التدريب عن بعد كمدخل لتأهيل وتنمية الموارد البشرية

ملخص الرسالة

التدريب عن بعد

كمدخل لتأهيل وتنمية الموارد البشرية

دراسة ميدانية على منسوبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة

المقدمة

أصبح التعليم عن بعد بجميع مراحله من دبلومات وبكالوريوس وماجستير وحتى الدكتوراه من الأمور التي تهتم بها أعرق الجامعات مع التقدم العلمي الهائل الذي يشهده العالم اليوم خاصة في مجال تقنية المعلومات واتساع آفاق تقنيات التدريب، وذلك من خلال الإفادة من كل أسلوب جديد من شأنه تسريع عملية التعلم الإنساني وتطويره، والتي من أبرزها ما يعرف بالتدريب عن بعد، هذا وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً في تقديم التدريب والتطوير من خلال الإنترنت. وأصبح هناك الكثير من الجامعات الإلكترونية والمؤسسات التدريبية والمراكز التي تقدم هذا النوع من التدريب، إضافة إلى البرامج المتكاملة والشهادات العلمية التي يحصل عليها من يكملون المنهج المقرر.كما تبنته عدة شركات لتدريب الكوادر البشرية لصقل المهارات أو تحديث المعلومات في مجال العمل.

وتوجد أمثلة عديدة للجامعات والشركات ذات العلاقة بهذا النوع من الخدمات التي تقدمها في فصل أدبيات البحث.

ونظراً لتداخل دور التدريب والتأهيل وتكامل دورهما في تنمية وتأهيل الكوادر البشرية، فإن هذه الدراسة تتناول الجانبين معاً كموضوع واحد ومن منظور واحد، وذلك لوحدة وتشابه الأهداف الأساسية لكل منهما.

يتم في هذا البحث التعرف على مصطلحات البحث و عرض الدراسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع أو بعض الجوانب المتعلقة به؛ لتكوين خلفية أكثر وضوحاً ودقةً في تحديد مشكلة الدراسة وأهدافها، وبعدها تم الانتقال إلى عرض مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها وتساؤلات الباحثة التي تخدم أهداف هذه الدراسة، ثم أدبيات الموضوع والتطرق إلى تحليل ومناقشة النتائج التي سيتم جمعها من عينة الدراسة، بالإضافة إلى التوصيات التي قد تساعد على تشجيع المنظمات الحكومية والقوى العاملة الوطنية للإقبال على التدريب عن بعد وتطبيقه، مع تقديم إطار مقترح للتدريب عن بعد لتطوير وتنمية الكوادر البشرية وتأهيلها لشغل الوظائف؛ سواء ممن كانوا في بداية الخدمة أو ممن هم على رأس العمل، اعتماداً على الدراسة النظرية والميدانية و النتائج التي تم التوصل إليها من أجل أن يكون الإطار مبنياً على أساس علمي. وتنتهي هذه الدراسة بمجموعة من التوصيات وبقائمة من المصادر العربية وغير العربية المستخدمة في هذه الدراسة إضافةً إلى الملاحق ذات العلاقة.

الأهداف:

تهدف هذه الدراسة للتعرف على أسلوب التدريب عن بعد كمدخل لتنمية القوى العاملة وتأهيلها من خلال توضيح أهم مفاهيمه ومقومات تطبيقه مع مناقشة الصعوبات التي يمكن أن تحد من إمكان تطبيق هذا الأسلوب التدريبي الحديث بالمملكة، محاولةً للتوصل إلى نموذج عملي للباحثة يعرض خطوات محددة يمكن اتباعها لتطبيق التدريب عن بعد، لتحقيق الغاية المرجوة منه.

ولتحقيق هذه الأهداف تضمن البحث جزأين أحدهما نظري تناولت الباحثة فيه البحوث والدراسات السابقة التي لها علاقة بالموضوع.

أما الجزء الثاني فهو الجزء الميداني والذي تم جمع بياناته باستخدام استمارات الاستبيانات من منسوبات جامعة الملك عبد العزيز بجدة والتي اشتملت الموظفات الإداريات والأكاديميات ممن سبق لهن الاضطلاع بمهام إدارية. وقد تم تحديد حجم مجتمع الدراسة ب (٣٨٤) مفردة، واستخدمت الباحثة في تحليل البيانات المتحصلة عن التطبيق الميداني الأساليب الإحصائية اللازمة عبر استخدام البرنامج الإحصائي (SPSS) وأهم النتائج لهذه الدراسة الآتي:

١- وعي غالبية الموظفات بالتطور الحاصل في وسائل الاتصال وأجهزة الحاسب الآلي وشبكاتها مما يجعل المؤسسات التعليمية والتدريبية تتجه إلى مثل هذا النوع من التدريب.

٢- فيما يتعلق بإيجابيات هذا النوع من التدريب تبين أن مرونة و ملاءمة الجدول الزمني للمستفيد من أهم الإيجابيات إضافة إلى توفير الوقت والمال وخاصة نفقات السفر والإقامة.

٣- أما فيما يتعلق بسلبيات التدريب عن بعد تبين أن هناك تخوفاً من أن يقع المتدرب ضحية للمراكز الوهمية. وأن هذا التدريب لا يصلح للدورات التي تعتمد على التطبيق العملي وتتطلب تفاعل مباشر بين المشاركين. وما هو أسلوب التقييم الأكثر ملاءمة.

٤- أما عن الصعوبات التي يمكن أن تحد من إمكان تطبيق التدريب عن بعد تبين أن بطء سرعة شبكة الإنترنت التي تعتمد عليها معظم المؤسسات المحلية لتطبيق النظام من أهم الصعوبات.

٥- إنّ مما يحد من إقبال المرأة العاملة على التدريب التقليدي هو تعذُّر إقبال الموظفة في المملكة على التدريب إذا كان مقر التدريب يبعد عن المدينة التي تعمل وتقيم فيها. مما يشجع على التدريب عن بعد.

٦- من النتائج تبين أن هناك علاقة سلبية بين السن وسنوات الخبرة وبين الالتحاق بدورات تدريبية في مجال الإدارة، فكلما كان السن أو سنوات الخبرة أقل،كان إمكانية الالتحاق ببرامج تدريبية أقل، في حين تؤكد النتائج على أنّ من أهم مميزات التدريب عن بعد عدم التقيد بأعمار المتدربين أو خبرتهم العلمية أو العملية كما هو حاصل في التدريب التقليدي.

وفي ضوء هذه النتائج تم تقديم مجموعة من التوصيات ومن أهمها:

١- دعوة المؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية والشركات أن تفكر بتطوير وتنمية الموارد البشرية لديها وما يدعمها من أساليب تدريبية حديثة والتي منها التدريب عن بعد.

٢- ضرورة توفير القاعدة التحتية اللازمة للجميع لإنجاح أسلوب التدريب عن بعد لتلافي العديد من المشكلات مثل بطء سرعة شبكة الإنترنت والعمل على تطوير شبكات الاتصال.

٣- ضرورة دعم اهتمام الموظفات بتتبع المستجدات الحاصلة في مجال الحاسب وتوفير التقنيات الحديثة التي تربط كافة الإدارات الحكومية النسائية بالمؤسسات التي تقدم التدريب عن بعد.

٤- التوصية بإجراء عدة دراسات علمية ومتعمقة ميدانية تتناول جوانب مختلفة في مجال تطبيق التدريب عن بعد تخدم الأهداف المرجوة منه.

قائمة محتويات الدراسة