• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال
علامة باركود

جزيرة اللؤلؤ (قصة للأطفال)

جزيرة اللؤلؤ
دعد عبدالقادر أبو الذهب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2011 ميلادي - 29/11/1432 هجري

الزيارات: 29436

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جزيرة اللؤلؤ

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب "الألوكة" الثانية)

 

(كان يا ما كان)، في قديمِ الزمان، وسالف العصر والأوان، طفلٌ يتيمٌ اسمه "عطاء الله" يعيشُ في بيت عمِّه الصياد، وكانت زوجةُ عمه امرأة شريرة، تكره "عطاء الله" كثيرًا، وتحاول أن تطردَه من بيتها بشتى الوسائل، على عكس ابنتها "حنان" التي كانت تحبُّ ابنَ عمها "عطاء الله"، وتحزن كثيرًا عندما ترى أمَّها تضربه ضربًا مؤلمًا لأتفهِ الأسباب!

 

قالت له زوجةُ عمِّه يومًا:

• لقد كبرت يا "عطاء الله"، وما زلت تأكلُ من طعامي وطعام أولادي! فاذهب واعمل صيادًا مثل عمِّك، واصطد سمكًا وبعْه وأعطني ثمنَه.

 

وأعطته شبكةً ليصطاد الأسماك، كان "عطاء الله" يجهل عملية الصيد تمامًا؛ حيث إنَّ الشباكَ يجب أن تُرمى في وسط البحر، وعليه أن يركبَ قاربًا ليذهبَ إلى وسط البحر، ولكن من أين له هذا القارب؟!

 

رمى "عطاء الله" الشبكة على الشاطئ الصخري، ولما سحبها تقطعت خيوطُها وتلفت، جلس "عطاء الله" حزينًا يبكي، رأته "حنان" فأعطته شبكةً جديدة وسمَكًا كي يرضي زوجةَ عمِّه القاسية، لكن "عطاء الله" رفض ذلك؛ لأنه لا يحبُّ الكذب؛ "فالكذب حبله قصير"، فإن هي صدَّقتْ حكايتَه هذه المرة فإنها ستكشفُ كذبه في المرةِ الثانية.

 

ذهب "عطاء الله" إلى بيتِ عمِّه وقصَّ على زوجة عمِّه ما حدث معه، فوبخته وشتمته، كانت حنان ترى ما تفعل أمُّها "بعطاء الله" فتحزن عليه، ولكنَّها لا تستطيع أن تفعلَ شيئًا، فأمُّها قاسية وعصبية جدًّا، ولكنَّها كانت تواسيه في غيابِ أمِّها، وفي اليومِ التالي طلبت منه أن يصيدَ كذلك سمكًا ويبيعه ويأتيها بثمنه.

 

فذهب إلى البحرِ وكان الجو جميلاً رائعًا، والأطفال يستحمون فيه، فخلع ملابسَه وحذاءه، وراح يسبحُ في الماء الدافئ، وعندما ذهب ليرتدي ملابسَه لم يجدها، فلقد سُرقت هي والحذاء وشبكة الصيد، فذهب عاريًا حافيًا إلى البيت، فلمَّا علمت بذلك زوجةُ عمِّه انهالتْ عليه بالضَّربِ الشديد.

 

بات "عطاء الله" ليلته باكيًا يشكو إلى اللهِ تلك المرأة الظالمة، فرأى في المنامِ أنه يمشي في جزيرةٍ أرضها من اللؤلؤِ وأزهارها من الياقوت وأوراقها من الزمرد، فانتبه عند الفجرِ فتوضَّأ وصلَّى، ثم ذهب إلى البحرِ ليصطاد سمكًا من الشاطئ الرملي، فرأى هناك الأصدافَ الجميلة والرائعة، فتذكَّر "حنان" وأخلاقَها الحميدة، فأراد أن يقدِّمَ لها هدية اعترافًا بفضلِها عليه، فقد كانتْ تُقدم له نصفَ حصتها من الطَّعامِ عندما تحرمُه أمُّها منه، وتصلح له شبكتَه التالفة.

 

جمع "عطاء الله" كثيرًا من الأصدافِ وثقبها، وصنع منها عقدًا جميلاً لحنان، وقدمه لها عند عودتِه إلى البيت، وكان قد صاد بعضَ الأسماك الصغيرة، وقدمها لزوجة عمِّه لتعدها عشاءً للأسرة، لم يعجب ذلك زوجة عمِّه الظالمة، وضربته بحذائها وجرحت رأسَه فسال دمُه، وطردته من البيت، فسار في الطَّريقِ المعتاد على شاطئ البحر؛ لا يعرف أين يذهب!

 

كان يسير ليلاً وينام نهارًا حتى وصل إلى مزرعةٍ على شاطئ البحر، فاستلقى بين نباتاتها، وغطَّ في نومٍ عميق، ولكنه استيقظ على صوتِ رجلٍ يهزه ويصيح به:

• كيف تجرأت على الاقترابِ من مزرعتي؟!

 

وكانت عيناه تقدحان شررًا.

 

خاف "عطاء الله" كثيرًا، ثم شرح للرجلِ قصته، لاَنَ قلبُ الرجلِ وتأثر بكلام "عطاء الله"، ثم قال له:

• ستعمل عندي في هذه المزرعة، وسأعاملُك كأخي.

 

واستمرَّ "عطاء الله" يعملُ في المزرعةِ ويزرع اليقطين والشمام مدة عام، وفي ليلةٍ من الليالي أتاه الرجلُ ومعه قربة فنفخها، وعلَّق عوامتين من اليقطين الناشف، فربطهما بحبلٍ على خصره، ثم قال لـ"عطاء الله":

 

• يا بني، في هذه الليلةِ المقمرة تهبُّ الرياحُ التجارية، وتأتي موجة تعبر البحر من جزيرةِ اللؤلؤ، سأذهب معها ثم أعود منها بعد أسبوع، فإن أتت فادفعني إليها.

 

جلس الرجلُ على الشاطئ ينتظر مجيء الموجةِ، وأخذ يوصي "عطاء الله" ويقول:

• إذا لم أحضر بعد سنةٍ فاذهب إلى ذلك الجبل، وأشار إليه، فهناك بيتنا، وناد بصوتٍ عال: يا عم مسرور، نفِّذ المقدور، وذهب منصور.

 

حزن "عطاء الله" على فراقِ الرَّجلِ الذي عاش مرتاحًا معه، وما هي إلا دقائق حتى جاءت الموجة، فدفعه "عطاء الله" إليها، فحملته معها وغاب عن الأنظار.

 

مرَّ عامٌ و"عطاء الله" ينتظر عودةَ منصور، ولكنَّه لم يعد، فذهب "عطاء الله" إلى الجبلِ ونادى:

• يا عمي مسرور! نفِّذ المقدور، لم يعد منصور.

 

أطلَّ رجلٌ من مغارة في أعلى الجبل، ودلى سلمًا من الحبالِ ونزل إلى "عطاء الله"؛ كان مسرور رجلاً طويلاً نحيفًا، تبدو عليه طيبةُ القلب، فأشفق على "عطاء الله" وقرَّبه منه، ولكن موعد السفر قد حان، فصار يوصيه ويقول:

 

• سأذهبُ إلى الجزيرةِ للبحث عن أخي منصور، فإن مرَّت سنة ولم أعد، فاذهب إلى الجبل ونادِ بأعلى صوتك: يا عم مشهور، نفذ المقدور، وذهب مسرور، كما ذهب منصور.

 

ثم نفخ قربتَه وربط عوامات من اليقطين الجاف على بطنِه وجلس ينتظر الموجة، وبعد لحظات جاءت الموجةُ فطلب من "عطاء الله" أن يدفعَه إليها، فدفعه، حملته الموجةُ وغاب عن الأنظار.

 

انتظر "عطاء الله" مدة سنة قلقًا خائفًا، لكن مسرور لم يعد، فذهب على الجبل ونادى:

• يا عم مشهور، نفذ المقدور، وذهب عمي مسرور كما ذهب عمي منصور.

 

أطلَّ رجلٌ سمين قصير من المغارة، وقال:

• يا "عطاء الله"، أنا أخوهما الأصغر مشهور.

 

ثم أدلى سلمَ الحبال ونزل إلى "عطاء الله"، وصار يوصيه ويقول:

• إننا ثلاثة إخوة رجال، ولنا أم عجوز تعيشُ معنا في هذه المغارة، وهذا سلم الحبال، أتركُه عندك، فإذا مرَّت سنةٌ ولم أعد، فاصعد إليها وارعها؛ لأنها وحيدة، وقد سمعتْ أمِّي عن إخلاصِك ووفائك، فهي تعتبرُك ابنَها الحقيقي، فقد عرفناك من أول يوم أتيت إلينا وأحببناك، أمَّا أمي فعندها مؤونة تكفيها سنة.

 

ثم نفخ قربتَه وجلس ينتظر، وما هي إلا لحظات حتى أتت الموجةُ ودفعه إليها "عطاء الله"، وغاب عن الأنظار.

 

مرَّت سنة كاملة، ولم يعد مشهور، فذهب "عطاء الله" إلى مغارةِ الجبل، فرأى امرأةً عجوزًا تطلُّ منها وتبكي، فرمى "عطاء الله" سلمَ الحبال، وثبته على الصخورِ وصعد إلى المغارة، وأخذ يواسي العجوزَ وقال:

 

• سأذهبُ لأبحث عنهم، سأجدهم - إن شاء الله - يا خالة.

 

توسلتِ العجوز إلى "عطاء الله" أن لا يذهب، وقالت:

• قاتل الله الطمع.

 

وصارت تُريه اللآلئ والمجوهرات التي تملأ المغارة.

 

تعجَّبَ "عطاء الله" مما يرى! وسألها عن سرِّ هذه الرحلة الغامضة، روت العجوزُ "لعطاء الله" قصتَهم، وقالت:

• كان زوجي - رحمه الله - تاجرًا كبيرًا يذهب إلى جزيرةِ اللؤلؤ على موجةٍ تأتي في ليلة مقمرة، في مثل هذا الوقت مرةً في السنة، ويعود بعد أسبوعٍ ومعه كثيرٌ من اللآلئ والجواهر، وكان يحتفظُ بالسر، وعندما حضرته الوفاةُ باح بالسر لابنه الأكبر منصور، وعندما سافر منصور باح بالسر لأخيه مسرور، وعندما سافر مسرور باح بالسر لأخيه مشْهور، ثُمَّ أوصاني مشهور أن أبوحَ لك بالسر، ولكني أحبُّ أن تبقى بجانبي ترعاني، ولا أحبُّ أن تعرِّضَ نفسَك للمخاطر، وعندي ثروةٌ كبيرة تكفيني وتكفيك طوال حياتنا.

 

ولكن "عطاء الله" قال:

• يا خالة، إنَّ من الوفاءِ أن أبحث عنهم.

 

ذهب "عطاء الله" إلى السوقِ وأحضر كلَّ ما تحتاجُه من مأكلٍ ومشرب وملابس تكفيها مدة سنة، ثم ودَّعها لأنَّ موعدَ الموجة قد حان، فدعت له بالتوفيقِ وأعطته قربةً وقارورة زيت زيتون، كان زوجُها يدهن جسمَه؛ لأنه مبارك ويسهل انزلاقه على ظهر الموجة.

 

صلَّى "عطاء الله"، ودعا ربَّه أن ييسر أمرَه، وذهب إلى البحر، ودهن جسمَه بالزيت، كان القمر يرسل أشعتَه الفضِّية على رمالِ الشاطئ حين حضرت الموجة، فانزلق "عطاء الله" إليها، فحملته تقلبُه رأسًا على عقب، فغاب عن الوعي، وعندما صحا وجد نفسَه في جزيرةِ اللؤلؤ، نظر حولَه فرأى ما لم تره عين، ولم تسمعه أذن، ولا خطر على قلبِ بشر.

 

كانت الشمس ترسل أشعتَها الذهبية على الجزيرة، فانتعش "عطاء الله"، وقام يتجولُ في تلك الجزيرة السَّاحرة، يسمع غناءَ الطيور ويرى الأزهارَ الجميلة من الياقوتِ الحمر والأصفر، والأوراق الخضراء من الزبرجدِ والحصى من اللآلئ والجواهر الثمينة، سمع "عطاء الله" صوتَ غناء فاتجه نحوه وهو يحسُّ أنه يعرفُ صاحبَه، فإذا به أمام منصور، فناداه "عطاء الله"، صار منصور يمد يدَه ويلتفتُ يمينًا وشمالاً ويبحث عن "عطاء الله"، فعرف عطية أنَّ منصورًا صار أعمى، فضمَّه إلى صدرِه، وجلس معه فترة ثم راح يبحثُ عن أخويه، وبينما هو يسيرُ رأى مسرورًا يشوي لحمًا، فصار "عطاء الله" يناديه فلم يسمعْه، فاقترب منه، فلمَّا رأى مسرورٌ "عطاء الله" فرح كثيرًا، وقال:

 

• إنني فقدتُ سمعي.

 

حزن "عطاء الله" عليه كثيرًا وأخذه إلى منصورٍ وتركهما، وأخذ يبحث عن مشهور.

 

وبينما هو يسيرُ بجانبِ نهرٍ في الجزيرة؛ إذ هو وجهًا لوجه أمام مشهور، فاقترب "عطاء الله" منه، فلم يقم مشهور لمعانقةِ "عطاء الله"، فعرف أنه أصبح كسيحًا، وأنه يعيشُ بجانبِ النَّهرِ يشرب منه، ويأكل من فواكه الجزيرة، فرح مشهور كثيرًا لما سمع أنَّ "عطاء الله" وجد أخويه، وطلب منه أن يحضرهما.

 

جلس الرِّجالُ الأربعة يتشاورون فيما بينهم، قال مشهور: أنا أصنعُ لكم قربًا، أحضروا لي جلودَ ثيران لأعملَها لكم وأنا جالس هنا، وأخذ الرجالُ يتذكرون أمَّهم العجوز، ويدعون الله أن يروها بخير، أمَّا "عطاء الله" فتذكر عمَّه الصياد المسكين المغلوب على أمرِه، ودعا الله أن يراه بخير.

 

راح "عطاء الله" ومسرور يصيدان الثيرانَ ويسلخان جلودَها، ثم صنع مشهور قربًا من الجلودِ وأكياسًا ملأوها باللؤلؤِ والجواهر النَّادرة، واستعدوا لمغادرةِ الجزيرة، وعندما جاء موعدُ الموجةِ وطلع القمر بدرًا في السَّماء، رتَّب "عطاء الله" الرِّجالَ وربط قربهم مع بعضِها بالحبال، صارت القِربُ سفينة غريبة عجيبة، كان هو في المؤخرة، ومسرور في المقدمة، ومشهور ومنصور في الوسَط، أمسك كلُّ واحد منهم بظهر أخيه وانطلقوا على بركةِ الله، هاج البحرُ وماج، وقلبهم رأسًا على عقب.

 

وبعد أيام قضوها في خوفٍ ورعب شديدين، وصلوا الشاطئ بسلام، ولما نزلوا إلى البرِّ صاح منصور فرحًا:

• إني أرى والحمد لله.

 

وقال مسرور:

• إني أسمعُ كلامَكم، الحمد لله.

 

نهض مشهور وصار يقفزُ فرحًا ويقول:

• أنا أمشي مثلكم، الحمد لله.

 

فرح "عطاء الله" كثيرًا، وحمد الله على نعمائه وفضلِه.

 

شكره الإخوةُ الثلاثة على إخلاصِه ووفائه، وشكرهم "عطاء الله" على عطفِهم وحنانهم ورعايتهم له، ثم ذهبوا إلى المغارةِ في الجبل، رأى "عطاء الله" العجوزَ تطلُّ من بابِ المغارة وهي تبكي فرحًا بعودة أولادِها، فصعد سلم الحبال مع الرِّجال إلى المغارة، عانقت العجوزُ أولادَها وضمتهم إلى صدرِها، وطلبت من "عطاء الله" أن يعيشَ معهم إلى الأبدِ كواحدٍ من أبنائها.

 

تذكَّر "عطاء الله" عمَّه الصياد المسكين الفقير وابنتَه حنان ذات القلب الكبير، فحنَّ إليهما قلبُه واشتاق لرؤيتهما، وأبت شهامتُه أن يتركَ عمَّه فقيرًا بعد غيابه الطويل، فأخبر الرِّجالَ بما ينوي واعتذر إليهم، فقاسموه اللآلئ والجواهر، فحمل حصتَه منها وذهب إلى بيتِ عمِّه بعد أن لبس أحسنَ الثياب.

 

عندما وصل، لم يعرفه أحدٌ في البلدِ؛ لأنه صار شابًّا جميلاً غنيًّا، فحسبوه أميرًا فهابوه، وأخذوا يسألونه عمَّا يريد، وكم كانت دهشتُهم كبيرة عندما سألهم عن بيتِ عمِّه الصياد!

 

دقَّ "عطاء الله" البابَ ففتحت حنان، فرأى عقدَ الصدفِ الذي أهداها إياه قبل رحيلِه في عنقها، قالت له:

• ماذا تريد أيها الأمير؟

 

قال:

• أنا "عطاء الله"؛ ابن عمك.

 

وأخرج عقدًا من اللؤلؤ الفاخر وألبسها إياه، وقال لها:

• لقد أغناني الله.

 

استقبلته حنان بأدبٍ ورحبت به، وفي المساءِ حضر عمُّه الصياد فرآه "عطاء الله" عجوزًا ضعيفًا، فحزن عليه وقبَّله، أمَّا امرأة عمِّه فجاءت واعتذرت له وطلبت السماحَ منه، فسامحها وعفا عنها.

 

وبعد أيامٍ تمت خطوبة "عطاء الله" من حنان، التي كانت اسمًا على مسمى، رمزًا للشفقةِ والرحمة.

 

وأعلنوا الأفراحَ، والليالي الملاح، وعاش "عطاء الله" مع حنان فتراتٍ من الزمان، في سعادةٍ وأمان، ومرَّت عليهم السنون، وصار لهم بنات وبنون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طارت الأمانة (قصة للأطفال)
  • جزيرة الإسلام (قصيدة تفعيلة)

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • اقرأ (قصة قصيرة 2) (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 1) (قصة للأطفال)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مصادرة وقصص أخرى (قصص قصيرة جدًّا)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • أطوار القصة القصيرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)

 


تعليقات الزوار
4- الشكر لله على نعمه علينا
زائر - سورية - حماة 25-07-2013 07:53 AM

قصة معبرة ورائعة وذات قيم نبيلة بارك الله فيكِ ووفقكِ إلى خير الدنيا والآخرة.... اللهم آمين....

3- c'est bon
sahar - sfax 28-10-2012 02:25 PM

لقد أعجبتني القصة

2- جميلة جدا
ندى محمود جمال - قنا - مصر 14-10-2012 10:25 PM

جميلة جدا بارك الله فيك يا دعاء

1- قصة رائعة.. أسلوب مميز ..قيم نبيلة .. وفقك الله
د. محمد أنس - الأردن 29-10-2011 02:05 AM

ما شاء الله .. تبارك الله ...

وإن شاء الله من الفائزات في الدنيا و الآخرة ..

إنها بحق قصة رائعة جدا..و أسلوب مميز ..

يا لها من معاني و قيم نبيلة .. نحن بحاجة للتأكيد

عليها قولا و فعلا في واقعنا المعاصر:

الصبر والعفاف والوفاء والشجاعة والتسامح....

وفقك الله .. اللهم آمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب