• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    رفع الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    أحوال إعراب الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الواو الداخلة على الجملة الوصفية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    واسطة العقد
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    أدوات جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    قصيدة عن الصلاة
    أ. محمود مفلح
  •  
    ارتباط الجملة الحالية بالواو دون المفردة
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن محمدا رسول الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    سقاك الغيث (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الكتابة الأدبية
    أسامة طبش
  •  
    مشية طفلة (مقطوعة شعرية)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    نواصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان القياس على
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الأدب والنماذج العالية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    نصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

جدي (قصة قصيرة)

جدي (قصة قصيرة)
طارق البرغوثي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2016 ميلادي - 14/6/1437 هجري

الزيارات: 41742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جدي

 

في قرية صغيرة على الساحل الفلسطيني، في قرية حالمة وادعة حيث جمال الطبيعة الساحر، كان مَولدي، كان إذا صدح المؤذن إيذانًا بفجر جديد، توضَّأ جدي ثم دَلَفنا إلى المسجد، كنت أرى الغَمام وكأنه يمشي في حَضرة جدي، نصلي حتى يتعالى النهار، ثم نقطع المسافات بين الجبال؛ حيث حقلُ جدي.

 

كان يُمسك الفأس وكأنه قلم يَحفِر صفحة الأرض، ثم يأتي بالبِذار يغرسها في قلب الأرض، ثم يُداعب حبات الرمال ويتعاهد الغَرْس وكأنها من أفراد عائلته، كان يتعاهدني جدي كما يتعاهد غَرْسه، فكان يُعلِّمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب، كان يقول لي: إن شجرة الزيتون فيها صَلابة الفلسطيني، فيها عمق التاريخ، إذا قرأت الأرض وحافظت عليها، أتى العلم تباعًا، كان عندما يتحدث عن التاريخ أشعر بأنَّ المستقبل حديقةُ ورود يَفرُشها جدي بأنامله، ويسقيها بدموع عينيه، لم أطرَب لشِعرٍ كشِعر جدي، ولم أنتشِ بنثرٍ كنَثْرِه!

 

في المساء نودِّع الحقول، يغتسل الماءُ بجسد جدي، ثم يأوي إلى كهفه، تجلس جدَّتي بين يدي جدي، يُضاحكها وتضاحكه كطفلين يتعلمان الغرام في سِنِيهم الأولى، يَرتشف قهوته المسائية ثم يعتكف مع كتبه، بعد صلاة العشاء كان يجلس للدرس في مسجد الحي، يتحلَّق الناس حوله، فإذا رأيتَ القمر ومِن حوله الكواكب، وإذا سمعتَ الدر يتناثر، حسبتَ أنك في حضرة الملائكة، في حلقة ذكر أو تسبيح.

 

كان جدي طويلًا، أزهرَ، وضيءَ الوجه، سبحان من جعله مهوى القلوب، يَبحث الناس عن مجلسه؛ فهو حلو الحديث، صادق اللهجة، حَسَن المعشر، سَمح الخلائق، تجمَّع فيه ما تفرَّق في غيره من حَسَن الصفات وجميل المكرمات.

 

عندما دخل الصهاينة فلسطين، أصاب جدي مرضٌ خطير، فأقعدَه المرض وظن الناس أن جدي يودِّع الحياة، قال الناس حينها: إن الشيخ لم يتحمَّل دخول اليهود فلسطين، كان يقول لي: عليك أن تذهب يا ولدي إلى الحقل، لا يُترَك الحقلُ وحيدًا.

 

بدأ جدي يتعافى، لم تقل له جَدَّتي ما حدث في مرضه؛ خوفًا على صحته!

 

في أحد الصباحات الباردة، صلَّيْتُ أنا وجَدِّي الفجر، ثم بدأنا نُغِذُّ السير حيث حقل جدي، وهناك كانت المصيبة عندما رأى جدي حقلَه وقد أصبح يَبابًا؛ فقد ذَرَعَته جرارات الصهاينة ذَهابًا وإيابًا، وقطَّعت أشجار الزيتون، تلك الأشجار الموغلة في القِدَم، تلك الأشجار الضاربة في أعماق التاريخ، تلك الأشجار التي وَرِثها كما يرث الإنسانُ العلمَ عن شيوخه، أو يرث أغلى ما يَملِك؛ فيصبح الماضي حاضرًا، ويُسلِّم الأجداد الرايةَ للأحفاد، رأى كل ذلك يَبابًا أمام ناظرَيْه، ويا لعِظَم المُصاب، ويا لسُمو قامات الرجال حينما يَلهجون بالحمد على عظيم مُصاب!

 

قَفَلْنا راجعين، قالت لي جدتي يومها: لقد وارى جدك كثيرًا من أقربائه بيدَيْه الثرى، حتى إنه وارى أخاه، وقد كان تِربَه ورفيق دَرْبه، ولم تَنِدَّ دمعةٌ واحدة من عينيه، ولكن كم كان ألمُه على أشجار الزيتون، فقد كان يرى فيها شموخَه وشموخ أجداده، وكأنه اليوم يشعر وكأن ظهره انحنى، وانكشف جسمه للريح، إن جدك يا بني جبل، إن جدك يا بني جبل.

 

جاء المساء ثقيلًا، خرج جدي من كهفه يُرتل آيات الصبر، ويُعزي روحه التي ثقلت، ويرفع ظهره، ويَشمَخ برأسه، استند إلى سارية المسجد، صَدَح المؤذن: الله أكبر الله أكبر، في لحظات الوهن يُعيدنا هذا النداءُ العُلْوي السَّرْمَدي إلى أنفسنا، فترتدُّ الروح إلى الجسد، ويعود الإيمان وكأنه طازج، وكأن التكبير يتنزل بلسمًا شافيًا، يمسح جراحاتنا، ويواسي آلامنا.

 

الله أكبر الله أكبر، فإذا كان الباطل يصول ويَشمَخ، وإذا كان الحق يضمحل ويترنَّح، فهي إرادة الله، وليس لنا إلا أن نُكبِر هذه الإرادة، وإرادة الله في العقبى للباطل أن يَزهَق، وللحق أن يَظهر.

 

جلس جدي عقب الصلاة للدرس كما اعتاد الناس، بدأت الأعناق تَشرئِب، تريد أن تسمع ما سيقول رجلٌ مكلوم، شَمَخَ جدي برأسه، وقدم كَلْكَلَه، وأخذ الهواء فجعله في رئتَيْه، ثم مسح بنظراته الوجوه، وأطرق هُنَيْهةً وقد أغرى السامعين صمتُه، فشقَّ الصمتَ بسيف الحمد والثناء على الله، ثم قال: لقد علَّمني والدي: أن الله ربما أعطاكَ فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفَهم في المنع، صار المنعُ عينَ العطاء.

 

وتعلَّمتُ قبلها من رسول الله أن ما أصابك لم يكن ليخطِئَك، وما أخطأك لم يكن ليصيبَك، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا، وأن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف.

 

ضج المسجد بالإكبار بصبر جدي وتجلُّده، وأخذوا يعانقونه، وأخذ هو يواسيهم ويربت على أكتافهم.

 

خرجنا وجدي يُمسك بيدي، نظرت إلى وجهه كأنه غَيْمة مثقلة بالبكاء، ولكن صَحْو روحه وكبرياء نفسه تمنع المطر من الانهمار!

 

هجم الليل، والليل يهيج المحزون، فأقام جدي ليلَه بالصلاة والدعاء والاستغفار، غَفَتْ عينُه على القذى، وقلبه على الجراح، نهض من نومه فَزِعًا كأن الرؤيا تطارده، جاءت جدتي فَزِعةً تمسح جبينه، ربت على كَتِفها، لبس عباءته واعتمر طاقيته، وأخذ يعدو في الشارع كأنه يُطارِد أحدهم، فعَدَوت أنا وجدتي خلفه، حتى وصل إلى مكتبته حيث كتبه التي عاش معها سنينَ بين قارئ ومؤلف، وجاءت سَكْرة الرؤيا بالحق عندما وجد النار تلتهم مِداد قلبه، وجنود الاحتلال يُعربدون على حروف النور، ويطؤون بأرجلهم شَغافَ قلبه!

 

بدأ جدي يُطفئ النيران بجسده العاري وبكفَّيْه، ويأخذ بعض كتبه، وما بين مشادة بينه وبين الجنود وإذا بطلقة تخترق صدره، جثا حينها على ركبتَيْه وخارت قواه! هي المرة الأولى التي أرى فيها جدي يجثو على ركبتيه، إلا ما كان منه في الصلاة، كان دائمًا يقول لي: نحن لا نركع، نظل كأشجار الزيتون؛ نموت واقفين ولا نركع! جثا جدي على ركبتَيْه، ثم انحنى والدم يثعب من جسمه، سندتُه بيديَّ الصغيرتين، وقال لي وكأنه يوصي بأغلى ما يملك: المحتل عدوُّه العلمُ والعمل والإخلاص، فإذا أردتَ أن تكون نِدًّا، فعليك بهذه الثلاثة، ولا تنسَ الأرض وأشجار الزيتون، جاءت جدتي تصرخ: وامصيبتاه وامصيبتاه! قال لها وهو في النزع الأخير: لا تقولي: وامصيبتاه، بل قولي: إلى جنة عرضها السموات والأرض مَثْواه، ثم تشهَّدَ وابتسم، فطَبَعَتْ جدتي قُبلَتَها الأخيرة على جبهته العريضة.

 

غادرَنَا جدي، ولكنه ما يزال يسكن أعماقي، والأرضُ التي عشقها ما تزال تسكن وِجداني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وجه ضامر صغير (قصة قصيرة)
  • أشرف عشيري (الرجل العصامي) (قصة قصيرة)
  • المارد (قصة قصيرة)
  • الخبز آخر المساء (قصة قصيرة)
  • تمام يا أفندم (قصة قصيرة)
  • الشارع (قصة قصيرة)
  • عقور (قصة قصيرة)
  • رحمك الله يا جدي

مختارات من الشبكة

  • لا أجد عملا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لا أجد صديقا حقيقيا(استشارة - الاستشارات)
  • كذبة لا أجد الوقت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لا أجد نفسي في تخصصي العلمي(استشارة - الاستشارات)
  • كيف أجد زوجا مناسبا في مواقع التواصل الاجتماعي(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير آية: قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • أريد الزواج ولم أجد عربية مسلمة(استشارة - الاستشارات)
  • لم أجد وظيفة فماذا أفعل؟(استشارة - الاستشارات)
  • يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- يغتسل الماء
احمد طايل - Saudi Arabia 23/06/2022 01:49 PM

يغتسل الماء بجسد جدي ...
يا لها من صورة!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب