• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

حنين الغرباء

محمد يوسف الجاهوش

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/1/2008 ميلادي - 4/1/1429 هجري

الزيارات: 9430

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
تأتي إجازة الصيف، لتكون محطة راحة واستجمام من عناء عمل وكدح طوال ما سبقها من شهور العام. والناس - كشأنهم في كل شيء - مذاهب شتى في قضاء هذه الإجازة، فمنهم: من يقضيها في بلده، بين أهله وأصحابه، قانعاً بما أتيح له من وسائل الراحة والهدوء، ومنهم: من يشد الرحال إلى جهات متعددة، كل يَنشُد راحتَه ومتعته بالطريق التي تروقه وترضيه، فيعود المغتربون إلى أوطانهم، ليسعدوا بلقاء الأهل والأحبة، والصحب والخلان، ويجددوا ما انقطع من عهود الوداد، ومجالس الوفاء، وذكريات الطفولة والشباب، فينسون عناء العمل، ومشقة الأسفار، ووطأة الاغتراب، فيرجعون خلقاً آخر لا عهد له بتلك المتاعب والهموم.

ومن الغرباء: أناس {أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}، وحُرموا نعمة العودة إلى الأهل والديار، من غير ذنب ارتكبوه، ولا جرم اقترفوه! فهم - لذلك - في غربة دائمة، وهمِّ مقيم، وشوق إلى الأوطان موصول، لا ينقطع ولا ينسى؛ لقد استعصى على الأيام أن تبدله، وتأبَّى على الأحداث أن تغيره، فهو في القلوب محمول وفي الصدور مكنون، سواء - في ذلك - أظعن صاحبه أم أقام، سرَّه الدهر أو جاء بما يسوء.

وترى فريقاً منهم - لشدة الشوق والحنين - يشدون الرحال لزيارة الأقطار المجاورة لأوطانهم، يؤملون أن تصلهم نسمة من هوائها، أو نفحة من عبير ورودها وأزهارها، مما لا تستطيع الحدود حجبه، ولا القيود منعه وحبسه..

وصاحبنا (أبو البراء): واحد من هؤلاء الناس الذين لم ينسهم طول البعد، ولا رخاء العيش في المهجر دياراً ولا أهلا، وهذا ما دفعه لقضاء إجازته في قُطر متاخم لمسقط رأسه، ومرتع شبابه، عساه يحقق بعض ما حرمت نفسه من واعد الأحلام وعذب الأمانيِّ!

حزم متاعه، واصطحب أسرته في سفر غير قاصد، وانطلق لوجهته، ولما حطت رحاله حيث يمم، قرر السكنى في أقرب موقع من حدود الوطن الحبيب، تحقق له ما أراد، فأقام في بيت ريفي متواضع، لكنه جميل، يقع فوق تلْعة مرتفعة وحوله جنة زهت أشجارها، وعذب ماؤها، وطاب هواؤها، لم يركن إلى الراحة والهدوء، بل كان يسير الساعات - ذوات العدد - بين الأشجار في سهل الأرض وحَزْنها، وفى تِلا عها والوهاد، يتأمل ملكوت الله - عز وجل - ساهماً عما حوله، متوهماً أنه في وطنه ودياره.

كان كل شيء يرشح وهمه إلى الحقيقة: طبيعة الأرض، نوع الشجر، برودة الهواء، وجوه الناس، ملابسهم، لهجتهم، أصناف الثمر والخُضَر، أنواع الطيور، طراز البنيان، ينابيع المياه، قطعان الماشية، حُداء الرعاء، غناء الحصادين، أهازيج الأعراس والأفراح، مراسم الدفن والعزاء، أرتال الشباب والشوابِّ غادين إلى الحقول أو رائحين، صور ومناظر، يشاهدها أنىّ سار، وحيثما أقام يسعده مرآها، ويطربه تكرارها لا يسأم من استعادة المشاهد، ولا يملُّ من رجْعِ الحديث.

إنه في لذة ونشوة، لم يجد لها مثيلاً منذ أمد بعيد، ولكم تمنى أن يدوم ما توهمه حقيقة ليستكمل لذته ونشوته، ويقنع نفسه أنه قد تخطى الحدود، وحطم القيود، وعاد إلى الربوع التي نمته، والأهلين الذين ولدوه، والصحب الأُلى افتقدوه، وكثيرا ما كان يغمض عينيه ويردد: 
مُنًى إن تكُنْ حقًّا تكُنْ أجملَ المُنى        وإلاّ  فقدْ  عِشنا  بِها  زمناً  رغْدَا
 
وذات ليلة خرج من صلاة المغرب في المسجد المجاور لمسكنه، وهمّ بالتوجه نحو بيته حيث الأسرة بانتظاره، لتناول العشاء في ضوء القمر، فوق سطح المنزل كما جرت عادتهم منذ وصلوا مصيفهم، لكنه شعر هذه الليلة - وكان القمر بدراً - بدوافع خفية تحثه على السير خارج البنيان والتأمل في سكون الليل الساجي، وضوء القمر الزاهي، واستنشاق نسمات الشمال، وقد وصلت رخية عليلة من جهة الوطن والأحبة.

لم يستطع مقاومة خواطره ومشاعره، وانطلق يرقب سير القمر وانعكاس سناه على الصخور والأشجار، والأودية والهضاب، ولحظ تمايل ظلال الأشجار - مداً وجزراً - تبعاً لمداعبات النسيم وجهة هبوبه، فأثار هذا المنظر كوامن ما اختزنت نفسه من عواطف ،وما أجنّ صدرُه من هموم وأفكار، ومضى يدندن بكلام لا تكاد تسمعه أذناه:
إن كل شيء متحركٌ ومتغير في هذا الكون: الليل يغشى النهار {يطلبُه حثيثاً}، والقمر قُدِّرت منازله {حتّى عادَ كالعُرجونِ القديمِ، والشمسُ تجريْ لمستقرٍّ لها ذلك تقديرُ العزيز العليمِ}، والنجوم مسخّراتٌ بأمْر الله - عز وجل -، الماء يجري في الأنهار، والموج يتدافع في البحار، والحَبُّ يشقُّ الأرض صاعداً في نماء، الطير في الهواء، والسمك في الماء، وما ذرأ اللهُ - تعالى - من الأناسيِّ، والأنعام والدواب، كله يغدو ويروح، في حركة دائبةٍ منتظمة، تجدد شباب الحياة والأحياء .

حتى الهواء، فقد أبى مألفَ اتجاهٍ واحد، بل تعددت مهبَّاته وأوقاته، ولولا ذلك لما عرفنا الصَّبا والدَّبُور، ولا الشمأل والجنوب.

نعم، إن كل شيء متحرك ومتغير، إلا هَّم قلبي، فإنه جاثم - في الصدر - لا يبرح مقيم بين الجوانح والحشا، لا يتحول، ولا يتبدل، توالت السنون بالبأساء والنعماء، وتعاقبت الأحداث بما سرّ وساء

وجد في الأمور أمور، تبدلت - معها - القيم، وتغيرت المفاهيم، وساد الغمر، واضطُهد العليم، توارى رؤوس الناس، وعلت الذُّنابى والفروخ، حصل كل ذلك - وغيره كثير - وما أقاسيه وأمثالي - من معاناة وهموم - ثابت، تزداد وطأته، وتشتد قسوته ولا نُحس له بين هذه المتغيرات بموضع ولا مكان!

سرح الرجل مع حديث النفس ونجواها، فلم يشعر بتعب ولا إعياء - رغم طول مسيره - ونسي أن الصِّبْيَةَ وأمهم ينتظرونه على سطح المنزل، لتناول العشاء تحت ضوء القمر.

وقادته الخطى إلى تلعة من تلك التلاع المتناثرة في الفضاء الرحب، تسلق صخورها حتى علا قمتها، وجلس فوق صخرة بيضاء ملساء، وحيداً بعيداً عن الناس والبنيان: القمر سميره، والنجوم جيرانه، ونسمات الشمال زادُه وغذاؤه.

استقبل جهة الشمال بوجهه، عسى أن يلوح له بارق، أو يبدونْ من معالمها علَم شاهق، ولم لا؟

إنه على مشارف الأوطان، وليس ثمة فاصل، إلا خط وهمي، سمَّوه الحدود!

وفعلاً، بدت له أنوار القرى والبلدان، واضحة جلية، يستطيع عدها وحصر ما أدركه بصره منها، بسبب ما بين البلدة وجارتها من مسافة مظلمة، أدهشه المنظر، وكاد ينعقد لسانه، وتمتم مردداً: يا إلهي، تلك قرانا وبلداتنا!

يالروعة المآذن! إني أراها متميزة بارتفاعها واختلاف ألوان أنوارها

نعم، إنها هي، لقد أصبحت بعيدة على قرب، قريبة على بعد!

تصل منها نسمات الشمال رخية عليلة، يحمل هبوبها أنفاس الأحبة، ونشر حديثهم، وصدى مجالسهم، حتى لكأنه رأي عين، وسمع أذن، ومشاركة وجدان.

ألا ما أنداك يا رياح الشمال! وما أطيب ريَّاك، فأهلاً بك من زائر حبيب، وافى بأخبار الأحبة وحديث الأوطان على ظمأ وشوق لدى النائي الغريب!

خبرينا يا ريح الشمال - وقد اجتزت حوران والآل دونها - ما حال الأحبة على البعاد؟

أما زالوا على عهدنا؟ أم غيرهم النأي بعدنا؟ ما حال مدارج طفولتنا ومراتع شبابنا؟ أما زال خطُّنا بادياً في ثراها؟ أم طمسته الريح فانطمس ودرس؟

كيف الروابي والتلال؟ أما زالت تذكر فتيانها وهم يعانقون الأزهار في سفوحها، ويتسلقون الصخور على قُنَّاتها؟ ويجرون مع الآمال في جنباتها؟
يرسمون المنى والغد المأمول على سوق أشجارها، وينحتون واعد الأحلام في نقيِّ صفاها.

كيف الأودية والسهول؟ أما زال الربيع يعتادها، ويلون بساطها بزاهيات الألوان ووشي الجمال؟

ألا سَقْياً لأيامنا بذياك الحمى وتلك الربوع، سقياً لها، ما كان أصفى عيشها وأعذب وردها، وأحنى أهلها!

عشنا مرحلتها بشمل جامع، وحظ راتع، العمر زهو، والحياة ربيع، فلكم تتوق نفوسنا لشتائها الممطر، وربيعها المزهر، وصيفها المقمر!

وكم كان يشجينا خريفها بجيوش غيومه - وهى تغزو الصيف فى معقله - فتفل من عزمه وتكسر حدة حره، يرافقها هواؤه مفعماً بأنفاس الشتاء، منذراً كل ذي روح أن يأخذ الحيطة والحذر، مناصباً العداء كل مخضَر من الزرع والنبات مداهماً نضرة الأشجار، معرياً لها من زاهيات الحلل، ووشي الجمال، ناثراً زينتها فى رحب السهول، ومضايق الوديان: 
ورقاً مائتاً تهاوى على السهلِ        فغنتْ   به   الصَّبا    والدّبُورُ
 
فيا لها من منازل زايلتنا السعادة حين غادرناها، ووقف بنا رغد العيش عند مغناها، ولهي - رغم الرحيل عنها - محمولة في قلوبنا: حباً زاخراً، وحنيناً صادقاً، وذكرى دائمة، لا يقطعها بؤس، ولا يضعفها نعيم:
إنيْ إلى تلك  المغانيْ  عاشقٌ        فيها هيامي والحبيبُ الأكرمُ
 
سائليها يا رياح الشمال، أما اشتاقت لبنيها الذين كانوا صدوراً في مجالسها، وبدوراً في جنباتها، وأزهاراً في زاهي روضاتها؟ يزيدون جمالها جمالاً، وخيرها عطاء!

أما تساءل روضها الأغنّ عن سبب غيابهم، وسر بعادهم؟

أترينه يحنّ إليهم كما يحنون إليه؟

أو يشتاقهم كشوقهم لماضي عيشه وسالف عهده؟

يا رياح الشمال، قصّي علينا - وأنت حديثة عهد بالديار - أحاديث السمر، وجلسات السهر وما يجري فى نوادي قومنا والربوع.

أسمعينا حوار المتحاورين، وعتاب المتعاتبين، ومناجاة المحبين وهمسات العاشقين، انقلي إلينا صدى تغريد الأطيار، وحفيف الأشجار، وخرير الجداول، وأنات النواعير، وغناء الحصادين، وأهازيج الأفراح ونشيج الأتراح، وندب الثكالى، وأهات المعذبين، رددي على مسامعنا حُداء الرعاء وأنين الناي منهم في الأصائل والغروب، فطالما شجيت على الناي قلوب، وحنَّ مشتاق، وتذكر محزون، وبكى غريب!

خبريهم: أن نفوسنا إلى ديارنا مشتاقة ولمدارج طفولتنا توَّاقة.

نحنّ إليها حنين النيب إلي فصلانها، والطير إلى أعشاشها وغدرانها، نكاد نسير إليها على غوارب السحاب ونطير بخوافي العقاب، ولكنَّ السعد مُدْبر والجناح كسير.

وكيف لا نحنّ إلى ديار ناغينا الهوى فى مهدها، ورضعنا أفاويق الحب من غمامها وفى ظلال دوحها، فكانت المرضع الرؤوم والقلب العطوف.

خبرينا عن الجداول والأنهار، والينابيع والسواقي، أمازال ماؤها عذباً زلالاً؟ أم ناله من التعكير والتكدير ما نال سواه؟ أما اشتاقت مياهها للأيدي المتوضئة؟

أوَ ما حنَّت رياضها للركع السجود؟

يا رياح الشمال، قصّي علينا أخبار البساتين والكروم، فعهدي بها تزهو جفناتها بعناقيد العنب، ويحاكى رمانها قناديل الذهب.

أما زال الأحبة - كسابق العهد - يهجرون المنازل والقصور ليتفيأوا ظلالها، ويسْمروا تحت معرشاتها، وينعموا بصافي هوائها، وطيب جناها، ونغمات أطيارها؟

آه، كم تشتاق النفس إلى أريج أزهارها، وشذي ياسمينها، وعطر ورودها ممزوجاً بأصوات المؤذنين، وتسبيحات الموحدين، وهم غادون إلى صلاة الفجر، ومنها عائدون.  
بنفسيَ تلك الأرضَ.. ما أطيبَ الرُّبا        وما   أحسَن   المصطافَ    والمتربَّعا
 

ليت شعري أيصلنَّ الدهرُ ما تصرّم من ماضي عيشنا؟ وتَرجع عشيَّاتُنا بذيّاك الحِمى؟ فنفترش القش ببيدر البلد؟ ونخوض في السواقي والأنهار، ونجني من جنباتها الحَبَقَ والريحان؟ أيعود لنوادينا روادها، ولمجالسنا أنسها وصفاؤها، ويلتئم شملنا بالأحبة مثل ما كنا: إذ العيش غض والزمان خصيب!  
جنب الغدير  مقامُنا        نتفيّا   غصناً   زاهرا
والطير تصدح  فوقنا        فتهيج   حبّاً   زاخراً
أيامُ عمر قد  مضت        والقلب غفلٌ مادرى
أن   الزمان    يخونه        ويُجدُّ  عيشاً  آخرا!
 
هل سيرانا القمر - من جديد - في تلك البساتين والحقول، نساهر النجم ونرعى مسيره؟

كلانا ألِف السُّهاد، وعاف الرقاد، ولم يكتحل جفناه بغمض أو منام.

كان القمر ينتظر الأفول، ونحن نرقب تشقق فجر جديد، تلوح معه بشائر الفرج والتمكين لرسالة الخلود.

إيه يا رياح الشمال، لقد جار غريمنا وقسى، حتى لكأنه طالبُ وَتْرٍ أضل غريمه فلا هو مدرك بغيته، فيشفي غيظ صدره، ولا هو ناسٍ ثأره، فيريح ويستريح، على أنه إن يكن ثمة جناية فلسنا جناتها، أو يكن هناك خيانة فلسنا أربابها، ولا أنصارها، لم نكن من دعاتها - علم الله - وكلنا بحرِّها اليوم صالي.

إي والله، لسنا من جناتها، ولا من دعاتها، ففيم نصلى بحرّها؟ وتنالنا - دون جناتها - آثار ضرها وشرها!؟
وجرمٍ جرَّه  سفهاءُ  قومٍ        وحلَّ بغير جارمهِ العذابُ
 
يا رياح الشمال، ما حال مساجدنا وروادها، ومحاريبها وعبادها؟ أما زال الأذان على منائرها بلاليَّ اللحن، ووعظ منابرها سليم النهج؟

كيف شباب الدعوة وشيوخها؟ أما مازالوا يطلعون في سمائها أنجماً زاهرات، ويموجون بين سواريها أبحر خير زاخرات؟ ألا ليت الأمر كما نحب!

غير أن القلب - على البعد - يكاد يحس حزنها وأساها، ويسمع شجوها وشكواها، ولكأن هاتفاً من وراء السديم يجيب: 
تغيَّر المسجد المحزون واختلفت        على  المنابر   أحرار   وعبدانُ
فلا  الأذان  أذانٌ   في   منارته        إذا  تعالى  ولا  الآذان   آذانُ!
 
ويتجاوب مع رجع الصدى نبض قلبي، وعُرام مشاعري، ويغلبني الأسى والذهول لخفوت أَلَقِها، وضعف صوتها، وعجز أهلها. 
آسى  لمحنتها  أرثي   لغربتها        الجرح دامٍ ودمع العين هتَّان
 
وبينما هو مستغرق في تأملاته ومناجاته أحس بنسمة شديدة البرودة تلامس وجهه، تلفت من حوله فإذا القمر يتضيف إلى الغروب، والليل قد مضى شطره أو يزيد! أفاق من شروده، وتنبه لما سببه غيابه من قلق لزوجه وأولاده، فعاد إليهم مسرعاً ليجدهم ساهرين - مع بقايا ضوء القمر - ينتظرون مقدمه.

كان القلق بادياً على الوجوه، وتحمل قسماتهم أكثر من سؤال واستفسار!

بادرهم بالتحية، وأخذ مجلسه بينهم، وأطلق تنهيدة مجهد، وأنشد متمثلاً:  
بالشام أهلي  وبغدادُ  الهوى..  وأنا        بالرقمتين    وبالفسطاط     إخواني
وما أظن النوى ترضى الذي صنعت        حتى  تُشافِه  بي   أقصى   خراسان
 
ما إن أتم كلامه حتى بادره ولده الصغير - وكانت له عليه دالة أكثر من سواه - قائلاً: لقد أبطأت بالعودة يا أبي، قلقنا عليك كثيراً، واشتد بنا الجوع أكثر من طول الانتظار!! تبسم الوالد وضم إليه صغيره وقال:  
فلا تَعجبْ صغيري.. إن خَطْوي        على    مقدار    إيقاع    الزمانِ
 
ويبدو - أيها الحبيب - أن إيقاع الزمان وألحانه بعيدة عما ألفته آذاننا وعرفته أذواقنا، ولا بد من يوم يلحِّن فيه الزمان نشيد الفطرة، ويوقعه حسب نغمات الأذان: 
{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من هم الغرباء؟
  • غرباء
  • من يبث حنيني؟!

مختارات من الشبكة

  • حنين إلى حماة ( قصيدة )(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • جيل الطيبين والحنين إلى الماضي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غنائم حنين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة حنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البلد الأمين: أشواق وحنين (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • قسمة غنائم حنين(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • القرآن يذكر غزوة حنين(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • مشاهد من معركة حنين(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • غزوة هوازن "حنين"(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • الحنين والتشويق إلى بيت الله العتيق(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
6- ستعود فالكل باتنتظارك
kamal jsh - Syria 18-04-2011 11:59 PM

غدا سنعود والأيام إلى وقع الخطا عند الإياب

5- عندما تبكي الرجال
محبكم في الله - سوريا 04-02-2010 07:43 PM
عندما تبكي الجبال ...
هل رأيت يوماً جبلاً شامخاً يبكي ؟!..
تعال أقص عليك حكاية أحدهم:
ذات مكان كان ثمة جبل يقف بشموخ وحيداً... بنظرة خاطفة على قمته تشاهد العجب ..
تشاهد أجزاءً مختلفٌ ألوانها :
سمراء .. فسوداء .. ثم بيضاء ..
يظن الرائي أنها :
تربة ... فصخور ... فثلوج ..
لكن المتبصر أكثر لن يحتاج لجهد جهيد كي يدرك بأنها كانت تعبّر عن أصل وجوهر هذا الجبل ، فالمبنى غالباً مايقص حكاية المعنى :
فهي تعكس :
سمرة البشَرة .. وسواد الغربة .. وبياض نقاوة السريرة ..
تميز بالكثير هذا الشامخ ، من علمٍ وورعٍ وفقهٍ وأدبٍ وأكثر ...
لكن ثمة صفة به أدهشت الكثيرين وحيرتهم ، صفة تستبعد عن الجبال وتستنكر في الرجال ،ألا وهي: البكاء ، وكانت أصوات الاستغراب تعلو :
هل تبكي الجبال ؟؟!!
ويتردد الصدى في أرجاء هذا الجبل : لم لا تبكي الرجال ؟؟!!
*** وقد دمعت قبله عين سيد الرجال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ***.
وتكثر التكهنات دون إدراك وإلمام كامل لسر وسبب بكائه ، فقد اتفقوا أن دموعه ماهي أكثر من زخات مطرٍ في الشتاء ، وذوبان ثلجٍ فيما بعده ،
لكن الطيور العائدة من أدغاله قصت علي حكاية بعض الدمعات :
قالت تارة تكون خشوعاً لآلاء الله سبحانه وتعالى ، فارتقاء هذا الشامخ فوق الكائنات والنكبات ، وقمته المرتفعة ارتفاع همته ،
تتيح له أن يعرف ويتعرف عظمة الخلق التي تحكي شيئاً من عظمة الخالق عز وجل .
فكأني به والقرآن بين يديه يقرأ آيات سورة الرحمن آية آية ،لتجيب كل دمعة : أنى لنا أن نكذب بآلائك يارب ؟؟!!!.
وتارة تكون تفكراً وتدبراً ، رغبة ورهبة عندما يستمع لأصوات رفاقه البلابل التي تنغم له تلاوات كتابنا المنزل من السماء - دستور البشرية للسعادة والنجاة - ،
بأصوات لن تسمع روعتها وتتذوق سحرها إلا إن احتويت فؤاد هذا الشامخ واستعرت أذنيه .
لتدرك حينها أن السر ماعاد في صوت المقرئ نفسه ، فسحر بيان هذه التلاوات نابع من معناها ، وعظمة تأثيرها يُستمد من عظمة قائلها الله مولانا ..
لتسقط قول ربنا على هذا الجبل الحي :
( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الحشر ، الآية 21
وأحياناً يتأمل هذا الجبل زغب القطا الذين يمرحون في حدائقه الطبيعية ، بين الأزهار وخلف الفراشات وحول الغدير..
فيبكي فرحاً بمنحة الله له وتفضله عليه واكرامه له بما وهبه وحباه، فتصبح الدموع كلمات حمدٍ وشكرٍ وصفاء ..
وأحياناً أخرى يذكر بعض تلك الزغب التي اصطيدت بقسوة ، واختطفت من بين الأحضان ،لتذبل الأزهار وتشتاقها الفراشات ،
ويتعكر الغدير ليصبح مورد الدموع لمن حوله الذين آلمتهم هذه المحنة ،لتصحب الدموع ابتهالات لطفٍ وصبرٍ ورجاء ..
وفي كل هذه الأحيان تراه يشكر ويصبر ويصبّر ويذكّر بقوله تعالى:
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} الكهف ،(٤٦).
{ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }السجدة ، (17)
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة ، (24)
وهمست لي هذه الطيور العائدة من أدغاله بسرٍ آخر ...
قالت لي إن هذا الجبل الشامخ متشبث بشدة بأرضه ، فهو كلما ارتقى وعلت قمته وارتفع في السماء كلما تأججت نيران شوقه للعودة ومعانقة الأرض - أرض الوطن ..
فيبكي كلما زاره خاطر الوطن وذكرياته ، لكن دموعه هذه المرة تختلف عن سابقاتها ،
فهي شوق الدماء للدماء ، وشوق الفؤاد للأتراب والأخلاء ، وشوق النفس للتراب والهواء ، وشوق الروح لكل مافي الوطن من بشر وأشياء ..
فقد ذرف الدموع هذه المرة على غير العادة كأنها حجارة من سجيل ، سالت حمراء كحمم البراكين .
تخرجهامقلته في قمته من قلبه ومما يعتلج في صدره ، تشق طريقها فوق الخد إلى الأرض لتصهر كل مايعترضها ويقف في طريقها ،
لا من قسوة ولكن لتقول لهم إليكم عني فماعدت أقدر أن أكتم أشواقي،ولا أقدر أن أحتمل نيرانَ أعماقي .
تصفو الحياة حول الجبل ، يسري قضاء الله وقدره يقيناً في عروق هذا الشامخ ، كما يسري الحظ الوافر الذي ناله من علمٍ وورع وفقهٍ وأدب ،
فيحنو بظهره قليلاً ليحاول معانقة الأرض ، لكنه الجبل بشموخه القهري هذه المرة ، وتصلّب من أبعدوه عن أرضه .. يقفان عائقاً أمام مراده ، فتفشل محاولة العناق ،
دون أن يفقد الأمل والرجاء ، فيسلم لهذا القضاء قضاء ربنا لاقضاء عباده .. ويجيبهم :
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(47)} سورة ابراهيم
ويرسل حممه نيابة عنه فتحرق في طريقها ظلم من ظلم كأنه هشيم أشواك ، وتصل أخيراً قبلاً إلى الأرض بل قل لوجه الأرض وفي رحاب وقلب الأرض .
بعد أن تبرد هذه الحمم ليهدأ صدر المرجل وترتاح نفس هذا الجبل .
وتعود الحياة ليسكنها وتسكنه،
وتتناوب الفصول على هذا الجبل الشامخ ، وتتناوب الدموع والأمطار والبسمة والأزهار ، وقسوة الغربة وشوق الديار ......
كل هذه المشاهد تتكرر وتتكرر وتتكرر ... لكن المشهد الأبقى في خلدي وماكان زادي ومدادي :
عندما يجهش هذا الجبل بالبكاء .
فارتأيت أن ألقب هذا الشامخ الوقور بالجاهوش .
ولأنه ولد وحيداً هنا و هناك - وإن لم يبق وحيداً - فقد فرض اللقب نفسه ، ليصبح:
الشامخ وحيد الجاهوش .
عمي الأستاذ الفاضل: محمد يوسف الجاهوش - أبو معاذ .
4- إن غداً لناظره لقريب
محمد من هنغاريا - هنغاريا 18-01-2009 03:08 AM
تحية ملؤها الحب والوفاء إلى أبي معاذ
إنا لنشتم رائحتك كل يوم عبر الياسمينه التي زرعتها أمام البيت كلما مررنا من هناك وما أكثر مرورنا
دعنا {وإن جاز لنا }أن نداعب كلماتك التي اخترقت قلوبنا وكأننا نعايش معك الحدث وقت كتابة هذه الكلمات
أماه؟ انتظري قريباً الإياب... فغداً ستسمعين طَرقاتي على الباب سأنفض غربتي ويزول هذا السراب...

ناجي في غيبتي القمر وتأملي الغروب... واسألي القدرا فهو الذي يعلم الغيوب

حتى يبزغ الضياء للورى وينير الدروب ....

تدور بنا عجلة الأيام وتحاول سحق أحاسيسنا ومشاعرنا معها
تستمر بالمُضي
وتحاول أن ترسم على أعناقنـــا ماهية النسيـــان في مدن الغربة
نعيش ، نتنفس ، بلا حيــــاة
غربة مجنونة توشمها تلك الحياة بأجسادنا وتُشبع بها أرواحنا الحزينه البائسة
فليس كل غربة.. غربة وطن..!!
فنحن نعيش الغربة على أرض أوطاننـــا ونتنفس هواء بلادنــا
تضمنــا تلك الجدران التي تحتضن أنُاسنا
حيث للحزن صوت وشجون في أنفسنا
ومابين تضارب النفس مع الحزن وعِراك الأفكار
وبين بكاء الروح ومرارة الأنتظار
معاني عدة عجزت ذواتِنا أن تستوعبها
حينها تسكننا الغربــــــة
وهي
غربة الروح
غربة النفس
عندما ..نشعر بأن العالم أصبح مجرد مسايرة لهذا الزمن والوقت
عالم متشبع بفتيل إحتراق الأشجان والأحزان
عالم خالي من أجمل وأصدق الأحاسيس
عندها .. نبحث عن تلك المشاعر في دقائق وثواني الوقت
نفتش في دواخلنا ولانجد سوى
بقــايا لذكريات تشعل بنا الحنين
حيث كثيرة هي الذكريات التي تتسارع لمخليتنا بمجرد شعورنا بالحنين للماضي
تضج بنا الحياة حينها لتهدينـــا
غربة الروح والوطن
واخيراًتعال نسمع هذه الأهزوجه وبالعاميه التي جلبتها رياح الشمال لتروح عن نفسك بعض الشيء
يا شوره ريتش ملم طيور من بعد محمودلويش
محمود جوا السجن حطوه حطونه حمر الطرابيشي


تحياتي إلى جميع أفراد الأسره
3- اللقاء قريب بإذن الله
ايمن حسين - السعودية 19-03-2008 12:30 PM
بالرغم من قلة عدد مرات اللقاء ، ورغم تحولها الى خيالات بفعل السنين الطويلة ، ورغم عدم التواصل مع وجود -احيانا -الوسيلة ، رغم ذلك كله كانت الذاكرة تستحضر بين الحين والاخر ذكراكم- وبالاخص الابناء الكرام - تحت عنوان: ذات يوم كان هنالك لقاء، و صدق الحبيب المصطفى( الارواح جنود مجندة).
بالنيابة عن والدي - ابو ايمن ، الذي قرأها يوم نشرت مطبوعة - لك اصدق التحايا، ولكم جميعا مني اعطر سلام وتحية والى لقاء قريب بإذن الله تعالى.
2- سعدت بالزيارة
سامية - india 19-02-2008 11:36 PM
الفرقة صعبة مريرة.. والفرقة القهرية.. ظالمةبغيضة..
والتعبير جميل فصيح.. معبق بالحلم والخيال..
اللهم قرب البعيد وارجع الحق لأصحابه.. واجمع الاحباب..
سعدت بالزيارة
1- سيجعل الله من بعد عسرٍ يسراً
محمد علي 24-01-2008 01:06 PM
ستعود إن شاء الله ، وترجع هاتيك الأيام ، وتبعث الذكريات من جديد ، ستعود أحاديث السمر، وجلسات السهر ، وستسمع صدى تغريد الأطيار، وحفيف الأشجار، وخرير الجداول، وأنات النواعير، وغناء الحصادين، وأهازيج الأفراح ونشيج الأتراح ، وما ذلك على الله بعزيز !. وتدبر قول مالك الملك : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب