرِ وآخَر للنِّسيان، تَختفي الحواجزُ الفاصلة وتَعبُر الشَّاحنة السِّكَّةَ فتتعثَّر في تلابيب مَجروراتها ويقدم القطارُ عاصفًا مزبدًا في أَوْجِ غصبه.

 

قال المرافق وهو يقفز هاربًا: "أستدفع العربة يا "معز" بيديك! اقفز؛ القطار قريب ألا تسمع صوتَه؟!

 

وردَّ "معزّ" مضطربًا: أمانة يا مؤمن أمانة، سأحاول مرَّةً ثانية قد تُسرِع بالخروج.

 

اندفع الدُّخان ثقيلاً نتنًا مِن العربة ودار المحرِّك بعُنف، فانفلقتِ العجلة الأماميَّة وتلاقت سُحب الدُّخان: كانت أدخنةُ القطار متحرِّكةً قادمة في جحافلها تعلو وترغي، وكان دُخان العربة هامدًا مستسلمًا يهمد ويَذوي، ثمَّ صار كلُّ المشهد أشبهَ ما يكون بأطلالِ حريق: عربات الفسفاط متناثرة على الأرْض، وأكياس الإسمنت يعلو غبارُها في الفضاء، و"معزّ" تحت كلِّ ذلك الرُّكام أشلاء جسَد وأنقاض رُوح.

 

ألْزمَتِ المحكمةُ شركةَ النَّقل بدية "معزّ"، وتصالحتْ مع العائلة بشَرْط أن تتبنَّى ابنه بعدَ النَّجاح في شركتها عاملاً رسميًّا، كان عليك أن تنجح هذه السَّنة ولن تكونَ موظَّفًا كما حلم "معزّ" يا الهادي، أو أسهل مِن ذلك أن تنقطعَ والغابادجيّة يتكفَّلون بالبقيَّة ربَّما تكون جمَّالاً أو خيَّالاً يطوف بالسوَّاح؛ فتكسِب بعضَ المال وترتاح، وكِدتَ تُصبح كذلك، لولاها!

 

لا يَذكُر بالضَّبطِ كيف ساقتها الأقدارُ إليه، كان في عُمق أزمته بعدَ وفاة والده الأليمة يجرُّ الرِّجلَ إلى المعهد، ويَنزوي آخِرَ الفصل معزولاً عن كلِّ أصحابه، كان درسُ الأدَب يمرُّ في ذِهنه لمحَ برق، ويجد نشوتَه في شَكاةِ التَّوحيديِّ وبكاته، يا لها مِن إشارات إلهيَّة، وأنفاس رُوحانيَّة، لكنَّها لن تُطفِئ ما في النَّفس مِن كمَد، وحدَها كانتْ قادرةً على قلبِ كلِّ ذلك اليأس والتَّشاؤم، هي التي وهبتكَ حبَّ الحياة مِن جديد، وزرَعتْ حقولَ الأمَل في نفس مجدبةٍ كحقل والدك القديم، يحقُّ لك اليومَ أن تبكيَها وعليك في أربعينيتها أن تَزورَ قبرَها وتترحَّم عليها، ماذا كنتَ ستُصبح لولاها؟

 

"سناء"! آه يا سناء، لمن تركتِني؟ ذهَب العزُّ مع "معزّ" وانطفأتْ شُعلة الأمل بعدَك،لم تُبِق لي غيرَ "ربح" معتَّم عقيم.

 

• • •

كان مساء الخميس قائظًا عندما تقدَّمتْ نحوَه في مقعده الخلفيِّ طالبةً الجلوسَ بصُحبته، لم يرفضْ ذلك ازدراءً للدَّرس، كلُّ التّاريخ في ذِهنك تخريف، يُحدِّثكم الأستاذُ عن هتلر وموسيليني ومونتقمري، فتلتفِتُ سناء باسمةً: "كان موسيليني في شبابه بائسًا ثمَّ صار عدوانيًّا ناقمًا، أتريد يا الهادي أن تصبحَ مثله فاشيًّا؟!".

 

هزَّتْه ملاحظتُها واستفزَّتْه كثيرًا، وكاد يصفعها وسطَ القسم، فلم تكترثْ ولازمته فترةَ الرَّاحة، وهي تردِّد: "إنَّ الغضبَ إذا أعمَى إنسانًا قتلَه، أنت أفضل مِن أن يُعميك الانتقامُ، الحياة أرحبُ مِن أحزانك، ليس أيسرُ مِن أن تُقاد وأنت غضوب".

 

واستطاعتْ بعدَ أيَّام أن تجِدَ الطَّريق إلى قلبك، قدَّمتْك إلى صديقاتها ورُحْنَ يهتممن بكَ اهتمامًا خاصًّا، ولم يمضِ شهر حتَّى كنتَ أنبغَ التَّلاميذ في القِسم، وتحسَّنتْ معدَّلاتك في الثُّلاثي الثَّاني والثَّالث، ونِلتَ شهادة الباكلوريا متميِّزًا، كانت سناءُ أوَّلَ مُهنِّئ لك، وقصدتَ بصحبة عائلتها في سيَّارتهم الفارِهة بيتَكم، كان شرفًا عظيمًا،لم يحضرْ معارف أمِّك جميعهنَّ، وحضَر معارفُك مِن الأصدقاءِ وعائلاتهم، أوَّل باكلوريا في حيِّكم!

 

قالت سناءُ وهي تودِّعك خارجةً للتَّرسيم بكليَّة الحقوق في تونس: "متى سنرى الدُّكتور في مدارجِ الكليَّات مدرِّسًا؟".

 

فهزَّ سؤالُها أعماقَ الأمنية وانسحاق الكيان منك وقلت: "مساعد شاحِنة نقل قد صِرتُ! لا بدَّ أن أقوتَ عِيالي، سأرسِّم في السَّنة القادمة بعدَ ترسيمي في العمَل".

 

ظهرتْ على وجهها سحائبُ كآبةٍ وشدَّتْ على يدِك مودِّعة: "وعدٌ منك أن تكونَ في السَّنة القادمة طالبًا جامعيًّا ولو بالمراسلة".

 

وهزَّ رأسه موافقًا فلم يُطأطِئْه إلاَّ وقد غابتِ الحافلة عن الأنظار، فغاب في شَعْرَاءِ البلاد يبحث عن بقايا ذاكرةِ أبيه، تزاحمها مشاهدُ الأنس بسناء، ها أنت تُرافِق أولى عرباتِ الشَّركة مِن نفس طريق الموت، قال السَّائق الخاذقُ وهو يَقطع سكَّةَ الحديد: "هنا مات والدُك - رحمه الله - يا الهادي"!

 

لم تَزِدْ عن تنهيدةٍ ولعنتَ في سرِّك القطارَ والأسفار، وقرَّرتَ أن تنصرف إليها؛ سناء! ليس سوى سناء، فصرتَ أحرصَ على سفرات العاصمة، إلى تونس هذه المرَّة ستؤنس النَّفس بلقائها.

 

• • • •

وكان له ما أراد، تواعدَا على اللِّقاء بمربَّع قمرت، والتقيا بعدَ سنتين من الهجْر، تجدَّدتِ الأشواقُ وأظهرتْ مِن الوفاء واللَّباقة ما شَدَّه أكثرَ إليها، هي لا تزال على وعدِها أن ترافقَه في مسيرةِ حياته، لكنَّها تشترطُ أن يواصلَ دِراستَه الجامعيَّة، أحسَّ بالعارِ في قرارةِ نفسه وهو يكذِب عليها!

• لقد رُسمت بكليَّة الآداب لهذه السَّنة وجئتُ لأجمع الوثائق.

• لا تبتئس، سأتدبَّر كلَّ ذلك، المهمُّ أن تخصِّص وقتًا للمذاكرة الفرديَّة، أنت العصاميُّ أعرفِك جيِّدًا، ستنال أرقَى العلامات في أسرعِ الأوقات.

• لكنِّي حمَّال مرافق سفرة، لا أكثر!

• أهل تلك المِهن أقدرُ على حصدِ الشَّهادات، لقدِ اكتسبتَ مناعةً ضدَّ فيروس الكسل.

 

ودفعتْك كلماتُها أن تطلبَ الأدب وتغترفَ العلوم، فحصدتَ الشَّهاداتِ وتقدَّمت إلى الإجازة، وأنت أيُّها الحمَّال بين أُمنيتين، أن تكونَ موظَّفًا، ذاك حُلم أبيك، وقد مات عليه فقيدًا، وأن تَصيرَ جامعيًّا مرموقًا، وقد ماتتْ مِن أجل ذلك سناء بين يديك، أَمِنْ قدرك أن يحلمَ بكَ الآخَرون فيفنون؟

 

• لكنِّي حمَّال مرافق سفرة، لا أكثر! "حمَّال في النازلة" كما تقول الأمثال، تحمِل الكتُب، تُحمِّل البضاعة، وتوصِّل الرّساميل والصُّكوك، وحتَّى أدوات التّواصُل الإلكترونيَّة، صار له جهاز هاتف جوَّال وجهاز حاسوب محمول، دخلتَ الحداثةَ يا الهادي مِن مِصراعيها ولم تعُدْ حمَّال كتُب، يكفي أن تُخزِّنها رقميًّا لتتلقَّى الدَّرسَ أينما شِئتَ، حتَّى داخل الشاحنة وهو يُرافِق سائقها فيغفُل عن توجيهه أحيانًا.

 

وَكُلِّلتِ التَّجربةُ بنجاح، ها أنت تقترِبُ مِن أعلى مدارج العِرفان بالجامعة أكثر، والألفيَّة الثالثة تطوي سجلاَّتها سراعًا، ستكون دكتورًا كما تَنوي سناء، هي المحامية البارِعة صاحِبة الصَّولة والجولة في نِقابة المحامين الشبَّان، لقد حصلتْ على أعلى درجاتِ دِراستها وستناقِش أُطروحتها هذه السَّنة، لا بدَّ أن تكونَ أبرزَ شخصيَّةٍ تحضُر المناسبة، هكذا خطَّطتَ معها، ستُقدِّمك إلى زملائها.

 

فَكَّر مليًّا؛ ما الذي يمكن أن يهديَها بهذه المناسبة، فلم يجد سوى فستانِ البياض الثَّمين، وانقضى الحفلُ وكله بهجةٌ وحبور، انتحى بها جانبًا، وقال:

• لا بدَّ أن تَقبلي منِّي الهديَّة المتواضعة.

ومَدَّ يديه بها فتلقَّفتْها باسمةً مبتهجةً وهمهمت: فستان الزِّفاف - إنْ شاء الله - لن يُلبَس لسواك.

• لا يصحُّ، أريد أن أراكِ تلبسينه مرَّةً واحدة مِن أجلي، سيكون للزِّفاف لباسه الأحلى.

• ليس أجمل ممَّا أهديتني، سأحتفظ به إلى يومِها.

• ورغبتي يا سناء، ألاَ تُقدِّرين شوقي أن أراكِ به يومًا؟

• أَعِدك أن أحاولَ ذلك، وتلهَّفتْ أن تغادرك؛ لها موعدٌ مهمٌّ في المرافعة غدًا عن مظلومٍ جيءَ به من أقصى الصَّحراء.

وأنت القادم مِن أقصى الجنوب مِن أجْلها، ألا تكون مظلومًا آخر بين يديها؟

• لا بدَّ أن تواصلَ تحقيقَ الأُمنية وتُقدِّم أطروحتك الصَّيف القادم، لا تنسَ أنَّ والدك حَلُمَ مِثلي أن يراك موظَّفًا؛ هل قدرك أن تَرِثَ عنه الحمَّالة؟!

 

• • • •

قالتْ سناء ذلك، وتوارتْ عن الأنظارِ في عَتمةِ ليلِ تونس المنعش، شجَّعتْه كلماتُها على أن يستفرصَ سفراته ويطلُبَ بعض الإجازة لينكبَّ على مداومة البحث في المكتبات الكُبرى بالعاصمة، لا بأسَ! ليس في شِعر ابن زيدون، موضوع أُطروحتك، ما يجعل تَجرِبتك مهدَّدةً بالفشَل،لم تكُنْ سناء ولاَّدةً، وما أنت مِن أبناء الأكابِر والأعيان حتَّى تُسجَن!

 

ولكنَّه كان سجينَ واقعِه الأُسريِّ، تقدَّمتِ السِّنون بأمِّه وصارت أعجزَ ما تكون عن مَسكِ عقدِ الأُسرة، فرَّ كلُّ أبنائها "حرق" اثنان منهم، وتزوَّج الثَّالث هولنديَّةً شمطاءَ قادتْه إلى بلادِها، ولم تستطعْ تزويج بِنتيها إلاَّ بعُسر، الدَّيْنُ حاصلٌ، لا بدَّ أن تطلب بنتًا مِن بنات أخيها العوانس في البِلاد، ألم يطلب يدَ ابنتها طمعًا في أبنائها؟! ولم يبقَ منهم (الخمسة) سوى الهادي، وصغيرها عبدالرَّحيم.

 

• لا بأس يا الهادي أن نَصِل الرحم بأخوالك في الجبَل.

• منذُ متى لم نصلْ بلادَهم يا أمِّي؟ ما السرُّ في ذلك؟!

وفاتَحه خالُه بالسرِّ: إنْ كنت تريد رِضَا أمِّك وهناءَ أُختك، فلا بدَّ أن تحفظَ ابنةَ خالِك، طلب مهلةً للتَّفكير، ورَدَّدتْ أمُّه على مسامعه خوفَها مِن أخيها على ابنتها وعلى أرضهم، قدْ يقطعها ويَحرِمها إلى الأبَد، أَزَواجٌ هو أم سُلفة وحصار؟! قدْ تكون عاجزًا يا الهادي عن مسك هدوئِك المعهود.

 

كثرت رخص مرضه وقلَّما استغلَّها في مواصلةِ بحث الدُّكتوراه، لم تكُن صاحب وَزارتين، بل أنت ذو الوزرين، بنت الخال تخالك فارسَها المنقذ من جلمود صخر الجبل، وسناء حبل النَّجاة الممتدُّ إليك وآخِذة العهد منك، وأمُّك ربح، كلُّ الرِّبح فيها وكلُّ الخسارةِ في دُعائها،لم تُعرَف يا الهادي عاقًّا للوالدَين، كنتَ المثال بين كلِّ سُكَّان الحيِّ.

 

دعتْه سناء ليحضر أوَّل توسيم لها بعدَ انتخابها رئيسة للنِّقابة، كان بتونس قريبًا منها خاطبته عبر الهاتِف، وثقل عليه أن يُحدِّد لها مكان سكنِه، ادَّعى أنَّ أمَّه مريضة وهي في حاجةٍ هذه الأيَّامَ إلى مرافقته لها، حزَّ في نفسها هذا الغياب، وقضَتْ يومين في السَّفَر حتَّى تصِل إلى قريته وتطلَّ على أمِّه بعدَ أسبوع، لَم تكن الخالة ربح مرتاحةً لزيارتِها، وحاول الهادي أن يُفسِّر لها انشغالَها بحالتها فردَّتْ بفتور:

• بُنيَّتي هو بعض الكِبَر، داؤه في اسمه.

 

كانتْ في أقصى درجاتِ ارتباكِها عندما غادرتِ المنزل بدأتْ تساورها شكوكٌ في الهادي ولم تستطعْ أن تُفصحَ بها إليه، وأفلتْ لسانها بقول خاطف: "أخاف يا الهادي أن تنقطعَ عن البحث فتفقد كلَّ شيءٍ دفعةً واحدة".

 

هزَّ الهادي منكبيه وهو يَنزِل من سيَّارتها، لا شيءَ يُحرِّك رغبتَه في مواصلةِ البحث سواها، وها هو صمودُها خلفَه يتزعزع، لِمَ لا تكون بنت خاله أنسبَ النِّساء إليه؟ وليكن العهد السَّابق، سيعتذر إلى سناء وهي بسَماحتها ولُطفها تقبل العُذر، هي القادمة نحوَه مِن علياء طبقة التُّجَّار الكِبار، وهو حمَّال، مجرَّد حمّال! أدار الزرَّ في الرّاديو عبثًا وإذا بصوتٍ يُغنِّي:

هاي لالي لا لي لالي
بنت الغنيِّ ما تاخذ الزوّالي[2]

 

كلماتٌ أصابتْ سويداءَ القلب، سناء برقٌ خلَّب وسرابٌ خادع، عُود نجاة الغارقِ أيَّامَ المحن، واليوم لم يعُدْ لاستمرار العَلاقة من مبرِّر لا بدَّ مِن الشَّجاعة في قَطعها، وليكن! فرضوان الوالدة الأرملة أجْدَى مِن حنان الفتاة الميسَّرة.

 

• • • •

وقرَّ في نفسه أن يقطع أكثرَ ما يُمكن علاقتُه بها، طالما خاطبتْه على هاتفه الجوَّال فلم يردَّ، وراسلتْه على موقعه الإلكترونيّ فلم يفتحْه، تَنكَّر لكلِّ العهود السَّابقةِ حتَّى ذِكرى الفستان والحِرْص على لباسِه لم تَعُدْ تَشغَلُه، وأوشكتْ "ربح" أن تُتمَّ كلَّ مراسمِ تزويجه من بنت أخيها، صارتْ كثيرةَ الزِّيارة لأخيها في الجبل، تَقضي الأيَّامَ والأسابيعَ مرتِّبة أجواءَ العُرْس، نَشِطت السِّفارة بينها وبيْن أخيها، والهادي في صَمتِه يدفع إلى أمِّه ويدفع عن نفْسِه ذِكرَى سناء! عجيب أن تقتُل سناء في أعماقِ نفسك بكلِّ هذه القسوةِ، ما أنت إلاَّ ناكر جميل، وناكِث عهد، وقليل حياء، منتفِع سخيف، دفعت بك إلى القِمم وها هي تقودك إلى الحُلم الأكبر أن تكونَ موظَّفًا كما يتمنَّى أبوك.

 

عاد حُلم الأبِ القديم إلى مُراودتِه، قدَّم مطلبَ تدريس بالكليَّة، وانبعثتْ أنوار سناء في القلْب مِن جديد،لم يجد بُدًّا من مكالمتها بعدَ ثلاث سنوات مِن الجفاء.

• آلو! أهلاً مِن على الخطِّ؟

• الهادي، الهادي؛ هل تَذكُرينني؟

• مرحبًا، هل حللت بتونس؟ أين أُلاقيك؟ لا لا، بل زُرني في مكتبي فأنتَ تعرف العنوان.

• ليس لديَّ قضيَّة لأطرحَها!

فقالت بين بكاءِ وابتسام: "راحتُك كلُّ قضيَّتي؛ هل أنت بخير؟".

 

والتقيا على عجلٍ قَدَّم لها كلَّ اعتذاراته، طلَب منها الصَّفحَ عن أكاذيبه وضعْفه وسوء معاملتها، فكانت تنظُر إليه صامتةً، لم تنبسْ بحرفٍ حتَّى شكَّ في إخلاصها لولا قولها: "أنت الهادي القديم لم تتغيَّر قِيدَ أُنملة".

• حسنًا ها أنا ذا أعود إليك.

• لي إليك مفاجأة، أغْمِض عينيك.

• حسنًا! وما هذا الظَّرف؟

• افتحْ ستعرف.

 

وهالَه أن يَجِد موافقة نِهائيَّة على التَّدريس بالكليَّة الفنيَّة، مطلب قديم قدَّمه ونال أخيرًا الرِّضا بوساطتها، وهو لم يتمَّ آخِرَ جزءٍ من مباحثِه، تَرمي ولاَّدة ابن زيدون في السجن وتَرفع سناء هاديَها إلى سُدَّة العِلم؛ فهل مِن خُلق أهلك الجبليين قِلَّة الوفاءِ يا الهادي؟ لا تَكُن غابدجيًّا فظًّا وأعِد إلى سناء بَريقها.

 

قام فرحًا وشَكرها للمرَّة الألف، وعاهدها أن يكونَ عليها أحرصَ ممَّا سبق.

 

• • • •

"وربح" يا غبيُّ، أمُّك، ثُمَّ أمُّك، ثُمَّ أمُّك، التي أعدت لعُرسك هذا الصَّيف وأنت في أوائلِ الشِّتاء مِن هذه السَّنة، لا يهمُّ! سيباشر التَّدريس أوَّل جانفي القادم 2011، وسيَجِد في السَّفر إلى تونس تَعِلَّةً تُخلِّص أمَّه مِن ضغط أخيها، سيحملها معه إلى تونس ويَدَع الغابةَ والجبل وكلَّ ميراث الفقر والذلِّ.

 

وأصبح الهادي أستاذًا جامعيًّا بإرادة سناء؛ لسوء حظِّه كانتِ البداية متعثِّرة؛ فقد اضطرَّ إلى تأجيلِ دَرْسِه والطَّلبة في إضرابٍ متواصلٍ، وأحداثِ ثورة الياسمين تزداد اشتعالاً، خاطبتْه سناء ذاك المساء ورجتْه أن يتَّصل بها عاجلاً؛ لأمر مهمٍّ، كان عليه أن يوصِّل إرساليَّةً سريعةً إلى غرْب البلاد، فزملاؤها في القصرين في أَوْجِ الحاجةِ إليها ولا أقْدَر منه على ذلك، حمَّال قديم يَعرِف كلَّ الدُّروب،لم يرفضْ ذلك ولكنَّه مُطالَب بحملِ الردِّ مِن هناك، وقدْ تَعذَّرتْ وسائل الاتِّصال، ولا يُمكن أن يفوتَ ذلك اليوم التَّالي، حصَلتِ المجزرة ثَمَّة صُور دقيقة لا بدَّ أن تُهرَّب إلى العاصمةِ، وتُنشَر مِن هناك بكلِّ سرعة، حتَّى يُخترق الصَّمت، وكان الهادي هو الوحيد القادِر على إيصالها، هكذا أوْصاه مُستقبِلُه في القصرين وكلَّفه بها مردِّدًا: "أمانة يا مؤمن، أمانة، سأحاول مرَّةً ثانية إن لم تنجحْ"، غريب أن يُردِّد المحامي الطَّاعن في السِّنِّ نفسَ جملة أبيك؟ هل أنت مُقدِم على النِّهاية؟ وأين القطار؟

 

كانت سناء على أحرِّ مِن الجمر، فُرِض نظام حالة الطَّوارئ بالعاصمة ليلة 14جانفي، وما مِن موعدٍ يصلح لتلقِّي الأمانةِ غير زَمَن اللَّيلِ لا بدَّ أن تغامرَ يا الهادي، لكنَّه كان أجبنَ مِن ذلك، عزمتْ سناء على ملاقاته في نفْسِ نزَل إقامته المراقَب، ففيه يَسكُن الصَّحافيُّون، وتواعدَا على اللِّقاء بحديقةٍ خلفيَّة، ها هي تنزل مِن سيَّارتها يا للهولِ! تلبس فستان الزّفاف الموعود، اقشعرَّ بدنُه، لم يكن ينتظر أن تفعلَ ذلك اللَّيلةَ بالذَّات، يا لها مِن شجاعة! خاطبتْه بحياءٍ وانزوتْ به جانبًا كان في مِعْطَفِه الأسود خجلاً لا يرفع عينيه عن مظهرِها الزَّاهي في فُستانِه المحبوب.

• اليوم أنتَ أحْلَى ملاكٍ على الأرض.

• وهذه اللَّيلة أفضلُ ليلةٍ في التَّاريخ.

• دَعْكِ من السِّياسة أُريد أن نَتكلَّم بلغةِ القلب.

• لُغة القلْب عامرةٌ بنبضِ الحياة الجديدة، استمعْ إليها بكلِّ جوارحك يا الهادي: "الشّعب يريد...".

 

وانطلقتِ الرَّصاصة، واخترقتْ صمتَ الحديقة الصَّغيرة حولكما، كنت جبانًا حقًّا يا الهادي، انبطحتْ! ولم تركعْ سناء تلقَّتْها بكاملِ صدرِها ودفنتْها في أصلابِ ظهرها، وصَحَتْ دون أن تشعُر، فقالت سناء وينبوع الدِّماء يُفيض مِن صدرِها: الأمانة الأمانة، أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله "ووجدتَ نفسك تتمُّ الشَّهادة و"أنَّ محمَّدًا رسول الله".

 

غدًا! فستان الزّفاف على حُمْرة مخضَّبة، وتراءتْ أمامَ عينك "ربح" أمّك تنفش شَعرَها دُعاءً، وجازية بنت خالك ترفَع صوتَها بكاءً، وخالك العيَّاشي يهزُّ عَصاه شماتةً وانتقامًا؛ "يا ولد، الكلْب موش خالِك كان تمنع منِّي"، هدَّدوك جميعًا بالعقوق، ثُمَّ اختفَى كلُّ شيءٍ إلاَّ "معزّ" والدك، فقد بدَا باسمًا منتظرًا، عبثتَ بهاتفِك فاكتشفتَ رسالةً نصيَّةً منها إليك:

"لماذا تخليتَ عنِّي

إذا كنتَ تَعلمُ أنِّي

أُحبُّك أكثر منِّي".

موعدُنا الحديقةُ وراءَ النّزل الثَّامنة ليلاً.

محبَّتك إلى الأبد: سناء".

ليتك كنتَ شجاعًا، ولو قضيتَ اللَّيلةَ في منزلها؟ أما كان ممكنًا أن توصل الشَّريط إليها؟ قتلت سناء يا الهادي، ومِن يومِها لم يهدأْ له بال، غادَر الجامعةَ وعادَ إلى أمِّه "ربح"، قالت: إنَّ ابني قد أصابَه الجنونُ، ويَحْيى فقدَ عقلَه لكثرةِ ما يقرأ مِن الكتُب، وشاع بيْن النَّاس أنَّك صُدمتَ في الجامعةِ وعَيَّروك حمَّالاً، وما مِن أحدٍ منهم يَعرِف مصابَه في سناء فيعزِّيه، ألا قمتَ اليومَ وقصدتَ أهلها وأخبرتَهم أنَّك السَّبب، إنَّهم في حاجةٍ إلى شهادتِك حتَّى يثُبِت حقَّ أهلها للجنة تقصِّي الحقائقِ احتفظ بهذه الإرساليَّة، فهي أقْوَى شهاداتك.

 

ورَفَع الهادي حطامَ جِسمِه شقَّ الطَّريقَ الرَّمليَّ البائسَ نحوَ وسط السُّوق، يسأل عن دار سناء ولم يكُن يومًا قد زارها، سناء أنت، ولا يَمكُث البرق حيث يُمطِر.



[1] مثَل شعبيٌّ تونسيٌّ، يُضرَب لمَن يصِل بين طرفين دونما فائدةٍ يَجنيها ويعادله في الفُصحى: لا ناقةَ له فيها ولا جمَل.

[2] الزوَّالي في اللَّهجة المحليَّة التّونسيَّة: الفقير المُعدَم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عارية بملابس محتشمة (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أطوار القصة القصيرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دروس وفوائد من قصة سيدنا شعيب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- قصة رائعة
راتب حماد عبدالله - مصر 14-08-2012 02:06 PM

قصة رائعة يا أخي وفقك الله لكل خير .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب