كتب مشكل القرآن حتى القرن السادس الهجري - دراسة لغوية تحليلية

ملخص الرسالة

كتب مشكل القرآن حتى القرن السادس الهجري

دراسة لغوية تحليلية

اختصّت هذه الدارسة بكتب مشكل القرآن التي ألفت حتى القرن السادس الهجري، وقد اتخذت ثلاثة كتب منها للتمثيل والتحليل وهي:

(1) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.

(2) مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي.

(3) باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن للنيسابوري، وذلك وفق منهج لغوي تحليلي.

لأجل ذلك سار الباحث في دراسة كتب مشكل القرآن الكريم في اتجاهين هما:

الأول: الاتجاه اللغوي، إذ قام ذلك بدراسة المسائل اللغوية كالمصطلحات ذات العلاقة بالمشكل كالتأويل والغريب والمبهم والمتشابه والمختلف والمتناقض والتعارض، والمسائل اللغوية التي لها أثر الإشكال في فهم الآيات القرآنية كالإعراب والالتفات والمجاز والتقديم والتأخير، والإظهار في موضع الإضمار، والإضمار في موضع الإظهار.

الثاني: الاتجاه التحليلي، إذ قام بتحليل كتب مشكل القرآن الكريم، وذكر الموضوعات التي وردت فيها، ووجهة نظر العلماء في بعض الموضوعات التي لها علاقة بمشكل القرآن، كفوائد الآيات المشكلة في القرآن، والآيات التي يوهم ظاهرها الإشكال، ودفع إيهام الإشكال عن آيات القرآن.

الكلمات المفتاحية:

بدء المشكل، وسبب المشكل، كتب الشكل، والكتب المؤلفة في مشكل القرآن، ابن قتيبة، مكي بن أبي طالب القيسي، وأبو القاسم محمود النيسابوري.

المقدمة:

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المسلمين، سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين، أما بعد.

فإنّ القرآن الكريم كتاب الله تعالى، أنزله بالحق وأخرج به النّاس من الظلمات إلى النور؛ لأنّه منبع الهداية ومعلّم الرشاد ومعجزة الإسلام الخالدة، ولذا عكف العلماء على دراسته وتفسير، حتى بلغوا مكانًا عظيمًا في فهم ما أشكل على بعض النّاس، واستخراج أسراره البلاغية وكنوزه المعنوية، وبذلوا في ذلك النفيس والغالى، وأفنوا أعمارهم في تحقيق هذه الغاية المنشودة.

وقد نال مشكل القرآن اهتمام العلماء قديمًا وحديثًا، وأخذوا بدراسته وتحليله وتفسيره والتأليف فيه، على امتداد القرون، واختلاف المبادئ وتعدد الأساليب، وحظي مشكل القرآن بنصيبٍ وافرٍ من الدراسات المتخصصة، عبر القرون المختلفة، منها ما وصل إلينا، ومنها ما لم يصل حتى الآن من الكتب القيّمة في مشكل القرآن الكريم.

وتعني هذه الدراسة بكتب مشكل القرآن الكريم، التي وصلت إلينا من القرن الأول حتى القرن السادس الهجري، وقد اتخذت ثلاثة منها نماذج للدراسة، وهي: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، ومشكل إعراب القرآن لمكي القييسي، وباهر البرهان في معاني مشكلات القرآن للنيسابوري.

وتحاول الدراسة رصد جهود كل مؤلف من تلك مؤلَفات، مع الاعتبار لأسبقية المؤلِف من حيث التسلسل الزمني، فكانت البداية من تأويل مشكل القرآن، إذ أردت أن أبدأ بأول كتب مشكل القرآن التي وصلت إلينا، وبيّنت المسائل الإشكالية الواردة فيها، وتحددت المناهج التي التمسها المؤلِفون في عرض الكتب وترتيبها، وذكر ما تضمّنها الكتب من الشواهد اللغوية في تحليل مشكل القرآن، وبيان موقف ابن قتبية، وموقف مكي القيسي، موقف النيسابوري منها.

أهمية الدراسة:

تبدو أهمية دراسة كتب مشكل القرآن في النقاط الآتية:

1- الإشارة إلى الفوائد الكثيرة التي تقدمها كتب مشكل القرآن من حيث تقعيد القواعد اللغوية وتصحيح نظر بعض الناس نحو الآيات القرآنية التي توهم بالإشكال.

2- بيان دقة الكلمات الواردة في القرآن الكريم وحركتها ضمّة وفتحة وكسرة، والحذر من العبث بها؛ لأنّ ذلك قد يؤدي إلى الخطأ في الفهم أو قلة الإيمان أو ربما إلى الكفر.

3- نفي الإشكال عن آيات القرآن الكريم؛ لأنّ الإشكال يعود إلى تفسير الآيات القرآنية؛ لأنّ المفسّر يتحدث حسب قدرته البشرية ودرجته العلمية.

أسباب اختيار الموضوع:

دعاني إلى دراسة كتب مشكل القرآن الكريم عدد من الأسباب منها:

1- خدمة كتاب الله تعالى، والكتب التي ألفت في مسألة من مسائل كتاب الله، والحديث في طرائق التفسير اللغوي الصحيح للآيات المشكلة والوقوف على أراء العلماء عنها.

2- تقديم الدراسات التي تناولت كتب مسائل القرآن الكريم، ومنها كتب مشكل القرآن الكريم، وقد اقتصر كثير منها على كتب غريب القرآن الكريم، وكتب متشابه القرآن الكريم، وكتب قراءات القرآن الكريم، أما كتب مشكل القرآن حسب إطلاعي، لم ينهض أحد بدراستها إلى يومنا، غالبًا.

3- السعي لإظهار جوانب التأثير والتأثر في الكتب التي ألفت في مشكل القرآن، فعلى الرغم من الكتب تعالج نقطة من نقاط علوم القرآن، إنّ الدراسات التحليلية تكشف لنا أوجه التأثير والتأثر بين هذه الكتب.

4- التعرف على أنواع المشكل القرآني، وطرائق الدفع على الطاعنين في القرآن الكريم بوجود المشكل والاضطراب والمبهم فيه، من حيث المعنى واللغة والصرف والإعراب.

5- محاولة ربط هذا الموضوع بعلوم اللغة، بل بكثير من علوم الإسلام كالعقيدة والفقه وأصوله وغيرها، مما يجعله جديرًا بالاهتمام والدراسة.

6- الاستفادة من آراء العلماء في مشكل القرآن، والإطلاع على أساليب اللغويين والمفسرين في بيان مشكل القرآن والترجيح بين الآيات التي توهم الاضطراب والإشكال.

7- الرغبة في الاعتناء بالكتب التي ألفت في مشكل القرآن الكريم، والتعرف على مؤلفيها، والمناهج التي اتبعت في عرض مشكل القرآن.

منهجية الدراسة:

التمس الباحث المنهج الوصفي، لوصف الكتب التي ألفت في مشكل القرآن من حيث مؤلفها ومنهجها وموضوعاتها ومدى استفادة اللاحقين من كتب السابقين في مشكل القرآن، والمنهج التحليلي لتحليل الجوانب اللغوية والنحوية، وتحليل كتب السابقين قبل كتب اللاحقين حسب التسلسل الزمني للمؤلفين.

الدراسات السابقة:

لم يجد الباحث دراسات التي تناولت كتب مشكل القرآن الكريم، ولكن وجد كتابا درس منهج مؤلف كتاب مشكل القرآن، ككتاب منهج ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن وأثره في الدراسات القرآنية، للدكتور فادي بن محمود الرياحنة، أو درس جانبًا من جوانب كتاب مشكل القرآن الكريم، كبحث التأويل النحوي للقراءات القرآنية في كتاب مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي، للأستاذ نوفل علي مجيد الراوي، ودراسة المسائل النحوية في كتاب باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن لأبي القاسم محمود النيسابوري، للدكتور يوسف صايل السلمي، أو دراسة موازنة لكتب المسائل الآخرى غير مشكل القرآن، كدراسة كتب مسائل الخلاف النحوي دراسة تحليلية نقدية موازنة للدكتور ناصر إبراهيم النعيمي.

خطة الدراسة:

سرتُ في الدراسة على الخطة المرسومة والمكونة من المقدمة والتمهيد وخمسة فصول وخاتمة، وذلك على النحو الآتي:

المقدمة:

فيها بيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والدراسات السابقة في الموضوع، ومنهج الدراسة حسب طبيعة الموضوع.

الفصل التمهيدي: تعريف المشكل ومصطلحاته وحمكته وحكمه

فيه دلالة المشكل في اللغة وفي الاصطلاح، والمصطلحات ذات العلاقة بالمشكل والفرق بينها، وأسباب المشكل وأهم المُؤَلفات في مشكل القرآن، وحكمة الوجود وحكم البحث في مشكل القرآن الكريم.

الفصل الأول: ابن قتيبة وكتابه تأويل مشكل القرآن

وفيه ترجمة موجزة لابن قتيبة ومنهجه في كتابه والموضوعات الواردة فيه، وأثره في الكتب اللاحقة ونماذج من الكتاب.

الفصل الثاني: مكي بن إبي طالب القيسي وكتابه مشكل إعراب القرآن

وفيه ترجمة موجزة لمكي بن أبي طالب القيسي، ومنهجه في كتابه والموضوعات الواردة فيه ومدى إفادته من الكتب السابقة ونماذج من الكتاب.

الفصل الثالث: النيسابوري وكتابه باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن

وفيه ترجمة موجزة للنيسابوري ومنهجه في كتابه والموضوعات الواردة فيه ومدى إفادته من الكتب السابقة ونماذج من الكتاب.

الفصل الرابع: الدراسات التحليلية للآيات المشكلة في كتب مشكل القرآن

وفيه التأليف في في توجيه الآيات المشكلة في القرآن، والآيات التي يوهم ظاهرها الإشكال في القرآن ودفع إيهام الإشكال عن آيات القرآن.

الفصل الخامس: الظواهر اللغوية في كتب مشكل القرآن

وفيه الإعراب، والالتفات، والتقديم والتأخير، والإظهار في موضع الإضمار أو العكس.

الخاتمة:

فيها أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.

الخاتمة

بعد المسيرة العلمية مع بعض كتب مشكل القرآن، التي ازدهرت حتى القرن السادس الهجري، نوجز فيما يأتي أهم النتائج التي توصل إليها البحث:

1- أثبت البحث إنّ مصطلح المشكل من المصطلحات التي أصابها التطور الدلالي، إذ دلّ اللفظ في الأصل على الإشكال الذي ينتج عن طريق المشابهة والمماثلة مما يوقع الاختلاط والتداخل، ثمّ تطور معناه ليشمل كلّ ما غمض من المعاني والتراكيب على المتلقِي.

2- أظهر البحث المصطلحات التي لها علاقة بمصطلح المشكل، وتداولها أهل اللغة وعلماء علوم القرآن والحديث والأصوليون وغيرهم كمصطلح التأويل والغريب والمبهم والمتشابه والمختلف والتناقض والتعارض، وذكر الفرق بين هذه المصطلحات عند المتخصصين.

3- أكد البحث أن وجود الإشكال في القرآن الكريم أمر نسبي، إذ لايوجد المشكل في القرآن، وإنّما الإشكال يعود إلى القارئ أو المفسر، فقد يشكل على أحد ما لا يشكل على الآخر؛ لأنّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم كتابًا لا اختلاف ولا تعارض فيه.

4- أشار البحث إلى أنّ دور كتب مشكل القرآن الكريم هو إظهار المواضع التي أشكل فهمها على النّاس، وعلى ما تظنّ أن فيها إشكالًا أو تعارضًا وتجيب عنها؛ لأنّه ليس كلّ استشكال للآيات له اعتباره وحظّه في النظر.

5- بيّن البحث أنّ تأويل مشكل القرآن أول كتب المشكل بلا نزاع، وكل ما جاء بعده من كتب مشكل القرآن، كان عيالًا عليه ومصدرًا له في المادة والمنهج والشواهد، ككتاب مشكل إعراب القرآن، وباهر البرهان في معاني مشكلات القرآن، وغيرهما من كتب مشكل القرآن، إذ كان لكلّ منها فضل وإضافة سواء في المادة أو في المنهج أو في الشواهد..

وأخيرًا؛ نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في هذا العمل، إنّه ولي التوفيق

The Abstract

The Quran Problematic Books Until Sixth Century

Analytical Linguistic Study

Prepared by: Amidu Adinoyi Jimoh

Supervised by: Prof. Odah Khalil Abu Odah

This study specialized on The Quran Problematic books which wrote until the sixth century AH، has taken three books as samples are: - Quran interpretation problem، wrote by bin Qutaiba، - Expressing of Koran Problem wrote by Makki ibn Abi Talib al-Qaisi، - brilliant proof of the meaning of the problems of the Koran، wrote by Nasabouri، in according to an analytical approach.

For that walked researcher to study the problem wrote the Koran in two directions:

The first trend language، as has studying the language issues Kalmstalhat related Palmchkl Kaltoal strange and enigmatic and of Like and different and contradictory and conflicting، and linguistic issues which have an impact confusion in the understanding of the Quran verses Kalaarab and pay attention، and metaphor، and the introduction delays، and Manifesting in a position Aladmar، and Aladm

The second trend analytical، as the analyzing wrote the problem of the Koran، and said the topics that was received، and the point of view of scientists in some of the topics related to the problem of the Koran، as interest verses problem in the Koran، verses that deludes the face of confusion and push to convince the confusion about the verses of the Koran.

Key words: start problem، and the cause of the problem، and wrote the problem، and the son of Koutaiba، and Mackie bin Abi Talib al-Qaisi، and Abu al-Qasim Mahmud Alnisabure

فهرس الموضوعات