• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

أدب وجدان العلي الحزين!

أ. محمود توفيق حسين


تاريخ الإضافة: 29/3/2010 ميلادي - 13/4/1431 هجري

الزيارات: 30573

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أدب وجدان العلي الحزين[1]

 

وجدان العلي، هو قلمٌ حزينٌ حزينٌ، يجد حرارته وحريَّته وانطلاقته الإبداعيَّة في التعبير الوجداني المترع بالألم والوحدة والإحساس بالفقد، وهو من ناحيةٍ أخرى قلمٌ ملتزمٌ بالقيم الإسلاميَّة وبعفَّة التعبير، وبكلِّ ما هو إنسانيٌّ.

 

وقد يجد بعض القراء في نفسه شعورًا بالدهشة حينما يتعاطى مع تجربةٍ أدبيَّةٍ حزينةٍ وصادقةٍ، صادرةٍ من ذاتٍ إسلاميَّةٍ؛ ظنًّا منه أن الأديب الإسلاميَّ عليه التزامٌ فريدٌ واضحٌ فقط تجاه استنهاض الأمَّة، وأن لا وقت لديه لذرف الدمع، والاستغراق في الذاتيَّة، والاحتراق في غير شأن المسلمين العام، هكذا ينظر للأمر، وفي رأيي: أن الأديب الإسلامي عليه التزامٌ واضحٌ تجاه جُملة ما اتُّفق عليه كسماتٍ للأدب الإسلاميِّ، ومن البدهي أن ليس كل نصٍّ (طيِّبٍ) يمكن أن يجري في مجرى استنهاض الأمة بالمعنى المباشر والتحريضي لفعل الاستنهاض، حتى لو اعتقد قطاعٌ من جمهور القراء أن هذا بدهيٌّ، إذ يحقُّ للأديب الإسلاميِّ أن يحتفي مثلاً بالطبيعة، أو أن يعبِّر عن حبِّه لأطفاله، أو حتى ضجره منهم، دون أن يُتَّهم بالانسحاب والتغيُّب، بل إني أرى أن (التخندق) الأدبي بشكل دؤوبٍ ومتَّصلٍ في مُواجهة الأخطار التي تهدِّد الأمة، قد يؤدي في بعض الأحوال إلى فقر النفسيَّة الإسلاميَّة الواعية، وعدم قدرتها على التعاطي مع تفاصيل الحياة المبعثرة والمعقَّدة، وقد يضرُّ بالموهبة بتضييق شرايين التعاطي مع الواقع، بل ولا أخفي ظنِّي في أن بعض (التخندق) الأدبي الذي غالبًا ما يتمُّ تلقِّيه من الجمهور تلقيًا حسنًا، الجمهور الذي يفضل الشجاعة على العلم والإبداع، إن في تلمذته على عالم أو في تلقِّيه من أديبٍ، قد يؤدِّي بعض هذا التخندق بالكاتب إلى التفكير في الجمهور على هامش تفكيره في القضايا، ثم التفكير في الجمهور بالمساواة مع تفكيره في القضايا، ثم التفكير في القضايا على هامش تفكيره في الجمهور، والحياء يمنعني من القول بأنه قد يكتفي بالتفكير في الجمهور فقط، هذه أشياء تحدث بشكلٍ تدريجي وانسيابي ولطيفٍ، الجمهور خطر جدًّا على عالمٍ، فكيف بأديبٍ؟! والعجب العجاب في الأدب هو أن شيئًا من الذاتيَّة هو ملح الأديب الملتزم الذي يضبط عمله، ويوفِّر له شيئًا من الحماية ضد الرئاء، رئاء الناس.

 

إنَّ الشعور بأن الحزن هو ميراثٌ لمدارس أدبيَّةٍ غربيَّةٍ، ثم التصريح بذلك، ثم التضييق على (من يحزنون) بحجَّة أنهم واقعون تحت غَواية الآداب الأخرى - يساعد بشكلٍ أو بآخر على انسحاب الأدب الإسلاميِّ من أراضٍ غير محرَّمةٍ، وإن كانت مأهولةً، بعد انسحابه الاختياري من أراضٍ محرمةٍ ومأهولةٍ، حتى يُخشى أن يكون هاجس بعض الناس يحوم حول المأهول نفسه.

 

والمشاعر الإنسانيَّة - ومن ضمنها الحزن - هي قاسمٌ مشتركٌ بين البشر، وليس علينا ببساطةٍ أن نجير للآخر حقَّ الاكتشاف والانتفاع من شعورٍ فطريٍّ بدأ مع وجود البشر على وجه الأرض، وهذا الحزن المتوجَّس منه أدبيًّا قد يستطيع كاتبٌ أن يصنعَ منه رؤيةً جماليَّةً بديعةً، وقد يستطيع كاتبٌ أن يصنع من الحزن فكرًا، وقد يستطيع آخر أن يصنع من الحزن غسولاً لنفسه ولنفس القارئ، وقد لا يستطيع آخر أن يصنع من الحزن شيئًا، هو فقط عبَّر عما يجيش بنفسه؛ لأنه أراد أن يعبر عما يجيش بنفسه، شيءٌ من الحزن الذي يليق بنفسٍ مسلمةٍ قد يقع في يد قارئٍ مهمومٍ، فيبكيه، ثم يدعوه للتضرع لله لكشف الضرِّ - خيرٌ من أن يبحث القارئ عن مساحة تأويلٍ لحُزنه لدى كاتب غير ملتزمٍ، قد تلقي في قلبه شيئًا من السخط المكتوم والإحساس بالعدميَّة.

 

الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ مثل الغضب، ولا أدري سرَّ الاسترابة من الحزن الأدبيِّ، وتقبُّل الغضب الأدبيِّ (الشجاع) قبولاً حسنًا، رغم أن الغضب فيه الحسن وفيه القبيح، تمامًا مثل الحزن، على الأقل يفتح الغضب بابًا للتعبير غير المنضبط أخلاقيًّا، ولإلقاء التُّهَم برعونةٍ، كما أن الغضب الأدبيَّ ليس اختراعًا إسلاميًّا، فهو موجودٌ بشكلٍ مثيرٍ وزاعقٍ في خارج التيَّار، فإذا كان لدى الإسلاميين من كُتُب الشعر الغاضب، فإن (مظفر نواب) قد كتبه أيضًا، فلماذا صوَّتنا للغضب وحده ملمحًا أساسيًّا من ملامح التعبير الأدبيِّ الإسلاميِّ، وعافت نفوسنا الحزن، رغم أن الحزن الصادق أشد استمالةً في هذا العالم الصاخب الماديِّ للنفوس من الغضب، على الأقل على المدى الطويل؟

 

الحزن شعورٌ إنسانيٌّ طبيعيٌّ، وجدناه لدى نبي الله يعقوب، الذي ابيضَّتْ عيناه من الحزن، كما مرَّ بنا جميعًا في سورة (يوسف) حيث أحسن القصص، ومع ذلك فإنك تجد في بعض المحاولات القصصيَّة الملتزمة وغير الناضجة رسمًا لحوحًا للشخصيات التي لا يعتريها الأَلَم ولا الحزن عند وقوع المصاب، رغم أن الكاتب لم يبذل جهدًا يُذكر في التأكيد على قوة الإيمان الفريدة لدى الشخصيَّة التي يكتب عنها من خلال تاريخها السلوكيِّ، إنهم يتكلَّمون عن بشرٍ معتادين، يتقبَّلون المصاب بصبرٍ جميلٍ يليق بالأولياء؛ ذاك لأن ثمة سوء تفاهمٍ مستقرًّا في ثقافتنا بخصوص الحزن، نحن نغلق الباب في وجه الحزن، ونرفض استضافته في الأدب الإسلاميِّ إلا قليلاً؛ ذاك لأننا نعتقد أنه يأتي دائمًا وخلفه مجموعة من الرفاق الأراذل والمجدِّفين: السخط والتشاؤم واليأس والشك.

 

حسنًا، لِمَ لا نُجَدِّد الثقة في حزنٍ أدبيٍّ إسلاميٍّ يأتي وحده، عفوًا، بل يأتي خلفه أصدقاءُ لطافٌ وحسَّاسون وورعون؟


الحزن الراشد قد يكون هو الفيضَ الطبيعيَّ لتعبير الأديب الملتزم عن غربته في مجتمعٍ استشرت فيه الأنانيَّة والجحود، وزاد فيه إحساسه بالوحشة، الحزن هنا ناقوس خطرٍ ينبِّهنا لحالة التفكُّك الاجتماعيِّ، ومن المفهوم أن تكون لدى الملتزم حساسيةٌ عاليةٌ جدًّا تجاه التشوُّهات المجتمعيَّة ليست لدى غيره، ممن لا ينكر بعضهم منكرًا، وليس لديه الغيرة التي تحضُّ على مراقبة التغيُّرات، حتى يمكن أن يسمَّى هذا الحزن الراشد بحزن (الإنكار)، بدلاً من تلك الأسماء التي يشكُّ بعضنا في مصدريتها وأصولها مثل: (الاغتراب)، وأنا شخصيًّا لا أشكُّ في أن لها تأصيلاً إسلاميًّا.

 

وما أسميته بحزن الإنكار يتكرر كثيرًا في أدب وجدان العلي، كقوله في نصه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء).

(كَرِهْتُ صحبة الْمُجلدين في جلودِهِم، الْمزورينَ على الإنسانيةِ، الْمُزَنَّرِينَ بالدِّينارِ والدِّرْهَم والمغنم، أفٍّ لكم جميعًا يا سماسِرَةَ القِيَمِ، دعوني جميعًا وارحلوا عني جميعًا، فقد كرهتكم جميعًا...).

 

ليعود ويقول في ذات النص: (الكُلُّ غادره، أو غَدَرَ به الكلّ، فهو مَغْدُورٌ، مُغَادَرٌ، مُغَادِرٌ، مُهَجَّرٌ، مُهَاجِر، مَهْجُورٌ، مُخْتَنِقٌ في شَرْنَقَةِ وجع، متأرجِحٌ على مِشْنَقَةِ ألَمٍ أَشْفَقَ عليه، فوَسع حبْلها قليلاً قليلاً، قدر ما يَسَعُ شَهْقَةَ دَمْعٍ وزَفْرَةَ أَسَفٍ، ويَبْقَى منه البقايا، البقايا التي تعيشُ، التي تتكَلَّمُ، التي تُحَاوِلُ، التي تتعَبُ، التي تقوم، تصوم، تَبْكِي، تحزن، التي تبتسم، حتى لا يقال: لا يبتسم، التي تتكلم، حتى لا يُقَال: كثير الصمت، تُرْشِدُ وتُعين حتى لا يقال: ماتتْ فائدته..).


ونلحظ في هذا الحزن حالةً غريبةً من الاستسلام للقيد الاجتماعيِّ، وغياب العنف الداخليِّ، رغم أنه مغادرٌ ومغدورٌ من المجتمع، إلا أنه يراعي مراقبة أعين الناس فيبتسم ويتكلَّم، ويرشد اتقاءً للنقد، وهذا فيه رسمٌ للشخصيَّة الحسَّاسة بتفْصيلٍ جميلٍ ودقيقٍ، هي رغم المعاناة غير قادرةٍ على التمرُّد، ولا تتحمَّل النقد، وهي في هذا مباينةٌ للنفس غير المؤمنة حينما تتأزَّم علاقتها بالمحيط الاجتماعيِّ، النفس غير المؤمنة تصاب بفقر الحسِّ الاجتماعيِّ والحقد، أو في أفضل حالاتها فإنها تعاني من ضعف المبالاة بمُحيطها.


وفي نصه (ركض الضرير) يعتذر السارد للضرير عن الزيارة الليليَّة، فيردُّ الضرير بكلماتٍ مثيرةٍ للتأمُّل: (إنما هذا الليل الذي ترى - ولا أراه - بقايا تلك النفوسِ الآسِنَة التي أرى، ولا ترى).

 

ثم يقول الضرير المسترسل في البوح بعد قليلٍ: (كم رَتَعُوا في طرقات قلبي بأحذيتهم المسْمَارِيّة، حين عَجِزُوا عن نَقْضِ الحقيقة، فاستراحُوا إلى نَسْجِ البَاطِل! صَدِّقْنِي "إن أصْعَبَ الصَّعْبِ أن تتقلص الإنسانيةُ في الإنسان، وتتحوَّلَ إلى وجودٍ يابِسٍ، يَصِير من بَعْدُ قِشْرَةً مآلها إلى الهشيم".

 

"الرحمة"، "الصدق"، "المحبة الخالصة"، تلك المعاني الرَّبِيعية، ذَبُلَتْ في خريف النفوس، إلا غُصنًا أَخْضَر ها هنا، وغصنًا آخر ها هناك).

 

ونلحظ هذه النفسيَّة الإسلاميَّة الرقيقة والعادلة التي لا تطيش موازينها، فبرغم ما هو فيه، إلا أنه ترفَّع عن الإطلاق في اتِّهاماته، فاستثنى من رحمهم الله وزرع في نفوسهم الرحمة والصدق والمحبة الخالصة، وهذا مباينٌ تمامًا لأحكام النفس الحزينة غير المؤمنة التي توزع الاتِّهامات على الكلِّ: كلهم خونةٌ، كلهم جاحدون... إلى آخره.


وفي كل تباريحه النفسية، ومن خلال تيار الوعي المؤمن، يعبر دائمًا عن تمسُّكٍ شديدٍ بالإيمان، فيقول هذا الضرير: (أوغلوا في المحاولة، فأوْغَلْتُ في مَدِّ أسبابي بالعرش).


وهذا يتبدَّى في سياقٍ آخر عبر السرد في نصِّه: (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، فيقول: (ثُم يَمْضي إلى "كَرْمَتِهِ"، وهنالك يجلس بين الصمْت والأشياء والسكون والحنين، يرعى كَرْمَه، ويقوم إلى الظل متوضئًا ليناجي ربَّه).


اللجوء لله هو سقيا دائمة لنصِّ الخاطرة الوجدانية عند وجدان العلي، مما يعطي مَخْزونًا عاطفيًّا خاصًّا لنصوص (العودة) عنده يختلف عن مثيلتها من نصوص العودة في غير الأدب الإسلاميِّ، وهذا لا ينفي حضور الملاذ البشريِّ في نصوص وجدان العلي الحزينة، حضورًا حقيقيًّا غير متخيل، في صورة روحانيَّةٍ للصحبة، هنا نجد المؤمن لا يتخيل ذاتًا بشريةً ضبابيَّةً يبحث عنها تمثل عنده مخزون القيم ونقطة العودة، بل يعود لذاتٍ بشريَّةٍ حقيقيَّةٍ، وجودها أكثر واقعية عنده من وجوده، إنها الأمُّ!


يقول في نصه (حقيبة عابر): (إلى الوالدة تفجؤني بانحناءةٍ تريد تقبيلَ يدي على بوابة الرحيل، فاقتطفتْ من قلبي انحناءةً مسكينة).

(إلى الجمر أحتضنه، أذرفه، أَشْفَقَ عَلَيَّ لا يَحْرِقُنِي، إلى أمي كفايتي لا يعرفني إلا هي، إلى أُمِّي كفايتي لا يعرفها إلا أنا، قد صرتُ من بعدها المجهولَ في عَرَصَاتِ الصَّمْتِ والعَتَمَة، إليها تنعَسُ بين يديّ فأطمئن، وأُخَيِّط أوردتي في يديها فتأمن، وأشتكي وَصَبِي فتُلَوِّح لي بغدٍ - لَم يأتِ بعدُ - فأسكن، إليها لا تعرفُ ما بي، إليها أَخْشَى أن تعرف ما بي).


ووجدان العلي الذي (استقالَ من الطفولة منذ جُرْحَيْنِ ونِصْف) في (ورقتان وحفنة حزن وبقايا أشياء)، نجده قد عاد للطفولة المؤرقة والموحية مرةً أخرى في (عندما تجلس الطفولة القرفصاء)، يحقق عندها شروط البراءة الحقيقيَّة والبوح، في نصه هذا يحقِّق الكاتب معنى الالتزام من خلال التعبير الإنسانيِّ العميق الموغل في الحزن، في قضية الغضب، قضيَّة غزة، والتي تبدو فيه القيمة المضافة التي يحققها شيءٌ من الذاتيَّة وتوفُّر اللياقة النفسيَّة والصدق، كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لكونه لَم يستهلك الغضب، ولم يستهلكه الغضب قبل أن يكتب عن غزة، يمكننا أن نطالع من خلال نصه العميق الحزين الجميل تلك الإمكانيات الخاصَّة التي يتيحها لنا الحزن كمدادٍ للكتابة، من خلال طفلٍ يتيمٍ يجلس القرفصاء في زاويةٍ مهملةٍ يعاني من الوحدة والبؤس والبرد، يُسأل عما يريد، فيجيب ببراءة الأطفال: (أُريدُ أن أقِفَ على أطرافِ أصابِع قَدَمَي الباردتين، وأكون أطول قامةً من الليل، حتى ألمحَ الفَجْرَ المختبئَ من خَلْفِهِ، أن أُجَالِسَنِي قَلِيلا، وأسأل عني قليلا؛ لأشعُرَ أن هناك مَن يهتم بي، ويسأل عن ذلك المرتحل الغريب، أن تكون دمعتي دمعة فَرَحٍ في يوم عيد، لا دَمْعَةَ مَن يُفَتِّشُ في زوايا نفسه عن معنى هذا الذي يقال له: "عيد"، كنت أريد كِسْوَةً لأعصابي العارية، فقد آلَمَني خَدْشُ الناس لي، وآذتْني هذه الشمس الباردة، أن أشارك صغار غزة فرحة (الفوسفور الأبيض)، أريد شيئًا أبيضَ في هذا الليل إلا الثلج، فأنا أختزنه، أليس الفوسفور لُعبةً جميلةً؟! أريدها ولكن يُقال: إنها لا تُباع في العالم كله إلا هناك في غزّة؟!).


ومجمل القول:

علينا أن نفسح مجالاً بجانب التعبير الإسلاميِّ الذي يعتمد الأداء اللغويَّ والتصويريَّ الشعبي وسيلةً للتأثير والشحذ وحفظ الهويَّة، والذي أفاد في تعويض عنتنا على مستوى الإنجاز السياسيِّ بفحولةٍ بيانيةٍ وتصويريَّة، أن نفسح مجالاً بجانبه لتعبيرٍ إسلاميٍّ يعكس عنتنا لا يعوِّضها، وهذا لا يعني ضعف التعبير، بل يعني التعبير عن الضَّعف، وأنا لستُ مع هذا ضد ذاك أو العكس، بل أرى أن الرافدين سيغذِّيان نهرًا واحدًا، والأمم السويَّة تنتفض بالكلمة الصادقة، وكذلك فإن الأمم السويَّة تؤرِّخ لمراحل انحطاطها بالكلمة الصادقة أيضًا.


وهذا النص المسمى بـ(أحبك يا جميلة.. يا نصف جميلة)، المعنون بعنوانٍ مؤلمٍ وهادئٍ ببساطةٍ شديدة الذكاء - هو تعبير عن ضعفنا، وتأريخ لانحطاطنا، وهو رسالةٌ إلى جميلة الهباش، طفلةٌ من غزة، أصابها صاروخٌ صهيونيٌّ، ففقدت ساقيها، فأعرضه كاملاً كي يعيش القارئ مع الحالة الوجدانية:

أحبك يا جميلة..يا نصف جميلة

أحبك كثيرًا، مذ رأيت صورتك، مذ سمعت صوتك، مذ أطَلَّ وجودكِ على ذَهَابِي

مذ غَرِقْتُ في دمعتِكِ الباسمة، بسمتك الدامعة!

بادت الألواح، انكسرت، هربت من يدي

توقفتُ متشَبثًا بذلك الأَلَقِ الصارم الذي يتفجّر في عينيك، فيبعثرني قِطعًا مُهْمَلَةً في عَرصَاتِ الحزن

تخرجين بالبسمة من بين ركام الهزيمة

تنتصرين على الضعف، يوم صار الضعف منهج حياة!

تنهضين على السيقان المقطوعة ببراءة الفطرة في زمان المسوخ!

"بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي"

تقبضين على يد الوجود، تغرزين فيها أظافرك، والمنايا مَوَاثِلُ في الطرقات، وعلى أرصفةِ السماء، وفي حُقُول القمح، ورؤُوسِ النخيل، وبطون البيارات، وخلف شُجَيْرَاتِ الزيتون، تصعدين إلى سطح البيت، وهكذا لا ترضى العصافير إلا بالأعلى، ولو كان مُسَوَّرًا بالموت! يوم ارتضى الكثيرون السُّفْلَ، يتوهَّمون فيه الحياة! تلعبين مع الصغار، تشاركينهم مرح الطفولة، تهرولين في ضيق السطح، لعله يَرِقُّ ويشاركك البهجة، فيتسعَ لضحكتكِ البريئةِ.

جميلةٌ أنتِ

تصنعين من الموت أسطورة حياة.

الوجود ساحة حربٍ مُثقَلَةٌ بالغدر، الخيانة، الهمجية.

وأنتِ تصنعين في زاوية صغيرة منه مساحةَ حُب، حديقةَ ورد، مزهريَّة ياسمين، عرائِس جُوري.

ضاق الوجود بوجودك.

ثقُلَتْ عليه بسمتكِ.

أزعجه خَفْقُ أقدامك على ظهره البغيض.

استكثر كمالك، وعاقبكِ بالنقصان!

فقصَّكِ نصفين.

بادَتِ الأقدام، ارتحلتْ مواسِمُ التحليق، سافَرَتْ أزمنة المرح البريء، وهمهمت لوعة مكظومة في جنبات الدَّرَج الذي يشتاق صعودكِ عليه إلى السطح كل يوم حيث تحبين!

بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.

تستيقظين يا جميلة.

تستيقظين نصفَ جميلة، بقايا جميلة.

تنفضين عنكِ بقايا النار والفَزَعِ والهجوم الهمجي.

ويقترب منكِ مراسل الجزيرة مواسيًا، فيُطْرِق اللاقط وحامله هيبةً أمام بيانكِ الملحمي!

ها أنتِ تجلسين بلا قدمَيْن، ومِن حولكِ ثباتكِ، لترسلي بطاقاتِ العَزاءِ إلى المهزومين القتلة!

ولقد أرادوا حَطْمَك، فانكسرتْ أحلامهم السوداء على أسوار عزمك.

لا مكان للوحة هزيمة على جدار ثبات.

عزيمة الصادق لا تعرف البتر، ولو كان السيف من نار!

اقتطعوا جزءًا من وُجُودك، فتمددت بك الروح إلى سابِع سما!

لا يعلمون أن في الأرض نفوسًا تدلَّت من لدُن العرشِ قناديل صِدْقٍ لا تنكسر!

لا تنكسر أمام الصواريخ، ولا تأوي إلى قوافل الخوف والاستسلام!

بادت الألواح، التوت الأقلام، هربت من يدي.

وقفتْ جميلة، قعدتْ جميلة، تتلو مزمور الصمود.

"لقد دمروا كل شيء عندي.

لكني سأحاول أن أقضي على هذا الدمار!

بدي أطفال العالم تشوفنا

تُوَصّل رسالة!"

علمتْ جميلة أن الرسالة لن تصل إلى الكبار؛ فهم مشغولون ببناء جدار الفولاذ، وحشد الأرصدة في الخزانات السرية، وملء الأمعاء من الحرام!

فتوجهتْ إلى الصغار، الحالمين.

الذين فَرَغَتْ نفوسهم من عتمة المادة، ومن ألواث الزيف.

أولئك البريئون المتوهجون بالصدق، الْمُتْرَعون بالحب.

فقهت جميلة، بوجودها المقطوع أنه لن ينتصر إلا محب صادق.

علمتْ جميلة ببقاياها الصامدة أنه لن ينهزم صاحب اعتقاد قط.

علمتْ، فعلمتني.

فقهت، فأفهمتني.

تواصلت أبعاد وجودي مع بقايا وجودها، فاتسعتُ، علوتُ، توكأتُ على مَوتي الصامت، ووحدتي اليابسة، وسعيت باليقين.

وتركت من خلفي السنين، مزقت بطاقة عمري.

نزعتُ عني آصار الأزمان.

ورحتُ لألتحق بركب الصغار.

أرسم معهم على جدار الليل بطبشور الأمل.

وأفتش معهم عن وجودي في زمن الهشيم والغبار.

ـــــــــــــــــــــ
[1] هو سيد بن علي بن عبدالمعين، "وجدان العلي"، وُلد في مصر، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وتتلمذ لطائفة مِن أهْل العلْم بالعربيَّة والحديث والفِقْه، واتَّصل سببه بأبي فهر محمود محمد شاكر، ولزم بيته أكثر من خمس سنوات، ولديه إجازة الحديث بالسنَد مِن العلاَّمة الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، وعمل في ميدان التحقيق التُّراثي والدعوة إلى الله، والأدب والكتابة، وله مقالات ومشاركات متنوعة علميَّة وأدبيَّة بالشبكة وغيرها.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مباحث ومشكلات في الأدب المقارن العربي (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أدب المرء عنوان سعادته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشكل في نظرية الأدب القائد(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح المنتخب من كتب الأدب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • آداب الحج(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
10- ثمرة الإخلاص....
أبو جواد - الأردن 02-01-2016 09:19 PM

إذا أحب الله عبدا قذف محبته في قلوب خلقه.....

وقد قال رسول الله صلى الله علسه وسلم:
"ما من عبدٍ إِلَّا ولهُ صِيتٌ في السماءِ ، فإنْ كان صِيتُهُ في السماءِ حَسَنًا ، وُضِعَ في الأرْضِ ، و إنْ كان صِيتُهُ في السماءِ سيِّئًا ، وُضِعَ في الأرْضِ"

9- رائع بالفعل
زائر - فلسطين 23-08-2011 04:03 PM

بعدما أصبحت اقرأ لهذا الكاتب العظيم أصبحت أفتن في الجمال كلما رأيته في صورة الإنسان , أو مطلع البدر أو مغرب الشمس, أو هجعة الليل او نغمة الغناء او رنة الحداء أو رقة الحس أو عذوبة النفس أو بيت الشعر أو قطعة النثر ... فالألم هو الينبوع الذي تتفجر منه جميع العواطف للخير و الإحساس في الأرض الألم إحساس جميل في بعض الأحيان يشعر بالراحة ...

8- الرياض
iop_mm - مصر 13-02-2011 07:38 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة مراسلك أحمد سليمان من الهرم بعثت اليك السلام لأني أريد أن اراك وأتكلم معك كثيرا كنت أذهب إليك وأسمعك وكنت سببا في هدايتي وذات مرة أعطيتني كتابين (السبل النجعة في تعلم العلوم النافعة& التعالم) فهلا تذكرتني

7- لا أدرى ما اقول !!
أنين المذنبين - مصر 07-04-2010 12:01 AM

الـــســلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
ارتجفَ قلبِى حينَ رأى العنوان ووقفَ وقفة المصدومِ من الدهشة والفرح !
ولكن يدى سبقت هذا كله بالنقر بالماوس على الموضوع فوجدتُ نفسى فى الموضوع ؛؛
مــاشاء الله ما عندى من كلمات أصفُ بها صراحة ولا أشكرُ بها أستاذنا محمود توفيق حسين على هذا التحليل الرائع بمعنى الكلمة لأدب سيدنا المُبارك صاحب القلم الوجدانى والحرف النّورى حبيب القلوب والأرواح (وجدان العلى) الذى قد عرفنا اسمه الحقيقى ! ؛؛ فالشكرُ موصول إلى أستاذى الكريم محمود توفيق حسين على هذا التحليل الذى أستفدنا منه كثيرًا .. ونسأل الله الشفاء التام لأستاذنا الحبيب نُقشَ حبُّه على القلب وأن يعيده ربّى فى أقربِ وقتٍ سالمًا غانمًا بصحة جيدة..
أنين المُذنبين

6- اللهم رب الناس اذهب البأس اشفه أنت الشافي
محمود توفيق حسين 02-04-2010 09:09 PM

اللهم رب الناس اذهب البأس اشفه أنت الشافي المعافي شفاءاً لايغادر سقما عاجلا غير اجل
-----------------------

أخي الكريم ، إنما كتبت هذه المقالة النقدية تحت إلحاح سطورك الأدبية ، وقد جرت عادة الناس على عيادة المريض وفي يدهم كيس من البرتقال مثلًا ( ابتسامة ) وما سمعنا بأحد يعود أحد وفي يده مقالة نقدية سلوى لقلبه .

فثق في أنني لم أكتب ما كتبت تحت تأثير مرضك كما قد يُظنُّ ، ولم يخطر لي على بالٍ أن أكتب في هذا الموقع الأغر على سبيل المجاملة ، وقد اختمرت في ذهني الفكرة قبل أن تصلني أخبار مرضك .
أنا الذي يجب عليَّ أن أشكرك على أن حفَّزني إبداعك للكتابة عنك ...

اللهم رب الناس اذهب البأس اشفه أنت الشافي المعافي شفاءاً لايغادر سقما عاجلا غير اجل

5- تلويحة عابر مريض
وجدان العلي - مصر 02-04-2010 12:06 AM

أحبك،، لا تفسير عندي لصبوتي!
أفسِّر ماذا؟! والهوى لا يُفَسَّرُ!
،،،

مع أن أعصابي مصفودة في سعير الألم،، وجسدي مثقل بما تعلمه،، وروحي هنالك تعاني ما تعاني من صيخوض المحنة..إلا أن فجأة هديتك أنطقت صمتي،، وأدارت الحرف في يدي مهنئا شاكرا داعيا،، فَرَحًا بك والله،، وأنسا بقامتك الأدبية والنقدية البارعة،، وإنك لتعلم أني فارغ اليدين من الإطراء والمجاملة،، وأنت أكبر من هامة حرفي،، وأرحب مدى من كلمتي العابرة التي لا تليق بروعة ما كتبت..
آنس الله قلبك بالسكينة،، وعمر روحك بالسعادة،،وعصب كل خير بجبينك..
أخوك الصغير المحب.

4- بوركت يمناك
سعدون - السعودية 01-04-2010 03:19 PM

بوركت يمناك على ما أبدعتَ ، وما أروع ما خطه يمناك.. جزاك الله خيراً على جهدكم المبارك

3- راااائع
قطيع الأماني 30-03-2010 05:25 PM

قليلة ٌ هي المرات التي نحس ُّ فيها أننا نتكلم ُ عن شخص ٍ يتفق ُ الجميع على نبل كلمته ِ و صدق ِ حرفه

وما أوسع َ دائرة َ الاختلافِ عادة

قد يكون ُ طبيعياً ان يتفق الناس .عالمهم بأصول الآداب ِ كالأستاذ محمود توفيق وجاهلهم كمثلي
على روعة ِ ما يأتي به الأديب المبدع وجدان العلي
حتى لكأن القارئ له يحس ُّ بألق وروعة الكلمات وهي تصطف ُ على سطوره بانسيابية المبدع الفنان
وبفكر المفكر العميق النظرة الواسع الفهم

ويبقى في مثل هذه المواضيع ..
ولو متنفس ٌ قليل لنا
لنرى ولو قليلا ً من الاحتفاء بالأخيار المبدعين
بعدما كثر َ التغني والتصفيق للمفسدين
والجحدة والمكررين والمتثاقفين

وتخلو الساحات ُ إلا قليلا ً من رجال ِ الأدب ِ الحقيقيين
النبلاء ..الشرفاء ..الكرماء
النجباء
الذين لاخط َّ يفصل ُ بين أدبهم وحياتهم
حتى لكأن أدبهم شيء ٌ منهم .. من حياتهم
لاتكلف َّ ولا تزوير

نحب ُّ أن نرى إجلال َ الأجلاء
والاحتفاء َ بهم

نحب ُّ أن نراهم يوماً وقد اخذوا حقَّهم المنطقي
في تقدير جهودهم المتفردة

وقد أتيحت لهم الفرص لممارسة واجبهم المقدس الكريم
في إنارة الطرق للعابرين

كل الشكر لك أستاذ محمود
وبارك الله في أديبنا الراقي وجدان العلي وحفظه

ونسأله سبحانه أن يعلي قدره


وان يكرمنا بأن نراه ُ في مكانه الطبيعي
بين الأدباء وقوَّاد ِ الفكر ِ والشعور
نحو مرافئ الخير والإصلاح والجنان

2- بارك الله فيكم
الشاعر الحزين 30-03-2010 05:23 PM

عندما يُذكر ُ اسم ُ الكريم وجدان العلي ... أجدني لا أقدر ُ المرورَ كأيِّ عابر.........
وجدان العلي .... ذاك َ الاسم ُ المحفوف ُ بالنور ِ والطهر ِ والسناء ..
اسم ٌ تراقصت حوله الألفاظ ُ كل ٌ منها يسعى جهدهُ أن يصفه !!

اسم ٌ النفوس ُ ملأى بأصدائه العطرة المباركة .. والقلوب ُ حبلى منه حباً
والأفكار ُ تنتظم ُ بين َ يديه ِ قصائد َ ملونةً بروحه ِ الكريمة ..

وجدان العلي ... قصة ُ الأدب ِ الصادق ... وعنوان ُ الحب ِ الطاهر
و موئل ُ المتعبين َ .. والتائهين َ .. والشاردين َ ..عنده ُ يجدون َ الأمن َ والقِرى والكرم ..

وجدان ُ ..القلبُ  الرحيم .. والنفس ُ العليّة .. والروح ُ المحلقة
والقلم ُ المبدع

وجدان ُ أنى لي أن أصفك !!!
والأوصاف ُ من بين ِ يديك َ تحيا ..
والمعاني تُخلق ُ على صفحاتك َ حياة ً .. وضجة ً .. وفكراً

وجدان ُ أنى لي أن أصفك ...
وعند َ وصفك يمتزج ُ القلم ُ بصاحبه
يا صاحب القلب الرفيع ..يكتب ُ بالقلم ِ الرفيع ..
وكل الناس ماسواك يحيون َ بقلب ٍ ويكتبون بقلم ..
إلاك َ يا وجدان ُ .. تحيا بقلب ٍ وتكتب ُ به

1- جميل جداً
نورة محمد سعيد - سوريا 30-03-2010 02:16 AM

بارك َ الله في الأستاذ محمود توفيق حسين ..وفي الأديب وجدان العلي .. ننتظر ان نرى شيئاً منشوراً له بشغف ..حفظكما المولى

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب