• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    روائع الأمثال للكبار والصغار
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الكنايات التي نحيا بها
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير

واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير
د. عبدالجبار فتحي زيدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/5/2025 ميلادي - 29/11/1446 هجري

الزيارات: 102

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير

 

ذكر محقق الأزهية أن سيبويه قال: "إذا كانت الواو بمعنى (إذ)، فهي واو حالية"[1]، وسيبويه لم يستعمل لفظ (واو الحال)، فلم أجد هذا المصطلح عنده ولا عند الأخفش والمبرد من البصريين، ولا عند الفراء وثعلب من الكوفيين، فمن أين جاء القول بهذه الواو؟

 

مرَّ في الفصل الأول أن واو الحال نشأت من اتباع النحويين رأي سيبويه في إعرابه الآية التي استشهد بها في موضوع واو الابتداء؛ حيث جعل الآية بتقدير "وطائفة في هذه الحال"، فمن هذه العبارة جعلوا الواو دالة على الحال وأعربوها كذلك.

 

والتقدير المذكور لا يَصِح الاستناد إليه، في تعيين هذا المعنى لإمكان استعماله في الجملة الحالية وغيرها، فيمكن أن نزعم أن الجملة الخبرية في نحو: إن هذه الطائفة قد أهمتهم أنفسهم، حالية؛ لأنَّها بتقدير: إن هذه الطائفة في هذه الحال، ويمكن أن نُثبت مثل هذا الزعم في الجملة الوصفية، في نحو: هذه طائفة قد أهمتهم أنفسهم؛ لأنَّها بتقدير: هذه طائفة في هذه الحال، وفي الجملة الاعتراضية في قول الشاعر:

إنَّ الثمانينَ وبُلِّغْتُها
قد أحوَجَت سمعي إلى ترجمانِ

لأنها بتقدير: إن الثمانين في حال بلوغي إيَّاها، وقول الشاعر:

يا ليتَ شعري والمُنى لا تنفعُ
هل أغدُونْ يومًا وأمري مُجْمَع[2]

لأنها بتقدير: يا ليت شعري والمنى في هذه الحال، بل يمكن إثبات هذا الزعم في المفعول معه، نحو: سافرت وهطول المطر، بحجة أنه بتقدير: سافرت حال هطول المطر، وكذلك الجملة الاستئنافية؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، فيمكننا أن نجعلها بتقدير: ما يعلم تأويله إلا الله، في حال كون الراسخين، لا يعلمون ذلك، أو بتقدير: ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم هذه حالتهم، بل الواو في قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ﴾ [الأنعام: 2] التي يعربها النحويون واوًا استئنافية[3]، لا أجد فيها ما يختلف عن واو ﴿ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ [آل عمران: 154] التي أعربها النحويون واوًا حالية، فالآيتان متشابهتان لفظًا ومعنى، فالأسلوب واحد، والمبتدأ نكرة ومكرر في الآيتين، والجملة بعد الواو لا صاحب لها في الآيتين، وكذلك يصح أن نجعل الآية الأولى بتقدير: ثم قضى أجلًا، وأجل في هذه الحال، لكن ما الذي جعل النحويين يعربون واو (وطائفة) واو حال، وواو (وأجل) واو الاستئناف؟

 

وَلَما كانت الجملة الحالية في الآية التي استشهد بها سيبويه لا صاحب لها، فقد خرجت عن تعريف الحال الذي اتَّفق عليه النحويون؛ لأنَّها لم تكن لبيان هيئة ما قبلها، والنحويون بعد سيبويه، كما مرَّ في الفصل الأول قد واجهوا مثل هذا الإشكال، فعالجوه باستعمال لفظ الحال فجعلوا نحو: جئتك وزيد قائم، وقول الشاعر:

وقد اغتدى والطيرُ في وُكُناتِها
بمُنْجَرِدِ قَيدِ الأوابدِ هيكلِ

بتقدير: جئتك في هذه الحال[4] والطير في هذه الحال[5]، أو بجعل الآية التي استشهد بها سيبويه، وقوله تعالى: ﴿ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ﴾ [لقمان: 27]، ونحو: جاء زيد وعمرو يتكلم، أو رأيته وعمرو يتكلم، بتقدير: في حال ما أهمت طائفة منهم[6]، ولو أن الأشجار في حال كون البحر يمده[7]، وجاء زيد حال كون عمرو يتكلم[8] ورأيته في حال كون عمرو يتكلم[9].

 

وهذه التقديرات لا يمكن أن تتخذ دليلًا على حاليَّة الجملة؛ لأن الذي يثبت لها ذلك عودها إلى صاحبها، فإن لم تَعُد دلت على أنها ليست حالية، والجملة بعد التقديرات المذكورة بقيت لا تعود إلى صاحبها، فالمسألة ليست متعلقة بأن نستعمل لفظ الحال، وهذا ما نبَّه إليه بعض النحويين، فحين جُعلت الجملة الاسمية، نحو: جئتك والشمس طالعة، لإثبات أنَّها حال، بتقدير: جئتك حال طلوع الشمس، اعتُرض على ذلك بأنَّ هذا التقدير ليس من الحال الذي هو بيان هيئة الفاعل أو المفعول؛ لأنَّ الجملة بقِيت بعد التقدير خارجة عن تعريف الحال بإجماع النحويين[10].

 

يضاف إلى كلِّ ما سبق أنَّ الجملة التي قدَّرها سيبويه بمعنى الحال، لم تكن بعد الواو، بل كانت الجملة الخبرية التي وقعت طائفة مبتدأ لها، أما الجملة التي دخلت عليها الواو، وهي ﴿ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ ﴾، فإنَّه لم يشملها التقدير الحالي؛ لذا تكون هذه الواو غير داخلة على جملة حالية، بل على جملة قُدِّر خبرها بمعنى الحال، وكل جملة اسمية كان خبرها جملة، صح في خبرها هذا التقدير، فلا عبرة به لكونه أمرًا عامًّا.

 

إذًا الأصل الذي أدى إلى نشأة واو الحال، وتسميتها هذا الاسم عند النحويين، لا يصح الاستناد إليه في إثبات هذا المعنى للواو.

 

تقدير المعية بتقدير الحال:

رُبَّ معترض يقول: إنّك قد تواجه عائقًا في التقدير، حين تجعل واو الحال واو المعية، في نحو: اقبل زيد وهو يبتسم؛ لأن تقدير هذه الجملة بـ: أقبل زيد مبتسمًا، لا إشكال فيه، فما تقديرها على معنى المعية؟

 

والجواب عن هذا السؤال يحتاج إلى إيضاح.

 

يعرب النحويون المضارع في قولنا: أقبل زيد يبتسم، حالًا؛ لأن الجملة عندهم بتقدير: أقبل زيد مبتسمًا، ويعربون الجملة الاسمية في قولنا: أقبل زيد وهو يبتسم، حالًا أيضًا؛ لأنَّها عندهم بتقدير: أقبل زيد مبتسمًا، وأرى أنَّه لا يصحُّ أن نجعل تقدير الجملة الثانية بنفس تقدير الجملة الأولى، بيان ذلك فيما يأتي:

1- يزداد الالتباس بين الحال والمعية حين يَعمِد المتكلم إلى انتزاع صفة من صفات الفاعل أو المفعول، ليجعلها له مفعولًا معه، بصيغة جملة فعلية أو اسمية، نحو المثال السابق: أقبل زيد وهو يبتسم، فيصير المفعول معه صفة عائدة إلى ما قبلها، فيصح حينئذ أن نجعل تقديره كتقدير الحال؛ لأنَّه سيمكن استلال الصفة وإرجاعها إلى الموصوف، ففي هذه الحال يشتد التشابه والإشكال، ويسهل الظن بأنَّ واو (وهو يبتسم) واو الحال، وهي في الحقيقة واو معية؛ لأنَّ هذا هو المقصود، فلو أردنا جعل ما بعدها حالًا، لقلنا: أقبَل زيد مبتسمًا أو يبتسم، ولما كلَّفنا أنفسنا بجلب الواو وإعادة ذكر الفاعل بصيغة الضمير المنفصل.

 

2-حين نقول: أقبل زيد وهو يبستم: أوَصف زيد أردنا أم وصف الضمير المنفصل بالابتسامة؟ أي: أأردنا جعل الجملة الخبرية (يبتسم) وصفًا لفاعل أقبل، أم أردنا جعلها وصفًا لمبدئها؟ مما لا شكَّ ولا جدال فيه أنَّا أردنا الأمر الثاني؛ لأن المعنى الأول لم يكن مقصودًا، وإن لم يظهر فساده في هذا المثال، فإنه سيظهر جليًّا في أمثلة أخرى.

 

فقد أكد الجرجاني أنَّ إعادة الضمير في مثل الجملة التي نحن بصددها، هو كإعادة الاسم الظاهر، أو الاسم الأجنبي، فقولنا: أقبل زيد وهو يبتسم، هو كقولنا: أقبل زيد وزيد يبتسم، وكقولنا: أقبل زيد وعمرو يبتسم[11].

 

فلو جاز جعل (يبتسم) صفة لفاعل (أقبل) في قولنا: أقبل زيد وهو يبتسم، لجاز جعله صفة له أيضًا في قولنا: أقبل زيد وعمرو يبتسم، فلمَّا لم يصحَّ هذا في المثال الثاني، دلَّ على أنه لم يكن مقصودًا البتة في المثال الأول.

 

استنادًا إلى ذلك فإنَّ الجملة: أقبل زيد وهو يبتسم، لا يصحُّ أن يكون تقديرها: أقبل زيد مبتسمًا؛ لأنَّنا لم نُرد وصف فاعل (أقبل) الذي هو زيد بالابتسامة، وإنَّما أردنا أن نجعل جملة: هو يبتسم، مفعولًا معه، لجملة: أقبل زيد، بوساطة الواو، ويكون المعنى أنَّ حدوث إقباله وحدوث ابتسامته وقَعا في زمن واحد.

 

3- مما يجدر ذكره أنَّ النحويين كما مرَّ في الفصل السابق ذهبوا إلى أنَّ الجملة الحالية لا ترتبط بالواو عند شبهها باسم الفاعل، وترتبط عند ابتعادها عن هذا الشبه، وقد عمل النحويون بهذه القاعدة النحوية في كلِّ مسائل هذا الموضوع، من ذلك مثلًا ما نُسب إلى أبي علي النحوي[12] أنَّه أجاز عدم إضمار واو الحال، في الجملة الاسمية الحالية المعطوفة على حال؛ لأنَّها بتقدير اسم الفاعل، وذكر الجرجاني أنَّ الجملة الاسمية الحالية، إذا وردت غير مرتبطة بالواو، فقد خرجت عن الأصل والقياس، ولا يمكن قبول هذا إلا "بضرب من التأويل، ونوع من التشبيه، فقولهم: كلمته فوه إلى فيَّ، إنَّما حسن بغير واو من أجل أنَّ المعنى كلمته مشافهة له"[13].

 

وهذه إشارة واضحة من النحويين إلى أنَّ الجملة الحالية غير المرتبطة بالواو، نحو أقبل زيد يبتسم، يصح تقديرها باسم الفاعل، بل هذا ما اتَّخذ حجة لعدم ربطها بالواو، في حين لا يصح في المرتبطة بها، نحو: أقبل زيد وهو يبتسم، تقديرها به، بل هذا أيضًا ما اتُّخِذ حجة لربطها بالواو.

 

والمعلوم أنَّ النحويين جعلوا الحال المفردة (اسم الفاعل) أساس معنى الحال، فكلامهم المذكور يعني أيضًا أن الجملة لا ترتبط بالواو عندما يُراد منها معنى الحال، وترتبط عندما لا يراد منها هذا المعنى، هذا ما دلت عليه أقوالهم، وإن لم يفصحوا عنه.

 

4- مما يجدر ذكره أيضًا أن سيبويه كما مرَّ لم يجعل الجملة المرتبطة بالواو بتقدير اسم الفاعل، على الرغم من أنَّه جعل ما بعدها بمعنى الحال، وعلى الرغم من إمكان انحلال بعضها إلى مفرد، بل كان دائمًا يقدِّرها بإعادة ذكر الواو، فقد جعل مثلًا الحال المفردة في نحو: كلمته فاه إلى في، بتقدير: كلمته مشافهة، وحين تكلم على قضية رفع الحال هنا، وربطه بالواو، فإنَّه منع جعل المثال: كلمته وفوه إلى فيَّ، بتقدير: كلمته مشافهة، بل عيَّن جعله بتقدير: كلمته وهذه حاله، في حين جعل تقدير: كلمته فوه إلى فيَّ بدون واو، بنفس تقدير: كلمته فاه إلى فيَّ[14].

 

5- هل يجوز أن يكون تقدير (يبتسم) و(وهو يبتسم) واحدًا؟ إنَّ جملة (وهو يبتسم) تزيد على جملة (يبتسم) بكلمتين: الواو، و(هو) قد يُتصوَّر اختفاء الضمير المنفصل؛ لأنه العائد إلى زيد، فيتحد بالضمير المستتر في اسم الفاعل، لكن ما شأن اختفاء الواو؟ هذه الكلمة التي إن زيدت في جمل أو حُذفت منها، وهي تحتاج إليها، أو وُضعت في غير موضعها، عُدمت فائدتها أو ركَّت، أو انقلبت معانيها رأسًا على عقب، ولأهمية معناها فقد جعلت مسؤولة عن أهم موضوع في علم المعاني، وهو الفصل والوصل، فالواو وهذا شأنها، لا يصحُّ ألا يكون لها أي ظل كان في التقدير، ولا يصح أن يكون تقدير يبتسم، هو نفس تقدير، وهو يبتسم، وإذا علمنا أن الواو لا تفارق في كل موضع بإجماع النحويين معنى العطف والاقتران، بل قيل: الأصل فيها معنى المعية، وباقي معانيها مجازية [15]، فإنَّه لجعل التقدير معبِّرًا عن جملة (وهو يبتسم)، وفيه زيادة على تقدير جملة (يبتسم)، أضفنا إليه أصل معنى الواو بأقرب الألفاظ إليه؛ كلفظ: مقترنًا أو مصاحبًا، أو (مع)، أو إعادة ذكر الواو، وحينئذ يكون التقدير المناسب لقولنا: أقبل زيد وهو يبتسم، هو: أقبل زيد مقترنًا بابتسامته، أو مصاحبًا ابتسامته أو مع ابتسامته أو وابتسامته، وبهذا يكون التقدير المذكور بضروبه الأربعة دالًّا على معية واو (وهو يبتسم) لا على حاليتها، وإذا استُبِعد هذا التقدير نجيب لتقريبه بما يأتي.

 

نسأل في البدء ما وجه استبعاده، فإن كان من جعل المفعول معه مصدرًا، فإن النحويين قد أجمعوا على جوازه في نحو: جاء زيد وطلوع الشمس، وسافر بكر وهطول المطر، وإذا كان من جعل المفعول معه مصدرًا عائدًا إلى ما قبله، فهذا أيضًا قد أجمعوا على جوازه، فقد جعلوا نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، ولا تنه عن خُلق وتأتي مثله، وأيصافح زيد الزائر ويبتسم، بتقدير: لا تأكل السمك مع شرب اللبن، ولا تنه عن خلق مع إتيانك مثله، وأيصافح زيد الزائر مع ابتسامته، حتى إنَّهم عيَّنوا فيها هذا المعنى وهذا التقدير، فقد استشهد ابن هشام بالمثال: لا تنه عن القبيح وإتيانك مثله، وأوجب نصب إتيانك على المعية لفساد معنى جره على العطف[16].

 

ومع هذا كله فليس القصد من جعل الواو في المثال: أقبل زيد وهو يبتسم واو المعية - أن يكون المعنى: أقبل زيد مع ابتسامته؛ لأنَّ هذا التقدير يجعل المفعول معه مفردًا ومصاحبه كذلك، في حين أنَّ المفعول معه في المثال هو جملة (هو يبتسم) ومصاحبه هو جملة (أقبل زيد)، والمراد هو الاقتران بين إقبال زيد وابتسامته، وهذا المعنى لم تكن التقديرات المذكورة معبرة عنه بدقة.

 

وخلاصة القول في هذا الموضوع، وفيما يخص المثال الذي بدأنا بذكره، ليكون نموذجًا لباقي الأمثلة - أنَّه ليس المراد جعل الابتسامة صفة لزيد، كما أنَّه ليس المراد أيضًا جعلها مصاحبة له، وإنَّما المراد أن تكون المعية بين صفتي الابتسامة والإقبال العائدتين إلى الموصوف نفسه أنَّهما حصلتا في وقت واحد؛ لأنَّ المفعول معه إذا كان جملة كان مصاحبه الجملة التي قبله لا المفرد.



[1] كتاب الأزهية، تحقيق عبد المعين الملوحي، ص242، هامش رقم2.

[2] مغني اللبيب 2/ 388.

[3] الأزهية، ص240، والجنى الداني، ص191.

[4] معاني الحروف للرماني، ص60.

[5] شرح القصائد للتبريزي، ص107.

[6] تفسير الطوسي 3/ 23، وتفسير الطبرسي، المجلد الأول، ص521-522.

[7] تفسير النسفي 3/ 283.

[8] حاشية الدسوقي على مختصر التفتازاني 3/ 126.

[9] مواهب الفتاح 3/ 127.

[10] عرائس المحصل، مخطوط، ورقة 78.

[11] دلائل الإعجاز، ص215-216، وحاشية السيد الشريف الجرجاني على مطول التفتازاني، ص165.

[12] إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج 3/ 804-805.

[13] دلائل الإعجاز، ص218.

[14] كتاب سيبويه 1/ 391، والمقتضب 3/ 236.

[15] حاشية البناني على جمع الجوامع لجلال المحلي 1/ 283.

[16] شرح قطر الندى، ص232.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التغيرات المصاحبة للتقنيات المعلوماتية
  • درجات المشقة المصاحبة للعبادة

مختارات من الشبكة

  • تجاهل كتاب الصف الأول الابتدائي إثراء مد الواو بالواو، وصوت الياء المكسورة وصوت الياء الممدودة بالياء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المفعول معه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وجوب الربط بالواو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حالات الربط بواو الحال(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حرف العطف: الواو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • واو الحال وصاحب الجملة الحالية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المضارع المنفي بـ(لا) والمنفي بـ(ما)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الواو في قوله تعالى: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التوضيح والبيان بخصوص واو الثمانية في القرآن (1)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تعليم المد بالواو للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب