شعر محمد بن عمار الأندلسي (دراسة فنية)

ملخص الرسالة

شعر محمد بن عمار الاندلسي

(دراسة فنية)

المقدمة

الحمد لله الواهب الإنسان عقلًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المثل الأعلى، ورضي الله سبحانه وتعالى على آله وأصحابه ذوي الخلق الأسمى.

وبعد: فقد وقع اختياري على شعر شاعر عاش في فترة خصبة الازدهار والتقدم وفي بيئة مليئة بالشعر والنثر، وقصور يتنافس أهلها على الادب، وهذا الشاعر هو الوزير (محمد بن عمار) فضلًا عن أن سيرة هذا الشاعر وشعره قد دونت في مصادر كثيرة، منها القديمة كـ (قلائد العقيان) للفتح بن خاقان و(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) لابن بسام، وكذلك كتاب (المطرب في أشعار أهل المغرب) لابن دحية الكلبي، و(المعجب في تلخيص أخبار المغرب) لعبد الواحد المراكشي، وكتاب (الحلة السيراء) لابن الأبار، وفي صفحات متفرقة من كتاب (نفح الطيب) للمقري وغير ذلك من المصادر القديمة.

وهناك كتيب لثروت أباظة اسمه (ابن عمار) يتحدث فيه عن حياة الشاعر بأسلوب قصصي مع إيراد أبيات من شعره، وللدكتور صلاح خالص كتاب أسماه (ابن عمار الأندلسي دراسة أدبية تاريخية) تحدث فيه عن حياة الشاعر وجمع شعره في ديوان ملحق بالكتاب.

ولكن كل هذه الدراسات لم تتناول شعر ابن عمار بدراسة واسعة، تغني شعر الشاعر، على الرغم من أن الباحثين قد أفاضوا كثيرًا في شعر شعراء كثيرين وفي مجالات الدراسات المختلفة، لذا ارتأيت أن أتناول شعر ابن عمار بدراسة فنية، لعلي أعطي نصه ما يستحقه من الدراسة.

وقد تضمن البحث تمهيدًا وثلاثة فصول وخاتمة ومستدركات.

أما التمهيد: فقد اشتمل على نبذة عن حياة الشاعر، اسمه ومولده وشهرته وثقافته ومن ثم وفاته، وبعض أقوال القدماء في شعره وتعريف موجز بديوانه.

وتناول الفصل الاول: اللغة، ويقع في مبحثين: المبحث الأول: الألفاظ، وتنقسم على ألفاظ الطبيعة الساكنة والمتحركة، وألفاظ الخلافة والحكم، وألفاظ أعجمية ومعربة، وألفاظ جاهلية.

أما المبحث الثاني: فيتمثل في التراكيب اللغوية والنحوية، وتشمل: الحذف، التعجب، اسم التفضيل، النداء، الأمر، التضمين والاقتباس.

أما الفصل الثاني: فيشمل الصورة الفنية، وتضم الصور البيانية، وينقسم على ثلاثة مباحث، المبحث الأول: يشمل التشبيه والمبحث الثاني: يمثل الاستعارة والمبحث الثالث: الكناية.

أما الفصل الثالث: فيشمل الإيقاع، ويقع في مبحثين، أما المبحث الأول: فيشمل الموسيقى الخارجية، تعريفها، وتشمل البحور (الأوزان)، ثم القوافي.

ويشمل المبحث الثاني: الموسيقى الداخلية، ويتضمن: التكرار، رد العجز على الصدر، التدوير، التصريع، الموازنة، الجناس، الطباق، التوشيح ومن ثم خاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في ديوان ابن عمار، ثم المستدرك على شعره.

ويلاحظ القارئ أن هناك نوعًا من التفاوت بين مباحث الرسالة ومرد ذلك إلى ما يتوفر من الظاهرة المعنية في شعر الشاعر.

أما الذي واجهته من صعوبات فيتمثل بأني اعتمدت بالدرجة الأولى على ديوان ابن عمار الذي جمعه د. صلاح خالص، ولكن هذا الشعر غير مضبوط بالشكل وكثير منه غير واضح لرداءة الطبعة، مما اضطرني إلى الذهاب إلى المصادر القديمة التي تناولت شعره، وكثيرًا ما لا أجد الأبيات في تلك المصادر لأن جامع الديوان قد أخذ من مخطوطات، ومصادر لا توجد في مكتبتنا، وإنما هي خارج القطر، أو لفقدان بعض منها في المكتبة.

ولا أنسى جهود الخيرين الذي أرشدوني إلى إتمام البحث وإكماله وكان في مقدمتهم الأستاذ الدكتورة نزهة جعفر حسن التي أشرفت على الرسالة وعملت كل جهدها في مساعدتي فهي الموجهة في كل خطوات البحث، والتي أعطتني الكثير من وقتها من أجل إتمام هذا العمل، أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

وأتقدم بشكري إلى أساتذة قسم اللغة العربية كافة في كلية التربية، ولا سيما الذين تفضلوا بقراءة الرسالة وأناروا النقاط المظلمة وأدوا لي النصح والتعديل.

ولا أنسى أن أشكر كل الأخوات والإخوة في المكتبة المركزية فهم اليد الحانية والقلوب الصافية.

وختامًا أتقدم بالشكر الجزيل إلى السيد رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية الدكتور عبد الستار عبد الله لتعامله الجميل المتواضع مع طلبة الدراسات العليا ولتسهيله شؤون البحث في جانبها الإداري.

وبعد فأرجو أن أكون قد قدمت شيئًا نافعًا يغني المكتبة العربية فإن إدراك كل النواحي ليس بالسهل، وهذا ما استطعت أن أقدمه و(لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها) والله الموفق.

الخاتمة

وبعد أن انتهيت من كتابة هذه الصفحات، وقفت أتأمل أهم ما وصلت إليه من شعر ابن عمار، الذي كان لابد من دراسة تختص بشعره من الناحية الفنية، حاله حال أقرانه في المرتبة أو من هم دون مستواه أو أعلى من مستواه ممن عني الباحثون بشعرهم واستفاضوا فيه، فتوصلت إلى ما يأتي:

• أن ابن عمار برغم أنه شاعر مشهور، إلا أنه سياسي ماهر فطن، وفارس متمرس مغوار. وقد عاش تجربة واسعة بعضها في ظل فقر قاتل وبعضها تحت ظل الرفاهية والمتعة. لتنتهي سيرته وتطوى صفحة حياته بفاجعة مؤلمة.

• امتازت لغته الشعرية برصانتها وتماسك عباراتها، وأنها ذات معانٍ ودلالات كثيرة مع وضوح الألفاظ وبعدها عن التكلف والتصنع.

• يقوم شعره على أساس عقلاني مع هدف نفعي في الغالب، مستعملًا لغة شديدة المباشرة والوضوح يسكبها في عبارة قوية النسج حية الإيقاع ذات نبرة عالية.

• أما ألفاظ الطبيعة، فهو لم يختلف عن أقرانه في استخدامها، إلا أنها كانت قليلة جدًا وأكثرها إن لم نقل كلها لخدمة الأغراض الشعرية كالمديح والهجاء والاستعطاف. ووظفت فيها الفنون البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية ومجاز.

• أما ألفاظ الإدارة والحكم فقد سارت على نهج المشارقة وبعضها تطورت وتحولت.

• كما أن شعره لم يكن خاليًا من الألفاظ الأعجمية والمعربة.

• كان الشاعر في أغلب شعره يسير على نهج المشارقة ويترسم خطاهم في ألفاظه وتراكيبه وصوره الفنية وموسيقاه الشعرية.

• لم يخل شعره من العادات والأعراف الجاهلية حيث وظفها في المكان المناسب.

• أما التراكيب اللغوية فامتازت بإيحاءاتها المعنوية والدلالية التي تعطي النص بعدًا فنيًا واسعًا سواء أكانت في الحذف أو التعجب أو الامر أو النداء...

• أما الفنون البلاغية التي تناولتها بالبحث من تشبيه واستعارة وكناية فكانت تقليدية أغلبها تسير على نهج القدامى، حيث سلك المسلك نفسه في تشبيه الممدوح ببعض الصفات التي سار عليها أسلافه، وتشبيه المرأة بالاوصاف التقليدية، وكذلك الحال في الاستعارة والكناية، برغم أنه قد أبدع في بعض الجوانب الفنية في هذه الفنون.

• أما الإيقاع عند ابن عمار، فقد انقسم على نوعين:

إيقاع خارجي تمثل بالموسيقى الخارجية. فقد اختار الشاعر الأوزان والبحور الأكثر تداولًا وشهرة عند أغلبية الشعراء، كالطويل والكامل والبسيط وغيرها، واختار القوافي التي تلائم الموضوع وللغرض المناسب، كما اقتفى نهج القدامى في اختيار حروف الروي الأكثر شهرة في الاستعمال.

أما الموسيقى الداخلية: فقد تنوعت في شعره متمثلة بالتكرار والتصريح والطباق والجناس ورد الأعجاز على الصدور، مما زاد من جمالية الإيقاع وإغنائه بدلالات كثيرة وبوساطتها استطاع الشاعر أن يزيد من جمالية النص الشعري وجمالية موسيقاه.

• وتبين أن ابن عمار كان متمكنًا من صياغة القصيدة وصناعة النظم، قادرًا على التعبير عن أفكاره ومشاعره في أبيات متماسكة وقافية متينة وأسلوب يجمع بين المتانة المشرقية والرقة الأندلسية.

• كما امتاز شعره بالعمق والجدية في مواقف حاسمة ومصيرية، فترى تدفق المشاعر والعواطف الجياشة العميقة تنبثق منها. وأشعار أخرى له تمتاز بسطحيتها وبساطتها في مواقف الفرح والمتعة.

• وامتاز شعره بتصوير أحداث تاريخية وواقعية عاشها الشاعر أو خاض غمارها.

وبعد فهذا ما توصلت من خلال دراستي لشعر محمد بن عمار، وسيرى القارئ خلال تصفحه أمورًا مهمة يمكن أن يضعها في إطار النتائج.

والله الموفق لكل خير.

المستخلص بلغة الرسالة:

الحمد لله الواهب الإنسان عقلًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المثل الأعلى، ورضي الله سبحانه وتعالى على آله واصحابه ذوي الخلق الأسمى.

وبعد: فقد وقع اختياري على شعر شاعر عاش في فترة خصبة الازدهار والتقدم وفي بيئة مليئة بالشعر والنثر، وقصور يتنافس أهلها على الأدب، وهذا الشاعر هو الوزير (محمد بن عمار) فضلًا عن أن سيرة هذا الشاعر وشعره قد دونت في مصادر كثيرة، منها القديمة كـ (قلائد العقيان) للفتح بن خاقان و(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) لابن بسام، وكذلك كتاب (المطرب في أشعار اهل المغرب) لابن دحية الكلبي، و(المعجب في تلخيص أخبار المغرب) لعبد الواحد المراكشي، وكتاب (الحلة السيراء) لابن الأبار، وفي صفحات متفرقة من كتاب (نفح الطيب) للمقري وغير ذلك من المصادر القديمة.

وهناك كتيب لثروت أباظة اسمه (ابن عمار) يتحدث فيه عن حياة الشاعر بأسلوب قصصي مع إيراد أبيات من شعره، وللدكتور صلاح خالص كتاب اسماه (ابن عمار الاندلسي دراسة أدبية تاريخية) تحدث فيه عن حياة الشاعر وجمع شعره في ديوان ملحق بالكتاب.

ولكن كل هذه الدراسات لم تتناول شعر ابن عمار بدراسة واسعة، تغني شعر الشاعر، على الرغم من أن الباحثين قد أفاضوا كثيرًا في شعر شعراء كثيرين وفي مجالات الدراسات المختلفة، لذا ارتأيت أن أتناول شعر ابن عمار بدراسة فنية، لعلي أعطي نصه ما يستحقه من الدراسة.

وقد تضمن البحث تمهيدًا وثلاثة فصول وخاتمة ومستدركات.

أما التمهيد: فقد اشتمل على نبذة عن حياة الشاعر، اسمه ومولده وشهرته وثقافته ومن ثم وفاته، وبعض أقوال القدماء في شعره وتعريف موجز بديوانه.

وتناول الفصل الأول: اللغة، ويقع في مبحثين: المبحث الأول: الألفاظ، وتنقسم على ألفاظ الطبيعة الساكنة والمتحركة، وألفاظ الخلافة والحكم، وألفاظ أعجمية ومعربة، وألفاظ جاهلية.

أما المبحث الثاني: فيتمثل في التراكيب اللغوية والنحوية، وتشمل: الحذف، التعجب، اسم التفضيل، النداء، الامر، التضمين والاقتباس.

أما الفصل الثاني: فيشمل الصورة الفنية، وتضم الصور البيانية، وينقسم على ثلاثة مباحث، المبحث الأول: يشمل التشبيه والمبحث الثاني: يمثل الاستعارة والمبحث الثالث: الكناية.

أما الفصل الثالث: فيشمل الإيقاع، ويقع في مبحثين، أما المبحث الاول: فيشمل الموسيقى الخارجية، تعريفها، وتشمل البحور (الأوزان)، ثم القوافي.

ويشمل المبحث الثاني: الموسيقى الداخلية، ويتضمن: التكرار، رد العجز على الصدر، التدوير، التصريع، الموازنة، الجناس، الطباق، التوشيح ومن ثم خاتمة تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في ديوان ابن عمار، ثم المستدرك على شعره.

فتوصلت إلى ما يأتي:

• أن ابن عمار برغم أنه شاعر مشهور، إلا أنه سياسي ماهر فطن، وفارس متمرس مغوار. وقد عاش تجربة واسعة بعضها في ظل فقر قاتل وبعضها تحت ظل الرفاهية والمتعة. لتنتهي سيرته وتطوى صفحة حياته بفاجعة مؤلمة.

• امتازت لغته الشعرية برصانتها وتماسك عباراتها، وأنها ذات معانٍ ودلالات كثيرة مع وضوح الألفاظ وبعدها عن التكلف والتصنع.

• يقوم شعره على أساس عقلاني مع هدف نفعي في الغالب، مستعملًا لغة شديدة المباشرة والوضوح يسكبها في عبارة قوية النسج حية الإيقاع ذات نبرة عالية.

Abstract

This study deals with the poetry of one of the poets who lived in a prosperous period and in an environment full of poetry and prose and where palaces inhibitors were fond of literature. This study is concerned with Mohammed bin Ammar Al Andalusi, the minister and the poet.

There are studies dealing with the biography and this poet and his poetry, but there is no elaborate study about his poetry. Thus, this study is mainly dedicated for his poetry.

The study started with an introduction about the biography of the poet, his culture, his death and his poems. Then it is divided into three chapters. Chapter one defines language and is subdivided into two sections. Section one deals with utterance and section two deals with linguistic and syntactical structures. Chapter two defines the poetic image and is subdivided into three sections. Section one deals with simile, section two with metaphor and section three with metonymy. Chapter three deals with rhythm and is subdivided into two sections, where the first section deals with the external music and the second with the internal music. The study then ends with a conclusion.

It is clear that Ibn Ammar was a famous poet, besides his political adventures. His poetic language was characterized by its cohesion and most of his poetry was based on a rational basis. He used phrases of nature and administration and some ancient words. His linguistic and syntactical structure were characterized by there significant and semantic refrences.

The figurative devices, including simile, metaphor and metonym, were an imitation of the eastern poetry.

The external and internal rhythm was characterized as following the steps of the ancients in choosing rhymes and poetic meters. His poetry was also characterized by depth and seriousness in fatal situations and this resulted in emotions in the poetry where other poems were superficial in their emotions.

His poetry also depicted some real and historical events witnessed by the poet himself.