• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    حديث في فقه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: دروس ...
    د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
  •  
    تأملات في سورة الفاتحة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
  •  
    كفى بالموت واعظا
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

أثر الصحافة السعودية في الحركة الأدبية حتى عام 1383هـ

فاطمة عبدالمقصود إبراهيم النجار

نوع الدراسة: PHD
البلد: المملكة العربية السعودية
الجامعة: جامعة أم القرى
الكلية: كلية اللغة العربية
المشرف: أ. د. السيد تقي الدين
العام: 1405هـ - 1985م

تاريخ الإضافة: 23/7/2013 ميلادي - 15/9/1434 هجري

الزيارات: 26473

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

أثر الصحافة السعودية في الحركة الأدبية

حتى عام 1383هـ - 1963م


 

المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمد حاتم الأنبياء والمرسَلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

هذه الرسالة تقومُ على أسسٍ ثلاث:

الأول اجتماعي، والثاني صحفي، والثالث أدبي، وهذه الأسس الثلاثة مترابطة أشدَّ الترابُط، متماسكة غاية التماسُك، ولا سيَّما حين يتَّصل الحديث بالمملكة العربية السعودية، فالصحافة السعودية هي المرأة التي عكست صورة هذا المجتمع منذُ نشأته الأولى، وواكبت حركة تقدُّمه وازدهاره، بل كانت من أهمِّ ازدهار المجتمع السعودي في شتَّى المجالات؛ الاجتماعية والثقافية والدينية، ووسيلة الصحافة كما هو معروف الكلمة المعبِّرة بصدقٍ وإخلاص عن غاياتٍ نبيلةٍ ومقاصد شريفة؛ ومن ثَمَّ كان ميلاد الأدب السعودي الحديث على صفحات الجرائد والمجلات قبل أنْ يُوجد كتاب في الأدب السعودي الحديث.

 

لقد حملت الصحافة السعودية عبئًا ثقيلاً كبيرًا تجاه نهضة البلاد، ولا سيَّما صحافة الأفراد التي بدأت في ظلِّ الملك عبدالعزيز، واستمرَّت إلى عام 1383هـ، لقد صدر في السعودية آنذاك أكثرُ من ثلاثين جريدة ومجلة تكاد أهدافها تتَّحد وتتركَّز حول الإسهام الفعلي في نهضة البلاد ورقيها من هذه الصحف "أم القرى"، و"صوت الحجاز"، و"المنهل"، و"البلاد السعودية"، و"المدينة المنورة"، "اليمامة"، وأنهر هذه الصحف تفيض علمًا وثقافة ومعرفة وأدبًا، وقد تركت آثارًا ضخمة واضطلعت بمهام كبرى، ولا سيَّما المجلة الأدبيَّة، ولقد وجدتني أمام حشدٍ هائل من الآراء والأفكار حيال الموضوعات الاجتماعية والثقافية والأدبية، ولا سيَّما أنَّ المجلة الأدبية السعودية - كالمنهل مثلاً - تجاوزت حُدود المملكة العربية السعودية إلى السعودية إلى الأقطار العربية والإسلامية؛ ومن ثَمَّ أصبحت وسيلة الاتصال (أدبي عربي إسلامي)، كما أصبحت الصحافة في عالم اليوم قوَّة هائلة من قوى الأمم والدول فيحسب حسابها في الخارج، هذا إذا كانت الصحافة قويَّة رائعة في مظهرها، وفي مخبرها، وفي إخراجها، وفي تحريرها، وفي سعة انتشارها، هي قوَّة في داخل الأمَّة والدولة، وهي سياج لها مكين يدفع عنها غوائل الكيد الدولي ويحيطها علمًا بمجريات الأمور وبما يُحاك في الخفاء وبما ينسج في الجلاء كما ينقل إليهما ألوان التقدُّم العالي في شتَّى أشكالها.

 

تقوم الصحافة بالنسبة لداخل الدولة والأمَّة بمهمَّة المكيف والموجه والخبير الأمين بما تنشره من قويم الآراء والمبادئ والإصلاحات على ملايين قرَّائها في مختلف الأنحاء صباح مساء، وأسبوعًا بعد أسبوع، وشهرًا عقب شهر، بأساليب مشوِّقة باهرة، وبطرق قيِّمة جذَّابة هي لسان الأستاذ، ودماغ المفكر، وعقل الرائد، وواحة الأديب، وجنة الشاعر، وسمع الموظف والعامل، ودعاية التاجر والصانع والزارع، وموئل البائس والمحروم، وكهف المضطهد، وملجأ المظلوم، ثم هي إلى ذلك المنجل الذي يحصد الآراء الهدَّامة، ويجتث الأخلاق الفاسدة، ويقضي على الجمود الوبيل.

 

وتقوم الصحافة بالنسبة لخارج الدولة بدور المنظار السحري الذي به تستطيعُ استكشاف الخبايا، والإلمام بالخفايا الدوليَّة، وبذلك يستطيع قادتها ويتمكَّن ساستها من رسم الخطط بما فيه صالح بلادهم، وبما سيجنِّب سيُجنِّب الدولة والأمَّة في داخل البلاد وخارجها، والعكس صحيح؛ فإنَّ الصحافة الضحلة الهزيلة المهلهلة الضئيلة هي صحافةٌ فاقدة التأثير باهتة الألوان، لا أصداء لها ولا أضواء.

 

إنَّ الصحافة مدرسة جامعة وتاريخ حافل، والحديث عنها حلو ممتع، تعشقه النفس، ويفتح أمام العقل مجال الفكر لينطلق في فضاء النور يسبح فيه، وهي رخيصة الثمن، سهلة التناول، واسعة الانتشار، في استطاعة الإنسان أنْ يحتفظَ بها على مرِّ الأيام وتعاقُب الأزمان؛ فهي سجلٌّ حافل بما يصدر على الناس من الحوادث يحتفظُ به صاحبه لوقت الحاجة إليه، وقد عرفت الإنسانيَّة الصحافة الحرَّة وعظمتها، وعرفتها الشعوب قائدة في كلِّ ميدان؛ في ميدان السياسة والفكر، والبحوث الأدبية المختلفة، وتوجيه الرأي العام.

 

الصحافة الناجحة:

هي تلك التي تحدث أثرًا، وتبني طريقًا، وتنشئ تفكيرًا، وتنهض بالأعباء الثقافية، وتسعى لاجتلاء وجوه نشاط الوطن في شتَّى مرافق الحياة؛ اقتصادية واجتماعية وعمرانية وأدبية في إخراج شائق، وترتيب بديع، وروح تقدُّمية متوثِّبة، واقدام حميد متَّزن، ونزاهة مرسومة، ولا بُدَّ أنْ تكون للصحافة الناجحة إلى ذلك روافد من طباعة أنيقة تجمع بين شتَّى الألوان الجذَّابة في تناسُق وانسجام، ولا بُدَّ أنْ يكون تحريرها شائقًا رائعًا تجري فيه حرارة الإخلاص، وتتدفَّق فيه شلالات فيَّاضة من الإنتاج الفني الرفيع، هي أخلاق وذوق وفن، ومعرض لأساليب الحياة وألوانها، وهي نور على الطريق للفرد والجماعة والحكومة، ولا سيَّما حين تكون الأمَّة متماسكة كالأمة السعودية المسلمة يسعى بذمَّتهم أدناهم، وهو يد على مَن سواهم، يسودُ بينهم التفاهُم يحترم صغيرهم كبيرهم، ويعطف كبيرهم على صغيرهم.

 

الثقافة في الصحافة:

الثقافة والصحافة صِنوان متلازمان لا ينهض أحدهما إلا بنهضة الأخر؛ فإن ارتقت الثقافة في بلد ما نهضت فيه الصحافة بما تغذيها الثقافة من ألوان العلم وأفنان الأدب، وإنَّ نهضة الصحافة في بلدٍ تقدَّمت فيه الثقافة بما ترسله الصحافة الراشدة على حقول العلم من أضواء الخزي والتوجيه القيم، والتنشيط وحسن التوجيه، ومختلف المعونات والروافد، وصحافة الأفراد السعوديَّة أدبية أولاً وأخيرًا أدبيَّة بقادتها وبأسلوبها وأدبيَّة بمفهوم الأدب الخاص والعام، الأمر الذي جعلها تتعرَّض لهجوم الصحفيين الذين نشؤوا في أُخرَيات العقد السابع وأُوليات الثامن من القرن الرابع عشر الهجري من السعوديين الذين تعلَّموا الصحافة في القاهرة؛ إذ طالب هؤلاء بضرورة الحدِّ من سُلطان الأدب على الصحف، وكان لهم ما أرادوا، وحبذا لو تركت المجلة السعودية الأدبية تؤدِّي دورها في النهضة، وقامت بجوارها صحف إخبارية واجتماعية متخصِّصة في مجالات العلم المختلفة.

 

الصحافة الأدبيَّة وأثرها في النهضة:

في تاريخ الصحافة العربية معالم فكرية وفصاحة لا يسع باحث أنْ يغفلها؛ نظرًا لما خلفته من أثر عميق في وجدان العرب وتفكيرهم، ولما أثمرته من وحدة ذهنية تلقائية سبقت كل دعوة سياسية أو مذهبية؛ فقد قامت المجلة الأدبية على توالي العصور وتعددت الأسماء بمهمَّة مقدورة عزَّ على غيرها من الوسائل الاضطلاع بمثلها، وخدمت الثقافة والفكر والعروبة خدمات باقية خالدة.

 

فالشعراء تغنَّوا بمناقب العرب وتعلَّلوا بآمالهم مستبشرين مُروِّجين، والعلماء ناقشوا كلَّ جديد في باب العلم محاولين تقريبَ النظريات الوافدة إلى الجمهور، معاونين على وضع المصطلحات العربيَّة التي تؤدِّي المعاني العلميَّة أداء دقيقًا، ورجال الفلسفة سطروا آلافًا من الفصول العميقة في المفاضلة بين النظريَّات الفلسفيَّة، وفي إحياء أمجاد الفلاسفة العرب القُدامى، ورجال التربية تبارَوْا في مُعالجة قضايا التربية على نطاق عربي شامل في ضوء الاتِّجاهات التربويَّة الحديثة في العالم، ورجال الاجتماع والاقتصاد حلَّلوا مشكلات المجتمع وقضايا الاقتصاد، وأشاعوا في الجمهور وعيًا جديدًا والمصلحون الاجتماعيون عملوا على تحرير المرأة ونبذ العادات المرذولة ومقاومة التخلُّف، فيفضل هذه الصحف والمجلات تعارف أبناء البلد الواحد، وتألف رجال الفكر والقلم، وتبارى رجال العلم والفن حتى صارت هذه الصحف والمجلات تراثًا تفخر به السعودية، ومَن يرجع إليها يجدها دائرة معارف حيَّة.

 

وممَّا يُؤسَف له أنَّ صحافة الأفراد من سنة 1343هـ إلى سنة 1383هـ توشكُ أنْ تنقرض، ولا تكاد توجد نسخة كاملة الأعداد لدى صاحب الصحيفة، أو حتى لدى مكتبات الجامعات، وإنْ وجدت فأعداد غير كاملة، فقد كان من أهمِّ الصعوبات التي واجهتها أن تطلب البحث الحصول على مصادر الرسالة كاملة زيارة مكتبات الأدباء الخاصَّة؛ أمثال الأساتذة: حمد الجاسر، عبدالله بن خميس، عبدالكريم الجهيمان، أحمد السباعي، أحمد عبدالغفور عطار، صالح محمد جمال، عثمان حافظ، محمود عارف، حمدان صدقة، عبدالفتاح أبو مدين، نبيه الأنصاري، محمد حسين زيدان، د. عبدالعزيز النهاري رئيس تحرير جريدة البلاد.

 

كما زرت المكتبات المركزيَّة لكلٍّ من جامعة الملك سعود (جامعة الرياض) مكتبة أرامكو بالظهران، مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز بجده، ومكتبة جامعة أم القرى قسم الطالبات، كما كتبت للأندية الأدبية في كلٍّ من جده، المدينة المنورة، مكة المكرمة، الرياض، جازان، لمدَّتني بما يفيدني في مجال دراستي، وقد اشتريت أعداد مجلة شهريَّة، واضطررت في أكثر من مرَّة أن أدفع مبلغًا من المال كتأمينٍ على الجريدة حتى أنتهي من دراستها، كما اضطررت في أحيان أخرى إلى إحضار مَن يكفلني عند صاحب المجلة حتى أعيد الأعداد التي أخذتها من الصحيفة، لكن على كلِّ حال أُقدِّم جزيل شكري لكلِّ هؤلاء؛ لأنهم ساعدوني رغم كلِّ شيءٍ على تجميع مصادر بحثي هذا.

 

لقد كانت عناية الله أكبر من كلِّ الصعوبات؛ حيث استطعت الحصول على معظم الصحف التي صدرت في تلك الفترة، والتي ساعدتني في إتمام دراستي هذه فليت جهدًا يُبذَل في إحياء هذه المجلات والصحف بالاحتفاظ بها في مجلدات، أو الاحتفاظ بها عن طريق المصغَّرات الفلمية micro-film ليستعينَ بها الجيل الجديد على معرفة معالم النهضة الفكريَّة التي نجني ثمارها اليوم، هذه هي المعالم البارزة على طريق الشعب الثلاث: المجتمع والصحافة والأدب في المملكة العربية السعودية من سنة 1343هـ إلى سنة 1383هـ، وهو عمر صحافة الأفراد، وقد كان وراء هذه الشعب بل وراء النهضة الفكريَّة في هذه البلاد عامل مهم، عامل حضاري، أنَّ الرعيل الأول من مفكِّري السعودية كانوا يرَوْن كما يقول الأنصاري أنَّ انتقال الفاتحين الماهرين من هذه الرُّبوع إلى أقطار العالم لنشر الهداية قد نقل معهم بذور دوحة الشعر في تلك الأقطار، فصوح منها موطنها الأصلي فيما بعدُ، وكان ذلك بالتحديد في القرن الرابع الهجري، وقد خلت البلاد بسبب انتقال أولئك الفاتحين من بلادهم إلى بلادٍ أخرى من كلِّ نشاطٍ ديني أو اجتماعي أو سياسي أو عمراني أو اقتصادي أو أدبي، ثم مضت البلاد في مَتاهةٍ من الفوضى واختلال الأمن وشلل القُدرات حتى كادت تفقدُ كيانها وذاتيَّتها في غمرة الأحداث والحوادث، وهكذا صار في المؤخِّرة مَن كان في الطليعة، وهكذا انعكست أوضاع العالم الإسلامي تمهيدًا لعصر البعث العربي في أعقاب حرب الدولة العثمانيَّة مع إيطاليا، لقد ظلَّت هذه الحقيقة تقلق مضاجع المفكِّر السعودي وتؤرِّق جفنه فعمل جاهدًا على استعادة أمجاد بلاده، وكان ثمة أحداث أدبيَّة تزيد من شعوره تجاه ما حدَث لبلاده؛ فيفزع ويدفع بكلتا يديه ساعيًا إلى التخلُّص من التخلُّف بانيًا لنهضته الجديدة، ولا شكَّ أنَّ الشُّعور بالنفس أوَّل مَراتب الكمال عند أمثال هؤلاء المفكِّرين، وها هو شوقي يُلقي قصيدة عصماء في الحفلة التي أُقيمت لتكريمه في دار الأوبرا يقول فيها:

يَا عُكَاظًا تَأَلَّقَ الشَّرْقُ فِيهِ
مِنْ فِلَسْطِينِهِ إِلَى بَغْدَانِهْ
افْتَقَدْنَا الحِجَازَ فِيهِ فَلَمْ نَعْـ
ـثُرْ عَلَى قِسِّهِ وَلا سَحْبَانِهْ
حَمَلَتْ مِصْرُ دُونَهُ هَيْطَلَ الدِّيـ
ـنِ وَرُوحَ البَيَانِ مِنْ فُرْقَانِهْ

 

كان هذا في عام 1346هـ، فقد توافَدَ على عكاظ الأدب في القاهرة يومها وفودٌ من أدباء الأقطار العربية ما عدا الحجاز، يقول الأستاذ الأنصاري: "وأعتقد أنَّ الشاعر الكبير هفت نفسه إلى تسجيل هذا الحادث الأليم؛ حادث هجر طائر الشعر لوكره الجميل ومهده الأول حين قال ما قال".

 

وليس من شكٍّ أنَّ هذه القصيدة المدوِّية التي نُشِرت في الصحف وتداولتها ألسنة الرواة المعجيين قد أحدثت أثَرًا في نفوس أدباء السعودية؛ ففيها دمغهم بالتخلُّف في عصر التقدُّم، وكانت في الوقت نفسه - كما يقول الأنصاري - إحدى الحوافز الإيجابيَّة لنشدان التقدُّم الشعري عندنا، حتى إذا أُقيم مهرجان أو مهرجانات أُخَر كان هذا القول غير أيِّ موضوع قد بلور تأثُّر الفتية من أبناء السعودية في قصيدتين عارض يمهما شاعران سعوديان قصيدة شوقي وهما الأستاذان: (أحمد إبراهيم الغزاوى)، (فؤاد شاكر) ليُدلِّلا على أنَّ في العرين ليوثه.

 

قال الأستاذ الغزاوي في مستهل قصيدته:

مَا لِهَذَا الحِجَازِ فِي خُيَلائِهْ
طَاوَلَ الدَّهْرَ مِنْ دَرَارِي سَمَائِهْ
تَتَثَنَّى مِنْ حَجْبِهِ أَمُّ صُبْحٍ
أَوَقَدْ عَادَ دِحْيَةٌ لِحِرَائِهْ

 

وقال الأستاذ فؤاد شاكر:

إِنَّمَا العُرْبُ وَالحِجَازُ جَمِيعا
كُلُّهُمْ نَابِضٌ خَفُوقٌ جَنَانُهْ
قَدْ شَجَانِي مَا قُلْتَ بِالأَمْسِ مِن الدُّرْ
رِ الَّذِي جَلَّ رَوْعَةً فِي افْتِنَانِهْ
يَا عُكَاظًا تَأَلَّقَ الشَّرْقُ فِيهِ
مِنْ فِلَسْطِينِهِ إِلَى بَغْدَانِهْ
افْتَقَدْنَا الحِجَازَ فِيهِ فَلَمْ نَعْـ
ـثُرْ عَلَى قِسِّهِ وَلا سَحْبَانِهْ

 

وجدير بالذكر أنَّ كلا الشاعرين حرص على أنْ تنشر قصيدته في الصحافة المصرية، فنشرت قصيدة الغزاوي في "مجلة الفتح" في نفس عام مهرجان شوفي، ونشرت قصيدة فؤاد شاكر في صحيفة "كوكب الشرق" والصحيفتان تصدران في القاهرة.

 

وجديرٌ بالذكر أيضًا أنَّ الأستاذ الأنصاري يقول ذلك في الكلمة التي ألقاها في مهرجان الشعر والأدب الأول الذي عُقِدَ في جده في (مدرسة الثغر النموذجية) عام 1380هـ - 1961م، وقد علق على قصيدة شوقي ومعارضية بقوله: وهكذا تنفَّس الشاعران ونفَّسا عن صدريهما وصدور مواطنيهما بعض ما أدخَلَه شاعر والإسلام إليهما، ونحن إذا حلَّلنا ما نظمه (الغزاوي وشاكر) فغاية ما نجدُ فيه الإقرار بصدق شوقي في التخلُّف الأدبي الذي كانت قد مُنِيت هذه البلاد في سنة المهرجان الكبير في القاهرة سنة 1346هـ.

 

وها نحن اليوم وقد انقضى على ذلك العهد أربعة وثلاثون عامًا نقيمُ هذا المهرجان في مهد الشعر العربي الذي كان محرومًا من تفاعل أصداء الشعر الحديث، لنقدم وتكرم الشعر السعودي المعاصر، ثم مضت على هذه الواقعة اثنتا عشرة سنة، وفي عام (1358هـ - 1939م) تنشر مقالاً مسهبًا بعنوان (كتبنا وتأليفنا) دبجته يراعة الأستاذ/ محمد كرد علي)، وقد استعرض فيه أحوال التأليف العربي، مصره وشامه ومغربه وعراقه وحجازه ويمنه... إلخ، وقد فجَّر المشكلة القديمة مشكلة تخلُّف الأدب الحجازي؛ فأثار ثائرة الأدباء السعوديين وبعنف نشروا مقتطفات من المقال وردُّوا عليه ردًّا غاضبًا يدفع عنهم التخلُّف، ويقيم الأدلة على أنهم خطوا خطوات لا بأسَ بها على الطريق.

 

لقد تحدَّث الأستاذ (كرد علي) عن حركة التأليف والثقافة في الحجاز، فجعلها ميتة جامدة لم يدخل عليها أي تحسن أو حيويَّة، وأبرَزَها في مظهر الانحطاط إلى الدَّرك الأسفل في نثرها وشعرها وأدبها وصحافتها، حيث قال: "يكادُ يكون البلد الذي منه ظهر الخير للأمَّة العربيَّة - ونعني به الحجاز - مقفرًا من كلِّ شيء اسمه تأليف بالعربية، ولم نرَ لبنيه إلى الآن (1358هـ - 1939م) شيئًا يُذكَر في باب التأليف، والشعر منحط، ولا صحافة هامَّة... إلى أنْ قال: وكذلك كلُّ ما وصلنا من كتبها الجديدة صورة من صور القرن الثاني عشر والثالث عشر.

 

وإنما خصَّ الأستاذ (كرد علي) الحجاز بالحديث لأنَّه كان موطن الحركة الثقافية والأدبية السعودية كلها، ولكن بودنا أنْ نعرف رأي المثقفين السعوديين آنذاك فيما نُسِبَ إليهم، هذه المشكلة تستحقُّ الدراسة الجامعية المنهجية، فبماذا دافع السعوديون عن أنفسهم أولاً؟ وما وجه الحقيقة في القضية ثانيًا؟ كما ترشد إليه مناهج البحث وأصول التفكير العلمي السديد، وتبنت الصحافة السعودية هذه المشكلة[1]، وتولَّت الرد عليها فكان ممَّا قالت: "ونحن دفاعًا عن الحقيقة وإظهارًا للحق للأستاذ في صراحةٍ وجهر ليس التأليف والأدب هنا على الوضع الذي مثَّلته للقرَّاء؛ فإنَّ في الحجاز اليوم حركة أدبية رائعة بالنسبة لقصر مدى تكوينها، وهذه الحركة الأدبية محسوسة لمن أراد أن يحس بها، ومحسوب حسابها عند مَن يزن الحقائق بميزان دقيق عادل، وقد أنتجت هذه الحركة مؤلَّفات لا تمتُّ إلى القرن الثاني عشر بصلةٍ إلا كما يمتُّ فعال الأستاذ إلى ذلك القرن؛ "وحي الصحراء" كتاب جيد ضخم، وقد لاحظ الكتاب وأهميَّته كاتب مقدمته (د. محمد حسين هيكل) إذ قال: "والحق أنَّ الأدب الحجازي الحديث متأثِّر بهذه النهضة تأثُّرًا تامًّا، وإنَّك لترى أثناء قراءتك هذه المجموعة أثر النهضة باديًا في كلِّ ما اشتملت عليه، وقلَّ أنْ يقف عند شيء ويشبه القديم من الأدب العربي، فالأسلوب والصور وطرائق التفكير تجري كلها مجرى نقرؤه في أدب مصر وسوريا والعراق، وغيرها من البلاد العربية في هذا العصر الأخير، بل تجري مجرى الصور الأخيرة لهذا الأدب الحديث في تلك البلاد".

 

وفي الكتاب رسوم الأدباء الذين اشتركوا في الكتابة فيه على منهج عصري بديع لا يقلُّ عن منهج "كُتَّاب وشعراء العراق"، ولا عن كتاب "مشاهير أدباء الشرق" وخلافها، وقد عدَّت إدارة الهلال في تقويمها السنوي هذا الكتاب من جملة كتب الثقافة التي صدرت في ذلك العام 1939م، ثم هذا الكتاب "آثار المدينة المنورة" الذي اشتهر في العالم الشرقي والغربي حتى جعله الدكتور محمد حسين هيكل من أهمِّ مصادر كتابه "في منزل الوحي"، وحتى ترجم إلى اللغة الفرنسية نشرت ترجمته في مجلة العلوم الإسلامية التي تصدرُ بباريس كتبت عنه صحافة مصر وسوريا والمغرب والهند وإندونيسيا عدَّة تقاريظ.

 

وهذا "كتابي"؛ للأديب أحمد عبدالغفور عطار الذي كتبت عنه "مجلة الهلال" تقريظًا مسهبًا، وهذا كتاب "اصطلاحات في لغة الكتابة والأدب"، وهذه حركة التأليف للكتب الدراسيَّة نشطة في هذا العهد السعيد، أمَّا ادِّعاء الأستاذ (كرد علي) بأنَّ النثر في الحجاز منحطٌّ فهو ادِّعاء خلاب، من حقِّه أنْ يستهوي قلوب كثير من القراء لأمرين: شهرة كاتبه في العالم؛ فهو إذًا لا يرمي القول على عواهنه، ولما هو معهود من قبل من خمود الأدب في هذه البلاد، والحقيقة أنَّ في الحجاز اليوم نثرًا فنيًّا رائعًا لا يقلُّ في جودة التعبير ونصاعة الأسلوب عن أدب جاراته، وقد شهد بذلك أعضاء البعثة الكشفية العراقيَّة وشهد به الدكتور (فريد رفاعي) في مقالٍ له في "المنهل" عن ألوان الأدب في العدد الرابع من السنة الأولى، وليس في نثر الحجاز اليوم ذرَّة من آثار النثر في القرن الثاني عشر والثالث عشر كما توهَّم وأوهم الأستاذ، وأنَّ في عشرات المقالات التي تصدر أسبوعيًّا وشهريًّا في صحافة الحجاز اليوم لَأكبرُ برهان محسوس على صحَّة هذه الدعوى، وشعر الحجاز كذلك ناهضٌ وحديث، ومَن يُطالع نتاج قرائح الأساتذة: حمزة شحاتة، أحمد قنديل، الغزاوي، السيد عبيد مدني، محمد علي مغربي، الشاعر المجهول، الآشى، العواد... وغيرهم، ير شعرًا طموحًا ممتلئًا بالأحاسيس والأخيلة الوثَّابة في نصاعة وجدة وطرافة بما لا يقلُّ عن شعر محمود إسماعيل، والعقاد، والمازني، والموازنة التي نحن مستعدُّون لإجرائها أكبر برهان، وصحافة الحجاز برغم حداثتها وبرغم كونها لم يمضِ عليها عشر سنوات بعدُ فإنها متقدِّمة إلى الأمام، ومن قبل ثماني سنوات لم يكن في الحجاز سوى جريدة "أم القرى"، أمَّا اليوم فبفضل تشجيع حكومة المملكة العربية السعودية، ومجهود الشباب العربي السعودي الناهض أنشئت أربع صحف غير "أم القرى" اثنتان شهريتان واثنتان أسبوعيتان، وهذه الخطوة واسعة، وإذا قِيسَتْ صحف الحجاز اليوم بصحف مصر حين بدء النهضة فيها يتجلَّى أنها لا تقل عنها إن لم تفقها في عدد الصفحات والموضوعات، ونحن إذًا إمام مشكلة فنيَّة جديرة بالبحث، فهل الأدب السعودي قفرٌ خالٍ من كلِّ حركة ونهوض، أم أنَّ في السعودية آنذاك وإلى اليوم أدبًا وثقافة ونتاجًا شعريًّا ونثريًّا جديرًا بأنْ يدرس وأنْ يدرس من خلال الصحافة؟ تلك هي المشكلة التي ينبغي أنْ تُوزَن بميزان الأنصاف؛ لتبدد ما حيك حول السعودية وصحافتها وأدبها من إجحاف وغمط وتحامل وتثبيط.

 

وسوف أوجِّه خطة البحث - إن شاء الله - معتمدة على الأسس المنهجية التالية:

1- الاستقراء.

2- الاستنباط.

3- التقريرية والتأثرية.

4- الإقليمية.

 

أريد تطبيق هذه المقاييس على الأدب السعودي من خلال الصحافة الأدبية حتى عام 1383هـ؛ لأرى في أيِّ نقطة أضعه من الدائرة، وأية منزلة له بين الآداب، وأعتقد أنَّه قد آنَ الأوان لهذه الدراسة ولتلك الموازنة، وهذا برهان على تصحيح الفكر وتقويم المعوج الذي تحمَّلت البلاد أوزاره من فوضى الأجيال السالفة، وجمود واضطراب جيل الحياة فيها، إلى أنْ جاء آل سعود فأعادوا لها الأمن والأمان والخير والرخاء، وانطلقت نهضة الصحافة والعلم والأدب بقوى الأفراد وتأييد الحكومة.

 

وعلى أي حال فإنَّ الرسالة تتكوَّن من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، تحدثت في المقدمة عن أهمية الرسالة ومنهجها.

 

أمَّا من حيث الخطة فإنَّ الباب الأول وعنوانه: السعودية البيئة والإنسان، وهو ينقسم إلى فصلين:

الفصل الأول: وعنوانه التكوين الاجتماعي، وقد تحدثت فيه عن النقاط الآتية:

الأحوال الجغرافية والتاريخية الاجتماعية للبلاد - الاقليمية في الأدب - ميلاد الحضارة بين نجد والحجاز - الملك عبدالعزيز وبناء الدولة المتحضرة - أهداف الحكومة السعودية - الاستقرار الداخلي والتقدم السريع - كيف يحيا الإنسان في السعودية - العمل الحر والعمل المقيد - الاقتصاد - البترول وأثره في المجتمع - الحركة الصناعية - مديرية الزراعة - بين الحج والزراعة - التجارة (الاستيراد والتصدير) مشكلات اجتماعية - الهجرة - تعليم المرأة الزواج - المرأة وتربية الطفل - التربية بين البيت والمدرسة - حاجة الأمة إلى العلم - في التربية والتعليم (حرية التلميذ)، (النظام المدرسي) - السياسة الصحية العامة - الوحدة الإسلامية - السياسة الخارجية ومشكلة فلسطين.

 

أمَّا الفصل الثاني: فيتناول الحديث عن حركة الوعي، وملامح الرأي العام، وقضايا التعليم والثقافة، وعوامل اليقظة، وقد تحدَّثت فيه عن النقاط الآتية:

من الفردية إلى الجماعية - أثر الأدب في نمو الوعي - عوامل اليقظة التعليم - دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - الكتب والمكتبات - البعثات والاطلاع على الأدب الأخرى - الإذاعة - المطبعة - الصحف والمجلات - النوادي الأدبية - التقدم الأدبي ثم العلمي - النقد والبناء - التقدم ومظاهره - اهتمامات الناس - آراء المفكرين السعوديين في الاقتصاد والصحافة - دعائم الاقتصاد - الوعي الاقتصادي - النمو الاقتصادي والعمراني - وسائل التوجيه الزراعي - من مشكلات الزراعة والمزارعين - العلم والزراعة - الصناعة والزراعة - مواقد الشمس - حول التجارة والاستيراد - الوعي القومي - التربية والتعليم - المجالس العلمية والأدبية - تاريخ التعليم في المملكة - وزارة المعارف - الجامعة السعودية - الطلبة الامتحانات والغرض منها وما يراعي فيها - أرامكو والتعليم - التعليم بين البادية والحاضرة السعودية الوطن والثقافة - الشباب والثقافة - الوحدة الثقافية العربية - المؤتمر الثقافي الأول - الثقافة - القراءة - إصلاح التفكير مبدأ الإصلاح العام - قضايا ثقافية: الثقافة والمجتمع - التوجيه العلمي - الثقافة العامة - نشر المخطوطات الآثار الحرب والحضارة - العلم والحضارة - المعرفة والإيمان هل العقول سواء.

 

أمَّا الباب الثاني فيشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما قبل العهد السعودي، ويشمل الصحافة الوافدة الصحف التي صدرت في العهد التركي؛ مثل: (جريدة الحجاز سنة 1326هـ)، (جريدة الإصلاح سنة 1327هـ)، (صفا الحجاز سنة 1327هـ)، (الرقيب سنة 1327هـ)، (جريدة المدينة المنورة سنة 1327هـ)، (جريدة المدينة المنورة سنة 1327هـ)، أمَّا الصحف التي صدرت في العهد الهامشي فهي: (القبلة سنة 1334هـ)، (مجلة جرول الزراعية سنة 1338هـ)، (الفلاح سنة 1338هـ)، (بريد الحجاز سنة 1243هـ).

 

أمَّا الفصل الثاني: فتحدثت فيه عن الصحافة في ظلِّ الملك عبدالعزيز من عام 1343هـ - 1372هـ، وهي مرحلة ما قبل الوزارات، وصدر فيها: (جريدة أم القرى 1343هـ)، (مجلة الإصلاح سنة 1347هـ)، (مجلة الحرم سنة 1349ه)، (جريدة صوت الحجاز سنة 1350هـ)، (مجلة المنهل سنة 1355هـ)، (جريدة المدينة المنورة سنة 1356هـ)، (مجلة الحج سنة 1366هـ)، (مجلة اليمامة سنة 1372هـ).

 

والفصل الثالث: كان عن مرحلة التوسُّع وقيام الوزارات، وتحدثت فيه عن الصحف التي صدرت في هذه الفترة ما بين سنة 1373 - 1383هـ وهي: محلة قافلة الزيت، مجلة الرياض 1373هـ، (جريدة الظهران - أخبار الظهران) في 1374هـ - مجلة الإشعاع 1375هـ - جريدة الأضواء 1376هـ - جريدة حراء 1376هـ، مجلة الجامعة - (جامعة الرياض) 1377هـ - جريدة الندوة 1377هـ، جريدة عرفات 1377هـ مجلة راية الإسلام 1379هـ - مجلة الرائد 1379 - مجلة قريش 1379هـ - مجلة الجزيرة 1379هـ - جريدة عكاظ 1379هـ - جريدة القصيم 1379هـ.

 

أمَّا الباب الثالث فكان عن الأدب في الصحافة السعودية، وهو يتحدث عن الحركة الفكرية والأدبية، وقد تكون من أربعة فصول:

أولاً: الفصل الأول: تحدثت فيه عن:

رسالة الأدب وأهدافه - الأدب للفن أو الأدب للحياة - الصلة بين الدين والأدب - الأدب والحضارة - الأساليب الأدبية - رأي في الأدب - الفكرة في ميزان النقاش - دور الأديب في توجيه المجتمع - نشأة الأدب السعودي وتطوره - مقومات الأدب السعودي - أدبنا بين القديم والجديد - أدبنا في معترك الآراء - هل الأدب السعودي يصلح للتصدير.

 

أمَّا الفصل الثاني فقد تحدَّثت فيه عن فن المقالة والنثر الحديث، وقد شمل: تعريف المقالة - المقالة وبداية النثر المعاصر في السعودية - بين الرسالة والمقالة من المقال إلى الحوار - سبيل الإثارة وسبيل المنهج العلمي في الكلام المنثور - أنواع المقالة: المقالة الدينية - المقالة الأدبية والذاتية - المقالة الاجتماعية - المقالة الرمزية - المقالة السياسية - المقالة النقدية - الخاطرة.

 

وفي الفصل الثالث تحدَّثت عن فن القصة، فتناولت النقاط التالية:

بداية القصة وتطورها - من المقالة إلى القصة - في أصول القصة - استخدام العلمية في حوار القصة - نماذج فنية: حصاد الشهوة في "الثأر"؛ للأفغاني - الصراع النفسي في "كاد الشك يهدم بيته"؛ محمد عبدالله مليباري - الرمزية والتحقيق الوهمي للرغبات في "أحلام"؛ للأفغاني - الاتجاه الاجتماعي وقصص الأسرة السعودية: - ضحية الحب إلا عسى "المترهبة"؛ محمد علي مغربي - أمومة محمد علي مغربي - أمومة وبنوة في "متاعب امرأة"؛ غالب حمزة أبو الفرج- التضحية السلمية في "كيف تضحى المرأة"؛ لسعد البواردي - فلسفة الحب في "فكرة"؛ للسباعي - بين زوجة الابن والأم في "فاطمة"؛ محمد أمين يحيى - سيكولوجية التسامح في أقصوصة "فاطمة"؛ عبدالسلام هاشم حافظ - الوفاء والصداقة الحقة في "نبل ووفاء"؛ محمد حسن سعيد - الترابط الأسرى والأخوة الصادقة في "ليته يعود"؛ لجميل الحجيلان - الانتقال من البادية إلى المدينة الحديثة في "قائد السرب هزاع الصويان"؛ أمين سالم رويحي.

 

أمَّا الفصل الرابع وعنوانه: فن الشعر، فقد تحدثت فيه عن الموضوعات الآتية:

فن الشعر - بعث الشعر العربي - ثقافة الشاعر العربي الحديث الشعر المنثور - شعر المناسبات الاجتماعية:

أ- المدح "لك الله يا عبدالعزيز بن فيصل"؛ محمد بن عثيمين - "نحبك إيمانًا ونخشاك طاعة"؛ أحمد إبراهيم غزاوي - حولية نجد فؤاد شاكر - "هنيئا لشعر أنت بيت قصيده"؛ فؤاد شاكر - "وحيا فيك آمالا كبارا"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي - "هو اليمن حتى يتذل الريح طالبه"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي - "محفل يملأ الحياة سرورا"؛ حسن عبدالله القرشي - "يا نسور أعشت تباري الغماما"؛ فؤاد شاكر.

 

ب- الرثاء: "دمعة من الشعر"؛ فؤاد شاكر - "الدمعة الساخنة"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي - "نمت الجزيرة عاهلا كبارا"؛ عبدالله بن إدريس.

 

2- الاتجاه الديني: "قبس من الهجرة"؛ حسن عبدالله القرشي - "مزايا الحج"؛ محمد إبراهيم جدع - "تراويج رمضان"؛ محمود عارف.

 

3- الاتجاه الاجتماعي: "إلى الشهاب"؛ إبراهيم فطاني - "الجامعة"؛ محمد علي السنوسي.

 

4- فلسطين في الشعر السعودي "فلسطين الشهردة"؛ محمد أحمد باشميل - "وا أسلاماه"؛ أحمد فرح عقلان - "فلسطين"؛ محمد علي مغربي - "فلسطين"؛ محمد المسيطير.

 

5- الطبيعة والمرأة: "وحي العقيق يوم انهماره"؛ الشاعر المجهول - "البدر والبحر"؛ محمود عارف - "جده"؛ حمزة شحاتة - "اذكريني"؛ محمد هاشم رشيد - "لم أهواك"؛ حمزة شحاتة.

 

6- الاتجاه الفلسفي والتأملي:

"دمعه"؛ إبراهيم هاشم فلالي - "من الأعماق"؛ محمود عارف - "شاعر يهبط إلى وادي الحياة"؛ عبدالقدوس الأنصاري.

 

وأخيرًا:

• الخاتمة: وقد ضمَّت النتائج والحقائق التي استنتجتها خلال دراستي للأدب في الصحافة في الفترة ما بين 1343 - 1383هـ.

 

الخاتمة (نتائج وحقائق)

لقد ولدت الحضارة الإنسانيَّة بين نجد والحجاز، فهذه الأرض بيئة النبوَّة وموطن الرسالة، والأرض التي اهتزَّت جوانبها بالصَّدى المدوِّي الذي أحدثه نزول القُرآن، والأدب في هذه البلاد ينبض بحياة أهله، وينقل إحساسهم، ويُردِّد شعورهم، وقد كان لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الأثر الأكبر في بناء الدولة السعودية على الحق والإيمان، وقد استطاع الملك عبدالعزيز استعادة ملك الآباء والأجداد بعد أنْ بذل الكثير من الجهد، وكوَّن الدولة المتحضِّرة التي كان من أهمِّ أهدافها الاستقرار ونشر الأمن في ربوع البلاد، وكانت أهم نتيجةٍ لهذا الاستقرار هي التقدُّم في جميع مجالات الحياة، ولكنَّ أعمار الشعوب ليست كأعمار الأفراد تُقاس بعشرات قلائل من السنين، وبحكم عليها بهذا المقدار الضئيل من الزمن؛ فالشعوب تحتاج في كلِّ طور من أطوار حياتها إلى كميَّةٍ هائلة من السنين تعصف في دورانها بأجيالٍ متعاقبة من الإنسانية الفردية؛ لتجتاز ذلك الطور إلى طور أكثر ملاءمةً لروح العصر الذي ولد فيه، وأوسع نفعًا للواحد والمجموع، وقد كان من أهمِّ نتائج التطور الاتجاه إلى تأمين الأمور الضرورية من كساء وغذاء ودواء، هذه الضروريات التي لا بُدَّ منها لكلِّ أمةٍ حية؛ حتى تستطيع تأمين الحياة السعيدة لأبنائها، وكان تدفُّق البترول من هذه الأرض، فأصبح الدعامة الأولى في اقتصاد البلاد، وكان له أثرُه على المجتمع السعودي، وجديرٌ بالمؤرخ أنْ يعتبر اكتشاف البترول بداية تاريخ للجزيرة العربية في كلِّ مجال، وخاصة الحياة الاقتصادية وما يرتبط بها من تطوُّر في الحياة الاجتماعية، وعلى أثر اكتشاف البترول نهضت الصناعات المختلفة في أنحاء البلاد، وكذلك توجَّهت الأنظار إلى الزراعة ومحاولة حلِّ مشكلاتها، ومع وجود التطوُّر تظهر المشكلات، وقد عانت المملكة من عدَّة مشكلات استطاعت السيطرة عليها ووضع الحلول الناجحة لها؛ مثل مشكلة الهجرة المستمرَّة إلى البلاد، ومشكلة التعليم وخاصَّة تعليم المرأة التي حلَّتها الحكومة بافتتاح مدارس البنات العامَّة، وقد وضح الاهتمام بالناحية الصحيَّة العامَّة لأهل البلاد والوافدين، ولا سيَّما في مواسم الحج والعمرة إلى البلاد.

 

وقد شغلت مشكلة فلسطين جزءًا كبيرًا من تفكير الملك عبدالعزيز الذي عاش حياته مساهمًا بكلِّ ما يستطيع من أجل فلسطين وقضيَّتها، لقد كان عهد الملك عبدالعزيز عهد توحيد الجزيرة والتخطيط للبحث عن مصادر الحياة الكريمة، بينما تميَّزت المرحلة التالية بعهد الوزارة ونشر التعليم بتوسُّع وبداية تعليم المرأة.

 

وقد كان للأدب أثره في نموِّ الوعي إلى جانب الكثير من عوامل اليقظة، كما كان للصحافة أثرها الواضح في نموِّ الوعي في البلاد، وكان للصحافة الوافدة قبل العهد السعودي أثرها في الأمَّة؛ حيث كان الناس ينتظرونها انتظار البقعة الجديبة لصيِّب السحاب، خاصَّة وأنها كانت تصلُ خلسةً إلى البلاد؛ ممَّا جعل قُرَّاءها يتوارون عن الأنظار حين قراءتها، وقد صدر في العهد التركي والعهد الهاشمي من بعده عددٌ من الصحف في البلاد.

 

ولكنَّ صحف العهد العثماني كانت تُمثِّلُ ناحية جانبيَّة من نواحي الحياة في البلاد، بينما كانت صحف العهد الهاشمي أكثر تطوُّرًا سواء في الشكل أو المضمون؛ لتوفُّر الكفاءات المطلوبة لذلك، ولكنَّها من الناحية السياسية لم تتغيَّر؛ حيث كان معظمها تابعًا للدولة، أو يسير في ركابها إنْ لم يكن ناطقًا باسمها، وكذلك لاحظنا غياب القلم السعودي المحلي عن سطور هذه الصحف، وربما كان هذا لغلبة الصبغة الرسمية عليها.

 

أمَّا صحافة العهد السعودي وخاصَّة الفترة من سنة 1343هـ - سنة 1373هـ فقد كانت صحافة مقال وجد فيها القلم المحلي المنفذ الوحيد لنشر نتاجه الأدبي، لا سيَّما وأنها قامت على أكتاف الأدباء والمصلحين والمهتمِّين بفنِّ الكلمة والدعوة الاجتماعيَّة، كما تعدُّ بالنسبة للسعوديَّة أساس النشاط الفكري والأدبي، كما أنَّ توقُّفها يُؤكِّد ضعفَ هذا النشاط وحركة النشر بصورة عامَّة، ومن ثَمَّ كان لها أثرها الكبير في تشكيل الأدب العربي الحديث في السعودية، بينما تميزت صحافة مرحلة التوسُّع وقيام الوزارات من سنة 1373 إلى سنة 1383هـ بالدفاع عن الرأي العام، وعُنيت بالمشاركة الاجتماعية والسياسية والدعوة الإسلامية، ومشاركة الدول العربية مشكلاتها، ونضالها القوي للتحرُّر من الاستعمار، ونجحت في ترسيخ الوعي القومي وتطوُّره في مجتمع السعودية، وركَّزت على البناء الداخلي وطالبت بحل مشكلات المجتمع؛ كالمطالبة بالتوسُّع في التعليم وتنويعه، وتعليم المرأة، والاتِّجاه للزراعة والصناعة، خاصَّة بعد زيادة الدخل من البترول الذي اكتُشف مبكرًا في البلاد، وكان له أثره في تطوُّر المجتمع من جميع نواحيه، ولكنَّ هذا لم يمنع من استمرار صدور بعض المجلات الأدبيَّة الصرفة في هذه المرحلة؛ كمجلة المنهل التي ما زالت تصدر شهريَّة محافظة على طابعها الأدبي، كما صدر عددٌ من المجلات الأدبية؛ كالرائد والأضواء والإشعاع في هذه المرحلة، ولكنَّها توقَّفت في فترات متفاوتة.

 

إنَّ معظم صحف هذه ما الفترة كانت متَّحدة الهدف؛ ممَّا جعلها تبدو وكأنَّها نسخة مكرَّرة وإن تعدَّدت أسماؤها، وقد ارتباط هذه الصحف بالبيئة؛ فمعظم أسمائها مستمدَّة من البيئة؛ مثل: اليمامة/ الظهران/ الجزيرة/ المدينة المنورة/ القصيم/ قريش/ الندوة/ عرفات/ حراء، ولبعض هذه الصحف دلالة دينيَّة؛ ممَّا يؤكد ارتباطها بالبيئة، وقد أعطت الصحافة للأدب فرصة الظهور، خاصَّة وأنَّ الصحيفة في بداية عهدها كانت عبارة عن كتاب جماعي يُسهم فيه عددٌ من الكُتَّاب؛ لذا قويت العلاقة بين الأدب والصحافة، خاصَّة في مرحلة غياب الكتاب السعودي؛ ففي مجال التعبير النثري ظهر المقال، ووضح أثره وتطوره؛ لأنَّه أثرٌ من آثار الانفتاح، حيث ارتبط بالصحافة ارتباطَ وجود وعدم، وهو الركن الأساسي الذي يقومُ عليه البناء في صحف السعودية، على أنَّ المقال يعدُّ الأساس الأول لبداية النثر المعاصر وتطوُّره، فقد تطوَّر المقال وتنوَّع؛ فكان هناك المقال الديني الذي حظي بنصيبٍ موفور في الصحافة السعوديَّة؛ ففي السعودية ظهر الإسلام، وفيها البيت العتيق وغيره من الأماكن المقدَّسة، وقلوب المسلمين في شتَّى بقاع الأرض تهفو إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمفروض أنَّ الدعاة هنا أكثر خبرةً وصفاءً، ولديهم الطاقات الروحيَّة الفيَّاضة التي يستمدُّونها من هذه البيئة المقدَّسة، من مهبط الوحي، من جوار الكعبة المشرَّفة.

 

أمَّا المقالة الأدبية فهي التعبير الفني الصادق عن تجارب الكاتب الخاصَّة والرواسب التي تترُكها انعكاسات الحياة في نفسه، وقد وُجِدت في الصحافة السعوديَّة بكثرة.

 

والمقالة الاجتماعيَّة عالجت الكثير من مشكلات المجتمع العامَّة، وعالجت العادات السيِّئة بوضع الحلول الناجحة لها؛ حتى تقربها من أذهان الناس.

 

وقد اتَّجهت المقالة السياسيَّة إلى جمهور الناس لا إلى فردٍ بعينه، وقد صوَّرت المقالة سياسة الدولة الداخلية والخارجية، والمقال النقدي عاش في بداية النهضة فورة عصبية؛ لأن الكُتَّاب في الفترة السابقة للعهد السعودي تعلموا كيف تُستَخدم الأقلام في ميدان الجدل والعراك، ولكنَّ هذه الفورة ما لبثت أنْ هدأت، وبدأت المقالات تُكتَب بطريقة موضوعية وإنصاف أكثر، وقد كان النقد التحليلي المتَّزن الذي يعمد إلى الحقيقة ليُجلِّيها ليس غير بعيدًا عن التجريح الشخصي، بل إنَّ بعض المقالات يذكر كتابها للمنقود فضلَه وتفوقَه إن هفا مرَّة.

 

وإذا كان المقال الذي اعتمدت عليه الصحافة في بنائها يُعبِّرُ عن تطوُّر الأسلوب النثري فإنَّه يعدُّ الأساس الأول لانطلاق الفنون الحديثة التي تعتمدُ في أدواتها التعبيريَّة على النثر كالقصة، فقد كانت بدايتها تعدُّ أثرًا من آثار المقال الإصلاحي الذي يحفل بالأهداف الوعظية والتعليمية، واختلطت القصة بمفاهيم المقال الاجتماعي؛ فصارت القصة في البداية مجموعةَ مقالات ضُمَّ بعضها إلى بعض، وسارت في إطار الأهداف الإصلاحية والتعليمية، ووجدنا مصدر التجربة عند الكُتَّاب لا يُفارق البيئة المحليَّة بعيوبها وحسناتها، ولكنَّها اتَّجهت إلى الواقعية عند بعض الكُتَّاب بصورة واضحة، وعبَّرت عن وجدان الجيل الجديد وعن واقعه؛ فقد وضحت لها عدَّة اتجاهات كان أهمها الاتجاه النفسي الذي تمثَّل في "كاد الشك يهدم بيته"؛ لمحمد عبدالله مليباري، أمَّا الاتجاه الاجتماعي فقد ناقش مشكلة الزواج وأثارتها الصحافة السعودية كثيرًا، وعني بها المفكرون، كما ناقش الكُتَّاب مسؤولية الأم عن أبنائها بعد وفاة والدهم، وهذا نوع من تضحية المرأة المعروفة، أمَّا النوع الآخَر فقد تجلى في قصَّة سعد البواردي "كيف تضحي المرأة"، وقد بيَّن محمد أمين يحيى علاقة زوجة الابن بالأم في قصة "فاطمة"، كما ظهر الترابط الأسرى الجميل في قصة جميل الحجيلان "ليته يعود"، أمَّا الصداقة الحقة فتمثَّلت في قصة "نبل ووفاء"؛ لمحمد حسن سعيد.

 

وقد تجلَّت فلسفة الحب في "فكره"؛ لأحمد السباعي، والتي تمثَّل الصراع المستمرُّ بين القلب والعقل، أو بين الفكرة والعاطفة.

 

وأخيرًا صوَّر الكاتب نفسية الشاب المنقول من البادية إلى المدينة في قصة "قائد السرب هزاع الصويان"، كما تجلَّت فيها مظاهر الجد والاجتهاد والثمرة القيِّمة لذلك.

 

أمَّا الشعر فقد كانت له اتجاهاته التي تمثَّلت في شعر المناسبات الاجتماعية؛ كالمدح والرثاء الذين وضح فيهما اتِّجاه الشعراء، فهما من الفنون التقليدية في الأدب العربي، وقد عاشا مع الشاعر، والمدح في السعودية ليس للتقرُّب أو رغبة في عطاء فقط، ولكنَّه إشادة بالأعمال الخيرة، وهو مرآةٌ لنفسيَّة الشعب وما يريد أنْ يعبر عنه، أمَّا طريقه الأداء فهي الطريقة التقليدية، أمَّا الاتجاه الديني فقد تجلَّى واضحًا في شعر هذه الفترة، والشيء من معدنه لا يُستغرب، فأغاني الشاعر السعودي الدينيَّة تجيء من الدعاة إلى الله، وتتحدَّث عن قيم ظهرت على هذه الأرض المقدَّسة، وذكريات شهدت لها الجبال والوديان، والليل والنهار، وكانت السعودية مسرحها، أمَّا الاتجاه الثالث فكان الاتجاه الاجتماعي الذي هو نتيجةٌ للوعي واليقظة وإدراك الشاعر لدوره في البيئة الاجتماعية من نواحيها المختلفة، وقد حظيت فلسطين بجانبٍ كبير من اهتمام شعراء السعودية، حتى أنَّ أشعارهم في هذا المجال كوَّنت اتِّجاهًا مستقلاًّ، وقد نظر الشاعر السعودي إلى القضيَّة الفلسطينيَّة من الزاوية الإسلاميَّة، وواكب النكبة من بدايتها وسجل أشعارًا في كلِّ مناسبة تمرُّ على فلسطين، وهكذا كانت صورة فلسطين وقضيَّتها تكاد تكون تامَّة في الأدب السعودي منذُ بدايتها حتى الآن، والشُّعراء تفيض قرائحهم بما يعتملُ في وجداناتهم فيصورون ما يشعرون به.

 

أمَّا الطبيعة والمرأة فقد كانت اتجاهًا متميزًا في الشعر السعودي؛ حيث نظر الشاعر السعودي إلى الغزل من جانب الواقع والأخلاق؛ فحديث القلب ونجوى الحبيب تُصاغ بكلماتٍ غير فاحشة وبلا إسراف في القول، فقد هذَّب الدِّين الضمائر وصقل النفوس، وأذكى غرس الفضيلة، وكره التهتُّك؛ لذلك أحيل الغزل إلى نوعٍ من التسامي؛ عزل عفيف يروي ظمأ النفس، ولا يستنزل غضب السماء، وقد وصف الشاعر الشجر والروض والبحر وناجَى القمر بأشعار رقيقه، ورأى محبوبته من خلال جمال هذه الطبيعة.

 

وأخيرًا كان الاتجاه التأمُّلي والفلسفي؛ فالشاعر السعودي بشرٌ ييأس ويتألم لما يجري حوله، ولكنَّ اتِّزانه وإيمانه يعصمانه من التهوُّر والاندفاع المدمر، وهو دائمًا يجدُ مَن يبذل النصيحة في صِدق وإخلاص ومَن يردُّه إلى الجادَّة، جادَّة الحق والرجاء والإيمان.

 

وهكذا نتأكَّد من أنَّ الصحافة في السعودية كانت المصدر الوحيد لأدب النشر بصوره، خاصَّة هذه الفترة من 1343 إلى 1383هـ؛ لأنها أعطت للنشاط الأدبي وجوده، ورعَتْه بالري والنماء، حتى ارتبط بها ارتباطَ وجودٍ وعدمٍ لفترة طويلة.

 

والخلاصة الأكيدة من كل ذلك أنَّ الصحافة في السعودية كانت المنفذ الوحيد للأدب؛ فهي التي أعطت النتاج الأدبي روح الإنعاش والتطوُّر، واحتضنت الأدباء والمهتمِّين بفنِّ الكلمة، وكانت البيئة الوحيدة لظهور فنِّ المقال، والقصة القصيرة، فصحافة هذه الفترة صحافة أدبيَّة اعتمدت في بنائها على المقال، وتميَّزت بالروح الأدبيَّة حتى رأينا الصحف بعد عام 1373هـ تتَّجه للبناء الوطني والدعوة القومية، ولا تهمل المادة الأدبية، ومعنى ذلك أنَّه كان للصحافة دورها المهم في تشكيل الأدب المعاصر وتكوُّنه في اتِّجاهاته وأهدافه ومراميه.

 

الفهرس

الموضوع

الصفحة

المقدمة

أ

1- أهمية الرسالة والصعوبات في طريقها

 

2- منهج الرسالة

 

3- المحتوى

 

2- الباب الأول:

 

السعودية البيئة والإنسان

 

1- الأحوال الجغرافية

1

2- الإقليمية في الأدب

2

3- ميلاد الحضارة بين نجد والحجاز

6

4- مرحلة تأسيس المملكة بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والأمير محمد بن سعود

8

5- الأحوال التاريخية

10

6- الملك عبدالعزيز وبناء الدولة المتحضرة

14

7- أهداف الحكومة السعودية

17

8- الاستقرار الداخلي والتقدم السريع

18

9- التطور الاجتماعي

19

10- كيف يحيا الانسان في السعودية

21

11- العمل الحر والعمل المقيد

23

12- السعودية بين البادية والحاضرة (الأحوال الاجتماعية)

26

13- الاقتصاد

31

14- البترول وأثره في المجتمع

32

15- الحركة الصناعية

33

16- مديرية الزراعة

35

17- بين الحج والزراعة

37

18- التجارة (الاستيراد والتصدير)

39

19- مشكلات اجتماعية

40

أ- الهجرة

40

ب- تعليم المرأة والزواج

42

ج- المرأة وتربية الطفل

44

د- التربية بين البيت والمدرسة

46

هـ- حاجة الأمة إلى العلم

49

و- في التربية والتعليم (حرية التلميذ) (النظام المدرسي)

51

20- السياسة الصحية العامة

54

21- الوحدة الإسلامية

55

22- السياسة الخارجية ومشكلة فلسطين

56

أ- التعليم

65

ب- دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

67

ح- الكتب والمكتبات

68

د- البعثات والاطلاع على الآداب الأخرى

68

هـ- الإذاعة

69

و- المطبعة

71

ز- الصحف والمجلات

76

ح- النوادي الأدبية

76

ط- الأدب وأثره في نمو الوعي (كعامل من عوامل اليقظة)

78

4- التقدم الأدبي ثم العلمي

81

5- النقد والبناء

82

6- التقدم ومظاهرة

85

7- اهتمامات الناس

86

8- آراء المفكرين السعوديين في الاقتصاد والصحافة

89

9- دعائم الاقتصاد

98

10- الوعي الاقتصادي

99

11- النمو الاقتصادي والتقدم العمراني

100

12- وسائل التوجيه الزراعي

101

13- من مشاكل الزراعة والمزارعين

102

أ- العلم والزراعة

102

ب- الصناعة والزراعة

103

ح- مواقد الشمس

104

14- حول التجارة والاستيراد

104

15- الوعي القومي

105

16- التربية والتعليم

106

17- المجالس العلمية والأدبية

107

18- تاريخ التعليم في المملكة

109

19- توجيهات تربوية للملك عبدالعزيز

121

20- سياسة التعليم في المملكة

123

21- وزارة المعارف

124

22- الجامعة السعودية

124

23- الطلبة

128

24- الامتحانات والغرض منها وما يُراعى فيها

129

25- التعليم بين البادية والحاضرة

135

26- السعودية الوطن والثقافة

138

27- الشباب والثقافة

144

28- الوحدة الثقافية العربية

146

29- المؤتمر الثقافي الأول

148

30- الثقافة

150

31- القراءة

151

32- إصلاح التفكير مبدأ الإصلاح العام

152

33- قضايا ثقافية

153

أ- الثقافة والمجتمع

153

ب- التوجيه العلمي

155

ج- الثقافة العامة

156

د- نشر المخطوطات

157

هـ- الآثار

159

34- الحرب والحضارة

159

35- الحضارة والعلم

161

36- المعرفة والإيمان

162

37- هل العقول سواء

165

3- الباب الثاني

 

نشأة الصحافة وتطورها

 

الفصل الأول: ما قبل العهد السعودي

 

1- تمهيد

167

2- الصحافة الوافدة

169

3- الصحف الصادرة في العهد التركي:

170

أ- جريدة حجاز (الحجاز) سنة 1326هـ

170

ب- جريدة الإصلاح سنة 1327هـ

172

ح- صفا الحجاز 1327هـ

173

د- الرقيب 1909م سنة 1327هـ

175

هـ- جريدة المدينة المنورة سنة 1327هـ

175

4- صحف العهد الهاشمي:

177

أ- القبلة سنة 1334هـ

177

ب- مجلة جرول الزراعية سنة 1338هـ

180

ج- الفلاح سنة 1338هـ، سنة 1920م

182

د- بريد الحجاز سنة 1343هـ

184

الفصل الثاني الصحافة في ظل الملك عبدالعزيز 1343 - 1372هـ

 

1- جريدة أم القرى 1343هـ

188

2- مجلة الإصلاح 1347هـ

194

3- مجلة الحرم 1349هـ

201

4- جريدة صوت الحجاز 1350هـ

207

5- مجلة المنيل 1355هـ

226

6- جريدة المدينة المنورة 1356هـ

237

7- مجلة الحج 1366هـ

247

8- اليمامة 1372هـ

256

الفصل الثالث مرحلة التوسع وقيام الوزارات

 

1- المرسوم الملكي بتأليف مجلس الوزراء

267

2- مجلة قافلة الزيت

269

3- مجلة الرياض

277

4- جريدة الظهران (أخبار الظهران) 1374هـ

281

5- مجلة الإشعاع 1375هـ

288

6- جريدة حراء 1376هـ

296

7- جريدة الأضواء 1376هـ

305

8- عرفات 1377هـ

315

9- الندوة 1377هـ

320

10- مجلة الجامعة (جامعة الرياض) 1377هـ

328

الرائد سنة 1379هـ

332

12- قريش 1379هـ

339

13- القصيم 1379هـ

347

14- الجزيرة 1379هـ

352

15- مجلة راية الإسلام 1379هـ

359

16- جريدة عكاظ 1379هـ

363

4- الباب الثالث: الأدب في الصحافة السعودية

 

الفصل الأول:

 

1- رسالة الأدب وأهدافه

371

أ- أدب الغرور

371

ب- الأدب الهادف

372

2- الأدب للفن أو الأدب للحياة

373

3- الصلة بين الدين والأدب

378

4- الأدب والحضارة

380

5- الأساليب الأدبية

382

6- رأي في الأدب

384

7- الفكرة في ميزان النقاش

387

8- دور الأديب في توجيه المجتمع

389

9- نشأة الأدب السعودي وتطوره

392

10- مقومات الأدب السعودي

397

11- أدبنا بين الجديد والقديم

403

12- أدبنا في معترك الآراء

407

الفصل الثاني: فن المقالة وبداية النثر الحديث

 

1- تعريف المقالة

428

2- المقالة وبداية النشر المعاصر في السعودية

433

3- بين الرسالة والمقالة

436

4- من المقال إلى الحوار

439

5- سبيل الإثارة وسبيل المنهج العلمي في الكلام المنثور

449

أ- نموذج على النوع الأول

453

ب- نموذج على النوع الثاني

455

6- أنواع المقالة في الصحافة السعودية

457

أ- المقالة الدينية

457

ب- المقالة الأدبية

461

ج- المقالة الذاتية

465

د- المقالة الاجتماعية

467

هـ المقالة الرمزية

478

و- المقالة السياسية

482

ز- المقالة النقدية

487

7- الخاطرة

505

الفصل الثالث: القصة القصيرة: بدايتها وتطورها في صحف السعودية

 

1- بدايتها وتطورها

508

2- من المقالة إلى القصة

511

3- في أصول القصة: الزمان والمكان

513

4- استخدام العامية في حوار القصة

515

نماذج فنية:

519

1- حصاد الشهوة في "الثأر"؛ للأفغاني

519

2- الصراع النفسي في "كاد الشك يهدم بيته"؛ محمد عبدالله مليباري

524

3- الرمزية والتحقيق الوهمي للرغبات في "أحلام"؛ الأفغاني

528

4- الاتجاه الاجتماعي وقصص الأسرة السعودية

534

أ- ضحية الحب الأعمى "المترهبة"؛ محمد علي مغربي

534

ب- أمومه وبنوه "متاعب امرأة"؛ مهمة بريئة، غالب حمزة أبو الفرح

539

ج- التضحية السامية في "كيف تضحى المرأة"؛ سعد البواردي

543

د- فلسفة الحب في "فكرة"؛ للسباعي

545

هـ بين زوجة التسامي في أقصوصه "فاطمة"؛ عبدالسلام هاشم حافظ

552

ز- الوفاء والصداقة الحقة "نبل ووفاء"؛ محمد حسن سعيد

561

ح- الترابط الأسري والأخوة الصادقة في "ليته يعود"؛ جميل الجعيلان

566

طـ- الانتقال من البادية إلى المدينة الحديثة في "قائد السرب هزاع الصويان"؛ أمين سالم رويحي

571

الفصل الرابع

الشعر رصد اتجاهاته ومظاهرة من خلال الصحافة

 

1- فن الشعر

582

2- بعث الشعر العربي

584

3- ثقافة الشاعر العربي الحديث

587

4- الشعر المنثور

589

نماذج فنيه: 1- شعر المناسبات الاجتماعية

597

أ- المديح 1: "لك الله يا عبدالعزيز بن فيصل"؛ محمد بن عثيمين

597

ب- "نحبك إيمانًا ونخشاك طاعة"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي

605

ح- "حولية نجد"؛ فؤاد شاكر

610

د- "هنيئا لشعر أنت بيت قصيدة"؛ فؤاد شاكر

614

هـ- "وحيَّا فيك أمالاً كبارا"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي

615

و- "هو اليمن حتى يبذل الربح طالبه"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي

618

ح- "محفل يملأ الحياة سرورا"؛ حسن عبدالله القرني

620

طـ- "يا نسورا مشت تباري الغماما"؛ فؤاد شاكر

622

2- الرثاء:

 

أ- "دمعة من الشعر"؛ فؤاد شاكر

631

ب- "الدمعة الساخنة"؛ أحمد إبراهيم الغزاوي

632

ح- "نعت الجزيرة عاهلاً كبارا"؛ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس

635

3- الاتجاه الديني:

 

أ- "قبس من الهجرة"؛ حسن عبدالله القرش

638

ب- "مزايا الحج"؛ محمد إبراهيم جدع

657

ج- "تراويح رمضان"؛ محمود عارف

659

4- الاتجاه الاجتماعي

664

أ- "إلى الشباب"؛ إبراهيم فطاني

664

ب- "الجماعة"؛ محمد علي السنوسي

670

5- فلسطين في الشعر السعودي:

692

أ- "فلسطين الشهيدة"؛ محمد أحمد باشميل

 

ب- "وا إسلاماه"؛ أحمد فرح عقيلان

 

ح- "فلسطين"؛ محمد علي مغربي

694

د- "فلسطين"؛ محمد المسيطير

 

6- الطبيعة والمرأة:

700

أ- "وحي العقيق يوم انهماره"؛ الشاعر المجهول

700

ب- "البدر والبحر"؛ محمود عارف

708

ح- "جده"؛ حمزة شحاتة

711

د- "اذكريني"؛ محمد هاشم رشيد

 

هـ- "لها هواك"؛ حمزة شحاتة

 

7- الاتجاه الفلسفي والتأملي

724

أ- "دمعه"؛ إبراهيم هاشم فلالي

725

ب- "من الأعماق"؛ محمود عارف

729

ج- "شاعر يهبط إلى وادي الحياة"؛ عبدالقدوس الأنصاري

734

5- الخاتمة

741

نتائج وحقائق

741



[1] "المنهل" عدد رجب 1358هـ.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في حفظ الحقوق وأداء الأمانات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في الشوق إلى دار السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في توجيه السلوك (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة أثر الإيمان: أثر الإيمان في تحقيق الأمن النفسي (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اترك أثرا إيجابيا (10) حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اترك أثرا إيجابيا: عشر حلقات مختصرة في أهمية ترك الأثر الإيجابي على الآخرين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أثر سلبي وأثر نافع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة العين والأثر في عقائد أهل الأثر (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب