• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    حديث في فقه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: دروس ...
    د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
  •  
    تأملات في سورة الفاتحة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    لا تؤجل التوبة (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: الدرس الثاني
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    الإبداع في القرآن الكريم: أنواعه، مجالاته، آثاره ...
    عبدالله محمد الفلاحي
  •  
    صفة الحج: برنامج عملي لمريد الحج وفق السنة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    سبعون أدبا في الصحبة والسفر والعلم (PDF)
    د. عدنان بن سليمان الجابري
  •  
    شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة ...
    عيسى بن سالم بن سدحان العازمي
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / الرسائل العلمية / رسائل دكتوراة
علامة باركود

لغة شعر أبي تمام بين ناقديه

وعد محمد سعيد آل كبع العاني

نوع الدراسة: PHD
البلد: العراق
الجامعة: جامعة بغداد
الكلية: كلية التربية (ابن رشد)
التخصص: اللغة العربية وآدابها
المشرف: د. هاشم طه شلاش
العام: 1425 هـ - 2005 م

تاريخ الإضافة: 4/9/2022 ميلادي - 7/2/1444 هجري

الزيارات: 9930

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص الرسالة

لغة شعر أبي تمام بين ناقديه


المقدمة:

﴿ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين وبعد.

إن الحديث عن أبي تمام (شاعرًا وفنانًا) لا يخرج عن دائرة الحديث عن الصراع بين القديم والحديث في مجال الفنون الأدبية، وقد كان حظ العصر العباسي عظيمًا تمثل في عصبية المحافظين ومحاولات المحدثين الانعتاق من القيود القديمة والتعبير عن الحضارة الجديدة، إذا أخذنا بالحسبان مأحدثه شعر أبي تمام من صدمه كبيرة للوعي السائد سواء أكانت تلك الصدمة على مستوى الخروج على عمود الشعر أم على مستوى لغة الشعر الجديدة، لذلك اجتهد النقاد كلُّ يعمل على شاكلته لاستكشاف حقيقة هذه اللغة الشعرية الجديدة التي لم يألفوها، فما ولّد لديهم جدلًا كبيرًا فظهرت آراء وأقول واسعة أريق فيها كثيرٌ من المداد، إذ خاف التقليديون على الذوق من أن يفسد بهذا التجديد"وأضحوا غير آمنين على عاداتهم في تذوق الشعر من التغيير وعلى قيمهم في تصور الشعر من الانقلاب"[1]. فكان أبو تمام غرضًا لسهام هؤلاء اللغويين ومَن تابعهم من النقاد، فقد حاروا في شعره، وما سبب ذلك إلاّ لأن اللغويين ألفوا شعر القدماء، فذللت لهم سبله، ووضحت أمامهم معالمه، أما شعر أبي تمام فقد كان جديدًا عليهم، وكانت هذه الجِدّة سبب حيرتهم فيه، وإعراضهم عنه.

 

ولم يكن أبو تمام بدعًا ممن قبله ولكنه مَخّضَ تجارب المجددين قبله فأرسى رسوم التجديد ووضعه على المحجة البيضاء، "وقد تصدّر أبو تمام حركة التجديد وأعطى لها من ثقافته وإطلاعه وذكائه ما قرر منهجها وقوّم فخامة لغتها على جزالة اللسان العربي سالكًا في التوليد والتجديد والبديع ما فتق أبواب البلاغة للأجيال بعده"[2]؛ ولذلك تداعى عليه النقد كما تتداعى الأكلة على قصعتها، هذا يمدح وذاك يقدح، وهذا مثنٍ وذاك هاجٍ.

 

ومما لاشك فيه أن هذا الموقف من حركة التجديد عامة ولغة شعر أبي تمام خاصة قد خدمت الحركة النقدية أيما خدمة، إذ إنها دفعت الشعراء المحدثين إلى شد أنفسهم بثقافة واسعة من لغة وآثار للأوائل للتزود بالأسس الضرورية للبناء الفني الشعري، ولكننا لا ننكر ضرر التعصب للقديم من دون وجه حق، ذكر الصولي في أخبار أبي تمام: " ومن الإفراط في عصبيتهم عليه ما حدثني أبو العباس عبد الله بن المعتز قال: حدثت ابراهيم بن المدير ورأيته يستجيد شعر أبي تمام ولا يوفيه حقّه بحديث حدثنيه أبو عمر أبي الحسن الطوسي وجعلته مثلًا قال: وجّه بي أبي إلى ابن الإعرابي لأقرأ عليه أشعارًا، وكنت معجبًا بشعر أبي تمام فقرأت عليه من أشعار هذيل، ثم قرأت أرجوزة أبي تمام على أنها لبعض شعراء هذيل:

وعاذل عذلته في عذلهِ
فظَنَّ أني جاهلٌ من جَهِلهِ

حتى أتمتها، فقال: اكتب لي هذه، فكتبها له، ثم قلت: أحسنةٌ هي؟! قال: ما سمعت بأحسنَ منها. قلت: إنها لأبي تمام. فقال: خَرق، خّرِق"[3].

 

ولكنّ شعر أبي تمام لم يعدم أن يجد بعض اللغويين والنقاد الذين تمثلُ آراؤهم نداءات يتردد صداها وتدفع الباحث للاحاطة بلغة شعره ووصف جوانبها المختلقة للوصول إلى تلك التجربة الفريدة التي التقى عندها القديم بالجديد على مستوى الألفاظ والتراكيب والمعاني.

 

وقد أكد قناعتي بدراسة لغة شعر أبي تمام كثرة ما قيل في أبي تمام من أقوال على ألسنة ناقديه من لغويين وبلاغيين ونحاة... مشهود لهم بالدقة والرصانة والحياد العلمي، ومنهم الصولي الذي وصف أبا تمام بأنه " عالم لغة " [4]، وقال فيه المعري: " كان مستبحرًا في اللغة "[5].

 

وروي عن أبي العباس ثعلب أنه كان يستعيد شعر أبي تمام فإذا فهمه استحسنه[6].

 

وقال المبرد: " والله إن لأبي تمام والبحتري من المحاسن ما لو قيس بأكثر من شعر الأوائل ما وجد فيه مثلهً.[7]

 

وجعل الزمخشري شعر أبي تمام بمنزلة ما رواه من شعر القدماء في ديوان الحماسة الذي يعدّ أحد مصادر الاستشهاد اللغوي والنحوي قال الزمخشري: " إنه وإن كان محدثًا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية، فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه "[8].

 

وقد وسّع أبو علي الفارسّي دائرة الاستشهاد النحوي فأورد أبياتًا لأبي تمام في كتابه (الإيضاح والتذكرة) وتبعه تلميذه (ابن جني).

 

وقد نقل البغدادي في خزانته جوانب من اهتمام النقاد بشعر أبي تمام وهذا القاضي الجرجاني صاحب (الوساطة) أنصف أبا تمام بعد أن تحامل عليه فقال: "ولستُ أقول هذا غضًّا من أبي تمام ولا تهجينًا لشعره، ولا عصبية عليه لغيره، فكيف أنا أدين بتفضيله، وتقويمه، وانتحل موالاته وتعظيمه، وأراه قبلة أصحاب المعاني وقدوة أهل البديع"[9].

 

لقد رأينا إجلال القدماء لأبي تمام حتى وصل بالشيخ يحيى الجزائري أن يقول: " ولايحتجُّ بكلام المولدين، وقّيد بغير أئمة اللغة، ولذا استشهد بقول حبيب؛ لأنه من علماء اللغة العربية "[10].

 

وإذا حاولنا أن نلتمس مواقف النقاد المحدثين من شعر أبي تمام، وجدنا أن أكثرها لا يكاد يخرج عن أحكام النقاد القدماء؛ لأنهم خضعوا للمقولات التي قصرت بالقدماء عن استيعاب اللغة الشعرية عنده فظلت بحوثهم محصورة في دائرة ضيقة تهيمن عليها المعايير النقدية التي هيمنت على دراسات النقاد القدماء فقد رفض (عباس محمود العقاد) أن يعد أبا تمام شاعرًا إنسانيًا ممتازًا؛ لأن المقياس الإنساني الصحيح للشاعرية الممتازة لديه هو أن يكون للشاعر (عالم)، وليس أبو تمام بصاحب عالم ولكنه صاحب إجادات يجيد في هذا المعنى أو ذاك من دون أن يعرض لك العالم في حالة من حالاته[11].

 

ووصف الدكتور محمد مندور أبا تمام بالإسراف وصفاقة الذوق والصنعة الباطلة[12].

 

أما أنيس المقدسي فقد قال: " والذي يطالع ديوانه تحريًا لهذه التهم يتضح له أن أكثر ما ذكروه حق "[13].

 

ولم يعدم النقد الحديث كذلك - شأنه شأن النقد القديم - أن يجد نقادًا منصفين لأبي تمام وشاعريته، فقد ذكر (الدكتور عمر فروخ) أن أبا تمام هو أول من أوجد طريقة الشاميين. وكان أول من حلّى الشعر العربي بالصناعة اللفظية المقصودة.[14]

 

وأما الدكتورة ابتسام مرهون الصفار فقد ذكرت أهمية (أن نتعرف ثقافة أبي تمام، ذلك المعين العظيم الذي خلق شخصيته الأدبية، واتجاهه الشعري الجديد، فلابد من أن تكون هذه الثقافة من الاصالة بمكان حتى صبغت شخصيته بطابع خاص، مستفيدة من قوة ذكائه، وسرعته خاطره، والإلهام النفسي الذي تمتع به )[15]. ويرى (أدونيس) الكلمة في شعر أبي تمام: أنها تشكل بنية عضوية تصل بنيويًا بين ذات الشاعر وأشياء العالم وأنها تحتضن من الشيء فعاليته فترينا الأشياء في اندفاعها وتفجرها وبكارتها وبهذا تقيم علاقة جديدة بين الأشياء وبينها فتزول الثرثرة القديمة وتدخل إلى الكلام شرارة لغوية جديدة هي شرارة الشعر الذي يعيد كل شيء إلى بدايته الأصلية[16].

 

ويرى (الدكتور عبد الكريم اليافي): أن أبا تمام هو أبو الجدل الحديث المستند إلى التغيير والى الحركة ولكنّه انتهج الجدل في شعره، فقد كان ذا مذهب شعري مبتكر وأن مسَّ هذا المذهب الشعري الفلسفة[17].

 

إن شعرًا حاز على مثل هذا الاهتمام جدير بأن يدرس ويسبر أغوار لغته للكشف عن أهميته من خلال نظرة ناقديه إليه؛ لأن هذه النظرة تساعد على فهم كثير من جوانب إبداع أي شاعر؛ قال الشاعر:

ومَن ذا الذي تُرضى سجاياه كلُّها
كفى بالمرءِ نبلًا أن تُعدَّ معايبه

وأبو تمام شاعر حقق حضوره النقدي من خلال هذه الثورة النقدية - إنْ صح التعبير- التي أثيرت حوله، والتي كانت عصارة لفتق كثير من الآراء اللغوية والنحوية الهامة التي دلت بوضوح على عمق شاعريته وأصالتها الفنية.

 

والذي أجده جديرًا بالقول: إن هذه الحركة النقدية على ضخامتها لم تستطع أن تفهم التطور الذي تحقق في الشعر العربي وأثر الحضارة في الأداب، لذلك جاءت معظم الأحكام النقدية مقيدة بمعايير توخى أصحابها منها أن يحافظوا على اللغة ومعانيها، ولكن كان عليهم أن يدركوا أن اللغة كائن حي يستحيل وضعه في قالب جامد لا يجوز لأحد أنْ يحيَد عنه أن مثل هذا الحكم العام يتنافر هو والفهم الصحيح للفن، وحركة تطوره المستمرة التي لا تنتهي عند حد، كما أنه لا يؤثر في منهج الناقد الذي قد يمهل في حدود هذه النظرة المحافظة الكثير من الجديد الذي قد يحققه الفنان[18].

 

وكفى بأبي تمام فخرًا أن يكون شاعرًا يستحوذ على اهتمام اللغويين فدفعهم إلى التأليف بينما نجد الأمر مختلفًا عند بقية الشعراء سواء الذين سبقوه أو الذين عاصروه أو جاؤوا بعده، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا: إن الحركة النقدية التي دارت حول أبي تمام تمثل المكانة الأولى في تاريخ حركة النقد العربي على مَرّ العصور.

 

ونستطيع ان نفصح عن مضامين هذه الأطروحة إذ اشتملت على أربعة فصول، وهي:

الفصل الاول: المستوى الصوتي.

الفصل الثاني: المستوى النحوي

الفصل الثالث: ظواهر لغوية

الفصل الرابع: المستوى الدلالي

 

ومن قراءة أولى لهذه العنوانات، قد يتراءى أنها درست كثيرًا، ولكن من قراءة أخرى سوف يتبين المستوى الذي درست فيه، فهدف الأطروحة الرئيس - كما ذكرنا - هو بيان آراء النقاد في لغة شعر أبي تمام، واستقصائها.

 

ففي الفصل الأول درس التشكيل الصوتي في شعر أبي تمام ورأي النقاد في وجود حروف الحلق مجتمعة في سياق مفرد مما يؤدي إلى التنافر الصوتي ثم درسنا اللفظة ودلالتها الايحائية الصوتية ثم التجنيس ودلالته الصوتية في شعر أبي تمام والقافية وأثرها الصوتي في شعره وكل ذلك قائم على أساس خلق جو من العلاقات بين اللفظة والموسيقى الشعرية وفيما بعد استقصينا بعض الظواهر الصوتية كالتخفيف والتشديد والابدال الصوتي وغيرها من الموضوعات الصوتية الأخرى.

 

أما الفصل الثاني فقد درس النحو على أساس الجملة ودلالتها السياقية وموضوعات أخرى كالحذف والتقدير وبيان حروف المعاني مما ذكره النقاد وتقليب الكلام على ما يحتمل من أوجه أعرابه والتقديم والتأخير وغيرها من الظواهر النحوية.

 

أما الفصل الثالث فقد خصص لدراسة ظواهر لغوية وجدت في شعره كررها نقاد شعره ارتأينا أن نجعلها فصلًا لأهميتها إذ درسنا في هذا الفصل ظواهر لغوية متعددة كالأضداد والأبدال والمعرب واختلاف العرب وغيرها.

 

أما الفصل الرابع فقد درس فيه المستوى الدلالي وبدأنا فيه بذكر اقتباساته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والشعر العربي وأمثال العرب، ودرسنا ألفاظه ودورها في إثراء لغة شعر أبي تمام، وأثر اللفظة في الدلالة.

 

وقد سبق هذه الفصول مقدمة وتمهيد وتلتها خاتمة وأبرز النتائج المستخلصة من البحث.

* * *

 

ومن حيث المنهج، فيحسن الحديث عن ملامحه الرئيسة التي وسم البحث بها.

 

فمن ملامح المنهج العلمي مايأتي:

• جاء المنهجان الوصفي والتحليلي مقترنين، تبعًا لما قام عليه البحث من تنظير وتطبيق، فالمنهج الوصفي يعنى بجانب التنظير في إثبات الأحكام، والمنهج التحليلي يعنى بأثر هذه المتغيرات في المعنى، وإنما اقترن المنهجان لتحقيق هدف البحث.

 

• سعيت إلى بيان أثر الرأي النقدي في بنية الكلمة وعلاقتها بغيرها من الألفاظ لذلك جاءت اغلب الآبيات النقدية مفردة وهذا ليس عيبًا فقد عمله المرزوقي عند شرحه لأبيات أبي تمام المفردة.

 

• إقامة موازنات بين مذاهب النحاة في مسائل مهمة تتطلب ذلك لتبيان الرأي الراجح أو المختار.

 

• تنوعت مصادر البحث بين الأدب والنحو والبلاغة والنقد، إذ كانت حاجة البحث إلى المصادر القديمة لا تقل أهمية عن المراجع الحديثة لتأكيد عدم إغفال نقادنا المحدثين لظاهرة مثل أبي تمام، وإن كانت تلك المصادر إلى الأدب والبلاغة والنقد أقرب منها إلى النحو.

 

وبعد هذا فلا أدعي لبحثي الكمال، إذ الكمال لله وحده، وحسبي أنني أنفقت جل وقتي، متابعة وبحثًا واجتهادًا، رغبة في أخراج هذا البحث للنور، فإن وفقت فإنه "لا يتوفق عبد حتى يوفقه الله" وإن أخطات فعلى نفسي.

 

والله أسأل أن يكون هذا البحث علمًا نافعًا في الدين والدنيا، أنه سميع يجيب، وما توفيقي إلا بالله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

الخاتمة والنتائج:

تمخض البحث عن النتائج من الممكن أن نقسمها على قسمين:

نتائج عامة ونتائج خاصة. فمن النتائج العامة المستخلصة من هذه الأطروحة

 

• أبو تمام شاعر كبير يعد رائد حركة التجديد في العصر الحديث.

 

• أبرز ما يميز أبو تمام هو لغته الشعرية التي اتسمت بكونها جاءت على وفق ما تتطلبه لغة الحضارة وإن خرجت عن الإطار المألوف للغة مما هيأ لها حركة نقدية واسعة تضم بين دفتيها نقادًا وبلاغيين وأدباء ونحويين مشهودًا لهم بالكفاءة والثقافة العلمية.

 

• الحركة النقدية لم تكن بمجملها موضوعية إذ التجني على شاعرنا في أحيان كثيرة واضح يراه أبسط من له أدنى بصيرة علمية وقد سخرنا الله - سبحانه وتعالى- للدفاع عن هذا الشاعر إزاء تلك الآراء، ونحن لا ننكر وجود بعض الهفوات التي ارتكبها شاعرنا ولكن يمكن ان يتأول له على نحو ما فعل المعري الذي كان يجد العلل والأسباب التي يدفع بها عن الشاعر.

 

• جاءت الأطروحة مقسمة على أربعة فصول، كل منها يصلح أن يكون دراسة لوحده، ومن الممكن أن تعم هذه التجربة على شعراء آخرين، يدرس شعرهم على أساس منظار نقدي -نحوي- بلاغي دون الدخول في الجوانب الأدبية أو البلاغية أو النقدية البحتة.

 

وأما النتائج الخاصة للأطروحة فكانت كثيرة ومتنوعة، ومن أبرز هذه النتائج:

• في الفصل الأول "المستوى الصوتي" حيث وجدنا ميل أبي تمام إلى الإكثار من حروف الحلق كلما استدعت الضرورة لذلك، وكذلك كانت المناسبة والعامل النفسي هما العنصر الأساس لجود كثير من الأصوات المكررة، لا ننسى والتصوير الذي يعد عاملًا أساسًا في إبراز البيت بالصورة اللفظية المناسبة.

 

• وفي الفصل الثاني (المستوى النحوي) درست موضوعات متعددة كان منها: علاقة الجملة النحوية بالسياق العام للبيت، الحذف والتقدير، معاني حروف الجر، تقليب الكلام على ما يحتمل من أوجه إعرابية، التقديم والتأخير، ظواهر لهجية دخلت في كتب النحو استعملها الشاعر وقد تم رصدها، ثم درست بعض الظواهر النحوية المبرزة في شعره كالإضافة واستعمال الضرورة الشعرية في صرف الممنوع من الصرف أو نداء العلم المفردة بالفتحة الظاهرة، وعود الضمير والتنازع في العمل، كل هذه الموضوعات وجدناها مبرزة في شعره أكدها النقاد، وطرحوا فيها الأفكار والأقوال مما جعلتنا نأتي بها على سبيل بيان اهتمام النقاد النحوي بلغة شعر أبي تمام.

 

• في الفصل الثالث (ظواهر لغوية)، درسنا فيه بعض الظواهر اللغوية التي كانت علمًا بارزًا في شعره مما رصده النقاد وأحاطوا به لأهميته، ومن هذه الظواهر: الأضداد، والإبدال اللغوي، واختلاف لهجات العرب، والترادف، والاشتقاق، والمشترك الفظي، والمعرب والدخيل، وغيرها من الموضوعات.

 

• في الفصل الرابع (المستوى الدلالي)، وجدنا في هذا الفصل أن نقدم لروافد أبي تمام الدلالية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والكلام العربي من شعر ونثر، ووجدنا أن أبا تمام لم يكن بدعًا من قبله بل كان خير وارث للغة العرب، ثم درسنا اللفظ وتطوره الدلالي وبعض الألفاظ العامية، ثم درسنا اللفظ والمعنى العام للسياق وأثر اللفظ في المعنى.

 

وفي الختام أدعو الله أن يمد في عمر أستاذي الدكتور المشرف: هاشم طه شلاش لما فيه خير العلم والبحث العلمي، إنه سميع مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



[1] بحوث في النص الأدبي: 69.

[2] العصر العباسي الاول: 139.

[3] أخبار أبي تمام: 176.

[4] م.ن:2.

[5] شرح التبريزي: 1/ 292.

[6] أخبار أبي تمام: 16.

[7] م.ن 97.

[8] الكشاف: 1/26. والاقتراح في اصول النحو:26.

[9] الوساطة بين المتنبي وخصومه:23.

[10] ارتقاء السيادة في علم اصول النحو:58.

[11] يسألونك: 57-58.

[12] النقد المنهجي عند العرب:51.

[13] أمراء الشعر العباسي: 297.

[14] أبو تمام شاعر الخليفة المعتصم: 40.

[15] أبو تمام ثقافته من خلال شعره: 6-7.

[16] الثابت والمتحول:2/ 115-116.

[17] ينظر: جدلية أبي تمام: 54.

[18] قضايا النقد الأدبي والبلاغة:382-383.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • إزالة الرماد عن لغة الضاد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • انتشار العامية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • منزلة اللغة العربية بين اللغات المعاصرة: دراسة تقابلية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التفاعل اللغوي بين اللغة العربية واللغات السامية في صدر الإسلام(مقالة - حضارة الكلمة)
  • عشقي للغة العربية: لغة الضاد وروح البيان(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لغة الخطاب القرآني عن العنف الأسري: دراسة تحليلية في ضوء علم اللغة الاجتماعي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رب قول معروف خير من صدقة وإن بلغت ما بلغت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مهارة الاستماع وتجربتي في تدريسها لمتعلمي اللغة العربية لغة ثانية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لغة القرآن وتميزها على سائر لغات العالمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللغة العربية.. لغة القرآن وبيان القرآن(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب