• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكنايات التي نحيا بها
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

طفلة في غرفة الولادة

طفلة في غرفة الولادة
د. زهرة وهيب خدرج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/12/2016 ميلادي - 21/3/1438 هجري

الزيارات: 4966

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طفلة في غرفة الولادة


كانت تنشغل بعبثِها الطفولي في غرفتِها المسكونة ببرد الشتاء وبرد العاطفة، حينما أخذت تهاجم بطنَها وأسفلَ ظهرِها آلامٌ لم تعتَدْها، ربما تكون نوعًا من التقلُّصات أو هي لا تدري تحديدًا، كما لا تدري كيف بدأت؟ أو إلى أين ستذهب بها؟


ومن دون الكثير من الاستيضاح والتفسير، كانت تصعد الدَّرَج المؤدي إلى قسم الولادة، ترافقها سيدتان؛ تحمل إحداهما حقيبةً قُماشية متوسطةَ الحجم، بينما تُمسِكها الأخرى من ذراعها، جسدُها الصغير يتألَّم قسْرًا، وتعتصر قَسَماتُ وجهها تحت وطأتها، فتنطلق تأوُّهاتُها رغمًا عنها معبِّرة عما يدور داخل هذا الجسد الغضِّ، تتوقف للحظاتٍ، تلتقط صبرَها؛ لتتابع سيرها تحت عبارات الحثِّ التي تُطلِقها المرأتان.

 

كانت طفلةً لم تتوقَّفْ عن ممارسة طقوس براءتها بعد، أقصِد: امرأة يتكوَّر بطنُها أمامها معلنًا للملأ بأنها قريبًا ستغدو أمًّا.

 

طفلةٌ كبِرت قبل أوانِها، أو هكذا أراد لها مَن حولها تحت حُجَّة أنها ستعتاد عما قريب حياةَ الزوجية.

 

أشارت الممرضةُ إلى بابِ غرفةٍ رماديِّ اللون، ولَجَتْ (سجى) من خلاله، وتلقَّت السيدتان أمرًا بالانتظار في الخارج، خَطَتْ ببطءٍ نحو سَرِيرٍ أوصلتْها القابلةُ إليه، وانبعث الخوف ينهَش قلبَها، عندما شاهدت الأجهزةَ الغريبة تحيط بها من كل جانب، ورائحة نفَّاذة لم تعتَدْها من قبل تعبَق بالمكان، ومقصَّاتٍ وملاقطَ وأدوات طبيَّة أخرى صغيرة الحجم لم تشاهد في حياتها قطُّ مثلها، جعلتها تشعر بأن هذا ليس إلا مسلخًا اقتِيدت له رغمًا عنها، سألت نفسها: "ماذا تُراهم سيفعلون بي هنا؟ هل سيستعملون هذه الأدوات والمقصات معي؟ ماذا عليَّ أن أفعل لأحميَ نفسي من الآلام القادمة ومن أدواتهم؟ أأهرُب من هنا؟ ولكن إلى أين؟ وماذا أفعل بآلامي هذه التي تزداد وتكاد تمزِّق ظهري وبطني؟"، أخذت تبكي وتصرخ: "ساعدني يا ألله، ليس لي سواك هنا، أنا خائفة يا رب!".

 

جاءها الأمرُ بالاستلقاء على السرير، ثم وُضِع قرصٌ سميك داكن اللون على بطنها، ثُبِّت بشَريط مطاطي يلتفُّ حول وسطها، أخذ الجهازُ الذي يتصل به القرص يُصدِر صوتًا سريعًا ومنتظمًا، قالت القابلة عابسة الوجه عنه بأنه صوتُ نبض الجنين.

 

كانت التقلصات في بطنها تزداد وتيرةً وحِدَّةً؛ فلا تكاد ترتاح من واحدة، حتى تلحَقَها أخرى تجعل بطنها يغدو شديدَ الصلابة كأنه حجر، وأخذت تخوض معركة من نوع جديد؛ بدأت بانتزاع ما يستر عورتَها، وأيدٍ ترتدي قُفَّازات طبية تعبث بها، سائل دافئ اندفع فجأة بكمية كبيرة أشعرها بالبلل والدِّفء، ودفع قوي من الداخل، وببرودةِ أعصابٍ قالت القابلة: "ما شاء الله، الولادة باتت قريبة، التوسع 7 سنتيمترات، أدخلي الهواء إلى رئتيكِ بعمق من أنفك، وأخرجيه بهدوء من فمك وكأنك تُطفئين شمعةً خلال الانقباضات"، وطلبت منها أن تلتف وتبقى على جانبها الأيسر.

 

رجتْها (سجى) أن تُدخِل إليها والدتَها، رفضت القابلةُ رفضًا قاطعًا قائلة: "ممنوعٌ دخولُ أي شخص هنا سوى النساء اللاتي يتلقين الخدمة الطبية، وأفراد الطاقم الطبي؛ منعًا لانتقال أي عدوى".

 

اقتربت الانقباضات من بعضها، حتى كادت تصل مدةُ كلٍّ منها إلى ما يزيد عن دقيقة بمعدل أربعة انقباضات خلال عشر دقائق، كانت الآلام تبدأ من ظهرها، ثم تنتشر في بطنها من الأعلى، ثم تمتد إلى الجزء الأسفل من البطن، شعرت وكأن شيئًا يدفع الطفلَ داخل رحِمِها إلى الأسفل، وكأنه يهم بالخروج، صرخت (سجى): "أرجوك أشعر بشيء يضغط للأسفل يؤلمني، يكاد يخرج مني، يبدو أنني سأموت، روحي سوف تخرج!"، حضر الطبيب ومعه قابلتان، وعادت القفازات الطبية مرة أخرى تعبث بجسدها، قال الطبيب بصوت مرتفع وحازم: "ادفعي للأسفل، هيا ادفعي، قبل أن ينتهيَ الانقباض، احبسي النَّفَس داخل صدرك، وادفعي للخارج".

 

دفعت قليلًا، الألم يكاد يفتِك بها، صرخت: "سأموت سأموت!".

رد الطبيب بحِدَّة: "بل ستلدين، هيا ساعديني لترتاحي، ادفعي إلى الأسفل".

أرادت أن تنهض عن السَّرير لتولِّيَ هاربة؛ علَّها ترتاح ممَّا هي فيه؛ ولكن أنَّى لها ذلك؟ فقد وجدت نفسها عاجزة تمامًا، اجتاحتْها رغبةٌ في الموت والبكاء، أخذت تقول: "سامحكِ الله يا أمي، لمْ تقولي لي بأن هذا سيحدث معي، لماذا لم تئديني وأنا وليدةٌ لا أعرف الحياة؛ لتريحيني من هذا العذاب؟".

صرخ بها الطبيب مرة أخرى: "هيا ساعدني، سيغدو الجنين في خطر".

 

• ناوليني إبرةَ المخدِّر.

• ماذا ستفعل بي؟

• لا تخافي، فقط ادفعي للأسفل، هيا هيا، حسنًا، هذا جيد.

• أعطِني المقص.

• هل ستجرحني؟

• قلت لك: ادفعي للأسفل!

• آه آه آه آه ماذا فعلت بي؟

• هيا ادفعي، هيا هيا، ها قد خرج الرأسُ، هيا هيا.

• أكاد أموت، ماذا تفعلون بي؟ آه آه آه آه كفى كفى.

 

انطلق صوتُ طفلٍ وليدٍ يملأ الغرفة بكاءً.

• الحمد لله على سلامتكِ، انظري، هذا طفلُك، ضمِّيه إلى صدرك.

 

شعرت بخوف لم تعهَدْه، ما أصغر هذا الطفل! لماذا يُغمِض عينيه؟ هل كل الأطفال هكذا؟ هل هو طفل طبيعي؟

• أرجوكِ، أنزلي ساقيَّ، أريد أن أرتاح، ساقي تشنَّجت.

• سنفعل ذلك بعد أن تخرجَ المشيمة.

• ماذا؟ ألم أنتهِ بعدُ؟ هل بقي هناك مزيدٌ من الألم؟

• ستخرج المشيمة خلال دقائق، لن يكون خروجُها مؤلمًا كما الطفل.

 

شعرتْ بشيء ثقيل يضغط على أسفل بطنها.

• هيا، القليلُ من الدفع، المشيمةُ تكاد تخرج، حمدًا لله على سلامتك.

• أرجوكِ، أدخِلي أمي، أريد أن أراها.

• لم ننتهِ بعد، اصبري قليلًا.

• ماذا بقي أيضًا؟

• يجب أن نخيط الجرح.

• أي جرح تقصدين؟

• هو جرح صغير، أحدثه الطبيبُ قرب فتحة الولادة؛ ليتيح للطفل مساحةً أوسع ليخرجَ منها.

• يا إلهي، متى سينتهي هذا الكابوسُ المرعب؟!

 

انتهى الطبيب من خياطة الجرح، الذي وجدتْ فيه جرعةً إضافية من العذاب تلقَّتها قبل أن تغادرَ مركز التعذيب هذا.

 

تركت تجرِبة الولادة في نفسها أثرًا سيئًا يصعُب محوُه؛ فالمعاناة لم تنتهِ بانتهاء الولادة؛ فالجرح لم يسمحْ لها بحرية الحركة والجلوس من دون ألم ما يقرُب من ثلاثة أسابيع، وتبِعه ألمُ تشقُّقِ الحَلَمات ونزفها، الذي سبَّبه إرضاعُ الصغير الباكي الذي لم يكن يُسكِته شيءٌ سوى التقام حلمةِ ثديها المجروحة، ناهيك عن الكثير من الآلام النفسية التي رافقت هذه التجربة الصعبة على طفلة غَضَّة.

 

كانت مشاعرُ الأمومة تجيش داخل صدرها؛ حبًّا وتعلُّقًا بهذا الصغير، إلا أنها لم تتقنْ أداءَ الدور المطلوب منها كما ينبغي لها؛ فبعد شهرين من الولادة، أرضعت صغيرَها عند منتصف الليل، وتركته ينام على ظهره إلى جانبها، وغطَّتْه بعدة أغطية سميكة؛ خوفًا عليه من البرد، استيقظت بعد أذان الفجر لتطمئنَّ عليه، فإذا به باردُ الجسد فاقد الحركة، حاولت إيقاظَه؛ ولكن.... صرخت وبكت، وكطفلة صغيرة بحثت عن حضن تلوذ به من الخوف الذي أخذ يمضُغ شجاعتَها، لم تجد أحدًا، أصابعُ الاتهام وُجِّهت إليها: أنتِ مهملة، أنت أمٌّ فاشلة، جهلك سبَّب لنا المصائب.... إلخ.

 

لطَّخت فمَها بشتيمة الصمت، وكبتت حزنها في أروقة صدرها، ولم تدافع عن نفسها بصوتها؛ بل راحت تردم جراحَ قلبها بحروف تخطُّها بيمينها تغدو كلماتٍ تُبكي مَن يُجيد قراءةَ ما بين السطور؛ علَّها تُبعثِر حزنَها المكبوتَ في ثنايا السحاب وخلف الضباب؛ لتهدأَ الروح التي تسكن صدرَها، فتستعيد عافيتها وطفولتها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غربان الليل
  • في وحل "الجوكر"

مختارات من الشبكة

  • غرفة النوم طريق للسعادة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القيم المستفادة من قصص الأطفال للكاتب "السيد إبراهيم"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • هل أطفال هذا الزمان أسوأ من غيرهم؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تخريج حديث: وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقصيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال للجمزوري (المتوفى سنة 1227 هـ) ومعه منظومة تحفة الأطفال (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الأطفال يلعبون (قصيدة للأطفال)‏(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • همم الرجال في شرح تحفة الأطفال ويليه منظومة تحفة الأطفال للإمام سليمان الجمزوري رحمه الله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • متن تحفة الأطفال المسمى تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن للشيخ سليمان بن حسين الجمزوري(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أوكرانيا: مبادرة من مسلمي القرم لمساعدة أطفال وأسر السجناء(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تطوير الأثاث واللوحات الحائطية الداخلية والخارجية للإذاعة المدرسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب