نور العين في إصلاح جامع الفصولين (دراسة وتحقيق)

ملخص الرسالة

نور العين

في إصلاح جامع الفصولين

لمحي الدين محمد بن أحمد بن محمد بن رمضان الرومي التوقيعي

الشهير بـ(نشانجي زاده) المتوفى سنة ١٠٣١ هـ رحمه الله تعالى

(دراسة وتحقيق)

مقدمة البحث:

تمهيد:

اللهم لك الحمد على ما علمت من البيان، وألهمت من التبيان، وأسبغت من العطاء، وأسبلت من الغطاء، وأعوذ بك اللهم من شرة اللسن وفضول الهذر، وأستغفرك من نقل الخطوات إلى خطط الخطيئات، وأستوهب منك توفيقًا قائدًا إلى الرشد، وقلبًا متقلبًا مع الحق، ولسانًا متحليًا بالصدق، وعزيمةً قاهرةً لهوى النفس وبصيرةً أُدرك بها عرفان القدر، وأسألك ربي العصمة من الغواية في الرواية، حتى لا أرد مورد مأثمة، ولا أقف موقف مندمة، ولا ألجأ إلى معذرة عن بادرة، وأصلي وأسلم على من ختمت به النبيين، وجعلته في عليين، ووصفته برحمة للعالمين، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فمذ ظعنت أبحث للرسالة عن موضوع، وأنا أقلب طرفي في تيك المصنفات الزاخرات، من بنيات عقول العلماء، لعلي أتلو فيها تلوهم وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع وأنشأت على ذلكمع ما أعانيه من جمود القريحة، وخمود الفطنة، دهرًا من الزمن، ولم أرم فيه المراد، حتى ضقت ذرعًا، فساق إليَّ أحد الفضلاء، فكرة تحقيق كتاب في القضاء، وأطلعني عليه بعد توفيته الثناء، فألفيته موسومًا بـ "نور العين في إصلاح جامع الفصولين"، وقد جمع فيه بين الحسنيين: الشمول والإيجاز، للفقيه القاضي الحنفي محمد بن أحمد الشهير بنشانجي زاده، وطفقت أتأمل ما سطره مصنفه، وأسرِّح بصري فيما أبدعه مؤلفه، فلما استحسنت صنعته، واستغزرت ديمته، عزمت على تقديمه مشروعًا لرسالة الدكتوراه، وما توفيقي إلا بالله.

أهمية الكتاب، وأسباب اختياره:

إن سبب اختياري للكتاب تأتي من الأهمية التي لمستها له في الفقه الحنفي عمومًا، وفي القضاء خصوصًا. ويمكننا إجمال بيان ذلك في الآتي:

1) مما يقف على رأس الهرم في أسباب الاختيار؛ كون هذا الكتاب متخصصًا في القضاء والحكومات، بالإضافة إلى أن المؤلف من المتأخرين، فيعد إخراج هذا الكتاب محققًا، إضافة للمكتبة الإسلامية القضائية في التحرير، وتحقيق المسائل ومعلوم مكانة كتب المتأخرين في التحرير، والتحقيق، وجمع المسائل، والأقوال.

2) ومما يدل على أهمية الكتاب؛ تلقي علماء الأحناف له بالقبول، واعتمادهم عليه، ونقلهم عنه، ومنهم: صاحب "رد المحتار" فقد نقل عنه في قرابة خمسة وثمانين موضعًا، وفي "تنقيح الفتاوى الحامدية" فيما يزيد على ثلاثين موضعًا، ونجله صاحب "التكملة" في قرابة تسعة وخمسين موضعًا، وكذلك الطوري صاحب "تكملة البحر الرائق" في قرابة أربعين موضعًا، وصاحب "درر الحكام في شرح مجلة الأحكام"، وأحمد الزرقا في "شرح القواعد الفقهية"، وغيرهم.

3) خرج هذا الكتاب في جزء مخصوص من الفقه برع فيه مؤلفه؛ فقد ولي القضاء في كثير من بلاد المسلمين، وكذلك صاحب الأصل (جامع الفصولين)؛ ولذا جاء كتابه ملامسًا لواقع الحال، فيذكر من التفصيلات ما لا تكاد تجده في كُتب الفقه العام، ولا ريب أن المسائل المتعلقة بالقضاء إذا تناولها قاضٍ فقيه، فهو أقدر عليها من غيره.

4) الاستقصاء البالغ من المؤلف لأقوال الحنفية، وآرائهم، ورواياتهم.

5) سعة اطلاع المؤلف على كتب مذهبه؛ فإنَّ الكتب التي نقل عنها، أو اعتمد عليها المؤلف في كتابه تضني من تتبعها لكثرتها، مما يغني القارئ عن الرجوع إلى غيره من كتب الحنفية فيما يتكلم فيه، لاسيما وأن جملة كبيرة من تلك الكتب ما يزال مخطوطًا، بل كثير منها مفقود، أو عزيز الوجود.

6) الاهتمام ببيان الراجح والصحيح والمعتمد، وما عليه الفتوى، بل وما عليه عمل القضاة، وفتاوى مشايخ عصره.

7) تنبيهه وتصحيحه لما يقف عليه من أوهام، أو أخطاء في الكتب الأخرى.

8) جوابه عن كثير من الاعتراضات، سواء من صاحب "جامع الفصولين"، أم من الاعتراضات التي يفترضها المؤلف على الأقوال.

9) جواب المؤلف عن كثير من الإشكالات الواردة في كتب غيره من الحنفية، حت

12) ولهذا يقول صاحب "كشف الظنون": "والأصل - يريد جامع الفصولين - هو المتداول مع ما فيه من الخلل والزلل"[1]

خطة البحث:

تمهيد: ويحتوي على ما يلي:

1) الافتتاحية.

2) بيان أهمية الكتاب المحقق، وأسباب اختياره.

3) بيان الخطة وذكر النهج في النقل والتوثيق.

القسم الأول: المنهج الدراسي، وفيه فصلان:

الفصل الأول: التعريف بالمؤلف:

وفيه تمهيد ومبحثان:

التمهيد: عصر المؤلف:

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الحالة السياسية.

المطلب الثاني: الحالة العلمية والثقافية.

المبحث الأول: حياة المؤلف:

وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: اسمه ونسبه ومولده.

المطلب الثاني: نشأته وطلبه للعلم.

المطلب الثالث: أهم أعماله.

المطلب الرابع: صفاته.

المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه.

المطلب السادس: وفاته.

المبحث الثاني: مكانته العلمية ومؤلفاته:

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: الجوانب العلمية فيه، ووصفه من حيث التقليد والاجتهاد.

المطلب الثاني: مؤلفاته.

الفصل الثاني: الكتاب المحقق:

وفيه تسعة مباحث:

المبحث الأول: إثبات نسبة الكتاب إلى المؤلف.

المبحث الثاني: تعريف موجز بالكتاب.

المبحث الثالث: مترلته بين كتب الحنفية.

المبحث الرابع: منهج المؤلف في الكتاب.

المبحث الخامس: مصادره في الكتاب وطريقته في الأخذ منها.

المبحث السادس: المواضيع التي طرقها المؤلف في كتابه.

المبحث السابع: محاسن الكتاب ومزاياه.

المبحث الثامن: الملحوظات على الكتاب.

المبحث التاسع: وصف نسخ المخطوط، وبيان أماكن وجودها.

القسم الثاني: التحقيق:

والجزء المخصص لي هو من بداية الفصل الحادي والعشرين إلى نهاية الفصل الثاني والثلاثين.

المنهج الذي سرت عليه في تحقيق النص:

1) بذلت الوسع في إخراج نص الكتاب، في أقرب صورة وضعه عليها المؤلف، وذلك من خلال السير وفقًا للخطوات التالية:

2) اختيار نسخة (أ) لتكون أصلًا لما لها من مميزات، منها؛ كونها أوضح من النسخة الأخرى، ولقلة الأخطاء، والسقط، مقارنة بالنسخة الأخرى.

3) اعتماد هذه النسخة وجعلها أصلًا، والمحافظة على نصِّها، إلّا إذا تبيَّن أن هناك خطأ واضح لا يستقيم معه الكلام، فيصوب من النسخ الأخرى، وأجعل المثبت بين قوسين معقوفين هكذا [ ] وأشير إلى ذلك في الهامش، مع إثبات عبارة الأصل في الهامش أيضًا.

4) إن لم يكن في النسخ الأخرى ما يصوب العبارة، فأجتهد في تصويبها، وأشير إلى ذلك في الهامش، مع إثبات ما ورد في النسخ في الهامش أيضًا.

5) أثبت ما قد يسقط من الحروف، أو الكلمات من الأصل، في الصلب بين قوسين معقوفين هكذا [ ]، وأوجه ذلك في الهامش مع الإشارة إلى ما يعزز ذلك من المصادر، والمراجع.

6) مقابلة النسخة (ب) بالنسخة (أ) وإيضاح الفروق في الهامش، عدا الفروق الشكلية كاختلاف العبارة بين النسختين في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

7) رسم الكتاب بالرسم الإملائي الحديث، دون إشارة إلى ذلك في الهامش.

8) إعجام ما أهمله المؤلف من الكلمات، مع عدم الإشارة إلى ذلك في الهامش، إلا إذا اختلف المعنى بذلك الإعجام.

9) ضبط ما يحتاج إلى ضبط من ألفاظ الكتاب.

10) وضع علامات الترقيم للنص.

11) إثبات الآيات بخط واضح، بالرسم العثماني بين علامتي الآيات.

12) إثبات الأحاديث، والآثار، والنقول بين قوسين.

13) الحصول على ما أمكن من مصادر المؤلف، وربط الكتاب بمصادره التي أفاد منها إفادة مباشرة.

14) توضيح رموز المؤلف عند أول وردها في النص المحقق، والتوثيق منها إن أمكن، وبيان المفقود منها، ونحو ذلك.

15) توثيق وتحرير الآراء، والأقوال التي ذكرها المؤلف، وذلك بإرجاعها إلى مصادرها الأصلية.

16) عزو الروايات التي ينقلها المؤلف عن إمامه من مصادرها المعتبرة.

17) التنبيه على الأخطاء العلمية، إن وردت في الكتاب.

18) بيان موضع الآية من السورة، مع الإشارة إلى تفسير الآية إن اقتضاه المقام.

19) تخريج الأحاديث الواردة في الكتاب، والحكم عليها من كلام المحدثين، فإن كانت في "الصحيحين"، أو أحدهما فأكتفي بالتخريج منهما.

20) تخريج الآثار الواردة في الكتاب من كتب السنة، والمسانيد، والمصنفات، أو من كتب الفقه إن لم توجد فيما سبق، والحكم عليها من كلام المحدثين ما وجدت إلى ذلك سبيلًا.

21) عزو الأبيات الشعرية إلى قائليها.

22) شرح المفردات اللغوية الغريبة.

23) شرح المصطلحات الفقهية، والأصولية، والحديثية الغريبة.

24) بيان موضع إحالة المؤلف، فإذا كان في الجزء المخصص لي فأبين الصفحة المحال إليها، وإن كان المحال إليه واقع في غير الجزء المخصص لي، فأبين محل الإحالة من النسخة الأصل، وإذا كانت الإحالة إلى موضع في نفس الصفحة فلا أشير إلى موضع الإحالة.

25) التعريف بالأعلام غير المشهورين وذلك بإيراد ترجمة قصيرة تتضمن اسم العلم، وميلاده، ومذهبه، وبعض كتبه، ووفاته عند أول ذكر له.

26) التعريف بالطوائف، والفرق، والمذاهب، والقبائل، غير المشهورة.

27) التعريف بالمدن والبلدان والأماكن غير المشهورة الوارد ذكرها في الكتاب.

28) التنبيه على الأخطاء اللغوية والنحوية إن وجدت، إلا ما كان من قبيل الرسم الإملائي.

29) توثيق الإجماع إذا نقله المؤلف، ونقده إن لم يكن واقعًا.

30) توثيق وتوضيح إحالات المؤلف.

31) وضع الفهارس العامة وأهمها:

فهرس الآيات القرآنية على ترتيب السور، والآيات.

فهرس الأحاديث النبوية مرتبة ترتيبًا معجميًا.

فهرس الآثار مرتبة ترتيبًا معجميًا.

فهرس الأعلام المترجم لهم في النص المحقق على ترتيب المعجم.

فهرس الأماكن والقبائل مرتبة ترتيبًا معجميًا.

فهرس المصطلحات، والألفاظ الغريبة، التي تم التعريف بها.

فهرس المكاييل، والموازين.

فهرس الكتب والرسائل الواردة في الكتاب مرتَّبة ترتيبًا معجميًّا.

فهرس المصادر والمراجع مرتَّبة ترتيبًا معجميًّا.

فهرس الموضوعات مرتبة حسب ترتيب المؤلف لها.

والله المسؤول أن ينفع به كاتبه، وقارئه، ويجعله خالصًا لوجهه، نافعًا لعباده، وبالله أعتضد فيما أعتمد، وأعتصم مما يصم، وأسترشد إلى ما يرشد. وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب، هو حسبي وهو مولاي، فنعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.