• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

التعجب بين البصريين والكوفيين

د. محيي الدين توفيق إبراهيم

المصدر: مجلة آداب الرافدين، العدد 5، ص3-14
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/1/2007 ميلادي - 6/1/1428 هجري

الزيارات: 58944

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عرف ابن عصفور (ت669) التعجب، بأنه استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها، وخرج بها المتعجب منه عن نظائره[1]، وعرفه بدر الدين بن مالك وهو ابن ناظم الألفية، بأنه استعظام فعل فاعل ظاهر المزية فيه[2]. وأورد ابن حمدون على تعريف ابن عصفور، أنه غير جامع لأنه لا يشمل {كيف تكفرون بالله}[3] ولا نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ((سبحان الله المؤمن لا ينجس)) مما التعجب فيه من أصل الوصف لا الزيادة فقط لأن التعجب في الأول من أصل الكفر، وفي الثاني من ظن أبي هريرة أن المؤمن ينجس، ولا يشمل نحو ما أخصره من اختصر المبني للمفعول، لأن التعجب فيه من وصف المفعول لا من وصف الفاعل، وهو وإن كان شاذاً فلابد من شمول التعريف له، وبأن فيه دوراً لأخذ المتعجب منه في حد التعجب، فيتوقف التعجب على المتعجب منه، والمتعجب اسم مفعول مشتق من التعجب ومعرفة المشتق منه الذي هو التعجب سابقة على معرفة المشتق وهو المتعجب منه فجاء الدور، لأن هذا التعريف إنما هو للتعجب لغة لا إصطلاحاً، والتعجب اصطلاحاً هو اللفظ المتعجب به، وكلام النحاة إنما هو في الألفاظ لا في المعنى[4].
ولعل تعريف الرضي الاسترابادى للتعجب أقرب إلى حقيقته وأوضح، يقول: "التعجب انفعال يعرض للنفس عند الشعور بأمر يخفى سببه، ولهذا قيل إذا ظهر السبب بطل التعجب"[5][6].
وللتعجب في اللغة العربية أساليب كثيرة أغلبها سماعي منها قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم} وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "سبحان الله إن المؤمن لا ينجس))، وقولهم لله أنت، وقول الشاعر:
واها لليلى ثم  واها  واها        هي المنى لو أننا نلناها[7]
وقول الآخر[8]:
بانت  لتحزننا  عفاره        يا جارتا ما أنت جاره
وقول الآخر انشده أبو علي[9]:
يا  هي   مالي   قلقت   محاوري        وصار أشباه الفغا ضرائري[10]
وقول حميد الأرقط:
ألا    هيما    مما    لقيت    وهيما        وويحاً لمن لم يدر ما هن ويحما[11]
ولله دره فارساً، ويالك من رجل، وكاليوم رجلاً، وويلمه رجلاً، وناهيك به[12]، وقاتله الله من شاعر، ولا شل عشره، ولا شل عشره[13]، وأبرحت ربا[14]، وحسبك بزيد رجلاً، وكفى به عالما[15].
وقد يستفاد من الاستفهام معنى التعجب نحو: (مالي لا أرى الهدهد)[16].
على أن النحاة يعنون بصيغتين هما صيغة ما أفعله وأفعل به لاطرادهما[17].

ويقع الخلاف على ما ترويه كتب الخلاف في صيغة ما أفعله. فذكروا أن البصريين يذهبون إلى أنه فعل جامد، وأن فهي فاعلاً مستتراً، وأن المتعجب منه منصوب على أنه مفعول به لهذا الفعل، فإذا قلنا ما أجمل السماء، فإن معناه شيء عظيم أجمل السماء، أي جعلها جميلة، وواضح ما في هذا من تكلف وإبعاد بهذا الأسلوب الانفعالي عن غايته وبلاغته. وطبيعي أن الذي دفعهم إلى مثل هذا التأويل كغيره من التأويلات، سيطرة نظرية العامل والمعمول عليهم، وعدم استطاعتهم أن يفهموا أن هناك اسماً يمكن أن يقع في الجملة العربية لا يخضع لعمل عامل فلابد أن يكون لكل مرفوع رافع، ولكل منصوب ناصب، ولكل مجرور جار. وهذا أيضاً هو الذي جعلهم يحارون في توجيه معنى (ما) التعجبية فذهب جمهورهم إلى أنها نكرة تامة بمعنى (شيء) في محل رفع مبتدأ، وأن الجملة بعده المؤلفة من (أفعل التعجب والضمير المستتر فيه والمتعجب منه) في محل رفع خبر، وذهب الأخفش (ت207هـ) إلى أنها اسم موصول مبتدأ والجملة بعده صلته والخبر محذوف والتقدير الذي أجمل السماء شيء عظيم، وذهب بعضهم إلى أنها اسم إستفهام مبتدأ والجملة بعده خبر عنه، والتقدير أي شيء أجمل السماء. وذهب بعضهم إلى أنها نكرة موصوفة، والجملة التي بعدها صفة لها والخبر محذوف، والتقدير شيء أجمل السماء عظيم[18].

أفعل التعجب عند الكوفيين:
نسب ابن الأنباري إلى الكوفيين القول باسمية أفعل التعجب، ونص على أن الكسائي منهم ذهب في هذا مذهب البصريين الذين يقولون بفعليتها[19].
واحتج الكوفيون فيما يذكر ابن الأنباري على أسميته بجموده، وعدم تصرفه تصرف الأفعال، وأنه يصغر والتصغير من خصائص الأسماء، واستشهدوا بقول الشاعر[20]:
ياما   أميلح   غزلاناً    شدن    لنا        من هاؤليائكن الضال[21] والسمر
ورفضوا قول البصريين بأنه إنما صغر لجموده، فأضبه الإسم من هذه الناحية، قالوا إن هذا ينتقض بليس وعسى وصيغة أفعل به في التعجب، فهذه جميعها جامدة، ومع ذلك لا يجوز تصغيرها ولو كان الجمود يبيح التصغير لجاز تصغيرها. واحتجوا أيضاً بصحة عينه وعدم إنقلابها ألفاً في نحو: (هذا أقوم منك وأبيع منك) ولو كان فعلاً لوجب أن تعل عينه وتقلب ألفاً كما قلبت من الفعل في نحو قام وباع وأقام وأباع. وردوا على البصريين في تقديرهم لمعنى ما أعظم الله ونحوه بأن تقديره شيء أعظم الله. وقالوا إن هذا يعني أن الله عظيم بفعل فاعل وهذا غير صحيح[22].
ومن الواضح أن ابن الأنباري قد لخص مسألته هذه عن استاذه ابن الشجرى فلم نجد لها ذكراً عند غيره، حتى السيرافي الذي أولع بذكر المسائل التي اختلف عليها الكوفيون والبصريون لم يذكرها، بل اكتفى بإيراد مذهب سيبويه في عله تصغيره وهو جموده الذي رده الكوفيون كما ذكرنا آنفاً[23].

أما ابن الشجري فقد خصص لهذه المسألة المجلس التاسع والخمسين[24]، وقد لخصها ابن الأنباري عنه، فكل ما أورده من حجج البصريين والكوفيين، والرد على الكوفيين ذكره ابن الشجرى إلا في احتجاج الكوفيين اعتراضهم على القول بأن (ما أعظم الله) تقديره شيء أعظم الله. وكل الشواهد من القرآن الكريم والشعر مذكوره في أمالي ابن الشجرى، ولم يزد ابن الأنباري على أن اختصر كلام ابن الشجرى وحذف بعض عباراته وحور بعضها الآخر وغالباً ما ينقل كلامه نصاً، على أن ابن الأنباري ذكر حجج الكوفيين على حدة وذكر حجج البصريين واعتراضات الكوفيين عليها وجواب البصريين على الاعتراضات على حدة أيضاً، وأورد في رده على الكوفيين ردود البصريين عليها. أما ابن الشجرى فقد أورد بعض حجج البصريين ثم رد الكوفيين عليها، وبعض حجج الكوفيين ثم رد البصريين عليها وكرر ذلك إلى آخر المجلس.
وأغلب الظن أن هذه الآراء التي نسبها ابن الشجرى إلى الكوفيين عامة ونقلها عنه ابن الأنباري ليست من قول الكوفيين المتقدمين، ولا تعد مذهباً كوفياً يعول عليه، ولعلها نقلت عن بعضهم وخاصة المتأخرين منهم.
وليس في المسألة التي ننشرها لأبي بكر الأنباري أي قول، أو أية حجة مما نسب إليهم، ومذهبه كما يبدو قريب من مذهب البصريين، فهو يتفق معهم في أن (ما) التعجبية مبتدأ مرفوع بما في أحسن. أما قوله بأن عبدالله منصوب على التعجب فلا أظنه يريد إلا أنه منصوب على المفعولية، فلا يعرف عن الكوفيين أنهم عدوا من المنصوبات المتعجب منه.

رأي المحدثين:
وينظر المحدثون إلى أن أسلوب التعجب القياسي في صيغتيه (ما أفعله)، و(أفعل به) على أنه من الأساليب التي كان لها استعمال خاص، ثم جمد بعد ذلك. ومن غير المجدي تطبيق التحليل الأعرابي للجملة الإسنادية على هذا النوع من الأساليب.
ويرى الدكتور مهدي المخزومي أن (ما) في صيغة (ما أفعله) كانت في الأصل هي (ما) التي يكنى بها عن غير العاقل المستعملة في الاستفهام، ثم ضاع الاستفهام منها باستعمالها مع (أفعل) متلازمتين في التعجب[25].
وهذا الرأي في حقيقته لا يبعد كثيراً عن رأي الكوفيين في معنى (ما). فهم يذهبون إلى أن قولهم (ما أحسن زيداً معناه أي شيء أحسن زيداً)[26].
ورأى المخزومي في أن بناء (أفعل) في التعجب ((هو بناء الأفعال، ولكنه باستعماله في التعجب جمد، وفقد دلالة الفعل[27]))، وهو رأي يقارب رأي البصريين كما عرفنا سابقاً، إذ يذهبون إلى أنه فعل خلافاً للكوفيين الذين يذهبون إلى أنه اسم. فهو يذهب في توجيهه لـ(ما) التعجبية مذهب الكوفيين، وفي نظرته إلى (أفعل) التعجب مذهب البصريين، غير أنه يزيد على المذهبين بأن الصيغة في مجمله قد جمدت، فلم يعد يلحظ فيها الاستفهام أو الفعلية.

ولعل تحليل الدكتور إبراهيم السامرائي لجملتي التعجب أقرب إلى علم اللغة الحديث، وأبعد عن التكلف الذي وقع فيه النحاة القدامى، ومن تبعهم من المحدثين. فهو يرى أن انشغالهم بالاعراب هو الذي دفعهم إلى تفسير (ما) التعجبية تلك التفسيرات المعروفة والمذكورة في كتب النحو، (وكان أصلح للعربية والنحو العربي أن يقتصر في هذا التركيب على القول بأن ذلك أسلوب التعجب الذي يتألف من (ما) التعجبية متلوة بـ(فعل) على أفعل أو بـ(أشد ونحوها) متلوة بالمصدر في حالات أخرى سطرها النحاة فيما كتبوا. وأن هذا (الفعل) من الأفعال الخاصة غير المتصرفة التي جاء بناؤها لتكون مادة صالحة للإعراب عن التعجب[28]..
وهو يذهب مذهب المخزومي في الإقرار بفعلية (أفعل) في (ما أفعله) و(أفعل) في (أفعل به)، (فهما من المواد الفعلية التي بنيت على هذه الصورة المخصوصة ففارقت التصرف وابتعدت عن قبول علامات الأفعال، وذلك لإنصرافها عن عناصر الفعلية وهي الدلالة على الحدث، وترشحها لزمان ما لتؤدي أسلوب التعجب[29].

كتاب مسألة من التعجب
يحتفظ معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بنسخة مصورة على ميكروفيلم من كتاب مسألة من التعجب لأبي بكر الأنباري برقم 149 نحو، وهي نسخة مصورة عن نسخة مكتبة كوبريلي برقم 1393 – 6. وتقع المخطوطة في ثلاث ورقات من الحجم الصغير، كتبت سنة 936 تقريباً، أولها بعد البسملة ((رب يسر يا كريم. مسألة من التعجب من إلقاء أبي بكر محمد بن الأنباري)). وفي آخر المخطوطة كتب بخط مغاير ما يلي:
((الحمد لله انهيته قراءة على عين الأعيان ونادرة الزمان جاعل المعاني كالعيان ومبرزها بالفعل بعد الإمكان أبي الحسن علي بن موسى البحري المالكي امتع الله بحياته، وذلك في السابع والعشرين من شعبان المكرم سنة 936 كتبه سليم ابن عبدالرحمن المغربي الحربي حامداً ومصلياً ومسلماً)).

بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة من التعجب من إلقاء أبي بكر محمد بن الأنباري[30]
نقول ما أحسن عبدالله (ما) رفع رفعتها بما في أحسن[31]، ونصبت عبدالله على التعجب وتقول في الذم ما أحسن عبدالله ((فما)) لا موضع لها لأنها جحد[32] ورفعت عبدالله بفعله وفعله ما أحسن. وتقول في الاستفهام ما أحسن عبدالله؟ ((فما)) رفع بأحسن وأحسن بها[33]. والتأويل أي شيء فيه حسن أعيناه أو أنفه.
وتقول إذا رددته إلى نفسك في التعجب ما أحسنني فما رفع بما في أحسنني والنون والياء موضعهما نصب على التعجب. وتقول في الذم إذا رددته إلى نفسك ما أحسنت فما جحد لا موضع لها والتاء مرفوعة بفعلها، وفعلها ما أحسنت. وتقول في الاستفهام ما أحسني؟ فما رفع بأحسن وأحسن بها والياء في موضع خفض بإضافة أحسن إليها. فإن قلت أباك ما أحسن وأحسن بها والياء في موضع خفض بإضافة أحسن إليها. فإن قلت أباك ما أحسن أو ما أباك أحسن كان محالاً لأنه[34] ما نصب على التعجب لا يقدم على التعجب لأنه لم يعمل فيه فعل متصرف فيتصرف بتصرفه. وكان الكسائي يجيز أبوك ما أحسن. قال لما لم أصل إلى نصب الأب اضمرت له هاء تعود عليه فرفعته بها، والتقدير أبوك ما أحسنه. وقال الفراء لا أجيز الأب لأنه ليس هاهنا دليل يدل على الهاء ولا أضمر الهاء[35] إلا مع ستة أشياء مع كل ومن وما وأي ونعم وبئس وتقول عبدالله ما أحسنه ترفع عبدالله بما عاد عليه من الهاء وترفع ((ما)) بما في أحسن، والهاء موضعها نصب على التعجب. وتقول عبدالله ما أحسن جاريته من قول الكسائي. قال لما لم أصل إلى نصب الأول اضمرت له هاء فرفعته، والفراء يحيلها[36]، قال: ليس ها هنا دليل على الهاء، وتقول في الاستفهام عبدالله ما أحسنه؟ ترفع عبدالله بأحسن وأحسن بعبد الله، وما إستفهام والهاء موضعها خفض بإضافة أحسن إليها. فإن قلت عبدالله ما أحسن كان محالاً وأنت تضمر الهاء لأن المخفوض لا يضمر ولأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد فلا يفرق بينهما فلا تضمر المخفوض وتظهر الخافض.

وتقول عبدالله ما أحسن ترفع عبدالله بما في أحسن وما جحد لا موضع لها. وإذا قلت ما أحسن عبدالله فأردت أن تسقط ما وتتعجب قلت أحسن بعبدالله وإذا أردت أن تأمر من هذا قلت يا زيد أحسن بعبدالله رجلاً، وإذا ثنيت قلت يا زيد أن أحسن بعبدي الله رجلين، ويا زيدون أحسن بعبيد الله رجالاً، وتنصب رجالاً على التفسير[37] وأحسن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث لأنه اسم جنس، وأحسن ليس بأمر للمخاطب وإنما معنى أحسن به ما أحسنه، قال الله تبارك وتعالى: {أسمع بهم وأبصر}[38] معناه والله أعلم ما أسمعهم وأبصرهم، وتقول كان عبدالله قائماً فإذا تعجبت منه قلت ما أكون[39] عبدالله قائماً فما مرفوعة بما في أكون واسم كان يضمر فيها وعبدالله منصوب على التعجب وقائماً خبر كان، فإن خرجت ما وتعجبت قلت أكون بعبدالله قائماً، وأكون بعبدي الله قائمين وأكون بعبيد الله قياماً، وأحسن بعبدالله رجلاً.
قال الفراء لما لم أصرح برفع الإسم أدخلت الباء لتدل على المطلوب ما هو وتأويله عبدالله حسن فلما لم تصل إلى رفع عبدالله جئت بالباء لتدل على المطلوب ما هو. وإذا قلت ظننت عبدالله قائماً فأردت أن تتعجب بما قلت ما أظنني لعبدالله قائماً فإن قال أسقط ما وتعجب قلت أظنن بي لعبدالله قائماً.

مصادر البحث ومراجعه
1 - الاشموني: مطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر 1939م.
2 - ابن الأنباري: أبو البركات – الإنصاف في مسائل الخلاف – مطبعة الاستقامة، القاهرة 1945م.
3 - الأنباري – أبو بكر – شرح القصائد السبع الطوال – القاهرة – دار المعارف 1963م.
4 - بدر الدين بن مالك: شرح ابن الناظم – مطبعة القديس جاورجويس – بيروت 1312هـ.
5 - ابن حمدون: حاشية ابن حمدون على شرح المكودي.
6 - الرضي الاسترابادي: شرح الكافية – المطبعة العامرة المحمية – 1275هـ.
7 - السامرائي – الدكتور إبراهيم – الفعل زمانه وابنتيه – مطبعة العاني – بغداد 1966م.
8 - السيرافي: شرح الكتاب – مخطوطة – جامعة القاهرة.
9 - السيوطي: بغية الوعاة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – مصر 1964م.
10 - ابن الشجرى: امالي ابن الشجرى، دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد الدكن 1349هـ.
11 - ابن عصفور المقرب مطبعة العاني – بغداد 1971م.
12 - ابن عقيل – شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك – مطبعة السعادة – مصر 1964م.
13 - الفراء: معاني القرآن – مطبعة دار الكتب 1955م.
14 - محيي الدين توفيق – دكتور – ابن الأنباري في كتابه الإنصاف – مخطوط.
15 - محيي الدين توفيق – دكتور – ابن السكيت اللغوي – مطبعة الجاحظ – بغداد 1969م.
16 - المخزومي – الدكتور مهدى – في النحو العربي – قواعد وتطبيق – القاهرة 1966م.
17 - ابن هشام – أوضح المسالك – دار إحياء التراث العربي – بيروت 1966م.
ـــــــــــــــــــ
[1]  المقرب 1/71، وانظر حاشية ابن حمدون على شرح المكودي ص237.
[2]  شرح ابن الناظم ص176، وانظر شرح الأشموني 4/165.
[3]  آية 28 من سورة البقرة.
[4]  حاشية ابن حمدون ص238.
[5]  هكذا في الأصل، ولعل الأصح ((بطل العجب)).
[6]  شرح الكافية 2/307، ونسب الصبان 3/16 هذا التعريف إلى الدماميني خطأ.
[7]  هذه رواية ابن الناظم، وفي شرح الأشموني 4/165 (واها لسلمى) ويبدو أن هذا البيت ملفق من عدة أبيات لأبي النجم العجلي، رواه صاحب اللسان في مادة (ويه) وهي:
واها لريا ثم واها واها
ياليت عيناها لنا وفاها 
بثمن نرضي به أباها
فاضت دموع العين من جراها
هي المنى لو أن نلناها 
[8]  هو الأعشى ميمون بن قيس.
[9]  نسب ابن الناظم إنشاد هذا البيت لأبي علي، ونسبه ابن منظور اللسان مادة (هيا) إلى أبي عبيد.
[10]  اللسان 20/252.
[11]  اللسان 20/253.
[12]  في اللسان مادة (نهى) وقولهم ناهيك بفلان معناه كافيك، من قولهم قد نهى الرجل من اللحم وأنهى إذا أكتفى منه وشبع 20/221.
[13]  اللسان مادة (شلل)، لا شل عشرك أي أصابعك.
[14]  هذه العبارة من بيت للأعشى وهو:
أقول لها حين جد الرحيل
أبرحت ربا وأبرحت جارا
قال ابن منظور في اللسان مادة (برح) أي (اعجبت وبالغت) وقيل معنى هذا البيت ((أبرحت)) أكرمت أي صادفت كريماً وأبرحه بمعنى أكرمه وعظمه: وقال أبو عمرو برحي له ومرحى له إذا تعجبت منه وانشد بيت الأعشى وفسره فقال معناه أعظمت رباً وقال آخرون أعجبت ريا ويقال أكرمت من رب.
[15]  أنظر هذه الأساليب: إبن الناظم 176، إبن عقيل 1/668، إبن هشام في أوضح المسالك شرح الكافية 2/307، شرح الأشموني، حاشية إبن حمدون 237 – 238.
[16]  حاشية الصبان 3/17، والآية 20 من سورة النمل.
[17]  يضيف إبن عصفور صيغة فعل بضم العين إلى صيغتي التعجب كقولهم ضرب زيد أي ما أضربه وضرب يزيد أي أضرب به. ينظر الممرب 1/74 – 78 والنحاة يعدون هذا من أساليب المدح أو الذم.
[18]  شرح ابن عقيل 2/150.
[19]  الانصاف مسألة 15.
[20]  النحاة الذين استشهدوا بهذا البيت لم يسموا قائله ونسبه الباخرزى (دمية القصر طبعة حلب) إلى بدوي إسمه كامل الثقفي وفي طبعة القاهرة من الدمية 1/66 إسمه كامل المنتفقي، ونسبه العيني إلى العرجي. انظر هامش 4/167 من شرح الأشموني، وانظر حاشية الصبان 3/18.
[21]  الضال هو السمار البري، اللسان مادة (ضيل) 13/422، والسمر ضرب من العضاه وقيل من الشجر صغار الورق قصار الشوك، اللسان (مادة سمر) 6/45.
[22]  انظر احتجاج الكوفيين في المسألة نفسها ص81.
[23]  انظر السيرافي، شرح الكتاب 6/169 (مخطوط).
[24]  الأمالي 2/129 – 146.
[25]  المخزومي: في النحو العربي قواعد وتطبيق ص215.
[26]  أنظر شرح الأشموني 4/176.
[27]  المخزومي: في النحو العربي قواعد وتطبيق ص215.
[28]  الدكتور إبراهيم السامرائي – الفعل زمانه وأبنتيه ص73.
[29]  المصدر السابق ص73.
[30]  أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الأنباري. كان من أعلم الناس بالنحو والأدب وأكثرهم حفظاً. سمع من ثعلب وخلق، وكان صدوقاً فاضلاً ديناً خيراً من أهل السنة وكان مشهوراً بحفظه، وقد أخذ عنه جماعة منهم الدارقطني. توفي في بغداد سنة 328. انظر ترجمته في البغية 1/212.
[31]  يريد الضمير المستتر في أحسن، والرافع بالضمير العائد الذكر من أقوال الكوفيين.
[32]  الجحد: النفي وهو من مصطلحات الكوفيين، انظر معاني القرآن للفراء 1/8.
[33]  الكوفيون يقولون بأن المبتدأ والخبر يرفع أحدهما الآخر. انظر الإنصاف مسألة 5. وانظر بحثنا ابن الأنباري في كتابه الإنصاف (مخطوط) ص219. وانظر أيضاً شرح القصائد السبع الطوال لأبي بكر الأنباري نفسه ص317.
[34]  هكذا في الأصل ولعل الصحيح أن تحذف الهاء.
[35]  الإضمار بمعنى الخوف من مصطلحات الكوفيين.
[36]  أي يعدها من المستحيل.
[37]  التفسير: التمييز وهو أيضاً من مصطلحات الكوفيين. انظر كتابنا ابن السكيت اللغوي ص32.
[38]  سورة مريم: آية 38.
[39]  أجاز الكوفيون اشتقاق أفعل التعجب من الفعل الناقص، ومنعه البصريون. أنظر شرح ابن عقيل 2/154.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص بحث: معمر بن راشد ومرويات البصريين عنه في الصحيحين
  • التعجب
  • نحو البصريين بين التقعيد والواقع اللغوي لإبراهيم محمد إبراهيم داود

مختارات من الشبكة

  • أفعل التعجب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العلامة الإعرابية بين القدماء والمحدثين: دراسة في أساليب (النداء، التعجب، المدح والذم، الإغراء والتحذير) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دعاء التعجب والأمر السار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمور تدعو إلى التعجب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح الأسماء العاملة - التنازع - التعجب - العدد - الوقف(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • بحث حول صيغتي التعجب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الأربعون العقدية: بلوغ الربى شرح حديث ضحك النبي تعجبا(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • أشياء كانت تعجب الرسول عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث أبي هريرة: "بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلوغ الربى شرح حديث: ضحك النبي تعجبا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب