• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

كتاب كليلة ودمنة: ميزاته وخصائصه وأهدافه

د. محمد فضل الله شريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/1/2017 ميلادي - 24/4/1438 هجري

الزيارات: 196655

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كتاب "كليلة ودمنة" ميزاته وخصائصه وأهدافه

دكتور محمد فضل الله شريف

الأستاذ المساعد/ كلية ايه كيه ايم الشرقية / (التابعة للجامعة العثمانية)

غاتشي غوره حيدر آباد

 

جعل الناس يكتبون ويُدوِّنون القصص والحكايات على ألسنة البهائم منذ زمن قديم، ويعدُّ المؤلِّف اليوناني إيسوف (584-620ق،م) أول مَن أبدعت قريحته في كتابة القصص والحكايات، و(Aesop,s Fables) تعتبر نموذجًا عاليًا في القصص الأدبي، استمرت هذه السلسلة إلى العهد الأخير، وفي الهند أُلِّفت كتب في القصص والحكايات، باسم "بنج تنتر"، أو "فصول خمسة" (Five Principles)، برز هذا الكتاب ثلاثة قرون قبل المسيح، لَمَّا قدَّم وشنوشرما هذا النموذجَ من الأدب، لقي رواجًا وقَبولًا تامَّينِ بين الأوساط العلمية، ونال مكانةً مرموقة لم تَنَلْها الكتب الأخرى، واحتلَّ درجة رفيعة بين الكتب التي أُلِّفت على ألسنة البهائم، فتُرجم هذا الكتاب إلى ما يربو على خمسين لسانًا، واشتهرت تراجمُه في اللغات الأوربية باسم (The of Bidpai) أو (Pilpay,s Fables)، ترجمَه إلى الفرنسية مُؤلِّف كتاب "الإسلام وحضارته" - المستشرق المشهور "أندريه ميكل" - فُمنِح له على ذلك الجائزة، فترجم إلى الفارسية القديمة؛ نظرًا إلى أهمية الكتاب وما يحتويه من قصص ذات طابع أخلاقي وسياسي واجتماعي، فنقله إلى البهلوية الطبيب الحاذق "برزويه"، ثم قام بترجمته إلى الفارسية أبو المعالي نصر الله، وحسين واعظ الكاشفي، وغيرهما، ثم ترجم إلى السنسكريتية من جديدٍ من الترجمة الفارسية.

 

ترجَمه إلى العربية من البهلوية الأديب الأريب الفارسي في العهد العباسي عبدالله بن المقفع (106 - 142هـ)، فلما جاءت هذه الترجمة على حيز الوجود، نال الأدب العربي نموذجًا عاليًا وفريدًا في اللغة العربية النثرية، لا يستقين أحد أن هذا الكتاب تُرجم إلى العربية، بل يبدو كأنه أبدعَتْه قريحة ابن المقفع، وأنتجته مواهبه العلمية، وكفاءاته العربية، ولكن هذه حقيقة ساطعة أن هذا الكتاب قد سبق له مثيل في اللغة السنسكريتية الهندية، وإن كانت الترجمة العربية قد أُضيفت إليها أشياء، ولكن النسخة العربية قد ذاعَت واشتهرت، كأنها هي الأصل، فترجم "كليلة ودمنة" إلى اللغات الأخرى من النص العربي؛ مثلًا إلى السريانية، والإنجليزية، والفارسية الثانية، والفارسية الهندية، والتركية، واليونانية، والإيطالية، والعبرية، واللاتينية الوسطى، واللاتينية القديمة، والإسبانية.

 

ولقد أحدث كتاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع، ازدهارًا في فن القصة المروية على ألسن الحيوان، الخرافة في الأدب العربي، لا في عصر ابن المقفع فحسب، بل فيما تلاه من عصور، فمنذ أن عرَفتِ العربية هذا الكتاب اتَّجهت أنظار أدبائها شعراء وكتَّابًا إلى هذا النوع من القصص؛ منهم مَن نَظَم كتاب (كليلة ودمنة)، ومنهم مَن شرحه، ففي القرن الثاني الهجري نظمه أبان بن عبدالحميد بن لاحق البرامكي في نحو أربعة عشر ألف بيت، ونظمه كذلك علي بن داود، وبشر بن المعتمر، وأبو المكارم أسعد بن خاطر، وقد ضاعت هذه المنظومات، ولم يصلنا منها إلا نحو سبعين بيتًا من نظم أبان بن عبدالحميد، نقلها الصولي في كتابه (الأوراق).

 

وفي القرن السادس الهجري نظمه ابن الهبارية في كتابه الذي سماه (نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة).

وفي القرن السابع الهجري نظمه ابن مماتي المصري القاضي الأسعد لصلاح الدين الأيوبي، وضاع نظمه.

ونظمه عبدالمؤمن بن الحسن الصاغاني في كتابه الذي سماه (درر الحكم في أمثال الهنود والعجم)، ومنه نسخ خطية في فيينا وميونخ، وقد نُسب هذا الكتاب لابن الهبارية.

 

وفي القرن التاسع الهجري نظمه جلال الدين النقاش، وتوجد نسخة من نظمه في مكتبة الآباء اليسوعيين في بيروت، وأخرى في المتحف البريطاني.

 

أما أبو عبدالله محمد بن الحسين بن عمر اليمني، فصنف كتابًا باسم "مضاهاة كلية ودمنة"، فأثبت بذلك أن ما يحتويه الكتاب من الأمثال والحكم والأقاويل توجد في الأدب العربي القديم، وقدَّم لكل مثال وقول نموذجًا مِن شعرٍ من شعراء القديم.

 

فمنذ ذلك الوقت عُدَّ كتاب (كليلة ودمنة) الذي ترجمه عبدالله بن المقفع في النصف الأول من القرن الثاني الهجري - من أوائل مَن نقل إلى اللغة العربية في تاريخ الحضارة الإسلامية، والواقع أن هذا الكتاب النفيس قد احتلَّ منذ ذلك الوقت مكانة كبيرة لدى المسلمين، واستمرت هذه المكانة على مدى العصور حتى يومنا هذا، فما زالت تتوالى طبعات الكتاب الشعبية، وتتم قراءته في المدارس على نطاق واسع، كما أنه تحوَّل في الآونة الأخير إلى مادة تلفزيونية نشرتها القناة العربية "الجزيرة" في برنامجها الخاص "الجزيرة للأطفال"، في الصورة الهزلية في الحلقات المتعددة، التي تجتذب الصغار والكبار معًا.


وأخيرًا ترجمه إلى الأردية - نظرًا إلى أهمية الكتاب - المفتي رفيع الدين حنيف القاسمي الحيدرآبادي، المقيم حاليًّا في شاهين نغر، حيدرآباد، بترجمة سهلة سلسلة، قد جاء طبع هذا الكتاب بدعم مالي جزئي من قِبَل الأكاديمي الأردوي لولاية آندهرا براديش، كما نشر ترجمتها في الصحيفة اليومية "منصف"، الصادرة من مدينة حيدرآباد، في ملحقتها باسم "ميناره نور"، في حلقات متعددة من شهر يونيو إلى شهر نوفمبر سنة 2011م.


وما نال هذا الكتاب الشهرةَ والصيت والذيوع التام إلا بميزاتِه وخصائصه التي تميزه عن الكتب الأخرى مثل ذلك الكتاب، فيحتلُّ هذا الكتاب مكانة سامية في اللغة العربية قلما تجد الكتب الأخرى مثل هذه الرفعة والصيت.


الخصائص والميزات:

1- إن هذا الكتاب يعتمد أولًا على الأسلوب القصصي، تسلم فيه القصة إلى قصة أخرى، وربما إلى ثالثة ورابعة، وكل قصة تتبعها قصة، هكذا تأتي شخصيات مختلفة في معرض قصة.


نقدم مثالًا لذلك:

"فإن مَن حقر عدوه لضعفه، أصابه ما أصاب وكيل البحر من الطيطوى، قال شتربة: وكيف كان ذلك؟ قال دمنة: زعموا أن طائرًا من طيور البحر يقال له الطيطوى، كان وطنه على ساحل البحر، ومعه زوجةٌ له، فلما جاء أوان تفريخها قالت الأنثى للذكر: لو التمسنا مكانًا حريزًا نفرخ فيه؛ فإني أخشى من وكيل البحر إذا مد الماء أن يذهب بفراخنا، فقال لها: أفرخي مكانك؛ فإنه موافق لنا، والماء والزهر منا قريبٌ، قالت له: يا غافل، ليحسن نظرك، فإني أخاف وكيل البحر أن يذهب بفراخنا، فقال لها: أفرخي مكانك؛ فإنه لا يفعل ذلك، فقالت له: ما أشدَّ تعنُّتَك! أما تذكر وعيده وتهديده إياك؟ ألا تعرف نفسك وقدرك؟ فأبى أن يطيعها، فلما أكثرت عليه ولم يسمع قولها، قالت له: إن مَن لم يسمع قول الناصح يُصِبْه ما أصاب السلحفاة حين لم تسمع قول البطتينِ، قال الذكر: وكيف كان ذلك؟".


وما تنتهي هذه القصة إلا وتبدأ القصة الأخرى:

"زعموا أن غديرًا كان عنده عشبٌ، وكان فيه بطتانِ، وكان في الغدير سلحفاةٌ، بينها وبين البطتين مودةٌ وصداقةٌ، فاتفق أنْ غِيضَ ذلك الماء، فجاءت البطتان لوداع السلحفاة، وقالتا: السلام عليك، فإننا ذاهبتان عن هذا المكان؛ لأجل نقصان الماء عنه، فقالت: إنما يبين نقصان الماء على مثلي، فإني كالسفينة لا أقدر على العيش إلا بالماء، فأما أنتما فتقدران على العيش حيث كنتما، فاذهبا بي معكما، قالتا لها: نعم، قالت: كيف السبيل إلى حملي؟ قالتا: نأخذ بطرفي عودٍ، وتتعلقين بوسطه، ونطير بك في الجو، وإياك إذا سمعت الناس يتكلمون أن تنطقي، ثم أخذتاها فطارتا بها في الجو، فقال الناس: عجبٌ؛ سلحفاة بين بطتين قد حملتاها"[1].


2- معظم شخصيات هذه القصص من الطيور والحيوانات، وهي بذلك تنتمي إلى عالم مجهول من الإنسان، ولكنه مشوق له على الدوام والاستمرار، فهو يستثير خيال القارئ بالإضافة إلى استثارة عقله؛ حيث يجد نفسه مطالبًا بإرجاع كل شخصية من الطيور والحيوانات إلى ما يشبهها في عالم البشر، فمثلًا الأسد رمز للملك، والنمر رمز للوزير، والثعلب للشخص الماكر، والحمامة للإنسان الطيب، وهكذا، كما كان ذلك في قصة الثور والأسد.


3- كما يستخدم لغةً سهلةً ورشيقة، ويكاد يخلو تمامًا من الإملال؛ نتيجة استخدامه أسلوب الحوار، واعتماده أحيانًا على الفكاهة.

كما ترى ذلك في "باب الحمامة المطوقة" أنهم يتحاورون ويتجاذبون أطراف الحديث، واحدًا بعد آخر: الحمامة، والغراب، والسلحفاة، والظبي، الجرذ، وكلامهم فيما بينهم على أسلوب أدبي سهل رشيق على طراز الحوار، لا تمل ولا تتعب إذا قرأت القصة من البداية إلى النهاية؛ لأنها تشتمل على الحِكَم والأمثال والنصائح والعِبَر.


فمثلًا ترى في هذا المقطع:

"فلمَّا فرغ الجرذ من كلامِه، أجابته السلحفاة بكلامٍ رقيقٍ عذبٍ، وقالت: قد سمعت كلامَك، وما أحسنَ ما تحدَّثت به! إلا أني رأيتك تذكر بقايا أمورٍ هي في نفسك، واعلم أن حسن الكلام لا يتم إلا بحسن العمل، وأن المريض الذي قد علم دواء مرضه إن يتداوِ به لم يغن به شيئًا، ولم يجد لدائه راحة ولا خفةً، فاستعمل رأيك، ولا تحزن لقلة المال؛ فإن الرجل ذا المروءة قد يكرم على غير مال؛ كالأسد الذي يهاب وإن كان رابضًا، والغني الذي لا مروءةَ له يهان وإن كان كثير المال؛ كالكلب لا يحفل به وإن طوق وخلخل بالذهب، فلا تكبرنَّ عليك غربتك؛ فإن العاقل لا غربة له؛ كالأسد الذي لا ينقلب إلا ومعه قوته، فلتحسن تعاهدك لنفسك؛ فإنك إذا فعلت ذلك، جاءك الخير يطلبك كما يطلب الماء انحداره، وإنما جُعِل الفضل للحازم البصير بالأمور، وأما الكسلان المتردد، فإن الفضل لا يصحبه، وقد قيل في أشياء ليس لها ثباتٌ ولا بقاء: ظل الغمامة في الصيف، وخلة الأشرار، والبناء على غير أساس، والمال الكثير؛ فالعاقل لا يحزن لقلَّته، وإنما مال العاقل عقله، وما قدَّم من صالح، فهو واثق بأنه لا يسلب ما عمل، ولا يؤاخذ بشيءٍ لم يعمله، وهو خليقٌ ألا يغفل عن أمرِ آخرته؛ فإن الموت لا يأتي إلا بغتةً، ليس له وقت معين، وأنت عن موعظتي غنيٌّ بما عندك من العلم، ولكن رأيت أن أقضي ما لك من حقٍّ قِبلنا؛ لأنك أخونا، وما عندنا من النصح مبذول لك، فلما سمع الغراب كلام السلحفاة للجرذ وردها عليه، وملاطفتها إياه، فرح بذلك، وقال: لقد سررتِني وأنعمت عليَّ، وأنتِ جديرة أن تسرِّي نفسك بمثل ما سررتني به، وإن أولى أهل الدنيا بشدَّة السرور مَن لا يزال عنده منهم جماعة يسرهم ويسرونه، ويكون من وراء أمورهم وحاجاتهم بالمرصاد، فإن الكريم إذا عثر لا يأخذ بيده إلا الكرام؛ كالفيل إذا وحل لا تخرجه إلا الفِيَلَة"[2].


فهذه القصة تدلُّ دلالة واضحة على أن الاتحاد والائتلاف والوئام يسبِّب خيبة الأعداء، وما ينالون إلا الخسران، ويرجعون صفر الأيدي؛ لأن الحمامة المطوَّقة والجرذ، والظبي، والغراب، بتواصلهم وتعاضدهم تغلَّبوا على قانص ينتاب إلى أرضهم سكاوند لصيدهم، لكنهم بمودَّتهم وثبات قلبهم، واستمناعهم بعضهم ببعض، تغلبوا على إنسان قد أعطي العقل والفهم، وألهم الخير والشر، فهو أحرى بهذا التواصل والتعاضد فيما بينه وبين بني جنسه.


4- ومادة الكتاب تمتلئ تمامًا بالحِكَم والأمثال التي تعتبر خلاصةَ آراء الفلاسفة وتجارب الشعوب القديمة، ويمكن للقارئ بسهولة أن يجد في كل زمان ومكان انعكاساتها الواضحة على حياته وعصره، كما ترى في المثال قبله من الأمثال والحكم عددًا كبيرًا.


5- علاوة على ذلك، إن هذا الكتاب يُمجِّد الفضائل الأساسية؛ كالوفاء، والكرم، والشجاعة، والعفَّة، وغير ذلك، ويدين الرذائل والشرور في شتى مظاهرها، ومن هنا صلح أن يستخدم هذا الكتاب كوسيلة جيدة من وسائل تهذيب أخلاق النشء وتربيته في مختلف العصور.


إلى ذلك نقدِّم مثالًا هنا، يدعو كليلة دمنة إلى التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل:

"إن الخب والخديعة ربما كان صاحبها هو المغبون، وإنك يا دمنةُ جامعٌ للخب والخديعة والفجور، وإني أخشى عليك ثمرة عملك، مع أنك لست بناجٍ من العقوبة؛ لأنك ذو لونينِ ولسانين، وإنما عذوبة ماء الأنهار ما لم تبلغ إلى البحار، وصلاح أهل البيت ما لم يكن فيهم المفسد، وإنه لا شيء أشبه بك من الحية ذات اللسانين التي فيها السم، قد يجري من لسانك كَسُمِّها، وإني لم أزل لذلك السم من لسانك خائفًا، ولما يحل بك متوقعًا، والمفسدُ بين الإخوان والأصحاب كالحيَّة يربِّيها الرجل ويُطعِمها ويمسحها ويكرمها، ثم لا يكون له منها غير اللدغ، وقد يقال: الزم ذا العقل وذا الكرم، واسترسل إليهما، وإياك ومفارقتهما؛ واصحب الصاحب إذا كان عاقلًا كريمًا أو عاقلًا غير كريم؛ فالعاقل الكريم كاملٌ، والعاقل غير الكريم اصحبه وإن كان غير محمود الخَليقة، واحذر من سوء أخلاقه وانتفع بعقله، والكريم غير العاقل الزمه ولا تدع مواصلته، وإن كنت لا تحمد عقله، وانتفع بكرمه، وانفعه بعقلك، والفرار كل الفرار من اللئيم الأحمق، وإني بالفرار منك لجديرٌ، وكيف يرجو إخوانك عندك كرمًا وودًّا، وقد صنعتَ بملكك الذي أكرمك وشرفك ما صنعت؟"[3].


فأول قصة من الكتاب التي تُعرف بـ"باب الأسد والثور" تستغرق نصف الكتاب، وهو يوحي إلينا أن المكر والخديعة مرتعه وخيم؛ لأن دمنة لَمَّا رأى من مكانة الثور عند السلطان حاول أن يذلَّه ويخزيه ويهينه، فمكر لذلك، ونسج الحيل، ولم يحالفه النجاح في مكره وخديعته، فبلغ أخيرًا إلى عاقبة وخيمة، فقُتل في حبسه أشنع قِتلة.


6- الكتاب عامةً يصور بيئةَ الملوك والحكام والحاشية المحيطة بهم، ومن المعروف أن هذه البيئة تستهوي مزاج العامَّة، وتستميل قلوب الجماهير.

نقدم هنا مثالًا للعقل والفهم؛ لأن مَن يستخدم العقل والفهم يتغلَّب بذلك على ألد أعدائه، كما كان ذلك في قصة البوم والغربان.


كان في جبلٍ من الجبال شجرةٌ من شجر الدوح، فيها وكر ألف الغراب، وعليهن والٍ من أنفسهن، فخرج مَلِك البوم لبعض غدواته وروحاته، وفي نفس الملك العداوةُ لمَلِك الغربان، فأغار ملكُ البوم على الغربان في أوكارها، فقتَل وسبى منها خلقًا كثيرًا، فاجتمعوا إلى ملكِهم للمشاورة، فقلن له: قد علمتَ ما لقينا الليلة من ملك البوم، وما منا إلا مَن أصبح قتيلًا، أو جريحًا، أو مكسور الجناح، أو منتوف الريش، أو مقطوف الذَّنَب...، فإنما نحن لك، ولك الرأي أيها الملك، فقدم من الغربان أحد مَن اعترف لهن بحسن الرأي...، وأما القتال، فقد علمت رأيي فيه، وكراهتي له، ولكن عندي من الرأي والحيلة ما يكون فيه الفرج إن شاء الله...، إني أريد من الملك أن ينقرني على رؤوس الأشهاد، وينتف ريشي وذنبي، ثم يطرحني في أصل هذه الشجرة، ويرتحل الملك هو وجنوده إلى مكان كذا، فأرجو أن أطَّلع على أحوالهم، ومواضع تحصينهم وأبوابهم فأخادعهم وآتي إليكم لنهجم عليهم، وننال غرضنا إن شاء الله...، ففعل الملك بالغراب ما ذكر، ثم ارتحل عنه، فجعل الغراب يئن ويهمس حتى رأَتْه البوم وسمعته يئن، فأخبرن ملكهن بذلك، فقصد نحوه ليسأله عن الغربان، فلما دنا منه أمر بومًا أن يسأله، فقال له: من أنت؟ وأين الغربان؟ فقال: أما اسمي، ففلان، وأما ما سألتني عنه، فإني أحسبك ترى أن حالي حال مَن لا يعلم الأسرار، فقيل لملك البوم: هذا وزير ملك الغربان وصاحب رأيه، فنسأله بأي ذنب صنع به ما صنع؟ فسئل الغراب عن أمره، فقال: إن ملكنا استشار جماعتنا فيكنَّ، وكنت يومئذٍ بمحضرٍ من الأمر، فقال: أيها الغربان، ما ترون في ذلك؟ فقلت: أيها الملك، لا طاقة لنا بقتال البوم؛ لأنهن أشد بطشًا، وأحدُّ قلبًا منَّا، ولكن أرى أن نلتمس الصلح، ثم نبذل الفِدية في ذلك، فإن قبِلَت البوم ذلك منَّا، وإلا...، فالصلح أفضل من الخصومة، وأمرتهنَّ بالرجوع عن الحرب، وضربت لهن الأمثال في ذلك، وقلت لهن: إن العدوَّ الشديد لا يردُّ بأسه وغضبه مثل الخضوع له، فعصينني في ذلك وزعمن أنهن يردن القتال واتهمنني فيما قلت، وقلن: إنك قد مالأت البوم علينا، ورددنَ قولي ونصيحتي، وعذبنني بهذا العذاب، وتركني الملك وجنوده وارتحل، ولا علم لي بهن بعد ذلك، فلما سمع ملك البوم مقالة الغراب قال لبعض وزرائه: ما تقول في الغراب؟ وما ترى فيه؟ قال: ما أرى إلا المعاجلة له بالقتل...، وأشار الباقون بالرحمة، والاستبقاء والصفح عنه...، فأمر الملك بالغراب أن يحمل إلى منازل البوم ويكرم وتستوصى به خيرًا...، فلم يلتفت ملك البوم إلى وزيره الأول الذي أشار بقتله، ورفق بالغراب، ولم يزد له إلا إكرامًا، حتى إذا طاب عيشه، ونبت ريشه، واطلع على ما أراد أن يطلع عليه، فأتى أصحابه بما رأى وسمع...، وقال: إن البوم بمكان كذا في جبل كثير الحطب، وفي ذلك الموضع قطيع من الغنم مع رجل راعٍ، ونحن مصيبون هناك نارًا، ونلقيها في أنقاب البوم، ونقذف عليها من يابس الحطب ونتراوح عليها ضربًا بأجنحتنا حتى تضرم النار في الحطب، فمن خرج منهن احترق، ومن لم يخرج مات بالدخان موضعه، ففعل الغربان ذلك، فأهلكن البوم قاطبةً، ورجعن إلى منازلهن سالمات آمنات[4].


فعلم من هذه القصة أن المخلوق الضعيف بعقله وذكائه وحيلته ومكره يتغلب على الجنود الكثيرة من ذوي البأس والنجدة والعَدد والعُدَّة.


7- إن مترجمه الذكي ابن المقفع قد كساه في طابع ديني واضح جدًّا في لغته العربية التي تشيع فيه ألفاظ الرضا بالمقدور، وأحوال الدين والدنيا، والآخرة والأولى، وهذا في رأينا ما جعل الكتاب يدخل بسرعة في بناء الثقافة الإسلامية، ويصبح على الرغم من أصله الأجنبي مَعْلمًا للثقافة الدينية.


هذه العبارة تشير إلى ما أعطاه المترجم طابعًا دينيًّا، وصبغه في الصبغة المذهبية:

"إن القضاء إذا نزل صرف العيون عن موضع الشيء، وغشَّى البصر، وإنما صرف القضاء أعيننا عن الشرك، ولم يصرفها عن هذا الكنز، فاحتفرت واستخرجت البرنية وهي مملوءة دنانير، فدعوت لهما بالعافية، وقلت لهما: الحمد لله الذي علَّمكما ما لم تعلما، وأنتما تطيرانِ في السماء، وأخبرتما ما تحت الأرض، قالا لي: أيها العاقل، أمَا تعلم أن القَدَر غالب على كل شيء، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزه، وأنا أخبر الملك بذلك رأيته، فإن أمر الملك أتيته بالمال فأودعته في خزائنه، فقال الملك: ذلك لك، وموفَّر عليك"[5].


أغراض تأليف الكتاب ومقاصده في ضوء مقدمة ابن المقفع:

إلى هذه الأغراض والغايات والمقاصد والخصائص لهذا الكتاب يشير ابن المقفع؛ لأن المترجِم بعد مؤلف أي كتاب يعي جيدًا أهمية الكتاب ويدري مكانته وخصائصه؛ لأنه لا يقدم على ترجمة أي كتاب إلا بعد أن يكون قد أدرك قيمة الكتاب في اللغة الأم، وهو بنفسه يصرح إلى هذه الغايات والأهداف والخصائص لهذا الكتاب التي أثارته إلى ترجمته، ونقله إلى العربية:

فقد أشار إلى كثير من الأشياء التي تسبَّبت في اختياره إلى ترجمة الكتاب، وهو ينبه القارئ لكي يستفيد بالكتاب حق الاستفادة، نقدم إلى ما وصل إليه ابن المقع من المقاصد والأهداف في النقاط التالية:

1- يقول في موضع مشيرًا إلى سبب وضع العلماء الهنود مثل هذا الكتاب:

هذا كتاب كلية ودمنة، وهو مما وضعه علماء الهند من الأمثال والأحاديث التي ألهموا أن يدخلوا فيها أبلغ ما وجدوا من القول في النحو الذي أرادوا[6].


2- وهو يُوضِّح مضمون الكتاب الأصلي، ويصرح بأنه يتمثل في "الحكمة"، وقد عرضها صاحب الكتاب بحيث يجذب الخاصة والعامة على السواء؛ "فاختاره الحكماء لحكمته، والسفهاء لِلَهْوِه، وبالنسبة إلى المتعلم الناشئ، فإنه يتقبله في البداية بسهولة، لكنه عندما يكبَرُ وينضج يدرك أنه يمتلك بالفعل كنزًا من كنوز الحكمة، فأغناه ما أشرف عليه من الحكمة، عن الحاجة إلى غيرها من وجوه الأدب"[7].


3- وكذلك يدعو ابن المقع قارئ الكتاب إلى التفكر والتدبر في مقاصد الكتاب، التي لأجله تم وضع الكتاب على ألسنة الحيوانات والطيور، فيقول: "ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له، وإلى أي غاية جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم، وأضافه إلى غير مفصح، وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالًا؛ فإن قارئه متى لم يفعل ذلك، لم يدرِ ما أُريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرة يجتني منها، ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه الكتاب، وإنه وإن كان غايته استتمام قراءته إلى آخره، دون معرفة ما يقرأ منه، لم يَعُدْ عليه شيء يرجع إليه نفعه"[8].


4- ويتبين أن المقصود هو المضمون من كتاب كليلة ودمنة، وأن الشكل بالتالي ما هو إلا وسيلة لتوصيل هذا المضمون إلى القراء، يقول ابن المقفع: "وقد ينبغي للناظر في كتابنا هذا ألا تكون غايته التصفح لتزاويقه، بل يشرف على ما يتضمن من الأمثال، حتى ينتهي منه، ويقف عند كل مَثَل وكلمة، ويعمل فيه رويته"[9].


5- ثم بعد ذلك مما يؤكِّد عليه ابن المقفع ويدعو القارئ بعد أن يدرك مقاصد الكتاب وأغراضه الأساسية أن يُطبِّقها في حياته العملية؛ لأن العلم لا يتم إلا بالعمل، وهذا هو مفهوم الحكمة عند الفلاسفة والمفكرين، فيقول:

"إن العاقل إذا فهِم هذا الكتاب وبلغ نهاية علمه فيه، ينبغي له أن يعمل بما علم منه لينتفع به، ويجعله مثالًا لا يحيد عنه"[10].

 

وهو يشير إلى أهمية العمل مع العلم هكذا:

"وأقل الناس عذرًا في اجتناب محمود الأفعال وارتكاب مذمومها - مَن أبصر ذلك وميَّزه، وعرف فضل بعضه على بعض، كما أنه لو أن رجلينِ أحدهما بصيرٌ والآخر أعمى، ساقهما الأجل إلى حفرة فوقعا فيها، كانا إذا صارا في قاعها بمنزلةٍ واحدةٍ، غير أن البصير أقل عذرًا عند الناس من الضرير؛ إذ كانت له عينان يبصر بهما، وذاك بما صار إليه جاهل غير عارف"[11].

 

ويقول أيضًا:

"وعلى العالم أن يبدأَ بنفسه ويؤدِّبها بعلمه، ولا تكون غايته اقتناءه العلم لمعاونة غيره، ويكون كالعينِ التي يشرب منها الناس ماءها، وليس لها في ذلك شيءٌ من المنفعة، وكدودةِ القز التي تحكم صنعته ولا تنتفع به، فينبغي لمن يطلب العلم أن يبدأ بعِظَة نفسه، ثم عليه بعد ذلك أن يقبسه"[12].


ولأهمية الكتاب وما يحتويه من خصائص وميزات وغايات وأهداف، فقد لقي رواجًا كبيرًا في الأوساط العلمية عبر المعمورة، فقد أدخلت حكاياته في المقررات الدراسية في الجامعات العربية والمدارس الإسلامية في الهند وخارجها من البلاد، وقراءة هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا يجعل القارئ بارعًا ونابغًا في اللغة العربية.



[1] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 139 - 140، دار المسيرة، بيروت.

[2] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 185 - 186، دار المسيرة، بيروت.

[3] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 149، دار المسيرة، بيروت.

[4] ابن المقفع، كليلة ودمنة: تلخيص القصة الطويلة من 192 إلى 217، دار المسيرة، بيروت.

[5] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 285، دار المسيرة، بيروت.

[6] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 65، دار المسيرة، بيروت.

[7] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 66، دار المسيرة، بيروت.

[8] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 66، دار المسيرة، بيروت.

[9] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 66، دار المسيرة، بيروت.

[10] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 69، دار المسيرة، بيروت.

[11] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 69، دار المسيرة، بيروت.

[12] ابن المقفع، كليلة ودمنة: 69، دار المسيرة، بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خدمات دائرة المعارف العثمانية بالتركيز على "الفهرس الوصفي"

مختارات من الشبكة

  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • هذا كتابي فليرني أحدكم كتابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة الأصول في النحو(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الصيام من كتاب العمدة في الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي (600 هـ) (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • كتاب: النظرية الجمالية في العروض عند المعري ـــ دراسة حجاجية في كتاب "الصاهل والشاحج" للناقدة نعيمة الواجيدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إتحاف العباد بشرح كتاب الزاد: شرح كتاب الصلاة إلى باب الأذان والإقامة من زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضاء الأرب من كتاب زهير بن حرب: شرح كتاب العلم لأبي خيثمة (الجزء الثاني) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قضاء الأرب من كتاب زهير بن حرب: شرح كتاب العلم لأبي خيثمة (الجزء الأول) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) في كتابي: (الشهادات والدعاوى)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • إجماعات ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع) في كتاب: (الصلاة) جمعا ودراسة(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب