• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

استعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم

د. محمد رضا الشخص

المصدر: الدرعية: العددان 39/40، رمضان - ذو الحجة 1428هـ/ أكتوبر - ديسمبر 2007م
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/12/2010 ميلادي - 30/12/1431 هجري

الزيارات: 178453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم

دراسة بلاغية

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد بن عبدالله سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه الميامين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

فإن هذه الدراسةَ تتناول جانبًا من الأسلوب القرآني متمثلاً في استعمال بعض الألفاظ المترادفة، وتتبُّع سياقاتها المختلفة، وقد تمَّ اختيار لفظتي (الشك، والريب) نموذجًا لذلك.

 

وتهدف هذه الدراسة إلى التأكيد على احتلال المفردات القرآنية مواضعَها في السياق الذي وردت فيه، حيث لا يمكن أن تصلح مكانَها لفظةٌ أخرى، وذلك أمر ينبغي التسليم به قبل أيِّ دراسة للأسلوب القرآني.

 

ومن هنا يظهر الفرق بين الدراسات التي تتناول القرآن الكريم، والدراسات التي تتناول النصوصَ الأدبية الأخرى، سواء كانت نثرًا أم شعرًا.

 

فدارس النص القرآني، أو الباحث في أسلوبه، يدرك تمام الإدراك أنه أمام ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾[1]، فهو كلام الله، وليس كلام بشر، وغاية ما نصل إليه من حكمٍ على جماله، ورقَّته، وحلاوته، وتناسب إيقاعه، مرهونٌ بما لدينا من قدرات البشر العقلية، والثقافية، والذوقية، ولا نستطيع الغور في بحور إعجازه إلى أكثرَ من ذلك، بينما نتناول النصوص الأخرى غير القرآن - مهما ارتفعتْ ببلاغتها - ونحكم على أسلوبها بأحكام تجنح إلى الرضا عنها تارةً، وإلى الاعتراض عليها تارة أخرى، ونحن على يقين بأنه لا يتعسَّر على بليغ أن يأتي بأفضل منها، كما أنه من الممكن - دون أي حرج - أن نستبدل في هذه النصوص كلمة بأخرى، أو نغير تركيبًا بتركيب أرقَّ وأجمل، وهذا ما لا يتفق مع النص (القرآني)؛ إذ ﴿ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾[2].

 

ومن هنا تكمن أهمية هذه الدراسة التي تبرز جانبًا من الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم متمثلاً في الجانب اللفظي، وتتأكَّد هذه الأهمية في دراسة الكلمات التي يُظن فيها الترادفُ عند عدد من اللُّغويين، وهي في القرآن - كما كشفتْ عنها هذه الدراسة - ليست كذلك؛ بل هناك فوارقُ دقيقةٌ يمكن للباحث المتأمِّل في ألفاظ القرآن الكريم الوصولُ إليها، متى بذل جهده في ذلك، وأسعفه التوفيق الإلهي في قصده ومسعاه.

 

ويكفي أن يضع الدارس لآيات الذِّكر الحكيم في ذهنه - وهو مطمئن وعلى يقين - أن كل لفظة في القرآن الكريم لها معنى يميِّزها عن غيرها، ولا يمكن أن تحل مكانها لفظةٌ أخرى في سياقها؛ لأن لكل واحدة منها دلالتَها الدقيقة الخاصة بها، وإيحاءها المستقل، الذي لا يمكن أن يتحقَّق باستعمال لفظة مرادفة لها.

 

ومعلوم أن البحث البلاغي في القرآن الكريم يعني البحثَ في أفصح نصٍّ عربي، وأصدق مأثور لغوي، نص لم تصل إليه يدُ التحريف، ولم يصبْه ما أصاب غيرَه من تغيير أو تبديل، وأضف إلى ذلك احتواءه على كنوزٍ من أساليب العربية، ويكفينا أنه كلام الله - عز وجل - ومن حقِّه علينا - معشرَ البلاغيين - الاهتمامُ به، ودراسته، وتأمله؛ لنعود بالبحث البلاغي إلى الطريق الذي خطَّه لنا السلف من الباحثين، أمثال الشيخ عبدالقاهر الجرجاني، ومحمود بن عمر الزمخشري، والفخر الرازي، ومن سلك طريقَهم في توظيف البلاغة لخدمة القرآن الكريم، والكشف عن إعجاز أسلوبه، وبديع تراكيبه؛ وبسبب ذلك أخذ (علم البلاغة) مكانتَه اللائقة بين العلوم الأخرى.

 

وقد تم وضع هذه الدراسة تحت عنوان: "استعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم: دراسة بلاغية"، ولم يكن اختيار هذا الموضوع عشوائيًّا، وإنما جاء مقصودًا لغرض الوصول إلى عدد من الأهداف، ومنها:

1- الكشف عن طريقة التعبير القرآني في استعمال الألفاظ ذات المعاني المتقاربة في عرف اللغويين.

2- بيان وظيفة السياق في تحديد المعنى الذي يمكن أن يتغيَّر لو ورد في سياق آخر.

3- الكشف عن السر البلاغي في استعمال هذا اللفظ دون الآخر في السياق الذي ورد فيه.

4- بيان السبب في عدم فصاحة استعمال لفظة (الشك) مكان (الريب) والعكس.

5- إلقاء الضوء على صورةٍ من صور الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم، من خلال موضوع البحث القائم على دراسة: (استعمال لفظتي "الشك، والريب" في القرآن الكريم).

 

ولعل أهم الصعوبات التي تقف في طريق هذه الدراسة، ندرةُ المصادر والمراجع في هذا الموضوع، باستثناء بعض النتف اليسيرة، والإشارات الخاطفة في بعض كتب التراث، ومن أهمها:

1- كتاب: "الفروق اللغوية"، لأبي هلال العسكري (ت 395هـ).

2- كتاب: "المفردات في غريب القرآن"، للراغب الأصفهاني (ت 502هـ).

3- كتاب: "البرهان في علوم القرآن"، لبدر الدين الزركشي (ت 794هـ).

4- كتاب: "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817هـ).

5- كتاب: "المزهر في علوم اللغة وأنواعها"، لجلال الدين السيوطي (ت 911هـ).

 

وعلى الرغم من وجود بعض الدراسات الحديثة التي تناولتْ بعض أسرار التعبير القرآني، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

1- "الإعجاز الفني في القرآن"، تأليف: عمر السلامي.

2- "الإعجاز القرآني: وجوهه، أسراره"، تأليف: عبدالغني محمد سعد بركة.

3- "بلاغة القرآن بين الفن والتاريخ"، تأليف: فتحي أحمد عامر.

4- "جماليات المضمون والشكل في الإعجاز القرآني"، تأليف: مصطفى الصاوي الجويني.

5- "خصائص القرآن الكريم"، تأليف: فهد بن عبدالرحمن الرومي.

6- "من أسرار التعبير القرآني (حروف القرآن)"، تأليف عبدالفتاح لاشين.

7- "مناهج في تحليل النظم القرآني"، تأليف: منير سلطان.

8- "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، تأليف: عبدالعظيم المطعني.

 

وقد تنوعت اهتمامات هذه الكتب بجوانبَ متعددةٍ من بلاغة الإعجاز القرآني، ولكن موضوع هذه الدراسةِ لم يكن داخلاً ضمن اهتماماتها؛ إلا أن هناك ثلاثَ رسائلَ علميةٍ تجدر الإشارة إليها في هذا الصدد؛ لاقترابها من فكرة هذه الدراسة، ومن المهم إلقاءُ الضوء على كل واحدة منها على حدة؛ لتتضح صلةُ كلٍّ منها بموضوع هذا البحث، فالأولى: (رسالة ماجستير مقدمة لقسم القرآن الكريم وعلومه في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1399هـ/ 1979م)، من إعداد: محمد بن عبدالرحمن بن صالح الشايع، وقد طبعها المؤلف - على حالتها - في كتاب بعد أكثر من عشر سنوات على مناقشتها، ونشرتها (مكتبة العبيكان) عام 1414هـ/ 1993م، وعنوانها: "الفروق اللغوية، وأثرها في تفسير القرآن الكريم"، طبيعة هذا البحث تستدعي دراسة (ظاهرة الترادف في اللغة)، كما تستدعي بيان الفروق اللغوية بين هذه الألفاظ المترادفة، وقد صرَّح بذلك الباحث في قوله: "وإنه لمن الفائدة بمكان دراسة هذه الظاهرة، وفهم أسبابها، ومعرفة آثارها في تحديد مدلولات الألفاظ، وهل الترادف يعني الاتحاد التام لمعاني الألفاظ المقول بترادفها، أو أن هناك فروقًا دقيقة بين هذه الألفاظ، وأن لكل كلمة منها دلالتَها الخاصة بها إلى جانب اشتراكها مع غيرها في المعنى العام؟"[3]، وقد وزع الباحث دراسته تلك إلى تمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة.

 

ووضَّح الباحث في التمهيد أهميةَ تحديد معاني الألفاظ في فهم النصوص وتفسيرها، وأن تحديد الدلالة يتوقَّف على القول بالترادف أو وجود فروق، وتناول هذا الترادف إلى جانب القول بالفروق عند علماء العربية في الباب الأول من بحثه، وخص الباب الثاني بدراسة موقف الأصوليين من الترادف والفروق، وفي الباب الثالث: تناول الباحث الكلام عن الترادف والفروق عند علماء التفسير، مع دراسةٍ لبعض الأمثلة من القرآن الكريم التي تضمنها الفصل الثالث من هذا الباب، ومن بينها لفظتا (الشك، والريب)، وهو ما يهم هذه الدراسة بالدرجة الأولى.

 

وفي هذا الفصل الذي وضعه الباحث تحت عنوان: "دراسة أمثلة من القرآن الكريم ظاهرها الترادف"، تناول فيه أربعة عشر مثالاً، استهلَّها بلفظتي: (الحمد والشكر)، وجاءت لفظتا (الشك والريب) ثاني الأمثلة في الكتاب بعد لفظتي: (الحمد والشكر) مباشرة، وجاء البحث في هذين المثالين أوسعَ وأعمق من بقية الأمثلة التي تمت دراستها بعد ذلك.

 

وفيما يتعلق بدراسته للفظتي (الشك والريب)، فقد بدأتْ مع بداية الصفحة السابعة والعشرين بعد المائتين من الكتاب، وانتهت عند منتصف الصفحة الخامسة والثلاثين بعد المائتين، وهذا يعني أن الدراسة غطت أكثر من ثماني صفحات من الكتاب، بالإضافة إلى صفحة ونصف الصفحة تقريبًا، خصصهما الباحث لكتابة خلاصة لما انتهى إليه البحثُ في شأن هذين اللفظين، وقد كتبها تحت عنوان مستقل: "الخلاصة"، وهو منهج لم يعمل به مع بقية الأمثلة الثلاثة عشر الأخرى، ويوجِّه الباحث اهتمامَه في دراسة هذين اللفظين إلى التأكيد على وجود الفرق بينهما، ونفي القول بترادفهما، وعلى هذا جاءت (الخلاصة) ترجمة لذلك كلِّه، وقد استهلها بقوله: "مما تقدم يتلخص أن الريبة ليست هي الشك، وإنما هي نتيجته وحصيلته، وأن تفسير الريب بالشك مع التهمة أقربُ وأصوب؛ إذ إن حقيقة الريبة قلق النفس واضطرابها، والشك: تردُّد يفضي إلى تلك الحالة، وبهذا يصبح تفسير الريب بالشك إنما هو تقريب للمعنى، لا تحقيقٌ دقيق له"[4].

 

ومهما يكن من أمر هذه الدراسة، فإنها أكثر صلةً، وأقرب مضمونًا للموضوع الذي يتناوله هذا الباحث، وربما كانت أولى الدراسات الحديثة للموضوع؛ فقد سبقت هذه الدراسة التي يجري إنجازها بأكثر من ربع قرن من الزمان.

 

ولكنَّ هناك فروقًا بين الدراستين يمكن إيجازها فيما يلي:

1- تجنح هذه الدراسة إلى الجانب الإعجازي للقرآن الكريم، مما يجعلها مصنفةً ضمن الدراسات البلاغية، بينما جاءت الدراسة المشار إليها لُغوية صرفة.

2- استغلت هذه الدراسة الجانب الإحصائي للفظتين، وأفضى ذلك إلى نتائج غير مسبوق إليها، بينما جاء اتجاه البحث عند (الشايع) مختلفًا تمامًا عن هذه الدراسة؛ لاهتمامه بإيضاح الفروق اللغوية بين اللفظتين بالدرجة الأولى.

3- وجهت هذه الدراسة اهتمامًا إلى الآيات المكية التي تضمنت هذين اللفظين، وقارنتها مع الآيات المدنية؛ للكشف عن موافقة الآية لمقتضى الحال، وهو أمر يهتم به البلاغيون، ولا يلتفت إليه المهتمون بالدراسات اللغوية.

 

أما الدراسة الثانية، فهي: (رسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن) مقدمة إلى كلية أصول الدين بالقاهرة التابعة لجامعة الأزهر عام 1409هـ / 1989م، من إعداد: سامي عبدالفتاح عبدالعزيز هلال، وعنوانها: "الترادف في القرآن الكريم: بين المثبتين والنافين"، تناول الباحث فيها ظاهرة (الترادف) عند علماء اللغة، فعرَّف الترادف عند اللغويين، كما تحدَّث عن الخلفية التاريخية لمصطلح الترادف، وأسباب وقوعه، وأشهر كتب اللغة التي درست الترادف، وعرض عددًا من آراء العلماء في الترادف ما بين مثبتين له ونافين، وتحدث عن الترادف عند الأصوليين، وعند المحدثين، وكل ذلك تضمنه المبحث الأول من الرسالة، ويهمنا من هذه الرسالة مبحثُها الثاني الذي يقدم دراسة لنماذج من ألفاظ القرآن الكريم يُظن فيها الترادف، ومنها: (الريب، والشك)، و(القلب، والفؤاد)، و(الحلف، والقسم)، و(الزوج، والبعل)، و(الغيث، والمطر)... إلخ.

 

واقتصر تناول الباحث لهذه النماذج على طرح أقوال بعض اللغويين وبعض المفسرين فيهما، واكتفى في تناوله للفظتي (الريب، والشك) بالرجوع إلى ثلاثة من كتب اللغة، هي: ("الصحاح" للجوهري، و"اللسان" لابن منظور، و"المفردات في غريب القرآن" للراغب الأصفهاني)، وأربعة من كتب التفسير، هي: ("الكشاف" للزمخشري، و"البحر المحيط" لأبي حيان، و"مفاتيح الغيب" للرازي، و"روح المعاني" للآلوسي).

 

وعلى أي حال، فإن اختيار الباحث للفظتي (الريب، والشك) بوصفهما من النماذج التي يظن فيها الترادف، هو - في حد ذاته - داعمٌ لهذه الدراسة ومؤيِّد لأهميتها، على الرغم من اختلافهما في المنهج والهدف.

 

أما الرسالة الثالثة، فهي مقدمة إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها عام 1417هـ/ 1996م، وهي من إعداد: محمد نور الدين المنجد، وعنوانها: "الترادف والاشتراك والتضاد في القرآن الكريم".

 

وقد تناول الباحث في هذه الرسالة - من بين ما تناوله - ظاهرةَ (الترادف) في القرآن الكريم، وقام في الفصل الثاني من الرسالة بتحليل مجموعة من الألفاظ التي يظن فيها الترادف، ولم يكن من بين ما تناوله في تلك الألفاظ لفظتا (الريب، والشك)، إلا أن الباحث يسير في الخط الذي يتجه نحو نفي الترادف عن القرآن الكريم، وذلك خطٌّ سار عليه أغلب من تناول هذه الظاهرةَ في القرآن الكريم، إن لم يكن كلهم، ولعلها حلقة الوصل بين تلك الدراسات.

 

ويحسن - هنا - ذكر ما قاله الباحث بنصه في خلاصة الفصل الذي تناول فيه الترادف في القرآن الكريم، يقول الباحث: "تبين لنا من تحليل مجموعة من الألفاظ القرآنية التي توهم بالترادف، براءةُ القرآن الكريم من هذه الظاهرة اللغوية، إن صح تعميم الحكم على ألفاظه، فقد هدى التأملُ في آيات الكتاب العزيز بعد الإفادة من أقوال السلف، واستقراء الألفاظ في مواضعها، وعرضها على لغة القرآن نفسه - إلى اختصاص كل لفظ منها بدلالة أو أكثر، من الدلالة الهامشية التي يمتاز بها عن الألفاظ الأخرى التي تشاركه في المعنى العام"[5].

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن صاحب هذه الرسالة (محمد نور الدين المنجد) قد ألف كتابًا آخر بعد هذه الرسالة، عنوانه: "الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق"، نشرته (دار الفكر) بدمشق عام 1997م - بعد عام تقريبًا من إعداد رسالته للماجستير - والكتاب يتضمن ما نسْبتُه 70 - 80% مما هو في الرسالة المشار إليها، حيث تناول الباب الأول من الكتاب الترادفَ في جهود السابقين موزعًا على ثلاثة فصول، وأغلب ذلك - إن لم يكن كله - موجودٌ في متن الرسالة، أما الباب الثاني، فهو قائم على دراسة الترادف في القرآن الكريم من الناحية التطبيقية، وعلى الرغم من كثرة الألفاظ الموهمة بالترادف في القرآن الكريم التي تناولها هذا الجزء، إلا أن الأمثلة خلتْ تمامًا من الإشارة إلى لفظتي (الشك، والريب)، وإضافة إلى ذلك فإن الباحث قد ختم كتابَه بكشاف يتضمن الألفاظ الموهمة بالترادف في القرآن الكريم، يقوم على العملية الإحصائية، ويقع في اثنتين وأربعين صفحة، وقد خلا هذا الكشاف أيضًا من لفظتي (الشك، والريب)[6].

 

ويظهر بعد ذلك بجلاء خصوصيةُ هذه الدراسة واستقلاليتها بموضوعها، الذي لم يكن هدفًا لدراسة سابقة عليها، وبالتالي يمكن أن تضيف هذه الدراسة إلى روض البلاغة زهرةً لم تكن موجودة من قبل.

وإضافةُ الجديد في علم من العلوم ليست بالمهمة السهلة، كما أن النهوض بهذه المهمة يتطلب الجهدَ الكبير.

 

وطبيعة هذا البحث تستدعي الاطلاعَ على ما قاله أهل اللغة في دلالة هاتين اللفظتين، كما تتطلب قراءةَ الكتب التي تعنى بالألفاظ المترادفة وكتبِ اللغة التي تهتم ببيان الفروق اللغوية بين هذه المترادفات، وإضافة إلى ذلك فالدراسة في حاجة ملحة إلى البحث في كتب المفسرين؛ لمعرفة ما وصلوا إليه في شروحهم للآيات التي وردت فيها هاتان اللفظتان موضوع البحث.

 

ولعل الجانب الإحصائي الذي لا تغفله هذه الدراسة، يسهم بنصيب وافر في الحصول على نتائج، ربما خدمت الإعجاز القرآني.

 

ويبقى بعد ذلك الإشارة إلى سبب اعتماد الدراسة البدءَ بلفظة (الشك) قبل لفظة (الريب)، على الرغم من تأخرها أبجديًّا، وهو سهولة الانتقال في النطق من الصعب إلى السهل المشابه لنزول السلم، ومعلوم أن لفظة (علم) المتدرجة من (العين) الحرف الحلقي، إلى (الميم) الحرف الشفوي، أسهل من كملة (ملع) التي تشبه صعود السلم.

 

وقد تم توزيع البحث إلى عدد من النقاط على النحو التالي:

1- مقدمة، وتشتمل على سبب اختيار البحث وأهميته، والصعوبات التي تكتنفه، والدراسات السابقة التي يقترب موضوعها من موضوع هذا الدراسة.

2- تناول أهم كتب الترادف للفظتي (الشك، والريب).

3- أقوال علماء اللغة في لفظتي (الشك، والريب).

4- الفروق اللغوية بين اللفظتين.

5- دراسة إحصائية للفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم، ومواضع ورود اللفظتين في المكي والمدني.

6- ملاحظات حول نتائج الدراسة الإحصائية.

7- الدلالات البلاغية لاستعمال لفظتي: (الشك، والريب) في القرآن الكريم.

8- خاتمة البحث، وتتضمن خلاصة ما توصلت إليه الدراسة من نتائج.

 

أولاً: لفظتا (الشك، والريب) في كتب الترادف:

وردت لفظتا (الشك، والريب) في كتب الترادف ضمن الألفاظ المترادفة المختلفة في اللفظ، المتفقة في المعنى، فقال أبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت 384هـ) صاحب كتاب: "الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى" في فصل (الشك)، ما نصه: "لا ريب، ولا شك، ولا مرية، ولا خَدَج، ولا تَجَمْجُم، ولا شبهة"[7]، وفي الهامش نقل المحقق عن "اللسان" معنى الخدج: النقصان، ومعنى قولهم: لم يتجمجم؛ أي: لم يشتبه عليه أمره، فيتردد فيه، من مادتي: (خدج، وجمم).

 

وورد في كتاب: "قاموس المترادفات والمتجانسات" بأن الكلمات (شك، ارتاب، اشتبه فيه) كلمات مترادفة، وكذلك: (شك، ريب، شبهة) كلمات مترادفة، وقد وضع المؤلف فاصلة بين الكلمات، وذلك يعني أن هذه السلسلة من المترادفات لا يوجد بينها فروق في المعنى[8]، وذلك أمر ذكره المؤلف في مقدمته الموضِّحة لكيفية تنسيق هذا القاموس، حيث قال: "الفاصلة الواقعة بين بعض كلمات سلسلة، تدل على عدم الفرق في المعنى والاستعمال، أما النقطة أو القاطعة، فإنها إشارة إلى وجوده"[9].

 

وفي كتاب: "نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد"، وهو كتاب أشار مؤلفه في المقدمة إلى أنه رأى أن يخدم المشتغلين بصناعة الكتابة، بأن يجمع لهم من مترادف ألفاظ هذه اللغة وتراكيبها ما يسدد أقلامَهم للجري على محكم أسلوبها[10]، يقول تحت عنوان: (فصل: في الشك واليقين): "يقال: شككت في الأمر، وارتبت فيه، واستربت، وتريبت، وامتريت، وتماريت، وخامرني فيك شك، وداخلني فيه ريب"[11].

 

وذكر أحمد بن فارس حجة الفريق الذي يرى وجود الترادف في اللغة، ونقل قولهم في كتابه: "الصاحبي في فقه اللغة"، وهو ما نصه: "لو كان لكل لفظة معنى غير معنى الأخرى، لما أمكن أن يعبَّر عن شيء بغير عبارته، وذلك أن نقول في (لا ريب فيه): (لا شك فيه)، فلو كان (الريب) غير (الشك)، لكانت العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ، فلما عُبِّر عن هذا بهذا، علم أن المعنى واحد"[12].

 

والجدير بالذكر أن أحمد بن فارس من الفريق الآخر الذي لا يرى الترادف، وهو في ذلك على مذهب شيخه أبي العباس أحمد بن يحيى، المعروف بـ (ثعلب)، ويصرح بذلك في قوله: "وإنما نقول: إن في كل واحدة منهما معنى ليس في الآخر"[13]، وفي موطن آخر يقول: "إن في (قعد) معنى ليس في (جلس)، ألا ترى أنَّا نقول: (قام ثم قعد)... ثم نقول: (كان مضطجعًا فجلس)، فيكون القعود عن قيام، والجلوس عن حالة هي دون الجلوس؛ لأن: (الجَلْسَ: المرتفع)، فالجلوس ارتفاع عما هو دونه، وعلى هذا يجري الباب كله"[14].

 

ثانيًا: لفظتا (الشك، والريب) عند اللغويين القائلين بترادفهما:

ففي كتاب "الألفاظ الكتابية"، لعبدالرحمن الهمذاني (ت 320هـ) ورد في (باب الشك والتردد واليقين) ما نصه: "يقال: شك الرجل في الأمر فهو شاك، وتردد فيه فهو متردد، وامترى فيه فهو ممترٍ، وارتاب فيه فهو مرتاب... وتقول: لا شك في ذلك، ولا ريب، ولا مرية، ولا يخالجني فيه الشك، ولا يعترضني فيه مرية، وقد زاح الشك، وانجلى الريب، وزال الارتياب، وانحسرت المرية... إلخ"[15].

 

وجاء في "جواهر الألفاظ" لقدامة بن جعفر (ت 327هـ)، في (باب الشك والارتياب): "شك في الأمر، وارتاب، وامترى، وتزحَّح، وتميَّل، وتردَّد، ويقال: هو في شك مريب، وامتراء عجيب، وتزحُّح شديد، وتردُّد وريب، ومرية وحيرة، ويقال: لا يخالجني فيه شك، ولا يعترضني فيه ريب... ولا يسنح فيه شك، ولا يريبني فيه إفك، ولا يشككني فيه توهم، ولا تظنٌّ، ولا تظنن، ولا تخيل، ولا شبهة، ولا لبس، ولا التباس، ولا اشتباه"[16].

 

ورد في بعض كتب اللغة ما يفيد بترادف هذين اللفظين، نقل الأزهري (ت 370هـ) عن بعض علماء اللغة، ما نصه: "قال القتيبي: الريبة والريب: الشك... وقول الله - عز وجل -: ﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾ معناه: (لا شك فيه)"[17]، وذكر ابن منظور (ت 711هـ) صاحب "اللسان" "الريب والريبة: الشك، والظنة، والتهمة"[18].

 

وأورد المقري الفيومي (ت 770هـ) في مصباحه، ما نصه: "الريب: الظن والشك، ورابني الشيء (يريبني): إذا جعلك شاكًّا"[19].

 

ونقل الزبيدي (ت 1205هـ) في "تاج العروس" عن أهل اللغة: "الريب: الظن، والشك، والتهمة، كالرِّيبة بالكسر... وفي الحديث: ((دعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك))، روي بفتح الياء وضمها؛ أي: دع ما يُشكُّ فيه إلى ما لا يشك فيه... وفي حديث أبي بكر في وصيته لعمر - رضي الله عنهما -: "عليك بالرائب في الأمور، وإياك والرائبَ منها"، المعنى: عليك بالذي لا شبه فيه كالرائب من الألبان، وهو الصافي، وإياك والرائب منها؛ أي: الأمر الذي فيه شبه وكدر، فالأول من راب اللبن يروب، فهو رائب، والثاني: من راب يريب، إذا وقع في الشك"[20].

 

أما في كتب الدراسات القرآنية، فقد ورد في كتاب "معاني القرآن" للفراء، المتوفى سنة (ت 207هـ): ﴿ ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾[21]، على معنى: (لا شك فيه)، وذلك في قوله: "إذا أردت بـ (الكتاب) أن يكون نعتًا لـ (ذلك)، كان الهدى في موضع رفع؛ لأنه خبر لـ (ذلك), كأنك قلت: ذلك هدى لا شك فيه"[22].

 

وفي "مجاز القرآن" لأبي عبيدة (ت 210): "{لاَ رَيْبَ فِيهِ}[23] لا شك فيه، وأنشدني أبو عمرو الهذلي لساعدة بن جؤية الهذلي:

 

فَقُلْنَا تَرَكْنَا الحَيَّ قَدْ حَصَرُوا بِهِ
فَلاَ رَيْبَ أنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ

أي: قتيل، يقال: فلان قد لُحم؛ أي: قتل، وحصروا به؛ أي: أطافوا به، لا ريب: لا شك"[24].

 

وقال عز الدين عبدالعزيز بن عبدالسلام (ت 660هـ) في شرحه لقوله - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾[25]: "معنى قولنا: ارتبت في كذا، شككت فيه، واحترت فيه، وأكثرت النظر فيه، وما شابه ذلك"[26].

 

وورد في كتاب: "البرهان في غريب القرآن" ما نصه: "ريب: رابه الأمر يريبه ريبًا، شك فيه، والريب: الشك، قال الله - تعالى -: {ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ}؛ أي: لا شك... وريبهم: شكهم، قال - تعالى -: ﴿ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ[27]، والريبة: الشك، قال - تعالى -: {لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾[28]... وارتاب الرجل: شك، فهو مرتاب، قال - تعالى -: ﴿ إِذاً لاَرْتَابَ المُبْطِلُونَ ﴾[29]، وقال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾[30]"[31].

 

وفي تعليقه على الآية الكريمة: ﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[32]، يقول: "كيف يكون الشك مريبًا؛ لأن المريب هو الذي يتشكك، والشك لا يتشكك؛ بل الذي يتشكك هو الشاك؟ والجواب من وجهين: أحدهما: أن هذا من باب وصف الصفة بما يستحقه الموصوف، كقولهم: شعر شاعر، وجنون مجنون، الآخر: أن أصل الريب القلق، وسمي الشاك مرتابًا؛ لأن الشاك ربما يقلق"[33].

 

وعلى الرغم من كل هذه النصوص التي تشير إلى استعمال لفظتي (الشك، والريب) بمعنى واحد، إلا أن هناك عددًا من اللُّغويين والمفسرين وجَّهوا اهتمامهم إلى إيضاح الفرق بين هاتين اللفظتين، على نحو ما سيأتي لاحقًا.

 

الفروق الدلالية بين لفظتي (الشك، والريب):

ورد في كتاب "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، (ت 395هـ): "الفرق بين الشك والارتياب، أن الارتياب: شك مع تهمة، والشاهد أنك تقول: إني شاكٌّ اليوم في المطر، ولا يجوز أن تقول: إني مرتاب، وتقول: إني مرتاب بفلان، إذا شككتَ في أمره واتهمته".

 

وعرَّف (الشك) في موطن آخر بقوله: "وأصل الشك في العربية من قولك: شككتُ الشيء، إذا جمعتَه بشيء تدخله فيه، والشك: هو اجتماع شيئين في الضمير"، وذكر العسكري في حديثه عن (الشك) أنه وقوف بين النقيضين من غير تقوية أحدهما على الآخر، فالشاك: يجوِّز كون ما شك فيه على إحدى الصفتين؛ لأنه لا دليل هناك ولا أمارة، وأشار أبو هلال إلى تسمية الشك والامتراء: إن الامتراء: هو استخراج الشُّبه المشكلة، ثم كثر حتى سمي الشك ريبة وامتراء، وأصله: المَرْيُ، وهو استخراج اللبن من الضرع، يقال: مري الناقة يمريها مريًا، ومنه ماراه مماراة ومراء: إذا استخرج ما عنده بالمناظرة، وامترى امتراء: إذا استخرج الشبه المشكلة من غير حل لها.

 

وربما أعطى أبو هلال توضيحًا للمقصود بالريبة، وذلك عندما تحدث عن الفرق بينها وبين التهمة في قوله: "الفرق بين الريبة والتهمة، فإن الريبة هي الخصلة من المكروه تُظن بالإنسان، فيشك معها في صلاحه، والتهمة: الحصيلة من المكروه، تظن بالإنسان أو تقال فيه، ألا ترى أنه يقال: وقعت على فلان تهمة، إذا ذكر بخصلة مكروهة، ويقال أيضًا: اتهمته في نفسي، إذا ظننت به ذلك من غير أن تسميه فيه؟ فالمتهم: هو المقول فيه التهمة، والمظنون به ذلك، والمريب: المظنون به ذلك فقط، وكل مريب متهم، ويجوز أن يكون متهمًا ليس بمريب"[34].

 

وجاء في كتاب: "المفردات في غريب القرآن"، للراغب الأصفهاني (ت 205هـ)، تعريف (الشك) بقوله: "الشك اعتدال النقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عند النقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما، والشك ربما كان في الشيء: هل هو موجود أو غير موجود؟ وربما كان في جنسه، أي جنس هو؟ وربما كان في بعض صفاته... واشتقاقه: إما من شككت الشيء؛ أي: خرقته، قال:

 

وَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيَابَهُ
لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ

 

فكأن الشك الخرق في الشيء، وكونه بحيث لا يجد الرأي مستقرًّا، يثبت فيه ويعتمد عليه، ويصح أن يكون مستعارًا من (الشك)، وهو: لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان، فلا مدخل للفهم"[35].

 

وعرف الراغب الأصفهاني (الريب) بـ "أن تتوهم بالشيء أمرًا ما، فينكشف عما تتوهمه، قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ ﴾[36]، و﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ﴾[37]، تنبيهًا أن لا ريب فيه... والارتياب يجري مجرى الإرابة، قال: ﴿ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ ﴾[38]، و﴿ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ ﴾[39]، ونفى عن المؤمنين الارتياب فقال: ﴿ وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾[40]، وقال: ﴿ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾[41]، وقيل: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، وريب الدهر: صروفه، وإنما قيل: (ريب)؛ لما يتوهم فيه من المكر، والريبة: اسم من الريب، قال: ﴿ بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾[42]؛ أي تدل على دغل وقلة يقين"[43].

 

وذكر الفخر الرازي (ت 604هـ) في "التفسير الكبير" (مفاتيح الغيب)، ما نصه: "الريب: قريب من الشك، وفيه زيادة، كأنه ظن سوء، تقول: رابني أمر فلان، إذا ظننتَ به سوءًا، ومنها قوله - عليه السلام -: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))"[44].

 

وقال أبو حيان في تفسيره: "الريب: الشك بتهمة، وراب: حقق التهمة، قال:

 

لَيْسَ فِي الحَقِّ يَا أُمَيَّةُ رَيْبٌ
إِنَّمَا الرَّيْبُ مَا يَقُولُ الكَذُوبُ

وحقيقة الريب: قلق النفس"[45].

 

وذكر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817هـ) في كتابه: "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" أقوالاً عن (الشك، والريب) تفيد بوجود فرق بين دلالتيهما، وأغلب ما ذكره في ذلك يستند فيه إلى ما ذكره الراغب الأصفهاني في "المفردات" آنف الذكر، وربما نقل ما هناك إلى "بصائره"، يقول الفيروز آبادي في البصيرة رقم (18) التي تحمل عنوان: (بصيرة في شقو وشك): "والشك: اختلاف النقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عنده في النقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما، والشك ربما كان في الشيء: هل هو موجود أو غير موجود؟ وربما كان في جنسه؛ أي: من أي جنس هو؟ وربما كان في بعض صفاته، وربما كان في الغرض الذي لأجله أوجد، والشك ضرب من الجهل، وهو أخص منه؛ لأن الجهل قد يكون عدم العلم بالنقيضين رأسًا، وكل شك جهلٌ، وليس كل جهل شكًّا"[46]، ثم ذكر الفيروز آبادي ما ذكره الراغب الأصفهاني عن أصل معنى (الشك)، الذي يعني: الخرق، أو أن يكون مأخوذًا من لصوق العضد بالجنب، ولا يوجد اختلاف كبير بين النص الوارد في "البصائر" عن النص الوارد في "المفردات"، يقول الفيروز آبادي: "وأصله: إما من شككت الشيء: خزقته[47] قال:

 

وَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ لَهَاتَهُ
لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ

 

وكأن الشك الخزق في الشيء، وكونه بحيث لا يجد الرأي مستقرًّا يثبت فيه، ويعتمد عليه، ويجوز أن يكون مستعارًا من الشك، وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النقيضان، فلا مدخل للفهم والرأي ليتخلل ما بينهما"[48].

 

وتناول الفيروز آبادي معنى لفظة (الريب) في البصيرة رقم (28) التي تحمل عنوان: (بصيرة في الروم والروي، والريب والريش، والريع والرين)، فقال عن (الريب): "والريب: صرف الدهر، سمي به لما يتوهم فيه من المكر، والحاجة، والظنة، والتهمة، كالرِّيبة بالكسر، وقد رابني وأرابني، وأربته: جعلت فيه ريبة، وقيل: الريب أن يتوهم بالشيء أمرًا ما، فينكشف عما يتوهمه؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[49]، والإرابة أن يتوهم فيه أمرًا فلا ينكشف عما يتوهمه"[50]، ثم وضح الفيروز آبادي العلة من إضافة الريب إلى المنون في قوله - تعالى -: ﴿ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ ﴾[51]، فقال: "سماه ريبًا من حيث إنه يشك في وقت حصوله، لا أنه مشكوك في كونه؛ فالإنسان أبدًا في ريب المنون من جهة وقته، لا من جهة كونه، قال الشاعر:

 

النَّاسُ قَدْ عَلِمُوا أَنْ لاَ بَقَاءَ لَهُمْ
لَوْ أَنَّهُمْ عَمِلُوا مِقْدَارَ مَا عَلِمُوا [52]

 

ثم أورد الفيروز آبادي ما ذكره الراغب في "المفردات" من أن الارتياب يجري مجرى الإرابة، ونفيه عن المؤمنين، وأن الريبة اسم من الريب الذي يدل على دغل وقلة يقين، واستشهد لذلك بما استشهد به الراغب الأصفهاني من آيات، فقال: "والارتياب يجرى مجرى الإرابة، ونفى عن المؤمنين الارتياب فقال: ﴿ وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾[53]، وقال: ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾[54]، والريبة: اسم من الريب، قال - تعالى -: ﴿ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ ﴾[55]؛ أي: يدل على دغل وقلة يقين منهم"[56].

 

وجاء في تفسير أبي السعود (ت 951هـ): "والريب في الأصل مصدر رابني، إذا حصل فيك الريبة، وحقيقتها قلق النفس واضطرابها، ثم استعمل في معنى الشك مطلقًا، أو مع تهمة؛ لأنه يقلق النفس ويزيل الطمأنينة"[57].

 

وعرف أبو البقاء الكفوي (ت 1094هـ/ 1683م) كلاًّ من: (الريب، والشك) في "كلياته" بقوله: "الشك: هو اعتدال النقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عنده في النقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما... والشك كما يطلق على ما لا يترجح أحد طرفيه، يطلق أيضًا على مطلق التردد، كقوله - تعالى -: ﴿ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ﴾[58]، قال الجويني: الشك: ما استوى فيه اعتقادان، أو لم يستويا، ولكن لم ينتهِ أحدهما إلى درجة الظهور الذي يبني عليه العاقل الأمورَ المعتبرة"[59].

 

وقال في تعريف الريب: "والريب: ما لم يبلغ درجة اليقين، وإن ظهر نوع ظهور، ويقال: شك مريب، ولا يقال: ريب مشكك، ويقال أيضًا: رابني أمر كذا، ولا يقال: شكني، والشك سبب الريب، كأنه شك أولاً، يوقعه شكه في الريب، فالشك مبدأ الريب، كما أن العلم مبدأ اليقين، والريب قد يجيء بمعنى القلق والاضطراب"[60].

 

وجاء في كتاب "فرائد اللغة": "الشك: هو تردد الذهن بين أمرين على حد سواء، قالوا: التردد بين الطرفين إن كان على السواء فهو (الشك)، وإلا فالراجح (ظن)، والمرجوح (وهم)... و(الريب): ما لم يبلغ درجة اليقين، وقيل: (الريب) شك مع تهمة"[61].

 

تعقيب على الفروق الدلالية بين لفظتي (الشك، والريب):

اتَّضح مما سبقت الإشارة إليه أن أصل الشك في العربية من قولك: شككتَ الشيء، إذا جمعتَه بشيء تدخله فيه، وانتقل هذا إلى اجتماع شيئين في الضمير، أو اجتماع النقيضين من غير تقوية أحدهما على الآخر، كأن تشك في نزول المطر، إذا اجتمع ما يشير عدم نزوله مع بعض الأدلة التي توحي بنزوله على السواء دون ترجيح أحدهما على الآخر، وجاء في "مفاتيح الغيب" للرازي ما نصه - منسوبًا إلى الواحدي -: "الشك في وضع اللغة، ضم بعض الشيء إلى بعض، يقال: شكَّ الجواهر في العقد، إذا ضم بعضها إلى بعض، ويقال: شككت الصيد، إذا رميته فضممت يده، أو رجله إلى رجله، والشكائك في الهوادج، ما شك بعضها ببعض، والشِّكاك: البيوت المصطفة، والشكائك: الأدعياء؛ لأنهم يشكون أنفسهم إلى قومٍ ليسوا منهم؛ أي يضمون، وشك الرجل في السلاح، إذا دخل فيه وضمه إلى نفسه، وألزمه إياها، فإذا قالوا: شك فلان في الأمور، أرادوا أنه وقف نفسه بين شيئين، فيجوز هذا، ويجوز هذا، فهو يضم إلى ما يتوهمه شيئًا آخر خلافه"[62].

 

والريب في اللغة: مأخوذ من ريب الزمان؛ أي: صروفه وحوادثه، ودلالتها مرتبطة بالمكروه، وجاء في "لسان العرب": "رابني فلان يريبني، إذا رأيتَ منه ما يريبك وتكرهه... وحديث فاطمة: ((يريبني ما يريبها))؛ أي: يسوءني ما يسوءها، ويزعجني ما يزعجها، وهو من رابني هذا الأمر وأرابني، إذا رأيتَ منه ما تكره"[63].

 

فصار (الريب) مرتبطًا بالسوء، أو بما هو مكروه، وليس (الشك) كذلك، وفي محاولة للتفريق بين اللفظين يقول سامي هلال: "الريب: حالة فكرية تميل نحو الاتهام وظن السوء، والشك: حالة من الحيرة والاضطراب، يجعل اليقين يتذبذب ويتأرجح بين الأمرين، من غير مرجِّح لأحدهما، والشك: حالة فطرية تنشأ عند غياب الأمارة المرجحة، وعند الجهل بالحقيقة، والريب: حالة مرضيَّة تؤدي إلى توهم الحقيقة، وترجح التهمة بغير دليل، وفي إطار هذه الدلالات جاء كلٌّ من اللفظين يعبِّر عن معناه الذي يؤكد أن هذا اللفظ في موضعه له معنى لا يؤديه مرادفُه"[64].

 

لفظتا (الشك، والريب) بين الآيات المكية والمدنية:

أولاً: حصر الآيات التي وردت فيها لفظة (الشك):

وردت لفظة (الشك) في القرآن الكريم خمس عشرة مرة، منها آية مدنية في سورة النساء وبقية الآيات - وعددها أربع عشر آية - كلُّها مكية، وفي هذا الجانب الإحصائي من الدراسة للآيات المكية والمدنية، اعتمدت الدراسة الجدولَ الملحق بآخر (مصحف المدينة النبوية) المطبوع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والذي اعتمد بدوره في بيان مكيِّه ومدنيِّه على (كتاب أبي القاسم عمر بن محمد بن عبدالكافي) و(كتب القراءات والتفسير) كما هو مبين في (التعريف بهذا المصحف الشريف)، المدون في ملحق خاص بعد نهاية الكتاب الكريم، وقبل فهرست السور والآيات.

 

أما الآيات المكية التي وردت فيها لفظة (الشك) في القرآن الكريم، فهي على النحو التالي:

1- ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾[65].

 

2- ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[66].

 

3- ﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[67].

 

4- ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[68].

 

5- ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[69].

 

6- ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾[70].

 

7- ﴿ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ ﴾[71].

 

8- ﴿ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾[72].

 

9- ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ﴾[73].

 

10- ﴿ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾[74].

 

11- ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ﴾[75].

 

12- ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[76].

 

13- ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[77].

 

14- ﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴾[78].

 

وأما الآية المدنية التي وردت فيها لفظة (الشك)، فهي:

1- ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾[79].

 

ثانيًا: حصر الآيات التي وردت فيها لفظة (الريب) ومشتقاتها:

وردت لفظة (الريب) ومشتقاتها في القرآن الكريم ستًّا وثلاثين مرة، منها: (عشرون آية مكية)، و(ست عشرة آية مدنية) على النحو التالي:

 

أ- الآيات المكية:

1- ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾[80] (ريب).

2- ﴿ وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾[81] (ريب).

3- ﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[82] (مريب).

4- ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[83] (مريب).

5- ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[84] (مريب).

6- ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴾[85] (ريب).

7- ﴿ وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ [86] (ريب).

8- ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ المُبْطِلُونَ ﴾[87] (ارتاب).

9- ﴿ تَنْزِيلُ الكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾[88] (ريب).

10- ﴿ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ﴾[89] (مريب).

11- ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ﴾[90] (مرتاب).

12- ﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾[91] (ريب).

13- ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[92] (مريب).

14- ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرُ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾[93] (ريب).

15- ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[94] (مريب).

16- ﴿ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾[95] (ريب).

17- ﴿ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾[96] (ريب).

18- ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴾[97] (مريب).

19- ﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ ﴾[98] (ريب).

20- ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾[99] (يرتاب).

 

ب- الآيات المدنية:

1- ﴿ ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾[100] (ريب).

2- ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[101] (ريب).

3- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[102] (ترتابوا).

4- ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ ﴾[103] (ريب).

5- ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾[104] (ريب).

6- ﴿ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ﴾[105] (ريب).

7- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ ﴾[106] (ارتبتم).

8- ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾[107] (ارتابت).

9- ﴿ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴾[108] (ريبهم).

10- ﴿ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[109] (ريبة).

11- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾[110] (ريب).

12- ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ ﴾[111] (ريب).

13- ﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾[112] (ارتابوا).

14- ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾[113] (يرتابوا).

15- ﴿ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[114] (ارتبتم).

16- ﴿ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾[115] (ارتبتم).

 

ويوضح الجدولان اللاحقان: (الجدول رقم 1) و(الجدول رقم 2)، هذا الإحصاء بصورة تفصيلية؛ حيث يكشف عن عدد المرات التي تم فيها استعمال كل من لفظتي (الشك) و(الريب) ومشتقاتهما في القرآن الكريم (المكي، والمدني)، ويرصد مواضع الاستعمال لكل من اللفظتين:

أ- استعمال لفظة (الشك) ومواضعها:

الجدول رقم (1)

اللفظة المستعملة

عدد المرات

مواضع الورود في القرآن الكريم

عدد السور

الآيات المكية

الآيات المدنية

المجموع

شك

14

1

15

 

النساء / يونس (مرتين) / هود (مرتين) / إبراهيم (مرتين) / النمل / سبأ (مرتين) / ص / غافر / فصلت / الشورى / الدخان

11

 

 

ب- استعمال لفظة (الريب) ومشتقاتها وبيان مواضعها:

الجدول رقم (2)

اللفظة المستعملة

عدد المرات

مواضع الورود في القرآن الكريم

عدد السور

الآيات المكية

الآيات المدنية

المجموع

ارتاب

ارتابت

ارتابوا

ارتبتم

ترتابوا

يرتاب

يرتابوا

ريب

 

 

 

 

 

ريبة

ريبهم

مرتاب

مريب

1

- -

- -

- -

- -

1

- -

10

 

 

 

 

 

- -

- -

1

7

- -

1

1

3

1

- -

1

7

 

 

 

 

 

1

1

- -

- -

1

1

1

3

1

1

1

17

 

 

 

 

 

1

1

1

7

العنكبوت.

التوبة.

النور.

المائدة / الحديد / الطلاق.

البقرة.

المدثر.

الحجرات.

البقرة × 2 / آل عمران ×2 / النساء / الأنعام / يونس / الإسراء / الكهف / السجدة / الحج × 2 / غافر / الشورى / الجاثية × 2 / الطور.

التوبة.

التوبة.

غافر.

هود × 2 / إبراهيم / سبأ / فصلت / الشورى / ق.

26

 

ملاحظات حول النتائج الإحصائية:

1- ورد استعمال لفظة (الشك) محصورًا في السور المكية، باستثناء آية واحدة وردت في سورة النساء، وهي إحدى السور المدنية، وبالرجوع إلى هذه الآية الكريمة، نجد أن (الشك) فيها لم ينصرف إلى الوحدانية، ولا إلى الدِّين، ولا إلى الكتاب المنزَّل، ولا إلى الدعوة وما يتصل بها، بخلاف الآيات المكية التي ينصبُّ فيها الشك على واحد من هذه الأمور المشار إليها، ففي سورة النساء (المدنية) يتوجه (الشك)، وهو: تردُّد الذهن بين أمرين على حد سواء - كما عرفه الفخر الرازي في تفسيره الكبير[116] - يتوجَّه إلى صلب المسيح، حيث تشير الآية إلى قصة تردُّد الذين اختلفوا في شأن عيسى - عليه السلام - من أهل الكتاب الذين كانوا على تردد من حقيقة أمره؛ إذ هم لم يكونوا يعرفونه حق المعرفة، فالجند الذين نفذوا عملية القتل والصلب اعتمدوا على علامة جعلها (يهوذا الأسخريوطي) لهم، وهي: أن من قبَّله يكون هو المسيح، فلما قبله قبضوا عليه، وفي ذلك إشارة إلى أن الجند ما كانوا يعرفون شخص المسيح معرفة يقينية، و"روايات المسلمين جميعها متفقة على أن عيسى - عليه السلام - نجا من أعدائه ومريدي قتْله، فقتلوا آخرَ؛ ظنًّا منهم أنه هو"[117].

 

والخلاصة:

أن وقوع (الشك) في هذه الآية المدنية كان في صلب المسيح - عليه السلام - حيث حصول التردد في نفوس الجند، أهو المصلوب أم غيره؟ فلا الشك حاصلٌ من كفار قريش، ولا هو حاصل في حقيقة ما يدْعو إليه الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام - وهذه النتيجةُ تتلاءم تمامًا مع ظروف الدعوة المحمدية في أول أمرها، حيث موقف كفار مكة بين اعتقادين متناقضين، هما: عبادة الآلهة التي وجدوا آباءهم عليها عاكفين، وعبادة الإله الواحد الذي يدْعو إليه الدينُ الجديد، ووقتها لم ينتهِ الاعتقاد الجديد إلى درجة الظهور الذي يمكن أن تبنى عليه الأمور المعتبرة في نظرهم.

 

ومن هنا، كان وقوع (الشك) منهم، والتردد في التصديق بفكرة الوحدانية والكتاب المنزل - طبيعيًّا ومتوقعًا؛ لأن هذه الحقائق ما زالت في نظر المشككين غير ظاهرة بوضوح؛ لعدم توفر الدلائل المرجحة لها، ولهذا السبب تجدهم ما زالوا في تردد وحيرة.

 

2- في الآيات المكية وردت لفظة (الريب) منفيةً في كل تلك الآيات، باستثناء آية واحدة فقط خرجتْ فيها لفظة (ريب) عن المعنى الذي تحمله بقية الآيات المشار إليها، وذلك ما ستوضحه الدراسة لاحقًا، وفي بقية الآيات المكية جاء (الريب) بمعنى: الشك مع تهمة، وفي تلك الآيات ينفي الله - سبحانه وتعالى - وقوعَ الريب في يوم القيامة، أو في الكتاب المنزل، أو في الموت الموعودِ به البشرُ، وذلك على النحو التالي:

• جاء في سورة (الأنعام) وهي مكية: ﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[118].

• وجاء في سورة (يونس) وهي مكية: ﴿ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[119].

• وجاء في سورة (الإسراء) وهي مكية: ﴿ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[120].

• وجاء في سورة (الكهف) وهي مكية: ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا ﴾[121].

• وجاء في سورة (السجدة) وهي مكية: ﴿ تَنْزِيلُ الكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[122].

• وجاء في سورة (غافر) وهي مكية: ﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا ﴾[123].

• وجاء في سورة (الشورى) وهي مكية: ﴿ وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[124].

• وجاء في سورة (الجاثية) وهي مكية: ﴿ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ﴾[125].

• وجاء في آية أخرى من سورة (الجاثية): ﴿ وَالسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا ﴾[126].

 

وفي هذا النفي للريب عن يوم القيامة، وعن الكتاب، وعن الموت الذي لا مفرَّ منه - تلاؤمٌ وانسجام مع مجتمعٍ جلُّه من المشركين والكفار، وهم في حاجة إلى التأكيد على أن ذلك الكتاب الذي يُتلى عليهم هو من الله لا ريب في ذلك ولا شك، وأن اليوم الآخر آتٍ لا محالة، وأن الموت ينتظر كلَّ حيٍّ، وذلك أمر لا سبيل لإنكاره أو التشكك في وقوعه، وكل هذه القضايا التي تمهِّد للدعوة إلى عبادة الله الواحد الأحد، يتناسب طرحها في أناس شاع بينهم التشكيك في هذه الحقيقة، والتركيز على نفي كل شك وريب يتصل بهذه الأمور.

 

أما الآية المكية التي ورد فيها (الريب) خارجًا عن هذا المعنى، فهي قوله - تعالى - في سورة (الطور) - وهي مكية -: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ}[127]، يقول المراغي في تفسير مفردات هذه الآية الكريمة: "نتربص: أي ننتظر، والمنون: الدهر، وريبه: حوادثه وصروفه"، قال أبو ذؤيب:

 

أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهَا تَتَوَجَّعُ
وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ

 

وقال آخر:

 

تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ المَنُونِ لَعَلَّهَا
تُطَلَّقُ يَوْمًا أَوْ يَمُوتُ حَلِيلُهَا [128]

وقال في الإيضاح للآية ما نصه: "﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ ﴾؛ أي: بل هم يقولون: هو شاعر نتربص به أحداثَ الدهر ونكباتِه، من موتٍ أو حادثة متلفة"[129].

 

وهكذا يتضح الفرق بين الدلالتين: الدلالة في هذه الآية الكريمة، والدلالة الأخرى التي هي بمعنى: الشك مع تهمة، في الآيات الكريمة السابقة.

 

3- ورد لفظ (الريب) في صيغة (مريب) وصفًا للشك وتقوية لمعناه في جميع الآيات المكية، ما عدا آيةً واحدة، ستشير إليها الدراسة لاحقًا.

 

وهذا بيان بمواضع اقتران الريب بالشك في الآيات المكية:

• جاء في سورة (هود) وهي مكية: ﴿ وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[130].

• وجاء في سورة (هود) أيضًا: ﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[131].

• وجاء في سورة (إبراهيم) وهي مكية: ﴿ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴾[132].

• وجاء في سورة (سبأ) وهي مكية: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ ﴾[133].

• وجاء في سورة (فصلت) وهي مكية: ﴿ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[134].

• وجاء في سورة (الشورى) وهي مكية: ﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[135].

 

وفي جميع هذه الآيات المكية وصفٌ لذلك النوع من الشك الذي يقض المضاجعَ، ويجعل أصحابَه في حيرة من أمرهم، ويوقعهم في اضطراب وقلق، وكل ذلك متَّسقٌ مع المقام الذي يتحدَّث عن أولئك المشككين، الغارقين في الحيرة، والواقعين في قلق من أنفسهم واضطراب، وهو حال أغلب المشركين والكفار أولَ ظهور الدعوة.

 

أما الآية الكريمة الواردة في سورة (ق)، فجاءت فيها لفظة (مريب) غيرَ مقترنة بلفظة (شك)، وهي في قوله - تعالى -: ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴾[136]، ولكن المعنى الذي تحمله لفظة (مريب) في هذه الآية الكريمة، هو: (شاك)، ويكاد يُجمع المفسرون على ذلك، يقول الطبري في تفسيره: "وقوله: (مريب) يعني: شاك في وحدانية الله وقدرته على ما يشاء، كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (مريب): أي شاك"[137].

 

وقال الزمخشري في تفسير لفظة (مريب) من هذه الآية الكريمة: "(مريب) شاك في الله وفي دينه"[138].

وقال الفخر الرازي في تفسيره: "ومريب؛ لأنه شاك في الحشر، فكل كافر فهو موصوف بهذه الصفات"[139].

وذكر أبو حيان في "البحر المحيط" في غضون حديثه عن هذه الآية المباركة، ما نصه: "مريب، قال الحسن: شاك في الله أو في البعث"[140].

وقال أبو السعود في تفسيره: "(مريب): شاك في الله وفي دينه"[141].

وقال المراغي في تفسيره لمفردات هذه الآية الكريمة: "مريب: أي شاك في الله وفي دينه"[142].

 

والخلاصة:

أن لفظة (مريب) في هذه الآية المكية، وإن لم تكن قد جاءت مقترنةً بالشك لفظًا، فهي مقترنة معها معنى، ومتحدة معها في الدلالة، كما أجمع على ذلك المفسرون بتأويلهم إياها بمعنى (شاك).

 

4- كثر وصف الناس بالارتياب في الآيات المدنية، فالكلمات: (ارتابت قلوبهم، ارتابوا، ارتبتم، ترتابوا، يرتابوا) لم يَرِدْ منها شيءٌ في الآيات المكية، وهذا يفسِّر التوبيخَ الإلهي لهذه الشريحة من المجتمع المدني الذي داخلت الريبةُ قلوبَهم، على الرغم من ظهور الدليل والحجة على صحة الدعوة التي نَشَرها الرسول الكريم، ووضوح الآيات، وسطوع البرهان، وحتى لفظة (ريبة) انحصر ورودها في خطاب المجتمع المدني، وخلتْ منها الآيات المكية، وهذا ما يكشف عن الفرق بين مفهوم (الارتياب) و(الشك) الذي وضحه أبو هلال العسكري، وأشارت إليه هذه الدراسة في مستهل الحديث عن الفروق الدلالية بين اللفظتين.

 

وإذا كان (الشك) تعبيرًا عن الحيرة والتردد الذي ينتهي بمجرد توافر الدليل وظهور الحجة، فلا معنى لإلصاق العيب والمذمة بصاحبه، وذلك بخلاف (الريب) الذي يحمل في معناه الاتهام والتكذيب.

 

وفي ختام هذا الجانب من الدراسة، ربما جاز القول بأن ورود لفظة (الشك) في القرآن الكريم بعدد خمس عشرة مرة، وهو عدد فردي، وانحصارها في إحدى عشرة سورة، وهو عدد فردي أيضًا، وورد لفظة (الريب) ستًّا وثلاثين مرة، وهو عدد زوجي، وانحصارها في ست وعشرين سورة، وهو عدد زوجي أيضًا - ربما تضمن الإعجاز العددي لهذين اللفظين، أن (الشك) الذي جاء في عدد (فردي) إنما جاء كذلك؛ لأن هذه اللفظة لا تعني سوى شيء واحد، هو التردد الذي سبَّبته الحيرة، بينما تحمل لفظة (الريب) أمرين، هما: الشك مع تهمة، وهذا المعنى الذي يجمع بين أمرين، تناسب - والله أعلم - مع العدد الزوجي المشار إليه، وذلك من علامات الإعجاز العددي في هذا الكتاب الكريم.

 

الدلالات البلاغية لاستعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم:

من المعلوم أن أساس البلاغة قائم على مطابقة الكلام لمقتضى الحال، وبتطبيق هذه القاعدة على الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيها هاتان اللفظتان، نجد أن كل آية اشتملتْ على معنى لا يؤديه إلا استعمالُ اللفظ الذي تم اختياره من بين هذين اللفظين.

 

وجدير بالدراسة - هنا - أن تشير إلى ما ورد في رسالة الماجستير التي أعدها سامي هلال، وقدمها لقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر، وعنوانها: "الترادف في القرآن الكريم بين المثبتين والنافين"، ففي هذه الرسالة حاول الباحث التفريقَ بين لفظتي (الشك، والريب)، واستشهد لذلك بآيتين كريمتين وردت في إحداهما لفظة (ريب)، وفي الأخرى لفظة (شك)؛ أما الأولى، فقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾[143]، وأما الثانية، فقوله - تعالى -: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾[144].

 

يقول في التعقيب على الآيتين ما نصه: "الناظر في أسلوب الآيتين يجد المغايرة بينهما، ففي جانب موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الكتاب عبَّر بالشك، وفي جانب موقف كفار قريش منه عبَّر بالريب؛ وذلك للدلالة على اختلاف الموقفين، فموقف الرسول - صلى الله عليه وسلم، على ما رأى بعض العلماء - أنه موقف الحائر المتردد، الباحث عن اليقين... أما في جانب الكفار، فقد عبر بالريب؛ ليوضح أن موقفهم من القرآن لم يكن موقف الحائر الشاك الباحث عن الحقيقة من أجل البلوغ إلى درجة اليقين، وإنما هو موقف المرتاب المكذِّب المتهِم للقرآن، فقالوا عنه: إنه سحر، وشعر، وأساطير الأولين"[145].

 

وإذا كان الباحث - سامي هلال - لا يهمه أمرُ التفريق بين الآيات المكية والمدنية في هذا الجانب، فإنه من المفيد - هنا - الإشارة إلى أن الآية التي وصفت الكفارَ باتِّهام القرآن وتكذيبه، هي آية (مدنية)، وجاء استعمالها مطابقًا لمقتضى الحال الذي عليه المجتمع المدني، الذين ظهرت لهم الدلائل والبراهين على صحة الدعوة وحقيقة الكتاب، وأنه من عند الله، ويكفي دليلاً على صدق ذلك، عجزُهم عن الإتيان بسورة من مثله، بينما الآية الأخرى التي وردت فيها لفظة (الشك)، هي (مكية)، وأما ما يخص نسبة الشك إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - فالراجح في ذلك - والله أعلم - أن الخطاب في الآية على غير ظاهره، فهو موجَّه للرسول - عليه الصلاة والسلام - والمراد أمَّتُه، ويذكر الزمخشري أن الرسول - عليه السلام - قال عند نزول هذه الآية: "((لا أشك ولا أسأل؛ بل أشهد أنه الحق))، وعن ابن عباس - رضي الله عنه -: ولا والله، ما شكَّ طرفة عين، ولا سأل أحدًا منهم، وقيل: خوطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمراد خطاب أمته، ومعناه: فإن كنتم في شك مما أنزلنا إليكم... وقيل: الخطاب للسامع ممن يجوز عليه الشك، كقول العرب: إذا عزَّ أخوك فهُنْ، وقيل: (إن) للنفي؛ أي: فما كنت في شك، فاسأل، يعني: لا نأمرك بالسؤال لأنك شاك؛ ولكن لتزداد يقينًا، كما ازداد إبراهيم - عليه السلام - بمعاينة إحياء الموتى"[146].

 

وخلاصة الأمر في ذلك: أن (الريب) يحمل في دلالته إلى جانب الشكِّ التهمةَ والتكذيب، ولا يعني الشك غير التردد والحيرة في أمرٍ لم تظهر الحجة ليتم التيقن منه.

 

ولعل في هذا دليلاً واضحًا على احتلال اللفظة القرآنية مكانَها الدقيق في التركيب، فلا تصلح أن تأخذ مكانها لفظةٌ أخرى، فهي منسجمة مع المعنى العام، ومتعايشة مع الألفاظ المجاورة لها في الآية؛ حتى يشعر القارئ للآية الكريمة باستحالة تغيير كلمة بأخرى وإن كانت مرادفة لها في عرف اللغويين، ولعل هذه الخاصية التي تميَّز بها كلام الله - سبحانه - عن كلام البشر، هي التي قادت أحدَ الباحثين في خصائص التعبير القرآني إلى القول في غضون حديثة عن (تناسب اللفظ القرآني مع معناه): "تصريف القرآن في القول بحسب المقام، ولكل مقام مقال، فترى كل لفظة وقعتْ موقعها، بحسب السياق، وبحسب ما يناسب كل حالة من حالات المخاطبين"[147].

 

وأما الآيات التي وُصف فيها الشك بأنه مريب، كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾[148]، فالمقام في كل الآيات التي وردت فيها لفظة (مريب) وصفًا للشك، هو مقام تذكيرٍ ووعظ من الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - لأهل مكة، فالآيات كلها مكية، والرسول فيها يذكِّرهم بالأقوام الذين شككوا في الرسالات السابقة والكتب التي أنزلت على أنبيائهم، على الرغم من ظهور البرهان لهم على صدق ما جاء به أولئك الرسلُ، مثل موسى وعيسى ونوح وصالح، وكأن الرسول الكريم أراد أن يقول لهم: لا تكونوا مثل أولئك الذين أوقعهم شكُّهم في الريبة والتخبط والاضطراب؛ لأنهم أعرضوا عن الحق مع جلائه، وأنكروه مع وضوحه؛ وذلك بسبب عنادهم وإصرارهم على المكابرة والجحود، فلا تكونوا يا أهل مكة مثلهم، وهو مقام ملائمٌ تمامًا للمعاني التي ترمي إليها هذه الآيات؛ فهي تتحدث عن شك متطور إلى قلق واضطراب وحيرة شديدة أدتْ إلى التخبط عند الأقوام السابقة الذين كفروا بما أنزل الله على رسله المبعوثين إليهم.

 

يقول مبارك رحمة في دراسته لسورة (هود) عن هذه الآية الكريمة: "ومعنى الآية الكريمة: هو أن هؤلاء المختلفين في شأن الكتاب لفي شك منه، وهذا الشك قد أوقعهم في الريبة والحيرة، والتخبط والاضطراب، وهذا شأن المعرضين عن الحق، لا يجدون مجالاً لنقده وإنكاره، فيحملهم عنادهم وجحودهم على التشكيك فيه، وتأويله تأويلاً سقيمًا يدعو إلى الريبة والقلق"[149].

 

وفي ذلك بيان للفرق بين الشك المقترن بالريبة، والشك غير المقترن بها، حيث لا تتعدى دلالتُه عن (التردد) الذي هو عكس اليقين؛ لعدم توافر الدليل المؤدي إلى اليقين، وهذا ينطبق على كل لفظة (شك) وردت في القرآن الكريم غير مقترنة بالريب، ومن ذلك - على سبيل المثال - قوله - تعالى - في سورة (ص): ﴿ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾[150]، فالمشركون في هذه الآية متردِّدون في قَبول الذكر الذي أنزل على محمد - عليه الصلاة والسلام - ويظهر في مستهل الآية ما يشير إلى استغرابهم لاختيار محمدٍ من بينهم لينزل عليه القرآن، وحسدهم له على هذه الخاصية التي اختص بها؛ ولذا فإن اطمئنانهم وتيقنهم بحقيقة هذا الكتاب لم يتأكد عندهم.

 

يقول محمد البياع في تعليقه على قوله – تعالى -: ﴿ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِن ذِكْرِي ﴾: "لم يكن مشركو مكة في إنكارهم للرسالة والوحدانية مستندين إلى ما يفيد الجزم أو اليقين؛ بل هم في تردد من القرآن"[151]، ويقول عن المعنى التركيبي لهذه الآية الكريمة: "إن الله أخبر عن كفار مكة الذين حسدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما آتاه الله من فضله، وشكُّوا في حقيقة القرآن، أخبر الله - سبحانه - عنهم بأن سبب حسدهم وإنكارهم المدلول عليهما بالجملتين السابقتين، هو عدم ذوقهم العذابَ بعدُ"[152].

 

وخلاصة ما سبق:

أن لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم، استعمل كل منهما في مكانه الدقيق، وموضعه الأخص به؛ ولذلك جاء كل لفظ منهما في سياقه الملائم للمعنى المقصود منه، والمناسب للمقام المتحدث عنه، والمطابق لمقتضى الحال، وهذا هو عمود البلاغة الذي أشار إليه الخطابي، حيث عدَّ الدقة في اختيار الألفاظ الملائمة للمعنى ركنًا أساسيًّا وتحقيقًا لبلاغة الكلام، وأشار إلى وجود ألفاظ متقاربة في المعنى، يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان المراد، بينما تختص كل لفظة من تلك الألفاظ وتتميز عن صاحبتها في بعض معانيها، وإن كانا قد يشتركان في بعضها، بحيث لو أبدل اللفظ بغيره، تبدل تبعًا لذلك معنى الكلام، وذهب رونقه، وسقطت بلاغته[153]، "ودلالات الألفاظ القرآنية، ترجع في بيانها إلى استقصاء اللفظ في سياقاته المختلفة، مع موازنة دقيقة بمعونة القرائن"[154].

 

وبالرجوع إلى استعمال لفظتي (الشك، والريب)، يجد المتأمل في استعمال القرآن الكريم للفظة (الشك)، أنها جاءت في جميع الآيات التي وردت فيها مفردةً وبصيغة المصدر المجرد من (أل) التعريف، وفي ذلك عددٌ من اللطائف البلاغية، منها ما يلي:

1- أن يتناسب مع دلالتها التي تعني التردد (مصدر الحيرة)، أو السبب في وقوع صاحب التردد فيها، كما تتناسب هذه الصيغة مع رفْع الملامة عمَّن وقع في الشك - إن لم يكن الشك موصوفًا بالريبة - لأن من لا تظهر له الدلائل المرجِّحة لأحد النقيضين، يبقى في شك حتى تظهر له الدلائل تلك، فيزول بها الشك، ولهذا جاز مخاطبة الرسول من قبل الله - سبحانه - بقوله: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ ﴾، وإن كان أصل الخطاب لأمَّته - عليه الصلاة والسلام - كما تمت الإشارة إلى ذلك آنفًا، وفرقٌ بين أن يكون الإنسان في شك، وأن يكون شاكًّا؛ لأن اسم الفاعل يوحي بمساهمة الإنسان في إحداث الفعل، ولو تم التعبير عمن وقع في الشك بأنه شاك، صار ملومًا في ذلك، ومن هنا وصف الإنسان الشاك بلفظة (مريب) في قوله - تعالى -: ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ﴾[155]، والذم للموصوف بهذا الوصف واضحٌ في السياق.

 

2- جاءت كلمة (الشك) في جميع الآيات نكرةً غير معرفة، وهذا يتلاءم مع حال المتردد الجاهل برجحان الدليل في أحد النقيضين.

 

3- مجيء الشك في صيغة واحدة تتناسب مع ما يدلُّ عليه من معنى واحد، وهو: التردد، بخلاف الريب الذي يدل على أمرين: التردد مع التهمة، وقد ورد في القرآن باثني عشر لفظًا مختلفًا، هي: (ارتاب، ارتابت، ارتابوا، ارتبتم، ترتابوا، يرتاب، يرتابوا، ريب، ريبة، ريبهم، مرتاب، مريب)، وذلك عدد زوجيٌّ يتناسب مع ما يدل عليه اللفظ، وحتى لو قصرنا هذه الألفاظ على صيغها، وقلنا: جاء الريب في الصيغ التالية: الفعل الماضي (ارتاب)، والفعل المضارع (يرتاب أو ترتاب)، والمصدر (ريب)، والاسم المأخوذ من الريب (ريبة)، واسم الفاعل من الفعل ارتاب (مرتاب)، واسم الفاعل من الريب (مريب)، وهذه ست صيغ مختلفة، وذلك عدد زوجي أيضًا يتناسب ودلالةَ الريب على أمرين، هما: التردد والتهمة، وهذا يكشف عن جانبٍ من جوانب الإعجاز اللفظي في القرآن الكريم، و"لألفاظ القرآن جانب كبير من سموِّه فوق أنماط التعبير الأخرى، وتقوم هذه الألفاظ القرآنية على اعتبارات لم تتحقق لغيرها؛ لذلك فإن النظر فيها لم يقتصر على جانب واحد؛ بل يجد الباحث المجال فسيحًا أمامه، حيث يعمد إلى دراسة ألفاظ القرآن"[156].

 

خاتمة البحث:

حاولت هذه الدراسةُ الكشفَ عن صورة من صور الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم، تلك الصورة المتمثِّلة في استعمال بعض الألفاظ متقاربة المعنى، أو تلك التي يُظن فيها الترادف، حيث أثبتت هذه الدراسة أنْ لا ترادف بين لفظتي (الشك، والريب) موضوع الدراسة، وأن لكل منهما ما يميِّزه عن اللفظة الأخرى، فلا يصح استخدامها مكان أختها في موقعها الذي وردت فيه، وذلك ما اطمأنت الدراسة إليه، بعد استعراض آراء اللغويين، ودراسة أقوال المفسرين فيما يختص بهذين اللفظين، وهذه المطالعة المتأملة، والقراءة الفاحصة، أظهرتِ الفوارقَ بين اللفظتين، وكشفت عن سر اختيار هذه اللفظة دون تلك في السياق الذي وردت فيه من آيات الذكر الكريم، كما أبانت عن دقة التعبير الإلهي في كلامه المنزل على محمد - صلوات الله وسلامه عليه - مما جعله كلامًا معجزًا لا يقوى على مجاراته أشهرُ القوم فصاحةً وبلاغة؛ بل تعلَّموا من القرآن الكريم أن يدقِّقوا في اختيار الألفاظ التي يعبِّرون بها عما في نفوسهم؛ لتدل على المقصود دلالةً واضحة لا غموض فيها ولا التواء[157].

 

وانتهت هذه الدراسة إلى عدد من النتائج، لعل أهمها ما يلي:

أولاً: بالرجوع إلى كتب اللغة، والنظر في تناولها لدلالة هاتين اللفظتين، تبيَّن أن بعضهم - وخاصة أصحاب كتب الترادف - يرى أن لفظتي (الشك، والريب) مترادفتان، بينما حاول بعض اللغويين المنكرين لظاهرة الترادف إظهار الفرق بين هذين اللفظين، أما المفسرون فيكادون يجمعون على عدم ترادف هذين اللفظين في لغة القرآن الكريم، وقد أثبتت الدراسة باستقصاء الآيات التي ورد فيها هذان اللفظان صحةَ ما أجمع عليه المفسرون.

 

ثانيًا: حرَصتِ الدراسة على توظيف المنهج الإحصائي للفظتين في القرآن الكريم، كما حرصت على المقارنة الإحصائية بين (المكي، والمدني) للآيات مدار البحث، وقد أسهم هذا المنهج في الوصول إلى نتائجَ غيرِ مسبوقة، ولها دلالات على الإعجاز البلاغي والعددي في القرآن الكريم، ومنها انحصار لفظة (الشك) الذي يعني الترددَ الحاصل من كفار قريش في حقيقة دعوة الرسول الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - وما يتَّصل بها من البعث وقيام الساعة، ونزول الوحي بالقرآن الكريم في الآيات المكية في بداية الدعوة، وقد خلت منها الآيات المدنية، إلا في موطن واحد يشير إلى شك الجنود النصارى في الشخص الذي صلبوه: أهو عيسى المسيح أم غيره؟

 

ومنها اقتصار وصف الناس بالارتياب والريبة على الخطاب القرآني الموجَّه للمجتمع المدني، فالكلمات: (ريبة، ارتابت قلوبهم، ارتابوا، ارتبتم، ترتابوا، يرتابوا) لم يردْ منها شيء في الآيات المكية، وفي ذلك ذمٌّ للمجتمع الذي ظهرت له الأدلة والحجج، ووضحت له البراهين الدالة على صحة الدعوة.

 

ومنها أن (الشك) الذي يدل على معنى واحد، وهو التردد، جاء في القرآن الكريم في عدد فردي، حيث ذُكر خمسَ عشرةَ مرة، وفي عدد فردي من السور أيضًا، حيث ورد في إحدى عشرة سورة، بينما ورد لفظ (الريب) الذي يعني أمرين، هما: التردد مع تهمة، ورد في عدد زوجي، حيث ذُكر ستًّا وثلاثين مرة، وفي عدد زوجي من السور أيضًا، حيث ذكر في ست وعشرين سورة، إلى غير ذلك من النتائج التي أشارت إليها الدراسة في موضعها.

 

ثالثًا: في الجزء الخاص بالدلالات البلاغية لاستعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم، أكَّدت الدراسة على ورود كل لفظ منهما في سياقه الملائم للمعنى المقصود منه، والمناسب للمقام المتحدث عنه، والمطابق لمقتضى الحال، سواء كان في استعمال لفظة (الشك)، أو استعمال لفظة (الريب)، أو استعمال لفظة (الشك) مقرونة بلفظة (الريب) في الآيات التي ذكرت (الشك المريب)، حيث كشفت الدراسة عن اختصاص جميع هذه الآيات التي تم فيها وصف الشك بأنه مريب، بالأقوام السابقة التي كذَّبتْ برسالات الله سبحانه، حيث وردت هذه الآيات جميعها في السور المكية دون استثناء، وفيها يذكِّر الرسولُ قومه بالسابقين لهم من الأمم التي شكَّكتْ في الرسل المبعوثة إليهم من قِبل الله - سبحانه وتعالى - وفي الكتب التي أنزلها عليهم، كأمة موسى وأمة عيسى ونوح وصالح - عليهم السلام - ففي هذه الآيات جميعها يحذِّر الرسول محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أهلَ مكة من الوقوع في ذلك النوع من الشك الممزوج بالريبة والتخبط، والاضطراب والتكذيب والتهمة، حيث دفعهم هذا الشكُّ المريب إلى الإعراض عن الحق مع جلائه، وإنكاره مع وضوحه، بسبب عنادهم وإصرارهم على المكابرة والجحود.

 

وفي الختام، تأمل الدراسة أن يكون التوفيق قد حالفها في الكشف عن صورة من صور الإعجاز البلاغي لهذا القرآن العظيم، الذي لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه.

 

والله الهادي إلى سواء السبيل، فهو نعم المولى ونعم النصير.

 

المصادر والمراجع

أولاً: القرآن الكريم.

 

ثانيًا: كتب التراث:

1- أبو حيان، أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف بن علي الأندلسي، البحر المحيط، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م.

2- أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، تفسير أبي السعود. ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م.

3- الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: إبراهيم الأبياري، القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967م.

4- الجشي، حسن بن صالح بن عمر، البرهان في غريب القرآن، ط1، القاهرة: مكتبة وهبة، 1411هـ/ 1991م.

5- الخطابي، أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم، بيان إعجاز القرآن (ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، تحقيق: محمد خلف الله أحمد، ومحمد زغلول سلام، القاهرة: دار المعارف، د. ت.

6- الرازي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي البكري، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ/ 1990 م.

7- الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: محمد سيد كيلاني، بيروت: دار المعرفة، د. ت.

8- الرماني، أبو الحسن علي بن عيسى، الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى، تحقيق ودراسة: فتح الله صالح علي المصري، ط2، مصر، المنصور: دار الوفاء، 1408هـ/ 1988م.

9- الزبيدي، السيد مرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، بنغازي: دار البيان، 1306هـ.

10- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ط3، بيروت: دار الكتاب العربي، 1407هـ/ 1987م.

11- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، بيروت: دار الفكر، 1408هـ/ 1988م.

12- ابن عبدالسلام، عز الدين عبدالعزيز، فوائد في مشكل القرآن، تحقيق: سيد رضوان علي الندوي، ط2، جدة: دار الشروق، 1402هـ/ 1982م.

13- العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية، تحقيق: حسام الدين القدسي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1401هـ/ 1981م.

14- ابن فارس، أبو الحسين أحمد، الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامهم، تحقيق: عمر فاروق الطباع، ط1، بيروت: مكتبة المعارف، 1414هـ/ 1993م.

15- الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد، معاني القرآن، ط2، بيروت: عالم الكتب، 1980م.

16- الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الجزء الثالث، بيروت: المكتبة العلمية، د. ت.

17- الفيومي، أحمد بن محمد بن علي المقري، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، دار البيان، د. ت.

18- قدامة بن جعفر، أبو الفرج، جواهر الألفاظ؛ تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، ط1، مصر: مطبعة السعادة، 1350هـ/ 1932م.

19- الكفوي، أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني، الكليات (معجم في المصطلحات، والفروق اللغوية)، تحقيق: عدنان درويش ومحمد المصري، ط2، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ/ 1993م.

20- ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب المحيط، إعداد وتصنيف: يوسف خياط، بيروت: دار لسان العرب، د. ت.

21- الهمذاني، عبدالرحمن بن عيسى، الألفاظ الكتابية، نسخة راجعها وقدم لها السيد الجميلي، ط1، بيروت: دار الكتاب العربي، 1406هـ/ 1986م.

 

ثالثًا: الكتب الحديثة:

1- أبو ستيت، الشحات محمد، مقاييس البلاغيين في فصاحة الكلمة، ط1، مصر: مطبعة الأمانة، 1411هـ/ 1991م.

2- البياع، محمد عبدالعال الرفاعي، تفسير سورة (ص)، (أطروحة دكتوراه غير منشورة)، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن، د. ت.

3- دراز، صباح عبيد، البلاغة القرآنية عند الإمام الخطابي، ط1، مصر، مطبعة الأمانة، 1406هـ/ 1986م.

4- رحمة، مبارك محمد أحمد، سورة هود عرض وتفسير، (أطروحة دكتوراه في التفسير غير منشورة)، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن، 1404هـ/ 1983م.

5- الشايع، محمد بن عبدالرحمن، الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم، ط1، الرياض: مكتبة العبيكان، 1414هـ/ 1993م.

6- عبدالباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، بيروت: مؤسسة جمال للنشر، د. ت.

7- لامنس، الأب هنريكوس اليسوعي، فرائد اللغة، ج1 (في الفروق)، بيروت: الطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، 1889م.

8- المراغي، أحمد مصطفى، تفسير المراغي، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1985م.

9- المطعني، عبدالعظيم إبراهيم محمد، خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، ج1، ط1، القاهرة: مكتبة وهبة، 1413هـ/ 1992م.

10- المنجد، محمد نور الدين:

- الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق، ط1، دمشق: دار الفكر، 1997م.

- الترادف والاشتراك والتضاد في القرآن الكريم، (رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها غير منشورة)، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة دمشق، 1417هـ/ 1996م.

11- نخلة، الأب رفائيل اليسوعي، قاموس المترادفات والمتجانسات، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، 1957م.

12- هلال، سامي عبدالفتاح عبدالعزيز، الترادف في القرآن الكريم بين المثبتين والنافين، (رسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم غير منشورة)، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن، 1409هـ/ 1989م.

13- اليازجي، إبراهيم، نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد، ضبطه على أصله: الأمير نديم آل ناصر الدين، ط3، بيروت: مكتبة لبنان، 1985م.



[1] سورة هود، من الآية: 1.

[2] سورة يونس، من الآية: 64.

[3] الشايع، محمد بن عبدالرحمن، "الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم"، ط1، الرياض: مكتبة العبيكان، 1414هـ/ 1993م، ص 15.

[4] الشايع، "الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم"، ص 236.

[5] المنجد، محمد نور الدين، "الترادف والاشتراك والتضاد في القرآن الكريم" رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها غير منشورة، والنص منقول عن النسخة الموجودة في مكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة دمشق، ص 184.

[6] انظر: المنجد، محمد نور الدين، "الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق"، ط1، دمشق: دار الفكر، 1997م، ص 229 - 271.

[7] الرماني، أبو الحسن علي بن عيسى، "الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى"، تحقيق ودراسة: فتح الله صالح علي المصري، ط2، مصر، المنصورة: دار الوفاء، 1408هـ/ 1988 م، ص 85 - 86.

[8] نخلة، الأب رفائيل اليسوعي، "قاموس المترادفات والمتجانسات"، بيروت: المطبعة الكاثوليكية، 1957م، ص 112.

[9] نخلة، "قاموس المترادفات"، (كيفية تنسيق هذا القاموس) صفحات قبل بدء الترقيم.

[10] اليازجي، إبراهيم، "نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد"، وقف على طبعه وطبعه على أصله: الأمير نديم آل ناصر الدين، ط3، بيروت: مكتبة لبنان، 1985 م، ص (ئـ) من المقدمة.

[11] اليازجي، "نجعة الرائد"، ص 202.

[12] ابن فارس، أبو الحسين أحمد، "الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها"، تحقيق: عمر فاروق الطباع، ط1، بيروت: مكتبة المعارف، 1414هـ/ 1993 م، ص 98.

[13] ابن فارس، "الصاحبي"، ص 99.

[14] ابن فارس، "الصاحبي"، ص 98، 99.

[15] الهمذاني، عبدالرحمن بن عيسى، "الألفاظ الكتابية"، بيروت: دار الهدى، د. ت، ص 245، 246، وفي نسخة أخرى راجعها وقدم لها السيد الجميلي، ط1، بيروت: دار الكتاب العربي، 1406هـ/ 1986 م، ص 140، 141.

[16] قدامة بن جعفر، أبو الفرج، "جواهر الألفاظ"، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، ط1، مصر: مطبعة السعادة، 1350هـ/ 1932م، ص 362.

[17] الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، "تهذيب اللغة"، تحقيق إبراهيم الأبياري، الجزء الخامس عشر، القاهرة: دار الكتاب العربي، 1967 م، ص 252.

[18] ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري، "لسان العرب المحيط"، إعداد وتصنيف: يوسف خياط، المجلد الأول، بيروت: دار لسان العرب، د. ت، مادة (ريب)، ص 1263.

[19] المقري الفيومي، أحمد بن محمد بن علي، "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي"، ج1، مادة (ريب) (دار الفكر) د. ت، الجزآن في مجلد واحد، ص 247.

[20] الزبيدي، السيد مرتضى، "تاج العروس من جواهر القاموس"، المجلد الأول، بنغازي: دار البيان، 1306هـ، تمت طباعته الأولى بالمطبعة الخيرية بمصر سنة 1306هـ، ص 282، 283.

[21] سورة البقرة، الآية: 2.

[22] الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد، "معاني القرآن"، ج1، ط2، بيروت: عالم الكتب، 1980م، ص 11.

[23] سورة البقرة، الآية: 2.

[24] التيمي، أبو عبيدة، معمر بن المثنى، "مجاز القرآن"، تحقيق: محمد فؤاد سزكين، ج1، ط1، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1401هـ/ 1981 م، ص 29.

[25] سورة البقرة، الآية: 2.

[26] ابن عبدالسلام، عز الدين عبدالعزيز، "فوائد في مشكل القرآن"، تحقيق: سيد رضوان علي الندوي، ط2، جدة: دار الشروق، 1402هـ/ 1982 م، ص 69.

[27] سورة التوبة، الآية: 45.

[28] سورة التوبة، الآية: 110.

[29] سورة العنكبوت: 48.

[30] سورة الحجرات، الآية: 15.

[31] الجشي، حسن بن صالح بن عمر، "البرهان في غريب القرآن"، ط1، القاهرة: مكتبة وهبة، 1411هـ/ 1991م، ص 159.

[32] سورة هود، الآية: 110.

[33] ابن عبدالسلام، "فوائد في مشكل القرآن"، ص 139 - 140.

[34] العسكري، أبو هلال، "الفروق اللغوية"، تحقيق: حسام الدين القدسي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1401هـ/ 1981 م، ص 79، 80.

[35] الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد، "المفردات في غريب القرآن"، تحقيق: محمد سيد كيلاني، بيروت: دار المعرفة، د. ت، ص 265.

[36] سورة الحج، الآية: 5.

[37] سورة البقرة، الآية: 23.

[38] سورة النور، الآية: 50.

[39] سورة الحديد، الآية: 14.

[40] سورة المدثر، الآية: 31.

[41] سورة الحجرات، الآية: 15.

[42] سورة التوبة، الآية: 110.

[43] الراغب الأصفهاني، "المفردات في غريب القرآن"، ص 205.

[44] الرازي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي البكري، "التفسير الكبير" أو "مفاتيح الغيب"، ج2، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ/ 1990 م، ص 18.

[45] أبو حيان، أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف بن علي الأندلسي، "البحر المحيط"، ج1، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990 م، ص33.

[46] الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، ج3، بيروت: المكتبة العلمية، د. ت، ص 332 - 333.

[47] كذا كتبت (الخزق) بالزاي المعجمة، والخزق: الطعن.

[48] الفيروز آبادي، "بصائر ذوي التمييز"، ج3، ص 333.

[49] من الآية الثانية من سورة البقرة.

[50] الفيروز آبادي، "بصائر ذوي التمييز"، ج3، ص 113.

[51] سورة الطور، الآية: 30.

[52] الفيروز آبادي، "بصائر ذوي التمييز"، ج3، ص 114.

[53] سورة المدثر، الآية: 31.

[54] سورة الحجرات، الآية: 15.

[55] سورة التوبة، الآية 110.

[56] الفيروز آبادي، "بصائر ذوي التمييز"، ج3، ص 114.

[57] أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، تفسير أبي السعود، ج1، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م، ص 24.

[58] سورة النساء، الآية: 157.

[59] أبو البقاء الكفوي، أيوب بن موسى الحسيني، "الكليات: معجم في المصطلحات، والفروق اللغوية"؛ تحقيق عدنان درويش ومحمد المصري، ط2، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1413هـ/ 1993 م، ص 528.

[60] أبو البقاء الكفوي، "الكليات"، ص 528.

[61] الأب هنريكوس لامنسي اليسوعي، "فرائد اللغة"، ج1 (في الفروق)، بيروت: المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، 1889 م، ص 147.

[62] الرازي، "التفسير الكبير" أو "مفاتيح الغيب"، ج17، ص 128.

[63] ابن منظور، "لسان العرب"، ج1، مج1، (أ ر) مادة (ريب)، ص 1263.

[64] هلال، سامي عبدالفتاح عبدالعزيز، "الترادف في القرآن الكريم بين المثبتين والنافين"، رسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم غير منشورة، جامعة الأزهر، كلية أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن، 1409هـ/ 1989 م، ص 54.

[65] سورة يونس، الآية: 94.

[66] سورة يونس، الآية: 104.

[67] سورة هود، الآية: 62.

[68] سورة هود، الآية: 110.

[69] سورة إبراهيم، الآية: 9.

[70] سورة إبراهيم، الآية: 10.

[71] سورة النمل، الآية: 66.

[72] سورة سبأ، الآية: 21.

[73] سورة سبأ، الآية 54.

[74] سورة ص، الآية: 8.

[75] سورة غافر، الآية: 34.

[76] سورة فصلت، الآية: 45.

[77] سورة الشورى، الآية: 14.

[78] سورة الدخان، الآية: 9.

[79] سورة النساء، الآية: 157.

[80] سورة الأنعام، الآية: 12.

[81] سورة يونس، الآية: 37.

[82] سورة هود، الآية: 62.

[83] سورة هود، الآية: 110.

[84] سورة إبراهيم، الآية: 9.

[85] سورة الإسراء، الآية: 99.

[86] سورة الكهف، الآية: 21.

[87] سورة العنكبوت، الآية: 48.

[88] سورة السجدة، الآية: 2.

[89] سورة سبأ، الآية: 54.

[90] سورة غافر، الآية: 34.

[91] سورة غافر، الآية: 59.

[92] سورة فصلت، الآية: 45.

[93] سورة الشورى، الآية: 7.

[94] سورة الشورى، الآية: 14.

[95] سورة الجاثية، الآية: 26.

[96] سورة الجاثية، الآية: 32.

[97] سورة ق، الآية: 25.

[98] سورة الطور، الآية: 30.

[99] سورة المدثر، الآية: 31.

[100] سورة البقرة، الآية: 2.

[101] سورة البقرة، الآية: 23.

[102] سورة البقرة، الآية: 282.

[103] سورة آل عمران، الآية: 9.

[104] سورة آل عمران، الآية: 25.

[105] سورة النساء، الآية: 87.

[106] سورة المائدة، الآية: 106.

[107] سورة التوبة، الآية: 45.

[108] سورة التوبة، الآية: 45.

[109] سورة التوبة، الآية: 110.

[110] سورة الحج، الآية: 5.

[111] سورة الحج، الآية: 7.

[112] سورة النور، الآية: 50.

[113] سورة الحجرات، الآية: 15.

[114] سورة الحديد، الآية: 14.

[115] سورة الطلاق، الآية: 4.

[116] الرازي، "التفسير الكبير" (مفاتيح الغيب)، ص 18.

[117] المراغي، أحمد مصطفى، "تفسير المراغي"، مج2، ج6، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1985 م، 13 14، ويشير المؤلف إلى أن إنجيل (برنابا) يصرح بأن الجنود أخذوا يهوذا الأسخريوطي نفسه؛ ظنًّا أنه هو المسيح؛ لأنه ألقي عليه شبهه، والمعلومات المذكورة هنا من المصدر نفسه.

[118] سورة الأنعام، الآية: 12.

[119] سورة يونس، الآية: 37.

[120] سورة الإسراء، الآية: 99.

[121] سورة الكهف، الآية: 21.

[122] سورة السجدة، الآية: 2.

[123] سورة غافر، الآية: 59.

[124] سورة الشورى، الآية: 7.

[125] سورة الجاثية، الآية: 26.

[126] سورة الجاثية، الآية: 32.

[127] سورة الطور، الآية: 30.

[128] المراغي، "تفسير المراغي"، مج9، ج27، ص 29.

[129] المصدر نفسه، ص 31.

[130] سورة هود، الآية: 62.

[131] سورة هود، الآية: 110.

[132] سورة إبراهيم، الآية: 9.

[133] سورة سبأ، الآية: 54.

[134] سورة فصلت، الآية: 45.

[135] سورة الشورى، الآية: 14.

[136] سورة ق، الآية: 25.

[137] الطبرى، أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310هـ)، "جامع البيان عن تأويل آي القرآن"، مج 13، ج26، بيروت: دار الفكر، 1408هـ/ 1988 م، ص 167.

[138] الزمخشري، محمود بن عمر (ت 528هـ)، "الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل"، ج 4، ط3، بيروت: دار الكتاب العربي، 1407هـ/ 1987 م، ص 387.

[139] الرازي، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التميمي، (ت 604هـ)، "التفسير الكبير" أو "مفاتيح الغيب"، ج28، ط2، بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ/ 1990 م، ص 144.

[140] أبو حيان، أثير الدين أبو عبدالله محمد بن يوسف الأندلسي (ت 754هـ)، "التفسير الكبير" المسمى: "البحر المحيط"، ج8، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990 م، ص 126.

[141] أبو السعود، محمد بن محمد العمادي (ت 951هـ)، تفسير أبي السعود المسمى: "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم"، ج8، ط2، بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1411هـ/ 1990م، ص 131.

[142] المراغي، تفسير المراغي، ج26، ص 163.

[143] سورة البقرة، الآية: 23.

[144] سورة يونس، الآية: 94.

[145] هلال، "الترادف في القرآن الكريم"، ص 55 - 57.

[146] الزمخشري، "الكشاف"، ج2، ص 370 371، وفي الهامش، إشارة إلى أن قول الرسول - عليه السلام - المذكور، أخرجه عبدالرزاق، ومن طريقه الطبري عن معمر عن قتادة في هذه الآية، قال: بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا أشك ولا أسأل)).

[147] المطعني، عبدالعظيم إبراهيم محمد، "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، ج1، ط1، القاهرة: مكتبة وهبة، 1413هـ/ 1992 م، ص 270.

[148] سورة هود، الآية: 110.

[149] رحمة، مبارك محمد أحمد، "سورة هود عرض وتفسير"، (أطروحة دكتوراه في التفسير)، غير منشورة، مقدمة إلى قسم التفسير بكلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر بالقاهرة، عام 1404هـ/ 1983م، ص 386.

[150] سورة ص، الآية: 8.

[151] البياع، محمد عبدالعال الرفاعي، "تفسير سورة (ص)"، (أطروحة دكتوراه)، غير منشورة، مقدمة إلى قسم التفسير بكلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر بالقاهرة، (د. ت)، ص 105.

[152] البياع، "تفسير سورة (ص)"، ص 105.

[153] انظر: الخطابي، أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم (ت 388هـ)، "بيان إعجاز القرآن"، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن، بتحقيق: محمد خلف الله أحمد، ومحمد زغلول سلام، القاهرة: دار المعارف، د. ت، ص 28 - 29.

[154] دراز، صباح عبيد، "البلاغة القرآنية عند الإمام الخطابي"، ط1، مصر: مطبعة الأمانة، 1406هـ/ 1986 م، ص 25.

[155] سورة ق، الآية: 25.

[156] المطعني، عبدالعظيم، "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، ج1، ص 245.

[157] أبو ستيت، الشحات محمد، "مقاييس البلاغيين في فصاحة الكلمة"، ط1، مصر: مطبعة الأمانة، 1411هـ/ 1991 م، ص7.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحذف في القرآن الكريم
  • الدلالات التي تحملها لفظة (زوج) في اللغة
  • لفظ "الجزاء" في القرآن

مختارات من الشبكة

  • عرض (بلاغة القرآن الكريم: دراسة في أسرار العدول في استعمال صيغ الفعل) رسالة دكتوراه(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (2) أسس حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الطريقة النموذجية لحفظ القرآن الكريم (1) مدخل إلى حفظ القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحكم وسياسة الأمة في القرآن الكريم (7) الحاكم والمحكوم في القرآن الكريم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التربية في القرآن الكريم: توجيهات تربوية لبعض آيات القرآن الكريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في النهي عن استعمال الحق على وجه غير مشروع أو التعسف في استعماله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: نبوة المصطفى عليه السلام في القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستشراق والقرآن الكريم (انتشار القرآن الكريم)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)

 


تعليقات الزوار
4- هناك فروق آخرى
المعتز بالله - مصر 07-09-2015 05:44 PM

أظن ظنا غير جازم أن الريب يختص بالقلب وأما الشك يختص الرؤية والسمع والأعيان، والله أعلم،،،

3- GOOD
sally sherif - egypt 09-02-2012 02:46 PM

BEST IDEA TO HELPING PEOPLE TO STUDY GOD WORDS

2- شكرًا لك
أُنشُودَة الْمَطر 04-01-2011 05:59 PM

بحث رائع ومعلومات مفيدة وثمينة

1- thank u
ervan oktavianto - indonesia 17-12-2010 12:38 PM

thanks,. this article so usefull for my studies,.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب