• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المفعول معه بين المفرد والجملة
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    بين صورة العلم وحقيقته – قصة قصيرة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المترجم الدبلوماسي
    أسامة طبش
  •  
    أبيت القل (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    الممنوع من الصرف
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    عطاء أمي (قصيدة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    وراء الجدران (قصة قصيرة)
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الأدب العربي وحفظ الهوية في زمن العولمة
    ريحان محمدوي
  •  
    أبو ذر (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أثر التناقض اللفظي في المعنى
    د. صباح علي السليمان
  •  
    الأدب بين نفس المروءة ولهاث الإثارة
    دحان القباتلي
  •  
    أبو الدرداء (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    الواو هي الميزان الفصل بين الحال والمعية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أبرز آفاق الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    الشعرة البيضاء - قصة قصيرة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية: تداولية الخطاب القانوني
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

في حزام الفقر

فاديا رمضاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2017 ميلادي - 1/12/1438 هجري

الزيارات: 4421

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في حزام الفقر

 

عندما فتحتُ عينَي على الحياة، وجدتُني بغرفةٍ وحيدةٍ تَجمعُني وإخوتي الستة، وعند كعبي كانت مُستَلْقيةً أمي التي أكل الدهر عليها وشرب، أمَّا أبي فكان مُعانقًا عند صهريج الأواني زوجتَه الثانية التي لا تَنفكُّ عنه ولا ينفكُّ عنها، زوجةٌ لا تَشهدُ الغيرة الإنْسِيَّة، والتنازلات والمفاوضات، زوجةٌ لا تنفكُّ عن السيطرة، ووالدي العزيز ما كان يرفضُ لها طلبًا، وكلُّ ذلك كان على حساب والدتي المضطهَدة، فكان يبيعنا لرضاها، ويُلقي بنا في حزام الجوع والفقر الذي يقطع أمعاء الواحد منَّا؛ ليدَّخِر المال ويدفع مهرَها كُلَّما ودَّ مُضاجعتَها، تلك الزجاجة التي ملأها الخمر كانت ضَرَّةَ والدتي التي رسم الدَّهرُ على وجهها تجاعيدَ الغبن والحسرة، وغيَّر تقاطيعَها البريئةَ إلى تقاطيعَ بربريةٍ، وحجر الدم بعروقها، وسلخ عن يدها نعومةَ الأنوثة.


هكذا تربَّيتُ في وسطٍ يُهشمه الفقر، فقرٌ يَنخَرُ جسدَ أسرتي، فلم نشهد يومًا ثوبًا جديدًا، أو تهنئةً بِعيدٍ، ولا إراقةَ دمِ أُضحيةٍ بباحَة رواقِنا العتيق بأحد الأحياء الشعبية بالعاصمة.


ولربما كان من رحمة الخالق بنا أن وهب لنا من لدُنه رحمة، كانت خالتنا التي تُدعى "فاطمة" التي لم تُرزق، ولم يَهبْها اللهُ من رَحِمِها ولدًا، ولعل حكمته سبحانه كانت موجعةً لها ومرحمةً لنا، فلربما حرمانها من الولد كان سببًا في إغداقها علينا الحب والحنان والعطاء، فلا أذكر في تاريخي أنني تلقَّيْت ثوبًا جديدًا أو دينارًا إلا كان منها، لم تملِك أمي غير أن تَعهَد لها بتربية ولدٍ من رَحِمِها عِرفانًا لها بجَميلها، أجَل لقد عهِدت لها بتربية أخي "الطاهر" الذي أنعَم الله عليه بدفءِ عائلةٍ حُرِمنا منه نحن الستة، وتعليمٍ وثوبٍ، وصلاةٍ وتقوى، أجَل، فلطالما حرَصت خالتي "فاطمة" وزوجُها الذي لم ينَلْ من الحياة حظًّا كافيًا على تربية "الطاهر"، فقد جعلاه لنا مثلًا أعلى.


وكان لنا غير الخالة "فاطمة" جيرةٌ تألفُ قلوبها معنى الرحمة، فكانوا يَهبوننا من الثياب والأحذية ما لم يكن لديهم بعد اليوم مُستعمَلًا.

أما أمي التي تُدعى "نفيسة"، فكانت تُعيلنا، وتتحمَّل وتُلملِم قذارةَ أبينا الذي لم يَحْنُ علينا يومًا، ولم يُوجِّهنا، أو بدفءٍ يُنادينا، لا، وأحيانًا يُخيَّلُ لي أنه لا يعرف عددَنا، فكيف له أن يُعيلنا وتلك الحيَّة تُخدِّره وتُكبِّله دوننا؟!

كانت أمي تعمل طباخةً لدى أختها "نجمة" التي كانت زوجةً لأهم مسؤول في تلك الحقبة، وقد كانت تستدعيها صباحًا، وتُطلِق سراحها عند المغرب، وكان أجرُها يقتصر على لُقمةٍ تقتاتها وبنيها وبناتِها، أجَل، كان أجرُها عشاءَ ليلةٍ لها ولأبنائِها.


وكلَّما عادت إلى البيت وجدتْنا في ظلمةٍ نترقَّبها؛ وجوهنا شاحبةٌ، وأحداقنا مُستفسِرةٌ مُتأمِّلة، علَّها تجلبُ ما يسُدُّ جوعنا، وما إن تضع تلك الصحيفة النحاسية على المائدة، حتى ننقض عليها ككلابٍ شرِسةٍ صادفت في قمة جوعها قطعةَ لحمٍ مُلقاة،هكذا عشنا بين ضلوع فقر ولقمة متطايرة، إن حلَّت صباحًا غابت مساءً.


ذات يوم عدت من المدرسة ودخلت بيتنا الحقير، فألفيتُه هادئًا على غير عادته، أخذت أجس نبض الهدوء بتمعُّن، علِّي أجد له بين هذا السكون مبررًا، فجأة سمعتُ صوتًا يشبه الشهقة، فأبرمت سمعي، وأخذت أتقفى أثَرَ تلك التنهيدات المكبوتة، وأتَّبع منبعها، إلى أن بلغت الشرفة التي كانت أبوابُها مفتوحًة على مصراعيها، كما أن الغرفة التي تفضي إلى الشُّرفة كانت تغطُّ في فوضى عارمة، وعلى أرضها شظايا زجاجة خمر - حسب ما رأيت - نزعت عني محفظتي ووضعتها على الطاولة، ثم تقدَّمت بخُطى متردِّدة نحو الشرفة، فألفيتُ والدتي جاثيةً على ركبتيها، تعلو مطلعها ندوبٌ دامية، أمَّا أبي فكان تحت سطوة الدهشة، وجهه شاحب تعلوه صفرة، واهن القوى، ذليل المُحيَّا، اقتربت من والدتي التي بدت لي وقتها أنها هجرت الواقع لعالم أبعد بكثير من ذاك الذي تتحمَّله مُخيلتي، تساءلت: أمي، ماذا جرى؟! لم تُجبني، فكَرَّرت السؤال مرات عديدة، لكن الصمت كان كل ما حصدته من محاولاتي الجبَّارة في استنطاقها، فانصرفت لأبي وسألته: أبي، بحق السماء، أخبرني: ماذا يجري هنا؟! أخذ يدمدم: لم أقصد، أنا، والله أنا،قلت بارتباكٍ: لم تقصد ماذا؟ فقام والتقط معصمي وأخذ يجُرُّني بلين، وأنا أرشُقه بوابل أسئلتي التي لا تنتهي، دخلنا الغرفة التي مررت بخرابها فور وصولي إلى المنزل، ثم انتصب كالصنم أمام الخزانة،سألته: لِمَ أتيتَ بي إلى هنا؟! ما الذي تنوي فعله؟! فطأطأ رأسه بعد أن أشار إليَّ كي أفتح الخزانة، فأذعنتُ له، اقتربت من الخزانة مستفسرةَ العينين، مُقضَّبةَ التقاطيع، ولَمَّا فتحتها، ولَّيت مصعوقة مرتعشةً، ثم وضعت يدي على فمي؛ كي أَكبِت صرخاتي، يا إلهي! كم كان فظيعًا ذاك المنظر! جثوت على ركبتيَّ باكيةً مصدومةً.


قال أبي باكيًا: والله لم أقصد، كنت ثَملًا.

هنا تعالى صُراخ والدتي التي عادت إلى وعيها، فهاجمته كَلَبُؤَةٍ شرسة، تُمزق عنه ثيابَه بمخالبِ غرورها المنكسرة، تشتمه بنبرةٍ يَخنقها الوجع والقهر، بينما وقف هو أمام جبروت أوجاعها مشاهدًا، دون أن يُحرِّك ساكنًا.

قالت: لقد قتلتَ رضيعةً، وأي رضيعةٍ يا حقير! إنها ابنتك، ابنتك، أتُحيط علمًا بعمرها؟! أجِبني، عمرها ثلاثة أشهر، ثلاثة أشهر.

نفضتُ عني غبار الشرود، وقمت أهدِّئ مِن رَوعها، ثم سألتها، ربما لأن وجعي كان يلتمس مسكنًا اسمه "السبب"، فسألتها: لكن كيف؟! ولماذا حدث كلُّ هذا؟!


فأمسكت بيدي وكأنها تمتثل أمام قاضٍ، ترتجي منه الانصاف بحقِّ ابنتها، فقالت: وما السبب برأيك؟! أراد أن يقترض مني نقودًا يبتاع بها سمَّه المعتاد، ولَما رفضتُ أن أَقرضه المال، ثار عليَّ، فقلبَ البيت رأسًا على عقب كما ترين، ثم هاجمني وأخذ يضربني بعنفٍ، فأجهشتْ أختك بالبكاء، فحملها من عنقها وكأنها ديك سُلِخ عنه ريشُه، ثم ضرب بها عرض الحائط، آه! إنه مجرم، بلِّغي الشرطة، بلِّغي.

قال باكيًا: والله، لم أكن واعيًا حينها، والله لم أكن واعيًا!


فاتجهتُ إليه متأمِّلةً إياه بعينين ملأهما الحقد، وسألته: أخبرني، على مَن سيأتي الدور؟ كم ستقتل مِن أبنائك مِن أجل تلك الساقطة؟ أخبرني: مَن؟!

هنا، خُلِع بابُنا مِن قِبَل الشرطة التي كبَّلت يدي أبي، وساقته إلى السجن؛ ليُكمل فيه ما تبقَّى من عمره، ومنذ ذاك الحين لم أرَ مطلعه حتى بالصُّدفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نحن ضحية الفقر!
  • تعريف الفقر
  • علاج مشكلة الفقر
  • علاج الفقر
  • أهل الفقر ربما أوفر أجرا
  • الفقر الذي قصم ظهورنا
  • هناك خلط بين الوسائل والغايات: الفقر أنموذجا
  • فضل الصبر على الفقر

مختارات من الشبكة

  • المعالجات النبوية لأزمة الفقر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قراءات اقتصادية (63) اقتصاد الفقراء(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • ابن حزم الظاهري في دائرة النقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تنمية العمل الاجتماعي: مواجهة الفقر (الوقفة الرابعة: الإسلام ومعالجة الفقر)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • تنمية العمل الاجتماعي: مواجهة الفقر (الوقفة الثالثة: تحليل أسباب الفقر)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • تنمية العمل الاجتماعي: مواجهة الفقر (الوقفة الثانية: تعريف الفقر وقياسه)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • ابن تيمية وابن حزم وموقفهما من أئمة العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قراءات اقتصادية (64) الاقتصاد المؤسسي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • تفسير سورة التوبة (الحلقة الثالثة) الوفاء للأوفياء والحزم مع الناكثين الطاعنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمام ابن حزم الأندلسي والتعريف بكتابه المحلى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/4/1447هـ - الساعة: 10:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب