المكلل بالأولوية في المسلسل بالأولية

المُكَلَّلُ بالأَوْلَوِيَّة في المُسَلْسَلِ بالأَوَّلِيَّة

لمحمد بن عبد العزيز الجَعْفَري المَجْلي شِهْري (ت1320)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الأول أرحم الراحمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الرحماء بينهم وأتباعهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا جزءٌ لطيف في رواية حديث الرحمة المسلسل بالأولية، من رواية أحد كبار علماء الهند ومسنديهم في وقته، وهو القاضي المحدّث العلامة الرحلة الصالح محمد بن عبدالعزيز الجَعْفَري المَجْلي شِهْري (ت1320) رحمه الله تعالى.

وهذا الجزء طُبع في الهند قديمًا دون تحديد للزمان والمكان[1]، وهو في ورقتين، وكان مؤلفه يقرؤه على تلامذته ويجيزهم به، ويحرص على تحقق شرط تسلسله لهم -كما يأتي في ترجمته -، وتلقاه عنه جماعة من كبار العلماء.

وممن عزاه له باسمه تلميذُ مؤلفه: العلامةُ عبد الرحمن المباركفوري في مقدمة تحفة الأحوذي (1/99)، ونقل أكثره هناك.

وقد ذكر المؤلف لنفسه ترجمة ذاتية، نشرتها ضمن ترجمتي له في موضوع مستقل بموقع الألوكة، فليراجعه من أراد.

النص المحقق:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.

أمّا بعد:

فيقول محمدُ بنُ عبدِ العزيز، المدعو بشَيْخ محمَّد، الهاشِمِيُّ الجَعْفَريُّ، والفاطِميُّ الزَّيْنَبيُّ، لَطَفَ الله به، وأَلْـحَقَه بسَلَفِه، وبارَك في خَلَفِه:

حدَّثني مُسْنِدُ الوقتِ العلّامَةُ أبو الفضل عبدُ الحقِّ المُحَمَّدِيُّ بالحديثِ المسلسل بالأولية مِنْ لَفْظِهِ، وهو أوّلُ حديثٍ سمعتُه منه،[2] قال:

حدَّثني إمامُ المحدِّثين القاضي محمدُ بنُ عليٍّ الشَّوْكانِيُّ رحمه الله تعالى، عن شيخِه السيدِ عبدِ القادرِ بنِ أحمد، وهو عن شيخه محمد حَياة السِّنْدي، وهو عن الشيخ سالم ابنِ الشيخِ عبدِ الله بنِ سالم البِصْريِّ[3] المكيّ، عن أبيه، عن الشيخ محمد بنِ علاءِ الدين البابِليِّ[4] المِصْري، عن الشهاب أحمد بن محمد ابن الشِّلْبي[5]، عن يوسُفَ بنِ زكريا الأنصاري، عن إبراهيمِ بنِ علي بن أحمد القَلْقَشَنْدي، عن أحمد بن محمد ابن المَقْدِسِيِّ، عن محمد بن إبراهيم المَيْدُومي، عن عبد اللطيف بن عبد المُنْعِمِ الحَرّاني، عن أبي الفَرَج ابن الجَوْزيِّ، عن إسماعيل بن أبي صالح النَّيْسابُوري، عن أبيه، عن محمد بنِ مَحْمِش الزِّيادي، عن أبي حامدٍ محمدِ بن محمد البَزّاز، عن عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم النَّيْسابُوري، عن سُفيان بن عُيَيْنَة، عن عَمْرِو بنِ دِينارٍ، عن أبي قابُوسَ مولى عبدِ الله بن عَمْرِو بنِ العاصِ، عن عبدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال:

«الرّاحِمونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمٰنُ -تَبارك وتعالى-، اِرْحَموا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمُكُم مَنْ في السَّماء»[6].

وكُلٌّ مِنْ هؤلاء يقول: «وهو أول حديث سمعتُه» من شيخه إلى سفيان بن عُيَيْنَة، رضي الله عنهم أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.

• • •

السماعات أواخر بعض النسخ من الجزء

جاء في آخر نسخةٍ من الجزء بخط المجيز:

«قلت: قد سمع مني هذا الحديث المسلسل بالأولية أولًا: الشاب الصالح المولوي إدريس بن العالم المحقق المولوي شمس الحق المتوطن في قرية دياون من قرى الفورب من بلاد الهند، وأجزتُه أن يرويه عني بالشروط المقررة عند أهل الحديث، وأسأل الله أن يوفقني للعمل بالسنّة وإياه، ويرزقنا الإخلاص، ويختم لي وله بخير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلّم أجمعين.

وكتبه محمد بن عبد العزيز الجعفري، المدعو يشيخ محمد، في الربيع الأولى سنة 1313، بخطه».

وفي نسخة أخرى:

«وقد سمع مني هذا الحديث مسلسلًا أولًا: الأخ الصالح سعد بن حمد بن عتيق النَّجدي نزيل الأفلاج، فأجزتُه أن يرويه عني، وكذلك أجزتُه بجميع مروياتي ما صحّ وثَبَت عندي، وأوصيه بتقوى الله في السر والعلانية، وكتب هذه الأسطر محمد المدعو بشيخ محمد، في صفر 1303».

وفي نسخة أخرى:

«قلت: قد سمع مني أولًا هذا الحديث المسلسل بالأولية المولوي عبد الرحمن ابن الحافظ عبد الرحيم من أهل مباركفور، فأجزتُه أن يرويه عني بالشروط المعتبرة عند أهل الفن، وأوصيه بتقوى الله في السر والعلن، وعدم القول بالرأي في معنى الحديث، واتباع السلف الصالح في فهم مراده، وأسأل الله أن يوفقه لذلك، ويختم لي وله بخير، وكتبه محمد بن عبد العزيز المدعو بشيخ محمد بخطه في سنة 1313 من الهجرة».

وفي نسخة أخرى:

«قلت: قد سمع مني هذا الحديث المسلسل بالأولية على سبيل التحديث أولًا: المولوي سلامت الله بن خان محمد، من أهل مباركفور، من توابع أعظم كره من بلاد الهند، فأجزتُه أن يرويه عني مع الشروط المقررة عند أئمة الحديث وأهله، وأوصي نفسي بتقوى الله وإياه، والعمل بالحديث، والتدين بمقتضاه، وصلى الله على محمد وآله وسلّم أجمعين، وكتبه محمد بن عبد العزيز الهاشمي الجعفري المدعو بشيخ محمد، في سنة 1313».